الإيضاح

الفضل بن شاذان الأزدي النيسابوري

الإيضاح

المؤلف:

الفضل بن شاذان الأزدي النيسابوري


المحقق: السيد جلال الدين الحسيني الأرموي
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة انتشارات و چاپ دانشگاه تهران
المطبعة: مؤسسة انتشارات و چاپ دانشگاه تهران
الطبعة: ٠
الصفحات: ٦٢٣

ورويتم عن أبى معاوية عن الأعمش عن عمرو بن مرّة (١) عن أبى (٢) البخترىّ الطّائىّ عن حذيفة بن اليمان أنّه قيل له : حدّثنا يا أبا عبد الله قال : أرأيتكم ان حدّثتكم عن أمّكم تسير إليكم تقاتلكم أكنتم تصدّقونى؟ ـ

قالوا : سبحان الله ومن يصدّق بها؟! قال : والله ما كذبت ولتفعلنّ هذا أو هذه أو كلّ هذا (٣).

__________________

(١) فى الاصل : « عن عمر بن مروة » وهو محرف عن « عمرو بن مرة » قال الخزرجى فى خلاصة تذهيب الكمال : « عمرو بن مرة بن عبد الله بن طارق بن الحارث الهمدانى المرادى ( الى آخر الترجمة ) » ؛ ونظيره فى تقريب التهذيب وتهذيب التهذيب لابن حجر العسقلانى.

(٢) فى الاصل : « ابن » وهو محرف ومصحف قطعا بدليل ما ذكره علماء الرجال قال الخزرجى فى خلاصة تذهيب الكمال ( ص ١٢٠ ) :

« سعيد بن فيروز الطائى مولاهم أبو البخترى بن أبى عمران الكوفى تابعى جليل ؛ عن عمرو على مرسلا ، وعن ابن عباس وابن عمر فرد حديث فى الجامع وعنه عمرو بن مرة ومسلم البطين ( الترجمة ) ».

وقال ابن حجر فى تقريب التهذيب : « سعيد بن فيروز أبو البخترى بفتح الموحدة والمثناة بينهما معجمة ابن أبى عمران الطائى مولاهم الكوفى ثقة ثبت فيه تشيع قليل كثير الارسال من الثالثة مات سنة ثلاث وثمانين / ع ».

أقول : يشير برمز لفظة « ع » الى أن حديثه ثقل فى الاصول الستة جميعا فان شئت فراجع تصريحه فى اوّل الكتاب بذلك ( ص ٧ ج ١ من النسخة المطبوعة بتحقيق الاستاذ عبد ـ الوهاب عبد اللطيف سنة ١٣٨٠ ).

(٣) يعلم من هذه الرواية وما يليها وأشباههما أن هذه القضية كانت معلومة للاصحاب والصحابيات باخبار النبي بها لهم ولهن قبل وقوعها نظير سائر ما أخبر به قبل وقوعه ، ويدل على ذلك أخبار كثيرة لا تعد ولا تحصى حتى أن أم المؤمنين عائشة نفسها كانت قد سمعت عن النبي (ص) أن احدى زوجاته تنبحها كلاب الحوأب فلذلك لما سمعت نباح كلاب

٨١

ورويتم عن أبى الفضيل عن يزيد بن أبى زياد عن عبد الله بن الحارث قال : سمعت أمّ هانئ بنت أبى طالب تقول :

__________________

الحوأب أرادت أن تعود ؛ فلا بأس بالاشارة الى ما يدل على ذلك ، قال السيد علم الهدى فى شرح قصيدة السيد الحميرى ( ص ١٢ من النسخة المطبوعة ) :

« وروى أنه لما جاءت عائشة الى هذا الموضع نبحتها كلاب الحوأب فقالت عائشة : أى ماء هذا؟ ـ قالوا : ماء الحوأب فقالت : ردونى ردونى فانى سمعت رسول الله (ص) يقول : ابصرى لا تكونى التى تنبحها كلاب الحوأب فقالوا : ليس هذا ماء الحوأب فأبت ان تصدقهم فجاءوا بخمسين شاهدا من العرب فشهدوا أنه ليس بماء الحوأب وحلفوا لها فكسوهم أكسية وأعطوهم دراهم وكانت هذه اوّل شهادة زور حدثت فى الاسلام ».

قال العلامة المجلسى فى ثامن البحار فى باب بيعة أمير المؤمنين بعد نقل كلام الدميرى الّذي يأتى وكلام علم الهدى ما نصه ( ص ٤٢٣ من طبعة أمين الضرب ) :

« وروى الصدوق ـ قدس الله روحه ـ فى الفقيه عن الصادق ـ عليه‌السلام ـ انه قال : اوّل شهادة شهد بها بالزور فى الاسلام شهادة سبعين رجلا حين انتهوا الى ماء الحوأب فنبحتهم كلابها فأرادت صاحبتهم الرجوع وقالت : سمعت رسول الله يقول لازواجه : ان احداكن تنبحها كلاب الحوأب فى التوجه الى قتال وصيى على بن أبى طالب (ع) فشهد عندها سبعون رجلا ان ذلك ليس بماء الحوأب فكانت اوّل شهادة شهد بها فى الاسلام بالزور ».

قال الدميرى فى حياة الحيوان تحت عنوان الجمل :

« وروى الحاكم من حديث قيس بن أبى حازم وابن أبى شيبة من حديث ابن عباس : ان رسول الله (ص) قال لنسائه : أيتكن صاحبة الجمل الادبب تسير او تخرج حتى تنبحها كلاب الحوأب ، والحوأب نهر بقرب البصرة والادبب الادب وهو الكثير شعر الوجه قال ابن ـ دحية : والعجب من ابن العربى كيف أنكر هذا الحديث فى كتاب العواصم من القواصم له وذكر أنه لا يوجد له أصل وهو أشهر من فلق الصبح. وروى أن عائشة لما خرجت مرت بماء يقال له الحوأب فنبحتها الكلاب فقالت : ردونى ردونى فانى سمعت رسول الله (ص)

٨٢

__________________

يقول : كيف باحداكن اذا نبحتها كلاب الحوأب ؛ وهذا الحديث مما أنكر على قيس بن حازم ».

