الخلفاء الإثنا عشر

الدكتور الشيخ جعفر الباقري [ سامي صبيح علي ]

الخلفاء الإثنا عشر

المؤلف:

الدكتور الشيخ جعفر الباقري [ سامي صبيح علي ]


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 964-8629-03-X
الصفحات: ٢٣٣
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة

(٢) الخلفاء الإثنا عشر عدد نقباء بني إسرائيل

يتعزّز ذكر عدد (الخلفاء الإثني عشر) من خلال طائفة من الروايات التي تنصّ على أنَّ عدد هؤلاء الخلفاء هو عدد (نقباء بني إسرائيل) ، وفي روايات أخرى ورد التعبير بأنّهم بعدد نقباء موسى (عَليهِ السَّلامُ).

فمن ذلك ما في (المستدرك على الصحيحين) بإسناده إلى (مسروق) أنَّه قال :

(كنّا جلوساً عند عبد الله يقرؤنا القرآن ، فسأله رجل فقال :

ـ يا أبا عبد الرحمن هل سألتُم رسولَ الله كم يملك هذه الأمة من خليفة ؟ فقال عبد الله :

ـ ما سألني عن هذا أحد منذ قدمت العراق قبلك ، قال : سألناه ، فقال :

ـ اثنا عشر عدد نقباء بني إسرائيل) ١.

وفي (كنز العمّال) عن (ابن مسعود) أنّ رسول الله (صَلّى اللهُ عليهِ وَآلِهِ وسَلَّمَ) قال :

(يملك هذه الأمة اثنا عشر خليفة كعدد نقباء بني إسرائيل) ٢.

وفيه أيضاً عن (ابن مسعود) عن رسول الله (صَلّى اللهُ عليهِ وَآلِهِ وسَلَّمَ) أنَّه قال :

______________________

(١) الحاكم النيسابوري ، المستدرك على الصحيحين ، ج : ٤ ، ص : ٥٠١ ، كتاب : الفتن والملاحم.

وانظر : (ينابيع المودَّة) للقندوزي الخنفي ، ج : ٣ ، ص : ٤٤٥ ، الباب : السابع والسبعون ، عن الشعبي عن (مسروق) قال : (بينا نحن عند ابن مسعود نعرض مصاحفنا عليه ، إذ قال له فتىً : هل عهد إليكم نبيكم كم يكون من بعده خليفة ؟ قال : إنَّك لحديث السنّ ، وإنَّ هذا شيئ ما سألني عنه أحد قبلك ، نعم ، عهد إلينا نبينا (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ) أنَّه يكون بعده اثنا عشر خليفة بعدد نقباء بني إسرائيل).

(٢) المتقي الهندي ، علاء الدين ، كنز العمّال ، ج : ١٢ ، ص : ٣٣ ، ح : ٣٣٨٥٧.

٦١

(يكون بعدي من الخلفاء عدة نقباء موسى) ١.

(٣) جميع الخلفاء الإثني عشر من قريش

أطبقت روايات (الخلفاء الإثني عشر) على أنَّ هؤلاء الخلفاء ينتهون بأجمعهم من حيث النسب إلى قبيلة (قريش) ، وهي القبيلة التي ينتهي إليها نسب النبي الخاتَم (صَلّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ).

وهذا القيد المذكور في مجمل الروايات يعدّ من حيث الإطّراد وسعة الحضور كقيد العدد المذكور آنفاً ، فقد توالى التأكيد على أنَّ هؤلاء (الخلفاء الإثني عشر) من (قريش) كما توالى تحديد عددهم بـ (الإثني عشر) ، وذلك من خلال صياغات لفظيّة متنوعة.

______________________

(١) المنقي الهندي ، علاء الدين ، كنز العمّال ، ج : ١٢ ، ص : ٣٣ ، ح : ٣٣٨٥٧.

وانظر : (إثبات الهداة) للحر العاملي ، ج : ٣ ، باب : ٩ ، الفص : ١ ، ح : ١٥ ، ص : ١٥٠ ، نقلاً عن (الطبرسي) أنَّه قال : وممّا ذكره (المفيد) في كتابه قال : ومن ذلك ما رواه (محمد بن عثمان الذهبي) ، ثم ذكر سنداً من طريق مدرسة (الصَّحابة) عن (ابن مسعود) .. وساق الحديث.

وانظر : نفس المصدر ، ج : ٣ ، وباب : ٩ ، الفصل ١٨ ، ح : ١٤٠ ، ص : ١٩٦ ، عن (أحمد بن محمد بن عياش) في كتاب (مقتضب الأثر في النص على الأئمة الإثني عشر) من الأحاديث التي رواها من طريق (مدرسة الخلفاء) عن مشايخهم ورواتهم بإسناد ذكره عن (ابن مسعود) عن النبي (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ) أنَّه سئل : كم يملك أمر هذه الأمّة بعده من خليفة ؟ فقال : اثنا عشر عدة نقباء بني إسرائيل).

