كشف الرّموز - ج ١

الشيخ حسن بن أبي طالب اليوسفي [ الفاضل الآبي ]

كشف الرّموز - ج ١

المؤلف:

الشيخ حسن بن أبي طالب اليوسفي [ الفاضل الآبي ]


المحقق: الشيخ علي پناه الاشتهاردي
الموضوع : الفقه
الناشر: مؤسسة النشر الإسلامي
المطبعة: مؤسسة النشر الإسلامي
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٩٢
الجزء ١ الجزء ٢

١

٢

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم رسله وخيرة أصفيائه محمد وآله الطاهرين.

لا شك أن الإنسان في أمس الحاجة إلى معرفة ما يضمن سعادته وكماله كي يطبقه في شؤون حياته الفردية والاجتماعية من اقتصادية وسياسية وعسكرية ومن البديهي أن الطريق الوحيد لتحقق سعادة الإنسان هي أحكام الشريعة المحمدية التي يبينها علم الفقه ومن أجل ذلك كان هذا العلم بمادته الأولية موجودا على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تكامل في زمن الصادقين عليهما‌السلام ومن بعد ذلك أصبح محطا لأنظار العلماء والفقهاء حيث قام بتبيين الأحكام الفرعية المتلقاة من الكتاب الكريم والسنة الشريفة المبينة من قبل العترة الطاهرة ومن أساطين هذا الفن المحقق الحلي قدس‌سره فإنه ألف كتبا كثيرة في هذا المجال منها المختصر النافع وهو من المتون الأصيلة الفقهية ، ولأهميته وعظمته قام بشرحه عشرات من فحول الفقهاء منهم المحقق الشيخ حسن بن أبي طالب اليوسفي « الفاضل الآبي » الذي يعتبر من تلامذة المحقق الحلي أعلى الله مقامهما وهو أول شرح على ذلك السفر الجليل سماه بـ « كشف الرموز ».

وقد قامت المؤسسة بنشره بعد ما بذل سماحة العلامة الحاج الشيخ علي الاشتهاردي والعلامة الحاج الشيخ آغا حسين اليزدي جهودا كثيرة في تصحيحه ومقابلته مع نسخ متعددة وإسقاط الألفاظ المغلوطة وتوضيح الغامضة منها كما وتشكر سماحتهما على ما بذلاه من المساعي الوافرة سائلة المولى عز وعلا التوفيق لهما ولها لخدمة الدين الخيف ولإحياء التراث الإسلامي إنه خير ناصر ومعين.

مؤسسة النشر الإسلامي

التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة

٣

بسم الله الرحمن الرحيم

« حديث في التفقه »

علي بن محمد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن عثمان بن عيسى ، عن علي بن أبي حمزة ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : تفقهوا في الدين فإنه من لم يتفقه منكم في الدين فهو أعرابي ، إن الله يقول ( في كتابه ـ خ ) « ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون » (١).

__________________

(١) أصول الكافي ، ج ١ ، باب فرض العلم ووجوب طلبه والحث عليه ، حديث ٦ ، والآية ١٢٢ من سورة التوبة.

٤

المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم

قد نبه الله عزوجل معاشر المسلمين على وجه كونهم أفضل من سائر الأمم بأنهم آمرون بالمعروف وناهون عن المنكر ، فقال عز من قائل « كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر » الآية (١).

والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مالهما إلى الأفعال القلبية والجوانحية أو العملية والجوارحية ، وذلك حسب اختلاف متعلقيهما ، فقد يكون متعلقا هما القسم الأول ، وقد يكونان القسم الثاني ، وبكلا قسميهما يسميان فقها علميا أو عمليا.

توضيحه

إن مراتب الوصول إلى الكمال نظير أفراد الكلي المشكك ـ متفاوتة حسب تفاوت الاستعدادات ـ تفاوتا بينا ، فكل مرتبة يسلكه السالك إلى الله بالجوارح أو بالجوانح فهي مرتبة من مراتب الفقه ـ لا بالمعنى المصطلح ـ بل بمعناه الواقعي النفس الأمري ، فللفقه مرتبتان مترتبتان ثانيتهما أعلى مقاما.

( إحديهما ) الفقه الجوارحي وهو الذي يحتاج أبناء نوع بني آدم إليه في السلوك الظاهري ، ويسمى بالفقه بالجوارحي ، سواء تعلقت بالأبدان بجميع أنواعها ، واجبة

__________________

(١) آل عمران : ١١٠.

٥

أو غير واجبة ، والصوم بجميع أنواعه ( أو ) تعلقت بالأموال كالزكوات والأخماس وأنواع الكفارات والصدقات ( أو ) بهما كالحج والعمرة وعدة من الكفارات.

وسواء كانت مجعولة لانتظام مجتمع أبناء النوع كالحدود والقصاص والديات وأحكام المعاشرات وأحكام القضاء المجعولة لرفع الخصومات والمشاجرات ، بل وأنواع البيوع والإجارات والجعالات أو مجعولة لحفظ النسل والانتسابات كالنكاح والطلاق واللعان والظهار والإيلاءات.

