فضائل الخمسة من الصّحاح الستّة - ج ٢

آية الله السيد مرتضى الفيروزآبادي

فضائل الخمسة من الصّحاح الستّة - ج ٢

المؤلف:

آية الله السيد مرتضى الفيروزآبادي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: منشورات فيروزآبادي
الطبعة: ٤
ISBN الدورة:
964-6406-18-1

الصفحات: ٤٦٣
  الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣

اللّه إِنَّمٰا وَلِيُّكُمُ اَللّٰهُ وَرَسُولُهُ.

(قال) وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس في قوله : (إِنَّمٰا وَلِيُّكُمُ اَللّٰهُ وَرَسُولُهُ) ، الآية قال : نزلت في علي بن أبي طالب عليه السلام.

[قال] وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن علي بن أبي طالب عليه السّلام قال : نزلت هذه الآية على رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في بيته (إِنَّمٰا وَلِيُّكُمُ اَللّٰهُ وَرَسُولُهُ وَاَلَّذِينَ آمَنُوا) ، إلى آخر الآية ، فخرج رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فدخل المسجد وجاء الناس يصلون بين راكع وساجد وقائم يصلى فاذاً سائل فقال : يا سائل هل أعطاك أحد شيئاً؟ قال : لا إلا ذاك الراكع ـ وأشار لعلى بن أبي طالب عليه السلام ـ أعطاني خاتمه.

[قال]وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن عساكر عن سلمة بن كهيل ، قال : تصدق علي عليه السلام بخاتمه وهو راكع فنزلت : (إنما وليكم اللّه) (الآية)

[قال] وأخرج ابن مردويه من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال : أتى عبد اللّه بن سلام ورهط معه من أهل الكتاب نبى اللّه عند الظهر فقالوا : يا رسول اللّه إن بيوتنا قاصية لا نجد من يجالسنا ويخالطنا دون هذا المسجد ، وإن قومنا لما رأونا قد صدقنا اللّه ورسوله وتركنا دينهم أظهروا العداوة وأقسموا أن لا يخالطونا ولا يؤاكلونا فشق ذلك علينا ، فبيناهم يشكون ذلك إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم إذ نزلت هذه الآية على رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : (إِنَّمٰا وَلِيُّكُمُ اَللّٰهُ وَرَسُولُهُ وَاَلَّذِينَ آمَنُوا اَلَّذِينَ يُقِيمُونَ اَلصَّلاٰةَ وَيُؤْتُونَ اَلزَّكٰاةَ وَهُمْ رٰاكِعُونَ) ، ونودي بالصلاة صلاة الظهر وخرج رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقال للسائل : أعطاك أحد شيئاً؟ قال : نعم قال : من؟ قال : ذاك الرجل القائم ، قال : على أي حال أعطاكه؟ قال : وهو راكع ، قال : وذاك علي بن أبي طالب عليه السّلام فكبر رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وهو يقول : ومن يتول اللّه ورسوله والذين آمنوا فان حزب اللّه هم الغالبون.

٢١

[أقول] ورواه الواحدي أيضاً في أسباب النزول (ص ١٤٨) عن أبي صالح عن ابن عباس ، وروى القصة عن جابر بن عبد اللّه أيضاً ، وقال في آخرها : قال الكلبي : إن آخر الآية في علي بن أبي طالب عليه السلام لأنه أعطى خاتمه سائلاً وهو راكع في الصلاة (انتهى) وقد ذكر الفخر الرازي في تفسير الآية رواية مختصرة تناسب هذه الرواية ، قال : روي أن عبد اللّه ابن سلام قال : لما نزلت هذه الآية قلت : يا رسول اللّه : أنا رأيت علياً تصدق بخاتمه على محتاج وهو راكع فنحن نتولاه.

[كنز العمال ج ٦ ص ٣١٩] قال : عن ابن عباس قال : تصدق علي عليه السلام بخاتمه وهو راكع ، فقال النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم للسائل : من أعطاك هذا الخاتم؟ قال : ذاك الراكع ، فأنزل اللّه فيه : (إِنَّمٰا وَلِيُّكُمُ اَللّٰهُ وَرَسُولُهُ) (الآية) وكان في خاتمه مكتوباً (سبحان من فخرى بأنى له عبد) ثم كتب في خاتمه بعد (الملك للّٰه) قال : أخرجه الخطيب في المتفق.

