نهاية الأفكار ونزهة الأبصار

عبدالله بن قاسم الحريري الأشبيلي البغدادي

نهاية الأفكار ونزهة الأبصار

المؤلف:

عبدالله بن قاسم الحريري الأشبيلي البغدادي


المحقق: الدكتور حازم البكري
الموضوع : الطّب
الناشر: دار الرشيد للنشر
الطبعة: ٠
الصفحات: ٢٢٣

يبرده أخرا بما يحلل ويهرم الروح. وكلما يؤلم مما هو غير سوء المزاج وتفرّق الأتصال فانه يؤلم بتوسط احدهما او كليهما. والخلط يؤلم أو بكميته بواسطة تفرّق الاتصال. او بكيفية وبواسطة سوء المزاج الموصف بهما جميعا

والريح يؤلم بما ذكرناه (١٩١). واسباب سوء المزاج مع مادة تجري الى العين ، خمسة (١٩٢) اسباب هي : قوة العضو الدافع ، وضعف القابل ، وكثرة المادة ، وضعف القوة العادية ، وسعة المجاري ، وقد زاد بعضهم وان يكون العضو مستقلاّ (١٩٣).

الفصل التاسع منه

في اسباب سكون الوجع

سكون الوجع يكون لانشغال الحاس عنه. كما يعرض من عدم الشعور به وقت النوم والسكر. واما بزوال موجبه وهو الحقيقي كما اذا كان عن مادة استفرغت أو عن سوء مزاج بدل. واما باستعمال المخدرة التي تبطل حس العين. ويكون الوجع حالا فيها الا انها لا تحس به. والسبب الحقيقي هو المزيل لما كان حدوث الوجع عنه

_________________

١٩١) في الاصل : والربح يولم بما ذكرناه. واسباب سوء المزاج

١٩٢) في الاصل : خمه قوة العضو. وهو يريد بذلك خمسة اسباب هي : قوة العضو .. الخ

١٩٣) في الاصل : وان يكون العضو مشتقلا. ويريد بذلك ان يكون العضو ذا مزاج خاص به.

١٠١

الفصل العاشر منه

في اسباب ضعف العين

اعلم ان اسباب الضعف : أما ان ترد على جرم العين وهو سوء مزاج او سوء تركيب واما ان ترد على الروح وهو سوء مزاج او نقصان من جوهره باستفراغ يخصه. وعلى سبيل اتباع الاستفراغ غيره. واما ان يخص القوة وكثرة فعلها وتترك الاسباب الفاعلة للتفرق وامراض التركيب الى بعد

الفصل الحادي عشر

في الاعراض (١٩٤)

وهي الدلايل على احوال العين ، يعرف ذلك من ملمسها. وذلك انها متى كانت حاره دل على حرارتها وكذلك جفافها على اليبس وما يسيل منها وكونها لينة على الرطوبة. ويعرف ذلك من حركتها متى كانت خفيفة الحركة دل على حرارتها ويبسها. وبطء حركتها يدل على البرد والرطوبة. وقد يستدل من الوانها على ما وصفنا في الوانها العريضة.

وان كانت خالية دل على يبسها. وان كانت ممتلئة دل على كثرة المادة.

وقد يعرف من شكلها ، فأنّ حسن الشكل منها يدل على قوتها. ورداءة شكلها (١٩٥) يدل على ضعفها وقد تكون غائرة فيستدل على نقصان المادة ويبس مزاج دماغ صاحبها. وتكون عظيمة فيكون بالضد. ومتى

_________________

١٩٤) في الاصل : في الاغراض. الجمله باجمعها غير مقروءه جيدا

١٩٥) في الاصل : ورداة سقلها.

١٠٢

كانت في فعلها الخاص قوية الادراك كانت معتدلة. ومتى كانت تدرك من قريب ومن بعيد معا كانت معتدلة. ومتى كانت تدرك من قريب وبعيد معا (١٩٦) ولا تتأذى بالمبصرات الباهرة فيدل على قوتها. ومتى لم تدرك من بعيد ومن قريب (١٩٧) جيدا كانت ضعيفة في خلقها ، او في مزاجها نقص وفساد. ومتى كان روحها قليلا صافيا ادركت القريب باستقصاء ولم تدرك البعيد لأن الروح الباصر والقوة الباصرة لا تفي ان تصل الى البعيد. ومتى ادركت البعيد ولم تدرك القريب ، فروحها غليظ كثير. ومتى حدّق فالحركة ترق الروح وتصفو فيدرك. وان ضعفت في الحالين فروحها قليل كدر (١٩٨). ومتى كانت جافة لا تغمض دل على يبسها. وان كانت كثيرة الدمع والرمص فهي رطبة. ومتى تأذن بالحر وانتفعت بالبرد ففيها سوء مزاج حار. وان كانت بالعكس ففيها سوء مزاج بارد.

_________________

١٩٦) في الاصل : ومتى كانت تدرك من قريب معا ولا تنادى بالمبصرات.

١٩٧) في الاصل : ومتى لم يدرك من بعيد ومن قرنب جدا كانت ضعيفه في حلقها.

١٩٨) في الاصل ضعت في الحالين فروحها قليل.

نلاحظ هنا انه أراد أن يفسر سبب عيوب الانكسار (قصر النظر وبعد النظر وحرج البصر المسمى الاستكماتيزم) وقد أسند سبب هذه العيوب الى عدم صفاء الروح الباصر او غلظه. ثم لننظر الى قول الموءلف (ومتى حدق فالحركة ترق الروح وتصفو فيدرك) وهو ما نشاهده لدى المصاب بقصر البصر Myopie حيث يضطر الى التحديق اي يشدد لتتم عملية المطابقه Accommodation على العدسه ويقرب الجسم المنظور من عينه لذلك بعد التأثير على العدسه لكي يزداد احديدابها او ينقص.

