فضائل الخمسة من الصّحاح الستّة - ج ٢

آية الله السيد مرتضى الفيروزآبادي

فضائل الخمسة من الصّحاح الستّة - ج ٢

المؤلف:

آية الله السيد مرتضى الفيروزآبادي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: منشورات فيروزآبادي
الطبعة: ٤
ISBN الدورة:
964-6406-18-1

الصفحات: ٤٦٣
  الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣

فدفعها إلى أم أيمن فقال اجعلي منها قبضة في الطيب ، أحسبه قال : والباقي فيما يصلح المرأة من المتاع فلما فرغت من الجهاز وأدخلتهم بيتاً قال : يا علي لا تحدثن إلى أهلك شيئاً حتى آتيك ، فأتاهم رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فاذا فاطمة متقنعة وعلي قاعد ، وأم أيمن في البيت ، فقال : يا أم أيمن ائتيني بقدح من ماء فأتته بقعب فيه ماء فشرب منه ثم مج فيه ، ثم ناوله فاطمة فشربت ، وأخذ منه فضرب به جبينها وبين كتفيها وصدرها ثم دفعها إلى علي ، فقال : يا على اشرب ، ثم أخذ منه فضرب به جبينه وبين كتفيه ، ثم قال : أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً ، فخرج رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وأم أيمن وقال : يا علي أهلك. ثم قال : رواه البزار.

[الرياض النضرة ج ٢ ص ١٨٠] قال : عن أنس بن مالك قال جاء أبو بكر إلى النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقعد بين يديه فقال : يا رسول اللّه قد علمت مناصحتى وقدمى في الإسلام وإني ، قال : وما ذاك؟ قال : تزوجني فاطمة قال : فسكت عنه ، قال : فرجع أبو بكر إلى عمر فقال : هلكت وأهلكت ، قال : وما ذاك؟ قال : خطبت فاطمة إلى النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فأعرض عني ، قال : مكانك حتى آتى النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فأطلب مثل الذي طلبت ، فأتى عمر النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقعد بين يديه فقال : يا رسول اللّه قد علمت مناصحتي وقدمى في الإسلام وإني وإني ، قال : وما ذاك؟ قال : تزوجني فاطمة فسكت عنه ، فرجع إلى أبي بكر فقال : إنه ينتظر أمر اللّه بها ، قم بنا إلى علي حتى نأمره يطلب مثل الذي طلبنا ، قال علي عليه السلام : فأتيانى وأنا أعالج فسيلاً لى ، فقالا : إنا جئناك من عند ابن عمك بخطبة ، قال علي عليه السلام : فنبهانى لأمر فقمت أجر ردائى حتى أتيت النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقعدت بين يديه فقلت : يا رسول اللّه قد علمت قدمى في الإسلام ومناصحتي وإني وإنى قال : وما ذاك؟ قلت : تزوجني فاطمة ، قال : وما عندك؟ قلت : فرسي وبزتي (١) قال : أما فرسك فلا بد لك منها ، وأما بزتك فبعها ، قال :

__________________

(١) البزة : بالياء الموحدة المكسورة ثم الزاي المشددة مع هاء التأنيث ، السلاح.

١٦١

فبعتها بأربعمائة وثمانين ، قال : فجئت بها حتى وضعتها في حجر رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقبض منها قبضة فقال : أي بلال أبغنا بها طيباً وأمرهم أن يجهزوها ، فحمل لها سريرا مشرطاً بالشرط ، ووسادة من أدم حشوها ليف ، وقال لعلي عليه السلام : إذا أتتك فلا تحدث شيئاً حتى آتيك ، فجاءت مع أم أيمن حتى قعدت في جانب البيت وأنا في جانب ، وجاء رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقال : ها هنا أخى؟ قالت أم أيمن : أخوك وقد زوجته ابنتك؟ قال : نعم ، ودخل رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم البيت فقال لفاطمة : إئتنى بماء فقامت إلى قعب في البيت فأتت به بماء فأخذه النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ومج فيه ثم قال : تقدمي فتقدمت فنضح بين ثدييها وعلى رأسها وقال : اللهم إني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم ثم قال لها : أدبري فأدبرت فصب بين كتفيها وقال : اللهم إني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم ، ثم قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : إئتوني بماء ، قال علي عليه السلام : فعلمت الذي يريد فقمت فملأت القعب ماء وأتيته به فأخذه ومج فيه ثم قال لى : تقدم فصب على رأسى وبين ثديي ثم قال : اللهم إني أعيذه بك وذريته من الشيطان الرجيم ، ثم قال : أدبر فأدبرت فصب بين كتفي ، وقال : اللهم إني أعيذه بك وذريته من الشيطان الرجيم ، ثم قال لعلي عليه السلام : أدخل بأهلك بسم اللّه والبركة ، قال : أخرجه أبو حاتم ، ثم قال أيضاً (ص ١٨١) : وأخرجه أحمد في المناقب من حديث أبي يزيد المدائني (ثم ذكر صورة أخرى) ، فراجعها.

