الإيضاح

الفضل بن شاذان الأزدي النيسابوري

الإيضاح

المؤلف:

الفضل بن شاذان الأزدي النيسابوري


المحقق: السيد جلال الدين الحسيني الأرموي
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة انتشارات و چاپ دانشگاه تهران
المطبعة: مؤسسة انتشارات و چاپ دانشگاه تهران
الطبعة: ٠
الصفحات: ٦٢٣

ثمّ كذلك المواريث وأموال اليتامى [ والفروج ورقّ الرّقاب (١) ] والطّلاق والدّماء وجميع الأحكام فى كتاب الله عزّ وجلّ (٢) والله تعالى يقول : ( ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ ) [ فزعمتم أنّه فرّط ردّا منكم على الله وعلى رسوله بما قلتم يا أهل (٣) ] السّنّة والجماعة (٤) والله ما قال المشركون : ليس فى السّماء إله ولقد أقرّوا بربوبيّته إلاّ أنّهم أشركوا بما (٥) قالوا : ( ما نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونا إِلَى اللهِ زُلْفى ) (٦) [ وكذلك قلتم : ما أطعنا هؤلاء الاّ لتقرّبنا طاعتهم الى الله (٧) ] فيما أمرونا به ونهونا عنه ممّا (٨) لم يأمر الله به ولا رسوله ولا نهى عنه هو ولا رسوله ؛ فزعمتم أنّ طاعتهم تقرّبكم الى الله زلفى وأنتم تقرءون كتاب الله عزّ وجلّ وهو يقول : ( وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنا ) (٩) وقال تعالى : ( فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تَكُنْ كَصاحِبِ الْحُوتِ ) (١٠) فو الله ما صبرتم لحكم الله ولا صيّرتم الحكم لله ولقد صيّرتم الحكم لغيره والله يقول : ( وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ) (١١) وقال جلّ ذكره : ( وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ وَما أُولئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ * وَإِذا دُعُوا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ * وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ * أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتابُوا أَمْ يَخافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ *

__________________

(١) ليس فى م.

(٢) فى النسخ فى بيان العبارة اختلاف الا انه لا يخل بالمعنى.

(٣) م « بأهل ».

(٤) ح ج س ق مج مث : « فانظروا الى طعنكم على الله وعلى رسوله والى انتسابكم الى الجماعة والسنة ».

(٥) ح ج س ق مج مث : « الا انهم قالوا لآلهتهم ».

(٦) من آية ٣ سورة الزمر.

(٧) ما بين المعقفتين ليس فى م.

(٨) م : « ما ».

(٩) صدر آية ٤٨ سورة الطور.

(١٠) صدر آية ٤٨ سورة القلم.

(١١) ذيل آية ٥٠ سورة المائدة وصدرها : ( أَفَحُكْمَ الْجاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ ).

١٢١

إِنَّما كانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذا دُعُوا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنا وَأَطَعْنا وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْفائِزُونَ ) (١) فتفهّموا هذه الآيات الواضحات النّيّرات فكيف يدعى النّاس الى الله الاّ أن يدعوا الى كتابه؟! فانّ معنى قوله : اذا دعوا الى الله : أى الى كتاب الله ، وكيف يدعون الى رسوله الاّ [ أن يدعوا الى (٢) ] سنّته؟! فان (٣) زعمتم [ أنّ (٤) ] من (٥) الحكم ما ليس فى كتاب الله ولا فى سنّة رسوله (ص) [ فقد أبطلتم دعاء النّاس الى الله والى رسوله وما لم نورد عليكم من هذا (٦) [ فى ] التّنزيل أكثر ، ولو اقتصصنا كلّ ما فيه من الاحتجاج عليكم لكتبنا أضعاف ما كتبنا ، وفيما اقتصصنا كفاية لمن أراد (٧) الله عزّ وجلّ [ له ] الخير (٨) ].

رجع الكلام منّا الى من زعم أنّ اختلاف أصحاب رسول الله

صلى‌الله‌عليه‌وآله رحمة

وأمّا ما زعمتم من قول النّبيّ (ص) : مثل أصحابى [ فيكم (٩) ] مثل النّجوم

__________________

(١) آيات متواليات من سورة النور ( ٤٧ ـ ٥٢ ).

(٢) ليس فى م.

(٣) غير م : « فاذا ».

(٤) ليس فى م.

(٥) م : « فى ».

(٦) أى من هذا القبيل او من هذا الصنف.

(٧) فى الاصل : « أرى ».

(٨) ج ح س ق مج مث ( بدل ما بين المعقفتين ) : « ولو اقتصصنا كلما فيه الاحتجاج عليكم من الكتاب لكتبنا أضعاف ما كتبنا وفيما اقتصصنا ما يكتفى به من يعقل » ؛ فليعلم أن ما أشرنا إليه فيما سبق ( انظر ص ١٠٣ ) من أن المحقق الجليل الفيض القاسانى (ره) نقل فى كتابه الاصول الاصيلة قد تم هنا ولذا أشار إليه بقوله : « انتهى كلام الفضل » ( انظر ص ١٤ من النسخة المطبوعة بتحقيقنا ).

(٩) ليس فى م.

١٢٢

بأيّهم (١) اقتديتم اهتديتم فاختلاف أصحابى رحمة فانّما قصدتم [ بذلك (٢) ] الطّعن عليه [ وإبطال نبوّته عليه بما (٣) ] لو انّ الملحدين أرادوا [ أن يعيبوه وقصدوه (٤) ] بما رويتم عنه لكانوا قد بلغوا الغاية فى عيبه وذلكم (٥) أنّكم [ زعمتم (٦) ] أنّه فى نبوّته [ أمر بطاعة قوم اذا اقتدينا (٧) ] بهم كنّا مهتدين ثمّ أباح لنا دماءهم وأمرنا بقتلهم وضمن لنا الثّواب على الله عزّ وجلّ [ اذا ] قاتلناهم (٨) وانّا بقتلنا لهم (٩) مهتدون وذلك أنّ طلحة والزّبير ومعاوية وعمرو بن العاص وعبد الله بن الزّبير وعبد الله بن عمرو قاتلوا عليّا ـ عليه‌السلام ـ [ فقتل بينهم أكثر من مائة ألف (١٠) ].

ثمّ كان عثمان قبل ذلك بالمدينة [ وأصحاب رسول الله (١١) ] متوافرون [ وهم مجتمعون (١٢) ] وهو محصور بينهم أربعين يوما والنّاس فى أمره بين قاتل أو خاذل او متشرّف (١٣) الى هوى فى قتله أو ممالأة عليه حتّى كان فيمن نسبتم الى ذلك على وطلحة والزّبير وعمّار فلزمكم فيما نسبتم الى (١٤) النّبيّ (ص) من القول فى الاقتداء

__________________

(١) ج س ق مج مث : « بأيه ».

(٢) ج ق : « به ».

(٣) ح ج س ق مج مث : « فى ابطال نبوته حتى ».

