الإيضاح

الفضل بن شاذان الأزدي النيسابوري

الإيضاح

المؤلف:

الفضل بن شاذان الأزدي النيسابوري


المحقق: السيد جلال الدين الحسيني الأرموي
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة انتشارات و چاپ دانشگاه تهران
المطبعة: مؤسسة انتشارات و چاپ دانشگاه تهران
الطبعة: ٠
الصفحات: ٦٢٣

ثمّ انظروا من أولى بهذا الاسم؟ ؛ الآخذ بكتاب الله؟ أو التّارك له الآخذ برأى الرّجال؟! ثمّ افهموا (١) الى تناقض رواياتكم (٢).

[ روى ] هشيم عن المغيرة عن ابن بدر عن شعبة بن الثّوم (٣) قال : توفّى أخ لنا على عهد عمر بن الخطّاب فترك جدّه (٤) وإخوته فأتينا (٥) ابن مسعود فجعل للجدّ مع الاخوة السّدس ثمّ توفّى أخ لنا آخر على عهد عثمان وترك جدّه وإخوته فأتينا (٦) ابن مسعود فجعل له مع الإخوة الثّلث فقلنا له : انّك جعلت لجدّنا فى أخينا الاوّل السّدس ، وجعلت له الآن الثّلث؟ ـ فقال عبد الله : انّما نقضى بقضاء أئمّتنا.

وقد سمّيتموها فرائض فأىّ القولين كان الفرض؟ وانّما الفرض على لسان النّبيّ ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ فان كان الاوّل فرضا فقد قال فى الأخير بخلاف الفرض ، وان كان الأخير هو الفرض فقد قال الأوّل بخلافه وهكذا تكون الوقيعة القبيحة منكم فى الصّحابة وتدخلون فيما تعيبون به غيركم (٧).

هشيم (٨) عن يحيى بن سعيد عن القاسم بن محمّد بن أبى بكر أن أبا بكر اتى برجل مات وترك جدّتيه ، أمّ أمّه وأمّ أبيه ، فجعل السّدس لامّ الأمّ ، ولم يورث أمّ أبيه فقال له رجل من الأنصار : لقد ورّثت امرأة لو كانت هى الميتة ما ورثت منها شيئا (٩) وتركت امرأة لو كانت هى الميتة ورثت مالها كلّه ، فأشرك بينهما فى السّدس ، فهذه مثل الاولى.

__________________

(١) كذا فى النسخ والظاهر أن الكلمة كانت : « ثم انظروا ».

(٢) ج س ف مج مث : « روايتكم ».

(٣) ح « بالثوم ».

(٤) ج : « جدة ».

(٥) مج : « فأتيا ».

(٦) مج : « فأتيا ».

(٧) ح : « فيما تقعون به غيركم ».

(٨) كذا.

(٩) ح : « شيء ».

٣٤١

وروى أنّ عمر كتب الى ابن مسعود لا أرانا الاّ وقد أجحفنا بالجدّ فى إعطائه السّدس فأعطه الثّلث.

كلّ هذا انتقال من حكم الى حكم فأىّ عيب أعيب (١) من هذا ان تصفوا رجلا بالعلم (٢) ].

[ (٣) ورويتم عن الشّعبىّ أنّ الحجّاج بن يوسف سأله عن أمّ [ و ] اخت وجدّ؟

__________________

(١) ج ح مث : « أعجب ».

(٢) فليعلم أن النقص الّذي أشرنا إليه فيما سبق أعنى عند هذه العبارة من قول المصنف (ره) : « وقال زيد فى امرأة تركت زوجها وأمها وأختا لابيها وأمها » ( انظر ص ٣٢٩ من الكتاب ) ينتهى الى هنا فيتم عند قوله : « فأى عيب أعيب من هذا ان تصفوا رجلا بالعلم » فكلمة « بالعلم » آخر ما ليس فى نسخة م وكان موجودا فى النسخ الست الاخر.

الا أن من اللازم ان نشير هنا الى نكتة

وهى أن العبارة فى نسخ ج مج ق متصلة بما بعدها وهو : « توجه الى الشام فقتل من قتل » لكن فى نسخ ح س مث بياض على قدر صفحة أو ورقة حتى يكون علامة صريحة وأمارة واضحة لما سقط من العبارة وذهب من المتن ومن العجب أن كلمة « توجه » فى تلك النسخ جزء القسمة الاولى وصارت هكذا « بالعلم توجه » وأنت خبير بان « توجه » من القسمة الثانية فاشتبه الامر على الكتاب والمنتسخين وأظن ظنا متاخما للعلم أن منشأه أن « توجه » كان رمزا لاول الموجود من القسمة الثانية فلذا كتب فى آخر القسمة الاولى وكان من حقه ان يكتب أيضا فى أول القسمة الثانية حتى يكون وسيلة لارتباط القسمتين وهذا كان دأب الاتصال والارتباط بين الصفحتين فى الكتب فى الازمنة القديمة كالعدد على رءوس الصفحات فى زماننا هذا ؛ والسلام على من اتبع الهدى.

(٣) ما بين المعقفتين أعنى من قوله : « ورويتم عن الشعبى أن الحجاج بن يوسف سأله » الى ما يأتى من قوله : « فنفق حمار رجل منهم فسألوه أن ينطلق معهم ولا يتخلف فأبى » ونشير إليه عند انقضاء ما بين المعقفتين فى نسخة م فقط وليس فى سائر النسخ الا ما نصرح به فى اثناء ذلك فهو خارج من هذا الكلى.

قال الحافظ أبو نعيم الاصبهانى فى حلية الاولياء فى ترجمة عامر بن شراحيل

٣٤٢

__________________

الشعبى ( ج ٤ ؛ ص ٣٢٥ ـ ٣٢٧ ) ما نصه :

« حدثنا أبو سعيد محمد بن على بن محارب النيسابورى : حدثنا ، محمد بن ابراهيم بن سعيد البوشنجى ، حدثنا : يعقوب بن كعب الحلبى ح وحدثنا محمد بن على بن حبيش ، حدثنا : أبو العباس زنجويه ، حدثنا اسماعيل بن عبد الله الرقى ، ح وحدثنا سليمان بن أحمد ، حدثنا أحمد بن المعلى ، حدثنا هشام قالوا : حدثنا عيسى بن يونس عن عبادة بن موسى عن الشعبى قال : أتى بى الحجاج موثقا فلما انتهيت الى باب القصر لقينى يزيد بن أبى مسلم فقال : انا لله يا شعبى لما بين دفتيك من العلم وليس بيوم شفاعة بوء للامير بالشرك والنفاق على نفسك ، فبالحرى أن تنجو ثم لقينى محمد بن الحجاج فقال لى مثل مقالة يزيد فلما دخلت عليه قال : وأنت يا شعبى فيمن خرج علينا وكثر؟ قلت : أصلح الله الامير أحزن بنا المنزل ، وأجدب الجناب ، وضاق المسلك ، واكتحلنى السهر ، واستحلسنا الخوف ، ودفعنا فى خربة خربة ، لم نكن فيها بررة أتقياء ، ولا فجرة أقوياء ؛ قال : صدق والله ما بروا فى خروجهم علينا ، ولا قووا علينا حيث فجروا ؛ فأطلقنا عنه.

