الرسائل الأحمديّة - ج ١

الشيخ أحمد آل طعّان

الرسائل الأحمديّة - ج ١

المؤلف:

الشيخ أحمد آل طعّان


المحقق: شركة دار المصطفى (ص) لإحياء التراث
الموضوع : الفقه
الناشر: دار المصطفى (ص) لإحياء التراث
المطبعة: أمين
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٢٦

١
٢

٣
٤

٥
٦

مقدمة التحقيق

٧
٨

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهمّ لك الحمدُ مجيبَ الدعواتِ ، رفيعَ الدرجات ، منزلَ الآيات من فوق سبع سماوات ، ومُخرجَ النور من الظلمات ، مبدِّلَ السيّئات حسنات ، وجاعلَ الحسنات دَرجات ، وصلواتُ الله وصلواتُ ملائكتِهِ وأنبيائه ورسلِهِ وجميعِ خلقِهِ على محمّدٍ وآل محمّدٍ ، والسلامُ عليه وعليهم ورحمةُ الله وبركاتُهُ ..

أمّا بعدُ :

فإنّ من دواعي الفخر والاعتزاز هو إحياء آثار أعلامنا الأماجد ، الذين بذلوا وسعهم وهجروا أوطانهم وبذلوا الغالي والنفيس في سبيل تحصيل علوم آل البيت عليهم‌السلام ونشرها ، وإرشاد المؤمنين ، وتعليمهم أحكام الشريعة الغرّاء ، كما بذلوا جهوداً مخلصة في التأليف والتصنيف في علوم آل البيت عليهم‌السلام حتى يحفظوا لنا التراث الخالد والمعين الصافي ليكون للأجيال المتعاقبة مشعلاً وهادياً إلى الصراط المستقيم ، ومنهلاً عذباً يتزوّد منه طلّاب العلم وذوي المعرفة.

ومن هذا المنطلق نرى لزاماً علينا قربةً لله تعالى ووفاءً لأولئك الأعلام القيامَ بإحياء آثارهم التي حرّروها ، وبذلَ قصارى جهدنا في إبرازها بصورة مناسبة ..

وإنّ تراث منطقتنا القطيف لم يحظ بالعناية اللائقة به في ما مضى ، فإنّ فيه تراثاً

٩

علميّاً غزيراً يعكس التطوّر العلميّ والمستوى الرفيع لهذه المنطقة المعطاء ، ولكنّا مع هذا لا نجد لهذه المؤلّفات أثراً ، كما لا نجد كتاباً جامعاً للتعريف بأعلام المنطقة ومؤلَّفاتهم ، فإنّ الخمول واللامبالاة حالا دون ذلك ، ونذكر في هذا المجال ما قاله العلّامة الجليل الشيخ فرج آل عمران القطيفي ( ت ١٣٩٨ هـ ) في كتابه ( الأزهار الأَرجيّة ) بعنوان : دمعة على الوطن ، قال رحمه‌الله : ( ممّا يؤسفني جدّاً أن لا أرى كتاباً مدوّناً في تاريخ الوطن المحبوب ( القطيف ) وأن لا أرى مؤلّفاً جامعاً لتراجم العباقرة من علمائه الأعلام وشعرائه الكرام وأدبائه الفخام عدا ما تفضّل به العلّامة الشيخ علي ابن الشيخ حسن آل الشيخ سليمان البحراني ، أعني كتابه : ( أنوار البدرين ) ، فله اليد البيضاء على عامّة الوطن مع أنّه أعلى الله مقامه لم يذكر فيه إلّا القليل ممّن عاصرهم أو سمع بهم أو وقف عليهم في خلال المصادر والموسوعات كـ ( لؤلؤة البحرين ) و ( سلافة العصر ) و ( روضات الجنّات ) ، وغير ذلك من المؤلّفات.