(٤) ح ج س ق مج مث : « عيبه فقصدوا له ».

(٥) ح ج س ق مج مث : « وذلك ».

(٦) ح ج س ق مج مث : « تزعمون ».

(٧) ح ج س ق مج مث : « اذا أمرنا بطاعة قوم فأخبرنا أنا اذا اقتدينا ».

(٨) ح ج س ق مج مث : « قتلناهم ».

(٩) ح ج س ق مج مث : « بقتلهم ». فلعله : « بقتالهم ».

(١٠) س ق مج مث : « مائة ألف انسان أو أكثر من ذلك ».

(١١) مج مث ح ج س ق : « والصحابة ».

(١٢) فى م فقط.

(١٣) ح ج س ق : « منسوب ». والكلمة كما فى المتن بالضبط الصريح فهو من « تشرف له وإليه اى تطلع عليه » فهو قريب من معنى « متشوف ».

(١٤) مج مث ح ج س ق : « إليه ».

١٢٣

بهم [ أنّ (١) ] من اقتدى بواحد منهم فى قتال الآخرين كان مصيبا موفّقا ، وانّ قوما لو كانوا فى صدر النّهار مع طلحة والزّبير فقتلوا من أصحاب عليّ ألف رجل ورجعوا آخر النّهار عن طلحة والزّبير الى عليّ (ع) فقتلوا من أصحاب طلحة والزّبير ألف رجل كانوا مصيبين موفّقين فى قتل الفريقين ، وكذلك [ على قياس قولكم لو قتل طلحة والزّبير عليّا (٢) ] وكذلك فى قتل عثمان وممالأة أحد منهم ان هو قتل عثمان كان فى ذلك مصيبا (٣) موفّقا ، وكذلك فى قتل عليّ ومعاوية وعمرو بن العاص وعبد الله بن عمر وأصحابهم (٤) [ فما عسى هذا الملحد العائب يقول فى عيبه (٥) ] النّبيّ (ص) أكثر ممّا قلتم إنّه (ص) أمر (٦) بالاقتداء بقوم [ ثم أمرهم فقاتلوهم وانّا اذا قاتلناهم على هذه السّبيل التى زعمتم انّا [ كنّا ] مصيبين موفّقين.

انظروا وابحثوا هل يقدر أحد من الملحدين ان يصدّ عن الدّخول فى الإسلام (٧) بأكثر من قولكم ولو دعونا اليهود الى الاسلام وكذلك النّصارى والمجوس فاحتجّوا علينا بقولكم وقالوا : أليس فى نبوّة نبيّكم محمّد ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ أنّه أمركم بالاقتداء بأصحابه ثمّ أمركم بقتالهم (٨) فأقررنا لهم بما أقررتم أليس قد (٩) صددناهم عن الدّخول فى الاسلام فانظروا ما نسبتم إليه النّبيّ (ص) من الشّنعة (١٠) وهل يمكن أحد

__________________

(١) ليس فى م.

(٢) مج مث ح ج س ق : « لو قتلوا طلحة والزبير وعليا (ع) ».

(٣) ج س ق : « مطيعا ».

(٤) م « واصحابه ».

(٥) ح ج س ق : « فما كنتم تقدرون على ان تعيبوا به ».

(٦) ح ج س ق مج مث : « من ان تقولوا : أمرنا ».

(٧) مج مث ح ج س ق : « وأمرنا بقتلهم وأخبرنا أنا بقتلهم مهتدون موفقون فانظروا هل يقدر أحد على ان يصدعن الدخول فى الاسلام واتباع النبي (ص) ».

(٨) ح ج س ق مج مث : « بقتلهم ».

(٩) ح ج س ق مج مث : « لكنا ».

(١٠) ح ج س ق مج مث : « من الشنعة وقبيح القول والفعل ».

١٢٤

من الملحدين ان يشنّع على الاسلام وأهله بأكثر ممّا شنّعتم (١) ؛ فلئن كنتم تعلمون ما تقولون ، فما (٢) قصدتم الاّ (٣) تعييب رسول الله (٤) وابطال نبوّته والصّدّ عن اتّباعه ، ولئن قلتم ذلك جهلا به لقد ركتبم عظيما وقلتم على الله ما لا تعلمون ؛ وانّ أحقّ النّاس [ بترك مقالته ورفض أحكامه (٥) ] وان لا يحكم على النّاس ولا يقبل له قول فى الاسلام (٦) [ لمن (٧) كانت هذه مقالته على النّبيّ (ص) (٨) ] وذلك أنّكم لمّا جهلتم الكتاب والسّنّة احتلتم (٩) بالعيب عليهما فجوّرتم الله فى حكمه وجهّلتم نبيّه (ص) ، ونسبتم الهداية الى غير الله عزّ وجلّ والعلم بالأحكام (١٠) الى غير رسول الله (ص) (١١).

الاحتجاج على الكثرة والجماعة

وأما ما ذكرتم أنّكم [ أهل ] الكثرة والجماعة فانّا وجدنا الكثرة فى [ موارد من (١٢) ] كتاب الله تعالى هى المذمومة والقلّة هى المحمودة من ذلك (١٣) قوله تعالى [ ( وَإِنَّ كَثِيراً لَيُضِلُّونَ بِأَهْوائِهِمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ ) (١٤) وقوله عزّ وجلّ : ( وَما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللهِ إِلاَّ وَهُمْ

__________________

(١) فى م فقط.

(٢) م « وما ».

(٣) « الا » ليس فى م.

(٤) م : « وما قصدتم لعيب النبي » لكن ح : « فما قصدتم الا العيب فى النبي ».

(٥) فى م فقط.

(٦) ليس فى م.

(٧) م : « من ».

(٨) مج مث ج س ق : « لمن كانت مقالته على النبي » وقوله : « على النبي » ليس فى م.

(٩) فى جميع النسخ : « احلتم » فالتصحيح نظرى.

(١٠) غير م : « والعلم بالحكم ».

(١١) غير م : « الى غير نبيه (ص) ».

(١٢) ليس فى النسخ ومن اضافاتنا وذلك بقرينة قوله : من ذلك فيما يأتى.

(١٣) غير م : « وذلك ».

(١٤) من آية ١١٩ سورة الانعام.

