الإيضاح

الفضل بن شاذان الأزدي النيسابوري

الإيضاح

المؤلف:

الفضل بن شاذان الأزدي النيسابوري


المحقق: السيد جلال الدين الحسيني الأرموي
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة انتشارات و چاپ دانشگاه تهران
المطبعة: مؤسسة انتشارات و چاپ دانشگاه تهران
الطبعة: ٠
الصفحات: ٦٢٣

ولقد همّه (١) جيش اسامة لأمر قد علمه فكان يوصى (ص) باخراج جيش أسامة ونفسه تغرغر (٢) لقد تكلّم به لشأن يكون به عظيما ولقد كان ابو بكر وعمر فى ذلك الجيش فكيف لم يخرجا ولم ينفذا أمر رسول الله (٣) (ص) وقد جرى بينهما وبين اسامة [ كلام ] فقال : وأمّا أنا فقد أمّرنى رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ عليكما فمن أمّركما عليّ؟!

[ و (٤) رويتم عن جرير بن عبد الحميد (٥) عن اسماعيل بن أبى خالد عن قيس بن أبى حازم قال : عرض فرس على أبى بكر [ فقال : هلاّ فارس أحمله عليه؟ (٦) ] فقام إليه رجل (٧) من الأنصار فقال : يا خليفة رسول الله احملنى عليه قال : لا والله لأن

__________________

(١) قال الفيومى فى المصباح المنير : « الهم الحزن وأهمنى الامر بالالف أقلقنى ، وهمنى هما من باب قتل مثله ».

(٢) قال ابن الاثير فى النهاية : « ه‍ س فيه : ان الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر أى ما لم تبلغ روحه حلقومه فيكون بمنزلة الشيء الّذي يتغرغر به المريض ، والغرغرة أن يجعل المشروب فى الفم ويردد الى أصل الحلق ولا يبلع ، ( ومنه الحديث ) لا تحدثهم بما يغرغرهم ، أى لا تحدثهم بما لا يقدرون على فهمه فيبقى فى أنفسهم لا يدخلها كما يبقى الماء فى الحلق عند الغرغرة ».

(٣) فى الاصل : « ولم يقعدا بأمر رسول الله ».

(٤) ما بين المعقفتين أعنى من قوله : « ورويتم عن جرير بن عبد الحميد » الى آخر هذه الرواية أعنى الى قوله : « لهو أقرب الى من أن أقيدهم منه » ( ص ٣٦٣ ) موجود فى جميع النسخ الا أنها ذكرت فى غير م فى أواخر الكتاب ، فتفطن.

(٥) ج ح س ق مج مث ( بدلها ) : « ثم تروون على أبى بكر من الشنعة مثل ما رواه عيسى بن يونس بن أبى اسحاق الهمدانى ».

(٦) عبارة « هلا فارس أحمله عليه » ليست فى م.

(٧) ج ح س ق مج مث : « فقال فتى من الانصار » ( بدل ما فى المتن ).

٣٦١

أحمل عليه رجلا (١) قد ركب الخيل على غرلته (٢) أحبّ إليّ من أن أحملك عليه فقال : لم ؛ والله إنّى لأفرس منك أبا وامّا (٣) فقام إليه المغيرة بن شعبة فركله برجله (٤) فدقّ أنفه (٥) فسالت الدّماء كأنّها عزالى السّماء (٦) فقالت الأنصار : السّلاح

__________________

(١) غير م : « غلاما ».

(٢) « على غرلته » ليس فى م قال ابن الاثير فى النهاية : « والغرلة القلفة ومنه حديث أبى بكر : لان أحمل عليه غلاما قد ركب الخيل على غرلته أحب الى من أن أحملك عليه ؛ يريد : ركبها فى صغره واعتادها قبل أن يختن » أقول : من العجيب أن الطريحى (ره) قرأ الكلمة « العزلة » ( بالعين المهملة والزاى المعجمة ) وصرح بأن معناها القلفة فان شئت فراجع.

(٣) غير م ( بدلها ) : « فو الله لانا أفرس منك ومن أبيك ».

(٤) فى م فقط قال ابن الاثير فى النهاية : « فيه : فركله برجله ؛ أى رفسه ومنه حديث عبد الملك : أنه كتب الى الحجاج لاركلتك ركلة » وقال الطريحى فى مجمع البحرين فى مادة « ركل » : « فى الحديث : قضى فى امرأة ركلها زوجها ، الركل الضرب برجل واحدة وقد ركله يركله ركلا أى رفسه ».

(٥) غير م : « فركب على أنفه » قال ابن الاثير فى النهاية : « وفى حديث المغيرة مع الصديق : ثم ركبت أنفه بركبتى يقال : ركبته أركبه بالضم : اذا ضربته بركبتك ».

(٦) ج س ق مج مث : « فكأنها كانت عزلى مزادة » لكن فى ح : « فكأنها عزب مزادة » قال ابن الاثير فى النهاية : « وفى حديث الاستسقاء دفاق العزائل جم البعاق العزائل أصله العزالى مثل الشائك والشاكى ، والعزالى جمع العزلاء وهو فم المزادة الاسفل فشبه اتساع المطر واندفاقه بالذى يخرج من فم المزادة ومنه الحديث : فأرسلت السماء عزاليها » وقال الطريحى فى مجمع البحرين : « وفى الحديث فأرسلت السماء عزاليها أى أفواهها ، والعزالى بفتح اللام وكسرها جمع العزلاء مثل الحمراء وهو فم المزادة فقوله : أرسلت السماء عزاليها ؛ يريد شدة وقع المطر على التشبيه بنزوله من أفواه المزادة ومثله : ان الدنيا بعد ذلك أرخت عزاليها ».

٣٦٢

السّلاح (١) ، لنقتله او ليقيدنا منه (٢) فبلغ ذلك أبا بكر فخطبهم وقال : ما بال أقوام يزعمون أنّى اقيدهم من المغيرة والله لأن اجليهم من ديارهم لهو أقرب إليّ من أن أقيدهم منه (٣) ]

فانظروا (٤) الى الّذي تروون فأىّ وقيعة وأىّ شنعة أشد ممّا ترمون به أبا بكر أنّه منع المغيرة أن يقتصّ منه ما صنع بالأنصار وتوعّد (٥) الأنصار أن يجليهم عن ديارهم

__________________

(١) قوله : « السلاح السلاح » الاول منصوب على الاغراء والثانى تأكيد له نظير قول الشاعر :

« أخاك أخاك ان من لا أخاله

كساع الى الهيجا بغير سلاح »

(٢) غير م ( بدل العبارة من « فقالت الانصار » الى هنا ) : « فأرادت الانصار أن يقيدوا منه ». قال ابن الاثير فى النهاية : « فيه : من قتل عمدا فهو قود ؛ القود القصاص وقتل القاتل بدل القتيل ؛ وقد أقدته به أقيده اقادة ؛ واستقدت الحاكم سألته أن يقيدنى واقتدت منه اقتاد ».

(٣) م ( بدل العبارة من « فخطبهم » الى هنا ) : « فقال أبو بكر : والله لتزعجن عن دياركم قبل أن أقيدكم ».