[أيضاً كنز العمال ج ٧ ص ٣٠٥] قال : عن أبي رافع دخلت على رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وهو نائم ـ أو يوحى اليه ـ وإذا حية في جانب البيت فكرهت أن أقتلها وأوتقظه فاضطجعت بينه وبين الحية فاذا كان شىء كان بى دونه ، فاستيقظ وهو يتلو هذه الآية : (إِنَّمٰا وَلِيُّكُمُ اَللّٰهُ وَرَسُولُهُ وَاَلَّذِينَ آمَنُوا اَلَّذِينَ يُقِيمُونَ اَلصَّلاٰةَ وَيُؤْتُونَ اَلزَّكٰاةَ وَهُمْ رٰاكِعُونَ) فقال : الحمد للّٰه ، فرآني إلى جنبه فقال : ما أضجعك هنا؟ قلت : لمكان هذه الحية ، قال : قم اليها فاقتلها فقتلتها ، ثم أخذ بيدى فقال : يا أبا رافع سيكون بعدي قوم يقاتلون علياً ، حقاً على اللّه جهادهم ، فمن لم يستطع جهادهم بيده فبلسانه ، فمن لم يستطع بلسانه فبقلبه ليس وراء ذلك شىء (قال) أخرجه الطبراني وابن مردويه وأبو نعيم.

[الهيثمى في مجمعه ج ٧ ص ١٧] قال : عن عمار بن ياسر قال : وقف على علي بن أبي طالب عليه السلام سائل وهو راكع في تطوع ، فنزع خاتمه فأعطاه السائل فأتى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فأعلمه بذلك فنزلت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم هذه الآية : (إِنَّمٰا وَلِيُّكُمُ اَللّٰهُ و

٢٢

رَسُولُهُ وَاَلَّذِينَ آمَنُوا اَلَّذِينَ يُقِيمُونَ اَلصَّلاٰةَ وَيُؤْتُونَ اَلزَّكٰاةَ وَهُمْ رٰاكِعُونَ) ، فقرأها رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ثم قال : من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه (قال) رواه الطبراني في الأوسط (أقول) وذكره السيوطي أيضاً في الدر المنثور في تفسير الآية ، وقال : أخرجه الطبراني في الأوسط وابن مردويه عن عمار بن ياسر.

[ذخائر العقبى للمحب الطبري ص ٨٨] ذكر جملة من الآيات النازلة في فضل علي عليه السلام (إلى أن قال) ومنها قوله تعالى : (إِنَّمٰا وَلِيُّكُمُ اَللّٰهُ وَرَسُولُهُ وَاَلَّذِينَ آمَنُوا اَلَّذِينَ يُقِيمُونَ اَلصَّلاٰةَ وَيُؤْتُونَ اَلزَّكٰاةَ وَهُمْ رٰاكِعُونَ) نزلت فيه ، قال : أخرجه الواحدى.

[أيضاً ذخائر العقبى ص ١٠٢] قال : عن عبد اللّٰه بن سلام قال : أذّن بلال لصلاة الظهر فقام الناس يصلون فمن بين راكع وساجد وسائل يسأل فأعطاه علي عليه السلام خاتمه وهو راكع ، فأخبر السائل رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقرأ علينا رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : إنما وليكم اللّه ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون (قال) أخرجه الواحدى وأبو الفرج ابن الجوزي ، وذكره في الرياض النضرة أيضاً (ج ٢ ص ٢٢٧) وأضافه إلى الواحدي وأبي الفرج والفضائلى.

(ثم) إن ها هنا حديثاً يناسب ذكره في خاتمة هذا الباب وهو ما ذكره ابن حجر في تهذيب التهذيب (ج ١١) في ترجمة يونس بن خباب الأسيدي (ص ٤٣٩) قال : وقال ابراهيم بن زياد سبلان حدثنا عباد بن عباد قال : أتيت يونس بن خباب فسألته عن حديث عذاب القبر فحدثنى به فقال : هنا كلمة أخفاها الناصبية قلت : ما هي؟ قال : إنه ليسأل في قبره من وليك فإن قال : علي نجا (الخ).

٢٣

باب

في الاستدلال بقوله تعالى : إِنَّمٰا وَلِيُّكُمُ اَللّٰهُ

وَرَسُولُهُ وَاَلَّذِينَ آمَنُوا (الخ) على إمامة علي عليه السّلام

[أقول] إن الآية الشريفة ـ بعد الأخبار المتقدمة في الباب السابق الواردة كلها في نزول الآية في علي بن أبي طالب عليه السّلام ـ تكون ظاهرة في إمامته عليه السّلام فان مفادها ـ بعد ورود تلك الأخبار ـ يكون هكذا : إِنَّمٰا وَلِيُّكُمُ اَللّٰهُ وَرَسُولُهُ وعلى بن أبي طالب عليه السلام ، فقوله تعالى : (وَاَلَّذِينَ آمَنُوا) (الخ) وإن كان لفظ جمع ولكنه قد أريد منه شخص واحد وحمل لفظ الجمع على الواحد جائز إذا كان على سبيل التعظيم ، ولفظ الولى وإن كان له معانى متعددة ـ قد عرفتها مفصلاً في الباب السادس والأربعين ، كالمحب والصديق والناصر والجار والحليف ومالك الأمر أو الأولى بالتصرف أو المتصرف وغير ذلك ، ولكن الظاهر من الولي هنا ـ بعد وضوح تبادر الحصر من إنما ـ هو مالك الأمر أو الأولى بالتصرف أو المتصرف ، فانه المعنى الذي يلائم الحصر في اللّه جل وعلا وفى رسوله وفى علي بن أبي طالب عليه السلام لا المحب أو الصديق أو الناصر وما أشبه ذلك ، إذ من الواضح المعلوم أن المؤمنين والمؤمنات بعضهم أولياء بعض ـ كما في القرآن الكريم ـ من دون اختصاص بالثلاثة المذكورين ، وبعض الروايات المتقدمة وإن فسر الولى فيها بمعنى المحب أو الصديق أو