١٠٣

وهذه الاقسام (١٩٩) المعتدل منها هو الوسط إلا المفرط في جودة الابصار فأنه المعتدل وقد يعرض للعين من الطرف والتغميض والتقييح والدمعة ما يكون دليلا (٢٠٠) على امور اخرى يجب ذكرها لأنها ليست من امراض العين

الفصل الثاني عشر منه

في علاقات الامتلاء

الامتلاء هاهنا امتلاء بحسب الأوعية. وهو ان تكون العين ممتلئة من المادة التي حلّت فيها من بخره (٢٠١) ، الا انها لا تكون رديئة وينبغي ان تنتقص. وامتلاء بوجة آخر يكون بحسب القوة ، وذلك ان الخلط لا يكون كثيرا والاوعية لا تكون ممتلئة بل تكون كيفية المادة رديئة فلا تطاوع الهضم والنضج. والفرق بينهما أن الذي بحسب الاوعية تدر معه العروق ويثقل معه الرأس. والذي بحسب القوة ليس كذلك وان كان قد يشاركه في بطء الحركة (٢٠٢)

الفصل الثالث عشر منه

في علامات المرض المادي وعلاجه خلطا خلطا اذا غلب٢٠٣ اما الدموي فيدل على الثقل والحمرة والحرارة ودرور العروق

_________________

١٩٩) في الاصل : وهذه الامسام

٢٠٠) في الاصل : ما يكون دليل على امور

٢٠١) في الاصل : التي حلت فيها من بخره : ربما كانت الكلمه (التي حلت فيها من بخار) وكما نعتقد فأن المؤلف يريد بامتلاء العين ، احتقان كرة العين. والامتلاء بعرف الاقدمين يكون من احد الاخلاط الاربعه. حيث ان الدموي منها علامته كثرة الورم في العين وشدة الرطوبه وشدة الحمرة (تذكرة الكحالين ص ١٦١).

٢٠٢) في الاصل : قد يشاركه في بطو الحركة.

٢٠٣) في الاصل : وعلاجه خلط خلط

١٠٤

لا سيما اذا قرنت به اعراض الرأس الدموية وهي ثقله (٢٠٤) ، والنوم الى غير ذلك من كدورة الحواس ، وبلادة ، (٢٠٥) وحلاوة في الفم ، وسيلان دم من المواضع السهلة الانصداع من المنخرين واللثة (٢٠٦). وقد يدل عليه البلد والسن.

واما علامات البلغمي فيدل عليه ثقل شديد وحمرة خفيفة ولين ملمس ورصاصية لون. واما الصفراوي فيدل عليه النخس والالتهاب.

واعلم ان النخس قد يوجد في كل مادة ، أمّا اذا احتدّت ، إما في نفسها بان تعفن وتخرق (٢٠٧) ، واما بأن يخالطها صفراء. فالخالص للصفراء ان يكون قلة حمرة مع صفرة وخفة وقلة نوم ويبس.

اما السوداوي فيدل عليه الثقل مع الكمودة وقلة الالتصاق. واما المزاجات (٢٠٨) الساذجة فيدل عليها عدم الثقل مع قلة الرطوبة مع الدلائل الأخر التي للمادي

_________________

٢٠٤) في الاصل : وهي نقلة.

٢٠٥) في الاصل جاءت كلمتا ـ بلاده وحلاوة ـ هكذا بتاء مربوطة بدون نقط. وهكذا كان يكتب جميع الكلمات التي تنتهي بتاء مربوطة من غير نقط. وهي عادة درج عليها المؤلف.

٢٠٦) في الاصل والثلثه

٢٠٧) يقصد المؤلف في هذا ما يتولد عن الاخلاط من اظهار علامات المرض المادي. وعند كلامه عن الخلط الصفراوي لم يكن موفقا في تفسيره وهو يريد أن يقول كما جاء في تذكرة الكحالين ص ١٦١ ـ ١٦٢ : ـ وأما من مادة صفراوية وعلامته شدة الغرزان والضربان ودمعة مرة وحرارة مفرطة وتلهب مع قلة الحمرة.

ولقد كان المؤلف غير موفق أيضا في قوله (أما اذا احتدت أما في نفسها فان تعفن وتخرق وأما ما يخالطها صفراء). ونظن انه يريد بهذه الجملة التعبير التالي : واعلم ان النخس قد يوجد في كل مادة آنا اذا احتدت اما في نفسها ..... الخ

٢٠٨) في الاصل : اما المراحات السادجه

١٠٥

واما علامات الامراض الألية والعامة (٢٠٩) فنذكرها عند ذكرنا مرضا مرضا وقد تشارك امراض العين مع عضو آخر فلنذكر ذلك

الفصل الرابع عشر

في علامات احوال العين اذا شاركت غيرها من الاعضاء

اعلم ان العين تشارك في أمراضها أعضاءا أخرى يكون أمراضها عنها. فتشارك الدماغ والحجب الخارجة والحجب الداخلة ثم المعدة. فما كان منها بمشاركة الحجاب الخارج كان اسلم. وما كان بمشاركة الداخلة كان اصعب. واصعب ما يشارك العين الدماغ ، وعلامة ذلك ان يكون في الدماغ آفة إما من سوء مزاج وقل ما يكون. او امتلاء وهو المادي وإن كان الواسطة الحجب الباطنية. يبتدئ الألم من غور العين. فان كانت المادة حاره وجد عطاسا وحكة في الأنف ، وان كانت باردة احسّ بسيلان بارد. وان كان شاركها الحجاب الخارج وكانت المادة متوجهة (٢١٠) من العروق الداخلة فيحس بتمدد في الجفن اكثر ، بالعروق الخارجة. وتظهر المضرة فيما يلي الجفن (٢١١) أكثر. وان كان بمشاركة المعدة كانت العلامات تزيد او تنقص بسبب الامتلاء من الطعم والخلو. ولا بد من مشاركة الدماغ في ذلك. وكذلك ان كان ثم خيالات بحسب الخلو والامتلاء

الفصل الخامس عشر

في الفروق بين الامراض الخاصة بالعين. والذي يشركه (٢١٢)

_________________

٢٠٩) في الاصل : واما علامات الامراض الالبه والغامبه فنذكرها عند ذكرنا مرض مرض.