(٤) من هنا اى من قوله : « فانظروا » الى آخر العبارة أعنى الى قوله : « جرأة على الله وقلة حياء » ( انظر ص ٣٦٥ ) ليس فى م.

(٥) ج س ق مج مث : « وتواعد ».

فليعلم أن الحديث مذكور فى مجمع الزوائد ومنبع الفوائد فى باب ما جاء فى المغيرة بن شعبة ( انظر المجلد التاسع ؛ ص ٣٦١ ) بهذه العبارة :

« وعن المغيرة بن شعبة قال : كنت عند أبى بكر الصديق ـ رضى الله عنه ـ فعرض عليه فرس فقال رجل : احملنى على هذا فقال : لان أحمل عليه غلاما قد ركب الخيل على غرلته أحب الى من أن أحملك عليه ، فغضب الرجل وقال : أنا والله خير منك ومن أبيك

٣٦٣

وكفّ عن المغيرة فلم يعاقبه ولم يعاتبه على ما صنع وأنتم تزعمون أنّ الشّيعة يقعون فى

__________________

فارسا ، فغضبت حين قال ذلك لخليفة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقمت إليه فأخذت برأسه فسحبته على أنفه فكأنما كان على أنفه عزلاء مزادة ، فأرادت الانصار أن يستقيدوا منى ، فبلغ ذلك أبا بكر ـ رضى الله عنه ـ فقال : ان أناسا يزعمون أنى مقيدهم من المغيرة بن شعبة ، ولان أخرجهم من ديارهم أقرب من أن أقيدهم من وزعة الله الذين يزعون عباد الله ( فقال مؤلف الكتاب ) قلت : هذا الكلام الاخير لم أعرف معناه ؛ والله أعلم ، رواه الطبرانى ورجاله رجال الصحيح » وقال مصحح الكتاب بالنسبة الى قوله : « لم أعرف » ما نصه : « بعد تصحيحه من النهاية ظهر معناه أنه لا يقيد ممن يكف الناس عن الشر » أقول : يريد بتصحيحه من النهاية ما ذكره ابن الاثير فى النهاية فى مادة « وزع » بقوله : « فيه : من يزع السلطان أكثر ممن يزع القرآن ؛ أى من يكف عن ارتكاب العظائم مخافة السلطان أكثر ممن يكفه مخافة القرآن والله تعالى ، يقال : وزعه يزعه وزعا فهو وازع اذا كفه ومنعه ومنه الحديث : ان ابليس رأى جبريل (ع) يوم بدر يزع الملائكة أى يرتبهم ويسويهم ويصفهم للحرب فكأنه يكفهم عن التفرق والانتشار ومنه حديث أبى بكر : أن المغيرة رجل وازع يريد أنه صالح للتقدم على الجيش وتدبير أمرهم وترتيبهم فى قتالهم ، ومنه حديث أبى بكر أنه شكا إليه بعض عماله ليقتص منه فقال : أقيد من وزعة الله؟

الوزعة جمع وازع وهو الّذي يكف الناس ويحبس أولهم على آخرهم أراد : أقيد من الذين يكفون الناس عن الاقدام على الشر؟ وفى رواية أن عمر قال لابى بكر : أقص هذا من هذا بأنفه فقال : أنا لا أقص من وزعة الله ؛ فأمسك ومنه حديث الحسن لما ولى القضاء قال : لا بد للناس من وزعة اى من يكف بعضهم عن بعض يعنى السلطان وأصحابه »

اذا عرفت ذلك فاعلم أن ليس هذا بأول قارورة كسرت فى الاسلام فان لهذا العمل الصادر من أبى بكر نظائر منها ما أشار إليه الامينى ـ رحمه‌الله تعالى ـ فى سادس

٣٦٤

الصّحابة جرأة على الله وقلّة حياء.

__________________

الغدير لكن كلها فى حق الخليفة الثانى ونص عبارته فى نوادر الاثر فى علم عمر هكذا ( ص ١٣٢ ـ ١٣٤ من الطبعة الثانية بطهران سنة ١٣٧٢ ه‍ ) :

« رأى الخليفة فى القود ـ عن ابن أبى حسين أن رجلا شج رجلا من أهل الذمة فهم عمر بن الخطاب أن يقيده منه فقال معاذ بن جبل : قد علمت أن ليس ذلك لك وأثر ذلك عن النبي (ص) فأعطاه عمر بن الخطاب فى شجته دينارا فرضى به ( أخرجه الحافظ السيوطى فى جمع الجوامع كما فى ترتيبه ٧ ص ٣٠٤ ). وعن مكحول ان عبادة بن الصامت دعا نبطيا يمسك له دابته عند بيت المقدس فأبى فضربه فشجه فاستعدى عليه عمر بن الخطاب فقال له : ما دعاك الى ما صنعت بهذا؟ فقال : يا أمير المؤمنين أمرته أن يمسك دابتى فأبى وأنا رجل فى حدة فضربته فقال : اجلس للقصاص فقال زيد بن ثابت : أتقيد عبدك من أخيك فترك عمر عنه القود وقضى عليه بالدية ( أخرجه البيهقى فى السنن الكبرى ٨ ص ٣٢ ) وذكره السيوطى فى جمع الجوامع كما فى الكنز ٧ ص ٣٠٣ ). رأى الخليفة فى ذمى مقتول عن مجاهد قال : قدم عمر بن الخطاب الشام فوجد رجلا من المسلمين قتل رجلا من أهل الذمة فهم أن يقيده فقال له زيد بن ثابت : أتقيد عبدك من أخيك؟ فجعله عمر دية. ( أخرجه عبد الرزاق وابن جرير الطبرى كما فى كنز العمال ٧ ص ٣٠٤ ) قصة أخرى فى ذمى مقتول عن عمر بن عبد العزيز أن رجلا من أهل الذمة قتل بالشام عمدا وعمر ابن الخطاب اذ ذاك بالشام فلما بلغه ذلك قال عمر : قد ولعتم بأهل الذمة لأقتلنّه به قال ابو عبيدة بن الجراح : ليس ذلك لك فصلى ثم دعا أبا عبيدة فقال : لم زعمت لا أقتله به فقال أبو عبيدة : أرأيت لو قتل عبدا له أكنت قاتله به؟ فصمت عمر ثم قضى عليه بالدية بألف دينار تغليظا عليه ( أخرجه البيهقى فى السنن الكبرى ٨ ص ٣٢ ) وذكره السيوطى فى جمع الجوامع كما فى ترتيبه ( ٧ ص ٣٠٣ ) رأى الخليفة فى قاتل معفو عنه عن ابراهيم النخعى أن عمر بن الخطاب رضى الله عنه أتى برجل قد قتل عمدا فأمر بقتله فعفا بعض

٣٦٥

وحدّثنا ابن أبى شريح (١) قال : حدّثنا عليّ بن عياطى الحريرىّ (٢) عن أبى ـ نضرة (٣) عن أبى سعيد قال قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ : اذا بايعت أمّتي

__________________

الاولياء فأمر بقتله فقال ابن مسعود : كانت النفس لهم جميعا فلما عفا هذا أحيا النفس فلا يستطيع أن يأخذ حقه حتى يأخذ غيره قال : فما ترى؟ قال أرى أن تجعل الدية عليه فى ماله وترفع حصة الّذي عفا فقال عمر ـ رضى الله عنه ـ وأنا أرى ذلك. ( كتاب الامام للشافعى ٧ ص ٢٩٥ ، سنن البيهقى ٨ ص ٦٠ ) قال الامينى : ان كان الحكم فى هذه القضايا هو ما ارتآه الخليفة أولا فلما ذا عدل عنه؟ وان كان ما لفتوا نظره إليه أخيرا فلما ذا هم أن ينوء بالاول؟ وهل من المستطاع أن نقول : ان الحكم كان عازبا عن فكرة خليفة المسلمين فى كل هذه الموارد؟ أو أن تلكم الاقضية كانت مجرد رأى وتحكم؟ أو هذه هى سيرة أعلم الامة؟! ».