كيف وقد سمعتُ منه قدس‌سره أنّه كان في آل عمران أربعون عالماً في عصر واحد ، وهم لم يذكر منهم إلّا ستّة أو سبعة ، فما ظنّك بباقي أُسر الوطن. فيحقّ لي أنْ أتأسّف وأريق دمعتي الحارّة على وطني الخامل وعلمائه المجهولين ، التي أصبحت شماطيط مبعثرة ، وذهبت إدراج الرياح ) (١).

وقال في موردٍ آخر لمناسبة ذكر صاحب ( أنوار البدرين ) ـ : ( فله أي : لصاحب ( أنوار البدرين ) اليد البيضاء على وطننا الخامل ؛ إذ ليس لنا شبه تاريخ سواه ) (٢).

بل إنّ الخطيب المعروف العلّامة الجليل السيّد جواد شبّر قال في موسوعته ( أدب الطف ) :

( ترجمتُ في هذه الموسوعة بأجزائها الثمانية لمجموعة كبيرة من أدباء البحرين والأحساء والقطيف ممّن كانوا في زوايا النسيان ؛ ذلك لأنّ بلاد البحرين من أقدم بلاد الله في العلم والأدب والتشيّع لأهل البيت وعريقة في الشعر. وأمامنا ردمٌ من القصائد لم نقف بعدُ على ترجمة أربابها ، وكم كتبنا واستنجدنا بعلمائها وأدبائها ليزودونا بمعلومات

__________________

(١) الأزهار الأرجيّة ١ : ١٣٣.

(٢) الأزهار الأرجيّة ٤ : ٢٠.

١٠

عن تراثهم وحياة أسلافهم ، ولكن لا حياة لمن تنادي! ) (١).

وقد آن الأوان في عصرنا الحاضر الذي توفّرت فيه الإمكانيات المختلفة إلى تظافر الجهود المخلصة ، وتكاتف الأيدي الأمينة لإبراز ذلك التراث العظيم.

ونحنُ لا ننكر الجهود الفرديّة المشكورة التي قام بها بعض فضلائنا الأعزاء في هذا المضمار أمثال العلّامة الشيخ فرج العمران قدس‌سره والعلّامة الشيخ علي المرهون والعلّامة الشيخ عبد الله الخنيزي حفظهما الله وغيرهم من المعاصرين ، إلّا إنّ الجهود الفرديّة لا تفي بالحاجة ، ولا يكتمل بها العمل المطلوب ، إذ لا تستطيع تلك الجهود إخراج تراثنا الغزير بصورته اللائقة به ، فإنّ تحصيل مخطوطات أعلام المنطقة أمرٌ شاقّ ولا يتيسّر للأفراد ، فإنّها مبعثرة في المكتبات الخاصّة والعامّة في بلاد مختلفة ، فيحتاج تحصيلها إلى مصاعب كثيرة وأسفاراً متعدّدة ، كما أنّ تحقيقها ونشرها أشقّ وأصعب كما لا يخفى على ذوي الاختصاص ..

ومن هنا تمّ إنشاءُ هذه المؤسّسة المباركة ( دار المصطفى «ص» لإحياء التراث ) لتُعنى بتحقيق ونشر ذلك التراث المنسيّ ، وقد قطعت المؤسّسةُ بحمد الله تعالى شوطاً كبيراً في جمع عدد من مصوّرات المخطوطات التي ألّفها أعلام المنطقة من عدد من مكتبات العراق والجمهوريّة الإسلاميّة والبحرين والقطيف والأحساء ، وسوف ننشر فهرس المصوّرات في مجلّتنا ( التراث ) إن شاء الله تعالى. وما زال البحث مستمرّاً والعملُ قائماً على تحصيل جميع ما يخصّ المنطقة من تراث.

ومن جملة ما وفّقنا للحصول عليه هو مجموعة كبيرة من مؤلّفات العلّامة المحقّق آية الله العظمى الشيخ أحمد بن الشيخ صالح آل طعّان البحراني رحمه‌الله ( ت ١٣١٥ هـ ) ، فآثرت مؤسّستنا تحقيقها ونشرها لما فيها من ثروة علميّة متميّزة.