[أقول] وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج ٧ ص ١١٣) وقال : رواه ابن جرير ، والهيثمي أيضاً في مجمعه (ج ٩ ص ٢٠٩) وقال : رواه الطبراني وابن حجر أيضاً في صواعقه (ص ٨٤) وقال : أخرجه ابن أبي حاتم ، والمحب الطبري أيضاً (ص ٢٧) من ذخائره باختلاف يسير وقال : أخرجه أبو حاتم.

١٦٢

[تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج ٥ ص ٧] روى بسنده عن ابن عباس قال : لما زفت فاطمة سلام اللّه عليها إلى علي عليه السلام كان النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أمامها ، وجبريل عن يمينها ، وميكائيل عن يسارها وسبعون الف ملك خلفها ، يسبحون اللّه ويقدسونه حتى طلع الفجر (أقول) وذكره المحب الطبري أيضاً في ذخائره (ص ٣٢) وقال : خرجه الحافظ أبو القاسم الدمشقى.

[ذخائر العقبى للمحب الطبري ص ٢٩] قال : وعن علي عليه السلام وذكر قصة زواجه قال : فلما أدخلت علي قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : لا تحدثا شيئاً حتى آتيكما فأتانا وعلينا قطيفة ـ أو كساء ـ فلما رأيناه تحسحسنا ، قال : على مكانكما ، ثم دعا باناء فيه ماء فدعا فيه ثم رش علينا قلت : يا رسول اللّه أنا أحب اليك أم هى؟ قال : هي أحب إلي منك وأنت أعز عليّ منها ، قال : أخرجه يحيى بن معين.

[أقول] وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج ٦ ص ٣٩٣) وقال : أخرجه الحميدي وأحمد بن حنبل والعدني ومسدد والدورقي والبيهقي ، وقد تقدم في باب : علي أول من أسلم (ج ١ ص ١٧٨) بعض أخبار زفاف علي وفاطمة عليهما السلام ، فراجع.

١٦٣

باب

فيما نثرته شجر الجنان عند تزويج

علي من فاطمة عليهما السلام

[حلية الأولياء لأبي نعيم ج ٥ ص ٥٩] روى بسنده عن عبد اللّه بن مسعود قال : أصابت فاطمة عليها السلام صبيحة يوم العرس رعدة ، فقال لها النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : يا فاطمة زوجتك سيدا في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين ، يا فاطمة لما أراد اللّه تعالى أن أملكك من علي أمر اللّه جبريل فقام في السماء الرابعة فصف الملائكة صفوفاً ثم خطب عليهم فزوجك من علي ، ثم أمر اللّه شجر الجنان فحملت الحلى والجلل ، ثم أمرها فنثرته على الملائكة فمن أخذ منهم شيئاً يومئذ أكثر مما أخذ غيره افتخر به إلى يوم القيامة ، قالت أم سلمة : لقد كانت فاطمة عليها السلام تفتخر على النساء لأن أول من خطب عليها جبريل عليه السلام (أقول) ورواه الخطيب البغدادي أيضاً في تاريخه (ج ٤ ص ١٢٨).

[تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج ٤ ص ٢١٠] روى بسنده عن بلال بن حمامة قال : خرج علينا رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ذات يوم ضاحكاً مستبشراً فقام اليه عبد الرحمن بن عوف فقال : ما أضحكك يا رسول اللّه؟ قال : بشارة أتتني من عند ربي أن اللّه لما أراد أن يزوج علياً فاطمة

١٦٤

أمر ملكاً أن يهز شجر طوبى فهزها فنثرت رقاقاً ـ يعني صكاكاً ـ وأنشأ اللّه ملائكة التقطوها ، فاذا كانت القيامة ثارت الملائكة في الخلق فلا يرون محباً لنا أهل البيت محضاً إلا دفعوا اليه منها كتاباً براءة له من النار ، من أخي وابن عمي وابنتي فكاك رقاب رجال ونساء من أمتي من النار (أقول) ورواه ابن الأثير الجزري أيضاً في أسد الغابة (ج ١ ص ٢٠٦) وقال : أخرجه أبو موسى ، وذكره ابن حجر أيضاً في صواعقه (ص ١٠٣) وقال : فيه خرج عليهم ـ أي رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ـ ووجهه مشرق كدائرة القمر فسأله عبد الرحمن بن عوف (إلى آخر الحديث) قال : أخرجه أبو بكر الخوارزمى.