أو متعلقة بكيفية السلوك مع المخلوقات ، سواء كانت من أبناء نوعه حتى أحكام العبيد والإماء كالعتق والتدبير والمكاتبات أم غيرهم في المجالسات والمعاشرات.

( ثانيهما ) الفقه الجوانحي.

والجامع لجميع ما عددناه أمران : ( أحدهما ) كيفية السلوك مع خالقه وتسمى بالعبادات.

( ثانيهما ) كيفية السلوك مع غير خالقه حتى مع نفسه وهي غير العبادات من الأنواع المذكورات ، وكل ذلك يحتاج إلى الفقه العملي أو العملي ، أمرا أو نهيا ، والفقه بكلا معنييه بمنزلة المظهر لمسئلتي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر اللذين صار سببين لكون هذه الأمة خير أمة أخرجت للناس.

ففي كل مرتبة من المراتب المذكورة لو عمل المسلم بها كان آتيا « بهما ، ولو ترك كان تاركا » لهما ، فالأمر بالمعروف بجميع مراتبه مستلزم للعمل بجميع المندرجات ، والنهي عن المنكر بجميع مراتبه لترك أضداد المذكورات.

وهما بجميع مراتبهما تتعلقان بفعل المكلف ، سواء كان من أفعال الجوارح والأعضاء ، أو من أفعال القلب.

فأسباب الوصول إلى الكمالات ترجع إلى الفقه ، ولذا عرفه غير واحد من أساطين الفن بأنه العلم بالأحكام الشرعية ، فكل موضوع له حكم ما من الشرع المقدس فهو فقه ، سواء كان تكليفيا أو وضعيا ، وسواء كان متعلقا " بنظم الدنيا أو نظم الآخرة ، ولذا جعلوا موضوعه أفعال المكلفين.

٦

ومن هنا يظهر السر فيما حكموا به من أنه يجب على غير المجتهد التقليد في الواجبات والمحرمات ، والمندوبات والمكروهات ، وأضاف جمع بقولهم : بل المباحات والعاديات.

بل نقول : يمكن إرجاع مراتب السلوك إلى الله ـ الذي هو المصطلح عند قوم ـ الذي هو غاية آمال العارفين إلى الفقه كعلم تهذيب النفس وعلم الأخلاق ، والعرفان الذي اصطلح عليه آخرون.

ولقد أحسن الشيخ العلامة المتتبع الحر العاملي ـ روح الله روحه ـ حيث جعل في كتابه الوسائل ـ الذي هو مرجع الفقهاء بعد تأليفه ـ كتاب الجهاد على قسمين ( أحدهما ) أبواب جهاد النفس ، وذكر فيها أكثر ما اصطلح عليه علماء الأخلاق بل وأصحاب السير والسلوك بعنوان الفقه.

مثل ما عنون : باب ١ وجوب جهاد النفس ، باب الفروض على الجوارح إلى آخره ، باب ٣ جملة مما ينبغي القيام به من الحقوق الواجبة والمندوبة ، باب ٤ استحباب ملازمة الصفات الحميدة واستعمالها وذكر نبذة منها ، إلى غيرها من الأبواب.

بل عنون الأعمال الجوانحية والقلبية عنوانا فقهيا ، مثل : باب ٥ استحباب التفكر فيما يوجب الاعتبار والعمل ، باب ٦ استحباب التخلق بمكارم الأخلاق إلى آخر أبواب جهاد النفس ، فالجهاد الأصغر الذي هو جميع الفقه الجوارحي ـ على ما هو المتعارف ـ متحد مع الجهاد الأكبر الذي هو تهذيب النفس وتكميل القوى ، الذي هو الفقه الجوانحي ، والكل يجمعها التقوى (١) الذي قد أمر الله تعالى به في القرآن العزيز.

ولعل الخطبة المنقولة عن مولى الموحدين يعسوب الدين أمير المؤمنين ـ عليه

__________________

(١) وبالبال ، أن مؤسس حكومة الجمهورية الإسلامية بإيران الإمام الخميني ـ طول الله عمره وكثر الله أمثاله ـ كان في بعض بياناته في سنة ١٣٤٢ الشمسية يجعل للتقوى مراتب أربع : العملي ، السياسي ، الروحي ، العقلي ، وللتفصيل في بيانها محل آخر.

٧

صلوات المصلين ـ الموسومة بـ « خطبة همام » المشتملة على ذكر الأعمال الجوارحية والجوانحية أكبر شاهد على ما ذكرنا من رجوع الكل إلى التقوى ، فإنه ـ عليه‌السلام ـ بصدد بيان أوصاف المتقين التي سألها همام بقوله : ( صف لي المتقين ).

فلا محيض عن إرجاع كل ماله دخل في تربية الإنسان ووصوله إلى الكمال إلى الفقه ، فإنه الذي يهدي إلى الخروج عن حضيض الحيوانية إلى مدارج الإنسانية.