بين يدي الكتاب :

يشتمل كتابنا ( الرسائل الأحمديّة ) على مجموعة من مؤلّفات أحد أعلامنا

__________________

(١) أدب الطف ٨ : ١٤٦.

١١

المعروفين ، وهو العلّامة المحقّق الشيخ أحمد آل طعّان ، الذي كان عالم القطيف في وقته والمرجع الشرعيّ فيها (١) ، وقد كتب هذه الرسائل والمؤلَّفات في فترات زمنيّة مختلفة ، فأقدمها بتاريخ الخامس من شعبان سنة ١٢٧٠ هـ ، وآخرها بتاريخ الحادي والعشرين من شهر صفر سنة ١٣١٣ هـ.

ونلاحظ أنّه رحمه‌الله كتب أقدمها وعمره لا يتجاوز عشرين عاما ، حيث كانت ولادته رحمه‌الله تعالى سنة ١٢٥٠ هـ ، وهذا يدلّنا على تضلّعه في العلوم منذ صغره ، وعلى نبوغه المبكّر ..

ويشتمل الكتاب على مواضيع مختلفة ، ولذا قمنا بتقسيمه حسب العلوم ، مبتدئين بأشرفها ، فصار ترتيبه كالآتي :

علم الكلام ، علم الفقه ، علم أصول الفقه ، الدعاء والزيارة.

وأدرجنا في علم الكلام الرسائل الآتية :

الرسالةُ الاولى : العقل وأقسامه.

وهي جواب مسألة ، نصّها : ( إنّ المتعيّن في نوع الإنسان ، هل هو مطلقاً دوام وجوده في كلّ إنسان كان من المؤمنين والكفّار والفجّار مدّة الأعمار؟ ثمّ إن كان كذلك ، فما ثمرة عقول أُولئك الكفّار والفجّار هنالك ، حيث إنّ العقل ما عُبِدَ به الرحمن وعُصي به الشيطان ، وأفعالهم كلّها عكس ذلك؟.

وإن كانوا سُلبت منهم عقولُهم حين تغلّبت عليها شهواتُ أنفسهم ، فما تكليفهم حينئذٍ وهم لا عقلَ لهم؟ وإنْ كانت عقولُهم لم تزل فيهم إلّا إنّها مغلوبة مقهورة لدى شهوات أنفسهم ، لا مدخليّة لها في شي‌ء من أفعالهم ، فما الفائدة في وجود شي‌ء لا نفع فيه؟ وهل يسمّى صاحبه عاقلاً أم جاهلاً؟.

ثم ما منشأ دهاء الدهاة مثل معاوية وعمرو بن العاص وأشياخهم وأمثالهم الأرجاس بإصابة الرأي المطابق للأمر الواقع قبل وقوعه ، هل هي بلاسة شيطانية

__________________

(١) أقام قدس‌سره في القطيف من سنة ١٢٨٤ هـ تقريباً ، وهي سنة حدوث الواقعة التي بسببها غادر البحرين واستقرّ في القطيف.

١٢

محضيّة لا سبيل للعقل فيها بالكلّيّة ، أم للعقل في ذلك مدخليّة؟.

وهل إنّ عقلَ ذوي الإيمان على مراتبهم في الإيمان؟ وهل يقتضي الزيادة والنقصان ، أم هو والإيمان سيّان في كلّ إنسان؟ ).

وقد أجاب شيخنا المؤلّف عن هذه المسألة ببيان معنى العقل لغة واصطلاحاً ، ثمّ أوضح ثمرة عقول الكفّار والفجّار ومنشأ دهاء الدهاة ، ومراتب عقل المؤمن والزيادة والنقصان في العقل.

الرسالة الثانية : مسألة في إبطال الدور المتوهّم في إثبات الإمامة من الكتاب. ونصّها : ( كان ممّا شاع وذاع وملأ الأسماع وعليه الإجماع أن في القرآن من النصوص الجليّة على إمامة الأئمّة أكثر من أن تحصى ، فيكون حينئذٍ مُثبِتاً لإمامتهم ، وقد كان مثله أيضاً أنّه لا يعرف إلّا من جهتهم كما تقدّم ، فكأنّه مُثْبِتٌ مُثْبَتٌ وهم كذلك ، فما المفرّ من الدور؟! ).

