فضائل الخمسة من الصّحاح الستّة - ج ١

آية الله السيد مرتضى الفيروزآبادي

فضائل الخمسة من الصّحاح الستّة - ج ١

المؤلف:

آية الله السيد مرتضى الفيروزآبادي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: منشورات فيروزآبادي
المطبعة: مطبعة أمير
الطبعة: ٢
ISBN الدورة:
964-6406-18-1

الصفحات: ٤٦٣
  الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة
 &

فقال النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم مرحباً يا عمرو ( الحديث ) قال أخرجه الروياني وابن عساكر .

[ كنز العمال ج ٦ ص ٩٦ ] قال : عن العباس بن عبد المطلب قال قلت يا رسول الله دعاني الى الدخول في دينك إمارة لنبوتك ، رأيتك في المهد تناغي القمر وتشير اليه باصبعك فحيث أشرت مال ، قال اني كنت أحدثه ويحدثني ويلهيني عن البكاء ، واسمع وجبته حين يسجد تحت العرش ، قال : اخرجه البيهقي وابو عثمان والخطيب وابن عساكر .

[ الهيثمي في مجمعه ج ٨ ص ٢٥٠ ] قال : وعن الحسن بن الزبير الاسدي ، قال قال عمر بن الخطاب ذات يوم لابن عباس حدثني بحديث يعجبني ، فقال : حدثني حزيم بن فاتك الاسدي ، قال : خرجت بغاء ابل لي فاصبتها بالأبرق ـ أبرق العراق ـ فعقلتها وتوسدت ذراع بعير منها ، وذلك حدبان خروج النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم ثم قلت : اعوذ بكبير هذا الوادي ، اعوذ بعظيم هذا الوادي ، قال : وكذلك كانوا يصنعون في الجاهلية فاذا هاتف يهتف ويقول :

ويحك عذ بالله ذي الجلال

منزل الحرام والحلال

ووحد الله ولا تبال

ما هول ذي الجن من الأهوال

إذ يذكر الله على الأميال

وفي سهول الأرض والجبال

وصار كيد الجن في سفال

إلا التقى وصالح الأعمال

قال فقلت :

يا ايها الداعي ما تحيل

أرشد عندك أم تضليل

قال :

هذا رسول الله ذو الخيرات

جاء بياسين وحاميمات

٤١
 &

وسور بعد مفصلات

محرمات ومحللات

يأمر بالصوم وبالصلاة

ويزجر الناس عن الهنات

قد كن في الأيام منكرات

قال قلت من أنت يرحمك الله ؟ قال : انا مالك بعثني رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم على جن أهل نجد ، قال : قلت لو كان لي من يكفيني ابلى هذه لأتيته حتى أؤمن به . قال : أنا اكفيكها حتى أؤديها الى أهلك سالمة إن شاء الله ، فاعتقلت بعيراً منها ثم أتيت المدينة فوافقت الناس يوم جمعة وهم في الصلاة ، فقلت يقضون صلاتهم ثم أُدخل ، قال فإني انيخ راحلتي إذ خرج الي ابو ذر رحمه الله ، فقال لي يقول لك رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم ادخل ، فدخلت فلما رآني قال : ما فعل الشيخ الذي ضمن لك أن يؤدي ابلك ، أما أنه قد أداها سالمة ، قال فقلت يرحمه الله ، قال فقال النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم أجل رحمه الله ، فقلت أشهد أن لا إله إلا الله قال : رواه الطبراني .

٤٢
 &

باب

في شهادة الرهبان والأحبار وغيرهم بنبوة النبي ( ص ) من قبل البعثة وبعدها

[ مستدرك الصحيحين ج ٢ ص ٦٠١ ] روى بسنده عن ابن عباس عن ابيه ، قال عبد المطلب قدمنا اليمن في رحلة الشتاء ، فنزلنا على حبر من اليهود ، فقال لي رجل من أهل الزبور : يا عبد المطلب أتأذن لي أن أنظر الى بدنك ما لم يكن عورة ؟ قال : ففتح احدى منخري فنظر فيه ، ثم نظر في الأخرى ، فقال أشهد أن في احدى يديك ملكاً وفي الاخرى النبوة ، وأرى ذلك في بني زهرة فكيف ذلك ؟ فقلت لا أدري ، قال : هل لك من شاعة قال : قلت وما الشاعة ؟ قال زوجة قلت اما اليوم فلا ، قال : إذا قدمت فتزوج فيهم ، فرجع عبد المطلب الى مكة فتزوج بنت وهب بن عبد مناف فولدت له حمزة وصفية ، وتزوج عبد الله بن عبد المطلب آمنة بنت وهب فولدت رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم فقالت قريش ـ حين تزوج عبد الله آمنة ـ فلح عبد الله على أبيه .