وكذلك وردت في نفس الباب ، الفصل ٢٣ ، ح : ١٨٠ ، ص : ٢١٤ ، عن (المقداد بن عبد الله السيوري الحلي) في (شرح نهج المسترشدين) في بحث إمامة الأئمة الإثني عشر أنَّه روى من طريق (مدرسة الخلفاء) عن (مسروق) عن (ابن مسعود) .. وساق نفس الحديث.

وكذلك وردت في نفس الباب ، الفصل ٢٧ ، ح : ٢٠٧ ، ص : ٢٢١ ، عن (الشيباني) بإسناده إلى (أبي هريرة) أنَّ رسول الله (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ) قال : (الأئمة بعدي عدد نقباء بني إسرائيل).

٦٢

جاء في (صحيح البخاري) بسنده إلى (عبد الملك بن عمير) عن (جابر بن سمرة) أنَّه قال :

(سمعت النبي (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ) يقول :

ـ يكون اثنا عشر أميراً.

فقال كلمة لم أسمعها ، فقال أبي : إنَّه قال :

ـ كلُّهم من قريش) ١.

(٤) جميع الخلفاء الإثني عشر من بني هاشم

تضيّقت دائرة مدلول الروايات التي نصّت على كون (الخلفاء الإثني عشر) من قبيلة (قريش) إلى حيث الدلالة على كونهم من (بني هاشم) ، وهم عشيرة النبي الخاتَم (صَلّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ).

______________________

(١) البخاري ، صحيح البخاري ، ج : ٨ ، ص : ١٢٧ ، كتاب الأحكام.

وانظر : مسند أحمد بن حنبل ، ج : ٥ ، ح : ٢٠٣٢٥ ، ص : ٩٠ ، وكذلك : ح : ٢٠٣٢٧ ، ص : ٩٠ ، وكذلك : ح : ٢٠٣٤٩ ، ص : ٩٢ ، وكذلك : ح : ٢٠٣٧٧ ، ص : ٩٤ ، وكذلك : ح : ٢٠٣٩٠ ، ص : ٩٥ ، وكذلك : ح : ٢٠٤٣٤ ، ص : ٩٩ ، وكذلك : ح : ٢٠٥٠٨ ، ص : ١٠٦ ، وكذلك : ح : ٢٠٥٤٥ ، ص : ١٠٨ ...

وانظر المعجم الكبير للطبراني ، ج : ٢ ، ح : ١٧٩٩ ، ص : ١٩٧ ، وكذلك : ح : ١٨٧٥ ، ص : ٢١٤ ، وكذلك : ح : ١٨٩٦ ، ص : ١٢٨ ، وكذلك : ح : ١٩٣٦ ، ص : ٢٢٦ ، وكذلك : ح : ٢٠٠٧ ، ص : ٢٤١ ، وكذلك : ح : ٢٠٤٤ ، ص : ٢٤٨ ـ ٢٤٩ ، وكذلك : ح : ٢٠٦٢ ، ص : ٢٥٣ ـ ٢٥٤ ، وكذلك : ح : ٢٠٦٧ ، ص : ٢٥٥ ، وكذلك : ح : ٢٠٧٠ ، ص : ٢٥٥ ، وكذلك : ح : ٢٠٧١ ، ص : ٢٥٥ ...

وانظر : (تأريخ بغداد) للخطيب البغدادي ، ج : ١٤ ، ص : ٣٥٣.

٦٣

ومن ذلك ما ورد في (ينابيع المودة) عن (جابر بن سمرة) أنَّه قال :

(كنت مع أبي عند النبي (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ) فسمعته يقول :

ـ بعدي اثنا عشر خليفة.

ثم اخفي صوته ، فقلت لأبي : ما الذي أخفي صوته ؟ قال : قال :

ـ كلُّهم من بني هاشم) ١.

(٥) الإسلام منيع بوجود الخلفاء الإثني عشر

تتوقف عزَّة (الإسلام) بناءاً على هذه الطائفة من الروايات على وجود (الخلفاء الإثني عشر).

فمن ذلك ما في (صحيح مسلم) بإسناده إلى (سماك بن حرب) أنَّه قال : سمعتُ (جابر بن سمرة) يقول :

(سمعت رسول الله (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ) يقول :

ـ لا يزال الإسلام عزيزاً إلى اثني عشر خليفة.

ثم قال كلمة لم أفهمها ، فقلت لأبي : ما قال ؟ فقال :

ـ كلُّهم من قريش) ٢.

______________________

(١) القندوزي الحنفي ، ينابيع المودة ، ج : ٣ ، ص : ٤٤٥ ، الباب : السابع والسبعون.

(٢) مسلم ، صحيح مسلم بشرح النووي ، ج : ١٢ ، ص : ٢٠٢ ، باب : الخلافة في قريش.

ونقل روايةً أخرى في نفس الباب ، ص : ٢٠٢ ، عن (جابر بن سمرة) أيضاً بلفظ :

٦٤

(٦) الدين عزيز منيع بوجود الخلفاء الإثني عشر

ورد التعبير في هذه الطائفة من الروايات بـ (الدين) بدلاً عن (الإسلام) الوارد في الطائفة السابقة ، كما ورد التعبير بكون هذا الدين سيبقى (منيعاً) بوجود (الخلفاء الإثني عشر) ، إضافةً إلى كونه (عزيزاً) كما ورد في الطائفة السابقة.