فالترغيب والتحريض على التفقه والتوبيخ على تركه ، المستفادة من قوله تعالى : فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون (١) إنما هي لأجل أن الوصول إلى الكمالات مولود منه ، فإن الظاهر أن المراد من الحذر هو الحذر من مطلق ما هو خلاف مصلحة السائر إلى الله تعالى.

فكل شأن من شؤون الإنسان يحتاج إلى مرتبة من مراتب الفقه

عباراتنا شتى وحسنك واحد

وكل إلى ذاك الجمال يشير

والفقه العملي الناشئ عن تقوى القلب ـ الذي أشير إليه في قوله تعالى : ولباس التقوى ذلك خير (٢) ـ هو من مراتب الفقه ، بل هو الفقه حقيقة (٣).

فكما أن اللباس الظاهري ساتر للبدن وبه يستتر العيوب الظاهرة ، فالتقوى العملي أيضا بجميع مراتبه ساتر للعيوب الباطنية.

رزقنا الله وجميع إخواننا المؤمنين التقوى الجامع بحق النبي محمد وآله الأطهار.

__________________

(١) التوبة : ١٢٢

(٢) الأعراف : ٢٦

(٣) ويخطر بالبال أن شيخنا سماحة الآية العظمى الحاج الشيخ محمد علي العراقي ـ مد ظله ـ أحد التلامذة المعروفين لمؤسس الحوزة العلمية الكثيرة البركة " الآية العظمى الحاج الشيخ عبد الكريم اليزدي الحائري ـ قدس الله نفسه ـ ) كان ينقل عنه أنه يقول : إن معنى التفقه ، التدين والإيمان القوي أي ليصيروا متدينين كي يصيروا مستعدين للإنذار وقابلين له.

٨

فتحصل : أن الفقه هو أساس

حفظ النظام الإسلامي

ومن هنا قد شمر جمع كثير من الفطاحل (١) وجم غفير من الأفاضل ذيولهم من زمن الأئمة عليهم‌السلام ، بل من زمن الصادع بالشرع ـ عليه صلوات الله ـ لحفظ هذه الوديعة الإسلامية وسابقوا فيها.

ولقد يعجبنا أن ننقل شطرا من الحافظين لهذا العلم من زمن التابعين ـ رضوان الله عليهم أجمعين ـ فنقول بعون الله الملك الوهاب :

علي بن أبي رافع مولى رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ ، كان من فقهاء الشيعة وخواص أمير المؤمنين ـ عليه‌السلام ـ وكاتبه ، قال النجاشي في ذكر الطبقة الأولى من مصنفي الشيعة الإمامية :

علي بن أبي رافع (٢) ( مولى رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ ) ، وهو تابعي من خيار الشيعة ، كانت له صحبة من أمير المؤمنين ـ عليه‌السلام ـ وكان كاتبا وحفظ كثيرا وجمع كتابا في فنون الفقه ، الوضوء والصلاة وسائر الأبواب ، تفقه على أمير المؤمنين ـ عليه‌السلام ـ وجمعه في أيامه ، وكانوا يعظمون هذا الكتاب (٣).

أما الفقهاء من أصحاب الأئمة ـ عليهم‌السلام ـ

فنحن نكتفي بما أودعه محمد بن عمر بن عبد العزيز الكشي ـ تغمده الله بغفرانه ـ

__________________

(١) مفردة الفطحل كجعفر وهو كما في القاموس : السيل والنار العظيم والضخم من الإبل ( انتهى ) وهنا كناية عن الكملين من العلماء.

(٢) ليس في النسخة المطبوعة التي عندنا من رجال النجاشي هذه الجملة.

(٣) تأسيس الشيعة للمرجع الديني السيد حسن الصدر ـ قدس‌سره ـ طبع النجف الأشرف ص ١٩٨.

٩

في رجاله من فقهاء الشيعة قال :

( تسمية الفقهاء من أصحاب أبي جعفر وأبي عبد الله ـ عليه‌السلام ـ ) قال الكشي : اجتمعت العصابة على تصديق هؤلاء الأولين من أصحاب أبي جعفر  ـ عليه‌السلام ـ ، وأصحاب أبي عبد الله ـ عليه‌السلام ـ ، وانقادوا لهم بالفقه ، فقالوا : أفقه الأولين ستة : زرارة ، ومعروف بن خربوذ ، وبريد ، وأبو بصير الأسدي ، والفضيل بن يسار ، ومحمد بن مسلم الطائفي ، قالوا : وافقه الستة زرارة ، وقال بعضهم ـ مكان أبي بصير الأسدي ـ : أبو بصير المرادي ، وهو ليث بن البختري (١) ( إنتهى ).