٢٤

الناصر ، ولكن ظهور كلمة إنما في الحصر ـ بل وضعها له لغة بمقتضى تبادره منها عرفاً والتبادر علامة الحقيقة كما حقق في الأصول ـ مما يعني تفسير الولى بمعنى مالك الأمر ونحوه مما يناسب الاختصاص باللّٰه ورسوله وأمير المؤمنين علي عليه السلام ، فتأمل جيداً.

٢٥

باب

في أن علياً عليه السّلام خليفة

النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم

[تاريخ ابن جرير الطبري ج ٢ ص ٦٢] روى بسنده عن ابن عباس عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال : لما نزلت هذه الآية على رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ اَلْأَقْرَبِينَ) دعاني رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقال لي : يا على إن اللّه أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين فضقت بذلك ذرعاً وعرفت أني متى أبادئهم بهذا الأمر أرى منهم ما أكره فصمت عليه (أي سكت) حتى جاءني جبرئيل فقال : يا محمد إنك إن لا تفعل ما تؤمر به يعذبك ربك ، فاصنع لنا صاعاً من طعام واجعل عليه رجل شاة واملأ لنا عساً من لبن ثم اجمع لي بني عبد المطلب حتى أكلمهم وأبلغهم ما أمرت به ، ففعلت ما أمرني به ثم دعوتهم له وهم يومئذ أربعون رجلاً يزيدون رجلاً أم ينقصونه فيهم أعمامه أبو طالب وحمزة والعباس وأبو لهب ، فلما اجتمعوا اليه دعاني بالطعام الذي صنعت لهم ، فجئت به فلما وضعته تناول رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم حذية (أي قطعة) من اللحم فشقها بأسنانه ثم ألقاها في نواحي الصحفة ، ثم قال : خذوا بسم اللّه فأكل القوم حتى ما لهم بشيء من حاجة ، وما أرى إلا موضع أيديهم ، وأيم

٢٦

اللّه الذي نفس علي بيده إن كان الرجل الواحد منهم ليأكل ما قدمت لجميعهم ثم قال : اسق القوم فجئتهم بذاك العس فشربوا منه حتى رووا منه جميعاً ، وأيم اللّه إن كان الرجل الواحد منهم ليشرب مثله ، فلما أراد رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أن يكلمهم بدره أبو لهب إلى الكلام فقال : لقدماً سحركم صاحبكم ، فتفرق القوم ولم يكلمهم رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقال : الغد يا علي إن هذا الرجل سبقني إلى ما قد سمعت من القول ، فتفرق القوم قبل أن أكلمهم فعد لنا من الطعام بمثل ما صنعت ثم اجمعهم إلي ، قال : ففعلت ثم جمعتهم ثم دعانى بالطعام فقربته لهم ففعل كما فعل بالأمس فأكلوا حتى مالهم بشىء حاجة ، ثم قال : اسقهم فجئتهم بذاك العس فشربوا حتى رووا منه جميعاً ، ثم تكلم رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقال : يا بنى عبد المطلب إنى واللّه ما أعلم شاباً في العرب جاء قومه بأفضل مما قد جئتكم به ، إنى قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة ، وقد أمرني اللّه تعالى أن أدعوكم اليه ، فأيكم يؤازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي ووصي وخليفتى فيكم؟ قال : فأحجم القوم عنها جميعاً وقلت ـ وإنى لأحدثهم سناً وأرمصهم عيناً وأعظمهم بطناً وأحمشهم ساقاً ـ أنا يا نبي اللّه أكون وزيرك عليه ، فأخذ برقبتي ثم قال : إن هذا أخي ووصيي وخليفتى فيكم فاسمعوا له وأطيعوا ، قال : فقام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب : قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع.

[أقول] وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج ٦ ص ٣٩٢) مختصراً وقال : أخرجه ابن جرير ، وذكره أيضاً في (ج ٦ ص ٣٩٧) باختلاف يسير وقال : أخرجه ابن اسحاق وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقى معاً في الدلائل.

(ثم) إن ها هنا جملة من الأحاديث يناسب ذكرها في خاتمة هذه الباب.