قال : فأحتاج الى فريضة فقال :

ما تقول فى أخت وأم وجد؟ قلت اختلف فيها خمسة من أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلّم ـ عثمان بن عفان ، وزيد بن ثابت ، وعبد الله بن مسعود ، وعلى ، وابن ـ عباس ـ رضى الله تعالى عنهم ـ قال : فما قال فيها ابن عباس ؛ ان كان لمتقيا؟ ـ قلت : جعل الجد أبا ، وأعطى الام الثلث ، ولم يعط الاخت شيئا ، قال : فما قال فيها أمير المؤمنين يعنى عثمان؟ ـ قلت : جعلها أثلاثا ، قال : فما قال فيها زيد بن ثابت؟ ـ قلت : جعلها من تسعة ؛ فأعطى الام ثلاثا ؛ وأعطى الجد أربعا ؛ وأعطى الاخت سهمين ، قال : فما قال فيها ابن ـ مسعود؟ قلت : جعلها من ستة ؛ أعطى الاخت ثلاثا ، وأعطى الام سهما ، وأعطى الجد سهمين ، قال : فما قال فيها أبو تراب؟ ـ قلت : جعلها من ستة ؛ أعطى الاخت ثلاثا ، وأعطى الجد سهما ، وأعطى الام سهمين ، قال : مر القاضى فليمضها على ما أمضاها عليه أمير المؤمنين عثمان.

( فساق كلاما آخر الى ان قال : ) حدثنا أبو حامد بن جبلة ، حدثنا أبو العباس السراج حدثنا محمد بن عباد بن موسى العكلى ، حدثنى أبى عباد بن موسى قال : أخبرنى أبو بكر الهذلى قال :

٣٤٣

__________________

قال لى الشعبى : ألا أحدثك حديثا تحفظه فى مجلس واحد ان كنت حافظا كما حفظت؟ : انه لما أتى بى الحجاج بن يوسف وأنا مقيد فخرج الى يزيد بن أبى مسلم فقال : انا لله وما بين دفتيك من العلم يا شعبى ؛ فذكر نحوه ».

وقال ابن عساكر فى تاريخه ضمن ترجمة الشعبى بعد نقل حكاية تقرب مما نقله الحافظ أبو نعيم كما نقلناه هنا عنه ما نصه ( ج ٧ ؛ ص ١٥١ ) :

« وروى أبو بكر الهذلى تلك الحكاية بنحو ما تقدم ثم قال :

قال الحجاج للشعبى : تعهدنى وكن منى قريبا ؛ فأرسل الى يوما نصف النهار وليس عنده أحد فقال : ما تقول فى أم وجد وأخت؟ فقلت : اختلف فيها خمسة من أصحاب محمد ـ صلى الله عليه [ وآله ] وسلم ـ قال : من؟ ـ قلت : على وابن مسعود وابن عباس وعثمان وزيد بن ثابت قال : فما قال على؟ ـ قلت : جعلها من ستة ؛ فأعطى الاخت النصف ؛ ثلاثة ، وأعطى الام الثلث ؛ سهمين ، وأعطى الجد السدس سهما واحدا : قال : فما قال ابن مسعود؟ ـ فقلت : جعلها أيضا من ستّة وكان لا يفضل اما على جد ؛ فأعطى الاخت النصف ثلاثة ، وأعطى الام ثلث ما بقى ، وأعطى الجد ما بقى سهمين ، فقال : وما قال ابن عباس؟ والله لقد كان فقيها ـ فقلت : جعل الجد أبا ، ولم يعط الاخت شيئا ، وأعطى الجد الثلثين ، قال : فما قال عثمان؟ ـ قلت : جعلها أثلاثا ، فأعطى الام ثلثا ، والجد ثلثا ، والاخت ثلثا ، قال : فما قال زيد بن ثابت؟ ـ قلت : جعلها من تسعة ؛ فأعطى الام ثلاثة ، وأعطى الاخت سهمين ، وأعطى الجد أربعة ؛ جعله معها بمنزلة الاخ ، قال : يا غلام أمضها على ما قال أمير المؤمنين عثمان ».

وقال الحافظ نور الدين على بن أبى بكر الهيثمى فى مجمع الزوائد فى كتاب الفرائض ما نصه :

( انظر ج ٤ ؛ ص ٢٢٨ ـ ٢٢٩ ).

« باب فى أم وأخت وجد عن الشعبى قال أتى بى الحجاج موثقاً فذكر الحديث قريبا مما ذكره أبو نعيم وابن عساكر وقال بعده : « رواه البزار والراوى عن الشعبى عباد بن موسى وليس هو الختلى الّذي احتج به الشيخان وانما هو العكلى وذكر الذهبى فى الميزان انه تفرد عنه ابنه محمد بن عباد بن موسى بن راشد الملقب سنذولا وقد رواه البيهقى فى سننه من رواية ابنه محمد بن عباد عنه ( الى آخر ما قال فمن أراده فليطلبه من الكتاب ).

٣٤٤

فقال : اختلف فيه خمسة من أصحاب رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ عليّ وعثمان وابن مسعود وابن عبّاس وزيد ، فقال الحجّاج : ما قال فيها ابن عبّاس؟ ـ قال : جعل الجدّ أبا وأعطى الأمّ الثّلث ؛ ولم يعط الاخت شيئا ، قال : فما قال [ فيها ] أمير المؤمنين يعنى عثمان بن عفّان؟ ـ قلت : جعلها أثلاثا ، قال فما قال فيها زيد؟ قلت : جعلها من تسعة فأعطى الأمّ ثلاثا ، وأعطى الأخت اثنين ، وأعطى الجدّ أربعا ، قال : فما قال فيها ابن مسعود؟ قلت : جعلها من ستّة ؛ أعطى الاخت ثلاثا ، والأمّ واحدا والجدّ اثنيين ، قال : فما قال فيها أبو تراب؟ قلت : جعلها من ستّة ؛ أعطى الأخت ثلاثا ، والأمّ اثنين ، والجدّ واحدا ، قال الحجّاج ـ ورّم الله أنفه (١) ـ : فانّه المرء (٢) ويرغب عن قوله.

وليس هكذا يقول عليّ ـ عليه‌السلام ـ فى هذه الفريضة ولكن نسبت إليه ونحل غير ما قال.

فاذا كان الاختلاف فى فريضة واحدة بين خمسة من أصحاب رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ فبأيّهم تقتدون؟ فلا حقّا تعرفون ، ولا باطلا تنكرون ، فهذا ما انتسبتم [ به ] الى السّنّة ، وتسمّيتم له بالجماعة (٣).