وقال في الجزء الخامس منه :

( تسمية الفقهاء من أصحاب أبي عبد الله ـ عليه‌السلام ـ ) اجتمعت العصابة على تصحيح ما يصح من هؤلاء وتصديقهم لما يقولون ، وأقروا لهم بالفقه من دون أولئك الستة الذين عددناهم ، وسميناهم ستة نفر : جميل بن دراج ، وعبد الله بن مسكان ، وعبد الله بن بكير ، وحماد بن عثمان ، وحماد بن عيسى ، وأبان بن عثمان ، قالوا : وزعم أبو إسحاق الفقيه وهو تغلبة بن ميمون أفقه هؤلاء ، جميل بن دراج ، وهم أحداث أصحاب أبي عبد الله ـ عليه‌السلام ـ (٢) ( إنتهى كلامه  ـ رحمه‌الله ـ ).

وقال في الجزء السادس منه ـ ما هذا لفظه ـ :

( تسمية الفقهاء من أصحاب أبي إبراهيم وأبي الحسن الرضا ـ عليهما‌السلام ـ ) أجمع أصحابنا على تصحيح ما يصح من هؤلاء وتصديقهم وأقروا لهم بالفقه والعلم ، وهم ستة نفر آخر دون الستة نفر الذين ذكرناهم في أصحاب أبي عبد الله  ـ عليه‌السلام ـ ، منهم : يونس بن عبد الرحمن ، وصفوان بن يحيى بياع السابري ،

__________________

(١) رجال الكشي طبع بمبي الجزء الثالث ص ١٥٥.

(٢) رجال الكشي ص ٢٣٩ طبع بمبي.

١٠

ومحمد بن أبي عمير ، وعبد الله بن المغيرة ، والحسن بن محبوب ، وأحمد بن محمد بن أبي نصر ، وقال بعضهم ـ مكان الحسن بن محبوب ـ : الحسن بن علي بن فضال ، وفضالة بن أيوب ، وقال بعضهم ـ مكان فضالة بن أيوب ـ : عثمان بن عيسى ، وأفقه هؤلاء يونس بن عبد الرحمن وصفوان بن يحيى (١) ( انتهى كلامه ـ رحمه‌الله ـ ).

ومن شاء معرفة الفقهاء من أصحاب الأئمة ـ عليهم‌السلام ـ أزيد من هذا فليراجع تراجم الرجال ، وقد أحصى جماعة كثيرة منهم في تأسيس الشيعة فراجع (٢).

وهكذا كان دأبهم وديدنهم في زمن الأئمة ـ عليهم‌السلام ـ إلى طول زمن الغيبة الصغرى إلى انقضاء عصر نيابة رابع النواب الأربعة عن الناحية المقدسة ، علي بن محمد السمري ـ رضي‌الله‌عنهم جميعا « ـ فظهر بعده أنجم زاهرة وإن كانت الشمس قد أخذت حجابها واستترت بالسحب المتراكمة ـ مثل علي بن موسى بن بابويه القمي المتوفى سنة ـ ٣٢٩ ـ ، والحسن بن أبي عقيل العماني (٣) ، ومحمد بن أحمد بن جنيد الإسكافي المتوفى سنة ٣٨١ على ما قيل كما في الكنى ، ومحمد بن علي بن بابويه ، ومحمد بن النعمان المفيد ، والسيدان الشريفان « المرتضى والرضي » ، ومحمد بن الحسن الطوسي وسالار بن عبد العزيز المعروف بـ « القاضي عبد العزيز البراج » ، وعلي بن حمزة الطوسي ونظرائهم ـ رضي الله تعالى عنهم جميعا » ـ ، وهكذا إلى أواسط القرن السابع ، فبرز في ذلك أعاظم أولي الفضائل الجمة وأفاضل أولو الفواضل مثل :

__________________

(١) رجال الكشي ص ٣٤٤ طبع بمبي.

(٢) الفصل العاشر علم الفقه ص ٢٩٨ ـ ٣٠٧.

(٣) لم نعثر ولم نقف على سنة وفاته ، لكنه أول من هذب الفقه واستعمل النظر وفتق البحث عن الأصول والفروع في ابتداء الغيبة الكبرى ، وبعده الشيخ الفاضل ابن الجنيد ، وهما من كبار الطبقة السابقة ، وابن أبي عقيل أعلى منه طبقة ، فإن ابن الجنيد من مشايخ المفيد ، وهذا شيخ من مشايخ شيخه جعفر بن محمد بن قولويه كما علم من كلام النجاشي ( الكنى ج ١ ص ١٩١ ) نقلا عن العلامة الطباطبائي ـ رحمه‌الله.

١١

محمد بن الحسن المعروف بـ « المحقق خواجة نصير الملة والدين » ، والمحقق جعفر بن الحسن بن يحيى الحلي ، والعلامة الحسن بن يوسف بن مطهر الحلي ، وقبلهم محمد بن إدريس الحلي ويحيى بن سعيد أبو المحقق ، ويحيى بن أحمد بن يحيى الحلي ابن عم المحقق الحلي وسبط ابن إدريس ، وحمزة بن علي بن زهرة الحسيني الحلبي صاحب الغنية ـ رضوان الله عليهم ـ.

كلهم علماء ، أتقياء ، وفقهاء أبرار ، ولكثير منهم أولاد ، وأحفاد ، وأسباط كانوا من الفقهاء الأخيار.