وقد أجاب الشيخ المؤلّف عن ذلك بأنّه ليس من الدور في شي‌ء ، إذ غاية ما فيه من الإشكال كون الشي‌ء مُثْبِتاً مُثْبَتاً ، ولا ضير فيه إذا كان من جهتين.

الرسالة الثالثة : جواب مسألة في الشفاعة ، وإنّها لِمَنْ إذا كانت ذنوب تاركي الكبائر مكفّرة ومرتكب الكبائر غير مرتضىً؟ وهي من أجوبة مسائل الشيخ محمد البحراني ، وقد أجاب عنها شيخنا المؤلّف ، فأورد عليه السائل إيرادين قام المصنّف بردّهما وتوضيح حال المسألة.

وفي علم الفقه الرسائل الآتية :

الرسالة الرابعة : هداية البريّة إلى أحكام اللمعة الدمشقيّة.

وهي شرح على مقدّمة ( اللمعة الدمشقيّة ) ، اشتمل على مباحث مفيدة في شرح البسملة والحمد والشكر ومراتب العلم ، مع بحث حول النبوّة والصلاة على محمّد وآل محمَّد صلى‌الله‌عليه‌وآله.

الرسالة الخامسة : جواب مسألة عن حكم الماء المتقاطر من السقف حال نزول المطر ، يطهّر الأرض إذا كانت نجسة ، أم لا؟

١٣

وأجاب الشيخ عن ذلك بأنّه متى اتصل المتقاطر بالمادّة السماويّة بحيث يصدق عليه المطر عرفاً ، واستوعب موضع النجاسة وأزال عينها ، فالظاهر أنّه لا خلاف في طهارة الأرض بهذه الشروط.

الرسالة السادسة : جواب مسألة فيما لو ماتت الامّ وقد خرج نصف الولد ، أيُخرَج بجرٍّ ونحوه أم يترك؟ ومع الترك يكفي غسل الأمّ ، أم يغسّل النصف على حدة؟ ومع خروجه والأُمّ ميّتة لو خرج دم بعد الخروج أو قبل الخروج أو معه ، هل هو دم نفاس ، أم لا؟ وعلى الأوّل تتداخل الأغسال الواجبة ، أم لا؟

الرسالة السابعة : قرّة العين في حكم الجهر بالبسملة في ما عدا الأوليين.

وهي رسالة مفصّلة تشتمل على فهرس تفصيلي للمباحث ، رتّبها على مقدّمتين ومقامين وخاتمة ، تشتمل المقدّمة الأُولى على البحث في تأسيس الأصل في الصلوات ، هل هو الجهر أو الإخفات ، أو أن كلّاً من الجهر والإخفات أصل برأسه؟

أمّا المقدّمة الثانية فهي في تحرير محلِّ النزاع ، وقد بحث ذلك من خلال خمس عشرة مسألة.

أما المقام الأوّل فهو في استعراض الأقوال في ذلك ، وذكر فيها ستة أقوال. وفي المقام الثاني ذكر الاستدلال على تلك الأقوال الستّة.

أما الخاتمة فقد اشتملت على تنبيهين فيهما فوائد كثيرة.

الرسالة الثامنة : نقض رسالة الشيخ علي الستري ( ت ١٣١٩ هـ ) ، في تعيين الإخفات بالبسملة في الأخيرتين.

الرسالة التاسعة : حكم الجهر بالبسملة في الأخيرتين.

وهي رسالة مكمّلة لرسالة قرّة العين ، حيث لم يذكر هناك بصورة مفصّلة أدلّة القولين الأخيرين في المسألة عند استعراض الأقوال وأدلّتها ، فذكرها هنا بصورة مفصّلة. وهي بمجموعها تعتبر اختصاراً لرسالة قرّة العين.