[ طبقات ابن سعد ج ١ القسم ١ ص ١٠٤ ] روى بسنده عن

٤٣
 &

أبي سفيان مولى ابن أبي احمد ان اسلام ثعلبة بن سعية واسيد بن سعية وأسد بن عبيد ابن عمهم إنما كان عن حديث ابن الهيبان ابي عمير ، قدم ابن الهيبان ـ يهودي من يهود الشام ـ قبيل الاسلام بسنوات قالوا : وما رأينا رجلاً لا يصلي الصلوات الخمس خيراً منه ، وكان اذا حبس عنا المطر احتجنا اليه ، نقول له يا بن الهيبان اخرج فاستسق لنا فيقول لا حتى تقدموا أمام مخرجكم صدقة فنقول وما نقدم ؟ فيقول صاعاً من تمر أو مدين من شعير عن كل نفس فنفعل ذلك فيخرج بنا الى ظهر وادينا ، فوالله لن نبرح حتى تمر السحاب فتمطر علينا ، ففعل ذلك بنا مراراً ، كل ذلك نسقي ، فبينا هو بين أظهرنا إذ حضرته الوفاة ، فقال : يا معشر اليهود ما الذي ترون أنه أخرجني من أرض الخمر والخمير الى أرض البؤس والجوع ؟ قالوا أنت أعلم يا أبا عمير قال إنما قدمتها اتوكف خروج نبي قد أظلكم زمانه ، وهذا البلد مهاجره وكنت أرجو أن أدركه فاتبعه ، فان سمعتم به فلا تسبقن اليه فانه يسفك الدماء ويسبي الذراري والنساء ، فلا يمنعكم هذا منه ثم مات ، فلما كان في الليلة التي في صبيحتها فتحت بنو قريظة قال لهم ثعلبة واسيد ابنا سعية واسد بن عبيد فتيان شباب : يا معشر يهود والله انه الرجل الذي وصف لنا ابو عمير ابن الهيبان فاتقوا الله واتبعوه ، قالوا : ليس به ، قالوا بلى والله انه لهو هو فنزلوا واسلموا وابي قومهم أن يسلموا .

[ طبقات ابن سعد ج ١ القسم ١ ص ١٠٦ ] روى بسنده عن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب ، قال زيد بن عمرو بن نفيل : شاممت اليهودية والنصرانية فكرهتهما ، فكنت بالشام وما والاه حتى أتيت راهباً في صومعة فوقفت عليه فذكرت له اغترابي عن قومي وكراهتي عبادة الأوثان واليهودية والنصرانية ، فقال لي : أراك تريد دين ابراهيم يا أخا أهل مكة انك لتطلب ديناً ما يؤخذ اليوم به ،

٤٤
 &

وهو دين ابيك ابراهيم ، كان حنيفاً لم يكن يهودياً ولا نصرانياً ، كان يصلي ويسجد الى هذا البيت الذي ببلادك فالحق ببلادك ، فان نبياً يبعث من قومك في بلدك يأتي بدين ابراهيم بالحنيفية وهو أكرم الخلق على الله .