شكر الله مساعيهم الجميلة ، وجزاهم عن مشرع الأحكام خير الجزاء ، وحشرهم مع مواليهم الأئمة الأطهار ـ عليهم صلوات الله الملك الجبار ـ.

ثم إن من الفقهاء الذين يكل اللسان عن توصيفه : جعفر بن الحسن بن سعيد أبو القاسم المعروف بـ « المحقق » بقول مطلق الذي هو أفضل أهل زمانه باعتراف تلميذه العلامة ـ قدس‌سره ـ كما يأتي كلامه فيه.

وحيث إن هذا السفر الذي بين يديك تعليق على رموز مختصر الشرائع ، فالمناسب ذكر مختصر من أحواله ـ رحمه‌الله ـ ثم ذكر ترجمة معلقه الشارح  ـ قدس‌سرهما ـ ثم ذكر الشروح التي تنورت بأنوار رؤوس أقلام العظماء فنقول :

مولد المحقق ـ قدس‌سره ـ

ذكر الشيخ أبو علي الحائري ، عن إجازة الشيخ يوسف البحراني (١) أنه قال : قال بعض الأجلاء الأعلام من متأخري المتأخرين : رأيت بخط بعض الأفاضل ما صورة عبارته .. ـ إلى أن قال : ـ (٢) وسئل عن مولده ( يعني المحقق الحلي  ـ قدس‌سره ـ ) فقال : سنة اثنتين وست مائة ( إنتهى ) (٣).

__________________

(١) صاحب الحدائق الناظرة ، المطبوعة مرارا.

(٢) يأتي ما أجملناه في تاريخ وفاته ـ قدس‌سره ـ إن شاء الله.

(٣) الكنى ج ٣ ص ١٢٨ ، نقلا عن ابن داود تلميذ المحقق.

١٢

سمته ووصفه

قال ابن داود (١) في القسم الأول من رجاله ما هذا لفظه :

هو جعفر بن الحسن بن يحيى بن سعيد (٢) الحلي (٣) ، شيخنا نجم الدين أبو القاسم المحقق المدقق الإمام العلامة ، واحد عصره كان ألسن أهل زمانه وأقومهم بالحجة ، وأسرعهم استحضارا « قرأت عليه ، ورباني صغيرا » ، وكان له علي إحسان عظيم والتفات ، وأجاز لي جميع ما صنفه وقرأه ورواه وكل ما تصح روايته عنه (٤) ( إنتهى موضع الحاجة ).

وقال العلامة ـ رحمه‌الله ـ في بعض إجازاته عند ذكر المحقق : كان أفضل أهل زمانه في الفقه ، وقال الشيخ في إجازته : لو ترك التقييد بـ « أهل زمانه » كان أصوب إذ لا رؤي في فقهائنا مثله (٥) ( إنتهى ).

وعن تذكرة المتبحرين (٦) ـ وهي تكملة أمل الآمل ـ أن حاله في الفضل والعلم والثقة والجلالة والتحقيق والتدقيق والفصاحة والشعر والأدب والانشاء وجميع العلوم والفضائل والمحاسن أشهر من أن يذكر ، وكان عظيم الشأن ، جليل القدر ،

__________________

(١) هو تقي الدين ، الحسن بن علي بن داود الحلي ، الشيخ العالم الفاضل الجليل الفقيه المتبحر صاحب كتاب الرجال المعروف ، ونظم التبصرة وغيرهما مما ينوف على الثلاثين ، تلمذ على السيد الأجل جمال الدين أحمد بن طاووس ، والمحقق ـ قدس‌سرهما ـ ( الكنى ج ١ ص ٢٧٢ ).

(٢) المكنى بـ « أبي زكريا » ( المستدرك ج ٣ ص ٤٧٤ ).

(٣) معجم رجال الحديث للآية الخوئي ـ مد ظله ـ ج ٤ ص ٢٠٠.

(٤) تنقيح المقال في ج ١ ص ٢١٤ ، ومعجم الرجال ج ٤ ص ٦١

(٥) تنقيح المقال في علم الرجال للمامقاني ـ رحمه‌الله ـ ج ١ ص ٢١٥.

(٦) هي الجزء الثاني من الكتاب الموسوم جزؤه الأول بـ « أمل الآمل في ذكر علماء جبل عامل » تأليف العلامة المحدث الشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي المتوفى في مشهد سنة ١١٠٤ ( الذريعة إلى تصانيف الشيعة ج ٤ ص ٤٦ ).

١٣

رفيع المنزلة ، لا نظير له في زمانه (١) ( إنتهى موضع الحاجة ).

وهو أعلى وأجل من أن يصفه ، ويعد مناقبه وفضائله مثلي (٢).

كنيته وألقابه

كنيته أبو القاسم ، وأما ألقابه فهو أول من لقب بـ « المحقق » بقول مطلق ، وأول من لقبه بذلك ـ على ما عثرنا عليه ـ تلميذه ابن داود والعلامة كما تقدم ثم تسلمه من تأخر عنه تسلما وقد يقيد بـ « المحقق الحلي » أو الأول وب « نجم الدين ».