الرسالة العاشرة : أجوبة مسائل الشيخ جعفر العوّامي ، وهي :

فيما لو اجتمعت العيد والجمعة وصلّيت العيد على جهة الوجوب ، فهل يجب

١٤

على مَنْ حضرها ما عدا الإمام الحضور للجمعة ، أم لا؟ وعلى كلا التقديرين : لو حضر العدد المعتبر في وجوبها به ، وكان ممّن صلّى العيد ، فهل تبقى واجبةً ، أم لا؟ وهل تسقط الظهر ، أم لا؟

الرسالة الحادية عشرة : منهاج السلامة في حكم الخارج عن بلد الإقامة.

وهي جواب سؤال ورد عليه من جناب الحاج علي آل الشيخ علي القطيفي التوبي ( ت ١٣٠٨ هـ ) ، يسأله فيه عن حكم المسافر الذي أقام في غير بلد استيطانه عشرة أيّام ، فلمّا انقضت عزم بعدها على السفر ، ولكنّه يريد الخروج لسائر القرى الخارجة عن مكان إقامته ، لقضاء بعض الوطر ، من غير عزم على الإقامة في مكان إقامته ، ولا غيره ممّا يريد عليه الممر.

الرسالة الثانية عشرة : حاشية على مباحث الخلل من كتاب ( شرائع الإسلام ).

الرسالة الثالثة عشرة : شرح مبحث زكاة السخال من كتاب ( الروضة البهيّة في شرح اللمعة الدمشقية ).

الرسالة الرابعة عشرة : الرسالة العاشورية ، في تحقيق صوم يوم عاشوراء.

الرسالة الخامسة عشرة : جواب مسألة : لو حجّ المخالف ثمّ استبصر ، هل يحرم عليه النكاح لإخلاله بطواف النساء ، أم لا؟

الرسالة السادسة عشرة : جواب مسألة : لو قضى رجل أعمال عمرة التمتّع ، وبعد ذلك زال عقله بسبب حمًّى أصابته ، ولا يُرجى برؤه بحيث يحرم للحجّ ويدرك الوقوفين ، فما تكليف مَنْ معه من إخوانه؟ وما تكليفه بنفسه إن برئ بعد أيّام الحجّ وهو في مكّة؟.

الرسالة السابعة عشرة : جواب مسألة : عن رجل مات في مكّة بعد الفراغ من أعمال عمرة التمتّع وقبل أن يحرم للحجّ : فهل يسقط عنه الحجّ ، أم تلزم الاستنابة عنه ، أم لا؟

الرسالة الثامنة عشرة : جواب مسألة : لو أنّ رجلاً باع شيئاً على رجلين صفقة واحدة ، وَقبلَ واحدٌ منهما عن نفسه وعن الآخر ، ثمّ بعد ذلك فسخ البائع لواحد منهما ، فهل ينفسخ البيع عن ذاته عن الكلّ ، أم لا؟

١٥

الرسالة التاسعة عشرة : جواب مسألة عن الصلح عمّا يستحقّ مشاعاً ، مجهول الكمّ ، من شي‌ء معيّن بكميّة معلومة مشاعة فيه أيضاً ، كما لو تردّد المستحقّ بين نصف الشي‌ء أو ربعه ، فصولح عنه بثلثه أو سدسه.

الرسالة العشرون : في بطلان الوكالة بفعل متعلّقها أو منافيها ، وبيان اختلاف الأعلام في بعض الصور الجزئيّة في هذه القاعدة.

الرسالة الحادية والعشرون : في الوصيّة ، وهي من أجوبة مسائل الشيخ محمّد البحراني ، ونصّ السؤال : ( .. فالمعروض على جنابكم المحفوظ أنّ العبد كان على سيرة مسلّمة عنده ، فناقشه بعض إخوانه في الدين وأجلّ خلّانه على اليقين ، مزرياً عليه ذلك العمل ، فجرى بينه وبينه ما جرى ، فاخترمه الأجل قبل إحكام ما فيه دخل ، ولم يكن لي بسواه أنسٌ سواكم ، فما برحت أُقدّم رجلاً في سؤالكم وأؤخّر اخرى ، ثمّ رأيت أن القدوم أحرى.

