الإيضاح

الفضل بن شاذان الأزدي النيسابوري

الإيضاح

المؤلف:

الفضل بن شاذان الأزدي النيسابوري


المحقق: السيد جلال الدين الحسيني الأرموي
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة انتشارات و چاپ دانشگاه تهران
المطبعة: مؤسسة انتشارات و چاپ دانشگاه تهران
الطبعة: ٠
الصفحات: ٦٢٣

ثمّ صلّى ثمّ قال : اللهمّ انّك تعلم أنّى قد أقبلت من الدّفينة (١) مجاهدا فى سبيلك ابتغاء مرضاتك وانّى أسألك أن لا تجعل لأحد عليّ منّة ؛ وأن تبعث لى حمارى ، ثمّ قام

__________________

١١ ـ المتن موافق لنسخة م لكن بدلها فى ح : « مترجلا » وفى سائر النسخ : « مترجلين » ولعل الاصل كان كذا : « أن ينطلق مهم مترجلا ولا يتخلف عنهم ».

١٢ ـ فليعلم أن نسخة م تمت هنا فكلمة « فأبى » آخر الموجود من تلك النسخة وسقطت بقية أوراق النسخة فما يذكر من هنا الى آخر الكتاب فهو من النسخ الست الباقية أعنى ج ح س ق مج مث.

__________________

(١) ح : « مردفا » وغيرها : « من دفينة » والظاهر أن الدفينة اسم موضع قال الفيروزآبادي فى القاموس : « والدفينة كسفينة منزل لبنى سليم : وقال الزبيدى فى شرح العبارة : « وهى الدثينة التى أشرنا إليها قريبا وتقدم ذكرها فى د ث ن » وقال فى د ث ن فى شرح قول الفيروزآبادي : والدثينة كجهينة او كسفينة موضع وشرحه بقوله : « لبنى سليم على طريق حاج البصرة بين الضجيج وقبا قاله نصر وهى الدفينة أيضا حكاه يعقوب فى المبدل وأنشد :

ونحن تركنا بالدثينة حاضرا

لآل سليم هامة غير نائم

وتردد الفيروزآبادي فى قوله السابق وذيله بهذه الفقرة « أو ماء لبنى ـ سيار بن عمرو » وشرحه الزبيدى بقوله وأنشد الجوهرى للنابغة الذبيانى :

وعلى الرميثة من سكين حاضر

وعلى الدثينة من بنى سيار

ويقال : انه « كان يدعى » فى الجاهلية « الدفينة » ( بالفاء ) فتطيروا « فغيروا » فقالوا : الدثينة » وقال ابن الاثير فى النهاية : « وفيه ذكر الدثينة وهى بكسر الثاء وسكون الياء ناحية قرب عدن لها ذكر فى حديث أبى سبرة النخعى » أقول : مراده بحديث أبى سبرة هذا الحديث فانه ورد بنقل أبى سبرة أيضا كما ذكره ابن كثير فى البداية والنهاية ( انظر ص ١٥٣ من ج ٦ ) ويأتى نقله أيضا فى تعليقتنا هذه.

٤٢١

فضربه برجله ؛ فقام الحمار ينفض اذنيه فأسرجه وألجمه ثمّ ركب حتّى لحق أصحابه ، فقالوا له : ما شأنك؟ ـ قال : شأنى أنّ الله بعث لى حمارى.

قال محمّد بن عبيد : قال اسماعيل بن أبى خالد (١) : قال الشّعبىّ : فأنا رأيت حماره بيع بالكناسة (٢).

__________________

(١) قال ابن حجر فى تقريب التهذيب « اسماعيل بن أبى خالد الاحمسى وهو بفتح الهمزة وسكون الحاء وفتح الميم ينسب الى أحمس طائفة من بجيلة مولاهم البجلي ثقة ثبت من الرابعة مات سنة ست واربعين » وصرح فى تهذيب التهذيب فى ترجمته بأنه روى عن الشعبى وقال هناك : « قال ابن المبارك عن الثورى : حفاظ الناس ثلاثة اسماعيل وعبد ـ الملك بن أبى سليمان ويحيى بن سعيد الانصارى وهو يعنى اسماعيل أعلم الناس بالشعبى وأثبتهم فيه وقال مروان بن معاوية : كان اسماعيل يسمى الميزان وقال على : قلت ليحيى ابن سعيد : ما حملت عن اسماعيل عن الشعبى صحاح؟ ـ قال : نعم وقال البخارى عن على له نحو ثلاثمائة وقال أحمد : أصح الناس حديثا عن الشعبى ابن أبى خالد » ( الى آخر الترجمة ).

(٢) قال ابن كثير فى البداية والنهاية ضمن ذكره معجزات النبي (ص) ما نصه ( انظر ج ٦ ؛ ص ١٥٣ من النسخة المطبوعة ) :

« حديث فيه كرامة لولى من هذه الامة وهى معدودة من المعجزات لان كل ما يثبت لولى فهو معجزة لنبيه

قال الحسن بن عروة : حدثنا عبد الله بن ادريس عن اسماعيل بن أبى خالد عن أبى ـ سيرة النخعى قال : أقبل رجل من اليمن فلما كان ببعض الطريق نفق حماره فقام وتوضأ ثم صلى ركعتين ثم قال : اللهم انى جئت من الدفينة مجاهدا فى سبيلك وابتغاء مرضاتك وأنا أشهد أنك تحيى الموتى وتبعث من فى القبور لا تجعل لاحد على اليوم منة ، أطلب أليك اليوم ان تبعث حمارى ، فقام الحمار ينفض أذنيه.

٤٢٢

__________________

قال البيهقى : هذا اسناد صحيح ومثل هذا يكون كرامة لصاحب الشريعة قال البيهقى : وكذلك رواه محمد بن يحيى الذهلى وغيره عن محمد بن عبيد عن اسماعيل بن أبى خالد عن الشعبى وكأنه عند اسماعيل عنهما والله أعلم.

طريق اخرى

قال أبو بكر بن أبى الدنيا فى كتاب « من عاش بعد الموت » : حدثنا اسحاق بن اسماعيل وأحمد بن بجير وغيرهما قالوا : حدثنا محمد بن عبيد عن اسماعيل بن أبى خالد عن الشعبى ان قوما أقبلوا من اليمن متطوعين فى سبيل الله فنفق حمار رجل منهم فأرادوا ان ينطلق معهم فأبى فقام فتوضأ وصلى ثم قال : اللهم انى جئت من الدفينة مجاهدا فى سبيلك وابتغاء مرضاتك وانى أشهد أنك تحيى الموتى وتبعث من فى القبور لا تجعل لاحد على منة فانى أطلب أليك ان تبعث لى حمارى ثم قام الى الحمار فقام الحمار ينفض أذنيه فأسرجه وألجمه ثم ركبه وأجراه فلحق بأصحابه فقالوا له : ما شأنك؟ ـ فقال : شأنى أن الله بعث حمارى.