__________________

(١) كذا فى الاصل ( بالشين المعجمة والحاء المهملة ) ولعل الاصل قد كان « ابن أبى سريج » ( بالسين المهملة والجيم ) قال ابن حجر فى باب الكنى من تقريب التهذيب : « ابن أبى سريج هو أحمد بن الصباح » وقال فى ترجمته : « أحمد بن صباح النهشلى أبو جعفر بن أبى سريج الرازى المقرى ثقة حافظ له غرائب من العاشرة مات سنة أربعين / خ د س » ويريد بالرموز البخارى وأبا داود والنسائى وصرح فى تهذيب التهذيب فى ترجمته ( ج ١ ؛ ص ٤٤ ) بهذا المعنى ولفظه « وعنه البخارى وأبو داود والنسائى » وقال هناك : « ومن خط الذهبى : مات بعد الاربعين ومائتين وكذا كتب ابن سيد الناس على حاشية الكمال » فيمكن أن يدركه المصنف (ره) ويحدث عنه.

(٢) كذا فى الاصل صريحا فليطلب من مظانه.

(٣) قال ابن حجر فى تقريب التهذيب فى باب الكنى : « أبو نضرة العبدى هو المنذر بن مالك بن قطعة » وقال فى تهذيب التهذيب ضمن ترجمته : « روى عن على بن أبى طالب وأبى موسى الاشعرى وأبى ذر الغفارى وأبى هريرة وأبى سعيد ( الى آخر ما قال ) ».

٣٦٦

رجلين فاقتلوا الثّاني كائنا من كان.

ورويتم عن اسحاق بن ابراهيم عن سلمة بن الفضل عن محمّد بن اسحاق عن عبد الملك بن أعين (١) عن أبى حرب بن [ أبى (٢) ] الأسود قال : بعثنى (٣) أبى الى جرير (٤) بن عبد الله البجليّ أسأله عن أمر ما حضر (٥) عن أبى بكر وعمر وعليّ ـ عليه‌السلام ـ حين دعواه (٦) الى البيعة فقال : غلباه وأخذا منه حقّه فكتب إليه أبى (٧) : لست أسألك عن رأيك ؛ اكتب إليّ بما حضرت وشهدت ، قال : بعث الى [ عليّ ] فجيء به متلبّبا (٨) فلمّا حضر قالا له : بايع فقال : ان لم أفعل فما ذا تصنعون؟ ـ قالوا : نقتلك

__________________

(١) عبد الملك هذا أخو زرارة بن أعين الشيبانى فلذا تحامل عليه علماء السنة فقالوا فيه ما قالوا ومما أورده ابن حجر فى تهذيب التهذيب فى ترجمته ما نصه : « وقال الحميدى عن سفيان : حدثنا عبد الملك بن أعين شيعى كان عندنا رافضى صاحب ـ رأى وقال الدورى عن ابن معين : ليس بشيء ، وقال حامد عن سفيان : هم ثلاثة اخوة عبد الملك وزرارة وحمران روافض كلهم أخبثهم قولا عبد الملك ( الى آخر ما قال ) ».

(٢) كلمة « أبى » من اضافاتنا وذلك لما يأتى من التصريح بوجود الكلمة فى سند ـ الحديث هنا بناء على ما نقله الطبرى فى المسترشد مضافا الى تصريح علماء الرجال بذلك قال ابن حجر فى تقريب التهذيب : « أبو حرب بن أبى الاسود الدؤلي البصرى ثقة قيل اسمه محجن وقيل عطاء من الثالثة مات سنة ثمان ومائة / ت ص ق ».

(٣) فى الاصل : « بعث ».

(٤) فى المسترشد : « جندب ».

(٥) كذا صريحا فى الاصل وفى المسترشد : « أسأله عما حضر ».

(٦) فى الاصل : « دعاه ».

(٧) فى الاصل : « انى » فلعله قد كان : « أبى : انى ».

(٨) كذا فى الاصل لكن فى غالب الروايات « ملبيا » أورد المجلسى (ره) فى ثامن البحار فى باب ما قد وقع وجرى فى أمر الخلافة نقلا عن العياشى ضمن حديث

٣٦٧

ولؤما لك (١) قال : اذا أكون عبد الله وأخا رسوله (ص) ، قالوا له : أمّا عبد الله ؛ فنعم ، وأمّا أخو رسوله (ص) فلا (٢) ، فرجع يومئذ ولم يبايع (٣).

__________________

هذه العبارة ( ص ٤٥ من طبعة أمين الضرب ) : « فأخرجوا عليا ـ عليه‌السلام ـ ملببا » وأيضا فيه : « فأخرجوه من منزله ملببا » وقد ذكر نظيرها فيما تقدم أيضا ولذا قال فى بيان لمشكلات أحاديث ذكرها فيما سبق ما نصه ( ص ٤٣ ) : « قال الجوهرى : لببت الرجل تلبيبا اذا جمعت ثيابه عند صدره ونحره فى الخصومة ثم جررته » وكذا بصيغة المفعول من باب التفعيل فى المسترشد كما يأتى وكيف كان قال ابن الاثير فى النهاية : « وفيه : انه صلى فى ثوب واحد متلببا به اى متحزما به عند صدره يقال : تلبب بثوبه اذا جمعه عليه ومنه الحديث : ان رجلا خاصم أباه عنده فأمر به فلب له يقال : لببت الرجل ولببته ( اى من باب التفعيل ) اذا جعلت فى عنقه ثوبا أو غيره وجررته به ، وأخذت بتلبيب فلان اذا جمعت عليه ثوبه الّذي هو لابسه وقبضت عليه تجره ، والتلبيب مجمع ما فى موضع اللبب من ثياب الرجل ، ومنه الحديث : انه أمر باخراج المنافقين من المسجد فقام أبو أيوب الى رافع بن وديعة فلببه بردائه ثم نتره نترا شديدا ؛ وقد تكرر فى الحديث » فعلم أن الاولى أن تقرأ « ملببا ».

__________________

(١) فى الاصل : « ولو مالك ».