[أُسد الغابة لابن الأثير ج ٢ ص ٣٥٨] روى بسنده عن شنان بن شفعلة الأوسي ، قال : حدثنا رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم عن جبريل عليه السلام : إن اللّه عز وجل لما زوج فاطمة علياً عليهما السلام أمر رضوان فأمر شجرة طوبى فحملت رقاقاً بعدد محبي آل بيت محمد صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، فاذا كان يوم القيامة أهبط اللّه تعالى ملائكة بتلك الرقاق فتعطى كل رجل من محبى آل محمد صلى اللّه عليه (وآله) وسلم رقاً فيه براءة من النار قال : أخرجه أبو موسى (أقول) وذكره ابن حجر أيضاً في إصابته (ج ٣ القسم ١ ص ١٣٤).

[الرياض النضرة ج ٢ ص ١٨٤] قال : عن أنس قال : بينما رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في المسجد إذ قال لعلي عليه السلام : هذا جبريل يخبرني أن اللّه عز وجل زوجك فاطمة وأشهد على تزويجها أربعين الف ملك وأوحى إلى شجرة طوبى أن انثري عليهم الدر والياقوت فنثرت عليهم الدر والياقوت فابتدرت اليه الحور العين يلتقطن من أطباق الدر والياقوت فهم يتهادونه بينهم إلى يوم القيامة ، قال : أخرجه الملا في سيرته.

[ذخائر العقبى للمحب الطبري ص ٣٢] قال : وعن عبد اللّه رضي اللّه عنه إن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال لفاطمة عليها السلام ـ

١٦٥

حين وجهها إلى علي عليه السلام ـ إن اللّه لما أمرنى أن أزوجك من علي أمر الملائكة أن يصطفوا صفوفاً في الجنة ، ثم أمر شجر الجنان أن تحمل الحلى والحلل ، ثم أمر جبريل فنصب في الجنة منبراً ، ثم صعد جبريل وخطب فلما فرغ نثر عليهم من ذلك ، فمن أخذ أحسن أو أكثر من صاحبه افتخر به إلى يوم القيامة ، يكفيك يا بنية هذا ، قال : أخرجه النسائى.

[ذخائر العقبى أيضاً ص ٣٢] قال : وعن علي عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : أتاني ملك فقال : يا محمد إن اللّه تعالى يقول لك : قد أمرت شجرة طوبى أن تحمل الدر والياقوت والمرجان وأن تنثر على من قضى عقد نكاح فاطمة من الملائكة والحور العين ، وقد سر بذلك سائر أهل السماوات ، وإنه سيولد بينهما ولدان سيدان في الدنيا وسيسودان على كهول أهل الجنة وشبابها ، وقد تزين أهل الجنة لذلك ، فاقرر عيناً يا محمد فانك سيد الأولين والآخرين ، قال : خرجه الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام.

١٦٦

باب

إن اللّه سد أبواب المسجد

إلا باب علي عليه السّلام

[السيوطي في تفسيره] المسمى بالدر المنثور في ذيل تفسير قوله تعالى : (وما ينطق عن الهوى) ، في سورة والنجم (قال) وأخرج ابن مردويه عن أبي الحمراء وحبة العرني قالا : أمر رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أن تسد الأبواب التي في المسجد ، فشق عليهم ، قال حبة : إني لأنظر إلى حمزة ابن عبد المطلب وهو تحت قطيفة حمراء وعيناه تذر فان وهو يقول : أخرجت عمك وأبا بكر وعمر والعباس وأسكنت ابن عمك ، فقال رجل : ما يألو برفع ابن عمه ، قال : فعلم رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أنه قد شق عليهم فدعا الصلاة جامعة فلما اجتمعوا صعد المنبر فلم يسمع لرسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم خطبة قط كان أبلغ منها تمجيداً وتوحيداً ، فلما فرغ قال : يا أيها الناس ما أنا سددتها ولا أنا فتحتها ولا أنا أخرجتكم وأسكنته ، ثم قرأ : (وَاَلنَّجْمِ إِذٰا هَوىٰ مٰا ضَلَّ صٰاحِبُكُمْ وَمٰا غَوىٰ وَمٰا يَنْطِقُ عَنِ اَلْهَوىٰ إِنْ هُوَ إِلاّٰ وَحْيٌ يُوحىٰ).