وقال ياقوت الحموى فى معجم البلدان فى باب الحاء والواو وما يليهما :

« وقال أبو منصور : الحوأب ( بالفتح ثم السكون وهمزة مفتوحة وباء موحدة ) موضع بئر نبحت كلابه على عائشة أم المؤمنين عند مقبلها الى البصرة ثم أنشد :

ما هى الا شربة بالحوأب

فصعدى من بعدها او صوبى

وفى الحديث : ان عائشة لما أرادت المضى الى البصرة فى وقعة الجمل مرت بهذا الموضع فسمعت نباح الكلاب فقالت : ما هذا الموضع؟ ـ فقيل لها : هذا موضع يقال له الحوأب فقال : انا لله ما أرانى الا صاحبة القصة فقيل لها : وأى قصة؟ ـ قالت : سمعت رسول الله ( صلعم ) يقول وعنده نساؤه : ليت شعرى أيتكن تنبحها كلاب الحوأب سائرة الى الشرق فى كتيبة فهمت بالرجوع فغالطوها وحلفوا لها انه ليس بالحوأب ».

أقول : يشير به الدميرى الى ما ذكره القاضى أبو بكر بن العربى فى كتابه « العواصم من القواصم » تحت عنوان « قاصمة » نقلا عما ذكره نقلة الاخبار وحملة الآثار من علماء الفريقين وصار عندهم مما لا ينكره من البشر الا من أنكر ضوء الشمس ونور القمر ونص عبارته ( انظر ص ١٤٨ من الطبعة الثانية بالقاهرة سنة ١٣٧٥ بتحقيق وتعليق محب الدين الخطيب ) :

« روى قوم ( الى ان قال ) فجاءوا الى ماء الحوأب ونبحت كلابه فسألت عائشة فقيل لها : هذا ماء الحوأب فردت خطامها عنه وذلك لما سمعت النبي (ص) يقول : أيتكن صاحبة الجمل الادبب تنبحها كلاب الحوأب فشهد طلحة والزبير أنه ليس هذا ماء الحوأب وخمسون رجلا إليهم وكانت أول شهادة زور دارت فى الاسلام ».

فقال فى رده ما نصه : ( ص ١٦١ من الطبعة المشار إليها ) :

« وأما الّذي ذكرتم من الشهادة على ماء الحوأب فقد بؤتم فى ذكرها بأعظم حوب ، ما كان قط شيء مما ذكرتم ، ولا قال النبي (ص) ذلك الحديث ، ولا جرى ذلك الكلام ، ولا شهد أحد بشهادتهم ، وقد كتبت شهاداتكم بهذا الباطل وسوف تسألون ».

٨٣

لقد علم من جرت عليه المواسى (١) من أصحاب رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ أنّ أصحاب الجمل ملعونون على لسان النّبيّ الأمّىّ وقد خاب من افترى. ورويتم عن جرير عن يزيد بن أبى داود قال : حلفت عائشة [ أن ] لا تكلّم عبد الله بن الزّبير لصنيعته (٢) حين زيّن لها الخروج الى البصرة. ورويتم عن عبد الله بن موسى قال : حدّثنا الحسن ابن دينار عن الحسن البصرىّ قال : سمعت طلحة يوم الجمل يقول : وما رأيت مصارع ـ شيوخ أضيع من يومنا هذا.

ذكر عمرو بن العاص

ومن علمائكم عمرو بن العاص ومروان بن الحكم وأنتم تنسبونهما الى الفقه والعلم ثمّ رويتم من ذلك ما رواه أبو نعيم قال : حدّثني عيسى بن عبد الرّحمن عن عدىّ بن ثابت عن مجالد بن عمر قال قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ [ اللهمّ ] انّ عمرو بن العاص هجانى (٣) وانت تعلم أنّى لست [ بشاعر ] فالعنه مكان كلّ بيت هجانى لعنة.

__________________

ولمحبى الدين الخطيب بيانات فى تأييد هذه الكلمات وتشييد مبناها ونحن نذكرها ان شاء الله تعالى فى تعليقاتنا على الايضاح حتى يعلم الناظرون أن الانسان اذا أراد ان يسلك سبيل الانكار فى الواضحات كيف يتمسك بكل حشيش.

__________________

(١) قال ابن الاثير فى النهاية « فى حديث عمر : كتب ان يقتلوا من جرت عليه المواسى أى من نبتت عانته لان المواسى انما تجرى على من أنبت ؛ أراد من بلغ الحلم من الكفار ».

(٢) فى الاصل : « لصنيعة ».

(٣) قال ابن أبى الحديد فى شرح نهج البلاغة ضمن شرحه لكلام أمير المؤمنين ـ عليه‌السلام ـ فى ذكر عمرو بن العاص وذمه أعنى قوله المصدر بهذه العبارة : « عجبا لابن

٨٤

ورويتم عن الفضل بن موسى الشّيبانى عن الحسين بن واقد عن ابن بريدة عن أبيه قال قال عمرو بن العاص : اللهمّ ان كان ما جاء محمّد حقّا فاخسف بى وبفرسى.

__________________

النابغة يزعم لاهل الشام ان فى دعابة » ما نصه ( ج ٢ من طبعة مصر ص ١٠٠ ) :

« وكان عمرو أحد من يؤذى رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ بمكة ويشتمه ويضع فى طريقه الحجارة لانه كان ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ يخرج من منزله ليلا فيطوف بالكعبة وكان عمرو يجعل له الحجارة فى مسلكه ليعثر بها وهو أحد القوم الذين خرجوا الى زينب ابنة رسول الله (ص) لما خرجت مهاجرة من مكة الى المدينة فروعوها وقرعوا هودجها بكعوب الرماح حتى أجهضت جنينا ميتا من أبى العاص بن الربيع بعلها فلما بلغ ذلك رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ نال منه وشق عليه مشقة شديدة ولعنهم ، روى ذلك الواقدى.

وروى الواقدى أيضا وغيره من أهل الحديث أن عمرو بن العاص هجا رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ هجاء كثيرا كان يعلمه صبيان مكة فينشدونه ويصيحون برسول الله (ص) اذا مر بهم رافعين أصواتهم بذلك الهجاء فقال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ وهو يصلى بالحجر : اللهم ان عمرو بن العاص هجانى ولست بشاعر فالعنه بعدد ما هجانى.