١٢٥

مُشْرِكُونَ ) (١) وقال عزّ وجلّ : ( وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شاكِرِينَ ) (٢) وقوله تعالى : ( كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللهِ وَاللهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ) (٣) وقوله تعالى : ( وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ الْخُلَطاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَقَلِيلٌ ما هُمْ ) (٤) وقوله تعالى : ( وَما آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ ) (٥) وقوله تعالى : ( وَقَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ ) (٦) وقوله تعالى : ( وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيارِكُمْ ما فَعَلُوهُ إِلاَّ قَلِيلٌ مِنْهُمْ ) (٧) وقوله جلّ ثناؤه : ( قالَ إِنَّ اللهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلاَّ مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِنْهُمْ ) (٨) وفى آي كثير من القرآن يحمد فيها القليل ويذمّ الكثير [ ومن ذمّ الكثير قوله عزّ وجلّ (٩) ] : ( وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ ) (١٠) و ( لا يَشْكُرُونَ ) (١١) ( وَأَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ ) (١٢) ( وَلا يُؤْمِنُونَ ) (١٣) أفلا ترى [ أنّ ] القلّة حمدت وانّما حمد الله تعالى أتباع الحقّ وان قلّوا وما كانت يد الله على جماعة أهل الباطل (١٤) قطّ ؛ فان زعمتم أنّ يد الله على من قال بقولكم فهذه شنعة أخرى تزعمون انّ يد الله على من نسب الحكم الى غيره وفيما قصصنا كفاية.

وأمّا قولكم انّ الامّة لم يكن الله ليجمعها على ضلال (١٥)

فهو كما ذكرتم فمن هنا لك (١٦) لم نجامعكم على ما وصفنا من قولكم لفراقنا

__________________

(١) آية ١٠٣ من سورة يوسف. (٢) ذيل آية ١٧ سورة الاعراف.

(٣) ذيل آية ٢٤٩ من سورة البقرة.

(٤) من آية ٢٤ سورة ص.

(٥) ذيل آية ٤٠ سورة هود.

(٦) ذيل آية ١٣ سورة سبأ.

(٧) صدر آية ٦٦ سورة النساء.

(٨) من آية ٢٤٩ سورة البقرة ؛ وليعلم أنه ليس فى م.

(٩) فى م فقط.

(١٠) من آية ١٨٧ سورة الاعراف.

(١١) ذيل آية ٣٨ سورة يوسف.

(١٢) ذيل آية ٤ سورة الحجرات و ١٠٣ سورة المائدة.

(١٣) ذيل آية ١٠٠ سورة البقرة.

(١٤) غير م : « باطل ».

(١٥) م : « الضلال ».

(١٦) ح ج س ق : « ومن هناك ».

١٢٦

ايّاكم واقرارنا من تنزيل الله (١) بما جحدتم واثبات الحجّة لله والتّبليغ لرسوله وحاجة النّاس الى الكتاب والسّنّة وأنّه لا هداية لأحد الى شيء من الحقّ بغيرهما ، وانّ النّاس بهما يهتدون وبتركهما يضلّون ، وأنّه لا حلال الاّ حلال الله ولا حرام الاّ حرام الله ، وأنّه ليس لأحد أن يحرّم او يحلّل دون الله ورسوله ؛ وذلك قوله : ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) (٢) فأىّ تقدّم أشدّ من تقدّم من أحلّ ما لم يحلّه الله ورسوله أو حرّم ما لم يحرّمه (٣) الله ورسوله؟! أليس الله تعالى يقول : ( قُلْ أَرَأَيْتُمْ ما أَنْزَلَ اللهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَراماً وَحَلالاً قُلْ آللهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللهِ تَفْتَرُونَ ) (٥) وقال تعالى : ( وَلا تَقُولُوا لِما تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هذا حَلالٌ وَهذا حَرامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ ) (٦) ( مَتاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ ) (٧) فأىّ شيء تكون به الفرية على الله عزّ وجلّ أكثر من تحليل الدّماء والفروج والأموال أو (٨) تحريمها بما زعمتم أنّه ليس فى كتاب الله ولا سنّة رسوله (٩) واعلموا أنّا (١٠) لم نورد (١١) الاحتجاج عليكم الاّ بما أنتم مقرّون به او بما القرآن به شاهد عليكم (١٢) [ وبالله عزّ وجلّ التّوفيق وايّاه نسأل العصمة من كلّ هوى ورأى وفتنة مضلّة ] (١٣).

__________________

(١) م : « التنزيل ».

(٢) آية ١ سورة الحجرات.

(٣) غير م : « لم يحرم ».

(٤) غير م : « وقال الله تبارك وتعالى ».

(٥) آية ٥٩ سورة يونس.

(٦ و ٧) آية ١١٦ و ١١٧ سورة النحل ؛ والآية الثانية فى نسخة م فقط.

(٨) غير م : « و ».

(٩) ج ح س ق : « فى كتاب ولا سنة ».

(١٠) م : « أنما ».

(١١) غير م : « لم نرد ».

(١٢) ح ج س ق : « أو بما الله به شاهد عليكم فى كتابه ».

(١٣) ما بين المعقفتين فى م فقط.

١٢٧

[ رجع القول بنا الى الاحتجاج عليهم (١) ]

[ فان أقررتم أنّ (٢) ] الله بعث نبيّه (ص) الى خلقه بجميع ما يحتاجون إليه من أمر دينهم وحلالهم وحرامهم وسائر احكامهم وأنّ رسوله (ص) كان يعلمه فلا اختلاف (٣) بيننا وبينكم وذلك أنّه لا بدّ لكم اذا قلتم ذلك ان (٤) تلزموا (٥) الصّواب أهله والخطاء أهله فيرجع الحكم الى الله والى رسوله (ص) والى اهل بيته ، والى أنّ دين الله تعالى قد كمل فبطل الرّأى وأهله ولو أنّ قوما ـ بعدت شقّتهم ـ قالوا : انّ الله عزّ وجلّ لم يبعث نبيّه الى عباده بجميع ما يحتاجون إليه من أمر دينهم وكلّفهم أن يصيبوا الحقّ الّذي [ لم يبلّغهم (٦) ] الرّسول ولا كان يعلمه حتّى استنبطه أصحابه من بعده والتّابعون من بعدهم لكان الواجب على المسلمين أن يغزوهم حتّى يردّوهم عن هذا القول ويقتلوهم عن آخرهم ، فلمّا سمعت فرقة من المرجئة (٧) ما يدخل عليهم من شنع هذا المقال وقبحه (٨).

قالوا : قد بعث الله تعالى نبيّه (ص) الى خلقه بجميع ما يحتاجون إليه من أمر دينهم وحلالهم وحرامهم.

قيل لهم : فهل أبلغهموه الرّسول (ص) أو كتمهموه؟

قالوا : بل أبلغهم.

[ قيل لهم : فما لهم لم يكتفوا بما أبلغهم (٩) ] الرّسول وهو جميع ما يحتاجون (١٠)

__________________

(١) فى م فقط.

(٢) م ( بدل ما بين الحاصرتين ) : « بأن ».

(٣) غير م : « فلا خلاف ».

(٤) غير م : « من أن ».

(٥) مث : « تلتزموا ».

(٦) غير م : « لم يكن بلغهم ».

(٧) غير م : « من هؤلاء ».

(٨) غير م : « من شنيع القول وقبيحه ».

(٩) غير م ( بدلها ) : « قيل : فما بالهم وبالكم لم تكتفوا بما أبلغكم ».

(١٠) غير م : « تحتاجون ».