(٢) أورد المجلسى (ره) فى ثامن البحار نقلا عن تفسير العياشى والاختصاص للمفيد ما يرتبط من الحديث بهذا المطلب هكذا ( ص ٤٥ طبعة أمين الضرب ) : « وجلس أبو بكر فى سقيفة بنى ساعدة وقدم على (ع) فقال له عمر : بايع ، فقال له على (ع) : فان أنا لم أفعل فمه؟ فقال له عمر : اذا أضرب والله عنقك ، فقال له على (ع) : اذا والله أكون عبد الله المقتول وأخا رسول الله (ص) ، فقال عمر : أما عبد الله المقتول ؛ فنعم ، وأما أخو رسول الله (ص) فلا ؛ حتى قالها ثلاثا ، فبلغ ذلك العباس بن عبد المطلب فأقبل مسرعا يهرول فسمعته يقول : ارفقوا بابن أخى ( الحديث ) » ونظيره فى موارد أخر فليطلب من مظانه.

(٣) أورد أبو جعفر الطبرى ـ طيب الله مضجعه ـ فى المسترشد فى باب الرد على من

٣٦٨

ورويتم عن الفضل بن دكين (١) عن عبد العزيز بن سياه (٢) عن حبيب بن أبى ثابت قال : شهدت ابن عمر فى مرضه الّذي مات فيه فسمعته يقول : ما آسى على شيء الاّ ان أكون قاتلت الفئة الباغية ، قلت : يا أبا عبد الرّحمن مع من؟ ـ قال : مع عليّ بن أبى طالب عليه‌السلام (٣).

__________________

قال : لم قعد على بن أبى طالب عن حقه؟ هكذا ( ص ٨٢ من طبعة النجف ) :

« قال : وأخبرنى اسحاق بن ابراهيم ، قال : أخبرنا سلمة بن الفضل ، عن محمد بن اسحاق ، عن عبد الله بن أعين ، عن حرب بن أبى الاسود الدؤلي ، قال : بعثنى أبى الى جندب بن عبد الله البجلي ؛ أسأله عما حضر من أبى بكر وعمر مع على حيث دعواه الى البيعة قال : أخذاها من على ، قال : فكتب إليه : لست أسألك عن رأيك ؛ اكتب لى بما حضرت وشاهدت ، فكتب : بعثا الى على فجىء به ملببا فلما حضر قالا له : بايع ، قال : فان لم أفعل؟ قالا : اذا تقتل ، قال : اذا تقتلون عبد الله وأخا رسول الله ، قالا : أما عبد الله ؛ فنعم ، وأما أخو رسول الله ؛ فلا ، ثم قالا له : بايع ، قال : فان لم أفعل؟ قالا : اذا تقتل وصغرا لك ، قال : اذا تقتلون عبد الله وأخا رسول الله ، قالا : أما عبد الله ؛ فنعم ، وأما أخو رسول الله ؛ فلا ، قال : فرجع يومئذ ولم يبايع ».

__________________

(١) قال ابن حجر فى تقريب التهذيب : « الفضل بن دكين الكوفى واسم دكين عمرو بن حماد بن زهير التيمى مولاهم الاحول أبو نعيم الملائى بضم الميم مشهور بكنيته ثقة ثبت من التاسعة مات سنة ثمان عشرة وقيل : تسع عشرة وكان مولده سنة ثلاثين وهو من كبار شيوخ البخارى / ع » ويريد بالرمز أن أصحاب الصحاح الست أخرجوا جميعا أحاديثه.

(٢) قال ابن حجر فى تقريب التهذيب : « عبد العزيز بن سياه بكسر المهملة بعدها تحتانية خفيفة الاسدى الكوفى صدوق يتشيع من السابعة / خ م ت س ق » وصرح فى تهذيب التهذيب فى ترجمته بأنه « روى عن أبيه سياه وحبيب بن أبى ثابت ، وروى عنه أبو نعيم » ويريد بأبى نعيم الفضل بن دكين.

(٣) تقدمت الاشارة منا الى طرف من طرق هذا الحديث عند ذكر المصنف (ره) ترجمة عبد الله بن عمر ( انظر ص ٧٣ ـ ٧٤ ).

٣٦٩

ورويتم عن الفضل بن دكين عن سفيان بن عينية عن اسماعيل بن قيس قال : قال عبد الله بن مسعود لعثمان : وددت (١) أنّى وايّاك برمل عالج (٢) يحثوا حدنا على صاحبه حتّى يموت الا عجل (٤) منّا فيريح الله المسلمين منه.

__________________

(١) قال أبو جعفر الطبرى الشيعى (ره) فى كتاب المسترشد ( ص ١٣ من طبعة النجف ) : « ومن جلة فقهائكم عبد الله بن مسعود الّذي أمر به عثمان فدق ضلعه ومنه مات ، وهو يقول : وددت أنى وعثمان برسل عالج يحثو أحدنا على صاحبه حتى يموت الاعجز منا فيريح الله المسلمين منه ». أقول : أشرنا الى طرف من طرقه عند ذكر المصنف (ره) عبد الله ابن مسعود فراجع ان شئت ص ٥٦.

(٢) قال الجوهرى : « عالج موضع بالبادية بها رمل » قال ابن الاثير في النهاية : « وفى حديث الدعاء وما تحويه عوالج الرمال هى جمع عالج وهو ما تراكم من الرمل ودخل بعضه فى بعض » وقال الطريحى فى المجمع بعد ذكر عبارة ابن الاثير : « ونقل أن رمل عالم؟؟؟ جبال مواصلة؟؟؟ يتصل أعلاها بقرب يمامة وأسفلها بنجد وفى كلام البعض : رمل عالج محيط بأكثر أرض العرب ».

(٣) فى الاصل : « يجثو » ( بالجيم ) ؛ فليعلم أن الكلمة بناء على ما فى النسخ وسائر موارد نقل الحديث فى الكتب المعتبرة من كونها من « حثا » تستدعى مفعولا لها اى التراب وقد ورد فى الاحاديث ما يؤيده قال ابن الاثير فى النهاية : « فيه : احثوا فى وجوه المداحين التراب اى ارموا ؛ يقال : حثا يحثو حثوا ويحثى حثيا ، يريد به الخيبة وأن لا يعطوا عليه شيئا ، ومنهم من يجريه على ظاهره فيرمى فيها التراب ( الى آخر ما قال ) » فاللفظة كما توصل بحرف جر « فى » توصل بحرف جر « على » فيقال : حثا التراب عليه وفى وجهه قال الطريحى فى مجمع البحرين : « ومنه حديث الميت : فحثا عليه التراب أى رفعه بيده وألقاه عليه » فالمراد يحثو أحدنا التراب على صاحبه.

(٤) كذا صريحا فى الاصل وليعلم أن الحديث قد تقدم نقله فى الكتاب فى ترجمة عبد الله ابن مسعود وأشرنا هنا فى ذيل الصفحة أن العبارة فيه « حتى يموت الاعجز » ( راجع ص ٥٦ ) الا أن الميدانى نقل فى مجمع الامثال مثلا يؤيد كون اللفظة « الاعجل » فلننقل

٣٧٠

ورويتم عن ابن عبد القدّوس عن زيد بن وهب قال : كنت عند حذيفة بن اليمان اذ نظر الى ابن مسعود وأبى موسى الاشعرىّ اذ دخلا المسجد فقال حذيفة : والله الّذي لا إله الاّ هو إنّ أحدهما المنافق. ثمّ قال حذيفة : من سرّه أن ينظر الى رسول الله (ص) هديا وسمتا من [ حين ] يخرج من بيته الى أن يرجع فلينظر الى ابن مسعود (١).