جاء في ما في (صحيح مسلم) بإسناده من طريقين إلى (الشعبي) عن (جابر بن سمرة) أنَّه قال :

(انطلقتُ إلى رسول الله (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ) ومعي أبي ، فسمعتُه يقول :

ـ لا يزال هذا الدين عزيزاً منيعاً إلى اثني عشر خليفة.

فقال كلمة صُمَّنيها النّاس ، فقلتُ لأبي : ما قال ؟ قال :

ـ كلُّهم من قريش) ١.

______________________

(لا يزال هذا الأمر عزيزاً إلى اثني عشر خليفة ...).

وانظر : مسند أحمد بن حنبل ، ج : ٥ ، ح : ٢٠٣٢٧ ، ص : ٩٠ ، وكذلك : ح : ٢٠٣٦٦ ، ص : ٩٣ ، وكذلك : ح : ٢٠٣٠٦٧ ، ص : ٩٤ ، وكذلك : ح : ٢٠٤١٨ ، ص : ٩٩ ، وكذلك : ح : ٢٠٤٤٣ ، ص : ١٠٠ ، وكذلك : ح : ٢٠٥١٥ ، ص : ١٠٦.

وانظر : (سنن أبي داود) ، ج : ٤ ، كتاب : المهدي ، ح : ٤٢٨٠ ، ص : ١٠٦ ، بإسناده إلى (عامر) عن (جابر بن سمرة) أنَّه قال : (سمعت رسول الله (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ) يقول : لا يزال هذا الدين عزيزاً إلى اثني عشر خليفة ، فكبَّرَ الناس وضجُّوا ، ثم قال كلمة خفية ، قلت لأبي : يا أبه ما قال ؟ قال : كلُّهم من قريش).

وانظر أيضاً : المعجم الكبير للطبراني ، ج : ٢ ، ح : ١٧٩٢ ، ص : ١٩٥.

(١) مسلم ، صحيح مسلم بشرح النووي ، ج : ١٢ ، ص : ٢٠٣ ، باب : الخلافة في قريش.

٦٥

(٧) الدين قائم بوجود الخلفاء الإثني عشر

نصّت طائفة أخرى من الروايات على استمرار (الدين) (قائماً) بوجود (الخلفاء الإثني عشر).

ورد في (مسند أحمد) بإسناده إلى (عامر بن سعد) أنَّه قال :

(سألت جابر بن سمرة عن حديث رسول الله (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ) ، فقال : قال رسول الله (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ) :

ـ لا يزال الدين قائماً حتى يكون اثنا عشر خليفة من قريش) ١

______________________

وانظر : مسند أحمد بن حنبل ، ج : ٥ ، ح : ٢٠٣٦٧ ، ص : ٩٣ ، وكذلك : ح : ٢٠٣٩٩ ، ص : ٩٦ ، وكذلك : ح : ٢٠٤٠٠ ، ص : ١٠٤ ...

وانظر : المعجم الكبير للطبراني ، ج : ٢ ، ح : ١٧٩١ ، ص : ١٩٥.

(١) ابن حنبل ، أحمد ، مسند أحمد بن حنبل ، ج : ٥ ، ص : ٨٦ ، ح : ٢٠٢١٨ ، ، وكذلك : ص : ٨٧ ، ح : ٢٠٢٩٨ ، ، وكذلك : ص : ٨٧ ، ح : ٢٠٣٠٧ ...

وانظر : المعجم الكبير للطبراني ، ج : ٢ ، ح : ١٧٩٤ ، ص : ١٩٦ ، وكذلك : ح : ١٨٠١ ، ص : ١٩٧ ، وكذلك : ح : ١٨٠٨ ، ص : ١٩٩ ، وكذلك : ح : ١٨٧٦ ، ص : ٢١٤.

٦٦

(٨) أمر الأُمَّة مستقيم بوجود الخلفاء الإثني عشر

في طائفة أخرى نرى أنَّ أمر (الأمّة) يبقى (مستقيماً) ما دام وجود (الخلفاء الإثني عشر) مستمراً ، فقد ورد في (المعجم الكبير للطبراني) بإسناده إلى (جابر بن سمرة) أنَّه قال :

(انتهيت إلى النبي (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ) مع أبي فقال رسول الله (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ) :

ـ لا يزال هذه الأُمَّة مستقيم أمرُها حتى يكون اثنا عشر خليفة.

ثم قال كلمة خفيَّة ، فقلت لأبي : ما قال ؟ قال :

ـ كلُّهم من قريش) ١.

وفيه أيضاً عن (جابر بن سمرة) عن رسول الله (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ) أنَّه قال :

(لا تزال هذه الأُمَّة مستقيم أمرُها ظاهرة على عدوِّها حتى يمضي منهم اثنا عشر خليفة كلُّهم من قريش. فلما رجع إلى منزله أتته قريش قالوا :

ـ ثم يكون ماذا ؟ قال :

ـ ثم يكون الهرج).