قال الشعبى : فأنا رأيت الحمار بيع او يباع فى الكناسة يعنى بالكوفة ، قال ابن أبى ـ الدنيا : وأخبرنى العباس بن هشام عن أبيه عن جده عن مسلم عن عبد الله بن شريك النخعى أن صاحب الحمار رجل من النخع يقال له نباتة بن يزيد خرج فى زمن عمر غازيا حتى اذا كان يلقى عميرة نفق حماره فذكر القصة غير أنه قال : فباعه بعد بالكناسة فقيل له : تبيع حمارك وقد أحياه الله لك؟! قال : فكيف أصنع؟! وقد قال رجل من رهطه ثلاثة أبيات فحفظت هذا البيت :

ومنا الّذي أحيا الاله حماره

وقد مات منه كل عضو ومفصل »

أقول : قال الدميرى فى حياة الحيوان فى باب الحاء المهملة تحت عنوان « الحمار الاهلى » ما نصه :

« فائدة ـ روى البيهقى فى دلائل النبوة بسنده الى أبى سيرة النخعى قال : أقبل رجل من اليمن وقال بعد أن ذكر الحديث الى آخره ) :

٤٢٣

__________________

قال البيهقى : هذا اسناد صحيح ومثل هذا يكون معجزة لصاحب الشريعة حيث يكون فى أمته من يحيى الله له الموتى كما سبق ويأتى ، والرجل المذكور اسمه نباتة بن يزيد النخعى قال الشعبى : أنا رأيت ذلك الحمار يباع بعد ذلك فى السوق فقيل للرجل : أتبيع حمارا قد أحياه الله لك!؟ ـ قال : فكيف أصنع!؟ فقال رجل من رهطه ثلاثة أبيات حفظت منها هذا البيت :

ومنا الّذي أحيا الاله حماره

وقد مات منه كل عضو ومفصل »

وقال عفيف الدين اليافعى فى روض الرياحين فى حكايات الصالحين ما نصه :

« الحكاية السابعة والعشرون بعد الاربعمائة ، ـ روى عن الشعبى ـ رضى الله عنه ـ قال : أقبل قوم من اليمن ( فساق القصة الى أن قال ) قال الشعبى : فرأيت ذلك الحمار يباع فى الكناسة فذهب رجل من جلساء الشعبى الى محلته فروى هذا عن الشعبى فكذبوه وقالوا : يحيى حمار بعد الموت؟! انه يكذب على الشعبى ؛ قم معنا إليه ، فذهب معهم الى الشعبى فقال : يا أبا عمرو ألست حدثتني بهذا الحديث؟ فقال : متى كان ذلك؟

فقال القوم : قد علمنا أنه يكذب على أبى عمرو ، فلما رجعوا قال له الرجل : يا أبا عمرو أليس قد حدثتني به؟! فقال الشعبى : ويحك ؛ هل تباع الابل فى سوق الدجاج؟! رضى الله عنه.

قلت : أنكر الامام الشعبى ـ رضى الله عنه ـ على هذا الرجل لكونه حكى كرامة عظيمة لقوم لا تقبلها عقولهم ولا تبلغ إليها أفهامهم ، ومثل رأس مالهم فى العلم برأس مال التجار فى الدجاج ، ومثل رأس مال من يعقلها ويقبلها فى العلم برأس مال التجار فى الابل وهذا تساهل منه فى التمثيل بالابل ذلك أعز وأرفع وأعلى وأغلى من الجواهر النفاس ، ومثل رأس مال المنكرين أقل وأصغر وأدنى وأحقر من فلوس النحاس ، والى الفريقين أشار النبي المختار بقوله ـ عليه الصلاة والسلام ـ : لا تعطوا الحكمة غير أهلها فتظلموها ، ولا تمنعوها عن أهلها فتظلموهم » ( انتهى كلام اليافعى ) أقول : من الاحاديث المعتبرة

٤٢٤

فهذا من عجائبكم ورواياتكم ولسنا ننكر لله قدرة أن يحيى الموتى ولكنّا نعجب (١)

__________________

المشهورة : « نحن معاشر الأنبياء أمرنا أن تكلم الناس على قدر عقولهم ».

ونظير القصة ما ذكره القشيرى فى رسالته فى أواخر باب كرامات الاولياء ( ص ١٧٤ من طبعة مصر سنة ١٣٦٧ بما نصه :

« سمعت حمزة بن يوسف السهمى الجرجانى يقول : سمعت أبا أحمد بن عدى الحافظ يقول : سمعت أحمد بن حمزة بمصر يقول : حدثنى عبد الوهاب وكان من الصالحين قال : قال محمد بن سعيد البصرى : بينا أنا أمشى فى بعض طرق البصرة اذ رأيت أعرابيا يسوق جملا فالتفت فاذا الجمل قد وقع ميتا ووقع الرحل والقتب فمشيت ثم التفت فاذا الاعرابى يقول : يا مسبب كل سبب ويا مؤمل كل من طلب رد على ما ذهب من جمل يحمل الرحل والقتب ، فاذا الجمل قائم والرحل والقتب فوقه ».

قال الدميرى فى حياة الحيوان فى باب الجيم تحت عنوان « الجمل » فى ذيل فائدة ( ص ٢٥١ ج ١ من طبعة مصر سنة ١٢٧٥ ) ما نصه :

« وحكى القشيرى فى رسالته عن محمد بن سعيد البصرى أنه قال : بينما أنا أمشى فى بعض طرق البصرة ( فبعد أن ساق القصة الى آخرها قال : ) واحياء الموتى كرامة فهو وان كان عظيما الا أنه جائز على القول الصحيح المختار عند المحققين المعتمدين من أئمة الاصول اذ ما جاز أن يكون معجزة لنبى جاز ان يكون كرامة لولى بشرط ان لا يدعى التحدى كالنبوة ، واحياء الموتى كرامة للاولياء كثير لا ينحصر وسيأتى ان شاء الله تعالى ذكر طرف من ذلك فى أماكنه من هذا الكتاب ».

أقول : لو أردنا أن نذكر ما ذكره علماء أهل السنة من هذا القبيل لصار المجموع كتابا كبيرا وانما ذكرنا هذا المقدار تشييدا لاساس ما نقله المصنف (ره) حتى لا ينكره من ليس له اطلاع على حقيقة الامر والسلام على من اتبع الهدى.