__________________

عبارته وهى هذه ( انظر ص ٥٨٩ من طبعة طهران سنة ١٢٩٠ ) : « ليتنى وفلانا يفعل بنا كذا حتى يموت الاعجل ؛ هذا من قول الاغلب العجلى فى شعر له وهو : ضربا وطعنا أو يموت الاعجل » فرعاية لهذه النكتة لم نتصرف فى نقل الكلمة بوجه من الوجوه فتفطن.

__________________

(١) قال ابن سعد في الطبقات فى ترجمة عبد الله بن مسعود ( ج ٣ من طبعة مصر ؛ ص ١٥٤ ) :

« قال : أخبرنا أبو معاوية الضرير قال : أخبرنا الاعمش عن ابراهيم عن علقمة قال : كان عبد الله يشبه بالنبى ـ صلى الله عليه [ وآله ] وسلم ـ فى هديه ودله وسمته وكان علقمة يشبه بعبد الله. قال : أخبرنا محمد بن عبيد قال : أخبرنا الاعمش عن شقيق سمعت حذيفة يقول : ان أشبه الناس هديا ودلا وسمتا بمحمد (ص) عبد الله بن مسعود من حين يخرج الى أن يرجع لا أدرى ما يصنع فى بيته. قال أخبرنا هشام ابو الوليد الطيالسى قال : أخبرنا شعبة عن أبى اسحاق سمعت عبد الرحمن بن يزيد يقول : قلنا لحذيفة : أخبرنا برجل قريب السمت والهدى من رسول الله (ص) نأخذ عنه ، فقال : ما أعرف أحدا أقرب سمتا وهديا ودلا برسول الله (ص) من ابن أم عبد حتى يواريه جدار بيت. قال : ولقد علم المحفوظون من أصحاب محمد أن ابن أم عبد من أقربهم الى الله وسيلة. قال : أخبرنا الفضل بن دكين قال : أخبرنا حفص بن غياث عن الاعمش عن عمرو بن مرة عن أبى عبيدة : قال كان عبد الله اذا دخل الدار استأنس ورفع كلامه كى يستأنسوا ».

وقال ابن الجوزى فى صفة الصفوة فى ترجمة عبد الله بن مسعود ما نصه ( انظر ص ١٥٦ ج ١ ) : « وكان يشبه بالنبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ فى هديه ودله وسمته » وقال أيضاً ( انظر ج ١ ؛ ص ١٥٨ ) : « وعن شقيق قال : انى كنت قاعدا مع حذيفة فأقبل عبد الله

٣٧١

ورويتم عن سلمة عن المفضّل عن أبى اسحاق عن محمّد بن جعفر بن الزّبير قال : كان عروة بن الزّبير ينال من عليّ ـ عليه‌السلام ـ ويكثر (١) ؛ فإذا ظنّ أنّه قد بلغ قال : أما انّه لم يقل قولا قطّ مخالفا الى غيره.

__________________

ابن مسعود فقال حذيفة : ان أشبه الناس هديا ودلا برسول الله من حين يخرج من بيته الى أن يرجع ولا أدرى ما يصنع فى أهله لعبد الله بن مسعود ، والله لقد علم المحفوظون من أصحاب محمد (ص) أنه من أقربهم عند الله وسيلة يوم القيامة ».

وقال الحاكم فى المستدرك فى كتاب معرفة الصحابة تحت عنوان « ذكر مناقب عبد الله بن مسعود » ( ج ٣ ؛ ص ٣١٥ ) : « حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدثنا أحمد بن عبد الجبار ، حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن شقيق قال : سمعت حذيفة يقول : ان أشبه الناس هديا وسمتا ودلا بمحمد (ص) عبد الله بن مسعود من حين يخرج الى حين يرجع فما أدرى ما فى بيته؟! ولقد علم المحفوظون من أصحاب محمد (ص) أن ابن أم عبد من أقربهم وسيلة عند الله يوم القيامة.

وهذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه » الى غير ذلك من موارد نقله.

وأما تصريح حذيفة بنفاق أبى موسى فقد تقدم فى الكتاب عند ذكر المصنف (ره) ترجمة أبى ـ موسى الاشعرى ( انظر ص ٦١ ).

__________________

(١) قال العلامة المجلسى (ره) فى أواخر ثامن البحار فى « باب فيه ذكر أصحاب النبي (ص) وأمير المؤمنين (ع) الذين كانوا على الحق ولم يفارقوا أمير المؤمنين » ( ص ٧٢٩ ـ ٧٣٠ من طبعة أمين الضرب ) :

« قال ابن أبى الحديد : « ومن المنحرفين عنه ( أى على ) عليه‌السلام أبو عبد الرحمن السلمى ومنهم قيس بن أبى حازم وسعيد بن المسيب والزهرى وعروة بن الزبير وكان زيد بن ثابت عثمانيا يحرض الناس على سبه (ع) وكان المكحول من المبغضين له (ع) وكذا حماد بن زيد أقول : قد بسط الكلام فى كتاب الغارات فى عد هؤلاء الاشقياء وبيان أحوالهم

٣٧٢

وحدّثنا اسحاق عن سلمة عن ابن اسحاق عن عمرو بن عبيد (١) عن الحسن بن عمر العوفىّ قال : دخلت مسجد النّبيّ ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ فاذا أنا برجل قد سجّى وحوله قوم فسألته عن شيء فجبهونى (٢) [ فقلت : يا أصحاب محمّد تضنّون بالعلم؟! قال : فكشف الرّجل المسجّى الثّوب عن وجهه فاذا (٣) ] شيخ أبيض الرّأس واللحية (٤).

__________________

( الى ان قال : ) ثم ذكر رواية تدل على أن عروة بن الزبير والزهرى كانا ينالان من على ـ عليه‌السلام ـ فنها هما عنه على بن الحسين عليهما‌السلام » أقول : قوله : « ينال من على (ع) » أى كان يقع فيه ويسبه ويقول فيه ما لا ينبغى ؛ قال ابن الاثير فى النهاية : « وفى الحديث أن رجلا كان ينال من الصحابة يعنى الوقيعة فيهم يقال منه : نال ينال نيلا اذا أصاب فهو نائل » وقال الفيروزآبادى : « نال من عرضه سبه » وقال الزبيدى فى شرحه : « ومن المجاز : نال فلان من عرضه اذا سبه ومنه الحديث : ان رجلا كان ينال من الصحابة يعنى الوقيعة فيهم » وقال ابن منظور فى لسان العرب : « وفلان ينال من عرض فلان اذا سبه وهو ينال من ماله وينال من عدوه اذا وتره فى مال او شيء كل ذلك من نلت أنال أى أصبت » وفى القرآن المجيد : « ولا ينالون من عدو نيلا » وقال أبو فراس فى ميميته المشهورة المعروفة بالمذهبة خطابا لبنى العباس :

« ما نال منهم بنو حرب وان عظمت

تلك الجرائم الا دون نيلكم »

الا أنه يمكن ان يقال : ان الآية وشعر أبى فراس لعل الاستعمال فيهما ليس من هذا السنخ.