______________________

(١) الطبراني ، المعجم الكبير ، ج : ٢ ، ص : ١٩٦ ـ ١٩٧ ، ح : ١٧٩٨.

(٢) الطبراني ، المعجم الكبير ، ج : ٢ ، ص : ٢٥٣ ، ح : ٢٠٥٩.

٦٧

(٩) أمر الأمة صالح بوجود الخلفاء الإثني عشر

ورد التعبير في هذه الطائفة بـ (صلاح) أمر الأمة ما دام (الخلفاء الإثني عشر) موجودين فيها.

جاء في (مستدرك الحاكم) بإسناده إلى (أبي جحيفة) إلى (أبيه) أنَّه قال :

(كنتُ مع عمّي عند النبي (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ) ، فقال :

ـ لا يزال أمر أمتي صالحاً حتى يمضي اثنا عشر خليفة.

قال كلمة ، وخفض بها صوته ، فقلتُ لعمّي وكان أمامي : ما قال يا عم ؟ قال : قال يا بني :

ـ كلهم من قريش) ١.

ووردت هذه الرواية بلفظ (اثنا عشر أميراً) في (مسند أحمد بن حنبل) بإسناده إلى (جابر بن سمرة) أنَّه قال :

(جئتُ أنا وأبي إلى النبي (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ) وهو يقول :

ـ لا يزال هذا الأمر صالحاً حتى يكون اثنا عشر أميراً.

ثم قال كلمة لم أفهمها ، فقلت لأبي : ما قال ؟ قال :

ـ كلّهم من قريش) ٢.

______________________

(١) الحاكم النيسابوري ، المستدرك على الصحيحين ، ج : ٣ ، ص : ٦١٨ ، كتاب : معرفة الصحابة.

(٢) ابن حنبل ، أحمد ، مسند أحمد بن حنبل ، ج : ٥ ، ص : ٩٣ ، ح : ٢٠٣٦٦.

وانظر كذلك : ج : ٥ ، ح : ٢٠٤١٧ ، ص : ٩٧ ، وكذلك : ح : ٢٠٤١٦ ، ص : ٩٧ ، وكذلك : ح : ٢٠٤١٨ ، ص : ٩٧ ، وكذلك : ح : ٢٠٥٣٤ ، ص : ١٠٧.

٦٨

(١٠) أمر النّاس ماضٍ بوجود الخلفاء الإثني عشر

في هذه الطائفة نرى أنَّ أمر (النّاس) يبقى (ماضياً) ما دام وجود (الخلفاء الإثني عشر ) متواصلاً.

جاء في (صحيح مسلم) بإسناده إلى (عبد الله بن عمير) عن (جابر بن سمرة) أنَّه قال :

(سمعت النبي (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ) يقول :

ـ لا يزال أمر النّاس ماضياً ما وليهم اثنا عشر رجلاً.

ثم تكلَّم النبي (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ) بكلمة خفيت عليّ ، فسألتُ أبي : ماذا قال رسول الله (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ) ؟ فقال :

كلُّهم من قريش) ١.

وفي (المعجم الكبير للطبراني) بإسناده إلى (جابر بن سمرة) أنَّه قال :

(دخلت مع أبي على رسول الله (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ) فقال :

ـ إنّ هذا الأمر لن يمضي ولن ينقضي حتى ينقضي اثنا عشر خليفة.

______________________

وانظر : (مجمع الزوائد ومنبع الفوائد) لنور الدين الهيثمي ، ج : ٥ ، ص : ١٩٠ ، باب : الخلفاء الإثني عشر.

وانظر : كنز العمال ، للمتّقي الهندي ، ج : ١٢ ، ص : ٣٢ ، ح : ٣٣٨٤٩.

وانظر نفس الحديث بنفس السند السابق عن (عون بن أبي جحيفة) في (إثبات الهداة) للحر العاملي ، ج : ٣ ، باب : ٩ ، ح : ١٤ ، ص : ١٥٠ : عن بعض مصادر مدرسة (الصَّحابة).

٦٩

ثم تكلم بشيء لم أفهمه قلتُ لأبي ما الذي قال ؟ قال :

كلُّهم من قريش) ١.

وفي (صحيح مسلم) أيضاً بإسناده عن طريقين إلى (حصين) عن (جابر بن سمرة) أنَّه قال :

(دخلت مع أبي على النبي (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ) فسمعته يقول :

ـ إنّ هذا الأمر لن ينقضي حتى يمضي فيهم اثنا عشر خليفة.

ثم تكلَّم بكلام خفي عليّ ، فقلت لأبي ما قال ؟ قال :

ـ كلُّهم من قريش) ٢.

(١١) الدين ظاهر لا يضرّه الأعداء بوجود الخلفاء الإثني عشر

نصّت طائفة أخرى من الروايات على أنَّ (الدين) يبقى ظاهراً على أعدائه ومناوئيه ، ولا يصله الضرر من قبل الأعداء بوجود (الخلفاء الإثني عشر).