١٢٨

إليه حتّى قالوا وقلتم بالرّأى؟ ـ قالوا : [ أفنضلّل أبا بكر وعمرو معاذا (١) ] وابن مسعود وابن عبّاس وزيد بن ثابت وغيرهم من الصحابة وكلّهم قد قال بالرّأى فى الحلال والحرام فى الفروج والمواريث والفرائض؟! لا بل نسلّم لهم ما قالوا (٢) ونزعم أنّ الحقّ فيه.

قالت الشيعة : اذا سلّمتم لهم ما قالوا وزعمتم أنّ الحقّ فيه لزمكم ما لزم أصحابكم من الحجّة والشّنعة. وقيل لهم جميعا : [ انّ ما أنكرتم من الاقرار (٣) ] بأنّ جميع ما يحتاج إليه النّاس فى كتاب الله وسنّة نبيّه (ص) مخافة أن تضلّلوا الصّحابة ولم يقع أحد فيهم قطّ كوقوعكم (٤) ولا انتقصهم انتقاصكم بما نحن مثبتوه (٥) لكم [ من رواياتكم المختلفة بمنّ الله وفضله (٦) ].

وذلك أنّكم زعمتم (٧) وأجمعتم (٨) أنتم وعلماؤكم (٩) أنّ أبا بكر حين ولى النّاس خطب فقال : أيّها النّاس قد وليتكم ولست بخيركم فاذا رأيتمونى قد استقمت (١٠) فاتّبعونى ، واذا رأيتمونى قد ملت فقوّمونى ، ألا وانّ لى شيطانا يعترينى فاذا رأيتمونى

__________________

(١) م ( بدل ما بين المعقفتين ) : « فبعد أبو بكر وعمر ومعاذ » ( كله بالرفع على ان يكون فاعل « بعد » ) فبعد بمعنى هلك أو بعد عن الخير ونظير ذلك.

(٢) م : « قالوه ».

(٣) م : « أقررتم » وغير م : « وانما أقررتم من الاقرار » فالتصحيح نظرى والعبارة مشوشة.

(٤) م : « وقيعتكم ».

(٥) غير م : « مبينوه » ( من التبيين ).

(٦) ما بين الحاصرتين فى م فقط.

(٧) ليس فى م.

(٨) م : « واجتمعتم ».

(٩) غير م : « واجتمع عليه فقهاؤكم أجمعون ».

(١٠) فليعلم أن فى هامش هذه الكلمة من نسخة مث هذه العبارة : « من هنا ساقطة من النسخة المقابل بها خمسة او ستة من أوراقها الصغيرة بالنسبة الى هذه الاوراق » أقول : يستفاد من العبارة أن نسخ الكتاب كانت مشوشة وناقصة وسيشير كاتب العبارة الى آخر النقص عند تمامه وننقل عبارته أيضا فى موضعه ان شاء الله تعالى.

١٢٩

مغضبا فتجنّبونى لا أوثر فى أشعاركم (١) وأبشاركم (٢).

__________________

(١) فى النسخ : « بأشعاركم ».

(٢) هذه العبارة من خطبة خطبها أبو بكر بعد ما بويع له ونقله ابن قتيبة فى كتاب الامامة والسياسة ( انظر ص ١٦ من طبعة القاهرة سنة ١٣٧٧ ).

ونقله الطبرى هكذا ( ج ٣ ص ٢١١ ) : « وانما أنا متبع ولست بمبتدع فان استقمت فتابعونى وان زغت فقومونى ، وان رسول الله (ص) قبض وليس أحد من هذه الامة يطلبه بمظلمة ضربة سوط فما دونها ، ألا وان لى شيطانا يعترينى فاذا أتانى فاجتنبونى لا أوثر فى أشعاركم وأبشاركم ».

وذكر ابن كثير فى البداية والنهاية ( ج ٦ ص ٣٠٣ ) نحوه حرفا بحرف.

ونقله السيوطى فى تاريخ الخلفاء هكذا ( ص ٢٧ طبعة مصر سنة ١٣٠٥ ) :

« وأخرج ابن سعد عن الحسن البصرى قال : لما بويع أبو بكر قام خطيبا فقال : أما بعد فانى وليت هذا الامر وأنا له كاره وو الله لوددت ان بعضكم كفانيه ، ألا وانكم ان كلفتمونى أن أعمل فيكم بمثل عمل رسول الله (ص) لم أقم به ، كان رسول الله (ص) عبدا أكرمه الله بالوحى وعصمه به ، ألا وانما أنا بشر ولست بخير من أحدكم فراعونى ، فاذا رأيتمونى استقمت فاتبعونى ، واذا رأيتمونى زغت فقومونى ، واعلموا أن لى شيطانا يعترينى فاذا رأيتمونى غضبت فاجتنبونى لا أوثر فى أشعاركم وأبشاركم ».

قال السيد المرتضى فى الشافى معترضا على ما استدل به قاضى القضاة ما نصه ( ص ٢٤١ ) : « يقال له : أما قولك فى ذلك فباطل لان قول أبى بكر وليتكم ولست بخيركم فان استقمت فاتبعونى وان اعوججت فقومونى فان لى شيطانا يعترينى عند غضبى ، فاذا رأيتمونى مغضبا فاجتنبونى لا أوثر فى أشعاركم ولا أبشاركم ».

وقال شيخ الطائفة فى تلخيص الشافى ( ص ٤١٥ طبعة ايران وص ١٥٧ ج ٣ من طبعة النجف ) ما نصه : « ومما طعنوا عليه وأنه لا يصلح للامامة ما روى عنه أنه قال مختارا : وليتكم ولست بخيركم ( فذكر مثل ما ذكره السيد حرفا بحرف ) ».

١٣٠

فزعمتم فى روايتكم عنه أنّه قد أقرّ على نفسه أنّه قد احتاج الى أن يقوّم ؛ والّذي يقوّمه أقوم (١) بالحقّ منه ، وأنّه لا يؤمن اذا غضب أن يؤثر (٢) بأشعار المسلمين (٣) وأبشارهم ؛ وقد قال النّبيّ (ص) فيما تروون عنه : المؤمن اذا غضب لم يخرجه غضبه من الحقّ ، واذا رضى لم يدخله رضاه فى باطل ؛ ورويتم أنتم عن أبى بكر أنّه [ قال : اذا غضبت فتجنّبونى لا أوثر (٤) بأشعاركم (٥) وأبشاركم وأىّ (٦) وقيعة أكثر من هذه فى أبى بكر ان كنتم