__________________

(١) قال المحدث النورى (ره) فى فصل الخطاب فى الامر الثالث من الامور

٤٢٥

أنّكم اذا بلغكم عن الشّيعة قول عظّمتموه وشنّعتموه وأنتم تقولون بأكثر منه والشّيعة لا تروى حديثا واحدا عن آل محمّد أنّ ميّتا رجع الى الدّنيا كما تروون أنتم عن علمائكم ، انّما يروون عن آل محمّد أنّ النّبيّ ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ قال لامّته : أنتم أشبه شيء ببنى اسرائيل والله ليكوننّ فيكم ما كان فيهم حذوا النّعل بالنّعل والقذّة بالقذة (١) حتّى لو دخلوا جحر ضبّ لدخلتموه (٢). وهذه الرّواية أنتم تروونها أيضا وقد علمتم أنّ بنى اسرائيل قد كان فيهم من عاش بعد الموت ورجعوا الى الدّنيا فأكلوا وشربوا ونكحوا النّساء وولد لهم الأولاد (٣) ولا ننكر لله قدرة أن يحيى الموتى ؛ فان شاء أن يردّ من مات من هذه الأمّة كما ردّ بنى اسرائيل فعل ، وان شاء لم يفعل.

__________________

المذكورة فى الباب الاول ( والامر المشار إليه فى ذكر الموارد المخصوصة التى شبه فيها بعض هذه الامة بنظيره فى الامم السابقة مدحا أو قدحا ) فخاض فى بيان مقصوده الى أن قال ( انظر ص ٩١ ) : « قلت : والاخبار والآثار فى هذا المعنى كثيرة لو أردنا استقصاءها لخرجنا عن المقصود وفيما ذكرنا كفاية للناظر البصير وقال الشيخ فضل بن شاذان صاحب الرضا عليه السلام فى كتاب الايضاح فى مسألة الرجعة بعد كلام طويل : ولسنا ننكر لله قدرة أن يحيى الموتى ولكنا نعجب ( فساق الكلام الى قوله ) وقد علمتم أن بنى اسرائيل قد كان فيهم من عاش بعد الموت ورجعوا الى الدنيا فأكلوا وشربوا ونكحوا النساء ( الى آخر ما قال ) ».

__________________

(١) قال ابن الاثير فى النهاية : « فى حديث الخوارج : فينظر فى قذذه فلا يرى شيئا ؛ القذذ ريش السهم واحدتها قذة ومنه الحديث : لتركبن سنن من كان قبلكم حذو ـ القذة بالقذة ؛ اى كما تقدر كل واحدة منهما على قدر صاحبتها وتقطع ، يضرب مثلا للشيئين

٤٢٦

فهذا قول الشّيعة (١) وأنتم تروون أنّ قوما قد رجعوا بعد الموت ثمّ ماتوا بعد ثمّ تنكرون أمرا أنتم تروونه وتقولون به ظلما وبهتانا ؛ فالحمد لله الّذي أظهر مساويكم على ألسنتكم.

__________________

يستويان ولا يتفاوتان ، وقد تكرر ذكرها فى الحديث مفردة ومجموعة ».

(٢) هذه الرواية من الشهرة والاعتبار والقبول عند الفريقين بمكان لا يحتاج معه الى بيان.

(٣) ح : « وولدوا الاولاد ».

__________________

(١) نظير هذا المقال وعديل هذا الاستدلال ما ذكر الشيخ الاجل عبد ـ الجليل القزوينى الرازى ـ تغمده الله برحمته ورضوانه وأسكنه بحبوحة جنانه فى كتابه الموسوم ببعض مثالب النواصب المعروف بالنقض وهو كتاب لم يعمل مثله فى بابه فى جواب ما نسبه الى الشيعة صاحب كتاب بعض فضائح الروافض وهو بنص عبارته هذا ( انظر ص ٣٠٦ من الكتاب المطبوع بتحقيقنا ) : « وأما آنچه گفته است كه « پيش از قيامت يزيد وابن زياد وخوارج را زنده كنند وبكشند » أصلي ندارد واز جمله خرافات وترهات باشد وبا أصول راست نيست بلكه به قيامت زنده شوند وجزاء أعمال بد خود بستانند وبا فرعون وقارون تا أبد در عقوبت دوزخ بمانند أما اين خبر قياس بايست كرد با آن خبر دروغ كه ناصبيان مجبر از منصور عمار روايت كرده اند كه : راهبى گفت : هر شبى مرغى بزرگ به كنار درياى عمان آيد وبولؤلؤ را زنده كند وجگرش از حلق برآرد وبمنقار پاره پاره كند وبخايد وبه گلو فروبرد وتا به قيامت هر شب چنين كند كه او كشنده عمرست ، پس حسين على (ع) بهتر است از عمر ، وبولؤلؤ بهتر است از كشنده حسين (ع) ، اگر آن رواست اين نيز روا بايد داشتن وگر نه دست از هر دو بداشتن وعقوبت عصاة را حوالت به قيامت كردن تا موافق عقل وشرع باشد كه كار دين وشريعت بدست مجبران نيست تا چنانكه خواهند بگردانند والحمد لله رب العالمين » وليس قوله (ره) « أصلي ندارد واز جمله خرافات است

٤٢٧

__________________

( الى آخره ) انكارا للرجعة كيف لا وهو كسائر علمائنا من المعتقدين بالرجعة ومثبتيها وقد قال فى الكتاب قبيل ذلك ( انظر ص ٢٩٥ ) : « وما بحمد الله انكار نمى كنيم كه چون مهدى (ع) خروج كند وعيسى (ع) نزول كند بارى تعالى به دعاى ايشان جماعتى از هر امتى زنده كند چنانچه بيان كرده است وگفته : « ويوم نحشر من كل أمة فوجا ممن يكذب بآياتنا » واين آن حشر باشد كه پيش از قيامت باشد كه اجماع است كه بارى تعالى روز قيامت همه خلايق را زنده كند چنانكه گفته است : يوم يبعثهم الله جميعا ( الى آخر عبارته ) » فليحمل انكاره على قيد الخصوصية المذكورة فى العبارة المشار إليها فان المتلقى بالقبول عند الفحول هو الاقرار بالرجعة والاعتقاد بها على سبيل الاجمال وأما الخصوصيات المذكورة فى الاخبار فلا ؛ وصرح بهذا جماعة منهم العلامة المجلسى فى رسالة الاعتقادات وغيرها وأشرنا الى هذا المطلب فى كتابنا الموسوم بمقدمة النقض وتعليقاته ( فان شئت فراجع ص ٦٩ ).