( فساق الكلام فى ذكر مثاليه الى ان نقل عن الزبير بن بكار فى كتاب المفاخرات ضمن ما نقله أن الحسن المجتبى ـ عليه‌السلام ـ قال له : )

« وأما أنت يا ابن العاص فان أمرك مشترك وضعتك امك مجهولا من عهر وسفاح فتحاكم فيك أربعة من قريش فغلب عليك جزارها ألأمهم حسبا وأخبثهم منصبا ثم قام أبوك فقال : أنا شانئ محمد الابتر فأنزل الله فيه ما أنزل : وقاتلت رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ فى جميع المشاهد وهجوته وآذيته بمكة وكدته كيدك كله وكنت من أشد الناس له تكذيبا وعداوة. ثم خرجت تريد النجاشى مع أصحاب السفينة لتأتى بجعفر وأصحابه الى أهل مكة فلما أخطأك ما رجوت ورجعك الله خائبا وأكذبك واشيا جعلت حدك على صاحبك عمارة بن الوليد فوشيت به الى النجاشى حسدا لما ارتكب من حليلته ففضحك الله وفضح صاحبك

٨٥

ورويتم عن أبى خالد الأحمر عن مجالد عن الشّعبىّ عن مسروق عن عائشة قالت (١) : لعن الله عمرو بن العاص ما أكذبه لقوله : انّه قتل ذا الثّدية (٢) بمصر. ورويتم عن خلف

__________________

فأنت عدو بنى هاشم فى الجاهلية والاسلام.

ثم انك تعلم وكل هؤلاء الرهط يعلمون أنك هجوت رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ بسبعين بيتا من الشعر فقال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله : اللهم انى لا أقول الشعر ولا ينبغى لى ، اللهم العنه بكل حرف ألف لعنة فعليك اذا من الله ما لا يحصى من اللعن ».

أقول : لا يسع المقام اكثر من ذلك فمن أراد التفصيل فليراجع شرح النهج المذكور وأيضا عاشر البحار ( ص ١٢٠ ـ ١١٦ من طبعة امين الضرب ) فان هناك حديثا نقله المجلسى عن الاحتجاج وهو مرتبط بالمقام وننقله ان شاء الله تعالى فى تعليقاتنا وحواشينا على الايضاح.

__________________

(١) قال ابن أبى الحديد فى شرح نهج البلاغة ضمن شرحه ما فيه من خطبة لامير المؤمنين ـ عليه‌السلام ـ فى تخويف أهل النهروان بعد نقله حديثا من كتاب صفين للواقدى ما نصه ( ص ٢٠٢ من ج ١ من طبعة دار الكتب العربية الكبرى بمصر سنة ١٣٢٩ ) :

« وفى كتاب صفين أيضا للمدائنى عن مسروق أن عائشة قالت له لما عرفت أن عليا ـ عليه‌السلام ـ قتل ذا الثدية : لعن الله عمرو بن العاص فانه كتب الى يخبرنى أنه قتله بالاسكندرية الا انه ليس يمنعنى ما فى نفسى ان أقول ما سمعته من رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ يقول : يقتله خير أمتى من بعدى ».

وأورده المجلسى فى ثامن البحار فى باب اخبار النبي ـ (ص) بقتال الخوارج وكفرهم نقلا عن شرح النهج لابن ابى الحديد ( انظر ص ٥٩٩ من طبعة أمين الضرب ).

أقول : لما كانت الاسكندرية من بلاد مصر عبر فى حديث المتن عنها بمصر وفى كتاب صفين عنها بالاسكندرية فلا منافاة بينهما.

(٢) قال ابن الاثير فى النهاية : « فى حديث الخوارج ذو الثدية هو تصغير الثدى وانما

٨٦

بن خليفة عن منصور بن زادان عن الحسين فى قوله تعالى : ( إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ ) قال : نزلت فى عمرو بن العاص. ورويتم عن ابن عيينة عن عمر [ و ] بن دينار عن أبى جعفر قال قال : لفى عمرو بن العاص الحسين بن عليّ ـ عليهما‌السلام ـ فى الطّريق فقال : لا تكن أحمق قريش (١) فقال الحسين ـ عليه‌السلام ـ لقد ذكرت رجلا بصيرا على الخلق (٢) ولكنّك امرؤ ادّعاك أربعة من قريش (٣) فغلبهم عليك أشرّهم بيتا وألأمهم حسبا وجزّار قريش. ورويتم عن أبى معاوية (٤) عن الأعمش عن أبى صالح قال : مرّ عمرو بن العاص على كعب الأحبار فعثرت به دابّته فقال : يا كعب أتجد فى التّوراة أنّ دابّتى تعثر بى؟ ـ قال : لا ولكن أجد فى التّوراة رجلا [ ينزو ] فى الفتنة كما ينزو الحمار فى القيد. ورويتم عن سفيان بن عيينة عن اسماعيل بن أبى خالد عن مروان بن زحيل قال : سمعت عليّا ـ عليه‌السلام ـ يقول : معاوية فرعون هذه الأمّة وعمر [ وبن ] العاص هامانها. ورويتم عن شريك عن ليث عن طاوس (٥) عن عبد الله بن عمر [ و ] (٦) قال :

__________________

أدخل فيه الهاء وان كان الثدى مذكرا كأنه أراد قطعة من ثدى وقيل : هى تصغير الثندوة بحذف النون لانها من تركيب الثدى ، وانقلاب الياء فيها واوا لضمة ما قبلها ولم يضر ارتكاب الوزن الشاذ لظهور الاشتقاق ، ويروى : ذو اليدية بالياء بدل الثاء تصغير اليد وهى مؤنثة ».

__________________

(١) هذا التعبير قد وقع من عمرو بن العاص لكن فى حق الحسن (ع) وننقله ان شاء الله فى التعليقات واما فى حق الحسين (ع) فلم أره فلعله أيضا قد وقع.

(٢) كذا ولعله : « بصيرا بالخلق ».

(٣) ننقل ان شاء الله تعالى فى التعليقات عبارة حديث الاحتجاج فى ذلك المورد.

(٤) فى الاصل : « عن أبى المعوية ».

(٥) قال ابن عبد البر فى الاستيعاب فى ترجمة الحكم ( ج ١ من طبعة الهند ص ١١٩ ) :

٨٧

أتيت رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ قال : يطّلع (١) عليكم رجل من أهل النّار وقد تركت أبى يتهيّأ ليلحقنى فاطّلع علينا معاوية فسرّى عنّى.

قال شريك : ما كان أسوأ ظنّه بأبيه؟!

ذكر الحكم بن أبى العاص

ورويتم عن حمّاد بن سلمة عن أبى المهزم (٢) عن أبى هريرة قال : لعن رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ الحكم وما (٣) ولد الى يوم القيامة.