[صحيح الترمذي ج ٢ ص ٣٠١] روى بسنده عن ابن عباس أن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أمر بسد الأبواب إلا باب على عليه السّلام.

١٦٧

[مستدرك الصحيحين ج ٣ ص ١٢٥] روى بسنده عن زيد بن أرقم قال : كانت لنفر من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أبواب شارعة في المسجد ، فقال يوماً : سدوا هذه الأبواب إلا باب علي قال : فتكلم في ذلك ناس ، فقام رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فحمد اللّه وأثنى عليه ثم قال : أما بعد فإنّى أمرت بسد هذه الأبواب غير باب علي فقال فيه قائلكم ، واللّه ما سددت شيئاً ولا فتحته ولكن أمرت بشىء فاتبعته (قال) هذا حديث صحيح الاسناد (أقول) ورواه أحمد بن حنبل أيضاً في مسنده والضياء عن زيد بن أرقم ، وذكره ثانياً في (ج ٦ ص ١٥٧) وقال : أخرجه أحمد بن حنبل في مسنده وسعيد بن منصور في سننه.

[مستدرك الصحيحين ج ٣ ص ١٢٥] روى بسنده عن أبي هريرة قال : قال عمر بن الخطاب : لقد أُعطى علي بن أبي طالب ثلاث خصال لأن تكون لي خصلة منها أحب إلي من أن أعطى حمر النعم ، قيل : وما هن يا أمير المؤمنين؟ قال : تزوجه فاطمة بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، وسكناه المسجد مع رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يحل له فيه ما يحل له ، والراية يوم خيبر (قال) هذا حديث صحيح الاسناد (أقول) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج ٦ ص ٣٩٣) وقال : أخرجه ابن أبي شيبة وابن حجر أيضاً في صواعقه (ص ٧٦) وقال : أخرجه أبو يعلى ، والمحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج ٢ ص ١٩٢) وقال : أخرجه ابن السمان في الموافقة.

[مستدرك الصحيحين ج ٣ ص ١١٦] روى بسنده عن خيثمة ابن عبد الرحمن قال : سمعت سعد بن مالك ـ وقال له رجل : إن علياً عليه السّلام يقع فيك أنك تخلفت عنه ـ فقال سعد : واللّه إنه لرأى رأيته وأخطأ رأيي إن علي بن أبي طالب أعطى ثلاثاً لأن أكون أعطيت إحداهن أحب إلي من الدنيا وما فيها ، لقد قال له رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يوم غدير خم ـ بعد حمد اللّه والثناء عليه ـ هل

١٦٨

تعلمون إني أولى بالمؤمنين؟ قلنا : نعم ، قال : اللهم من كنت مولاه فعلى مولاه ، وال من والاه وعاد من عاداه وجىء به يوم خيبر وهو أرمد ما يبصر فقال : يا رسول اللّه إني أرمد فتفل في عينيه ودعا له فلم يرمد حتى قتل وفتح عليه خيبر ، وأخرج رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم عمه العباس وغيره من المسجد فقال له العباس : تخرجنا ونحن عصبتك وعمومتك وتسكن علياً فقال : ما أنا أخرجتكم وأسكنته ولكن اللّه أخرجكم وأسكنه.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج ١ ص ١٧٥] روى بسنده عن عبد اللّه ابن الرقيم الكناني قال : خرجنا إلى المدينة زمن الجمل فلقينا سعد بن مالك بها فقال : أمر رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بسد الأبواب الشارعة في المسجد وترك باب على (أقول) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج ٩ ص ١١٤) وقال : رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني في الأوسط وزاد قالوا : يا رسول اللّه سددت أبوابنا كلها إلا باب على ، قال : ما أنا سددت أبو ابكم ولكن اللّه سدها (وذكره العسقلاني أيضاً) في فتح الباري ج ٨ ص ١٥ وقال اخرجه احمد والنسائى باسناد قوى.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج ١ ص ٣٣٠] روى بسنده عن عمرو ابن ميمون قال : إني لجالس إلى ابن عباس إذ أتاه تسعة رهط فقالوا : يا بن عباس إما أن تقوم معنا وإما أن تخلونا هؤلاء ، فقال ابن عباس : بل أقوم معكم ، قال ـ وهو يومئذ صحيح قبل أن يعمى ـ قال : فابتدؤا فتحدثوا فلا ندري ما قالوا ، قال : فجاء ينفض ثوبه ويقول : أف وتف وقعوا في رجل له عشرة وقعوا في رجل قال له النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : لأبعثن رجلاً لا يخزيه اللّه أبداً يحب اللّه ورسوله (وساق الحديث) إلى أن قال : وقال : سدوا أبواب المسجد غير باب على ، قال : فيدخل المسجد جنباً وهو طريقه ليس له طريق غيره ،