أساتذته

وأما أساتذة المحقق ومن يروي عنهم ، فهم جماعة أجلاء أشهرهم :

(١) الفقيه الأجل نجيب الدين محمد بن جعفر بن أبي البقاء هبة الله بن نما الحلي الربعي (٢).

(٢) السيد النسابة الجليل ، شمس الدين أبو علي فخار بن معد الموسوي.

(٣) والده الحسن بن يحيى بن سعيد ـ إلى غير ذلك ـ.

تلاميذه

قال السيد الصدر كما في أعلام العرب : وبرز من عالي مجلس تدريسه أكثر من أربع مائة مجتهد جهابذة ، وهذا لم يتفق لأحد قبله (٤) ( إنتهى ).

نقول : ولم يعدوا من هؤلاء التلامذة الجهابذة إلا عددا قليلا نحن نذكرهم لئلا يخلو الكتاب من ذكر أسمائهم بالمرة :

(١) جمال الدين آية الله العلامة الحلي ابن أخت المحقق ، المتوفى ٧٢٦.

__________________

(١) تنقيح المقال في علم الرجال ج ١ ص ٢١٥.

(٢) المستدرك ج ٣ ص ٤٧٣

(٣) و (٤) مقدمة كتاب الشرائع المطبوع ١٣٨٩ بالنجف الأشرف.

١٤

(٢) الشيخ رضي الدين علي بن يوسف صاحب « العدد القوية » أخو العلامة.

(٣) السيد عبد الكريم بن طاووس صاحب « فرحة الغري » المتوفى سنة ٦٩٣.

(٤) الشيخ صفي الدين الحلي وهو ابن ابن عم المحقق لأن أباه يحيى صاحب « الجامع » (١) ابن عم المحقق.

(٥) الوزير شرف الدين أبو القاسم علي بن الوزير مؤيد الدين محمد بن العلقمي.

(٦) الشيخ شمس الدين محفوظ بن وشاح العباسي.

(٧) الشيخ المحدث الفقيه جمال الدين يوسف بن حاتم الثاني صاحب كتاب « الدار النظيم في مناقب الأئمة اللهاميم » ـ عليهم‌السلام ـ

(٨) الحسن بن داود الحلي.

(٩) السيد جلال الدين محمد بن علي بن الطاووس « ابن السيد بن طاووس المعروف ».

(١٠) جلال الدين محمد بن محمد الهاشمي الحارثي شيخ الشهيد الأول.

(١١) صفي الدين عبد العزيز بن سرايا الحلي الشاعر المشهور.

(١٢) جمال الدين أبو جعفر محمد بن علي القاشي.

(١٣) فخر الدين محمد بن العلامة الحلي (٢) كما يستفاد من إجازة تلميذه الشيخ نظام الدين علي بن عبد الحميد النيلي لأحمد بن فهد الحلي.

(١٤) نجم الدين طمان بن أحمد العاملي الشامي كما في إجازة الشيخ حسن

__________________

(١) جامع الشرائع ، قد طبع في زماننا هذا بحمد الله تعالى سنة ١٤٠٥.

(٢) قد يستبعد كون فخر الدين تلميذا للمحقق لأن ولادة الفخر في سنة ٦٨٢ ووفات المحقق على المعروف سنة ٦٧٦ ، والفصل بينهما ستة أو سبعة سنين ، والفخر إذ ذاك كان في حدود ست أو سبع ، فكيف يكون تلميذا للمحقق ـ رحمه‌الله ـ لكن الذي يرفع الاستبعاد أن الفخر قد حاز درجة الاجتهاد في السنة العاشرة من عمره ، فمن شاء توضيح ذلك فليراجع إيضاح الفوائد ج ١ تحت عنوان كلمة حول الفقهاء.

١٥

صاحب « المعالم ».

(١٥) جمال الدين يوسف بن حاتم الشامي.

(١٦) الشيخ عز الدين الحسن بن أبي طالب اليوسفي صاحب « كشف الرموز » في شرح النافع « الكتاب الذي بين يديك » ـ رضوان الله عليهم أجمعين ـ إلى غير هؤلاء من تلامذته ـ كثر الله أمثالهم ـ.

مؤلفاته

قال ابن داود في جملة كلام المتقدم : له تصانيف حسنة محققة مقروة محررة عذبة فمنها :

(١) كتاب شرايع الإسلام ، مجلدان.

(٢) كتاب النافع في مختصره ، مجلد.

(٣) كتاب المعتبر في شرح المختصر ، لم يتم ، مجلدان.

(٤) كتاب نكت النهاية ، مجلد.

(٥) كتاب المسائل الغرية ، مجلد.

(٦) كتاب المسائل المصرية ، مجلد.

(٧) كتاب المسلك في أصول الدين ، مجلد.

(٨) كتاب المعارج في أصول الفقه ، مجلد.

(٩) كتاب الكهنة في المنطق ، مجلد (١).