ورويتم عن سعيد بن زيد أخى حمّاد بن زيد [ عن عليّ بن الحكم اليمانىّ عن الحسن الحريرىّ (٤) عن عمرو بن مرّة ] قال : جاء الحكم يستأذن على النّبيّ ـ صلّى الله

__________________

« وحدثنا عبد الوارث بن سفيان حدثنا قاسم حدثنا أحمد بن زهير حدثنا موسى بن اسماعيل حدثنا عبد الواحد بن زياد حدثنا عثمان بن حكيم قال : حدثنا شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : قال رسول الله ( صلعم ) : يدخل عليكم رجل لعين قال عبد الله : وكنت تركت عمرا يلبس ثيابه ليقبل الى رسول الله ( صلعم ) فلم أزل مشفقا ان يكون أول من يدخل ؛ فدخل الحكم بن أبى العاص ».

(٦) فى الاصل : « بن عمر » ( من دون الواو بعده ).

__________________

(١) يقال : « اطلع فلان علينا اى أتانا فجأة ».

(٢) فى الاصل : « أبى المهرم » ( بالراء المهملة ) قال الخزرجى فى تذهيب خلاصة الكمال : « ابو المهزم بكسر الزاى التميمى اسمه يزيد بن سفيان البصرى عن أبى هريرة ( الترجمة ) ».

(٣) كذا صريحا فى الاصل وهو صحيح.

(٤) كذا فى الاصل والصحيح : « عن على بن الحكم البنانى عن أبى الحسن الجزرى عن عمرو بن مرة ». بقرينة ما ذكره ابن حجر العسقلانى فى تهذيب التهذيب فى باب الكنى

٨٨

عليه وآله ـ فعرف صوته (١) فقال : لا تأذنوا (٢) للوزغ (٣) لعنة الله عليه وعلى [ من (٤) ] يخرج من صلبه الاّ المؤمنين (٥) منهم وقليل ما هم يعظّمون (٦) فى الدّنيا ويضيّعون (٧) فى الآخرة وهم ذوو

__________________

( انظر المجلد الثانى عشر ص ٧٣ ) :

« أبو الحسن الجزرى شامى روى عن عمرو بن مرة الجهنى ومقسم مولى ابن عباس وأبى وأبى أسماء الرحبى وعنه على بن الحكم البنانى ؛ قلت : قال ابن المدينى : أبو الحسن الّذي روى عن ابن مرة وعنه على بن الحكم مجهول ولا أدرى سمع من على بن مرة أم لا ، وقال الحاكم فى المستدرك : أبو الحسن هذا اسمه عبد الحميد بن عبد الرحمن ثقة مأمون ؛ كذا قال ».

وقرينة أخرى على ذلك اى على كون « اليمامى » تصحيف « البنانى » أن على بن الحكم البنانى ممن يروى عنه سعيد بن زيد ؛ قال ابن حجر فى تهذيب التهذيب : « على بن الحكم البنانى أبو الحكم البصرى روى عن أنس ( الى ان قال ) وعنه جرير بن حازم ( الى أن قال ) والحمادان وسعيد بن زيد ( الى آخر الترجمة ) ».

__________________

(١) فى الاصل : « فعرف صورة ».

(٢) كذا فى الاصل لكنه بناء على ما نقله الدميرى عن مستدرك الحاكم : « ائذنوا » وسننقله فى ذيل الصفحة.

(٣) قال ابن الاثير فى النهاية : « وفيه : ان الحكم بن أبى العاص أبا مروان حاكى رسول الله (ص) من خلفه فعلم بذلك فقال : كذا فلتكن ؛ فأصابه مكانه وزغ لم يفارقه أى رعشة وهى ساكنة الزاى. وفى رواية أنه قال لما رآه : اللهم اجعل به وزغا فرجف مكانه وارتعش ».

(٤) فى الاصل : « ما » والتصحيح من نسخة الدميرى والمتن أيضا صحيح.

(٥) فى رواية الدميرى : « المؤمن ».

(٦) فى الدميرى : « يشرفون ».

(٧) فى الاصل : « يوضعون » والتصحيح من نقل الدميرى.

٨٩

مكر وحيلة (١) [ يعطون فى الدّنيا (٢) ] وما لهم فى الآخرة من خلاق (٣).

__________________

(١) فى الدميرى : « وخديعة ».

(٢) ما بين الحاصرتين من الدميرى.

(٣) حيث ان الدميرى نقل فى مادة « وزغ » من حياة الحيوان ما يفيد ذكره فى المقام ننقله هنا ونص عبارته هكذا :

« وروى الحاكم فى كتاب الفتن والملاحم من المستدرك عن عبد الرحمن بن عوف أنه قال : كان لا يولد لاحد مولود الا أتى به للنبى ـ ( صلعم ) ـ فيدعو له فأدخل عليه مروان ابن الحكم فقال : هو الوزغ بن الوزغ الملعون بن الملعون

( ثم قال : صحيح الاسناد وروى بعده بيسير )

عن محمد بن زياد قال : لما بايع معاوية لابنه يزيد قال : مروان سنة أبى بكر وعمر فقال عبد الرحمن بن أبى بكر : سنة هرقل وقيصر فقال له مروان : أنت الّذي أنزل الله فيك : والّذي قال لوالديه : اف لكما ؛ فبلغ ذلك عائشة فقالت : كذب والله ما هو به ولكن رسول الله ـ ( صلعم ) ـ لعن أبا مروان ومروان فى صلبه ثم روى الحاكم عن عمرو بن مرة الجهنى وكانت له صحبة قال : ان الحكم بن أبى العاص استأذن على رسول الله ( صلعم ) فعرف صوته فقال ( صلعم ) : ائذنوا له لعنة الله عليه وعلى من يخرج من صلبه الا المؤمن منهم وقليل ما هم ؛ يشرفون فى الدنيا ويضيعون فى الآخرة ذو ومكر وخديعة يعطون فى الدنيا وما لهم فى الآخرة من خلاق.

قال ابن ظفر : وكان الحكم بن أبى العاص يرمى بالداء العضال وكذلك أبو جهل ».

أقول : من أراد التحقيق الدقيق فى ترجمة مروان بن الحكم فليراجع شفاء الصدور فى شرح زيارة العاشور للحاج ميرزا ابى الفضل الكلانترى (ره) فانه خاض فى البحث عنه بما لا مزيد عليه فى شرح تلك الفقرة من الزيارة : « ولعن الله آل مروان » ( انظر ص ١٥٥ ـ ١٥٠ من النسخة المطبوعة ).

فائدة

ذكر الطبرى فى المسترشد ( ص ٩ ـ ٢٩ ) نظائر لما ذكره المصنف (ره) هنا.