وأما القضية المشار إليها فى كلام الشيخ عبد الجليل (ره) فلم أر أحدا عدها فى فضائل عمر وعقوبة أبى لؤلؤ ، نعم ذكرها عدة من العلماء فى مناقب على ـ عليه‌السلام ـ وأن المعاقب بتلك العقوبة هو عبد الرحمن بن ملجم المرادى فلا بأس بالاشارة الى ما ذكروه فقال الحافظ أبو المؤيد الموفق بن أحمد بن محمد البكرى المكى الحنفى المعروف بأخطب خطباء خوارزم فى كتابه الموسوم بالمناقب فى الفصل السادس والعشرين الّذي هو فى بيان مقتله ( اى على ) صلوات الله وسلامه عليه ما نصه ( انظر ص ٢٨١ ـ ٢٨٢ من طبعة مطبعة الحيدرية فى النجف ) : « وأخبرنى الامام سيد الحفاظ أبو ـ منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمى الهمدانى فيما كتب الى من همدان أخبرنى أبى شيرويه بن شهردار أخبرنى أبو الحسن على بن أحمد الميدانى أخبرنى أبو عمر ومحمد بن يحيى أخبرنى أبو حفص عمر بن أحمد بن محمد بن عمر قال : سمعت أبا القاسم الحسن بن محمد المعروف بابن الرفاء بالكوفة يقول : كنت بالمسجد الحرام فرأيت الناس مجتمعين حول مقام ابراهيم (ع) فقلت : ما هذا؟ قالوا : راهب أسلم فأشرفت ؛ فاذا بشيخ كبير عليه جبة ـ

٤٢٨

__________________

صوف وقلنسوة صوف عظيم الخلق وهو قائم بحذاء مقام ابراهيم فسمعته يقول : كنت قاعدا فى صومعتى فأشرفت منها فاذا طائر كالنسر قد وقع على صخرة على شاطئ البحر فتقيا بربع انسان ثم طار ثم جاء فتقيأ بربع انسان ثم طار ثم جاء فتقيأ بربع انسان ثم طار فدنت الارباع فقامت رجلا وأنا أتعجب منه حتى انحدر الطير فضربه فأخذ ربعه وطار ثم رجع فأخذ الربع الاخر ثم رجع فأخذ الربع الثالث ثم رجع فأخذ الربع الرابع فبقيت أتفكر وتحسرت أن لا أكون لحقته فسألته من هو ، فبقيت أتفقد الصخرة حتى رأيت الطير قد أقبل فتقيا بربع انسان فنزلت فقمت بإزائه فلم أزل حتى جاء الربع الرابع ثم طار فالتأم رجلا فقام قائما فدنوت منه فسألته فقلت : من أنت؟ فسكت عنى فقلت : بحق من خلقك من أنت؟ فقال : أنا عبد الرحمن بن ملجم فقلت : وأيش عملت؟ قال : قتلت على بن أبى طالب فوكل بى هذا الطير يقتلنى كل يوم أربعين قتلة فهوى وانقض الطير فأخذ ربعه كالاول وطار فسألت عن على بن أبى طالب فقالوا : هو ابن عم رسول الله ووصيه فأسلمت ».

قال على بن عيسى الاربلى فى كشف الغمة ضمن ذكر قتل على (ع) ومدة خلافته ( ص ١٣٠ من الطبعة الاولى سنة ١٢٩٤ بطهران ) : « وذكر أبو المؤيد فى مناقبه : قال أبو القاسم الحسن بن محمد المعروف بابن الرفاء بالكوفة قال : كنت بالمسجد الحرام فرأيت الناس مجتمعين حول مقام ابراهيم فقلت : ما هذا؟ قالوا : راهب أسلم فأشرفت عليه فاذا شيخ كبير عليه جبة صوف وقلنسوة صوف عظيم الخلق وهو قاعد بحذاء مقام ابراهيم فسمعته يقول : كنت قاعدا فى صومعتى فأشرفت منها فاذا طائر كالنسر قد سقط على صخرة على شاطئ البحر فتقيأ فرمى بربع انسان ( فساق القصة الى آخرها ملخصة وقال ) قلت : قد اختصرت بعض ألفاظ هذه القصة لما فيها من تكرار فأثبت معناها وهى تناسب قول النبي (ص) حين سأله (ع) : من أشقى الناس؟ قال : عاقر الناقة وضار بك على يافوخك هذا ».

قال القطب الراوندى فى أوائل كتاب الخرائج والجرائح فى الباب الثانى الّذي فى معجزات أمير المؤمنين على بن أبى طالب ـ عليه‌السلام ـ ما نصه ( انظر ص ١٨ ـ ١٩

٤٢٩

__________________

من طبعة بمبئي سنة ١٣٠١ ، أو ص ٢٩٠ من طبعة ايران بطهران سنة ١٣٠١ وقد انضمت فى الطبع بأربعين المجلسى ) : « ومنها [ أى من معجزاته (ع) ] ما أخبرنا به أبو منصور ابن شهريار بن شيرويه بن شهريار الديلمى قال : حدثنا أبى قال : حدثنا أبو الحسن على بن أحمد بن محمد بن عمرو قال : سمعت أبا القاسم الحسن بن محمد المعروف بابن الرفاء بالكوفة يقول : كنت بالمسجد الحرام ( فساق القصة الى آخرها باختلاف يسير فى بعض الفقرات ) » قال العلامة المجلسى فى تاسع البحار فى باب ما وقع بعد شهادته ( أى أمير المؤمنين على ـ عليه‌السلام ـ ) وأحوال قاتله ـ لعنه الله ـ » ما نصه ( ص ٦٧٨ من طبعة أمين الضرب ) : « يج ( يريد به الخرائج والجرائح للقطب الراوندى ) أخبرنا أبو منصور شهردار بن شيرويه الديلمى فساق القصة الى آخرها نحو ما مر وقال : كشف ـ من مناقب الخوارزمى عن الرفاء مثله » ونقل الشيخ الحر العاملى (ره) هذه القصة فى كتاب الايقاظ من الهجعة فى الباب السابع الّذي هو فى بيان اثبات أن الرجعة قد وقعت فى هذه الامة فى الجملة ليزول بها استبعاد الرجعة الموعود بها فى آخر الزمان ويدل على ذلك أحاديث فخاض فى نقل الاحاديث الى ان قال ( انظر ص ١٩٩ ) : « الثالث عشر ما رواه الشيخ الجليل قطب الدين الراوندى فى كتاب الخرائج والجرائح فى معجزات أمير المؤمنين (ع) قال : أخبرنا أبو منصور شهريار ( فساق الحديث والسند نحو ما مر الى آخره ).