وعن تذكرة المتبحرين للشيخ الحر العاملي ـ رحمه‌الله ـ بعد توصيفه بما تقدم م ألفاظه قال :

وله كتب ـ فعد ما نقلناه عن بن داود ثم قال وزاد :

(١٠) رسالة التياسر في القبلة.

__________________

(١) تنقيح المقال في علم الرجال ج ١ ص ٢١٤ ، ومعجم رجال الحديث ج ٤ ص ٦١.

١٦

(١١) كتاب نهج الوصول إلى علم الأصول (١).

ونقل في مقدمة كتاب الشرائع المطبوع ١٣٨٩ بالنجف الأشرف.

(١٢) مختصر مراسم سلار.

سبب وفاته وسنتها

قال الشيخ يوسف البحراني في إجازته الكبيرة ـ بعد توصيفه ما لفظه ـ :

وكان أبوه الحسن من الفضلاء المذكورين ، وجده يحيى من العلماء الأجلاء المشهورين ، وقال بعض الأجلاء الأعلام من المتأخرين : رأيت بخط بعض الأفاضل ما صورة عبارته :

في صبح يوم الخميس ثالث عشر ربيع الآخر سنة ستة وسبعين وست مائة (٦٧٦) سقط الشيخ الفقيه المحقق أبو القاسم جعفر بن الحسن بن يحيى بن سعيد من أعلى درجة في داره فخر ميتا لوقته من غير نطق ولا حركة ، فتفجع الناس لوفاته واجتمع لجنازته خلق كثير ، وحمل إلى مشهد أمير المؤمنين ـ عليه‌السلام ـ وسئل عن مولده ، فقال : سنتين وست مائة.

أقول : وعلى ما ذكره هذا الفاضل يكون عمر المحقق المذكور أربعا وسبعين (٧٤) سنة ( إنتهى كلام البحراني ) (٢).

في روضات الجنات : وعن بعض تلامذة صاحب البحار أنه توفي سنة ستة وعشرين وسبع مائة (٧٢٦) عن ثمان وثمانين (٨٨) سنة (٣) ( إنتهى ).

نقول : وعلى الأخير يكون مولده سنة ٦٣٨ لا ٦٠٢ كما تقدم ، والأمر سهل ، والمشهور المعروف الأول.

__________________

(١) معجم رجال الحديث ج ٤ ص ٦٢.

(٢) تنقيح المقال ج ١ ص ٢١٥

(٣) مقدمة كتاب الشرائع المطبوع بالنجف الأشرف في أربعة أجزاء في مجلدين.

١٧

مدفنه

قد سمعت من عبارة بعض الأفاضل أنه نقل إلى مشهد أمير المؤمنين  ـ عليه‌السلام ـ ، لكل نقل عن الحائري في المنتهى إنكار ذلك.

قال في تنقيح المقال : قال الحائري في المنتهى (١) بعد نقله : إن ما نقله  ـ رحمه‌الله ـ من حمله إلى مشهد أمير المؤمنين عجيب ، فإن الشايع عند الخاص والعام أن قبره ـ طاب ثراه ـ بالحلة ، وهو مزار معروف ، وعليه قبة ، وله خدام يخدمون ، يتوارثون ذلك أبا عن جد ، وقد خرجت عمارته منذ سنين ، فأمر الأستاذ (٢) العلامة  ـ دام علاه ـ بعض أهل الحلة فعمروها ، وقد تشرفت بزيارته قبل ذلك وبعده ، والله العالم (٣) ( إنتهى ).

ثم قال في التنقيح : وأقول : إن قبره في الحلة كما ذكره إلا أن المطلع على سيرة القدماء يعلم أنهم ـ من باب التقية من العامة ـ كانوا يدفنون الميت ببلد موته ثم ينقلون جنازته خفية إلى مشهد من المشاهد.

وقد دفنوا المفيد ـ رحمه‌الله ـ في داره ببغداد ثم حمل بعد سنين إلى الكاظمية ، ودفن عند قولويه (٤) تحت رجل الجواد ـ عليه‌السلام ـ.

__________________

(١) هو للشيخ أبي علي ، محمد بن إسماعيل بن عبد الجبار بن سعد الدين الحائري ، من ولد أبي علي ، الشيخ الرئيس ـ على ما ذكره في ترجمة نفسه في باب الكنى ـ المتولد في ذي الحجة سنة تسع وخمسين ومائة وألف (١١٥٩) ـ على ما في ترجمته ـ والمتوفى ربيع الأول سنة خمسة عشرا أو ستة عشر بعد المائتين والألف (١٢١٥) أو (١٢١٦) ، ودفن في الصحن الشريف في حال رجوعه عن الحج كما ذكره الشيخ علي في حاشية منتهى المقال عند ترجمة والده. ( الذريعة إلى تصانيف الشيعة ج ٢٣ ص ١٣ ).

(٢) ويريد بالأستاذ العلامة محمد باقر بن محمد أكمل البهبهاني المتوفى سنة ١٢٠٦. ( مقدمة كتاب الشرائع المطبوعة ١٣٨٩ المطبوع بالنجف الأشرف ) وفي الكنى ج ١ ص ٩٨ توفي المحقق البهبهاني في الحائر الشريف سنة (١٢٠٨).