(١) عبارة السند فى الاصل الى هنا هكذا : « وحدثنا إسحاق بن سلمة عن أبى إسحاق عن عمر بن عبيد » والتصحيح من كتاب المسترشد وستأتى عبارته فى الذيل.

(٢) قال الفيومى فى المصباح المنير : « جبهته أجبهه بفتحتين ـ أصبت جبهته » وقال الجوهرى : « جبهته ـ صككت جبهته وجبهته بالمكروه اذا استقبلته به ».

(٣) ما بين المعقفتين مأخوذ من كتاب المسترشد للطبرى الشيعى.

٣٧٣

__________________

(٤) قال ابن سعد فى الطبقات فى ترجمة أبى بن كعب ( ج ٣ من طبع بيروت ص ٤٩٩ ) :

« أخبرنا محمد بن عمر قال : حدثنى أبى بن عباس بن سهل بن سعد الساعدى عن أبيه قال : كان أبى بن كعب أبيض الرأس واللحية لا يغير شيبه. أخبرنا اسماعيل بن أبى ابراهيم الاسدى عن الجريرى عن أبى نضرة قال : قال رجل منا يقال له جابر او جويبر : طلبت حاجة الى عمر فى خلافته والى جنبه رجل أبيض الشعر أبيض الثياب فقال : ان الدنيا فيها بلاغنا وزادنا الى الآخرة وفيها أعمالنا التى نجازى بها فى الآخرة قلت : من هذا يا أمير المؤمنين؟ قال : هذا سيد المسلمين أبى بن كعب. أخبرنا روح بن عبادة قال : أخبرنا عوف عن الحسن عن عتى بن ضمرة قال : رأيت أبى بن كعب. أبيض الرأس واللحية » وذكر أيضا ذلك المضمون بطريق آخر وقال الجزرى فى أسد الغابة فى ترجمته : « وكان أبيض الرأس واللحية لا يغير شيبه ؛ أخرجه ثلاثتهم » وقال الحاكم فى المستدرك فى كتاب معرفة الصحابة ضمن ذكره مناقب أبى ـ ابن كعب ما نصه ( ج ٣ ؛ ص ٣٠٢ ) : « حدثنى على بن حمشاذ ، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : حدثنى أبى ، حدثنا هشيم عن يونس بن عبد ومبارك عن الحسن ، حدثنا غنى السدى قال : رأيت أبى بن كعب أبيض الرأس واللحية لا يخضب ».

فليعلم أن المعنى؟؟؟ الّذي اشتمل عليه قول أبى بن كعب فى هذا المبحث الّذي نحن فيه مما ترتعد منه الفرائض ويمكن أن يستغربه بعض الاوهام الفاقدة للبصائر الناقدة فينكره؟؟؟ نا أن نخوض؟؟؟ فى تحقيق هذا المطلب فها أنا أنقل طرفا من كلمات علماء الفريقين فى؟؟؟ حتى يتضح الامر ويتبين المراد ولا يبقى مجال للانكار بمحض الاستغراب والاستبعاد.

قال أبو جعفر محمد بن جرير بن رستم الطبرى الشيعى فى كتاب المسترشد بعد أن ذكر مثالب جماعة ممن اعتمد عليه العامة معترضا عليهم بما هذا نصه ( ص ٢٨ ـ ٢٩ من النسخة المطبوعة بالنجف ) :

« فكيف قبلتم هذه الروايات عن هؤلاء القوم الذين طعنتم عليهم فى حالة وقبلتم عنهم فى حالة أخرى ؛ مع اختلافهم فى الدين كله ، وهذا أبى بن كعب الّذي له الدين والسابقة

٣٧٤

__________________

ومعه القرآن يقول فى الامة ما ذكره اسحاق بن ابراهيم قال : أخبرنى سلمة بن الفضل عن محمد بن اسحاق عن عمرو بن عبيد عن الحسن العونى قال : دخلت مسجد رسول الله (ص) فاذا أنا برجل قد تسجى بثوبه وحوله جماعة فسألتهم عن شيء فجبهونى فقلت : يا أصحاب محمد تضنون بالعلم؟ ـ قال : فكشف الرجل المسجى الثوب عن وجهه فاذا شيخ أبيض الرأس واللحية فقال : عن أى هذه الامة تسأل؟! فو الله ما زالت هذه الامة مكبوبة على وجهها منذ قبض رسول الله (ص) ، وأيم الله لئن بقيت الى يوم الجمعة لاقومن مقاما أقتل فيه.

قال : وسمعته يقول مثل ذلك : ألا هلك أهل العقدة ، ألا أبعدهم الله ، والله ما آسى عليهم انما آسى على الذين يهلكون من أمة محمد (ص) قال : فلما كان يوم الاربعاء رأيت الناس يموجون فقلت : ما لكم؟ ـ قالوا : مات سيد المسلمين أبى بن كعب قال : فقلت : ستر الله على هذا المسلم حيث لم يقم ذلك المقام.

فهذا أبى بن كعب يقول فى الامة : انها مكبوبة على وجهها منذ قبض الله نبيه (ص) فكيف تصح هذه الاخبار ومع أصحاب رسول الله هذا الاختلاف؟! ».

وقال المجلسى فى ثامن البحار ضمن ذكره مطاعن عثمان ( ص ٣٣٦ من طبعة أمين الضرب ) : « نكير أبى بن كعب ـ وذكر الثقفى فى تاريخه باسناده قال : جاء رجل الى أبى بن كعب فقال : يا أبا المنذر ان عثمان قد كتب [ صكا ] لرجل من آل أبى معيط بخمسين ألف درهم الى بيت المال فقال أبى : فلا تزالون تأتونى بشيء ما أدرى ما هو فيه فبينا هو كذلك اذ مر به الصك فقام فدخل على عثمان فقال : يا ابن الهاوية يا ابن النار الحامية أتكتب لبعض آل أبى معيط الى بيت مال المسلمين بصك بخمسين ألف درهم فغضب عثمان وقال : لو لا أنى قد كفيتك لفعلت بك كذا وكذا.

الثقفى فى تاريخه قال : فقام رجل الى أبى بن كعب فقال : يا أبا المنذر ألا تخبرنى عن عثمان ؛ ما قولك فيه؟ ـ فأمسك عنه فقال له الرجل : جزاكم الله شرا يا أصحاب محمد شهدتم الوحى وعاينتموه ثم نسألكم التفقه فى الدين فلا تعلمونا ، فقال أبى عند ذلك : هلك أصحاب العقدة ورب الكعبة ، أما والله ما عليهم آسى ؛ ولكن آسى على من أهلكوا ، والله لئن أبقانى الله الى يوم الجمعة لأقومنّ مقاما أتكلم فيه بما أعلم ؛ قتلت أو استحييت ، فمات (ره) يوم الخميس ».

أقول : هذه بعض أحاديث الشيعة فى هذا الباب ومنها ما يأتى نقله عن بعض الزيدية.