٢١٠) في الاصل : وكانت الماده منوجه من العروق.

٢١١) في الاصل وجدنا جملة (وتظهر المضرة فيما يلي الجفن) غير واضحه ومن الصعب قراءتها.

٢١٢) في الاصل : ويريد بالحجاب الباطن والحجاب الخارج ، الغشاوين المجللين للدماغ (الميننجس).

١٠٦

عضو آخر.

اذا اجتمع في العين مرض عضو آخر ، تأمل ايهما حدث اولا فيحدس انه الأصلي (٢١٣) أو ايهما يبقى مع ذهاب الثاني. ، فالباقي يحدس انه الأصلي. ويحقق ذلك الحدس زيادة ان الذي حدس انه تابع بزيادة الذي حدس انه اصلي دائما ، ونقصانه بنقصانه كلاهما على سبيل الاستتباع. وقد يغلط في هذا عند ما يكون المرض الأصلي غير محسوس اولا ثم يظهر بعد ظهور المرض الشركي فيظن ان الأمر بالعكس وربما لم يفطن المريض إلا بالشركي وحده فيجعله غير شركي. وسبيل التحرز من هذا الغلط ان يكون الكحال عارفا بالاعضاء التي تشارك العين في الآفات وبالآفات الخاصة بالعين ما كان منها محسوسا وما لم يكن فيجتهد في مساءلة (٢١٤) العليل عن الاحوال فربما عرف. واكثر الاعضاء مشاركة العين الدماغ ثم المعدة ثم الكبد على ما قلنا فيما قبل.

الفصل السادس عشر

في قوانين عامة في معالجات العين بكلام كلّي

اعلم ان العلاج يكون مختلفا باختلاف الامراض والاسباب. وأمراض العين كما بينا مزاجية ساذجة ومزاجية مادية وتركيبية ، وتفرّق اتصال. فعلاج العين يكون أما بالاستفراغ ويدخل فيه تدبير الاورام (٢١٥) ، واما بتبديل مزاج وذلك يكون بأدوية خاصة. واما اصلاح (٢١٦) هيئة كما في الجحوظ. واما ادمال كما يفعل في القروح (٢١٧)

_________________

٢١٣) في الاصل : نامل ايها حدث اولا فيحدس انه الاصلي. ومن بعد هذه الجملة جملة مكتوبة في الهامش وهي : (أو أيهما يبقى مع ذهاب الثاني فالباقي يحدس انه الاصلي) انتهى الهامش.

٢١٤) في الاصل : فيجتهد في مسابلة العليل.

٢١٥) في الاصل : ويدخل فيه نذير الاورام

٢١٦) في الاصل : واما اصلاح هبه

٢١٧) في الاصل : جاءت كلمة (وهو) مطموسة وغير مقروءة تماما

١٠٧

وهو علاج تفرق الاتصال. والاستفراغ يكون اما على سبيل قطع المادة من مصبها بمنعها من ان تصب الى العين واما على سبيل التحلب منها. والأول اجود. فان كان ممتلئا نقصت منه واكثر عنايتك ينبغي ان تكون مصروفه الى الدماغ لأنه اصل العين ، فتعمد الى تنقيته (٢١٨) في اكثر امراض العين بما سنذكره من المنقيّات للدماغ بعد. والنقل عن العين من طريق الأنف ومن العروق القريبة منها كالأرنبة والجبهة وعرقي الماقين.

واما تفريق الأتصال فعلاجه الأدوية المجففة من غير لذع ويكون تجفيفها كثيرا. والامراض المادية في العين يجب ان يقلل فيها الغذاء وليكن صالحا يولد كيموسا محمودا. والمبخّرات رديئة جدا لأمراض العين وكل سيئي (٢١٩) الهضم. فان كانت المادة منصبة من غير العين قصد ذلك العضو بالعلاج. وان كانت الماده في الحجاب الخارجة ، فالحجامة واستعملت الروادع على الجبهة. فالباردة منها كقشر البطيخ للمواد الحارة. والحارة منها كالقلقديس (٢٢٠) للباردة. ومما يقطع المواد طلاء ماء العليق والعوسج والشوك. وشد العصابة. وقد لا يفيد ذلك فيكوى العرقان اللذان في الصدغين. وسنذكر كيفية كيّهما في موضعه.

وان كانت المادة منصبه ، فما دامت منصبه فاجعل جذبك (٢٢١) من موضع بعيد. فان كانت المادة في اعالى البدن جعلت الاستفراغ من اسفل وان كانت من أسفل فمن فوق ، ومن المحاذاة ان كانت المادة قد انصبت الى العين اليمنى فمن الجانب الأيمن. وان كانت قد انصبت الى العين

_________________

٢١٨) في الاصل : فتعمد الى تنصبه

٢١٩) في الاصل : والنحرات رديه جدا لامراض العين سى الهضم. وقد جاءت كلمة (وكل) في الهامش (انظر القانون لابن سينا ج ٢ ص ١).

٢٢٠) في الاصل : كالعلقدس. والقلقديس هو سلفات الزنك (انظر المقالات ص ٢٢١).