[ طبقات ابن سعد ج ١ القسم ١ ] قبل الحديث السابق بلا فصل روى بسنده عن عامر بن ربيعة ، قال سمعت زيد بن عمرو بن نفيل يقول : أنا انتظر نبياً من ولد اسماعيل ، ثم من بني عبد المطلب ، ولا أراني أدركه وأنا أومن به ، واصدقه ، واشهد انه نبي ، فان طالت بك مدة فرأيته فاقرأه مني السلام ، وسأخبرك مانعته حتى لا يخفي عليك ، قلت هلم ، قال : هو رجل ليس بالطويل ولا بالقصير ولا بكثير الشعر ولا بقليله وليست تفارق عينيه حمرة ، وخاتم النبوة بين كتفيه ، واسمه أحمد ، وهذا البلد مولده ومبعثه ، ثم يخرجه قومه منه ويكرهون ما جاء به حتى يهاجر الى يثرب فيظهر امره فاياك أن تخدع عنه فاني طفت البلاد كلها أطلب دين ابراهيم ، فكل من اسأل من اليهود والنصارى والمجوس يقولون هذا الدين وراءك ، وينعتونه مثل ما نعته لك ، ويقولون لم يبق نبي غيره ، قال عامر بن ربيعة فلما أسلمت أخبرت رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم قول زيد بن عمرو واقرأته منه السلام ، فرد عليه السلام ورحم عليه ، وقال : قد رأيته في الجنة يسحب ذيولاً .

[ كنز العمال ج ٦ ص ٣٠١ ] قال : عن حسان بن ثابت ، قال : اني والله لغلام يفع ابن سبع سنين ـ أو ثمان سنين ـ اعقل كلما سمعت إذ سمعت يهودياً يصرخ على أطم يثرب : يا معشر يهود طلع الليلة نجم احمد الذي به ولد قال اخرجه ابن عساكر .

[ طبقات ابن سعد ج ١ القسم ١ ص ١٠٦ ] روى بسنده عن عائشة قالت : سكن يهودي بمكة يبيع بها تجارات ، فلما كان ليلة ولد

٤٥
 &

رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم قال في مجلس من مجالس قريش : هل كان فيكم من مولود هذه الليلة ؟ قالوا لا نعلمه ، قال : أخطأت والله حيث كنت اكره انظروا يا معشر قريش واحصوا ما أقول لكم : ولد الليلة نبي هذه الامة أحمد الآخر ، فان أخطأكم فبفلسطين ، به شامة ، بين كتفيه سوداء صفراء فيها شعرات متواترات ، فتصدع القوم من مجالسهم وهم يعجبون من حديثه فلما صاروا في منازلهم ذكروا لأهاليهم ، فقيل لبعضهم : ولد لعبد الله بن عبد المطلب الليلة غلام فسماه محمداً ، فالتقوا بعد من يومهم فاتوا اليهودي في منزله ، فقالوا : أعلمت انه ولد فينا مولود ؟ قال : أبعد خبري أم قبله ؟ قالوا : قبله واسمه أحمد ، قال : فاذهبوا بنا اليه ، فخرجوا معه حتى دخلوا على امه ، فاخرجته اليهم ، فرأى الشامة في ظهره ، فغشى على اليهودي ثم أفاق ، فقالوا ويلك مالك ؟ قال ذهبت النبوة من بني اسرائيل ، وخرج الكتاب من أيديهم ، وهذا مكتوب يقتلهم ويبز أخبارهم ، فازت العرب بالنبوة ، أفرحتم يا معشر قريش ؟ أما والله ليسطون بكم سطوة يخرج نبؤها من المشرق الى المغرب .

[ طبقات ابن سعد ج ١ القسم ١ ص ٩٧ ] روى بسنده عن عبد الله بن زيد بن أسلم عن ابيه ، قال : لما قدمت حليمة قدم معها زوجها وابن لها صغير ترضعه يقال له عبد الله ، وأتان قمراء وشارف لهم عجفاء قد مات سقبها من العجف ليس في ضرع امه قطرة لبن ، فقالوا : نصيب ولداً نرضعه ومعها نسوة سعديات ، فقدمن فاقمن اياماً ، فاخذن ولم تأخذ حليمة ويعرض عليها النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم فقالت : يتيم لا أب له ، حتى اذا كان آخر ذلك أخذته وخرج صواحبها قبلها بيوم ، فقالت آمنة : يا حليمة إعلمي انك قد أخذت مولوداً له شأن ، والله لحملته فما كنت أجد ما تجد