وقال السيد هاشم البحرانى فى مدينة المعاجز فى أواخر الباب الاول الّذي فى معاجز الامام أمير المؤمنين على بن أبى طالب ـ عليه‌السلام ـ : « التاسع والاربعون وخمسمائة خبر طائر ابن ملجم ـ الراوندى قال : أخبرنا أبو منصور بن شهريار بن شيرويه بن شهريار الديلمى ( فساق السند ومتن القصة الى آخرها ) » فان أردت ان تراجع الكتاب فراجع ص ٢٠٠ ـ ٢٠١.

وقال السيوطى فى شرح الصدور بشرح حال الموتى فى القبور فى باب عذاب القبر ما نصه ( انظر ص ١١٧ ـ ١١٨ من طبعة الهند ) :

٤٣٠

__________________

« وأخرج تمام بن محمد الرازى فى كتاب الرهبان له وابن عساكر أيضا من طريق تمام الحافظ عن أبى محمد بن هارون الانصارى عن عصمة بن أبى عصمة البخارى عن أحمد ابن خالد التمار عن عصمة العبادانى قال : كنت أجول فى بعض الفلوات اذ أبصرت ديرا واذا فى الدير صومعة وفى الصومعة راهب فقلت له : حدثنى بأعجب ما رأيت فى هذا الموضع فقال : نعم بينا أنا ذات يوم اذا رأيت طائرا أبيض مثل النعامة قد وقع على تلك الصخرة فتقيأ رأسا ثم رجلا واذا هو كلما تقيأ عضوا من تلك الاعضاء التأمت بعضها الى بعض أسرع من البرق حتى اذا استوى رجلا جالسا فاذا هم بالنهوض نقره الطائر نقرة قطعه أعضاء ثم يرجع فيبتلعه فلم يزل على ذلك أياما فكثر تعجبى منه وازددت يقينا لعظمة الله تعالى وعلمت أن لهذه الاجساد حياة بعد الموت فالتفت إليه يوما فقلت : أيها الطائر سألتك بحق الله الّذي خلقك وبرأك الا أمسكت عنه حتى أسأله فيخبرنى بقصته فأجابنى الطائر بصوت عربى طلق : لربى الملك وله البقاء الّذي يفنى كل شيء ويبقى ؛ أنا ملك من ملائكة الله موكل بهذا الجسد لما أجرم فالتفت إليه فقلت : يا هذا الرجل المسمى الى نفسه ما قصتك؟ ومن أنت؟ قال : أنا عبد الرحمن بن ملجم قاتل على ـ رضى الله عنه ـ وانى لما قتلته وصارت روحى بين يدى الله ناولنى صحيفة مكتوب فيها ما عملته من الخير والشر منذ يوم ولدتنى أمى الى أن قتلت عليا وأمر الله هذا الملك بعذابى الى يوم القيامة فهو يفعل بى ما ترى ثم سكت فنقره ذلك الطائر نقرة نثر أعضاءه بها ثم جعل يبتلعه عضوا عضوا ثم مضى.

قلت : هذا الاسناد ليس فيه من تكلم فيه سوى أبى على شيخ تمام فقد قال الذهبى فى الميزان : انه كان يتهم ، وقال ابن رجب : قد رويت هذه الحكاية من وجه آخر أخرجها ابن النجار فى تاريخه من طريق السلفى باسناده الى الحسن بن محمد بن عبيد العسكرى حدثنا اسماعيل بن أحمد بن على بن أحمد بن يحيى بن المنجم سنة ثلاث عشرة وثلاث مائة انه حضر مع يوسف بن أبى التاح فأحضر راهب فحدث فذكر شبيها بالحكاية.

٤٣١

[ ذكر نهى عمر عن متعة النّساء (١) ]

ثمّ ما تعيبون الشّيعة من قولكم انّهم يستحلّون متعة النّساء (٢) والمتعة زعمتم زنا (٣)

__________________

ورويت من وجه آخر من طريق أبى عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن ابراهيم الرازى صاحب السداسيات المشهورة عن على بن بقاء بن محمد الوراق حدثنا أبو محمد عبد الرحمن بن عمر البزاز سمعت أبا بكر محمد بن أحمد بن أبى الاصبغ قال : قدم علينا شيخ غريب فذكر أنه كان نصرانيا سنين وأنه تعبد فى صومعته فبينما هو ذات يوم جالس اذ جاء طائر كالنسر فذكر شبيها بالحكاية مختصرا » ( انتهى ما أردنا نقله من شرح الصدور ).

أقول : انما أطنبنا هذا الكلام بذكر القصة لانها من الدلائل على الحياة بعد الموت عند من يقبلها ، وعلم من عبارة الشيخ عبد الجليل فى ما نقلنا من كتاب النقض أن القصة مسلمة عند مخالفيه ؛ ولذا استدل به على امكان القضية بطريق الجدل على ما بين فى علم المنطق وكتب الكلام ، والا لا نريد باطالة الكلام اثبات صحتها بل نجعله فى بقعة الامكان كما قال أبو على ابن سينا فى كلامه المشهور : كلما قرع سمعك فذره فى بقعة الامكان ما لم يذدك عنه قائم البرهان ، والسلام على من اتبع الهدى.

ومما ينبغى ان يذكر هنا ما حدثنى به السيد الجليل السيد كاظم الاراكى الجرفاذقانى وهو من أجلاء المعاصرين ومع تخصصه فى الفقه والاصول وتبحره فى هذين العلمين له يد طولى فى تتبع السير والاخبار وتصفح الآثار المروية عن الائمة الاطهار سلام الله عليهم من أن المعجزة المشار إليها قد نظمت بالفارسية وكانت تدرس فى المكاتب والمدارس للاطفال ليتعلموها وهو ممن تدرس تلك القصة فى زمان صباوته الا أن أبيات المعجزة واسم ـ ناظمها لم تكن فى ذكرها حتى يذكرها لنا فأطال الله أيام بقائه.

__________________

(١) العنوان منا وأضفناه بقرينة ما سبق من وجود عناوين موضوعات المباحث فى رءوس

٤٣٢

وأنتم تروون فى المتعة عن فقهائكم وعلمائكم من أصحاب رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ ومن التّابعين أنّهم عملوا (١) بها واستحلّوها على عهد رسول الله ـ صلّى الله عليه

__________________

الابواب فى نسخة م التى هى الاصل الاصيل والركن الركين فى أساس تصحيح الكتاب وليعلم أن المصنف ـ رضوان الله عليه ـ رعى الترتيب فى البحث عن أمر الرجعة وأمر المتعة فى كتابه هذا عملا بالترتيب الواقع فى الحديث المسلم الثابت المقطوع به عند الشيعة من قول أئمتهم المعصومين ـ عليهم‌السلام ـ : من لم يؤمن برجعتنا ولم يقر بمتعتنا فليس منا.