٢٢١) في الاصل : فاجعل جدس من موضع بعيد

١٠٨

اليسرى (٢٢٢) فمن الجانب الأيسر. والموضع البعيد ان يقصد (٢٢٣) في امراض العين ، الصافن. والحجامة في الساقين ثم الاستفراغ بالأدوية بالحقن (٢٢٤) والحمولات ، ثم فصد الباسليق ثم القيفال (٢٢٥) اقرب الى العين. وفصد العروق التي في نواحي الرأس. فما كان من قدام كان انفع في الثقل من الموضع. وما كان من خلف كان انفع في الجذب. واعلم ان ما يحدث في العين من المواد تحتاج الى نقلة عنها الى عضو آخر فينبغي ان يكون مشاركا كمشاركة الاثداء للرحم او قريبا من المشاركة (٢٢٦). فالنقل في العين اول ما يكون هو النقل الى المنخرين. وهذا يكون في العطوسات والنشوقات التي سيأتي ذكرها أخرا.

واعلم انه اذا كان مع علل (٢٢٧) العين صداع ، فابدأ بعلاج الصداع

_________________

٢٢٢) في الاصل : وان كانت قد انصبت الى العين اليمنى ، وهو يقصد العين اليسرى. وبما انه قد ذكر في الجمل السابقة (فوق وتحت ويمين). فاذا من المحتم ان تكون الكلمه ـ اليسرى.

٢٢٣) في الاصل : والموضع البعيد ان يقصد في امراض العين

٢٢٤) في الاصل : الاستفراغ بالادويه بالجفن.

٢٢٥) الباسليق والقيفال من أوردة الاطراف العليا. وجاء في القاموس المحيط (القيفال بالكسر عرق في اليد يقصد). والباسليق وهو ما ندعوه حاليا بالوريد القاعدي هو من اوردة الاطراف العليا كما أسلفنا. ولكن نفس الاسم قد ورد في بعض الكتب كاسم لدواء. كما ورد في كتب أخرى كاسم لحيوان.

٢٢٦) في الاصل : فينبغي ان يكون مشاركا لمشاركة الاثداء للرحم او قريب من المشاركه

٢٢٧) في الاصل : واعلم انه اذا كان مع (تحلل) العين صداع فابدأ بعلاج الصداع.

ولكن في القانون لابن سينا وردت الجمله في ج ٢ ص ١١٢ على الشكل الاتي :

(واعلم انه اذا كان مع (علل) العين صداع فابدأ بالعلاج بالصداع). ولعلنا من هذا نستطيع أن نحكم بأن كلمة (علل العين) هي الصحيحه. وليست تحلل العين كما جاء في الاصل

١٠٩

ولا تعالج العين قبل ان تزيله (فاذا لم يغن الاستفراغ والتنقية والتدبير الصائب ، فاعلم ان في العين مزاجا رديئا او مادة خبيثة لحجة طبقات العين فيفسد الغذاء النافذ اليها. وهناك ضعفا من الدماغ وفي موضع تتدفق المادة فالنوازل الى العين) (٢٢٨)

الفصل السابع عشر

في المرض الذي ينبغي ان يتقدم علاجه (٢٢٩)

ينبغي ان يقدّم بالعلاج من الامراض ما وجد فيه ثلاثة امور (٢٣٠) احدها ان يبتدئ بعلاج المرض الذي لا يبرأ الثاني الا ببرائه كالرمد

_________________

٢٢٨) في الاصل : (فاذا لم (يعن) الاستفراغ والتنقية والتدبير الصائب فاعلم ان في العين مزاجا (رديّا) أو مادة خبيثة ـ لحجب ـ في طبقات العين فيفسد الغذاء النافذ اليها. وهناك ضعف في الدماغ وفي موضع اخر (تنقذف) منه النوازل الى العين). ولكن جاء في القانون ج ٢ ص ١١٢ (واذا لم (يغن) الاستفراغ والتنقية والتدبير الصائب فاعلم ان في العين مزاجا (باردا) أو مادة خبيثة (لحجة) من الطبقات تفسد الغذاء النافذ اليها (أو) هناك ضعف في الدماغ وفي موضع اخر (تنقذف) منه النوازل).

من ملاحظة ما كتبه المؤلف وما جاء في القانون ، نجد ان العبارات والجمل هي نفسها ما عدا الكلمات المحصورة بين قوسين حيث حصل فيها بعض التشويه ، فتشوه المعنى نتيجه لذلك ولقد لاحظنا من تحقيقنا للصفحات السابقه ، ان الموءلف قد اعتمد كثيرا على كتب من سبقوه وخاصة كتابي القانون لابن سينا ، وتذكرة الكحالين والمقالات لحنين بن اسحق. وقد اشار هو الى بعض ذلك في مقدمته حيث قال ـ ... وما امكنني بالتحصيل والجد وما ثبت لى من التجارب المنقوله عن الشيوخ الماهرين .. ولكن مما يوءاخذ عليه انه قد نقل واقتبس من هذه الكتب بعض الجمل وضمنها كتابه ولكن بتحريف وتشويه بعض الكلمات (كما جاء في التعليقين أعلاه) سواء أكان هذا التحريف متعمدا أو غير متعمد. وهذا مما جعل هذه الجمل غير مفهومه او مشوهه المعنى

٢٢٩) في الاصل : في المرض الذي ينعى ان يقدم علاجه.

٢٣٠) في الاصل : ما وحد فيه لمثه امور احدها ان يتبدى بعلاج المرض الذي لا يبرى الثاني الا بريه.

١١٠

والقرحة ، فيعالج الرمد اولا حتى يزول سوء المزاج الذي لا يمكن ان تبرأ القرحة معه. ثم تعالج القرحة. اللهم الا يكون الرمد حدث عن القرحة فانه يكون تابعا لها فانه يزول بزوالها.

الأمر الثاني : ان يكون احدهما هو السبب الثاني كالدمعة مع الجرب (٢٣١). فانك تعالج الجرب وتحكه وتداويه بالأدوية التي تحدّر الدموع ولا تبالي بالدمعة.