٤٦
 &

النساء من الحمل ، ولقد أتيت فقيل لي : إنك ستلدين غلاماً فسميه أحمد وهو سيد العالمين ، ولوقع معتمداً على يديه رافعاً رأسه الى السماء ، قال : فخرجت حليمة الى زوجها فاخبرته ، فسر بذلك ، وخرجوا على اتانهم منطلقة وعلى شارفهم قد درت باللبن ، فكانوا يحلبون منها غبوقاً وصبوحاً ، فطلعت على صواحبها ، فلما رأينها قلن : من أخذت ؟ فاخبرتهن ، فقلن : والله انا لنرجو ان يكون مباركاً ، قالت حليمة : قد رأينا بركته ، كنت لا أروي ابني عبد الله ولا يدعنا ننام من الغرث ، فهو واخوه يرويان ما أحبا وينامان ولو كان معهما ثالث لروي ، ولقد أمرتني أمه أن أسأل عنه ، فرجعت به الى بلادها ، فاقامت به حتى قامت سوق عكاظ ، فانطلقت برسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم حتى تأتي به الى عراف من هذيل يريه الناس صبيانهم فلما نظر اليه صاح : يا معشر هذيل ، يا معشر العرب ، فاجتمع اليه الناس من أهل الموسم ، فقال : اقتلوا هذا الصبي ، وانسلت به حليمة ، فجعل الناس يقولون : أي صبي ؟ فيقول هذا الصبي ، ولا يرون شيئاً قد انطلقت به امه فيقال : ما هو ؟ قال : رأيت غلاماً وآلهته ليقتلن أهل دينكم ، وليكسرن آلهتكم ، وليظهرن امره عليكم ، فطلب بعكاظ فلم يوجد ، ورجعت به حليمة الى منزلها فكانت بعد لا تعرضه لعراف ولا لاحد من الناس .

[ طبقات ابن سعد ج ٣ القسم ١ ص ١٥٣ ] روى بسنده عن ابراهيم بن محمد بن طلحة ، قال قال طلحة بن عبيد الله حضرت سوق بصرى فاذا راهب في صومعته يقول : سلوا أهل هذا الموسم أفيهم أحد من أهل الحرم ، قال طلحة : فقلت نعم انا ، فقال : هل ظهر أحمد بعد ؟ قال قلت ومن أحمد ؟ قال ابن عبد الله بن عبد المطلب ، هذا شهره الذي يخرج فيه ، وهو آخر الانبياء مخرجه من

٤٧
 &

الحرم ، ومهاجره الى نخل وحرة وسباخ ، فاياك ان تسبق اليه قال طلحة فوقع في قلبي ما قال ، فخرجت سريعاً حتى قدمت مكة ، فقلت هل كان من حدث ؟ قالوا : نعم محمد بن عبد الله الامين تنبأ ( الحديث ) .

[ طبقات ابن سعد ج ١ القسم ١ ص ٩٩ ] روى بسنده عن داود ابن الحصين قال : لما خرج ابو طالب الى الشام وخرج معه رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم في المرة الأولى وهو ابن اثنتي عشرة سنة ، فلما نزل الركب بصرى من الشام وبها راهب يقال له بحيرا في صومعة له ، وكان علماء النصارى يكونون في تلك الصومعة يتوارثونها عن كتاب يدرسونه ، فلما نزلوا بحيرا وكانوا كثيراً ما يمرون به لا يكلمهم حتى اذا كان ذلك العام ونزلوا منزلاً قريباً من صومعته قد كانوا ينزلونه قبل ذلك كلما مروا ، فصنع لهم طعاماً ثم دعاهم ، وانما حمله على دعائهم أنه رآهم حين طلعوا وغمامة تظل رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم من بين القوم حتى نزلوا تحت الشجرة ثم نظر الى تلك الغمامة أظلت تلك الشجرة ، وأخضلت أغصان الشجرة على النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم حين استظل تحتها ، فلما رأى بحيرا ذلك نزل من صومعته وامر بذلك الطعام فاتى به وارسل اليهم ، فقال : اني قد صنعت لكم طعاماً يا معشر قريش وانا أحب أن يحضروه كلكم ولا تخلفوا منكم صغيراً ولا كبيراً ، حراً ولا عبداً ، فان هذا شيء تكرموني به ، فقال رجل : ان لك لشأناً يا بحيرا ، ما كنت تصنع بنا هذا ، فما شأنك اليوم ؟ قال فاني أحببت أن أكرمكم ولكم حق ، فاجتمعوا اليه وتخلف رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم من بين القوم لحداثة سنه ، ليس في القوم أصغر منه في رحالهم تحت الشجرة ، فلما نظر بحيرا الى القوم فلم ير الصفة التي يعرف ويجدها عنده ، وجعل ينظر ولا يرى الغمامة على أحد من القوم