٣٧٥

فقال : عن أىّ هذه الأمّة تسأل؟! فو الله ما زالت هذه الأمّة مكبوبة على وجهها (١) منذ يوم قبض رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأيم الله لئن بقيت الى يوم الجمعة

__________________

(١) قال بعض الزيدية فى كلام له نفيس جدا بل هو رسالة نفيسة مفيدة ممتعة بحيث استحسنه النقيب أبو جعفر يحيى بن محمد العلوى البصرى استاذ ابن أبى الحديد المعتزلى البغدادى شارح نهج البلاغة غاية الاستحسان وكذا ابن أبى الحديد نفسه وجعلاه جوابا عن اعتراض من قال : لا يجوز اللعن على أصحاب النبي (ص) فانه استدل فى ذلك الكلام المفيد المتين على أنه يجوز اللعن على من ثبت فسقه من أصحاب النبي (ص) ولمتانة الكلام نقلناه بطوله فى بعض آثارنا وننقله ان شاء الله تعالى فى تعليقاتنا على الايضاح بتمامه بعد تمام الكتاب فقال الزيدى المشار إليه فى أثناء كلامه المزبور ( انظر شرح نهج البلاغة ج ٤ من طبعة مصر سنة ١٣٢٩ ؛ ص ٤٥٩ ) :

« وكلمة أبى بن كعب مشهورة منقولة : ما زالت هذه الامة مكبوبة على وجهها منذ فقدوا نبيهم ، وقوله : ألا هلك أهل العقدة والله ما آسى عليهم انما آسى على من يضلون من الناس ».

قال ابن سعد فى الطبقات فى ترجمة أبى بن كعب :

( ج ٣ من طبع بيروت سنة ١٣٧٧ ؛ ص ٥٠٠ ـ ٥٠٢ )

« أخبرنا روح بن عبادة وهوذة بن خليفة قالا : أخبرنا عوف عن المحسن قال : أخبرنا عتى بن ضمرة قال : قلت لابى بن كعب : ما لكم أصحاب رسول الله (ص) نأتيكم من البعد ، نرجو عندكم الخير أن تعلمونا فاذا أتيناكم استخففتم أمرنا كأنا نهون عليكم؟ فقال : والله لئن عشت الى هذه الجمعة لاقولن فيها قولا لا أبالى استحييتمونى عليه أو قتلتمونى ، فلما كان يوم الجمعة من بين الايام أتيت المدينة فاذا أهلها يموجون بعضهم فى بعض فى سككهم ، فقلت : ما شأن هؤلاء الناس؟ قال بعضهم : أما أنت من أهل هذا البلد؟ قلت : لا ، قال : فانه قد مات سيد المسلمين اليوم أبى بن كعب قلت : والله ان رأيت كاليوم فى الستر أشد مما ستر هذا الرجل.

أخبرنا محمد بن عبد الله الانصارى قال أخبرنا عوف عن الحسن عن عتى السعدى

٣٧٦

__________________

قال : قدمت المدينة فى يوم ريح وغبرة واذا الناس يموج بعضهم فى بعض فقلت : ما لى أرى الناس يموج بعضهم فى بعض؟! فقالوا : أما أنت من أهل هذا البلد؟ فقلت : لا ، قالوا : مات اليوم سيد المسلمين أبى بن كعب.

أخبرنا عفان بن مسلم قال : أخبرنا جعفر بن سليمان قال أخبرنا أبو عمران الجونى عن جندب بن عبد الله البجلي قال : أتيت المدينة ابتغاء العلم فدخلت مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فاذا الناس فيه حلق يتحدثون فجعلت أمضى الحلق حتى أتيت حلقة فيها رجل شاحب عليه ثوبان كأنما قدم من سفر قال فسمعته يقول : هلك أصحاب العقدة ورب الكعبة ولا آسى عليهم ؛ أحسبه قال مرارا ، قال : فجلست إليه فتحدث بما قضى له ثم قام قال : فسألت عنه بعد ما قام قلت : من هذا؟ قالوا : هذا سيد المسلمين أبى بن كعب قال : فتبعته حتى أتى منزله فاذا هو رث ـ المنزل رث الهيئة فاذا رجل زاهد منقطع يشبه أمره بعضه بعضا فسلمت عليه فرد على السلام ثم سألنى ممن أنت؟ قلت : من أهل العراق قال : أكثر منى سؤالا قال لما قال ذلك غضبت قال : فجثوت على ركبتى ورفعت يدى هكذا وصف حيال وجهه فاستقبلت القبلة قال قلت : اللهم نشكوهم أليك انا ننفق نفقاتنا وننصب أبداننا ونرحل مطايانا ابتغاء العلم فاذا لقيناهم تجهموا لنا وقالوا لنا ، قال : فبكى أبى وجعل يترضانى ويقول : ويحك لم أذهب هناك لم أذهب هناك قال ثم قال : اللهم انى أعاهدك لئن أبقيتنى الى يوم الجمعة لا تكلمن بما سمعت من رسول الله لا أخاف فيه لومة لائم قال لما قال ذلك انصرفت عنه وجعلت انتظر الجمعة فلما كان يوم الخميس خرجت لبعض حاجتى فاذا السكك غاصة من الناس لا أجد سكة إلا يلقاني فيها الناس قال قلت : ما شأن ـ الناس؟ قالوا انا نحسبك غريبا قال قلت : أجل ، قالوا : مات سيد المسلمين أبى بن كعب قال جندب فلقيت أبا موسى بالعراق فحدثته حديث أبى ، قال : والهفاه لو بقى حتى تبلغنا مقالته ».

قال الحاكم فى المستدرك فى كتاب التفسير ( ج ٢ ص ٢٢٦ ـ ٢٢٧ ) : « أخبرنا ابراهيم بن عصمة بن ابراهيم العدل حدثنا السرى بن خزيمة حدثنا محمد بن عبد الله الرقاشى حدثنا جعفر بن سليمان حدثنا أبو عمران الجونى عن جندب قال : أتيت المدينة لا تعلم العلم فلما دخلت مسجد رسول الله اذا الناس فيه حلق أقول : فساق الحديث الاخير الّذي نقله ابن سعد فى الطبقات الى آخره قريبا منه وقال بعده : « هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ».

٣٧٧

لأقومن مقاما (١) أقتل فيه.

قال : وسمعته قبل ذلك وهو خارج دار الفضل وهو يقول : ألا هلك أهل العقدة (٢) ـ أبعدهم الله ـ والله ما آسى [ عليهم انّما آسى على الّذين (٣) ] يهلكون من أمّة محمّد (ص). فلمّا كان يوم الأربعاء (٤) رأيت النّاس يموجون فقلت : ما الخبر؟ ـ فقالوا : مات سيّد المسلمين (٥) أبىّ بن كعب فقلت : ستر الله على المسلمين حيث لم يقم الشيخ ذلك المقام (٦).