والأمر الثالث : ان يكون احدهما اشد اهتماما كما اذا اجتمع سبل وقرحة ، عالجت القرحة بالاشياء المبردة المسدّدة ولم تلتفت الى السبل مع ما ان هذه الأدوية تضره. لأن القرحة كثيرا ما تفسد قشرات القرني فتفسد بفسادها العين ، والسبل ليس كذلك.

واذا اجتمع المرض والعرض ، فابدأ بالمرض الا ان يغلبه العرض. كما تترك في العين المخدرات والاشياف الذي يقع فيه الأفيون في الوجع الشديد الذي يكون في الرمد. وان كانت المخدرات كثيرا ما تفسد مزاج الروح الواصل الى العين بتخديره وتمنع الرمد آخر الأمر من التحليل سريعا وذلك يكون متى خيف على القوة اذا أفرط الألم. وفي العلاج بالحديد (٢٣٢) مما شاهدنا ، ينبغي ان يقدم بالعلاج ما لم يكن علاجه مانعا من علاج الأخر ويؤخر ما اذا عولج اولا ، ثم ورد على العين علاج ثاني فيفسد الأول. وذلك اذا اجتمع معك قرحة في القرنية وجرب الاجفان ، عمدت الى الاجفان اولا وقلبتها (٢٣٣) وجعلت عليها المغريات

_________________

٢٣١) الجرب هو المرض المعروف حاليا باسم التراخوما. وسيأتي بحث ذلك

٢٣٢) العلاج بالحديد يريدون به التدخل الجراحي

٢٣٣) في الاصل الكلمة غير واضحة وغير مقروءة تماما ولكن من سياق الجملة قدرنا انها (قلبتها). ثم ان جملة وجعلت عليها المغيرات ولعله يريد (المغريات). فقد جاء مثلا في تذكرة الكحالين ص ٣٧٧ (ان الكثيراء مسدد (مغري) مجفف مسكن للحدة واللذع).

١١١

لا علاجا للجرب بل توطيدا لمرور الاجفان على القرحة لئلا تمر الاجفان بخشونتها عليها تتكأها (٢٣٤) فتعالج القرحة ثم الاجفان. واذا اجتمع معك ظفرة تريد الكشط ، وغربة يريد الكي ، ثم نقيت الدماغ وكشطت الظفرة ، ولو فعل بالعكس لانصبت مادة الغربة الى الغدة وأفسدتها وعرض سيلان لا يبرأ (٢٣٥). واذا اجتمع معك سبل تريد لقطه ، وشعر زائد تريد ان تشمرّ الجفن لأجله ، وبالجملة تحتاج الى تشمير مع لقط السبل ، فأبدا بالسبل والقطه ، وقوّة العين والجفن ثم شمرّ. ولو فعل بالعكس انهدلت الاجفان بعد التشمير. وطالت بسبب الفتح العنيف وانصباب المواد بسبب الحركة وقت القطع لا سيما ان كان الفتح بمفاتيح فلا يمكن ان يشمر مرة ثانية من غير اذى. فاذا اجتمع معك ماء تريد قدحه (٢٣٦) ومرض آخر اي مرض كان من الامراض التي تحتاج الى علاجها فابدأ به اولا واترك الماء آخرا. الا انه من ادنى حركة يعود الماء الى العين بعد قدحة لا سيما ان كان في قوامه رقة والدماغ لم يبالغ في تنقيته (٢٣٧). واذا اجتمع معك شرناق تريد اخراجه ووردينج ، فعالج الوردينج حتى يزول. ثم اخرج الشرناق لئلا يرم الجفن اكثر مما هو وارم ، فيصلب بعد ذلك ويعسر زواله. ومتى اردت ان تشمر وتخرج الشرناق من جفن واحد ، فاخرج الشرناق اولا ثم شمر. لأنك اذا اخرجت الشرناق يعود جلد الجفن رقيقا رخوا يطاوعك في العمل. فاذا شمرت كان التشمير (٢٣٨) سريع الالتصاق بسبب طول الجفن. وليس ذلك كما لو أخرت الشرناق وشمرت. فان الجلد يكون ممتلئا فلا

_________________

٢٣٤) هكذا في الاصل. والاصح ان تكون (فتنكأها) من نكأ الجرح اذا آذاه.

٢٣٥) في الاصل : وعرض سيلان لا يبرى

٢٣٦) في الاصل : واذا اجتمع لديك ما تريد قدحه.

٢٣٧) في الاصل : كانت الجمله غير مقروءه وبعض حروفها مطموسة

٢٣٨) في الاصل : فاذا شمرت كان السمر سريع الالتصاق.

١١٢

تتمكن من التشمير. ومتى خيط الجفن فبأدني ورم وحركة تنفتق الخياطة ويعسر بعد ذلك ردها. ثم اذا التحمت واندملت ، فلاجل القطع والخياطة يعسر عليك اخراج الشرناق. ثم الجفن بعد ذلك قد يعود الى حالته فلا يكون قد افادنا التشمير شيئا. وكل مرض يكون مع الشرناق من امراض الجفن فابدأ بالشرناق (٢٣٩) فهو الأولى.

الفصل الثامن عشر (٢٤٠)

في اوقات الامراض ونذرها بمقتضى ذلك

اعلم ان المرض منه حاد ومنه مزمن. فالحاد هو الذي يبتدئي باشد اعراضه اولا. وكلما كان اقوى كان احد (٢٤١) ويحتاج الى تدبير لطيف وهو سريع الانقضاء. والمزمن هو الذي تتأخر اعراضه. وكلما تأخر كان المرض ابطأ انقضاء. ويحتاج الى تدبير في الابتداء غليظ.