١٦٩

الحديث (أقول) وقد تقدم تمامه في باب آية التطهير (ج ١ ص ٢٣٠) ، وقد رواه النسائي أيضاً في خصائصه (ص ٨) وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج ٢ ص ٢٠٣) وقال : أخرجه بتمامه أحمد والحافظ أبو القاسم الدمشقى في الموافقات وفي الأربعين الطوال ، قال وأخرج النسائي بعضه (انتهى) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج ٩ ص ١١٩) وقال : رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط باختصار.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج ٢ ص ٢٦] روى بسنده عن ابن عمر قال : كنا نقول في زمن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : رسول اللّه خير الناس (إلى أن قال) ولقد أوتي ابن أبي طالب عليه السلام ثلاث خصال لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم ، زوّجه رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ابنته وولدت له ، وسد الأبواب إلا بابه في المسجد وأعطاه الراية يوم خيبر (أقول) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج ٦ ص ٣١٩) وقال : أخرجه ابن أبي شيبة ، ورواه ابن الأثير الجزرى أيضاً في أُُسد الغابة (ج ٣ ص ٢١٤).

[حلية الأولياء لأبي نعيم ج ٤ ص ١٥٣] روى بطرق متعددة عن أبي بلج عن عمرو بن ميمون عن ابن عباس قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : سدوا أبواب المسجد كلها إلا باب على (أقول) ورواه النسائي أيضاً في خصائصه بطريقين عن عمرو بن ميمون عن ابن عباس أحدهما في (ص ١٣) والآخر في (ص ١٤) قال في الأخير : قال ابن عباس : وسد أبواب المسجد غير باب علي ، فكان يدخل المسجد وهو جنب وهو طريقه ليس له طريق غيره.

[تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج ٧ ص ٢٠٥] روى بسنده عن زيد بن علي بن الحسين عن أخيه محمد بن على أنه سمع جابر بن

١٧٠

عبد اللّه يقول : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : سدوا الأبواب كلها إلا باب علي ، وأومأ بيده إلى باب علي (أقول) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج ٦ ص ٣٩٨) وقال : أخرجه ابن عساكر ، وذكره المناوي أيضاً في كنوز الحقائق (ص ٧٨) وقال : أخرجه الديلمي.

[خصائص النسائي ص ١٣] روى بسنده عن الحارث بن مالك قال : أتيت مكة فلقيت سعد بن أبي وقاص فقلت له : سمعت لعلي عليه السلام منقبة؟ قال : كنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في المسجد فروى فينا لسده ليخرج من في المسجد إلا آل رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وآل علي عليه السلام ، قال : فخرجنا فلما أصبح أتاه عمه فقال : يا رسول اللّه أخرجت أصحابك وأعمامك وأسكنت هذا الغلام ، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : ما أنا أمرت باخراجكم ولا بإسكان هذا الغلام إن اللّه هو أمر به (قال النسائي) قال قطر : عن عبد اللّه بن شريك عن عبد اللّه بن أرقم عن سعد : إن العباس أتى النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقال : سددت أبوابنا إلا باب علي ، فقال : ما أنا فتحتها ولا أنا سددتها.

[كنز العمال ج ٣ ص ١٥٥] قال : عن زافر عن رجل عن الحارث ابن محمد عن أبي الطفيل عامر بن وائلة ، قال : كنت على الباب يوم الشورى فارتفعت الأصوات بينهم فسمعت علياً عليه السلام يقول (وساق الحديث إلى أن قال) قال : أكان أحد مطهرا في كتاب اللّه غيرى حين سد النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أبواب المهاجرين وفتح بابي فقام اليه عماه حمزة والعباس فقالا : يا رسول اللّه سددت أبوابنا وفتحت باب علي ، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : ما أنا فتحت بابه ولا سددت أبوابكم؟ قالوا : اللهم لا.