والسيرة المشار إليها : رجلٌ حرٌّ بالغ رشيد أوصى بفاضل ثلثه لذكور أولاده لصلبه ، متفاوتين فيه أو متساوين ، على أنّ مَنْ مات منهم قبل أن يعقب رجع حقّه من الثلث لمَنْ بقي منهم ، فإن انقرضوا من غير عقب رجع فاضل الثلث جميعه لجهةٍ أيّ جهة من الجهات التي يتقرّب بها العقلاء ، فأبطل ذلك الفاضل المقدّس ذلك موجّهاً :

أنّ ذلك الموصى إليه بعد ملكه إليه لا سبيل للموصي عليه.

فأجبته : إنّ الموصى إليه ملك مشروطاً ، والوفاء بالشرط غير المخالف للكتاب والسنّة لا خلاف في وجوب الوفاء به.

وافترقنا على المراجعة ، وحال القضاء والقدر عن الاجتماع ، فاختار الله به دار بقائه ، وأسأل الله أن يحشره في زمرة أوليائه ، إلّا إنّه قدس‌سره أوقع الإشكال ، فالرجاء كشف قناع ذلك الإعضال ).

الرسالة الثانية والعشرون : جواب مسألة في رجل طلّق زوجته في طهر غير طهر المواقعة ، وأشهد على طلاقها عدلين ، ثمّ راجعها في العدّة قبل انقضاء المدّة ، وأشهد على رجعتها ، ولم يبلغها حتّى خرجت من العدّة ، فأقام البيّنة ، فهل له سبيل عليها ، أم

١٦

لا؟ استكتم الشهود أم لا ، حاضراً كان أو غائباً ، تزوّجت بآخر أم لا؟ وهي من أجوبة مسائل الشيخ محمّد البحراني.

الرسالة الثالثة والعشرون : جواب مسألة في الطلاق ، وهي : رجل طلّق امرأة لكونها حبلى ، واعترفت بالحمل ، وبعد الطلاق تبيّن فساد الحمل ، ما يكون الطلاق ، يفسدُ بفساد الشرط أم لا؟ وسواءً كان الطلاق رجعيّاً أم بائناً؟

الرسالة الرابعة والعشرون : إقامة البرهان في حلِّ الإربيان ، كتبها ردّاً على بعض محشّي ( اللمعة ) حيث ذهب فيها إلى تحريم الإربيان زاعماً أنّه ( الرَّبِيثا ) المنهيّ عنه في الروايات.

الرسالة الخامسة والعشرون : في ميراث المُعْتِق إذا مات عتيقه.

الرسالة السادسة والعشرون : جواب مسألة حول إرث الجدّة مع الأخت ، ونصّها : هل تعطى الجدّة مع الأخت من الأب والأبوين السدس أم الثلث على اختيار الشيخ محمّد طه نجف؟.

الرسالة السابعة والعشرون : جواب مسألة : رجل عنده زوجتان كلّ زوجه له منها بنت ، فغرق مع إحدى الزوجتين وبنتها منه ، وللبنت التي غرقت جدٌّ لأمّ وجدّةٌ لأمّ ، والمال كلّه للرجل ، وليس للزوجة والبنت مال ، فما كيفيّة الميراث؟

الرسالة الثامنة والعشرون : في الحبوة ، وقد لاحظ المصنّف رحمه‌الله أنّ الأصحاب اقتصروا في ما يحبى به أكبر الأولاد على الأربعة المشهورة من : السيف ، وثياب البدن ، والخاتم ، والمصحف ، دون الكتاب مع وروده في النصوص الواردة عن الأئمّة عليهم‌السلام ؛ فلذا أفرد رسالةً في هذه المسألة.

وأدرجنا في علم أصول الفقه :

الرسالة التاسعة والعشرون : الدرر الغرويّة في تحقيق الأُصول الفقهيّة.