جاء في (مسند أحمد) بإسناده إلى (جابر بن سمرة السوائي) أنَّه قال :

(سمعت رسول الله (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ) يقول في حجة الوداع :

______________________

(١) الطبراني ، المعجم الكبير ، ج : ٢ ، ص : ٢٥٥ ، ح : ٣٠٦٨.

(٢) مسلم ، صحيح مسلم بشرح النووي ، ج : ١٢ ، ص : ٢٠١ ، باب : الخلافة في قريش.

٧٠

ـ لا يزال هذا الدين ظاهراً على مَن ناواه ، لا يضرُّه مخالف ولا مفارق ، حتى يمضي من أمتي اثنا عشر أميراً كلُّهم ..

ثم خفي من قول رسول الله (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ) ، قال : وكان أبي أقرب إلى راحلة رسول الله (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ) منِّي ، فقلتُ : يا أبتاه ما الذي خفيَ من قول رسول الله (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ) ، قال : يقول :

ـ كلهم من قريش) ١.

وكما ورد مضمون هذا الحديث في (مسند أحمد بن حنبل) بلفظ : (اثنا عشر أميراً) فقد ورد بلفظ :

(اثنا عشر خليفةً) ٢.

كما أنَّه ورد في (مستدرك الحاكم على الصحيحين) ، وفي (المعجم الكبير للطبراني) بلفظ : (اثنا عشر خليفةً) ٣ أيضاً.

______________________

(١) ابن حنبل ، أحمد ، مسند أحمد بن حنبل ، ج : ٥ ، ص : ٨٨ ، ح : ٢٠٢٩٣ ، وانظر : ج : ٥ ، ص : ٩٣ ، ح : ٢٠٣٦٦.

(٢) ابن حنبل ، أحمد ، مسند أحمد بن حنبل ، ج : ٥ ، ص : ٨٧ ، ح : ٢٠٢٩٠ ، بلفظ : (إنّ هذا الدين لا يزال ظاهراً على مَن ناواه ، لا يضرُّه مخالف ولا مفارق ، حتى يمضي من أمتي اثنا عشر خليفة).

وانظر : ج : ٥ ، ح : ٢٠٣٠٧ ، ص : ٩٣ ، وكذلك : ح : ٢٠٣٣٠ ، ص : ٩٠ ، وكذلك : ح : ٢٠٤٢٠ ، ص : ٩٨ ، ، وكذلك : ح : ٢٠٤٣٠ ، ص : ٩٩ ، وكذلك : ح : ٢٠٤٣٢ ، ص : ٩٩ ، وكذلك : ح : ٢٠٤٥٨ ، ص : ١٠١.

(٣) الحاكم النيسابوري ، مستدرك الحاكم على الصحيحين ، ج : ٣ ، ص : ٦١٧ ، كتاب : معرفة الصحابة ، بإسناده إلى (جابر بن سمرة) أنَّه قال : (كنّا جلوساً عند رسول الله (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ) فسمعتُه يقول : لا يزال أمر هذه الأمة ظاهراً حتى يقوم اثنا عشر خليفة).

وانظر : المعجم الكبير للطبراني ، ج : ٢ ، ح : ١٧٩٥ ، ص : ١٩٦ ، وكذلك : ح : ١٧٩٦ ، ص : ١٩٦ ، وكذلك : ح : ١٧٩٧ ، ص : ١٩٦ ، وكذلك : ح : ١٨٠٠ ، ص : ١٩٦ ، وكذلك : ح : ١٨٤١ ، ص : ٢٠٦ ، وكذلك : ح :

٧١

(١٢) لا يضرّ الخلفاء الإثني عشر عداوة من عاداهم

تنصّ هذه الطائفة من الروايات على أنَّ لـ (الخلفاء الإثني عشر) القيمومة على أمر الأمة ، وأنَّ هؤلاء منصورون ، مسدَّدون ، لا يضرّهم عداوة من عاداهم.

جاء في (المجمع الكبير) عن (جابر بن سمرة) قال :

(سمعتُ رسول الله (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ) وهو يخطب على المنبر وهو يقول :

ـ اثنا عشر قيما من قريش لا يضرهم عداوة من عاداهم.

فالتفتُّ خلفي فإذا أنا بعمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ في أناس ، فأثبتوا لي الحديث كما سمعت) ١.

______________________

١٨٤٩ ، ص : ٢٠٧ ـ ٢٠٨ ، وكذلك : ح : ١٨٥٢ ، ص : ٢٠٨ ، وكذلك : ح : ١٨٨٣ ، ص : ٢١٥ ، وكذلك : ح : ٢٠٦١ ، ص : ٢٥٣.

وانظر : اثبات الهداة للحر العاملي ، باب : ٩ ، الفصل : ١ ، ح : ١٩ ، ص : ١٥٢ ، عن (محمد بن عثمان الذهبي) بإسناده إلى (عون بن أبي جحيفة) عن (أبيه) أنَّ رسول الله (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ) قال : (لا يزال أهل الدين يُنصرون على مَن ناواهم إلى اثني عشر خليفة).

(١) الطبراني ، المعجم الكبير ، ج : ٢ ، ص : ٢٥٦ ، ح : ٢٠٧٣.