٩٠

ذكر بعض علمائهم وفقهائهم

منهم منصور بن المعتمر وكان شرطيّا لهشام بن عبد الملك (١) بأخذ أرزاقه (٢).

ومن علمائهم وفقهائهم سعيد بن جبير (٣) وكان على عطاء الخيل (٤) فى زمن الحجّاج وقبل ذلك غزا (٥) الرّوم مع يزيد بن معاوية ، وتخلّف عن الحسين ، وخرج مع القرّاء على الحجّاج.

__________________

(١) فى اوائل المسترشد ( ص ١٢ ) : « ومن رواتكم منصور بن المعتمر وكان شرطيا لهشام بن عبد الملك ».

(٢) كذا.

(٣) فى اوائل المسترشد ( ص ١٢ من النسخة المطبوعة ) : « ومن رواتكم وفقهائكم سعيد بن جبير وكان على عطاء الخيل فى زمن الحجاج ، وغزا الروم مع يزيد بن معاوية ، وتخلف عن الحسين ، وخرج مع القراء على الحجاج ».

(٤) فى تاريخ الطبرى « وكان على عطاء الجند ».

قال الطبرى فى تأريخه ضمن حوادث سنة اربع وتسعين « وفى هذه السنة قتل الحجاج سعيد بن جبير وكان سبب قتل الحجاج اياه خروجه عليه مع من خرج عليه مع عبد الرحمن بن محمد بن الاشعث وكان الحجاج جعله على عطاء الجند حين وجه عبد الرحمن الى رتبيل لقتاله فلما خلع عبد الرحمن الحجاج كان سعيد فيمن خلعه معه فلما هزم عبد الرحمن وهرب الى بلاد رتبيل هرب سعيد.

( الى ان قال )

قال وهب بن جرير حدثنا أبى قال : سمعت الفضل بن سويد قال : بعثنى الحجاج فى حاجة فجىء بسعيد بن جبير فرجعت فقلت لانظرن ما يصنع فقمت على رأس الحجاج فقال له الحجاج : يا سعيد ألم اشركك فى أمانتى؟ ـ ألم أستعملك؟ ـ ألم أفعل ( الى آخر ما قال ) فيفهم من قوله : « ألم أستعملك » صريحا ان سعيدا كان من عمال الحجاج » فان وفقت أترجم حال سعيد وأشرحه فى تعليقات آخر الكتاب ان شاء الله تعالى.

(٥) فى الاصل : « ما غزا » والتصحيح من كتاب المسترشد وبقرينة المقام.

٩١

وقد رويتم وقرأتم فى كتابه (١) الّذي يسمّى كتاب الجامع أنّ رجلا لو تزوّج جارية رجل على عشرة دراهم لم يكن زانيا ولم يجب عليه الحدّ كان ذلك باذن سيّدها أم لا ، ولو أنّ رجلا لفّ ذكره بحريرة ثمّ أدخله فرج امرأة لم يكن زانيا ولم يجب عليه الحدّ ، ورويتم عنه أيضا أنّه قال : لو أنّ رجلا أتى غلاما فيما بين فخذيه أنّه لا يجب عليه الحدّ وأنّه لغو (٢) أتاه.

ومن علمائكم يزيد بن هارون الواسطىّ وكان على قهرمة الحسن بن قحطبة (٣) ؛ ويزيد بن هارون الّذي طعن على [ شيعة ] عليّ ـ عليه‌السلام ـ قاطبة حتّى لم يترك حجازيّا ولا شاميّا ولا عراقيّا الاّ طعن عليه بقوله الّذي حفظ عليه فى مجلسه على رءوس الأشهاد حتّى قال : من أخذ بالنّبيذ فى قول أهل الكوفة وبالسّماع فى قول أهل المدينة وبالمتعة فى قول أهل مكّة فهو أفسق الفاسقين فكيف جاز له [ أن ] يروى عن قوم ان أخذ بقولهم كان فاسقا؟! فتفهّموا أيّتها الشّيعة هذه النّكت وناظروهم فانّ جميع ما رويناه فى كتابنا هذا من رواياتهم وليس لأهل بيت رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ

__________________

(١) هذا الضمير يرجع بناء على ظاهر الحال الى سعيد بن جبير ولكن يستبعد منه ان يكون له كتاب يسمى بالجامع ويؤيده أن هذه الامور نسبها أبو جعفر الطبرى الشيعى الى أبى ـ حنيفة ونص عبارته فى اوائل المسترشد هكذا ( ص ١٧ من طبعة النجف ) :

« ومن رواتكم وفقهائكم أبو حنيفة الّذي زعم أن اشعار البدن مثلة ولا اشعار وقد روت عائشة أن النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ كان يشعر بدنته ، وقال أبو حنيفة : لو أن رجلا تزوج أمه على عشرة دراهم لم يكن زانيا ولم يجب عليه الحد ، ولو أن رجلا لف ذكره بحريرة ثم أدخله فرج امرأة لم يكن زانيا ولم يجب عليه الحد ، ولو أن رجلا غاب عن امرأته عشرين سنة وبها حبل فان الحبل منه وان كان فى جيش معروف ويشهد أصحابه أنه لم يزل فى عسكرهم ؛ وكذلك لو قدم ومعه ابن سنة وأكثر ان الولد ولده ، وزعم أن من أتى امرأة او غلاما بين أفخاذهما فلا حدّ عليه » فيظن بل يقطع أن هنا فى المتن سقطا ونقصا.

(٢) فى الاصل : « لقوا ».

(٣) ذكره الطبرى فى المسترشد ( ص ١١ ).

٩٢

ولا لأحد من علماء الشّيعة هاهنا ذكر او خبر يؤثر (١) وانّما افتضحوا من أخبارهم الّتي أوردوها وأحاديثهم الّتي تقوّلوا بها (٢) ؛ فعن هؤلاء أخذوا أديانهم وأحكامهم ، وبهم اقتدوا وآثارهم اتّبعوا ، فهم الأئمّة الرّاشدون عندهم وأما نحن فانّا نأتمّ بأئمّتنا من أهل بيت نبيّنا ونقتدى بهم فهل سمعتم أو روى لكم عن أحد من أئمّتنا ـ عليهم‌السلام ـ أنّهم فعلوا شيئا استحسنوه (٣) كما استحسنه علماؤهم وفقهاؤهم والله عزّ وجلّ نسأل التّأييد والتّوفيق لأرشد الامور برأفته ورحمته انّه ولىّ قدير.