__________________

أقول : هذه العبارة مسلمة الصدور عند الفريقين وانما الكلام فى دلالتها فان علماء الشيعة يستدلون بها على عدم صلاحية أبى بكر للخلافة ، وعلماء العامة يجيبون عن استدلالهم ويقولون : انها لا تدل على عدم صلاحيته لها فللبحث عن مدلولها مضمار واسع ومجال فسيح فى كتب الكلام وقد أطال البحث عنه ابن أبى الحديد فى شرح نهج البلاغة بعد نقل الخطبة ( راجع ج ٤ من طبعة مصر سنة ١٣٢٩ ه‍ ؛ ص ١٦٦ ـ ١٦٩ ) وكذا جعلها المجلسى فى ثامن البحار الطعن السادس من مطاعن أبى بكر وخاض فى بيان مرامه بالنقض والابرام ( ص ٢٦٨ ـ ٢٧٠ ) ومما قال ابن أبى الحديد فى توجيه كلام أبى بكر هذه العبارة : « وليس قوله : فاجتنبونى لا أوثر فى أشعاركم وأبشاركم محمولا على ظاهره وانما اراد به المبالغة فى وصف القوة الغضبية عنده والا فما سمعنا ولا نقل ناقل من الشيعة ولا من غير الشيعة أن أبا بكر فى ايام رسول الله (ص) ولا فى الجاهلية ولا فى أيام خلافته احتد على انسان فقام إليه فضربه بيده ومزق شعره ( الى آخر ما قال ) وأجاب عنه المجلسى فى الموضع المشار إليه من ثامن البحار بكلام طويل منه هذه الجملة ( ص ٢٧٠ ؛ س ٨ من طبعة أمين الضرب ) : « وبعد تسليم أنه لم ـ يقدم قط على جرح الابشار ونتف الاشعار نقول ( الى آخر ما قال ) » أقول : من أراد استقصاء الكلام فى ذلك المبحث فليراجع الطعن الثامن من مطاعن أبى بكر من كتاب تشييد المطاعن ( انظر المجلد الاول ص ١٢٤ ـ ١١٢ ).

(١) غير م : « أعلم ».

(٢) غير م : « ان يمثل ».

(٣) غير م : « المؤمنين ».

(٤) كذا صريحا فى جميع النسخ فما سبق نقله من نسخ غير م بلفظ « يمثل » كأنه مما تصرف فيه.

(٥) م : « فى أشعاركم ».

(٦) غير م : « فأى ».

١٣١

صادقين فيما رويتم عنه (١) ، وان كنتم رويتم عنه باطلا فقد [ طرّقتم لغيركم الطّعن عليه (٢) ].

ورويتم أنّ أبا بكر قاتل [ أهل الرّدّة (٣) ] وأهل اليمامة حين منعوه الصّدقة وقد قال : والله ان لو (٤) منعونى عقالا لقاتلتهم عليه (٥) وانّهم صلّوا بأذان واقامة ثمّ شنّها عليهم

__________________

(١) ح : « عليه ».

(٢) غير م ( بدل ما بين المعقفتين ) : « ركبتم ما نسبتموه الى غيركم من الوقيعة ».

(٣) فى م فقط.

(٤) م : « والله لو ».

(٥) قال ابن الاثير فى النهاية : « وفى حديث أبى بكر : لو منعونى عقالا مما كانوا يؤدونه الى رسول الله (ص) لقاتلتهم عليه ؛ أراد بالعقال الحبل الّذي يعقل به البعير الّذي كان يؤخذ فى الصدقة لان على صاحبها التسليم وانما يقع القبض بالرباط. وقيل : أراد ما يساوى عقالا من حقوق الصدقة. وقيل : اذا أخذ المصدق أعيان الابل قيل : أخذ عقالا ، واذا أخذ أثمانها قيل : أخذ نقدا. وقيل : أراد بالعقال صدقة العام يقال : أخذ المصدق عقال هذا العام ؛ أى أخذ منهم صدقة ، وبعث فلان على عقال بنى فلان اذا بعث على صدقاتهم ؛ واختاره أبو عبيد وقال : هو أشبه عندى بالمعنى. وقال الخطابى : انما يضرب المثل فى مثل هذا بالاقل لا بالاكثر وليس بسائر فى لسانهم أن العقال صدقة عام وأكثر الروايات : لو منعونى عناقا ، وفى أخرى جديا. قلت : قد جاء فى الحديث ما يدل على القولين ؛ فمن الاول حديث عمر : انه كان يأخذ مع كل فريضة عقالا ورواء فاذا جاءت الى المدينة باعها ثم تصدق بها ؛ وحديث محمد بن مسلمة : انه كان يعمل على الصدقة فى عهد رسول الله (ص) فكان يأمر الرجل اذا جاء بفريضتين أن يأتى بعقاليهما وقرانيهما. ومن الثانى حديث عمر انه أخر الصدقة عام الرمادة فلما أحيا الناس بعث عامله فقال : اعقل عنهم عقالين فاقسم فيهم عقالا وائتنى بالآخر يريد صدقة عامين. وفى حديث معاوية : انه استعمل ابن أخيه عمرو بن عتبة بن أبى سفيان على صدقات كلب فاعتدى عليهم فقال ابن العداء الكلبى :

سعى عقالا فلم يترك لنا سبدا

فكيف لو قد سعى عمرو عقالين

نصب عقالا على الظرف ؛ أراد مدة عقال ».

١٣٢

غارة فقتل وسبى. ورويتم أنّ خالدا (١) حين قدم من غزاته تلك أقبل حتّى وصل (٢) المدينة وقد غزر المشاقص (٣) على عمامته فقام إليه عمر وأخذ المشاقص (٤) من عمامته ثمّ أخذ بتلابيبه (٥) يقوده الى أبى بكر وهو يقول : والله لو ولّيت من أمور المسلمين شيئا لضربت عنقك ؛ ولقد تحقّق عندى أنّك قتلت مالك بن نويرة ظلما له وطمعا فى امرأته لجمالها (٦) ، فأبطل أبو بكر قول عمرو أجاز ذلك القتل والسّبى وأجاز لخالد ما صنع.

ورويتم عن جرير بن عبد الحميد (٧) [ الضّبّىّ (٨) ] عن الأعمش (٩) عن خيثمة (١٠) قال : ذكر عند عمر بن الخطّاب قتل مالك بن نويرة فقال : قتله والله مسلما ولقد نصبت (١١)

__________________

(١) غير م : « خالد بن الوليد ».

(٢) غير م : « دخل ».

(٣ و ٤) فى النسخ : « المشاقيص » ( بزيادة الياء فى كلا الموردين ).

(٥) غير م : « بتلبيبه » ؛ قال ابن الاثير فى النهاية : « فيه : فأخذت بتلبيبه وجررته يقال : لببته وأخذت بتلبيبه وتلابيبه اذا جمعت ثيابه ونحره ثم جررته ، وكذلك اذا جعلت فى عنقه حبلا أو ثوبا وأمسكته به ».

(٦) فى غالب النسخ : « ورغبة فى امرأته بجمالها » والقصة مشهورة.

(٧) فى خلاصة تذهيب الكمال : « جرير بن عبد الحميد بن قرط الضبى الكوفى ثم الرازى ابو عبد الله القاضى ( الى آخر الترجمة ) » وقال ابن حجر فى تهذيب التهذيب فى ترجمته : « روى عن عبد الملك بن عمير وأبى اسحاق الشيبانى ويحيى بن سعيد الانصارى وسليمان التيمى والاعمش ( الى آخر ما قال ) ».