وروي الحديث في (مجمع الزوائد ومنبع الفوائد) لنور الدين الهيثمي ، ج : ٥ ، باب : الخلفاء الإثني عشر ، ص : ١٩٠.

٧٢

(١٣) الدين قائم إلى قيام الساعة بوجود الخلفاء الإثني عشر

يستمرّ وفقاً لهذه الطائفة من الروايات أمر الدين قائماً إلى يوم القيامة ما دام (الخلفاء الإثني عشر) موجودين ومتتابعين.

جاء في (مسند أحمد) بإسناده الى (سعد بن وقاص) أنَّه قال :

(كتبتُ إلى جابر بن سمرة مع غلامي : أخبرني بشيء سمعتَه من رسول الله (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ) قال : فكتب إليّ : سمعتُ رسول الله (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ) يوم الجمعة ، عشية رجم الأسلمي يقول :

ـ لا يزال الدين قائما حتى تقوم الساعة ، أو يكون عليكم اثنا عشر خليفة كلُّهم من قريش) ١.

______________________

(١) ابن حنبل ، أحمد ، مسند أحمد بن حنبل ، ج : ٥ ، ص : ٨٩ ، ح : ٢٠٣١٩.

وانظر الحديث أيضاً في : (صحيح مسلم بشرح النووي) ، ج : ١٢ ، ص : ٢٠٣ ، باب : الخلافة في قريش.

٧٣

(١٤) تموج الأرضُ بأهلها مع عدم وجود الخلفاء الإثني عشر

تنصّ هذه الطائفة من الروايات على أنَّ الأرض تضطرب وتموج بأهلها إذا هلك (الخلفاء الإثني عشر).

من ذلك ما في (كنز العمال) نقلاً عن (ابن النجّار) عن (أنس بن مالك) عن رسول الله (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ) أنَّه قال :

(لن يزال هذا الدين قائما إلى اثني عشر من قريش ، فإذا هلكوا ماجت الأرض بأهلها) ١.

وفي رواية أخرى ورد التعبير بلفظ :

(فإذا مضوا ماجت بأهلها) ٢.

______________________

(١) المتقي الهندي ، علاء الدين ، كنز العمّال ، ج : ١٢ ، ص : ٣٤ ، ح : ٣٣٨٦١.

(٢) الحر العاملي ، إثبات الهداة ، ج : ٣ ، باب : ٩ ، الفصل : ١ ، ح : ١٧ ، ص : ١٥١ ، عن بعض مصادر (مدرسة الخلفاء).

وانظر كذلك : نفس الباب السابق ، الفصل : ٣ ، ح : ٢٨ ، ص : ١٥٤ ، عن بعض مصادر (مدرسة الخلفاء) أيضاً.

وانظر كذلك : نفس الباب السابق ، الفصل : ٢٧ ، ص : ٢٢١ ، عن : (مراصيد العرفان) أنَّه أسند إلى (سلمان الفارسي) أنّ النبي (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ) قال : (إنّ علياً وصيي ، ووارثي ، وولده الحسن بعده ، ثم الحسين ، ثم أئمة تسعة هداة إلى يوم القيامة).

٧٤

(١٥) يعمّ الدنيا الهرج إذا مضى الخلفاء الإثنا عشر

نصّت هذه الطائفة من الروايات على عموم الهرج في الدنيا عندما يمضي (الخلفاء الإثني عشر).

ورد في (مسند أحمد) بإسناده إلى (الأسود بن سعيد الهمداني) عن (جابر بن سمرة) أنَّه قال :

(سمعت رسول الله (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ) ـ أو قال : قال رسول الله (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ) :

ـ يكون بعدي اثنا عشر خليفة كلهم من قريش.

قال : ثم رجع إلى منزله ، فأتته قريش فقالوا :

ـ ثم يكون ماذا ؟ قال :

ـ ثم يكون الهرج) ١.

وروى (أبو داود) نصَّ هذا الحديث في سننه أيضاً ٢.

وفي رواية أخرى عن (ابن عباس) عن أبيه أنّ رسول الله (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ) قال له :

______________________

(١) ابن حنبل ، أحمد ، مسند أحمد بن حنبل ، ج : ٥ ، ص : ٩٩٢ ، ح : ٢٠٣٤٧.

(٢) أبو داود ، سنن أبي داود ، ج : ٤ ، ص : ١٠٦ ، كتاب : المهدي ، ح : ٤٢٨١.

٧٥

(يا عم يملك من ولدي اثنا عشر خليفة ، ثم يكون أمور كريهة وشدة عظيمة ..) ١.

وعن (أبي الطفيل) أنَّه قال : قال لي (عبد الله بن عمر) :

(يا أبا الطفيل ! عدَّ اثني عشر من بني كعب بن لؤي ، ثم يكون النقف والنفاق) ٢.

(١٦) أول الخلفاء الإثني عشر علي وآخرهم القائم المهدي

يأتي دور هذه الطائفة من الروايات لكي تحدّد طرفي سلسلة (الخلفاء الإثني عشر) ، فتنصّ على كون الإمام علي بن أبي طالب (عَليهِ السَّلامُ) هو أول الخلفاء ، والإمام المهدي (عَليهِ السَّلامُ) هو آخر الخلفاء.