وهو كتابٌ في أصول الفقه لكنّه كتب مقداراً يسيراً فقط من الباب الأوّل ، تعرّض فيه إلى تعريف الفقه في اللغة وعُرف المتشرّعة ، مع إشكالات ودفعها.

الرسالة الثلاثون : الدرر الفكريّة في أجوبة المسائل الشبّريّة. وهي أجوبة لمسائل

١٧

العلّامة السيّد شبّر بن السيّد علي بن السيّد مشعل البحراني قدس‌سره ، أرسلها إلى والد المؤلِّف ليجيب عنها ، فأجابه شيخنا المؤلِّف عن والده ، وكان عمره آن ذاك عشرين عاما.

واشتمل ما أوردناه من هذه المسائل على :

١ ـ جواز الأخذ بالكتاب وإن لم يكن مفسّراً من المعصوم عليه‌السلام وعدمه. وقد اختار رحمه‌الله في هذه المسألة رأياً وسطاً ، وهو : ( إنّ قسماً من القرآن يَعرفُ المرادَ منه سائرُ الناس ، وقسماً يُعلم بالتعلّم .. وإنّ البيّن كآيات الوعد والوعيد والزجر والتهديد وما شابهها من الآيات الظاهرة لا تتوقف على الأثر من الآيات الباهرة. وإنّ المُجْمل منه كالآيات الدالّة على إقامة الصلوات وإيتاء الزكوات لا بدّ فيه من تفسيرهم لإعداد الركعات في الصلوات ، ومقادير النصاب في الزكاة. وإنّ المحتَمِل لأمرين أو أُمور ؛ فإن لم يكن الجميع مراداً ، بل دلّ الدليل على أنّ المراد واحد لا غير ، يحمل على الوجه الموافق للدليل. وإنّ احتمل إرادة منها فلا يجوز القطعُ بإرادة معنىً إلّا بقول المعصوم عليه‌السلام ، ولا يؤخذ بقول أحد إلّا إذا أجمع عليه فيؤخذ به ؛ لمكان الإجماع لكشفه عن قول المعصوم عليه‌السلام ).

٢ ـ بيان اختلاف الفقهاء في الفتاوى ، وقد أرجع فيها منشأ اختلاف الأصوليّين والأخباريّين إلى أمور متعدّدة :

أ ـ اختلاف الأخبار الواردة عن الأئمّة عليهم‌السلام لأمور : التقيّة ، واختلاف لفظ الروايات الناشئ من الرواة ، والنسخ.

ب ـ اختلافهم في القواعد الأصوليّة التي وضعها المتأخّرون ليبنوا عليها الفروع الفقهيّة.

ج ـ اختلافهم في الأنظار والفهم والاعتبار.

ثمّ نقل رحمه‌الله أمراً رابعاً عن العلّامة الشيخ سليمان بن عبد الله الماحوزي رحمه‌الله ( ت ١١٢١ هـ ) ، وهو : أكثر الخلاف الواقع في الشريعة إنّما نشأ من أمرين :

أحدهما : الاختلاف في الأُصول والقواعد التي تبنى عليها فروع الفقه وعدم

١٨

التفطّن لها.

والثاني : تكلّم مَنْ ليس له قدمٌ في هذه الصناعة ، ولا حظّ وافر من هذه البضاعة ، كما أشار إليه أمير المؤمنين عليه‌السلام بقوله العلمُ نقطة كثّرها الجاهلون (١).

وقد حاول رحمه‌الله جاهداً في هذه المسألة أن يوفّق بين الأصوليّين والأخباريّين ويسدّ باب التشنيع ، وبيّن أنّ ما يقع من التهكّم من البعض فهو من الغفلات التي تعرض للأريب من غير إصرار.

٣ ـ بيان معنى الإجماع بجميع شقوقه ، وقد تعرّض في هذه المسألة إلى مقامين :

أ ـ تعريفه وبيان ما اشتقّ منه ، وإمكان وقوعه وإمكان العلم به وحجّيته ، ووجه حجّيته.