(منها) ما تقدم في الجزء الأول (ص ٢٩٩) في الباب الثاني والثلاثين

٢٧

في قول النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : أنت مني بمنزلة هارون من موسى من رواية أحمد بن حنبل والنسائي والطبراني وغيرهم بأسانيدهم عن عمرو بن ميمون عن ابن عباس التي قال فيها النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لعلي عليه السلام : إنه لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي.

[ومنها] ما ذكره الهيثمى في مجمعه (ج ٨ ص ٣١٤) قال : وعن عبد اللّه بن مسعود قال : استتبعني رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ليلة الجن فانطلقت معه حتى بلغنا أعلى مكة فخط لى خطاً (وساق الحديث إلى أن قال) قال ـ أي النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ـ إني وعدت أن يؤمن بي الجن والإنس ، فاما الإنس فقد آمنت بى ، وإما الجن فقد رأيت ، قال : وما أظن أجلي إلا قد اقترب ، قلت : يا رسول اللّه ألا تستخلف أبا بكر؟ فأعرض عني فرأيت أنه لم يوافقه ، فقلت : يا رسول اللّه ألا تستخلف عمر؟ فأعرض عني فرأيت أنه لم يوافقه ، فقلت : يا رسول اللّه ألا تستخلف علياً؟ قال : ذاك والذى لا إله إلا هو إن بايعتموه وأطعتموه أدخلكم الجنة اكتعين قال : رواه الطبراني.

[ومنها] ما ذكره المناوى في كنوز الحقائق (ص ١٤٥) قال : من قاتل علياً على الخلافة فاقتلوه كائناً من كان ، قال : أخرجه الديلمى.

[ومنها] ما رواه الخطيب البغدادى في تاريخه (ج ١ ص ١٣٥) بسنده عن عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال : كنت بين يدى أبي جالساً ذات يوم فجاءت طائفة من الكلرخيين فذكروا خلافة أبي بكر وخلافة عمر بن الخطاب وخلافة عثمان بن عفان فأكثروا ، وذكروا خلافة علي بن أبي طالب عليه السّلام وزادوا فأطالوا ، فرفع أبي رأسه اليهم فقال : يا هؤلاء قد أكثرتم القول ، إن الخلافة لم تزين علياً عليه السلام بل علي عليه السلام زين الخلافة ، قال الخطيب : قال السياري : فحدثت بهذا بعض الشيعة فقال لي : قد أخرجت نصف ما كان في قلبى على أحمد ابن حنبل من البغض.

[ومنها] ما رواه ابن الأثير الجزري في أُسد الغابة (ج ٤ ص ٣٢)

٢٨

بسنده عن المدائني قال : لما دخل علي بن أبي طالب عليه الكوفة دخل عليه رجل من حكماء العرب فقال : واللّه يا أمير المؤمنين لقد زنت الخلافة وما زانتك ، ورفعتها وما رفعتك ، وهي كانت أحوج اليك منك اليها.

٢٩

باب

في قول النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلم : يكون بعدي إثنا عشر خليفة

[صحيح البخاري في كتاب الأحكام] روى بسنده عن جابر بن سمرة قال : سمعت النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : يكون اثنا عشر أميراً فقال كلمة لم أسمعها ، فقال أبي : إنه قال : كلهم من قريش (أقول) ورواه أحمد بن حنبل أيضاً في مسنده في (ج ٥) بطريقين في (ص ٩٠ وص ٩٢).

[صحيح مسلم في كتاب الإمارة] في باب الناس تبع لقريش ، روى بسندين عن جابر بن سمرة قال : دخلت مع أبي على النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فسمعته يقول : إن هذا الأمر لا ينقضي حتى يمضي فيهم إثنا عشر خليفة (قال) ثم تكلم بكلام خفي عليّ (قال) فقلت لأبى : ما قال؟ فقال : قال : كلهم من قريش.

[صحيح مسلم في كتاب الإمارة] في باب الناس تبع لقريش ، روى بسندين عن جابر بن سعد عن جابر بن سمرة قال : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ـ يوم جمعة عشية رجم الأسلمي ـ يقول : لا يزال الدين قائماً حتى تقوم الساعة أو يكون عليكم إثنا عشر خليفة كلهم من قريش ، الحديث (أقول) ورواه أحمد بن حنبل أيضاً في مسنده (ج ٥ ص ٨٩).

٣٠

[صحيح الترمذي ج ٢ ص ٣٥] روى بسندين عن جابر بن سمرة قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : يكون من بعدي إثنا عشر أميراً (قال) ثم تكلم بشىء لم أفهمه فسألت الذي يليني فقال : قال : كلهم من قريش (أقول) ورواه أحمد بن حنبل أيضاً في مسنده في (ج ٥ في ص ٩٢ وص ٩٤ وص ٩٩ وص ١٠٨) وذكره ابن حجر أيضاً في صواعقه (ص ١١٣) وقال : أخرجه الطبراني.