١٧١

[كنز العمال أيضاً ج ٦ ص ١٥٢] قال : ما أنا أخرجتكم من قبل نفسي ولا أنا تركته ولكن اللّه أخرجكم وتركه ، إنما أنا عبد مأمور ما أمرت به فعلت (إن أتبع إلا ما يوحى إلي) قال : أخرجه الطبراني عن ابن عباس (أقول) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج ٩ ص ١١٥) وقال أيضاً : رواه الطبراني.

[كنز العمال أيضاً ج ٦ ص ٤٠٨] قال : عن علي عليه السلام أخذ رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بيدى قال : إن موسى عليه السلام سأل ربه أن يطهر مسجده بهارون وإني سألت ربي أن يطهر مسجدى بك وذريتك ، ثم أرسل إلى أبي بكر أن سد بابك فاسترجع ثم قال : سمعا وطاعة فسد بابه ، ثم أرسل إلى عمر ، ثم أرسل إلى العباس بمثل ذلك ، ثم قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : ما أنا سددت أبوابكم وفتحت باب علي ولكن اللّه فتح باب علي وسد أبوابكم (قال) أخرجه البزار ، (أقول) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج ٩ ص ١١٤) وقال أيضاً : رواه البزار.

[ميزان الاعتدال للذهبى ج ٢ ص ١٩٤] روى بسنده عن أبي اسحاق سألت ابن عمر عن عثمان وعلي ، فقال : تسألني عن على ، فقد رأيت مكانه من رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، إنه سد أبواب المسجد إلا باب علىّ.

[مجمع الزوائد للهيثمي ج ٩ ص ١١٥] قال : وعن علي عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : انطلق فمرهم فليسدوا أبوابهم فانطلقت فقلت لهم ففعلوا إلا حمزة ، فقلت : يا رسول اللّه قد فعلوا إلا حمزة فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : قل لحمزة فليحول بابه ، فقلت : إن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يأمرك أن تحول بابك فحوله فرجعت اليه وهو قائم يصلي ، فقال : ارجع إلى بيتك ، قال : رواه البزار.

١٧٢

[مجمع الزوائد أيضاً ج ٩ ص ١١٥] قال : وعن العلاء بن العرار قال : سئل ابن عمر عن علي وعثمان ، فقال : أما علي فلا تسألوا عنه ، انظروا إلى منزله من رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، فانه سد أبوابنا في المسجد وأقر بابه ، وأما عثمان فانه أذنب يوم التقى الجمعان ذنباً عظيما فعفا اللّه عنه وأذنب فيكم ذنبا دون ذلك فقتلتموه ، قال : رواه الطبراني في الأوسط. (أقول) وذكره العسقلاني أيضاً في فتح الباري ج ٨ ص ٧٤ باختصار (قال) اخرجه النسائي من رواية العلاء بن عيزار وذكره أيضاً قبل ذلك في ج ٨ ص ١٥ ـ بنحو ابسط وقال اخرجه النسائي من طريق العلاء (قال) ورجاله رجال الصحيح.

[الهيثمي أيضاً في مجمعه ج ٩ ص ١١٥] قال : وعن جابر بن سمرة قال : أمر رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بسد الأبواب كلها إلا باب علي رضي اللّه عنه فقال العباس : يا رسول اللّه قدر ما أدخل أنا وحدى وأخرج قال : ما أمرت بشيء من ذلك ، فسدها كلها غير باب علي ، قال : ربما مرّ وهو جنب ، قال : رواه الطبراني (اقول) وذكره العسقلاني في فتح الباري ج ٨ ص ١٥ وقال أيضاً اخرجه الطبراني.

١٧٣

باب

يحل للنبي (ص) ولعلي (ع) أن يجنبا في المسجد

[صحيح الترمذي ج ٢ ص ٣٠٠] روى بسنده عن أبي سعيد قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لعلي عليه السلام : يا علي لا يحل لأحد أن يجنب في هذا المسجد غيري وغيرك (أقول) ورواه البيهقي أيضاً في سننه (ج ٧ ص ٦٦) عن أبي سعيد ، ثم قال : وروى ذلك أيضاً من وجه آخر عن عطية ، وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج ٦ ص ١٥٩) وقال : أخرجه الترمذي وأبو يعلى والبيهقي عن أبي سعيد ، وذكره ابن حجر أيضاً في تهذيب التهذيب (ج ٩ ص ٣٨٧) في ترجمة محمد بن عيسى بن سورة الترمذي ، قال : قال الترمذي في حديثه عن علي بن المنذر بن فضيل عن سالم ابن أبي حفصة عن عطية عن أبي سعيد : إن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال لعلي عليه السلام : لا يحل لأحد يجنب في هذا المسجد غيري وغيرك ، سمع مني محمد بن اسماعيل ـ يعني البخاري ـ هذا الحديث (انتهى).