ثم ليعلم أن البحث عن المتعتين أعنى متعة النساء ومتعة الحج قد وقع مشروحا ومبسوطا ومستوفى ومستقصى فى كتب السير والاخبار والفقه والكلام فلا نشير الى ما ذكر فى هذا المطلب فضلا عن الخوض فيه والبحث عنه فمن أراد البحث عن ذلك المطلب فليراجع كتاب تشييد المطاعن وكشف الضغائن للسيد السند الجليل والحبر المعتمد النبيل السيد محمدقلى ـ أكرم الله مآبه وأجزل أجره وثوابه ـ فانه كتاب لم يعمل مثله فى بابه فذلك العالم قد جعل نهى عمر عن المتعتين الطعن الحادي عشر من مطاعن عمر فخاض فى البحث عن نهيه ونقل ما فيه من النقض والابرام من علماء الفريقين فمن أراده فليراجع الكتاب المذكور ( ج ٢ ؛ ص ١٠٠٤ ـ ١٥٠٦ ) نعم نذكر هنا بعض ما لا بد منه فى إيضاح ما أورده المصنف (ره) فى المتن وما زاد عليه فليطلب من مظانه.

(٢) قال المحدث النورى (ره) فى مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل فى كتاب النكاح فى باب نوادر ما يتعلق بأبواب المتعة ( انظر ج ٢ ؛ ص ٥٩٤ ـ ٥٩٣ ) ما نصه : « الشيخ فضل بن شاذان فى كتاب الايضاح فى كلام له : ثم ما تعيبون الشيعة من قولكم انهم يستحلون متعة النساء ( فساق الكلام الى آخر ما ذكر تحت عنوان متعة النساء أعنى الى قول المصنف (ره) : فهذا تخليط الدين ينكره أولو الالباب ) ».

(٣) فى المستدرك زيد قبل الكلمة : « أنها ».

(١) ق مج س مث : « علموا » ( بتقديم اللام على الميم ).

٤٣٣

وآله ـ وبعده حتّى نهى عنها (١) عمر بن الخطّاب فى خلافته.

من ذلك ما روى (٢) هشام بن يوسف الصّنعانىّ (٣) عن ابن جريج (٤) قال : أخبرنى أبو الزّبير (٥) أنّه سمع أبا واقد البكرىّ بكر قريش يقول : استمتعنا أصحاب (٦) النّبيّ ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله.

__________________

(١) ح والمستدرك : « عنه ».

(٢) « ما روى » فى ح فقط.

(٣) قال ابن الاثير فى اللباب : « الصنعانى بفتح الصاد وسكون النون وفتح العين المهملة وفى آخرها نون ؛ هذه النسبة الى صنعاء وهى مدينة باليمن مشهورة ينسب إليها خلق كثير » وقال ابن حجر فى تهذيب التهذيب : « هشام بن يوسف الصنعانى أبو عبد الرحمن الابناوى قاضى صنعاء روى عن معمر وابن جريج ( الى آخر ما قال ) ».

(٤) قال الزبيدى فى تاج العروس فى « ج ر ج » : « جريج مصغرا اسم رجل وعبد ـ الملك بن جريج تابعى » وقال ابن حجر فى تهذيب التهذيب : « عبد الملك بن عبد ـ العزيز بن جريج الاموى مولاهم أبو الوليد وأبو خالد المكى أصله رومى روى عن حكيمة بنت رقيقة ( الى أن قال ) وسعيد بن الحويرث وأبى الزبير ومحمد بن المنكدر ( الى آخر ما قال ) ».

(٥) قال ابن حجر فى تقريب التهذيب : فى حرف الزاى من باب الكنى : « أبو ـ الزبير المكى هو محمد بن مسلم » وقال فى تهذيب التهذيب : « محمد بن مسلم بن تدرس الاسدى مولاهم أبو الزبير المكى ( الى ان قال ) روى عنه عطاء وهو من شيوخه والزهرى وأيوب وأيمن بن نابل وابن عون والاعمش وسلمة بن كهل وابن جريج ( الى آخر ما قال ) ».

(٦) كتب المحدث النورى (ره) فى ذيل كلمة « أصحاب » : « كذا » وقال فى الهامش : « لعله سقطت هنا كلمة وهى مع أو نحن » أقول : كلمة « أصحاب » هنا منصوب على الاختصاص فلا حاجة الى مع او نحن مضافا الى أن أبا واقد من أصحاب النبي (ص) فلا يستقيم معنى ـ الكلام اذا كانت هنا لفظة مع أو نحن كما هو واضح.

٤٣٤

وأخبرنى أبو الزّبير أنّه سمع أبا واقد وهو يقول : قسم النّبيّ ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ بيننا غنما فأصابتنى شاتان فاستمتعت بهما.

وروى هشام بن يوسف عن ابن جريج قال : أخبرنى أبو الزّبير قال : سمعت طاوسا يقول : انّ ابن فلان يقول : انّ ابن عبّاس يفتى بالزّنا فبلغ ابن عبّاس فعدّد ابن عبّاس رجالا كانوا من المتعة فلم أذكر ممّن عدّد منهم غير معبد بن أميّة.

وروى هشام عن ابن جريج قال : أخبرنى أبو الزّبير أنّه سمع جابر بن عبد الله الأنصارىّ يقول (١) : كنّا نستمتع (٢) بالقبضة من التّمر والدّقيق الأيّام على عهد النّبيّ (٣) ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ وأبى بكر حتّى نهى عنها عمر بن الخطّاب فى شأن عمرو بن حريث قال : من أشهدت (٤)؟ ـ قال : أمّى وأختى أو أمّى وأخى فأرسل عمر الى عمرو

__________________

(١) قال المجلسى (ره) فى ثامن البحار فى باب مطاعن عمر ضمن ما ذكره تحت عنوان « الطعن الرابع أنه حرم المتعتين » ( ص ٢٨٦ من طبعة أمين الضرب ) : « وروى مسلم فى صحيحه عن عطاء قال : قدم جابر بن عبد الله معتمرا فجئناه فى منزله فسأله القوم عن أشياء ثم ذكروا المتعة فقال : نعم استمتعنا على عهد رسول الله ( صلعم ) وأبى بكر وعمر وروى مسلم أيضا وذكره فى جامع الاصول عن أبى الزبير قال : سمعت جابر بن عبد الله يقول : كنا نستمتع بالقبضة من التمر والدقيق الايام على عهد رسول الله (ص) وأبى بكر وعمر حتى نهى عنه عمر فى شأن عمرو بن حريث ( الى ان قال ) وروى الترمذي فى صحيحه على ما حكاه الشهيد الثانى والعلامة ـ رحمهما الله ـ أن رجلا من أهل الشام سأل ابن عمر عن متعة ـ النساء فقال : هى حلال فقال : ان أباك قد نهى عنها فقال ابن عمر : أرأيت ان كان أبى نهى عنها ووضعها رسول الله (ص) أتترك السنة وتتبع قول أبى!؟ ».