وبعد هذا

فاذا رأينا أهل المدينة يشهدون أنّ أهل العراق يسعى منهم مائة رجل وأكثر وأقلّ فى تزويج امرأة فى عصمة رجل فى مسجدهم الأعظم والعامّة يرونهم مجتمعين (٤)

__________________

(١) قال البستانى فى محيط المحيط : « ورم الله أنفه ـ أغضبه ».

(٢) كذا بلام التعريف فى الاصل.

(٣) فى الاصل : « بالخلافة ».

(٤) فى الاصل : « مجتمعون ».

٣٤٥

على تجويز ذلك فيما بينهم ثمّ ينصرفون الى الوليمة لا ينكر بعضهم على بعض فيتناسلان ويتوارثان (١) وهما عند أهل الحجاز على سفاح ولا يحلّ للرّجل أن يراها حاسرة ولا يحلّ لها عندكم أن تبدى له زينتها (٢) فيتناسلان على فساد ما بقيا ؛ وزوجها الّذي هى منه فى عصمة ممنوع منها محول (٣) بينه وبينها ؛ ان رامها قتلوه ، وكذلك أهل العراق فى شهادتهم على أهل الحجاز وذلك أنّ أهل العراق قالوا : لا طلاق بعد نكاح ، ولا يقع بينهما طلاق اذا تزوّجها ولا يفرّق بينهما.

ذكر صلاة أبى بكر بالنّاس

وأمّا ما احتجّوا به لأبى بكر من قول النّبيّ (ص) : يا أبا بكر صلّ بالنّاس : فقد احتججنا عليهم بروايتهم أنّ ذلك من عائشة لبلال قل لأبى بكر : يصلّى بالنّاس ، فلمّا أفاق (ص) وقد سمع مقالتها قال : انّكنّ صويحبات [ يوسف (٤) ] ثمّ خرج (ص)

__________________

(١) فى الاصل : « فيتناسلون ويتراسلان ويتوارثان ».

(٢) فى الاصل : « ولا يحل له عندكم أن تبدى لهم زينتهم ».

(٣) « محول بينه وبينها » هذا الاستعمال نظير ما فى قوله تعالى : ( وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ ما يَشْتَهُونَ ) من آية ٥٤ سورة سبأ ، وقال الطبرسى فى جوامع الجامع فى معنى الآية : « أى فرق بينهم وبين مشتهياتهم ».

(٤) قال المجلسى (ره) فى ثامن البحار ضمن كلام له يشتمل على نقد وتحقيق فى هذا الموضوع ما نصه ( ص ٢٨ من طبعة أمين الضرب ) : « تبيين وتتميم ـ اعلم أنه لما كان أمر الصلاة عمدة ما يصول به المخالفون فى خلافة أبى بكر وظهر من تلك الاخبار أنه حجة عليهم لا لهم أردت أن أوضح ذلك بنقل أخبارهم والاشارة الى بطلان حججهم فمن جملة الاخبار التى رووه فى هذا ما أسندوه فى صحاحهم الى عائشة روى فى جامع الاصول عنها أن رسول الله (ص) قال فى مرضه مروا أبا بكر يصلى بالناس قالت عائشة : قلت : ان أبا بكر اذا قام فى مقامك لم يسمع الناس من البكاء فمر عمر فليصل فقال :

٣٤٦

__________________

مروا أبا بكر فليصل بالناس فقالت عائشة : فقلت لحفصة : قولى له : ان أبا بكر اذا قام فى مقامك لم يسمع الناس من البكاء فمر عمر فليصل بالناس ففعلت حفصة فقال رسول الله (ص) : انكن لانتن صواحب يوسف مروا أبا بكر فليصل بالناس فقالت حفصة لعائشة : ما كنت لا صيب منك خيرا » أقول : فخاض المجلسى (ره) فى نقل الاخبار وبيان ما يترتب عليها ويستفاد منها الى أن قال ( ص ٣٢ ) :

« وقد روى ابن أبى الحديد عن شيخه أبى يعقوب يوسف بن اسماعيل اللمعانى أن عليا (ع) كان ينسب عائشة الى أنها أمرت بلا لا أن يأمر أبا بكر بأن يصلى بالناس وان رسول الله (ص) قال : ليصل بهم رجل ولم يعين أحدا فقالت : مر أبا بكر يصلى بالناس وكان (ع) يذكر ذلك لاصحابه فى خلواته كثيرا ويقول : انه لم يقل (ص) : انكن كصويحبات يوسف ؛ الا انكارا لهذه الحال وغضبا منه لانها وحفصة تبادرنا الى تعيين أبيهما وانه استدركها رسول الله (ص) بخروجه وصرفه عن المحراب ( انتهى ) فاتضح لك ضعف التمسك بهذه الاخبار سيما فى أركان الدين وقال السيد الاجل ـ رضى الله عنه ـ فى موضع من الشافى ذكر فيه تمسك قاضى القضاة بحكاية الصلاة : ان خبر الصلاة خبر واحد والاذن فيها ورد من جهة عائشة وليس بمنكر أن يكون الاذن صدر من جهتها لا من جهة الرسول (ص) وقد استدل أصحابنا على ذلك بشيئين أحدهما بقول النبي (ص) على ما أتت به الرواية لما عرف تقدم أبى بكر فى الصلاة وسمع قراءته فى المحراب : انكن كصويحبات يوسف وبخروجه متحاملا من الضعف معتمدا على أمير المؤمنين والفضل ـ ابن العباس الى المسجد وعزله لابى بكر عن المقام واقامة الصلاة بنفسه وهذا يدل دلالة واضحة على أن الاذن فى الصلاة لم يكن منه (ص).

وقال بعض المخالفين : ان السبب فى قوله : انكن صويحبات يوسف أنه (ص) لما أذن بالصلاة وقال : مروا أبا بكر ليصلى بالناس فقالت له عائشة : أن أبا بكر رجل أسيف لا يحتمل قلبه أن يقوم مقامك بالصلاة ولكن تأمر عمر أن يصلى بالناس فقال عند ذلك : انكن صويحبات يوسف وهذا ليس بشيء لا يجوز أن يكون أمثاله الا وفقا لاغراضه وقد علمنا أن صويحبات يوسف لم يكن منهن خلاف على يوسف ولا مراجعة له فى شيء على أمرهن به وانما افتتن بأسرهن بحبه وأرادت كل واحدة منهن مثل ما أرادت صاحبتها فأشبهت حالهن

٣٤٧

متوكّئا على عليّ (ع) والفضل بن عبّاس حتّى أخذ بعنقه فأخرجه وتقدّم فصلّى بالنّاس.