[مستدرك الصحيحين ج ٤ ص ٥٠١] روى بسنده عن مسروق قال : كنا جلوساً ليلة عند عبد اللّه يقرئنا القرآن فسأله رجل فقال : يا أبا عبد الرحمن هل سألتم رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم كم يملك هذه الأمة من خليفة؟ فقال عبد اللّه : ما سألني عن هذا أحد منذ قدمت العراق قبلك ، قال : سألناه فقال : إثنا عشر عدة نقباء بنى اسرائيل (أقول) ورواه أحمد بن حنبل أيضاً في مسنده في (ج ١) بطريقين (في ص ٣٨٩ وص ٤٠٦) وذكره الهيثمى أيضاً في مجمعه (ج ٥ ص ١٩٠) وقال : رواه أحمد وأبو يعلى والبزار ، وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج ٣ ص ٢٠٥) ولفظه : إن عدة الخلفاء بعدي عدة نقباء موسى ، وقال : أخرجه ابن عدى وابن عساكر عن ابن مسعود ، وفى (ج ٦ ص ٢٠١) أيضاً ، وقال : أخرجه الطبراني عن ابن مسعود (وفى ص ٢٠١) أيضاً ، وقال : أخرجه نعيم بن حماد في الفتن عن ابن مسعود ، وذكره المناوى أيضاً في فيض القدير في الشرح (ج ٢ ص ٤٥٨) وقال : أخرجه ابن عدي وابن عساكر في التاريخ عن ابن مسعود عبد اللّه.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج ٥ ص ٨٦] روى بسنده عن جابر ابن سمرة فقال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : لا يزال الدين قائماً حتى يكون إثنا عشر خليفة من قريش (الحديث).

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج ٥ ص ٩٢] روى بسنده عن جابر ابن سمرة قال : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم (أو قال) قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : يكون بعدي إثنا عشر خليفة كلهم

٣١

من قريش ، الحديث (أقول) ورواه أبو نعيم أيضاً في حليته (ج ٤ ص ٣٣٣) والمتقي أيضاً في كنز العمال (ج ٦ ص ٦٠) وقال : أخرجه الطبراني وأبو نعيم في المعرفة عن ابن عمرو (وفى ص ٢٠١) وقال : أخرجه الطبراني عن ابن مسعود.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج ٥ ص ١٠٦] روى بسنده عن جابر ابن سمرة قال : سمعت النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : يكون لهذه الأمة إثنا عشر خليفة.

[كنز العمال ج ٦ ص ٢٠١] ولفظه : يكون لهذه الأمة إثنا عشر خليفة قيماً لا يضرهم من خذلهم ، كلهم من قريش (قال) أخرجه الطبراني عن جابر بن سمرة (أقول) وذكره الهيثمى أيضاً في مجمعه (ج ٥ ص ١٩١) وقال : لا يضرهم عداوة من عاداهم ، فالتفت خلفي فاذا بعمر بن الخطاب في أناس فأثبتوا لي الحديث كما سمعت (قال) رواه الطبراني.

٣٢

باب

في الاستدلال بقول النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم :

يكون بعدي إثنا عشر خليفة

[أقول] وأخبار الباب المتقدم كما عرفت هي من الأدلة القاطعة والنصوص الجلية الواضحة على حقية مذهب الشيعة الاثني عشرية وعلى بطلان سائر المذاهب طراً ، وذلك لعدم انطباقها على ما يعتقده العامة من خلافة الخلفاء الراشدين الأربعة أو الخمسة بانضمام الحسن بن علي عليهما السلام اليهم لكونهم أقل عددا أو خلافة من سواهم من بني أمية أو بني العباس لكونهم أكثر عددا ، مضافا إلى أن بني أمية وبني العباس أغلبهم من أهل الفسق والفجور قد قضوا أعمارهم بشرب الخمور وبالملاهي والملاعب واستماع الغناء وضرب الدفوف وبسفك الدماء المحرمة وغير ذلك من المحرمات فكيف يجوز أن يكونوا خلفاء رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، ولا تنطبق الأخبار أيضاً على ما تعتقده سائر فرق الشيعة من الزيدية والاسماعيلية والفطحية وغيرهم لكون أئمتهم أقل ، فينحصر انطباقها على ما يعتقده الشيعة الاثنا عشرية من إمامة الأئمة الاثنى عشر الذين هم عترة النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وأهل بيته ، أولهم علي بن أبي طالب عليه السلام وآخرهم المهدى الحجة ابن الحسن العسكرى عليه السلام الذي ستأتي الأخبار الواردة فيه مفصلاً في خاتمة الكتاب إن شاء اللّه تعالى ، وقد ذكر القندوزي في ينابيع

٣٣

المودة في الباب السابع والسبعين عن بعض علماء العامة أنه قد روى حديث جابر بن سمرة وقال في آخره : كلهم من بني هاشم ، وقد روى الحافظ أبو نعيم في حليته (ج ١ ص ٨٦) بسنده عن ابن عباس قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : من سره أن يحيى حياتي ويموت مماتي ويسكن جنة عدن غرسها ربي فليوال علياً من بعدي ، وليوال وليه ، وليقتد بالأئمة من بعدي فانهم عترتي خلقوا من طينتي رزقوا فهماً وعلماً ، وويل للمكذبين بفضلهم من أمتي ، القاطعين فيهم صلتي ، لا أنالهم اللّه شفاعتي.