رجع القول الى الاحتجاج عليهم من عوامّهم

قال واضع هذا الكتاب (٤) ] :

قلنا للمرجئة (٥) : ما الّذي نقمتم على الشّيعة حتّى (٦) أخرجتموهم من ان يكونوا كسائر هذه الفرق الّذين خالفوكم ولا يكونوا من الخلاف على أكثر ممّا وصفناه منهم؟

قالوا : على طعنهم على أبى بكر وعمر وخروجهم من الجملة الّتي [ بنى عليها أمر الجماعة وأهل السّنّة ، واذا أهل السّنّة عندهم (٧) ] الّذين وصفناهم فى أوّل كتابنا أنّهم

__________________

(١) فى الأصل : « يأثره ».

(٢) كذا فى الاصل.

(٣) فى الاصل : « واستحسنوه ».

(٤) فليعلم أن ما بين المعقفتين اللتين اوليهما وقعت قبل عنوان « ذكر العلماء من أصحاب الحديث » الّذي مر ذكره فى ص ٥٦ وثانيتهما وقعت بعد هذا العنوان المذكور فى المتن الحاضر أعنى قوله : « رجع القول الى الاحتجاج عليهم من عوامهم ، قال واضع هذا الكتاب » فى نسخة م فقط وليس منه أثر فى باقى النسخ أعنى ج ح س ق مج مث.

(٥) ج ح س ق مج مث : « فقلنا لهم ».

(٦) ج ح س ق مج مث : « حين ».

(٧) غيرهم : « عليها بنى أمر الجماعة والسنة وأهل السنة ».

٩٣

يقولون : انّ الله لم يبعث نبيّه ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ الى خلقه بجميع ما يحتاجون إليه من أمر دينهم وأنّه تعبّد خلقه بما لم يبيّنه لهم وتجهيل (١) نبيّه (ص) بأنّه لم يكن يعرف جميع الطّاعة من المعصية ولم يكمل لهم ما أتاهم [ به (٢) ] حتّى أكمله لهم فى قولهم الصّحابة والتّابعون (٣) ومن بعدهم ممّن استنبطوا بآرائهم.

فقالت المرجئة (٤) : قد رأينا مباينة هذه الفرق لكم فما قولكم الّذي عليه تعتمدون حتّى يكون جوابكم عمّا به تقرّون على ما به تقرّون [ وعلى ما تحبّون (٥) ] لا على ما ينسبكم إليه من خالفكم من هذه الفرق الّتي وصفنا؟

قالوا : نقول : انّ الله جلّ ثناؤه تعبّد خلقه بالعمل بطاعته واجتناب معصيته على لسان نبيّه ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ فبيّن لهم جميع ما احتاجوا (٦) إليه من أمر دينهم صغيرا كان أو كبيرا فبلّغهم ايّاه خاصّا وعامّا ولم يكلهم فيه الى آرائهم (٧) ولم يتركهم فى عمى ولا شبهة ؛ علم ذلك من علمه وجهل ذلك (٨) من جهله فامّا ما بلّغه (٩) عامّا فهو ما الامّة عليه من الوضوء (١٠) والصّلاة والخمس والزّكاة والصّيام والحجّ والغسل من الجنابة واجتناب ما نهى الله عنه فى كتابه من الزّنا والسّرقة والاعتداء والظّلم وأكل مال اليتيم وأكل الرّبا [ وقذف المحصنات (١١) ] وما أشبه ذلك ممّا يطول شرحه

__________________

(١) كذا. ولعله كان : « ويجهلون ».

(٢) ليس فى م.

(٣) هذه العبارة مشوشة فى النسخ ففى م : « حتى أكمله فى قول الصحابة والتابعين من بعدهم ما استنبطوا بآرائهم » وفى مج مث س ق ج : « حتى أكمله لهم فى قولهم الصحابة والتابعين ومن بعدهم مما استنبطوا برأيهم » والمتن مطابق لنسخة ح الا فى « آرائهم » فان فيها « برأيهم ».

(٤) ج ح مج مث س ق : « فقيل للشيعة ».

(٥) فى م فقط.

(٦) غير م : « يحتاجون ».

(٧) فى النسخ : « الى رأيهم ».

(٨) غير م : « وجهله ».

(٩) كذا فى م وفى سائر النسخ « أبلغهم ».

(١٠) م : « القول ».

(١١) فى م فقط

٩٤

وتفسيره وهو معروف عند الخاصّة والعامّة. وأمّا ما بلّغه (١) خاصّا (٢) فهو ما وكلنا إليه قوله عزّ وجلّ (٣) : ( أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ) (٤) وقوله عزّ وجلّ : ( فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) (٥) فهذا خاصّ لا يجوز أن يكون من جعل الله له الطّاعة على النّاس داخلا (٦) فى مثل ما (٧) هم فيه من المعاصى وذلك لقول الله جلّ ثناؤه : واذ ابتلى ابراهيم ربّه بكلمات فأتمهنّ قال : انّى جاعلك للنّاس إماما قال : ومن ذريّتى قال : ( لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) (٨) [ علمنا (٩) ] أنّ الظّالمين ليسوا بأئمّة يعهد إليهم فى العدل على النّاس وقد أبى الله أن يجعلهم أئمّة ثمّ أعلمنا (١٠) بقوله ـ تبارك وتعالى : ( إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها وَإِذا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللهَ كانَ سَمِيعاً بَصِيراً ) (١١) انّ ذلك عهد من الله تعالى عهده إليهم لم يعهد هذا العهد الاّ [ الى الأئمّة الّذين يحكمون بالعدل ولا يجوز أن يأمر بالعدل من لا يحسنه (١٢) ] وانّما أمر أن يحكم بالعدل من يحسن أن يحكم بالعدل [ فعلمنا ] من قوله تعالى وممّا قال (١٣) رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ : لا يزنى الزّانى حين يزنى وهو مؤمن ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن ، ولا يشرب الخمر حين يشرب وهو مؤمن [ ولا يقتل مؤمنا

__________________

(١) غير م : « أبلغهم ».

(٢) م : « خاصة ».

(٣) ح ج مج مث ق س : « من قوله تعالى ».

(٤) من آية ٥٩ سورة النساء وصدرها : ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ).

(٥) ذيل آية ٤٣ سورة النحل.

(٦) غير م : « أن يدخل ».

(٧) م : « فيما ».

(٨) آية ١٢٤ سورة البقرة.

(٩) مث ح فقط.