ولو كان (ص) أمره بذلك كما زعمتم لم يكن له بذلك ما يوجب الخلافة لأنّهم رووا أنّ النّبيّ (ص) قال : إنّ الصّلاة خلف كلّ برّ وفاجر ، فلو كان كما تقولون لكان انّما أمره بما يجوز لكلّ فاجر أن يكون مكانه فى الصّلاة بالنّاس فأىّ فضيلة لرجل يدخل فيها البرّ والفاجر؟! مع استخلاف النّبيّ (ص) من استخلف فى مغازيه على الصّلاة فلم يوجب لهم ذلك الخلافة ولقد اضطرّكم ما فيه أئمّتكم من الخطل والحكم بالرّأى ومخالفة بعضكم لبعض [ و ] ما نهيتم عنه من تجويز ذلك لهم أن جوّرتم الله فى حكمه ؛ فزعمتم أنّه تعبّد خلقه بما لم يبيّنه لهم وأنّه وكلهم فيما افترض عليهم من الحلال والحرام الى رأيهم (١) ثمّ جهّلتم رسول الله (ص) واستصغرتم دلالاته (٢) واستحقرتم هدايته

__________________

حال عائشة فى تقديمها أباها للصلاة للتجمل والشرف بمقام رسول الله (ص) ولما يعود بذلك عليها وعلى أبيها من الفخر وجميل الذكر.

ولا عبرة بمن حمل نفسه من المخالفين على أن يدعى على أن الرسول (ص) لما خرج الى المسجد لم يعزل أبا بكر عن الصلاة وأقره فى مقامه لان هذا من قائله غلط فظيع من حيث يستحيل أن يكون النبي (ص) وهو الامام المتبع فى سائر الدين متبعا مأموما فى حال من الاحوال وكيف يجوز أن يتقدم على النبي غيره فى الصلاة وقد دلت الاخبار على أنه لا يتقدم فيها الا الافضل على الترتيب والتنزيل المعروف.

وأقول : ذلك من مذهب أصحابنا معلوم لا يحتاج الى بيان وقد ورد في صحاح الاخبار عند المخالفين ما يدل عليه روى مسلم فى صحيحه ( الى آخر ما قال ) فان المقام لا يسع اكثر من ذلك فمن أراده فليراجع البحار.

__________________

(١) فى الاصل : « الى رأيكم ».

(٢) كذا صريحا بلفظ الجمع.

٣٤٨

[ حتّى لو أنّكم ان قلتم : لا يعرف الطّاعة من المعصية وادّعيتم على ذلك دونه (١) ] ونسبتموه الى القول بخلاف ما وصفه الله به بقوله (٢) : ( قُلْ إِنَّما أَتَّبِعُ ما يُوحى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي هذا بَصائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) (٣) وحتّى نسبتموه الى المعاصى وألزمتموه ذنوبا لم يأتها.

وحتّى نحلتم إبراهيم ـ عليه‌السلام ـ الكذب فى قوله : ( بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا ) (٤) ؛ وما فعل (٥) شيئا فزعمتم أنّ هذا كذب والله عزّ وجلّ يقول : ( وَتِلْكَ حُجَّتُنا آتَيْناها إِبْراهِيمَ عَلى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجاتٍ مَنْ نَشاءُ ) (٦) فزعمتم أنّ حجّة الله كذب وقلتم : انّه قال : ( إِنِّي سَقِيمٌ ) (٧) ؛ ولم يكن سقيما ؛ فزعمتم أنّ هذا القول منه كذب وانّه كان منه طاعة.

__________________

(١) العبارة هكذا فى الاصل فهى مشوشة مغلوطة ؛ ولعل الاصل كان هكذا : « حتى لو أنكم قلتم : لا يعرف الطاعة من المعصية وادعيتم عليه ذلك لكان ذلك دونه » اى لكانت نسبة عدم المعرفة بالطاعة من المعصية إليه أهون وأيسر من استصغاركم لدلالاته واستحقاركم لهدايته.

(٢) فى الاصل : « فيه به بقوله ».

(٣) ذيل آية ٢٠٣ سورة الاعراف وصدرها : « واذا لم تأتهم بآية قالوا : لو لا اجتبيتها ».

(٤) من آية ٦٣ سورة الأنبياء وتمامها هكذا : « قال : ( بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا فَسْئَلُوهُمْ إِنْ كانُوا يَنْطِقُونَ ) ».

(٥) فى الاصل : « وما فعلوا ».

(٦) صدر آية ٨٣ سورة الانعام وذيلها : ( إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ ).

(٧) من آية ٨٩ سورة الصافات وتمامها : ( فَقالَ : إِنِّي سَقِيمٌ ).

أقول : قد تقدم منا فى ذيل قول المصنف (ره) : « ورووا أن ابراهيم الخليل ـ عليه‌السلام ـ كذب ثلاث كذبات » نقل ما يدل على ذلك صريحا عن العرائس للثعلبى والتفسير لابى الفتوح الرازى ممّا يكفى فى صحة هذه النسبة منهم الى ابراهيم الخليل عليه‌السلام وتقدم أيضا هناك الاشارة الى الجواب ( انظر ص ٣١ من الكتاب الحاضر ).

وأنت خبير يا أخى ـ سقاك الله رحيق التوفيق وأذاقك حلاوة النقد والتحقيق بأنه اذا

٣٤٩

__________________

كان الامر دائرا على أمثال هذه الخرافات والاقاويل الواهية لا يبقى من أساس الدين المبين وأركان الشرع المتين حجر على حجر بل يصير الصراط المستقيم الّذي لا ترى فيه أمتا ولا عوجا مفازة يتيه فيها الخريت فالاولى هنا الاشارة الى ما ذكر السيد الاجل علم الهدى ـ رفع الله درجته ـ فى الجواب عن نسبة أمثال هذا الاقوال الى الأنبياء ـ عليهم‌السلام ـ فى كتاب تنزيه الأنبياء ونظيره فى هذا الباب سائر الكتب التى كتبها علماؤنا فى تراجم الأنبياء أو ذكروها فى كتب التفاسير فما أحسن ما قال الناقد البصير والمتكلم النحرير الشيخ عبد الجليل الرازى القزويني فى كتاب بعض مثالب النواصب فى نقض بعض فضائح الروافض ونص عبارته بالفارسية هكذا ( ص ٦ ) : « مذهب خواجه وهمه مجبران چنانست كه آدم در خداى تعالى عصيان كرد ، ونوح از براى پسر كافر از خدا طلب أمان كرد ، وموسى عمران عمل شيطان كرد ، ويوسف صديق همت به زناى نسوان كرد ، وداود با زن اوريا همچنان كرد ، وأيوب نعمت خداى را كفران كرد تا بارى عز وجل نفس او را طعمه كرمان كرد ، وبارى تعالى صخر جنى را بصورت سليمان كرد پس اگر اين مصنف انبيا را از ماننده اين تهمت مسلم داشتى وزبان بر زبان رفتگان در حق رسولان خداى تعالى به خطا نجنبانيدى اولى تر بودى از آنكه بر ايشان درود وحدثنا به دروغ فرستادى وبر مسلمانان نيز تلبيس نكردى.

واگر در اين دعاوى تقيه وانكار كند از خوف شمشير سلطان بود كه كتابى بزرگ كه آن را « زلة الأنبياء » خوانند أبو الفضائل مشاط كرده است رد بر كتاب تنزيه الأنبياء كه سيد علم الهدى مرتضى ـ رضى الله عنه ـ كرده است تا معلوم ومصور شود.