(٨) ليس فى م.

(٩) المراد به سليمان بن مهران الشيعى المعروف.

(١٠) فى تهذيب التهذيب : « خيثمة بن عبد الرحمن بن أبى سمرة واسمه يزيد بن مالك بن عبد الله بن ذويب الجعفى الكوفى ( الى ان قال : ) وعنه زر بن حبيش ( الى ان قال ) وقتادة والاعمش ومنصور وغيرهم ( الى آخر ما قال ) ».

(١١) من قولهم : « نصب الرجل ( من باب علم ) نصبا ـ أعيا ، ونصب فى الامر ـ جد واجتهد ».

١٣٣

فى ذلك ونازلت أبا بكر فيه كلّ المنازلة [ فى ترك قتاله من (١) ] منع الزّكاة فأبى الاّ قتالهم وسبيهم (٢) فلمّا رأيته قد لجّ به شيطانه فى خطاء ما عزم عليه [ أمسكت عجزا عنه وخوفا منه (٣) ] ولقد ألححت عليه فى ذلك يوما حتّى غضب فقال لى : يا ابن الخطّاب انّك لحدب على أهل الكفر بالله والرّدّة عن الاسلام ، فأمسكت عنه وقلت له : ولمبيح دمائهم كان أحدب (٤) على أهل الكفر منّى.

ورويتم عن المعتمر (٥) بن سليمان [ عن يونس (٦) ] عن الحسن البصرىّ أنّه سئل عن قول عمر ؛ كانت بيعة أبى بكر فلتة وقى الله شرّها ؛ فمن عاد لمثلها فاقتلوه ، ما أراد عمر بذلك؟ ـ قال : شيء كان فى صدر عمر أحبّ أن يظهره ، فقال السّائل : أمن موجدة (٧) كانت من عمر على أبى بكر؟ ـ قال الحسن : فما تراه اذا؟ [ مع أنّه قد (٨) ] كانت بين (٩) قوم حركة هى الّتي [ دعت عمر الى ذلك الموقف بهذا الكلام (١٠) ] فقال له الرّجل : فما تلك الحركة؟ ـ فقال الحسن : أعرض عمّا فات فانّ الله حسيب ما هناك.

__________________

(١) غير م : « وفى قتال من » عطفا على قوله : « فيه » فيما سبق.

(٢) غير م : « الا قتالهم وسباهم ».

(٣) م : « فأمسكت عجزا وخوفا ».

(٤) قال ابن الاثير فى النهاية : « وفى حديث على ـ رضى الله عنه ـ يصف أبا بكر : وأحدبهم على المسلمين اى أعطفهم وأشفقهم يقال : حدب عليه يحدب اذا عطف » فعلم منه معنى الحدب وقال الزمخشرى فى أساس البلاغة : « حدب عليه وتحدب ـ تعطف ، وهو حدب على أخيه ، وفيه ما شئت من العطف والحدب على حفدة العلم والادب ».

(٥) غير م : « ومن ذلك ما رواه المعتمر ».

(٦) فى م فقط.

(٧) قال الزبيدى فى تاج العروس : « وقال شراح الفصيح : وجدت على الرجل موجدة أى غضبت عليه ، وأنا واجد عليه أى غضبان ».

(٨) ليس فى م.

(٩) غير م : « من ».

(١٠) م : « دعت عمر الى الكلام ».

١٣٤

ورويتم عن الهيثم بن عدىّ عن عبد الله بن عبّاس الهمدانيّ عن سعيد بن جبير قال (١) : ذكر أبو بكر وعمر عند عبد الله بن عمر فقال رجل من القوم : كانا والله شمسى هذه الامّة ونوريها ، فقال له ابن عمر : وما يدريك؟ ـ فقال له الرّجل : أو ليس قد ايتلفا ، فقال ابن عمر : بل اختلفا لو كنتم تعلمون ، أشهد أنّى كنت عند أبى يوما وقد أمرنى أن أحبس النّاس عنه (٢) فاستأذن عليه عبد الرّحمن بن أبى بكر فقال عمر : دويبّة (٣)

__________________

(١) رواه أبو جعفر محمد بن جرير بن رستم الطبرى الشيعى فى المسترشد ( ص ٣٩ ـ ٤٢ من النسخة المطبوعة فى النجف ) والسيد المرتضى فى الشافى ( ص ٢٤٢ من النسخة المطبوعة بايران ) وشيخ الطائفة فى تلخيص الشافى تحت عنوان « ومما طعنوا به فى إمامة أبى بكر » ( ص ٤١٦ طبعة طهران سنة ١٣٠١ وص ١٦١ من الجزء الثالث من طبعة النجف ) وابن أبى الحديد فى شرح نهج البلاغة ( ص ١٢٤ من المجلد الاول من طبعة مصر سنة ١٣٢٩ ) والبياضى فى الصراط المستقيم ( ج ٣ صفحة ٣٠٢ من طبعة طهران ) والمجلسى فى ثامن البحار ضمن الطعن الرابع من مطاعن أبى بكر ( ص ٢٥٩ من طبعة أمين الضرب ) والسيد هاشم البحرانى فى غاية المرام فى الباب السابع والخمسين من الفصل الاخر ( ص ٥٦٠ من النسخة المطبوعة ) والحسن بن عبد الرزاق اللاهيجى فى شمع اليقين لكن بعد نقله الى اللغة الفارسية ( ص ٢١٢ من النسخة المطبوعة ) وكذا نقله لسان الملك سپهر المستوفى ( محمد تقى ) فى مجلد الخلفاء من ناسخ التواريخ ( ص ٧٩ من الطبعة الاولى ) الى غير ذلك ممن نقله.

(٢) م : « بأحلاس من اهيبها » ج : « بأحلاس أرفأها وأصلح منها » والمسترشد : « أن أهيئ أحلاسا وأصلح منها » وعبارات سائر النسخ تدور حول ما نقل والتصحيح من الشافى وغيره من الكتب المنقول فيها الحديث.

(٣) هى بضم الدال وفتح الواو وسكون الياء وفتح الباء المشددة ، وجوز التقاء الساكنين فى الكلمة كون الاول منهما حرف لين قال التفتازانى فى شرح التصريف معترضا على عبارة الزنجانى أعنى صاحب المتن وهى : « فان التقاء الساكنين انما يجوز اذا

١٣٥

سوء (١) ولهو خير من أبيه ، فأوحشنى (٢) ذلك منه فقلت : يا أبه (٣) عبد الرّحمن خير من أبيه؟! فقال [ بضجر (٤) : ] ومن ليس بخير من أبيه لا أمّ لك ..! [ فسكت ساعة وانثنى (٥) عنه (٦) ] ثمّ قال لى : ائذن لعبد الرّحمن فدخل عليه فكلّمه فى الحطيئة الشّاعر أن يرضى عنه وكان عمر قد حبسه (٧) فى شعر قاله فقال عمر : [ انّ الحطيئة قد بطر فدعنى أحسمه (٨) ]

__________________

كان الاول حرف مد والثانى مدغما فيه نحو دابة » ( ومراده من حرف المد هو الواو والألف والياء ) وقال ما نصه : « وكان الاولى ان يقول حرف لين ليدخل فيه نحو خويصة ودويبة لان حرف اللين أعم من حروف المد كما سنذكره لكن المصنف لا يفرق بينهما » والكلمتان أعنى « الخويصة والدويبة » مما يستشهد بهما لمثل ما ذكر فى كثير من كتب الادب.