ب ـ في أقسامه السبعة المشهورة.

٤ ـ جواب مسألة حول الاجتهاد والتقليد ، وهي : ( إنّه لا بدّ من التقليد ولو مطلقاً ، ولا ريب في أنّ كلّ مجتهد جائز الخطأ ، فكيف يجوز تقليد جائز الخطأ سيّما في المسائل العارية من النصوص؟ فلا مناص من توهّم الإغراء بالجهل ). وقد أجاب عن هذه المسألة بجواب تفصيلي ، واشتمل جوابه على فوائد كثيرة.

الرسالة الحادية والثلاثون : جواب مسألة حول جواز الأخذ من المجتهدين والمقلّدين وتقليد كلّ منهما من آحاد الفريقين ، وهي من أجوبة مسائل الشيخ محمّد البحراني.

وقد أجاب المؤلّف رحمه‌الله عن هذه المسألة جواباً وافياً شافياً ، ونقل كلمات الإطراء الصادرة من بعض المجتهدين في بعض الأخباريّين وبالعكس ، ونقل في المقام ما سمعه من أستاذه المحقّق الشيخ الأعظم الشيخ مرتضى الأنصاري رحمه‌الله ( ت ١٢٨١ هـ ) ، في مسألة البحث عن المخصّص : ( إنّ الفقيه إذا تتبّع ( الحدائق ) أو ( الوسائل ) ، ولم يجد المخصّص ، جاز له العمل بالعامّ ). ثم عقّب المصنّف بقوله : وهذا لا يتمّ إلّا بإحراز وثاقتهما وكمال عدالتهما ، كما لا يخفى على أولي الأفهام.

ومع أنّ المؤلّف اعترف باختلاف المسلكين إلّا إنّه ذكر أنّ ذلك لا يوجب تباين

__________________

(١) انظر ج ٣ : ١٣١.

١٩

المذهبين ، ولا خروج إحدى الفرقتين عن طريق النجاة ومذهب الأئمّة الهداة عليهم‌السلام ، لأنّ الخلاف في الأصوليّة والأخباريّة كالاختلاف الواقع بين المجتهدين في المسائل الأصوليّة التي تُبنى عليها الفروع الفقهيّة.

الرسالة الثانية والثلاثون : العُمدة نظم الزبدة.

وهو نظم لكتاب ( الزبدة في أُصول الفقه ) للشيخ البهائي ( ت ١٠٣١ هـ ).

وقد أدرجنا في الدعاء والزيارة :

الرسالة الثالثة والثلاثون : جواب سؤال حول شرح فقرة « فهبني .. » من دعاء كميل ، وقد أوجز المؤلّف السؤال في ثلاث مسائل :

الأولى : معنى «هبني».

الثانية : في الإعراب.

الثالثة : إعراب ( إنّ ) في قوله مثلاً ـ : ( لأكرمن زيداً وإن أهانني ).

فأجاب عنها بأجوبة كافية ، وذكر تتميماً بعد المسألة الثالثة ذكر فيه معنى استغفار الأئمّة من الذنوب.

ثمّ ذكر المؤلّف ردّ السائل على الجواب وقام بنقضه ، فأورد السائل إيرادات على النقض ، فقام المؤلّف بردّها ونقضها.

وفي هذه الرسالة مباحث مهمّة تكشف مدى تضلّع شيخنا المؤلّف في علوم العربيّة.

الرسالة الرابعة والثلاثون : مسألة عن معنى ما ورد في زيارة الإمام الحسين عليه‌السلام

وفي قلوب مَنْ والاه قبره.

هذه مجموعة الرسائل والمؤلّفات التي عثرنا عليها للمؤلّف رحمه‌الله ، وقد طُبع له سابقاً :

١ ـ ديوان « المراثي الأحمديّة ».

طبع في الهند ، ولكنّه لم يستوعب جميع شعره ، وقد استدرك في ( أنوار البدرين ) بعض ما لم ينشر في الديوان.

٢٠