وبه قيامت ندانم كه بهره از شفاعت انبيا آن را باشد كه كتابش « تنزيه الأنبياء » باشد يا آن را كه تصنيفش « زلة الأنبياء » بود پس يا دست از آن دعاوى بى حجت ببايد داشتن وانبيا را معصوم گفتن ؛ مرحبا بالوفاق واگرنه درود به دروغ در باقى نهادن ».

وقال أيضا فى ذلك الكتاب ( ص ٢٦٤ ) :

« وعجب است كه خواجه نوسنى را لقب بد عمر از مفيد سختش آمده است ولقبهائى كه مجبران گمراه انبيا را ومصطفاى مجتبى را نهاده اند سختش نمى آيد تا آدم را ظالم خوانند ، وسليمان را بخيل ، ويوسف را متهم ، ويعقوب را كور ، وداود را فاسق ، وموسى را عاصى ومصطفى را عاشق ودل از كفر بشسته وكافربچه ومانند اين كه بوالفضائل مشاط

٣٥٠

وقلتم : انّ يوسف الصّدّيق ـ عليه‌السلام ـ كذب حين قال : ( إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ ) (١) وما سرقوا ؛ فسمّيتم هذا كذبا والله عزّ وجلّ يقول فى كتابه : ( كَذلِكَ كِدْنا لِيُوسُفَ ما كانَ لِيَأْخُذَ أَخاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلاَّ أَنْ يَشاءَ اللهُ نَرْفَعُ دَرَجاتٍ مَنْ نَشاءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ ) (٢). فزعمتم أنّ الله عزّ وجلّ كاد بالكذب. وادّعيتم نبوّة أحد عشر نبيّا من ولد يعقوب لم ينطق الكتاب بنبوّتهم وقلتم : انّ الأنبياء ـ عليهم‌السلام ـ قد كذبوا وسرقوا وخانوا أماناتهم وعقّوا آباءهم.

ونسبتم نوحا ـ عليه‌السلام ـ أنّه كذب فى قوله : ( إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي ) (٣) ؛ وكان ابن ـ امرأته فقال : ابنى ؛ على ذلك المعنى كما تبنّى النّبيّ ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ زيد بن حارثة قال الله عزّ وجلّ : ( ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ وَلكِنْ رَسُولَ اللهِ وَخاتَمَ ـ النَّبِيِّينَ ) (٤) ثمّ قال : ( ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللهِ ) (٥).

ورويتم أنّ موسى بن عمران ـ عليه‌السلام ـ لطم ملك الموت فأعوره (٦) ، وأنّ

__________________

در كتاب زلة الأنبياء بيان كرده است وبر سر كرسيها بكورى رافضيان ميگويند ونعره ميزنند وبر مصطفاى عاشق كافر بچه صلوات ميفرستند ».

فاذا كان الامر كذلك فالاولى أن يعمل فى حقهم بقوله تعالى : ( قُلِ اللهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ ).

__________________

(١) ذيل آية ٧٠ من سورة يوسف.

(٢) آية ٧٦ من سورة يوسف.

(٣) من آية ٤٥ من سورة هود وتمام الآية هكذا : ( وَنادى نُوحٌ رَبَّهُ فَقالَ : رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحاكِمِينَ ).

(٤) صدر آية ٤٠ من سورة الاحزاب وذيلها : ( وَكانَ اللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً ).

(٥) صدر آية ٥ من سورة الاحزاب.

(٦) قال شرف الدين العاملى (ره) فى كتاب أبى هريرة تحت عنوان « لطم

٣٥١

__________________

موسى عين ملك الموت فأعوره » ( انظر ص ٨٣ ـ ٨٧ من طبعة مطبعة العرفان بصيدا سنة ١٣٦٥ ).

« أخرج الشيخان ( أى البخارى ومسلم ) فى صحيحيهما بالاسناد الى أبى هريرة قال : جاء ملك الموت الى موسى عليهما‌السلام فقال له : أجب ربك قال : فلطم موسى عين ملك ـ الموت ففقأها ، قال : فرجع الملك الى الله تعالى فقال : انك أرسلتنى الى عبد لك لا يريد الموت ففقأ عينى قال : فرد الله إليه عينه وقال : ارجع الى عبدى فقل له : الحياة تريد؟ فان كنت تريد الحياة فضع يدك على متن ثور فما توارت بيدك من شعرة فانك تعيش بها سنة ؛ الحديث ، وأخرجه أحمد من حديث أبى هريرة فى مسنده ( فمن أراد موارد ذكره فى الصحيحين فليراجع كتاب أبى هريرة ) وفيه : أن ملك الموت كان يأتى الناس عيانا قال : فأتى موسى فلطمه ففقأ عينه الحديث وأخرجه ابن جرير الطبرى فى الجزء الاول من تاريخه عن أبى هريرة ولفظه عنده : ان ملك الموت كان يأتى الناس عيانا حتى أتى موسى فلطمه ففقأ عينه وفى آخره : ان ملك الموت جاء الى الناس خفيا بعد موت موسى.

وأنت ترى ما فيه مما لا يجوز على الله تعالى ولا على أنبيائه ولا على ملائكته أيليق بالحق تبارك وتعالى أن يصطفى من عباده من يبطش على الغضب بطش الجبارين؟! ويوقع بأسه حتى فى ملائكة الله المقربين؟! ويعمل عمل المتمردين؟! ويكره الموت كراهة الجاهلين؟! وكيف يجوز ذلك على موسى؟! وقد اختاره الله لرسالته ، وائتمنه على وحيه ، وآثره بمناجاته ، وجعله من سادة رسله ، وكيف يكره الموت هذا الكره مع شرف مقامه؟! ورغبته فى القرب من الله تعالى والفوز بلقائه؟! وما ذنب ملك الموت عليه‌السلام؟! وانما هو رسول الله إليه؟! وبما استحق الضرب والمثلة فيه بقلع عينه؟! وما جاء الا عن الله وما قال له سوى : أجب ربك ، أيجوز على أولى العزم من الرسل اهانة الكروبيين من الملائكة وضربهم حين يبلغونهم رسالات الله وأوامره عز وجل؟! تعالى الله وتعالت أنبياؤه وملائكته عن ذلك علوا كبيرا.

ونحن لم برئنا من أصحاب الرس وفرعون موسى وأبى جهل وأمثالهم ولعناهم بكرة وأصيلا؟

أليس ذلك لانهم آذوا رسل الله حين جاءوهم بأوامره؟ فكيف نجوز مثل فعلهم على أنبياء الله وصفوته من عباده؟! حاشا لله ان هذا لبهتان عظيم.

ثم ان من المعلوم أن قوة البشر بأسرهم بل قوة جميع الحيوانات منذ خلقها الله تعالى الى يوم القيامة لا تثبت أمام قوة ملك الموت فكيف والحال هذه تمكن موسى (ع) من الوقيعة

٣٥٢

يوسف الصّدّيق ـ عليه‌السلام ـ قعد من امرأة العزيز مقعد الخائن (١) ، وأنّ داود ـ

__________________

(١) قد تقدم ما يتعلق بذلك ( انظر ص ٣٢ ـ ٣٣ ).