(٣) التنقيح ج ١ ص ٢١٥.

(٤) هكذا في التنقيح والصواب « ابن قولويه ».

١٨

ودفنوا السيد الرضي والمرتضى وأباهما بالكاظمية ثم نقلوهم خفية إلى كربلاء ودفنوهم بجنب قبر جدهم السيد إبراهيم الذي هو في رواق سيد الشهداء  ـ عليه‌السلام ـ كما صرح بذلك العلامة الطباطبائي في رجاله.

وكذا صرح في حق المحقق ـ على ما ببالي ـ بنقل جنازته بعد حين إلى النجف الأشرف وقبره هنا وإن كان غير معروف إلا أن المنقول عن بحر العلوم بأنه كان يقف بين باب الرواق وبابي الحرم المطهر في وسط الرواق ، فسئل فقال : إني أقرأ الفاتحة للمحقق فإنه مدفون هنا ـ أي في وسط الرواق بين الباب الأول وبين الأسطوانة التي بين بابي الحضرة المقدسة ، والله العالم والأمر سهل ( إنتهى ) ما في التنقيح ).

وفي مقدمة الشرائع المطبوع ١٣٨٩ هكذا :

ولكن السيد الحسن صدر الدين الكاظمي ـ كما في هامش اللؤلؤة (١) قال : وحمل إلى مشهد أمير المؤمنين ـ عليه‌السلام ـ ، المعروف بمشهد الشمس بالحلة وقبره هناك ، وقد وهم بعض المتأخرين وظن أنه حمل إلى النجف الأشرف ، ثم قال سيدنا الصدر ـ رحمه‌الله ـ : وكذا وجدته بخط الشيخ زين الدين علي بن فضل الله بن هيكل تلميذ الشيخ أحمد بن فهد .. ( إنتهى ).

هذا كله نبذة قليلة من ترجمة المحقق مصنف متن الكتاب الذي بين يديك.

وأما الشارح

فقد سمعت عند ذكر أسماء تلاميذ المحقق أنه :

__________________

(١) « لؤلؤة البحرين في الإجازة لقرتي العين » ـ يعني ابني أخويه ، الشيخ خلف بن الشيخ عبد العلي بن أحمد ، والشيخ حسين بن محمد بن أحمد ـ للشيخ الفقيه المحدث يوسف بن أحمد بن إبراهيم الدرازي البحراني المتوفى يوم السبت ١٤ ج ١ سنة ١١٨٦ ـ إلى أن قال ـ : ونسخة عند السيد محمد رضا التبريزي ، عليها حواشي منه كثيرة. ( الذريعة ج ١٨ ص ٣٧٩ ـ ٣٨٠ ).

١٩

عز الدين الحسن بن أبي طالب اليوسفي (١) ـ رحمة الله ورضوانه عليه ـ.

كنيته ولقبه

ابن زينب ، أو ابن ربيب ـ شارح النافع ـ تلميذ المحقق ، الفاضل الآبي (٢) كاشف الرموز.

سمته ووصفه

عالم فاضل محقق فقيه قوي الفقاهة ـ إلى أن قال ـ : وشهرة هذا الرجل دون فضله ، وعلمه أكثر من ذكره.

وكتابه « كشف الرموز » كتاب حسن مشتمل على فوائد كثيرة وتنبيهات جيدة مع ذكر الأقوال ، والأدلة على سبيل الإيجاز والاختصار ، ويختص بالنقل عن السيد ابن طاووس ، أبي الفضائل في كثير من المسائل.

وله مع شيخه المحقق ـ رحمه‌الله ـ مخالفات ومباحثات في كثير من المواضع ـ إلى أن قال : ـ وعندي من كتابه نسخة قديمة بخط بعض العلماء ، وعليها خط المجلسي  ـ طاب ثراه ـ وفي آخرها أن فراغه من تأليف الكتاب سنة اثنتين وسبعين وست مائة (٦٧٢) وتاريخ نقل النسخة سنة ثمان وستين وسبع مائة (٧٦٨) (٣) ( إنتهى ).

ثم ذكر في تنقيح المقال استظهار العلامة الطباطبائي ـ رحمه‌الله ـ أن تأليف كشف الرموز كان قبل تأليف العلامة للمختلف.

__________________

(١) لعله نسبه إلى أبي يوسف الاسفراني خازن دار العلم ببغداد ، فالنسبة إليه متعارفة ( تنقيح المقال في علم الرجال ج ١ ص ٢٦٧ ).

(٢) نسبة إلى آبه كساوه ، يقال لها آوة بليدة من توابع رديفها المذكور وأهلها شيعة من زمان الأئمة  ـ عليهم‌السلام ـ ( الكنى ج ٢ ص ٢ ).

(٣) تنقيح المقال في علم الرجال ج ١ ص ٢٦٧ ، نقلا عن العلامة الطباطبائي في ترجمة الرجل.

٢٠