٣٤

باب

في إن علياً عليه السّلام وصي النبي (ص)

[مستدرك الصحيحين ج ٣ ص ١٧٢] روى بسنده عن علي بن الحسين عليهما السلام قال : خطب الحسن بن على عليهما السلام على الناس ـ حين قتل علي عليه السلام ـ فحمد اللّه وأثنى عليه ثم قال : لقد قبض في هذه الليلة رجل لا يسبقه الأولون بعمل ، ولا يدركه الآخرون ، وقد كان رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يعطيه رايته فيقاتل وجبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره ، فما يرجع حتى يفتح اللّه عليه ، وما ترك على أهل الأرض صفراء ولا بيضاء إلا سبعمائة درهم فضلت من عطاياه أراد أن يبتاع بها خادماً لأهله (ثم قال) أيها الناس من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفنى فأنا الحسن بن علىّ وأنا ابن النبي وأنا ابن الوصى (إلى آخر الحديث) وسيأتى تمامه إن شاء اللّه تعالى في باب قتال جبرئيل وميكائيل عن يمين علىّ ويساره (أقول) وذكره المحب الطبري أيضاً في ذخائره (ص ١٣٨) وقال : خرجه الدولابي.

[الهيثمى في مجمعه ج ٩ ص ١٤٦] قال : عن أبي الطفيل قال : خطبنا الحسن بن علي عليهما السلام فحمد اللّه وأثنى عليه وذكر أمير المؤمنين علياً رضي اللّه عنه خاتم الأوصياء ، ووصي الأنبياء ، وأمين الصديقين والشهداء

٣٥

(ثم قال) يا أيها الناس لقد فارقكم رجل ما سبقه الأولون ، ولا يدركه الآخرون ، لقد كان رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يعطيه الراية فيقاتل ، جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره ، فما يرجع حتى يفتح اللّه عليه ولقد قبضه اللّه في الليلة التي قبض فيها وصى موسى عليه السلام ، وعرج بروحه في الليلة التي عرج فيها بروح عيسى ابن مريم عليه السلام ، وفى الليلة التي أنزل اللّه عز وجل فيها الفرقان ، واللّه ما ترك ذهبأ ولا فضة وما في بيت ماله إلا سبعمائة وخمسون درهما فضلت من عطائه أراد أن يشترى بها خادما لأم كلثوم (ثم قال) من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا الحسن بن محمد صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ثم تلا هذه الآية قول يوسف : واتبعت ملة آبائى ابراهيم واسحاق ويعقوب (إلى آخر الحديث) قال : رواه الطبراني في الأوسط والكبير باختصار ، وأبو يعلى باختصار ، والبزار بنحوه ، ورواه أحمد باختصار كثير وإسناد أحمد وبعض طرق البزار والطبراني في الكبير حسان.

[الهيثمي في مجمعه أيضاً ج ٩ ص ١١٣] قال : وعن سلمان قال : قلت : يا رسول اللّه إن لكل نبى وصياً فمن وصيك؟ فسكت عنى فلما كان بعد رآني فقال : يا سلمان فأسرعت اليه قلت : لبيك ، قال : تعلم من وصى موسى عليه السّلام؟ قال : نعم يوشع بن نون ، قال : لِمَ؟ قلت : لأنه كان أعلمهم يومئذ (قال) فان وصيي وموضع سري وخير من أترك بعدي وينجز عدتي ويقضي ديني علي بن أبي طالب (قال) رواه الطبراني.

[أقول] وذكره ابن حجر أيضاً في تهذيب التهذيب (ج ٣ ص ١٠٦) قال : عن أنس عن سلمان قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لعلي عليه السلام : هذا وصيي وموضع سرى وخير من أترك بعدى.

وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج ٦ ص ١٥٤) ولفظه : إن وصيي وموضع سري وخير من أترك بعدي وينجز عدتي ويقضي ديني علي بن أبي طالب (قال) أخرجه الطبراني عن أبي سعيد عن سلمان.

٣٦

[وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة ج ٢ ص ١٧٨] قال : عن أنس قال : قلنا لسلمان سل النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم من وصيه فقال سلمان : يا رسول اللّه من وصيك؟ قال : يا سلمان من كان وصى موسى؟ قال : يوشع بن نون ، قال : فان وصيي ووارثي يقضي ديني وينجز موعدي علي بن أبي طالب (قال) خرجه في المناقب.