__________________

فيه؟ وهلا دفعه الملك عن نفسه؟ مع قدرته على ازهاق روحه ، وكونه مأمورا من الله تعالى بذلك ، ومتى كان للملك عين يجوز أن تفقأ؟!

ولا تنس تضييع حق الملك وذهاب عينه ولطمته هدرا ، اذ لم يؤمر الملك من الله بأن يقتص من موسى صاحب التوراة التى كتب الله فيها ( أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصاصٌ ) ( اشارة الى آية ٤٥ من سورة المائدة ) ولم يعاتب الله موسى على فعله هذا بل أكرمه اذ خيره بسببه بين الموت والحياة سنين كثيرة بقدر ما تواريه يده من شعر الثور ، وما أدرى والله ما الحكمة فى ذكره شعر الثور بالخصوص؟!

وأما وعزة الحق وشرف الصدق وعلوهما على الباطل والافك لقد حمل هذا الرجل ( أى أبو هريرة ) أولياءه ما لا طاقة لهم به وكلفهم بأحاديثه هذه بما لا تحتمله عقولهم أبدا ولا سيما قوله فى هذا الحديث : ان ملك الموت قبل وفاة موسى كان يأتى الناس عيانا وانما جاءهم خفيا بعد موت موسى ، نعوذ بالله من سبات العقل وخطل القول والفعل ولا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم ».

وقال فى ذيل الصفحة :

« لو أن ملك الموت كان يأتى الناس عيانا قبل وفاة موسى لطفحت به الاخبار واشتهر اشتهار الشمس فى رابعة النهار فما بال المحدثين والمورخين وأهل الاخبار من جميع الامم أغفلوا هذا الخبر لو كان له أثر وما بال القصاصين والمخرفين ما حام خيالهم حوله ، فهل تركوا الامتياز به لابى هريرة؟! »

٣٥٣

عليه‌السلام ـ قدّم اوريا أمام التّابوت ليقتل فيتزوّج امرأته (١) ، وأنّ الشيطان قعد فى مجلس سليمان ـ عليه‌السلام ـ وكان يأتى نساءه وهنّ حيّض (٢).

فزعمتم أنّ الله جلّ ثناؤه بعث الى خلقه أنبياء كذّابين ومخطئين ؛ وأمرهم

__________________

(١) ذكرنا فيما مر بيانات حول ذلك ( راجع ص ٣٣ ـ ٣٥ ).

(٢) أشرنا الى عقيدة الشيعة فى ذلك ( انظر ص ٣٥ ـ ٣٧ ).

__________________

وقال الثعالبى فى ثمار القلوب فى المضاف والمنسوب ما نصه :

( انظر ص ٥٣ من طبع دار نهضة مصر للطبع والنشر سنة ١٣٨٤ )

« لطمة موسى تضرب مثلا لما يسوء أثره ؛ وفى أساطير الاولين أن موسى سأل ربه أن يعلمه بوقت موته ليستعد لذلك ، فلما كتب الله له سعادة المحتضر أرسل إليه ملك الموت وأمره بقبض روحه بعد أن يخبره بذلك ؛ فأتاه فى صورة آدمى وأخبره بالامر ، فما زال يحاجه ويلاجه ، وحين رآه نافذ العزيمة فى ذلك لطمه لطمة فذهبت منها احدى عينيه ، فهو الى الآن أعور وفيه قيل :

يا ملك الموت لقيت منكرا

لطمة موسى تركتك أعورا

وأنا بريء من عهدة هذه الحكاية »

وقال محمود أبو رية فى كتاب شيخ المضيرة بعد نقل شيء من الاخبار ونقل شيء من كلام الثعالبى ونقل براءته من عهدة الحكاية ( انظر ص ٢١٨ من الطبعة الثانية من الكتاب ) :

« ومن العجيب أن يصف الثعالبى هذا الحديث بأنه من أساطير الاولين بعد أن رواه البخارى ومسلم ، وهذا مما يدل على أن هذين الكتابين لم يكن لهما فى القرون الاولى الاسلامية تلك القداسة التى جعلت لهما بعد ذلك والثعالبى كما هو معروف قد مات فى سنة ٤٣٠ ه‍ ».

أقول : تقدم فيما سبق ما يؤيد هذه البيانات ( انظر ص ٢٩ ـ ٣١ ).

٣٥٤

بطاعتهم ، كلّ هذه الشّنعة محتملة عندكم فرارا بأئمّتكم أن تقرّوا عليهم بالخطإ ولينجوا بما فعلوا حتّى قلتم : لهم بالأنبياء أسوة فى خطأهم وكذبهم وقد برّأ الله الأنبياء من الخطأ والكذب.

ثمّ صرتم مع هذا القول الى الوقيعة فى أئمّتكم الّذين طلبتم تحسين خطأهم بترككم أقاويلهم وتصديقكم لروايات يطعن [ فيها ] بعضهم على بعض ، وبزعمكم أن تفضّلوا قول واحد منهم على آخر.

ورويتم عن أبى يوسف القاضى رواه محمّد بن سعيد فقيه أهل الحجاز وأهل ـ قزوين عن بعض أصحابه عن أبى الضّحى (١) عن مسروق قال :

اختلف عليّ وعمر فى امرأة تزوّجت فى عدّتها [ قال عمر : ] يفرّق بينهما ويعاقبان والمهر فى بيت المال وقال عليّ ـ عليه‌السلام ـ : يفرّق بينهما ولا يعاقبان ولها المهر يلزم الزّوج بما استحلّ من فرجها ، قال مسروق : فأفتينا بقول عمر زمانا ثمّ قدمنا عليه فوجدناه قد رجع الى قول عليّ (٢) عليه‌السلام.

__________________

(١) قال ابن حجر فى تقريب التهذيب فى حرف الضاد المعجمة من باب الكنى : « أبو الضحى هو مسلم بن صبيح تقدم » ويشير بما تقدم الى هذه العبارة : « مسلم ابن صبيح بالتصغير الهمدانى أبو الضحى الكوفى العطار مشهور بكنيته ثقة فاضل من الرابعة مات سنة مائة / ع » ويشير برمز « ع » الى أن حديثه فى جميع الاصول الستة كما صرح بذلك عند ذكره الرموز فى أول كتابه ، وقال فى تهذيب التهذيب فى ترجمة أبى ـ الضحى المذكور : « روى عن النعمان بن بشير وابن عباس وابن عمر وشتير بن شكل ومسروق بن الاجدع ( الى آخر ما قال ) وقال فى ترجمة مسروق بن الاجدع بن مالك ابن أمية الهمدانى الوداعى الكوفى العابد ما نصه ( ج ١٠ ص ١١٠ ) : « روى عنه ابن أخيه محمد بن المنتشر بن الاجدع وأبو وائل وأبو الضحى والشعبى وابراهيم النخعى ( الى آخر ما قال ) ».