__________________

(١) قال المجلسى فى بيانه للحديث : « ودويبة سوء بفتح السين بالإضافة ، وفيه دلالة على غباوة عبد الرحمن للتصغير ، وعلى حمقه لكون اللفظة تصغير الدابة ، وعلى خبث طينته للاضافة الى السوء ».

(٢) قرأه المجلسى « فأوجسنى » ( بالجيم والسين المهملة ) وكذا نقله فى البحار وقال فى بيانه : « والوجس كالوعد الفزع ، وأوجسنى أى أفزعنى » أقول : هذا البيان لا يساعده استعمال أهل اللسان فان أبيت فراجع مظانه :

(٣) فى بعض النسخ : « يا أبت ».

(٤) فى م فقط.

(٥) فى الاصل : « وأخشى ».

(٦) ما بين المعقفتين فى م فقط.

(٧) حبس عمر الحطيئة مما صرح به فى غير هذه الحكاية وذلك أن ابن أبى الحديد قال فى شرح نهج البلاغة عند بحثه عن سيرة عمر ( ج ٣ ص ١٠٣ و ١٠٧ من طبعة مصر سنة ١٣٢٩ ) ما نصه : « قال زيد بن أسلم : كنت عند عمر وقد كلمه عمرو بن العاص فى الحطيئة وكان محبوسا فأخرجه من السجن ثم أنشده ( الى آخر ما قال ) » أقول : نذكر هذه القضية فى مجلد التعليقات ان شاء الله تعالى.

(٨) مث ق ح ج مج : « ان فى الحطيئة بذاء فدعنى أحسنه » ( فى ح : « أخشعه »

١٣٦

بطول الحبس فألحّ عليه عبد الرّحمن [ فخلاّه له (١) ] فلمّا خرج أقبل عليّ أبى فقال : أو فى غفلة أنت الى يومك هذا عمّا [ كان من (٢) ] [ تقدّم (٣) ] [ ابن تيم بن مرّة عليّ (٤) ] وظلمه لى؟! ـ فقلت : يا أبه لا علم لى بما كان من ذلك فقال لى : يا بنيّ وما عسيت أن تعلم؟ ـ فقلت : والله لهو أحبّ الى النّاس من ضياء أبصارهم ، قال : انّ ذلك لكما ذكرت (٥) على رغم أبيك وسخطه ، فقلت : يا أبه أفلا تجلّى (٦) عن (٧) فعاله (٨) بموقف فى

__________________

لكن فى المسترشد : « ان فى الحطيئة تأودا فدعنى أقومه وأحسنه » أقول : أما البطر فقال الطريحى فى مجمع البحرين : « قوله تعالى : ( بَطِرَتْ مَعِيشَتَها ) بكسر الطاء أى فى معيشتها وقد تكرر فى الحديث ذكر البطر وهو كما قيل سوء احتمال الغنى والطغيان عند النعمة ويقال : هو التجبر وشدة النشاط وقد بطر بالكسر يبطر بالفتح وأبطره المال » وأما التأود فهو من الاود بمعنى الاعوجاج فمعنى البطر والاود متقارب لان المراد بهما الانحراف عن طريق الاعتدال ، وأما البذاء فقال المجلسى فى بيانه : « والبذاء بالمد الفحش والكلام القبيح ويقال : فلان بذى كغنى وبذى اللسان ».

__________________

(١) كذا فى م فقط وأما سائر النسخ وسائر موارد نقل الحديث من الشافى وتلخيصه وشرح ابن أبى الحديد وغاية المرام وغيرها مما أشير إليه آنفا ففيها جميعا : « فأبى » أو « وأبى ».

(٢) ليس فى م.

(٣) ح : « من تعدى ».

(٤) غير م : « أفحج بنى تيم على » وكذا فى المسترشد أما الشافى وسائر موارد نقله ففى جميع تلك الموارد : « أحيمق بنى تيم على » أما الافحج ففى كتب اللغة : « الفحج تدانى صدور القدمين وتباعد العقبين » وفى المغرب : « الفحج تباعد ما بين أوساط الساقين من الرجل والدابة » وأما « أحيمق » ففى جميع موارد نقله بصيغة التصغير فهو مصغر أحمق.

(٥) كذلك فى م والمسترشد وأما سائر النسخ والكتب فهى : « لكذلك ».

(٦) فى الشافى وتلخيصه وشرح ابن أبى الحديد والبحار وسائر موارد نقله « أفلا تحكى ».

(٧) ليس فى المسترشد.

(٨) الشافى وابن أبى الحديد والبحار : « فعله » والمسترشد « أفعاله ».

١٣٧

النّاس تبيّن ذلك لهم؟ ـ قال : وكيف لى بذلك مع ما ذكرت أنّه أحبّ الى النّاس من ضياء أبصارهم ؛ اذا لرضخت هامة أبيك (١) بالجندل (٢).

قال ابن عمر : ثمّ تجاسر والله فجسر (٣) : فما دارت الجمعة حتّى قام خطيبا فى النّاس فقال : يا أيّها النّاس انّ بيعة أبى بكر كانت فلتة وقى الله شرّها فمن عاد الى مثلها فاقتلوه (٤).

وكان (٥) الّذي (٦) حدا (٧) عمر على ذلك مع ما كان فى صدره على أبى بكر (٨) أنّه بلغه عن قوم همّوا (٩) بأفاعيل يفعلونها وأمور يأتونها فكانت هى الّتي هيّجت عمر (١٠) على ذلك. قال (١١) ابن عمر : فقلت : انّ لكل شيء (١٢) سببا ؛ وانّ ما كان من اخبار (١٣)

__________________

(١) غير نسخ الكتاب : « يرضح رأس أبيك » فقال المجلسى : « ويرضح رأس أبيك أى يكسر ويدق من الرضح بالراء والضاد المعجمة والحاء المهملة او بالخاء المعجمة ».

(٢) قال المجلسى : « الجندل كجعفر الحجارة ».

(٣) قال المجلسى : « فتجاسر فجسر أى اجترأ وأقدم على اظهار ما كان فى ضميره ».