واوقات المرض اربعة (٢٤٢) : الأول هو (الابتداء) ، وهو الزمان الذي لا يظهر فيه المرض. ويكون كالمتشابه في احواله لا يستبان فيه تزيّده. والثاني (التزيد) : وهو الوقت الذي يستبان فيه استزادة المرض كل وقت بعد وقت. والثالث (الانتهاء) وهو الوقت الذي يقف فيه المرض في جميع اوصافه على حالة واحدة. والرابع (الانحطاط) وهو الوقت الذي يظهر فيه انتقاص المرض. فان كان المرض حادا لا سيما ان كان

_________________

٢٣٩) الجملة غير مقروءة في الاصل. وبصعوبة تمكنا من فك طلاسمها.

٢٤٠) في الاصل : الفصل الثاني عشر

٢٤١) الجمله في الاصل غير مقروءة بوضوح

٢٤٢) في قوله : واوقات المرض اربعة ، يريد ان الادوار التي يمر فيها المرض هي اربعة.

وهي نفس الادوار المعروفة اليوم في الطب الحديث وهي دور الحضانة ودور الابتداء ودور التوقف ثم دور الانتهاء. وهناك دور خامس لم يكن مصنفا في الطب القديم ، ولكن الطب الحديث صنفه وسماه دور النقاهه وهو الدور الذي يتماثل فيه المريض نحو الشفاء.

١١٣

رمدا ، فاستعمل في الابتداء الروادع. ثم بعد ذلك تمزج الروادع باشياء (٢٤٣) مرخية. وسنوضح ذلك فيما بعد عند ذكرنا الأدوية. ثم بعد الانتهاء الى الانحطاط يستعمل ما يرخي ويحلل. وربما احتيج في كل واحد من الاوقات الى تدبير (٢٤٤) مشارك لما بعده. مثلا ان يقتصر اولا على الروادع وربما نقص في آخر الابتداء توطيدا للتحليل. وربما اشتد العرض وخيف على القوة فحينئذ تفزع الى المخدرات. وليكن استعمالك (٢٤٥) اياها بحذر فانها تغير جميع الحواس.

والتوتيا تستعمل في الابتداء اذا خيف ان يصير في العين قرحة. واما اذا لم يكن ، فلا يجوز استعماله الا اذا قويت العين لأنه يكثف تكثيفا شديدا. وان كان نوعا من التكثيف مطلوبا الا ان فعله في الغاية بحيث انه يمنع النوازل الملطفة التي تولدت في العين عن شدة الحرارة من الخروج. فتبقى محبة (٢٤٦) فتؤلم الما شديدا. والرطوبة المرخية تستعمل ايضا من الابتداء لتلمّس الاجفان والعين فلا تحتك بها فتتأدى كبياض البيض الرقيق. والماء واللبن الحليب يغسل به وهو شديد النفع. والحلبه يستعمل ماؤها اذا قصد النضج ، ونوع تحليل ثم الأنزروت المربىّ بلبن الأتن. ثم المحللة أخرا كالأدوية المحدره للدموع (٢٤٧) ، وسنذكرها. والتزيد والانتهاء متقاربان في العلاج كالابتداء.

_________________

٢٤٣) في الاصل : ثم بعد ذلك نمزج الروادع باشيا مرخبه

٢٤٤) في الاصل : وربما احنج في كل وقت من الاوقات الى نذير مشارل.

٢٤٥) في الاصل : فحنبد نقرع الى المخدرات وليكن استعمالك اياه بتحدر

٢٤٦) في الاصل : فتبقى محابسه فتولم الما شديدا. والرطوبه المرحة تستعمل أيضا في الابتدا التلمس الاجفان والعين فلا تحبك سها قتاوى.

٢٤٧) في الاصل : كالادوية المخدرة الدموع

١١٤

الفصل التاسع عشر

في اشياء يجب على الكحال ان يراعيها في مداواة العين (٢٤٨)

يجب عليه اولا ان يعرف المرض اي نوع هو ومن اي جنس. والسبب لا بد من معرفته لأن اكثر الامراض تعالج بازالة اسبابها. وقد يخفي المرض فيدل عليه السبب. واكثر الاشياء تفهم من اسبابها ومبادئها (٢٤٩) فان كان من حرّ وبرد ، او من برد سخن او من رطوبة نشفت ، او من يبس رطب ، او من تعب أراح ، او من راحة استعمل الرياضه على حسب حالة ، او من امتلاء أفرغ ، او من استفرغ أملئي بالاغذية الصالحة (٢٥٠). وقد يخفى المرض والسبب فيدل عليه الاعراض فيجب ان تنظر ايضا في الأعراض وقد ذكرنا الامراض الكلية واسبابها واعراضها وطرق معالجتها بقول كلي وسنوضح القول من ذلك بقول جزئي في علاج مرض مرض (٢٥١). ويجب عليه ان ينظر في السحنة فيما بين السمن والهزال. فمتى كان مهزولا لم يحتمل الاستفراغ القوي ومتى كان معمور البدن كثير المواد ، احتمل في كل انسان بحسب حالة وينظر ايضا في المزاج الخاص بالعليل ومزاجه الأصلي ليعرف مقدار خروجه وما يورد عليه. وينظر في السن أيضا. فمتى كان طفلا لم تقدم عليه باستفراغ قوي الا اذا خيف عليه من علة دموية يخشى منها هلاكه او غير دموية. او يخشى عليه في مرض عينه ان اهمل فسدت. ومتى كان شيخا (٢٥٢) لم يقدم عليه بالاستفراغ القوي الا اذا خيف عليه من

_________________

٢٤٨) في الاصل : في اشيا نحب على الكحل ان راعها في مداواه العفن

٢٤٩) في الاصل : من لسابها وماديها

٢٥٠) في الاصل : او من امتلاء امرع او امن استفراغ املا بالاعديه الصالخه.

٢٥١) في الاصل : وسيوضح القول عن ذلك بقول جزوي في علاج مرض مرحن.