[سنن البيهقي ج ٧ ص ٦٥] روى بسنده عن أم سلمة قالت : خرج علينا رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فوجه هذا المسجد

١٧٤

فقال : ألا لا يحل هذا المسجد لجنب ولا لحائض إلا لرسول اللّه وعلي وفاطمة والحسن والحسين ، ألا قد بينت لكم الأسماء أن لا تضلوا (أقول) ورواه بطريق آخر أيضاً عن أم سلمة قالت : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : ألا إن مسجدى حرام على كل حائض من النساء وكل جنب من الرجال إلا على محمد وأهل بيته علي وفاطمة والحسن والحسين ، ثم إن الطريقين المذكورين قد ذكرهما المتقي أيضاً في كنز العمال (ج ٦ ص ٢١٧) قال في أولهما : أخرجه البيهقي وابن عساكر ، وقال في ثانيهما : أخرجه البيهقي.

[كنز العمال ج ٣ ص ١٥٤] قال : عن عثمان بن عبد اللّه القرشي (إلى أن قال) عن أبي ذر قال : لما كان أول يوم في البيعة لعثمان اجتمع المهاجرون والأنصار في المسجد وجاء علي بن أبي طالب عليه السلام فأنشأ يقول : إن أحق ما ابتدأ به المبتدؤن ، ونطق به الناطقون ، وتفوه به القائلون ، حمد اللّه والثناء عليه بما هو أهله والصلاة على النبي محمد صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، فقال : الحمد للّه المتفرد بدوام البقاء (وساق عليه السلام الخطبة إلى أن قال) أتعلمون أن أحداً كان يدخل المسجد جنباً غيري؟ قالوا اللهم لا (الحديث).

[كنز العمال أيضاً ج ٦ ص ١٥٩] قال : لا ينبغي لأحد أن يجنب في هذا المسجد إلا أنا أو علي ، قال : رواه الطبراني عن أم سلمة.

[الهيثمي في مجمعه ج ٩ ص ١١٥] قال : عن خارجة بن سعد عن أبيه سعد قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لعلي عليه السلام : لا يحل لأحد أن يجنب في هذا المسجد غيرى وغيرك ، قال : رواه البزار (أقول) وذكره ابن حجر أيضاً في صواعقه (ص ٧٣) وقال أيضاً : أخرجه البزار ، وقد تقدم في الباب السابق قول ابن

١٧٥

عباس : فيدخل المسجد ـ يعني علياً عليه السلام ـ جنباً وهو طريقه ليس له طريق غيره ، وقول جابر بن سمرة في آخر الباب : وربما مرّ وهو جنب ـ يعني به علياً عليه السلام ـ.

[فتح الباري] في شرح البخاري ج ٨ ص ١٦ (قال) اخرج اسماعيل القاضى في احكام القرآن من طريق المطلب بن عبد اللّه بن حنطب ان النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم لم يأذن لأحد ان يمر في المسجد وهو جنب إلا لعلي بن أبي طالب لأن بيته كان في المسجد.

١٧٦

باب

في نهي النبي (ص) عن الجمع بين اسمه وكنيته

وترخيصه لعلي (ع) في ولده

[أقول] : أما نهيه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم عن الجمع بين اسمه وكنيته فلأخبار كثيرة جداً بل متواترة مذكورة في الصحاح الستة وغيرها من كتب الأحاديث ، ونحن نقتصر على ذكر ثلاثة منها :

[الأول] ما رواه أحمد بن حنبل في مسنده (ج ٣ ص ٣١٣) بسنده عن جابر قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : من تسمى باسمي فلا يكنى بكنيتى ، ومن اكتنى بكنيتى فلا يتسمى باسمى.

[الثانى] ما رواه أحمد بن حنبل أيضاً في مسنده (ج ٢ ص ٣١٢) بسنده عن أبي هريرة عن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال : من تسمى باسمي فلا يكنى بكنيتي ، ومن اكتنى بكنيتي فلا يتسمى باسمى.