٤٨
 &

ويراها متخلفة على رأس رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم قال بحيرا : يا معشر قريش لا يتخلفن منكم أحد من طعامي ، قالوا ما تخلف أحد إلا غلام هو أحدث القوم سناً في رحالهم ، فقال : ادعوه فليحضر طعامي فما أقبح ان تحضروا ويتخلف رجل واحد مع اني أراه من انفسكم ، فقال القوم : هو والله أوسطنا نسباً وهو ابن اخي هذا الرجل ـ يعنون أبا طالب ـ وهو من ولد عبد المطلب ، فقال الحارث ابن عبد المطلب بن عبد مناف : والله ان كان بنا للؤم أن يتخلف ابن عبد المطلب من بيننا ، ثم قام اليه فاحتضنه واقبل به حتى اجلسه على الطعام ، والغمامة تستر على رأسه ، وجعل بحيرا يلحظه لحظاً شديداً ، وينظر الى أشياء في جسده قد كان يجدها عنده من صفته ، فلما تفرقوا عن طعامهم قام اليه الراهب فقال : يا غلام اسألك بحق اللات والعزى إلا أخبرتني عما اسألك فقال رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم لا تسألني باللات والعزى فو الله ما أبغضت شيئاً بغضهما ، قال فبالله إلا أخبرتني عما اسألك عنه قال سلني عما بدا لك فجعل يسأله عن أشياء من حاله حتى نومه فجعل رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم يخبره فيوافق ذلك ما عنده ، ثم جعل ينظر بين عينيه ، ثم كشف عن ظهره فرأى خاتم النبوة بين كتفيه ، على موضع الصفة التي عنده ، قال : فقبل موضع الخاتم ، وقالت قريش ان لمحمد عند هذا الراهب لقدراً وجعل ابو طالب لما يرى من الراهب ، يخاف على ابن أخيه ، فقال الراهب لأبي طالب : ما هذا الغلام منك ؟ قال ابو طالب : ابني قال : ما هو بابنك ، وما ينبغي لهذا الغلام أن يكون أبوه حياً ، قال : فابن أخي ، قال : فما فعل أبوه ؟ قال هلك وأمه حبلى به ، قال فما فعلت أمه ؟ قال : توفيت قريباً ، قال صدقت ، ارجع بابن اخيك الى بلده واحذر عليه اليهود ، فوالله لئن رأوه وعرفوا منه ما أعرف ليبغنه عنتاً ، فانه كائن لابن أخيك هذا شأن عظيم نجده في كتبنا وما روينا عن آبائنا ، واعلم اني قد أديت اليك

٤٩
 &

النصحية ، فلما فرغوا من تجاراتهم خرج به سريعاً ، وكان رجال من يهود قد رأوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعرفوا صفته ، فارادوا أن يغتالوه فذهبوا الى بحيرا فذكروه أمره فنهاهم أشد النهي ، وقال لهم : أتجدون صفته ؟ قالوا نعم ، قال فما لكم اليه سبيل فصدقوه وتركوه ، ورجع به ابو طالب فما خرج به سفراً بعد ذلك خوفاً عليه ، ( اقول ) ورواه الخطيب ايضاً في تاريخ بغداد مختصراً ( ج ١ ص ٢٥٢ ) وقال فيه فاخذ ـ يعني بحيرا ـ بيد رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم وقال : هذا سيد العالمين ، هذا رسول رب العالمين ، هذا بعثه الله رحمة للعالمين .