٢٥٢) في الاصل : ومتى كان سيحا

١١٥

علة دموية يخشى منها هلاكه ، او غير دموية بسبب ضعفه. وان كان كهلا او شابا احتمل. وينظر ايضا في القوة ان كانت قوية استفرغه منذ اول الأمر بلا تهيب ولا توقف. وان كانت ضعيفة لم يستفرغ الابعد تقويتها. والوقت الحاضر من اوقات السنة ايضا. فان كان الوقت شتاء (٢٥٣) ، لم يمكن استفراغه بالقىء ولا بالدواء الأقوى ، ويجوز بالدواء القوي اذا دعت الحاجة اليه. ولا يكثر من الرادعات لكونها مضرّة (٢٥٤). وان كان الوقت صائفا لم يستفرغ بادوية قوية ويتوقى منها الاسهالات الا ما كان يسهل بالردع مع الاشياء الباردة. ولتكن مبردة بالفعل. وان احتيج فيه الى المسخنات استعملت ايضا باردة بالفعل حارة بالقوة. والقىء لا بأس به ان دعت الحاجة اليه. وان كان خريفا امكنك الاستفراغ ان احتجت اليه بقوة. وان كان ربيعا أبدا أمكنك اخراج الدم. والاسهال فيه أقل من الخريف. وان كان قد يستعمل الناس الاسهال في الربيع أكثر من الخريف. وينبغي ان ينظر في الهواء وحاله فقد تختلف الفصول. ولاختلافها احكام نذكر بعضها مختصرا لئلا يطول الكتاب وبقدر الحاجة.

اعلم ان الاطباء لا يراعون حلول الشمس في ربع ربع من ارباع فلك البروج. فلا يجعلون الربيع اذا حلت الشمس ببرج الحمل كما يراعي ذلك المنجمون ، بل الربيع عند الاطباء هو الزمان الذي لا يحتاج فيه في البلاد المعتدلة الى دفء وكن من البرد ولا الى ترويح من الحر. فيكون الربيع اذا استكمل تفتيح الازهار فيكون تقديرا اذا حلت

_________________

٢٥٣) في الاصل : فان الوقت شتا

٢٥٤) في الاصل : ولا يكر من الرادعات وليكن مفره وان كان الومت صانعا.

والرادعات ـ كما جاء في القانون ج ٢ ص ١١١ ـ : هي الادوية الملطفة للامزجة. فقشر البطيخ مثلا يستعمل على الجبهة في المزاج الحار. والقلقديس في المزاج البارد.

١١٦

الشمس نصف الثور ايضا وبالصيف جميع الزمان الحار. وبالشتاء الزمان البارد. فيكون زمان الربيع والخريف اقل من زمان الشتاء والصيف لان اول كل واحد منهما اعنى الربيع والخريف ملحق باخر ما يليه محسوب عند الاطباء من جملة الاول. فاذا كانت الفصول على طباعها ، وهو ان يكون الربيع معتدلا والصيف حارا يابسا والشتاء باردا رطبا والخريف باردا يابسا. وقد يعرض في هذه الفصول كيفيات غير ما يقتضيها طباعها مثل برد يعرض في الشتاء شديد يكون حكمة في المعالجة حكم الشتاء. وكذلك الحال في الجميع. وينظر ايضا في البلد الذى يسكنه المريض. فانه ان كان البلد باردا ينظر الى أمزجة اهل ذلك الاقليم وفعل ما تقتضيه امزجتهم باعتبار البرد. وكذلك اذا كان حارا وان كان معتدلا فبحسب الخلط الغالب لا غير. ولا يقدم على الاسهال القوي في البلاد الحارة. ولا التبريد القوي في البلاد الباردة. وينظر ايضا في عادة المريض ان كان معتادا للاستفراغ من غير استدعاء فيكون استفراغه بتوق ولا تكون الادوية قوية. ويحذر (٢٥٥) دوامه واستمراره فيكون بمرصد منه بحيث لا يغفل الى ان يتجاوز حدّه فيتحدد على المريض ما هو اهم من مرض العين. وان كان المريض كثير الحركة معتادا بها ، فاستفراغه يكون بتوق وحذر. ولا يكون قويا وان كان ساكنا مترعا. فاستفراغه على حسب ما يختار لانه يحتمل. واعلم ان من امراض العين ما لا بد له من استفراغ كالرمد الصعب والسبل والقروح. ومنها ما لا يحتاج الى استفراغ كالبياض والآثار (٢٥٦). بل يحتاج الى ما يجلو الاعين. والاوجاع التي لا يظهر

_________________

٢٥٥) في الاصل : ويخدره دوامه واستمراره فيكون بمرصد منه بحيث لا يعفل.

٢٥٦) يريد بالبياض والاثار ما يصيب القرنية من كثافة. وسيلاحظ ان لكل اثر او بياض نصيبا من الشدة وتغيرا في العلاج في الفصول القادمه عند كلامه عن معالجة أمراض القرنية وأنواعها.

١١٧

معها امتلاء ، يستعمل في علاجها تبديل المزاج الضد بالضد كما ذكرنا.