(٢) قال الامينى ـ رحمه‌الله تعالى ـ فى سادس الغدير فى النادرة التاسعة عشر

٣٥٥

ورويتم عن عمر بن هارون عن عبد الله بن زيد السّبيعي قال : سمعت سعيد بن المسيّب يقول : قال عمر بن الخطّاب : أجرأكم على الجدّ أجرأكم على النّار فانّه

__________________

من نوادر الاثر فى علم عمر تحت عنوان « جهل الخليفة بالسنة » ما نص عبارته ( ص ١١٣ ـ ١١٤ من الطبعة الثانية بطهران سنة ١٣٧٢ ) : « م ـ أخرج ابن المبارك قال : حدثنا أشعث عن الشعبى عن مسروق قال : بلغ عمر : أن امرأة من قريش تزوجها رجل من ثقيف فى عدتها فأرسل إليهما ففرق بينهما وعاقبهما وقال : لا ينكحها أبدا وجعل الصداق فى بيت المال وفشا ذلك بين الناس ، فبلغ عليا كرم الله وجهه فقال : رحم الله أمير المؤمنين ما بال الصداق وبيت المال؟! انهما جهلا فينبغى للامام أن يردهما الى السنة. قيل : فما تقول أنت فيها؟ قال : لها الصداق بما استحل من فرجها ، ويفرق بينهما ، ولا جلد عليهما ، وتكمل عدتها من الاول ثم تكمل العدة من الاخر ، ثم يكون خاطبا ، فبلغ ذلك عمر فقال : يا أيها الناس ردوا الجهالات الى السنة. وروى ابن أبى زائدة عن أشعث مثله وقال فيه : فرجع عمر الى قول على ( أحكام القرآن للجصاص ج ١ ؛ ص ٥٠٤ ) وفى لفظ عن مسروق : أتى عمر بامرأة قد نكحت فى عدتها ففرق بينهما وجعل مهرها فى بيت المال ؛ وقال : لا يجتمعان أبدا ، فبلغ عليا فقال : ان كان جهلا فلها المهر بما استحل من فرجها ، ويفرق بينهما ، فاذا انقضت عدتها فهو خاطب من الخطاب فخطب عمر وقال : ردوا الجهالات الى السنة فرجع الى قول على. وفى لفظ الخوارزمى : ردوا قول عمر الى على. وفى التذكرة : فقال عمر : لو لا على لهلك عمر. وأخرج البيهقى فى سننه عن مسروق قال : قال عمر ـ رضى الله عنه ـ فى امرأة تزوجت فى عدتها : النكاح حرام ، والصداق حرام ، وجعل الصداق فى بيت المال وقال لا يجتمعان ما عاشا. وأخرج عن عبيد بن نضلة [ نضيلة ] قال : رفع الى عمر بن الخطاب رضى الله عنه ـ امرأة تزوجت فى عدتها فقال لها : هل علمت أنك تزوجت فى العدة؟ ـ

٣٥٦

يلزمكم أن تقولوا : انّ الله عزّ وجلّ بعث محمّدا ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ وأيّده بالملائكة وأمره بقتال المشركين وتأليف (١) من تألّف من المنافقين والمؤلّفة قلوبهم بانفاذ أحكام المختلفين ممّا لم يبعث الله عزّ وجلّ به نبيّه (ص) يعلمه فيما رآه (٢) النّعمان بن ثابت أبو حنيفة ومحمّد بن الحسن من بعده والمريسىّ ، ومن قبلهم ابن ـ أبى ليلى وابن شبرمة وزفر ، ومن بعدهم ممّن قال بالرّأي ثمّ يلزمكم أن تقولوا : انّ النّبيّ (ص) انّما بعث دالاّ على الحقّ والصّواب لا بما لم يبعث الله نبيّه به ولم يكن النّبيّ (ص) يعلمه فى حكم هؤلاء من رأيهم فاذا انتم جعلتم النّبيّ (ص) والملائكة وما فرض الله من الجهاد (٣) الى يوم القيامة هو الدّعاء (٤) الى طاعة المختلفين الحاكمين

__________________

(١) فى الاصل : « وألف ».

(٢) فى الاصل : « فيما رواه ».

(٣) فى الاصل : « من الجهال ».

(٤) فى الاصل : « انما هو دعاء ».

__________________

قالت : لا ، فقال لزوجها : هل علمت؟ قال : لا ، قال : لو علمتما لرجمتكما فجلدهما أسياطا وأخذ المهر فجعله صدقة فى سبيل الله. قال : لا أجيز مهرا ، لا أجيز نكاحه. وقال : لا تحل لك أبدا. صورة أخرى للبيهقى : أتى عمر بن الخطاب ـ رضى الله عنه ـ بامرأة تزوجت فى عدتها فأخذ مهرها فجعله فى بيت المال وفرق بينهما ؛ وقال : لا يجتمعان وعاقبهما. فقال على ـ رضى الله عنه ـ : ليس هكذا ولكن هذه الجهالة من الناس ، ولكن يفرق بينهما ثم تستكمل بقية العدة من الاول ، ثم تستقبل عدة اخرى ، وجعل لها على ـ رضى الله عنه ـ المهر بما استحل من فرجها ، قال : فحمد الله عمر ـ رضى الله عنه ـ وأثنى عليه ثم قال : يا أيها الناس ردوا الجهالات الى السنة ( السنن الكبرى للبيهقى ٧ ص ٤٤١ ـ ٤٤٢ ، الموافقات لابن السمان ، كتاب العلم لابى عمر ٢ ص ١٨٧ ، الرياض النضرة ٢ ص ١٩٦ ، ذخائر ـ العقبى ص ٨١ ، مناقب الخوارزمى ص ٥٧ ، تذكرة السبط ص ٨٧ ) ». فخاض الامينى (ره) فى البحث والتحقيق فمن أراده فليراجع ذلك الكتاب.

٣٥٧

اليوم بشيء وغدا بغيره ، وأنّ كمال الدّين هو بهم وبرأيهم لا بالنّبي (ص) ولا بما أوحى الله إليه فكأنّ النّبيّ (ص) قال لهم : هؤلاء الادلاّء من (١) دين الله على ما لم يبعثنى به الى خلقه وبما لا أعلمه ممّا يحتاج النّاس إليه.

وكان (ص) اذا سئل انتظر الوحى ؛ وهؤلاء يقولون ولا يحتاجون الى وحى فاذا طاعة هؤلاء فيما (٢) لم يأمرهم الله به كطاعة النّبيّ (ص) فيما أمره الله به وانّ آراءهم فيما لم ينزل الله تعالى فيه (٣) كتابا ولم يبيّن فيه رسول الله (ص) سنّة تقوم مقام ما نزل فيه (٤) الكتاب وما سنّه النّبيّ (ص) ، وكفى به شنعة ان كنتم تتّقون الشّنعة.