[الثالث] ما رواه الطحاوي في شرح معانى الآثار (ج ٢ ص ٣٩٥) بسنده عن البراء بن عازب إن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم نهى أن يجمع بين اسمه وكنيته (أقول) وهناك جملة من الأخبار

١٧٧

ناهية عن خصوص التكنية بكنيته مثل قوله صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : تسموا باسمي ولا تكتنوا بكنيتي.

[وأما] ترخيصه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في الجمع بين اسمه وكنيته لعلي عليه السلام في ولده فلأخبار عديدة ، وهذا تفصيلها حسب ما ظفرت عليه على العجالة.

[صحيح الترمذي ج ٢ ص ١٣٧] روى بسنده عن منذر عن محمد ابن الحنفية عن علي بن أبي طالب عليه السلام إنه قال : يا رسول اللّه أرأيت إن ولد لى بعدك ولد أسميه محمداً وأكنيه بكنيتك؟ قال : نعم ، قال : فكانت رخصة لى (أقول) ورواه البخاري أيضاً في الأدب المفرد (ص ١٢٣) وأبو داود أيضاً في صحيحه (ج ٣١) في باب الرخصة في الجمع بينهما ، والحاكم أيضاً في مستدركه (ج ٤ ص ٢٧٨) وقال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، وأحمد بن حنبل أيضاً في مسنده (ج ١ ص ٩٥) وابن سعد أيضاً في طبقاته (ج ٥ ص ٦٦) وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج ٢ ص ١٧٩) وقال : خرجه المخلص الذهبي ، ورواه البيهقي أيضاً في سننه بطريقين (ج ٩ ص ٣٠٩).

[الطبقات الكبرى لابن سعد ج ٥ ص ٦٦] روى بسنده عن المنذر الثورى قال : وقع بين علي عليه السلام وطلحة كلام فقال له طلحة : لا كجرأتك على رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم سميت باسمه وكنيت بكنيته وقد نهى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أن يجمعهما أحد من أمته ، فقال علي عليه السلام : إن الجري من اجترأ على اللّه ورسوله ، إذهب يا فلان فادع لى فلاناً وفلاناً ـ لنفر من قريش ـ قال : فجاؤا ، فقال : بم تشهدون؟ قالوا : نشهد أن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال : إنه سيولد لك بعدي غلام فقد نحلته اسمي وكنيتى ولا تحل لأحد من أمتي بعده (أقول) ورواه ابن الأثير

١٧٨

الجزري أيضاً في أسد الغابة مختصراً (ج ٥ ص ٣٦١).

[الاصابة لابن حجر ج ٨ القسم ١ ص ٦٨] في ترجمة خولة بنت أياس بن جعفر الحنفية ، قال : رآها النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في منزله فضحك ثم قال : يا على أما إنك تتزوجها من بعدي وستلد لك غلاماً فسمه باسمي وكنه بكنيتي.

١٧٩

باب

إن ذرية كل نبي في صلبه وذرية النبي (ص)

في صلب علي عليه السّلام

[تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج ١ ص ٣١٦] روى بسنده إلى المنصور العباسى إلى عبد اللّه بن العباس ، قال : كنت أنا وأبي العباس بن عبد المطلب جالسين عند رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم إذ دخل علي ابن أبي طالب عليه السلام فسلم فرد عليه رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم السلام وبش به وقام اليه واعتنقه وقبل بين عينيه وأجلسه عن يمينه فقال العباس : يا رسول اللّه أتحب هذا؟ فقال النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يا عم رسول اللّه واللّه للّه أشد حباً له مني ، إن اللّه جعل ذرية كل نبي في صلبه وجعل ذريتى في صلب هذا (أقول) وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج ٢ ص ١٦٨) وقال : أخرجه أبو الخير الحاكمى (وفي ص ٢١٣) وقال : أخرجه أبو الخير القزوينى ، وذكره ابن حجر أيضاً في صواعقه (ص ٩٣) وقال : أخرجه أبو الخير الحاكمى وصاحب كنوز المطالب في بني أبي طالب ، ثم قال : زاد الثانى في روايته : أنه إذا كان يوم القيامة دعى الناس بأسماء أمهاتهم ستراً عليهم إلا هذا وذريته فانهم يدعون بأسمائهم لصحة ولادتهم.

[الهيثمي في مجمعه ج ٩ ص ١٧٢] قال : وعن جابر بن عبد اللّه قال :

١٨٠