(٢) فى المستدرك : « نتمتع ».

(٣) ج ح والمستدرك : « على عهد رسول الله ».

٤٣٥

بن حريث فسأله فأخبره ذلك أمرا ظاهرا فقال عمر : الاّ غيرهما ، فذلك حين نهى عنها.

وروى (١) هشام عن ابن جريج قال : أخبرنى ابن خثيم قال : كانت بمكّة امرأة وكان سعيد بن جبير يكثر الدّخول عليها فقلت : يا با عبد الله (٢) ما أكثر ما تدخل على هذه

__________________

٤ ـ قال المحدث النورى (ره) فى المستدرك فى هامش الحديث : « هنا نقص وخلل ».

أقول : الجزء الاول من الحديث المذكور هنا رواه مسلم فى صحيحه فى باب نكاح المتعة ( ج ١ من طبعة كراجى ص ٤٥١ ، أو ج ٩ من الطبعة المشتملة على شرح النووى ص ١٨٣ ) :

« حدثنى محمد بن رافع قال : حدثنا عبد الرزاق قال : حدثنا ابن جريج قال : أخبرنى أبو الزبير قال : سمعت جابر بن عبد الله يقول : كنا نستمتع بالقبضة من التمر والدقيق الايام على عهد رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلم ـ وأبى بكر حتى نهى عنه عمر فى شأن عمرو بن حريث » ونقله مؤلف كتاب تشييد المطاعن ضمن ما ذكره من الاحاديث من صحيح مسلم ( انظر ج ٢ ؛ ص ١١٠٢ ) فقول المحدث النورى (ره) فى أن هنا نقصا وخللا راجع الى الجزء الثانى أعنى من قوله : من أشهدت الى آخر الجزء المذكور فمن أراد تصحيحه فليراجع مظانه.

__________________

(١) فى ح فقط.

(٢) هو مخفف « يا أبا عبد الله » والتخفيف باسقاط الهمزة فى نظائر المورد مطرد فى لسان العرب فيقولون : « يا با بصير » و « يا با دلف » أما تكنية سعيد هنا بكنية أبى عبد الله فهو بناء على كون كنيته أبا عبد الله كما هو أحد القولين فى ذلك قال ابن حجر فى تهذيب التهذيب : « سعيد بن جبير بن هشام الاسدى الوالبى مولاهم أبو محمد ويقال : أبو

٤٣٦

المرأة.! قال : انّا (١) قد (٢) نكحناها متعة.

قال : وأخبرنى أنّ سعيد بن جبير قال : المتعة أحلّ من شرب الماء.

وروى (٣) ابن أبى زائدة (٤) قال أخبرنا اسماعيل بن أبى خالد عن قيس بن أبى حازم عن ابن مسعود قال (٥) : كنّا نغزو مع رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ وليس لنا نساء

__________________

عبد الله الكوفى روى عن ابن عباس ( الى ان قال ) وعنه ابناه عبد الملك وعبد الله ( الى ان قال ) والاعمش وابن خثيم ( الى آخر ما قال ) ». وقال أيضا ابن حجر لكن فى تقريب التهذيب فى حرف الخاء المعجمة من باب الكنى : « ابن خثيم هو عبد الله بن عثمان بن خثيم » وقال فى ترجمته : « عبد الله بن عثمان بن خثيم بالمعجمة والمثلثة مصغرا القارى المكى أبو عثمان صدوق من الخامسة مات سنة اثنتين وثلاثين ( خت م عم ) » وقال فى تهذيب التهذيب فى ترجمته : « عبد الله بن عثمان بن خثيم القارى المكى أبو عثمان حليف بنى زهرة روى عن أبى الطفيل وصفية بنت شيبة وقيلة أم بنى أنمار ولها صحبة وعطاء وسعيد بن جبير وأبى الزبير وشهر بن حوشب ومجاهد ( الى آخر ما قال ) ».

__________________

(١) كلمة « انا » لم تذكر فى المستدرك.

(٢) كلمة « قد » لم تذكر فى ح س مث.

(٣) فى جميع النسخ الخمس ( أعنى ج س ق مج مث ) هكذا الا فى ح ففيها « روى ».

(٤) قال ابن حجر فى تقريب التهذيب فى حرف الزاى المعجمة من باب الكنى : « ابن أبى زائدة هو زكريا وولده يحيى » وقال فى تهذيب التهذيب : « يحيى بن زكريا بن أبى زائدة واسمه خالد بن ميمون بن فيروز الهمدانى الوادعى مولاهم أبو سعيد الكوفى روى عن أبيه والاعمش وابن عون وعاصم الاحول ( الى أن قال ) واسماعيل بن أبى خالد ( الى آخر ما قال ) ».

(٥) فى ثامن البحار فى باب تفصيل مثالب عمر ضمن ما ذكر تحت عنوان « الطعن

٤٣٧

فقلنا : ألا نستخصى؟ ـ فنهانا عن ذلك ثمّ رخّص لنا أن ننكح المرأة الى أجل بالثّوب ثمّ قرأ [ عبد الله (١) ] : ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أَحَلَّ اللهُ لَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ) (٢).