(أقول) والظاهر أنه يعنى أحمد بن حنبل فانه خرجه في كتاب مستقل له قد أفرده لفضائل علي عليه السلام ولم يطبع إلى الآن ، والعلماء إنما يروون من النسخة الخطية ، ثم إنك قد عرفت أن في أكثر طرق حديث سلمان قال النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لسلمان : موضع سري علي بن أبي طالب ، وها هنا حديث آخر قد ذكره المناوي في كنوز الحقائق (ص ٨٣) ولفظه : صاحب سري علي بن أبي طالب (قال) أخرجه الديلمي.

[الهيثمي في مجمعه ج ٩ ص ١٦٥] قال : وعن علي بن علي الهلالي عن أبيه قال : دخلت على رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في شكاته التي قبض فيها فاذا فاطمة سلام اللّه عليها عند رأسه ، قال : فبكت حتى ارتفع صوتها فرفع رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم طرفه اليها فقال : حبيبتي فاطمة ما الذي يبكيك؟ فقالت : أخشى الضيعة بعدك ، فقال : يا حبيبتي أما علمت أن اللّه عز وجل اطلع على الأرض اطلاعة فاختار منها أباك فبعثه برسالته ثم اطلع إلى الأرض اطلاعة فاختار منها بعلك وأوحى إلي أن أنكحك إياه؟ يا فاطمة ونحن أهل بيت قد أعطانا اللّه سبع خصال لم يعط أحداً قبلنا ولا يعطى أحداً بعدنا ، أنا خاتم النبيين ، وأكرم النبيين على اللّه ، وأحب المخلوقين إلى اللّه عز وجل ، وأنا أبوك ، ووصيي خير الأوصياء وأحبهم إلى اللّه وهو بعلك وشهيدنا خير الشهداء وأحبهم إلى اللّه وهو عمك حمزة بن عبد المطلب وعم بعلك ، ومنا من له جناحان أخضران يطير مع الملائكة في الجنة حيث شاء وهو ابن عم أبيك وأخو بعلك ، ومنا سبطا هذه الأمة وهما ابناك الحسن والحسين وهما سيدا شباب أهل الجنة ، وأبوهما ـ والذي بعثني بالحق ـ خير منهما ، يا فاطمة والذي بعثني بالحق إن منهما مهدي هذه الأمة إذا صارت

٣٧

الدنيا هرجاً ومرجاً ، وتظاهرت الفتن ، وتقطعت السبل ، وأغار بعضهم على بعض فلا كبير يرحم صغيراً ، ولا صغير يوقر كبيراً ، فيبعث اللّه عز وجل عند ذلك منهما من يفتح حصون الضلالة ، وقلوباً غلفاً يقوم بالدين آخر الزمان كما قمت به في أول الزمان ويملأ الدنيا عدلاً كما ملئت جوراً ، يا فاطمة لا تحزنى ولا تبكي فان اللّه عز وجل أرحم بك وأرأف عليك مني ، وذلك لمكانك من قلبي وزوجك اللّه زوجاً وهو أشرف أهل بيتك حسباً ، وأكرمهم منصباً وأرحمهم بالرعية ، وأعدلهم بالسوية ، وأبصرهم بالقضية ، وقد سألت ربى عز وجل أن تكوني أول من يلحقنى من أهل بيتى ، قال علي عليه السلام : فلما قبض النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لم تبق فاطمة عليها السلام بعده إلا خمسة وسبعين يوماً حتى ألحقها اللّه عز وجل به صلى اللّه عليه (وآله) وسلم (قال) رواه الطبراني في الكبير والأوسط (أقول) وذكره المحب الطبري أيضاً في ذخائره (ص ١٣٥) وقال : أخرجه الحافظ أبو العلاء الهمذاني.

[كنز العمال ج ٦ ص ١٥٣] قال : أما علمت أن اللّه عز وجل اطلع على أهل الأرض فاختار منهم أباك فبعثه نبياً؟ ثم اطلع الثانية فاختار بعلك فأوحى إلي فأنكحتكه واتخذته وصياً ، قاله لفاطمة عليها السلام ، ثم قال : أخرجه الطبراني عن أبي أيوب (أقول) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج ٨ ص ٢٥٣) وقال : رواه الطبراني.

[كنز العمال أيضاً ج ٦ ص ٣٩٢] قال : عن علي عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : يا بني عبد المطلب إنى قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة وقد أمرنى اللّه أن أدعوكم اليه فأيكم يوازرنى على هذا الأمر على أن يكون أخى ووصيي وخليفتى فيكم؟ قال : فأحجم القوم عنها جميعا ، قلت : يا نبى اللّه أكون وزيرك عليه فأخذ برقبتى ثم قال : هذا أخى ووصيي وخليفتى فيكم فاسمعوا له وأطيعوا (قال) أخرجه ابن جرير.