جاء في (ينابيع المودة) عن (عباية بن ربعي) عن (جابر) أنَّه قال :

(قال رسول الله (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ) :

______________________

(١) الحر العاملي ، إثبات الهداة ، ج : ٣ ، ص : ١٥٣ ، باب : ٩ ، الفصل : ١ ، ح : ٢٣ ، عن (الطبرسي) عن (أبي عبد الله جعفر بن محمد الدوريستي) في كتابه (الرد على الزيدية) من طرق (مدرسة الخلفاء).

وذكر الحديث أيضاً في الفصل المذكور ، ح : ٢٤ ، بإسناد آخر من طريق (مدرسة الخلفاء).

(٢) الطوسي ، أبو جعفر ، الغيبة ، ص : ٨٩ ، عن بعض مصادر (مدرسة الخلفاء).

٧٦

ـ أنا سيّد النبيّين وعليّ سيّد الوصيّين ، وانّ أوصيائي بعدي اثنا عشر ، أولهم علي ، وآخرهم القائم المهدي) ١.

______________________

(١) القندوزي الحنفي ، ينابيع المودة ، ج : ٣ ، ص : ٤٤٧ ، الباب : السابع والسبعون ، أخرجه عن كتاب : (فرائد السمطين) للمحدِّث الفقيه (محمد بن إبراهيم الحمويني الشافعي) بسنده إلى (سعيد بن جبير).

وانظر : (إثبات الهداة) للحر العاملي ، ج : ٣ ، باب : ٩ ، الفصل : ١ ، ح : ٢١ ، ص : ١٥٢ ، عن (الطبرسي) عن الشيخ (أبي عبد الله جعفر بن محمد الدوريستي) في كتابه (في الردّ على الزيدية) ، وذكر سنده من طريق (مدرسة الخلفاء) عن (ابن عباس) أنَّه قال : (سألت رسول الله (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ) حين حضرتُ وفاته ، فقلت : يا رسول الله ، إذا كان ما نعوذ بالله منه فإلى من؟ فأشار (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ) : إلى علي (عَليهِ السَّلامُ) وقال : إلى هذا ، فإنَّه مع الحق والحق معه ، ثم يكون من بعده أحد عشر إماما مفترضة طاعتهم كطاعتي).

وفيه أيضاً : ج : ٣ ، باب : ٩ ، الفصل : ٩ ، ح : ١٠٤ ، ص : ١٧٨ ـ ١٧٩ ، عن (محمد بن علي الكراجكي) في (الإستنصار) نقلاً عن كتاب (النواصب) لـ (محمد بن أحمد بن شاذان) عن طرق العامّة عن (ابن عباس) عن رسول الله (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ) انه قال :

(اعلموا أنّ لله باباً من دخله أمن من النار ، قيل : يا رسول الله! اهدنا إلى هذا الباب ! قال (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ) : هو عليّ بن أبي طالب سيدّ الوصيّين وأمير المؤمنين ، وأخو رسول ربِّ العالمين ، وخليفته على الناس أجمعين... إلى أن قال : من سرَّه أن يتولى ولاية الله فليقتدِ بعلي بن أبي طالب بعدي والأئمة من ذريتي ، فإنَّهم خزّان علمي ، قيل : يا رسول الله ! فما عدّة الأئمة ؟ قال (ص) : عدَّتهم اثنا عشر ، أولهم علي بن أبي طالب ، وآخرهم القائم).

وفيه أيضاً : ج : ٣ ، باب : ٩ ، الفصل : ١٩ ، ح : ١٦٨ ، ص : ٢٠٨ ، عن (المناقب) لـ (ابن شاذان) أنّه روى من طرق (مدرسة الخلفاء) عن (ابن عباس) عن النبي (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ) في حديث أنَّه قال :

(علي بن أبي طالب سيّد الوصيّين وأمير المؤمنين ، معاشر الناس ! من أحبَّ أن يعرف سرَّ الله فعليه أن يتوالى بولاية علي بن أبي طالب والأئمة من ذريتي ، عدَّتهم اثنا عشر ، عدّة نقباء بني إسرائيل ، والأئمة الإثنا عشر إماماً أولهم علي بن أبي طالب وآخرهم القائم).

وفيه أيضاً : ج : ٣ ، باب : ٩ ، الفصل : ١ ، ح : ٢٣ ، ص : ١٥٣ ، عن (الطبرسي) عن (أبي عبد الله جعفر بن محمد الدوريستي) في كتابه (في الردّ على الزيديّة) من طريق (مدرسة الخلفاء) عن (ابن عبّاس) عن (أبيه) أنَّ رسول الله (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ) قال له : (يا عم يملك من ولدي اثنا عشر خليفة ، ثم يكون أمور كريهة ، وشدّة عظيمة ، ثم يخرج المهدي).