وروى (٣) هشام عن ابن جريج قال : قال عطاء : سمعت ابن عبّاس يقول : يرحم الله عمر (٤) ما كانت المتعة الاّ رحمة من الله رحم بها أمّة محمّد ـ صلّى الله عليه

__________________

الرابع » ( ص ٢٨٦ من طبعة أمين الضرب ) : « وروى مسلم فى صحيحه وابن الاثير فى جامع الاصول عن قيس قال : سمعت عبد الله يقول : كنا نغز ومع رسول الله (ص) ليس لنا نساء فقلنا ألا نستخصى؟ فنهانا عن ذلك ثم رخص لنا أن نستمتع فكان أحدنا ينكح المرأة بالثوب الى أجل ثم قرأ عبد الله : ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أَحَلَّ اللهُ لَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ) ؛ وقد روى هذا الخبر فى المشكاة وعده من المتفق عليه ». وقال السيوطى فى الدر المنثور فى تفسير آية « وَالْمُحْصَناتُ مِنَ النِّساءِ إِلاَّ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ كِتابَ اللهِ عَلَيْكُمْ وَأُحِلَّ لَكُمْ ما وَراءَ ذلِكُمْ أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوالِكُمْ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسافِحِينَ فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً وَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ فِيما تَراضَيْتُمْ بِهِ مِنْ بَعْدِ الْفَرِيضَةِ إِنَّ اللهَ كانَ عَلِيماً حَكِيماً ؛ آية ٢٤ سورة النساء ( انظر ج ٢ ؛ ص ١٤٠ ) : « وأخرج عبد الرزاق وابن شيبة والبخارى ومسلم عن ابن مسعود قال : كنا نغزو مع رسول الله ـ صلّى الله عليه [ وآله ] وسلم وليس معنا نساؤنا فقلنا : ألا نستخصى؟ فنهانا عن ذلك ورخص لنا أن نتزوج المرأة بالثوب الى أجل ثم قرأ عبد الله : يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أَحَلَّ اللهُ لَكُمْ ».

__________________

(١) « عبد الله » لم يذكر فى النسخ وانما أضفناها لكونها فى الروايتين اللتين نقلناهما عن البحار والدر المنثور.

(٢) آية ٨٧ من سورة المائدة.

(٣) فى ح فقط.

٤٣٨

وآله ـ ولو لا نهيه عنها ما احتاج أحد الى الزّنا الاّ شفى (١) قال عطاء : والله لكأنّى أسمع

__________________

٤ ـ قال السيوطى فى الدر المنثور فى تفسير قوله تعالى « فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً ( من آية ٢٤ سورة النساء ) ما نصه ( انظر ص ١٤١ من ج ٢ ) : « واخرج عبد الرزاق وابن المنذر من طريق عطاء عن ابن عباس قال : برحم الله عمر ما كانت المتعة الا رحمة من الله رحم بها أمة محمد ولو لا نهيه عنها ما احتاج الى الزنا الا شفى. قال : وهى التى فى سورة النساء فما استمعتم به منهن الى كذا وكذا من الاجل على كذا كذا قال : وليس بينهما وراثة فان بدا لهما أن يتراضيا بعد الاجل فنعم وان تفرقا فنعم وليس بينهما نكاح ، وأخبر أنه سمع ابن عباس يراها الآن حلالا ».

٥ ـ فى غير ح : « رحم الله ».

(١) ق مج مث والمستدرك : « شقى » ( بالقاف ) قال ابن الأثير فى النهاية : « وفى حديث ابن عباس : ما كانت المتعة الا رحمة رحم الله بها أمة محمد (ص) لو لا نهيه عنها ما احتاج الى الزنا الا شفى أى الا قليل من الناس من قولهم : غابت الشمس إلا شفى أى الا قليلا من ضوئها عند غروبها وقال الازهرى : قوله : الا شفى ؛ اى الا أن يشفى ، أى يشرف على الزنا ولا يواقعه فأقام الاسم وهو الشفى مقام المصدر الحقيقى وهو الاشفاء على الشيء ، وحرف كل شيء شفاه ». وقال الطريحى فى مجمع البحرين : « وفى حديث على ـ عليه‌السلام ـ : لو لا ما سبقنى إليه ابن الخطاب ما زنى من الناس الا شفى ؛ أى الا قليل من قولهم : غابت الشمس الا شفى اى الا قليل من ضوئها لم يغب والمراد بما سبقه هنا تحريم المتعة فانه هو الّذي حرمها بعد رسول الله (ص) ولم تكن محرمة فى زمانه (ص) ولا فى زمان الاول من الخلفاء ، ومثله حديث ابن عباس : ما كانت المتعة الا رحمة رحم الله بها أمة محمد (ص) فلو لا نهيه عنها ما احتاج الى الزنا الا شفى » أقول : مع ذلك قد قرأ الكلمة بعض الناس « شقى » بفتح الشين وكسر القاف وتشديد الياء وأنت خبير بأنه مما لا يعبؤ به بعد تصريح أهل الفن بكون الكلمة بالفاء.

٤٣٩

قوله : الآن الاّ شفى.

قال عطاء : فهى الّتي فى سورة النّساء (١) ( فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَ ) قال : الى كذا وكذا من الأجل على كذا وكذا. [ قال (٢) : ] وليس بينهما (٣) وراثة ، فان بدا لهما أن يتراضيا بعد الأجل فنعم ، وان تفرّقا فنعم وليس بنكاح.

قال عطاء : وسمعت ابن عبّاس يراها الآن حلالا (٤).

وأخبرنى أنّه كان يقرأ : فما استمتعتم به منهنّ الى أجل مسمّى [ فآتوهنّ أجورهنّ قال ابن عبّاس : قد حرّف ابىّ (٥) : فما استمتعتم به منهنّ الى أجل مسمّى (٦) ].

__________________

(١) انظر آية ٢٤ من تلك السورة الشريفة.

(٢) هذه الكلمة من اضافاتنا لوجودها فى سائر الكتب المعتبرة كما أشرنا إليها فى الذيل.

(٣) ق مج مث س ج : « بيننا » ولعل وجود هذا التصحيف فى النسخ دعا المحدث النورى (ره) الى ان ذكر فى هامش المستدرك أن « هنا نقص » والا فلا نقص فى الحديث.

(٤) قال المحدث النورى (ره) فى فصل الخطاب عند خوضه فى اقامة الدليل الثامن الّذي فى ذكر الاخبار الكثيرة التى رواها المخالفون زيادة على ما مر فى المواضع السابقة ( فساق الاخبار الى أن قال فى ص ١٧٦ ) : « لح ـ الشيخ فضل بن شاذان فى الايضاح من طريق العامة عن هشام عن ابن جريج عن عطاء فى حديث : قال : سمعت ابن عباس يراها ( أى المتعة ) حلالا وأخبرنى أنه كان يقرأ : فما استمتعتم به منهن الى أجل مسمى ».

(٥) كتب المحدث النورى (ره) تحت كلمة « أبى » لفظة : « كذا » وقال فى الهامش : « هنا خلل ». أقول : لا يرى فيه خلل فكأنه (ره) قرأ كلمة « أبى » على غير لفظ العلمية وذلك أن المراد بالكلمة أبى بن كعب قال السيوطى فى الدر المنثور فى تفسير آية : ( فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَ ) ( آية ٢٤ سورة النساء ) ما نصه ( انظر ج ٢ ؛ ص ١٤٠ ) : « وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن الانبارى فى المصاحف والحاكم وصححه من طرق عن أبى ـ

٤٤٠