[وفيه أيضاً ج ٦ ص ٣٩٧] قال : عن علي عليه السلام لما نزلت هذه الآية على رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ

٣٨

اَلْأَقْرَبِينَ) دعاني رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم (وساق الحديث كما تقدم) في باب إن علياً خليفة النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم (ص ٣١) (إلى أن قال) إن هذا أخي ووصيي وخليفتى فيكم فاسمعوا له وأطيعوا ، فقام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب : قد أمرك أن تسمع وتطيع لعلي (قال) أخرجه ابن اسحاق وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي معاً في الدلائل.

[وفيه أيضاً ج ٨ ص ٢١٥] قال : عن يحيى بن عبد اللّه بن الحسن عن أبيه قال : كان علي عليه السلام يخطب فقام اليه رجل فقال : يا أمير المؤمنين أخبرنى من أهل الجماعة ، ومن أهل الفرقة ، ومن أهل السنة ، ومن أهل البدعة؟ فقال : ويحك أما إذ سألتني فافهم عني ولا عليك أن لا تسأل عنها أحداً بعدي (وساق الحديث) إلى أن قال : وتنادي الناس من كل جانب أصبت يا أمير المؤمنين أصاب اللّه بك الرشاد والسداد ، فقام عمار فقال : يا أيها الناس إنكم واللّه إن اتبعتموه وأطعتموه لم يضل بكم عن منهاج نبيكم قيس شعرة (١) وكيف يكون ذلك وقد استودعه رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم المنايا والوصايا وفصل الخطاب على منهاج هارون بن عمران إذ قال له رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ، فضلا خصه اللّه به إكراما منه لنبيه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم حيث أعطاه ما لم يعط أحدا من خلقه (الحديث) قال : أخرجه وكيع.

[كنوز الحقائق للمناوي ص ٤٢] ولفظه : أنا خاتم الأنبياء ، وأنت يا علي خاتم الأوصياء ، قال : أخرجه الديلمى (أقول) وقريب من ذلك ما رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (ج ١٠ ص ٣٥٦) بسنده عن أنس ابن مالك قال : لما حضرت وفاة أبي بكر (وساق الحديث) إلى أن قال : قال ـ أي أبو بكر ـ سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : إن على

_________________

(١) قيس شعرة : بكسر القاف وإسكان الياء المثناة التحتانية ثم السين المهملة أي قدر شعرة.

٣٩

الصراط لعقبة لا يجوزها أحد إلا بجواز من علي بن أبي طالب عليه السلام (إلى أن قال) قال أنس : فلما أفضت الخلافة إلى عمر قال لي علي عليه السلام (وساق الحديث) إلى أن قال : وقد سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : أنا خاتم الأنبياء وأنت يا علي خاتم الأولياء.

[وفي كنوز الحقائق أيضاً ص ١٢١] ولفظه : لكل نبي وصي ووارث وعلي وصيي ووارثي ، قال : أخرجه الديلمى.

[الرياض النضرة ج ٢ ص ١٧٨] قال : عن بريدة قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : لكل نبي وصي ووارث وإن علياً وصيي ووارثي (قال) خرجه البغوي في معجمه.

[حلية الأولياء لأبى نعيم ج ١ ص ٦٣] روى بسنده عن أنس قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : يا أنس اسكب لي وضوء ثم قام فصلى ركعتين ثم قال : يا أنس أول من يدخل عليك من هذا الباب أمير المؤمنين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين وخاتم الوصيين قال أنس : قلت : اللهم اجعله رجلاً من الأنصار وكتمته إذ جاء علي عليه السلام فقال : من هذا يا أنس؟ فقلت : علي ، فقام مستبشرا فاعتنقه ثم جعل يمسح عرق وجهه بوجهه ويمسح عرق علي بوجهه ، قال علي : يا رسول اللّه لقد رأيتك صنعت شيئا ما صنعت بى من قبل ، قال : وما يمنعنى وأنت تؤدى عنى وتسمعهم صوتى وتبين لهم ما اختلفوا فيه بعدي؟ قال أبو نعيم : رواه جابر الجعفي عن أبي الطفيل عن أنس نحوه.

[تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج ١٢ ص ٣٠٥] روى بسندين عن أبي سعيد قال في أحدهما : عن أبي سعيد التيمى قال : أقبلنا مع علي من صفين فنزلنا كربلا قال : فلما انتصف النهار عطش القوم ، وقال في ثانيهما : عن أبي سعيد عقيصاً قال : أقبلت من الأنبار مع علي عليه السلام نريد الكوفة قال : وعلي عليه السلام في الناس ، فبينا نحن نسير على شاطىء الفرات إذ لجج في الصحراء فتبعه ناس من أصحابه وأخذ ناس على شاطىء الماء ، قال : فكنت

٤٠