(١٠) غير م « وعلمنا ».

(١١) آية ٥٨ سورة النساء.

(١٢) غير م ( بدل ما بين المعقفتين ) : « الا أئمة يحسنون أن يحكموا بالعدل ولا أن يأمر أن يحكم بالعدل من لا يعرف العدل ولا يحسنه ».

(١٣) ح ج س ق مج مث : « ومن قولهم أيضا ما قال ».

٩٥

متعمّدا وهو مؤمن (١) ] وهكذا [ أنّ ] [ الامام لا يكون إماما حتّى يتبرّأ من الظّلم ويؤدّى الأمانة الى البرّ والفاجر (٢) ].

قيل لهم : ما (٣) تقولون فيما وصفكم به من خالفكم من الوقيعة فى أبى بكر وعمر والصّحابة؟

قالوا (٤) : معاذ الله أن نقع فى أصحاب رسول الله ـ (ص) ـ وأن نرفع أحدا منهم فوق مرتبته أو نحطّه عنها (٥) أو نصفه بغير فعله ولكنّا رأينا أقواما [ تجاوزوا بهم مراتبهم وحطّوا آخرين عن مراتبهم (٦) ] وكان بنا الى تمييزهم أعظم الحاجة لنعلم من الّذين (٧) أمرنا الله تعالى

__________________

(١) ليس فى م.

(٢) ج ح س ق مج مث ( بدل ما بين المعقفتين ) : « ويتبرأ من الظلم والغشم وتوجب اداء الامانة الى البر والفاجر وتوجب الورع فى صغير الامر من الدين وجليله وغض البصر والنظر فما فوقهما ».

(٣) غير م : « فما ».

(٤) غير م : « فقالوا ».

(٥) غير م « عن مرتبته » قال المجلسى فى ثامن البحار فى آخر باب افتراق الامة بعد النبي (ص) بعد نقل أخبار كثيرة من طرق الخاصة والعامة فى حق الصحابة ما نصه : ( ص ٨ من طبعة أمين الضرب ).

« اعلم أن أكثر العامة على أن الصحابة كلهم عدول وقيل : هم كغيرهم مطلقا وقيل : هم كغيرهم الى حين ظهور الفتن بين على ـ عليه‌السلام ـ ومعاوية وأما بعدها فلا يقبل الداخلون فيها مطلقا. وقالت المعتزلة : هم عدول الا من علم أنه قاتل عليا ـ عليه‌السلام ـ فانه مردود ، وذهبت الامامية الى أنهم كسائر الناس من أن فيهم المنافق والفاسق والضال بل كان اكثرهم كذلك ولا أظنك ترتاب بعد ملاحظة تلك الاخبار المأثورة من الجانبين المتواترة بالمعنى فى صحة هذا القول وسينفعك تذكرها فى المطالب المذكورة فى الأبواب الآتية ان شاء الله تعالى ».

أقول : لابن طاوس أيضا كلام نفيس فى هذا الامر ونذكره فى تعليقاتنا على الايضاح ان شاء الله تعالى.

(٦) غير م : « تخطوا بهم مراتبهم وحطوا بعضهم دون مرتبته ».

(٧) غير م : « الّذي ».

٩٦

بطاعتهم ومسألتهم ومن الّذين قصّ الله علينا نبأهم فى قوله عزّ وجلّ : ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ * يُخادِعُونَ اللهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَما يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ وَما يَشْعُرُونَ * فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَهُمُ اللهُ مَرَضاً وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ بِما كانُوا يَكْذِبُونَ * وَإِذا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قالُوا إِنَّما نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلكِنْ لا يَشْعُرُونَ * وَإِذا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَما آمَنَ النَّاسُ قالُوا أَنُؤْمِنُ كَما آمَنَ السُّفَهاءُ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهاءُ وَلكِنْ لا يَعْلَمُونَ * وَإِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنَّا وَإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ قالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ * اللهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ * أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدى فَما رَبِحَتْ تِجارَتُهُمْ وَما كانُوا مُهْتَدِينَ * مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ ناراً فَلَمَّا أَضاءَتْ ما حَوْلَهُ ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُماتٍ لا (١) يُبْصِرُونَ * صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ ) (١) وقوله تعالى : ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطانٍ مَرِيدٍ ) (٢) ( كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلاَّهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلى عَذابِ السَّعِيرِ ) (٣) وقوله تعالى : ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ عَلى حَرْفٍ فَإِنْ أَصابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلى (١) وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيا وَالْآخِرَةَ ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ ) (٤) وقوله تعالى : ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدىً وَلا كِتابٍ مُنِيرٍ * ثانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ لَهُ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَذابَ الْحَرِيقِ * ذلِكَ بِما قَدَّمَتْ يَداكَ وَأَنَّ اللهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ ) (٥) وقوله تعالى : ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللهِ أَنْداداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعَذابِ * إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبابُ * وَقالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَما تَبَرَّؤُا مِنَّا كَذلِكَ يُرِيهِمُ اللهُ أَعْمالَهُمْ حَسَراتٍ عَلَيْهِمْ وَما هُمْ بِخارِجِينَ مِنَ النَّارِ ) (٦)

__________________

(١) احدى عشرة آية من سورة البقرة ( من آية ٨ الى ١٨ ).

(٢ و ٣) آية ٣ و ٤ سورة الحج.

(٤) آية ١١ سورة الحج.

(٥) آية ٨ و ٩ و ١٠ سورة الحج.

(٦) آية ١٦٥ الى ١٦٧ سورة البقرة.

٩٧

وقوله تعالى : ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَيُشْهِدُ اللهَ عَلى ما فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصامِ * وَإِذا تَوَلَّى سَعى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيها وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللهُ لا يُحِبُّ الْفَسادَ * وَإِذا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهادُ ) (١) وقوله تعالى : ( وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللهِ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ ) (٢) وقوله تعالى : ( وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرابِ مُنافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفاقِ لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلى عَذابٍ عَظِيمٍ ) (٣) وقوله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدادُوا كُفْراً لَمْ يَكُنِ اللهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً * بَشِّرِ الْمُنافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً (٤) ) وقوله تعالى : ( لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللهِ الْمَصِيرُ ) (٥) وقوله تعالى : ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطاناً مُبِيناً ) (٦) وقوله تعالى : ( الَّذِينَ آمَنُوا يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقاتِلُوا أَوْلِياءَ الشَّيْطانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطانِ كانَ ضَعِيفاً ) (٧).