الفصل العشرون (٢٥٧)

في كيفية الكحل بقول وجيز

اعلم ان العين ذكيه الحس فينبغي ان يلطف بها ما امكن عند المعالجة وذلك ان تكون الادوية (٢٥٨) ناعمة قد احسن اتخاذها. ويكون كل دواء في موضع لا تصل اليه قوة الاخر لا سيما ادوية البياض والرمد (٢٥٩) فانهما يختلفان كثيرا. وتكون مخزونة في آلة من الابنوس او الزجاج. ولا توضع الادوية المبردة في النحاس فتكتسب قوة زنجارية ، بل الادوية الحادة ينبغي ان تعمل في ذلك لتزداد قوتها. والدواء اذا عتق بطلت قوته او انها نقصت. وينبغي ان يكون الميل ممتلئا (٢٦٠) قليلا فهو أجود في ذلك. ويكون اما ذهبا أو فضة أو نحاسا او أبنوسا أو فولاذا. وبعضهم قد يكره الميل الابنوسي لخشبيته. وكذلك الفولاذ لما يعلوه من الصدأ العسر المفارقة. ولا يجوز الاكتحال بميل الزجاج غير الصافي ولا بميل خشب غير الابنوس. وينبغي ان اراد ان يغسل العين ان ينوم العليل (٢٦١) على ظهره ليتمكن

_________________

٢٥٧) في الاصل : الفصل العشدرت. لقد كتبها بخط النسخ كما كان يكتب جميع العناوين السابقة. وقد كان المؤلف يحاول في كل مرة ان يتفنن في كتابة العنوان ، فكانت الكلمات تجيء متداخلة مشوهه كانها طلاسم يصعب قراءتها

٢٥٨) في الاصل : ان كلمة الادوية جاءت في هامش الصفحه. وقد اشار اليها الموءلف باشارة

٢٥٩) في الاصل : لا سيحا ادوية البياض فالرمد فانهما يختلفان كثيرا

٢٦٠) في الاصل : متكئا

٢٦١) في الاصل : وينبغي ان اراد ان يقل

١١٨

من غسلها ، وليكن برفق ويعمد بخرقة ناعمة جدا او بقطنة تمسح القطوع ، وكذلك في صب جميع الرطوبات في العين. فالاولى ان يكون نائما على قفاه فانه امكن ، واما متى اردت ان تفتح العين فان بدأت باليسرى لكونها امكن فتفتح الجفن الاعلى برفق بابهامك من اليد اليسرى والجفن الاسفل بالخنصر من يدك اليمنى برفق. ثم تضع الدواء او تسل الميل برفق كأنك تفتله. واما العين اليمنى فتفتح جفنها الاعلى بابهامك من اليد اليسرى كما فعلت بالعين اليسرى. الا انك تقلب الميل وتجعل فرفينته نحو المآق الاصغر ، ثم تفتح الجفن الاسفل بسبابتك من اليد اليمنى وتقوم الوسطى في مسك الميل عند ذلك مقام السبابة. ولا يكبس الميل وقت الكحل فيضر القرني. وينبغي ان تكون معك أميال مختلفة. ولا تكحل صحيح العين بميل كحلت به مريض العين (لان من امراض العين ما يعدي) الا بعد ان تغسله وتنشفه. لانه ربما كان عليه صدأ او بقايا دواء فعند ذلك مرور ذلك على القرنية يحدث فيها الماء. وربما احدث تفرق اتصال يسير.

واعلم ان من الامراض ما يحتاج الى ذرور فينبغي ان يكون وضعه في المآقين من غير ان يصل الى القرني لا سيما ان كان ثم قرحة او سلخ. فان كان في القرني أثر تريد زواله فلا بد ان يقصد وضع (٢٦٢) الدواء الحاد الجلاء عليه حتى يفعل فيه. وفي غير الحالة لا تقرب الميل الى القرني بل تجعله في المآقين. ومتى اردت حك الجفن (٢٦٣) فأمدد الاشفار منه

_________________

٢٦٢) في الاصل : فلا بد ان يقصد ان يضع الدوا الحاد الجلا عليه.

٢٦٣) جاء في تذكرة الكحالين ص ٦٤ : واما قلب الجفن فتمسك بشعر الجفن بالابهام والسبابه من اليد اليسرى وتجذب الجفن اليك فتكبس وسطه بملعقة الميل حتى ينفتح وينقلب.

١١٩

بالسبابة من اليد اليسرى والابهام منها برفق ثم تجعل فرفينة الميل فوق الجفن. وتقصع الجفن بكبسه من اليمنى بالميل ثم تحركه. فان اردت رده فعلت ذلك برفق ولا تتركه ينقلب لذاته. واذا تركت دواء في العين واردت ان تترك دواء اخر ، فاصبر حتى تخلص العين من الاول لئلا تتخبط باختلافهما. والادوية الحادة متى كان الدماغ ممتلئا لا تكحل العين بها لئلا تجذب بتحليلها الى العين آفة (٢٦٤). وسنذكر كيفية علاج مرض مرض بالدواء وبالحديد ان كان مما يعالج به.

القسم الرابع

في حفظ الصحة في العين

وهو فصل واحد

حفظ صحة الاعضاء كلها يكون بالاشياء المشابهة لكل عضو تروم حفظ صحته اذا كانت صحته لا يدوم منها شيء ، الا العين فانها تحتاج الى التقوية اكثر من غيرها ، والى ما ينشف. لانها بمعرض من انصباب المواد. لان منشأها من الدماغ كما بينا. فالاشياء المشابهة لها ضارة وحفظ الصحة في العين وفي كل عضو يكون بتوقية من الآفات. واستعمال ما يقوي وينفع وبتقدير الاسباب الستة الضرورية العامة المشركة للصحة والمرض وهي : الهواء المحيط بابدان الناس. وما يؤكل ويشرب. والحركة والسكون. والنوم واليقظة. والاحتقان والاستفراغ. والاحداث النفسانية. فهذه متى قدرت كما ينبغي في الكمية والكيفية والوقت والترتيب ، احدثت الصحة وحفظتها. وبالضد اذا قدرت احدثت المرض وحفظته. وكان بنا حاجة ان نذكرها (بوجه في

_________________

٢٦٤) جاء في التذكرة ص ٦٢ ـ ٦٣ : واياك ان تستعمل دواء حادا وفي الرأس امتلاء بل يكون نقيا من الاخلاط الرديئة. فان ابقراط يقول ان الابدان غير النقية كلما غذوتها زدتها شرا.

١٢٠