(٤) فليعلم أن هذا الكلام قد ثبت صدوره عن عمر متواترا بين المسلمين وخاض العلماء وخاصة المتكلمون فى بيان المراد منه فمن أراد استقصاء البحث عنه واستيفاء الحظ منه فليراجع تشييد المطاعن وكشف الضغائن ( ج ١ ص ١٢٤ ـ ١٤٧ ) فان مؤلفه جعل هذا الكلام الطعن التاسع من مطاعن أبى بكر وبحث عنه بما لا مزيد عليه.

(٥) المسترشد : « فكان ».

(٦) من هنا أى من قوله : « وكان الّذي » الى قوله : « من السخط على أبى بكر » فى نسخ هذا الكتاب وكتاب المسترشد فقط وليس فى الشافى وسائر الكتب المشار إليها فيما سبق.

(٧) ح : « عدى ».

(٨) المسترشد : « عليه ».

(٩) غير م والمسترشد : « كانوا هموا ».

(١٠) فى م والمسترشد فقط.

(١١) غير م : « فقال » وكذا فى المسترشد.

(١٢) غير م : « لكل أمر » وكذا فى المسترشد.

(١٣) م : « اختيار ».

١٣٨

هؤلاء القوم الّذين [ أرادوا ما أرادوا و (١) ] همّوا بما همّوا به (٢) ممّا (٣) تسبّب به عمر الى الكلام فى أبى بكر وأنّه لأوّل باب (٤) فتحه عمر من السّخط (٥) على أبى بكر.

وروى الهيثم بن عدىّ [ أيضا (٦) ] عن مجالد بن سعيد قال : غدوت يوما الى الشّعبىّ وأنا أريد أن أسأله عن شيء بلغنى عن ابن مسعود أنّه كان يقول فأتيته فى مسجد حيّة (٧) وفى المسجد قوم ينتظرونه فخرج [ فتعرّفت إليه (٨) ] وقلت : أصلحك الله كان ابن مسعود يقول : ما كنت محدّثا قوما حديثا لا تبلغه عقولهم الاّ كان لبعضهم فتنة؟ قال نعم ؛ قد كان ابن مسعود يقول ذلك ؛ وكان ابن عبّاس يقوله أيضا وكان عند ابن عبّاس دفائن علم (٩) يعطيها أهلها ويصرفها عن غيرهم ، فبينا نحن كذلك اذ أقبل رجل من الأزد فجلس إلينا ، فأخذنا فى ذكر أبى بكر وعمر فضحك الشّعبىّ وقال : لقد كان فى صدر عمر ضبّ (١٠) على أبى بكر فقال الأزدىّ : والله ما رأينا ولا سمعنا

__________________

(١) فى م فقط.

(٢) المسترشد : « هموا بأفاعيل ».

(٣) ليس فى م.

(٤) غير م كالمسترشد : « وانه باب ».

(٥) المسترشد : « من السخطة ».

(٦) ليس فى نسخ الكتاب والمسترشد ولكنه فى جميع سائر الكتب المشار إليها.

(٧) كذا فى جميع النسخ الا فى غاية المرام ففيها : « حنة » ( بالنون ) ولعل الصحيح : « حيه ».

(٨) م : « فتعرض » ح : « فتوقص » ( بالصاد المهملة ) مث مج ق : « فتوقص » ج : « فيفوض » وفى كلها بعده : « إليه القوم » وفى المسترشد : « فنهض إليه القوم ».

(٩) ج ح مج مث س ق : « دفاتر علم » وفى المسترشد : « وكان لابن عباس علوم ».

(١٠) كذا فى الشافى وتلخيصه والبحار وشرح النهج وغاية المرام لكن م : « عجائب » وج س ق مج مث : « حقد صب » ( بالصاد المهملة ) وله وجه صحيح اى كان له حقد فى قلبه فأظهره وأما نسخة ح فهو : « حقد ضب » ( بالصاد المعجمة ) وفى المسترشد : « خب » فقال المجلسى : « الضب بالفتح الحقد والغيظ » وقال مصحح تلخيص الشافى فى ذيل الكلمة : « الضب بالفتح والكسر الحقد الخفى ».

١٣٩

برجل قطّ كان أسلس قيادا لرجل ولا أقول فيه بالجميل (١) من عمر فى أبى بكر فأقبل عليّ عامر الشّعبىّ فقال : هذا ممّا سألت عنه ، ثمّ أقبل على الرّجل فقال : يا أخا الأزد كيف تصنع بالفلتة الّتي وقى الله شرّها؟! أترى عدوّا يقول فى عدوّ يريد أن يهدم ما بنى لنفسه فى النّاس أكثر من قول عمر فى أبى بكر؟ ـ فقال الرّجل : سبحان الله يا با عمرو (٢) أنت تقول ذلك؟! فقال الشّعبىّ : أنا أقوله ؛ قاله عمر بن الخطّاب على رءوس الأشهاد فلمه أودعه ، فنهض الرّجل مغضبا (٣) وهو يهمهم فى الكلام (٤) بشيء لم أفهمه فقال مجالد : فقلت للشّعبىّ : ما أحسب هذا الرّجل الاّ سينقل عنك هذا الكلام الى النّاس ويبثّه فيهم قال : اذا والله لا أحفل بذلك ؛ شيء (٥) لم يحفل به ابن الخطّاب حين قام به (٦) على رءوس المهاجرين والأنصار أحفل به!؟ وأنتم أيضا فأذيعوه عنّى (٧) ما بدا لكم.

[ وقد روى شريك بن عبد الله النّخعىّ عن محمّد بن عمر بن مرّة عن أبيه عن عبد الله بن سلمة عن أبى موسى الأشعرى (٨) ] قال : حججنا (٩) مع عمر بن الخطّاب فلمّا

__________________

(١) فى الشافى وسائر الكتب : « أقول بالجميل فيه ».

(٢) فى بعض النسخ : « أبا عمرو » وهو كنية الشعبى كما ذكره علماء التراحم.

(٣) غير م : « مسرعا كالمغضب » وفى المسترشد : « مسرعا ولم يودع وهو كالمغضب ».

(٤) غير م وكذا المسترشد : « من الكلام ».

(٥) كذا فى م ؛ وفى شرح ابن أبى الحديد وغاية المرام : « وشيء » وأما غير م والشافى والبحار : « شيئا » وفى المسترشد : « اذا والله لا أحفل به » وقال المجلسى فى بيانه : « ولا ـ أحفل به أى لا أبالى ».

(٦) فى المسترشد : « قد قاله ».

(٧) فى غير م : « فأذيعوا عنى » وكذا فى المسترشد.

(٨) عبارة المتن فى السند عبارة الشافى والتلخيص وشرح النهج والبحار وغاية المرام أما النسخ ففى م : « وروى شريك عن عبد الله بن سلمة عن أبى موسى الاشعرى » وغير م هكذا : « وروى شريك بن عبد الله النخعى عن محمد بن عبد الله عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن سلمى ( الا فى ق ففيها : سليمان ) عن أبى موسى الاشعرى ».

(٩) « خرجنا » وفى الشافى وسائر الكتب : « حججت ».

١٤٠