٧٧

وفيه أيضاً عن (ابن عبّاس) أنَّه قال :

(قال رسول الله (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ) :

ـ إنّ خلفائي ، وأوصيائي ، وحجج الله على الخلق بعدي الإثنا عشر ، أولهم علي ، وآخرهم ولدي المهدي) ١.

(١٧) الحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين هم الخلفاء الإثنا عشر

شخَّصت هذه الطائفة من الروايات هويّة (الخلفاء اللإثني عشر) بشكلٍ أكبر ، فنصّت على كون الحسن بن علي (عَليهِ السَّلامُ) ، والحسين بن علي (عَليهِ السَّلامُ) ، وتسعة من نسل الحسين بن علي (عَليهِ السَّلامُ) ، بالإضافة إلى أبيهم علي بن أبي طالب (عَليهِ السَّلامُ) ، يمثلون بمجموعهم الأشخاص المقصودين بحديث (الخلفاء الإثني عشر).

ورد في (ينابيع المودة) عن (سلمان الفارسي) أنَّه قال :

(دخلتُ على النبي (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ) فإذا الحسين على فخذيه ، وهو يقبِّل خديه ، ويلثم فاه ، ويقول :

______________________

وجاء في نفس الفصل : ح : ٢٤ ، ص : ١٥٣ ، نفس هذا الحديث بسند آخر من طرق (مدرسة الخلفاء) عن (ابن عبّاس) عن (أبيه).

(١) القندوزي الحنفي ، ينابيع المودة ، ج : ٣ ، الباب : السابع والسبعون ، ص : ٤٤٧.

٧٨

ـ أنت سيِّد ، ابن سيِّد ، أخو سيِّد ، وأنت إمام ، ابن إمام ، أخو إمام ، وأنت حجّة ، ابن حجّة ، أخو حجّة ، ابن حجج تسع ، تاسعهم قائمهم المهدي) ١.

وفيه أيضاً عن (ابن عباس) أنَّه قال :

(سمعت رسول الله (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ) يقول :

ـ أنا وعلي والحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين مطهرون معصومون) ٢.

______________________

(١) القندوزي الحنفي ، ينابيع المودة ، ج : ٣ ، ص : ٤٤٥ ، الباب : السابع والسبعون ، وقال بعد الحديث : (أيضاً أخرجه الحمويني وموفق بن أحمد الخوارزمي).

(٢) القندوزي الحنفي ، ينابيع المودة ، ج : ٣ ، ص : ٤٤٥ ، الباب : السابع والسبعون.

وانظر : (إثبات الهداة) للـ (الحرّ العاملي) ، ج : ٣ ، باب : ٩ ، الفصل : ١٩ ، ح : ١٦٩ ، ص : ٢٠٨ ، عن (المناقب) لـ (ابن شاذان) من طرق مدرسة (الصَّحابة) عن (سلمان الفارسي) أنَّ رسول الله (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ) قال للحسين (عَليهِ السَّلامُ)) : (أنت الإمام ابن الإمام أبو الأئمة ، أنت الحجّة ، ابن الحجّة ، أبو الحجج التسعة ، تاسعهم قائمهم).

وفيه أيضاً : ج : ٣ ، باب : ٩ ، الفصل : ٢٧ ، ح : ٢٠٨ ، ص : ٢٢١ ، عن (مراصيد العرفان) أنَّه أسند إلى (سلمان الفارسي) أن النبي (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ) قال : (إنَّ علياً وصيي ، ووارثي ، وولده الحسن بعده ، ثم الحسين ، ثم أئمة تسعة هداة إلى يوم القيامة).

٧٩

(١٨) النبي يذكر الخلفاء الإثنى عشر جميعاً بأسمائهم

جاء في (فرائد السمطين) بسنده عن (مجاهد) عن (ابن عباس) أنَّه قال :

(قدم يهودي يقال له نعثل فقال :

ـ يا محمد أسألك عن أشياء تلجلج في صدري منذ حين ، فان أجبتني عنها أسلمت على يديك ، قال (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ) :

ـ سل يا أبا عمارة ، فقال :

ـ صف لي ربَّك ! فقال (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ) :

ـ لا يوصف إلّا بما وصف به نفسه ، وكيف يوصف الخالق الذي تعجز العقول أن تدركه ، والأوهام أن تناله ، والخطرات أن تحدّه ، والأبصار أن تحيط به ، جلَّ وعلا عما يصفه الواصفون ، ناءٍ في قربه ، وقريب في نأيه ، هو كيَّف الكيف ، وأين الأين ، فلا يقال له أين هو ، وهو منقطع الكيفيَّة والأينونية ، فهو الأحد الصمد كما وصف نفسه ، والواصفون لا يبلغون نعته ، لم يلد ولم يولد ، ولا يكن له كفواً أحد ، قال :

ـ صدقت يا محمد ! فأخبرني عن قولك أنه واحد لا شبيه له ، أليس الله واحداً والإنسان واحداً ، فقال (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ) :

الله عزَّ وعلا واحد ، حقيقي ، أحديُّ المعني ، أي لا جزء ولا تركيب له ، والإنسان واحد ثنائي المعني ، مركَّب من روح وبدن ، قال :

٨٠