__________________

وقال الحاكم أيضا فى المستدرك فى كتاب معرفة الصحابة

( ج ٣ : ص ٣٠٤ ـ ٣٠٥ ) :

« أخبرنى أبو سهل أحمد بن محمد بن زياد حدثنا أبو قلابة قال : حدثنى أبى قال : حدثنى جعفر بن سليمان عن أبى عمران الجونى عن جندب قال : قدمت المدينة لا طلب العلم فدخلت المسجد فاذا رجل والناس مجتمعون عليه فقلت : من هذا؟ ـ قالوا : هذا أبى بن كعب فتبعته فدخل منزله فضربت عليه الباب فخرج فزبرنى وكهرنى فاستقبلت القبلة فقلت : اللهم انا نشكوهم أليك ننفق نفقاتنا ونتعب أبداننا ونرحل مطايانا ابتغاء العلم فاذا لقيناهم كرهونا فقال : لئن أخرتنى الى يوم الجمعة لا تكلمن بما سمعت من رسول الله (ص) لا أخاف فيه لومة لائم فلما كان يوم الخميس غدوت فاذا الطرق غاصة فقلت : ما شأن الناس اليوم؟ ـ قالوا : كأنك غريب؟ قلت : أجل قالوا : مات سيد المسلمين أبى بن كعب ».

__________________

(١) فى الاصل : « قياما » وقرينة التصحيح تأتى فى آخر قصة أبى بن كعب.

(٢) فى الاصل : « أهل العقد ».

(٣) ما بين المعقفتين مأخوذ من كتاب المسترشد.

(٤) فى الاصل : « يوم الجمعة الاربعاء ».

(٥) قال ابن الجوزى فى صفة الصفوة فى ترجمة أبى بن كعب ( ج ١ ؛ ص ١٨٩ ) :

« قال عمر بن الخطاب فى حقه : هذا سيد المسلمين ؛ ومات فى سنة ثلاثين ». وقال ابن ـ

٣٧٨

__________________

حجر فى تهذيب التهذيب : قال عمر بن الخطاب : سيد المسلمين أبى بن كعب » وقال الحاكم فى المستدرك فى كتاب معرفة الصحابة ضمن ذكره مناقب أبى بن كعب ( ج ٣ ؛ ص ٣٠٢ ) :

« حدثنى محمد بن مظفر ، حدثنا أبو الجهم ، حدثنا ابراهيم بن يعقوب قال : سمعت أبا مسهر يقول : أبى بن كعب سماه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سيد الانصار ؛ فلم يمت حتى قالوا : سيد المسلمين » وقال الجزرى فى أسد الغابة فى ترجمة أبى : ( ج ١ ؛ ص ٤٩ ) : « وكان عمر يقول : أبى سيد المسلمين ». أقول : قد نقلنا قبيل ذلك عن طبقات ابن سعد ما يدل على ذلك ( انظر ص ٣٧٤ و ٣٧٥ ).

(٦) هذه اللفظة تدل على أن ما كان فى أصل النسخة من العبارة من قوله : « لاقومن قياما » مصحف وصحيحه فليكن : « لاقومن مقاما » كما ذكرنا العبارة صحيحة فى المتن وأيدناها بكونها هكذا فى كتاب المسترشد ( انظر ص ٣٧٦ ).

ومما يناسب ذكره هنا ما نقله ابن الاثير فى أسد الغابة بعد نقل رواية عن الترمذي باسناده ( انظر ترجمة أبى ؛ ج ١ ص ٤٩ ) : « قال الترمذي : وبالاسناد المذكور : حدثنا ابن وكيع حدثنا حميد بن عبد الرحمن عن داود العطار عن معمر عن قتادة عن أنس أن النبي (ص) قال : أرحم أمتى بأمتى أبو بكر ، وأشدهم فى دين الله عمر ، وأصدقهم حياء عثمان ، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل ، وأفرضهم زيد بن ثابت ، وأقرؤهم أبى بن كعب ، ولكل أمة أمين وأمين هذه الامة أبو عبيدة بن الجراح ، وقد رواه أبو قلابة عن أنس نحوه وزاد فيه : وأقضاهم على » وقال ابن عبد البر فى الاستيعاب بعد نقله فى ترجمة أبى : « وقد ذكرنا لهذا الحديث طرقا فيما تقدم من هذا الكتاب » أقول : فليتأمل العاقل الفطن فى هذه الرواية كيف يلوح أثر الوضع من سياق عبارتها.

فلنعد الى ما كنا فيه مما يوضح ما فى المتن قال الحافظ أبو نعيم فى حلية الاولياء فى ترجمة أبى بن كعب ضمن ما قال ( ج ١ ؛ ص ٢٥٢ ) :

٣٧٩

__________________

« حدثنا عبد الله بن جعفر حدثنا يونس بن حبيب حدثنا أبو داود حدثنا شعبة أخبرنى أبو حمزة قال : سمعت أياس بن قتادة يحدث عن قيس بن عباد قال : قدمت المدينة للقاء أصحاب محمد (ص) فلم يكن فيهم أحد أحب الى لقاء من أبى بن كعب فقمت فى الصف الاول فخرج فلما صلى حدث فما رأيت الرجال متحت أعناقها الى شيء متوجها إليه فسمعته يقول : هلك أهل العقدة ورب الكعبة ؛ قالها ثلاثا ، هلكوا وأهلكوا أما انى لا آسى عليهم ولكنى آسى على من يهلكون من المسلمين. رواه أبو مجاز عن قيس بن عباد مثله.

حدثنا أحمد بن جعفر بن معبد حدثنا أحمد بن عصام حدثنا يوسف بن يعقوب حدثنا سليمان التيمى عن أبى مجلز عن قيس بن عباد قال : بينما أنا أصلي فى مسجد المدينة فى الصف المقدم اذ جاء رجل من خلفى فجذبنى جذبة فنحانى وقام مقامى فلما سلم التفت الى فاذا هو أبى بن كعب فقال : يا فتى لا يسؤك الله ان هذا عهد من النبي (ص) إلينا ثم استقبل القبلة فقال : هلك أهل العقدة ورب الكعبة ؛ لا آسى عليهم ـ ثلاث مرار ـ أما والله ما عليهم آسى ولكن آسى على من أضلوا ».

قال ابن الأثير فى النهاية : « وفى حديث عمر : هلك أهل العقد ورب الكعبة يعنى أصحاب الولايات على الامصار من عقد الالوية للامراء ؛ ومنه حديث أبى : هلك أهل ـ العقدة ورب الكعبة ؛ يريد البيعة المعقودة للولاة ».

أقول : انما تستقيم هذه القضية بناء على أن يكون وفاة أبى بن كعب فى زمان خلافة عثمان كما يستفاد صريحا من مضمون ما سبقها فى المتن فلنشر الى شيء من ذلك قال ابن ـ سعد فى الطبقات بالنسبة الى وفاته ضمن نقل الاقوال : « وقد سمعت من يقول : مات فى خلافة عثمان بن عفان ـ رضى الله عنه ـ سنة ثلاثين وهو أثبت الاقاويل عندنا وذلك أن عثمان بن عفان أمره أن يجمع القرآن » وقال الحاكم فى المستدرك فى ترجمة أبى : « حدثنا أبو عبد الله الاصبهانى ، حدثنا محمد بن عبد الله بن رستة ، حدثنا سليمان بن داود ، حدثنا محمد بن عمر ( الى ان قال ) : وقد اختلف فى وقت وفاته فقيل : انه مات فى خلافة عمر سنة اثنتين وعشرين ، وقيل : مات فى خلافة عثمان سنة ثلاثين ، وهذا أثبت الاقاويل بأن عثمان أمره بأن يجمع القرآن » وقال الجزرى فى أسد الغابة : « قال أبو نعيم : اختلف فى وقت

٣٨٠