[ فتفهّموا هذه الآيات فانّا قد (٨) ] رأيناهم قاتل بعضهم بعضا [ فى آيات من (٩)

__________________

(١) آية ٢٠٤ و ٢٠٥ و ٢٠٦ من سورة البقرة فليعلم أن فى نسخة م بعد قوله « من المهاد » هذه الآية : « وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ وَاللهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ ( آية ٢٠٧ سورة البقرة ) ».

(٢) آية ٦١ سورة التوبة.

(٣) آية ١٠١ سورة التوبة.

(٤) آية ١٣٧ و ١٣٨ سورة النساء.

(٥) آية ٢٨ سورة آل عمران.

(٦) آية ٤٤ سورة النساء ؛ فليعلم أن هذه الآية فى نسخة م فقط.

(٧) آية ٧٦ من سورة النساء.

(٨) هذه عبارة نسخة م وبدلها فى مج مث ج س ح ق « وقد ».

(٩) ج س ق مج مث : « فى ».

٩٨

كتاب الله شبه ما ذكرنا (١) ] فاحتجنا أن نميّزهم (٢) بفعالهم (٣) لنعلم من المفروض (٤) علينا طاعتهم من الّذين أوقع الله عليهم التّهمة فى قوله : ومن النّاس ، ومن النّاس (٥) ، فلمّا ميّزناهم بفعالهم (٦) وجدنا رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ قد أخرج عليّا ـ عليه‌السلام ـ من التّهمة الّتي أوقعها على النّاس ولم يسمّهم [ لما خصّه به حين نصبه (٧) ] علما يوم غدير خمّ (٨) وأمر أن ينادى بالصّلاة جامعة فلمّا اجتمع النّاس قام خطيبا فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال :

أيّها النّاس ألستم تعلمون أنّى أولى بكم من أنفسكم؟ ـ قالوا : اللهمّ نعم ؛ فقال : اللهمّ اشهد ثمّ أخذ بيد عليّ ـ صلوات الله عليه ـ فرفعها حتّى رأى النّاس بياض ابطيهما ـ صلّى الله عليهما ـ ثمّ قال : من كنت مولاه فعلىّ مولاه اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله ، [ فلمّا برئ من التّهمة وخرج منها بقيت معلّقة بغيره فوالينا (٩) ] من والاه وعادينا من عاداه وعرفنا به الحقّ من الباطل (١٠) فمن والاه فقد [ والى الله (١١) ورسوله ومن عاداه فقد عادى الله ورسوله ، ومن

__________________

(١) ما بين المعقفتين ليس فى م.

(٢) ح ج س ق مج مث ( الى تمييزهم ).

(٣) ليس فى م.

(٤) ج س ق مج مث : « المفروضة ».

(٥) اشارة الى الآيات السابقة مصدرة بهذا التعبير.

(٦) م « فلما ميزنا أفعالهم ».

(٧) مج مث ج ح س ق بدل ما بين المعقفتين : « فنصبه ».

(٨) حديث الغدير أظهر من الشمس وأبين من الامس فلا حاجة فى مثله فى مثل هذا المختصر الى الاشارة الى ذكر سند فمن أراد ان يعرف طرفا من طرقه فليراجع بحار الانوار ج ٩ وعبقات الانوار ؛ مجلدات الغدير ، وغاية المرام ، وكتاب الغدير ونظائرها فان فى كل واحد منها كفاية للمكتفى.

(٩) م : ( بدلها ) : « فلما خرج من التهمة وإلينا ».

(١٠) م : « والباطل ».

(١١) س ق ح ج مج مث : ( بدلها ) : « والى الله ومن عاداه فقد عادى الله ».

٩٩

نصره فقد نصر الله ورسوله ، ومن خذله فقد خذل الله ورسوله ] فنهض بنا (١) الّذين عادوه يناصبوننا (٢) ويلقّبوننا بالألقاب ويولّدون فينا الأحاديث الكاذبة ويغمصوننا (٣) بالبهتان (٤) فكان (٥) من حاجتنا أن نسمّى كلّ قوم بفعالهم لنعذر أنفسنا عند من أشكل عليه أمرنا ممّا (٦) نحلنا ايّاه (٧) المخالفون ونسبونا إليه [ فكان هذا ممّا احتجنا فيه الى تمييزهم بفعالهم لا بأقاويل الرّجال (٨) ] والرّوايات الكاذبة الّتي تخالف ما قال الله عزّ وجلّ فأنزلنا كلّ رجل منهم منزلته بفعاله فوجدنا (٩) الله عزّ وجلّ يقول فى كتابه : لا يستوى القاعدون من المؤمنين غير اولى الضّرر والمجاهدون فى سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضّل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلاّ وعد الله الحسنى وفضّل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما (١٠) درجات منه ومغفرة ورحمة وكان الله غفورا رحيما (١١) ولم ـ تشكّ الأمّة فى فضل جهاد عليّ بن أبى طالب ـ عليه‌السلام ـ على جهاد جميع الصّحابة قاطبة (١٢) فضلا عمّن لم يضرب بسيف ، ولم يطعن برمح ، ولم يرم بسهم ، ولم يرع (١٣) عدوّا فى شيء من مغازى رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ.

__________________

(١) م : « وأرى ».

(٢) م : فقط.

(٣) ج « ويقمصوننا ». س مث ح « يغمضوننا » ( بالضاد المعجمة فالمتن من « غمصه غمصا اذا احتقره ولم يره شيئا وتهاون بحقه » ويمكن ان يكون الاصل من « غمزه » ( بالزاى المعجمة ) ثم ليعلم أن العبارة فى النسخ مشوشة فيمكن أن يكون الاصل : « فناصبونا ولقبونا بالالقاب وولدوا فينا الاحاديث الكاذبة وغمصونا [ أو غمضونا أو قمصونا ] ».

(٤) ح : « بالتهاون ».

(٥) غير م : « وكان ».

(٦) كذا فى جميع النسخ.

(٧) فى م فقط.

(٨) م ( بدلها ) : « فكان مما احتاجنا الى تميز لهم بفعالهم لا الى اقاويل الرجال ».

(٩) م : « ووجدنا ».

(١٠ و ١١) آية ٩٥ و ٩٦ سورة النساء.

(١٢) فى م فقط.

(١٣) ح ج س ق مج مث : « ولم يروع » ( من باب التفعيل ) أقول : « راع » لازم متعد ومن الثانى قول عنترة فى معلقته المشهورة : « فما راعنى الا حمولة أهلها ».

١٠٠