ويلزمكم أن تقولوا : انّ الله عزّ وجلّ انّما بعث محمّدا (ص) أن يدعو الى طاعتنا وأمره فى جهاده الى قبول ما نقول برأينا بلا حكم وانّه انّما أيّده بالملائكة ليأمرهم (٥) أن يتّبعونا فيما لم يأمر الله به ولم ينه عنه ، وان تقولوا ذلك فقد أوجبتم أنّ لهم طاعة عليه (٦) فاذا ادّعيتم على من (٧) خالفكم مثل ما يلزمكم من هذا القول فانّهم قالوا أيضا : انّ الفرض فى طاعة اولى الأمر فيما قد أمر الله به نبيّه (ص) ونهاه عنه لأنّهم يقولون : انّ رسول الله (ص) قد جاء من عند الله عزّ وجلّ بجميع ما يحتاج إليه عباده من أمر دينهم ثمّ أودعه النّبيّ ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ اولى الأمر الّذين أمر الله بطاعتهم لأنّهم لا يرتابون فى حلال وحرام ولكن يؤدّونهما كما (٨) أدّاه رسول الله إليهم ؛ فهذه غير مقالتكم يا أهل السّنّة والجماعة.

__________________

(١) كذا فى الاصل ولعله مصحف « فى ».

(٢) فى الاصل : « بما ».

(٣ و ٤) فى كلا الموردين فى الاصل : « به ».

(٥) فى الاصل : « وأمرهم ».

(٦) فى الاصل : « فقد أوجبتم أنه طاعة لهم عليه ».

(٧) فى الاصل : « على ما ».

(٨) فى الاصل : « ولكن باذنه لما » ولعل الاصل الصحيح كان : « بل يؤدونه ».

٣٥٨

حدّثني الحميدىّ (١) قال : حدّثني سفيان بن عيينة قال : حدّثنا سليمان الاحول عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس انّه قال : يوم الخميس وما يوم الخميس؟ ثمّ بكى حتّى بلّ الحصى بدموعه فقال : اشتدّ برسول الله (ص) وجعه الّذي مات فيه فقال : ايتونى بصحيفة ودواة أكتب لكم كتابا لا تضلّوا بعدى ، قال : فتنازعوا ولا ينبغى عند نبىّ التّنازع فقال عمر : هجر هجر استفهموه ، فسمع النّبيّ (ص) ذلك فاشتدّ عليه فرفع رأسه فقال : دعونى وما بي (٢) ؛ فما أنا فيه خير ممّا تدعوننى إليه ، وعليكم

__________________

(١) قال الخزرجى فى خلاصة تذهيب الكمال : « عبد الله بن الزبير بن عيسى بن عبد الله الاسدى الحميدى المكى أحد الائمة صحب ابن عيينة تسع عشرة سنة وصحب الشافعى وتفقه ، به عن مسلم بن خالد وفضيل بن عياض وعنه البخارى وأحمد بن الازهر وسلمة بن شبيب وأبو حاتم وقال : ثقة امام أثبت الناس فى ابن عيينة ، قال أحمد : الحميدى امام ، قال البخارى : مات سنة تسع عشرة ومائتين » وقال ابن حجر فى تقريب التهذيب : « عبد الله بن الزبير بن عيسى القرشى الحميدى المكى أبو بكر ثقة حافظ فقيه أجل أصحاب ابن عيينة من العاشرة مات سنة تسع عشرة وقيل : بعدها ، قال الحاكم : كان البخارى اذا وجد الحديث عند الحميدى لا يعدوه الى غيره / خ مق دت س فق » وقال فى باب الكنى من الكتاب : « الحميدى عبد الله بن الزبير بن عيسى » وقال ابن الأثير فى اللباب : « الحميدى بضم الحاء وفتح الميم وسكون الياء المثناة من تحتها وفى آخرها دال مهملة هذه النسبة الى حميد وهو بطن من أسد بن عبد العزى بن قصى منهم عبد الله بن الزبير بن عيسى الحميدى القرشى صاحب الشافعى روى عن ابن عيينة وفضيل بن عياض ، روى عنه البخارى وغيره مات بمكة سنة تسع عشرة ومائتين وأما أبو عبد الله محمد بن أبى نصر بن عبد الله بن حميد الحميدى الاندلسى صاحب الجمع بين الصحيحين وغيره من التصانيف فانه نسب الى جده حميد ( الى آخر ما قال ) » ومن أراد التفصيل فليراجع المفصلات.

(٢) فى الاصل : « وربى » الا أنه بقلم تصحيحى بعدى صار كذلك.

٣٥٩

بهذه الثّلاثة الأشياء أنفذوها بعدى ؛ أنفذوا جيش أسامة بن زيد ، وأجيزوا الوفد كما كنت اجيزهم ، وانفوا المشركين من جزيرة العرب حتّى لا يكون فى جزيرة العرب الاّ دين واحد (١) ؛ فأبوا أمره (٢).

__________________

(١) قال العلامة المجلسى (ره) فى ثامن البحار فى باب تفصيل مثالب عمرو الاحتجاج بها على المخالفين بايراد الاخبار من صحاحهم : « الطعن الاول ـ ما روته العامة والخاصة أنه أراد النبي (ص) فى مرضه أن يكتب لامته كتابا لئلا يضلوا بعده ولا يختلفوا فطلب دواة وكتفا او نحو ذلك فمنع عمر من احضار ذلك وقال : انه ليهجر او ما يؤدى هذا المعنى وقد وصفه الله سبحانه بأنه لا ينطق عن الهوى ( الى ان قال ) فأما الروايات العامية فروى البخارى فى باب اخراج اليهود من جزيرة العرب من كتاب الجهاد والسير ومسلم فى كتاب الوصايا عن سفيان عن سليمان الاحول عن سعيد بن جبير أنه سمع ابن عباس يقول : يوم الخميس وما يوم الخميس ثم بكى حتى بل دمعه الحصى قلت : يا ابن ـ عباس ما يوم الخميس؟ ـ قال : اشتد برسول الله (ص) وجعه فقال : ايتونى بكتف أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده أبدا فتنازعوا ولا ينبغى عند نبى تنازع فقالوا : ماله؟ أهجر؟ استفهموه فقال : ذرونى فالذى أنا فيه خير مما تدعونى إليه فأمرهم بثلاث قال : أخرجوا المشركين من جزيرة العرب ، وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم ، والثالثة اما ان سكت عنها واما ان قالها فنسيتها ، قال : قال سفيان هذا من قول سفيان وفى باب جوائز الوفد من الكتاب المذكور عن سليمان الاحول عن جبير عن ابن عباس انه قال : يوم الخميس وما يوم الخميس ؛ الى آخر ما نقله من الاخبار وخاض فى بيان ما يستفاد منه والاحتجاج به على المخالفين فمن أراده فليراجع الكتاب أعنى ثامن البحار ( ص ٢٧٣ ـ ٢٨٣ من طبعة امين الضرب ) ومن أراد البحث عن ذلك بأكثر منه تفصيلا فليراجع تشييد المطاعن وكشف الضغائن ؛ المجلد الاول الطعن الاول من مطاعن عمر ؛ ص ٣٥٥ ـ ٤٣٠ فان فيه كفاية للمكتفى.

(٢) فى الاصل : « فيأبى وأمره ».

٣٦٠