[ طبقات ابن سعد ج ١ القسم ١ ص ٨٢ ] روى بسنده عن نفيسة بنت منية ـ أخت يعلى بن منية ـ قالت لما بلغ رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم خمساً وعشرين سنة ، قال له أبو طالب : أنا رجل لا مال لي وقد اشتد الزمان علينا ، وهذه عير قومك ، وقد حضر خروجها الى الشام وخديجة بنت خويلد تبعث رجالاً من قومك في عيراتها ، فلو جئتها فعرضت نفسك عليها لاسرعت اليك ، وبلغ خديجة ما كان من محاورة عمه له ، فأرسلت اليه في ذلك وقالت له : أنا اعطيك ضعف ما أعطي رجلاً من قومك ، وقال في حديث ساقه بعد هذا بحديث : فخرج مع غلامها ميسرة وجعل عمومته يوصون به أهل العير حتى قدما بصرى من الشام ، فنزلا في ظل شجرة ، فقال نسطور الراهب : ما نزل تحت هذه الشجرة قط إلا نبي ، ثم قال لميسرة : أفي عينيه حمرة ؟ قال : نعم لا تفارقه ، قال هو نبي وهو آخر الأنبياء ، ثم باع سلعته فوقع بينه وبين رجل تلاح ، فقال له : إحلف باللات والعزى فقال رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم ما حلفت بهما قط واني لأمر فاعرض عنهما ، فقال الرجل : القول قولك ثم قال لميسرة : هذا والله نبي تجده أحبارنا منعوتاً في كتبهم ، وكان ميسرة إذا كانت الهاجرة واشتد الحر يرى

٥٠
 &

ملكين يظلان رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم من الشمس فوعى ذلك كله ميسرة ، وكأن الله قد القى عليه المحبة من ميسرة ، فكان كأنه عبد له ، وباعوا تجارتهم وربحوا ضعف ما كانوا يربحون ، فلما رجعوا فكانوا بمر الظهران قال ميسرة : يا محمد انطلق الى خديجة فأخبرها بما صنع الله لها على وجهك فانها تعرف لك ذلك ، فتقدم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى دخل مكة في ساعة الظهيرة ، وخديجة في علية لها فرأت رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم وهو على بعيره وملكان يظلان عليه ، فأرته نساءها فعجبن لذلك ، ودخل عليها رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم فخبرها بما ربحوا في وجههم ، فسرت بذلك ، فلما دخل ميسرة عليها أخبرته بما رأت ، فقال : قد رأيت هذا منذ خرجنا من الشام ، وأخبرها بما قال الراهب نسطور ، وبما قال الآخر الذي خالفه في البيع ، وقدم رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم بتجارتها فربحت ضعف ما كانت تربح ، واضعفت له ضعف ما سمت له .

[ الإِصابة ج ١ القسم ٣ ص ١٨١ ] قال : ذكر الهيثم بن عدي في الأخبار عن سعيد بن العاص ، قال : لما قتل ابي العاص بن سعيد بن العاص يوم بدر كنت في حجر عمي أبان بن سعيد بن العاص ، فخرج تاجراً الى الشام فمكث سنة ثم قدم ، وكان يكثر السب لرسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم ، فاول شيء سأل عنه أن قال : ما فعل محمد : فقال له عمي عبد الله هو والله في عز ما كان ، واعلاه امراً ، فسكت أبان ولم يسبه ، ثم صنع طعاماً وأرسل الى سراة بني امية ، فقال لهم : اني كنت بقرية فرأيت بها راهباً يقال له بكاء لم ينزل الى الأرض أربعين سنة فنزل يوماً واجتمعوا ينظرون اليه فجئت فقلت لهم : ان لي حاجة فخلا بي ، فقلت : اني من قريش وان رجلاً منا خرج يزعم ان الله أرسله ، قال : ما اسمه قلت محمد ، قال : منذ كم خرج ؟ قلت : منذ عشرين سنة ، قال : ألا أصفه لك ؟ قلت : بلى ، قال : فوصفه

٥١
 &

فما أخطأ من صفته شيئاً ، ثم قال لي : هو والله نبي هذه الامة ، والله ليظهرن ثم دخل صومعته ، وقال لي : اقرأ عليه ‌السلام ، قال : وكان ذلك في زمن الحديبية .

[ الهيثمي في مجمعه ج ٨ ص ٢٣١ ] قال : وعن ابي سفيان بن حرب ان امية بن ابي الصلت كان معه بغزة ـ أو قال بايلياء ـ فلما قفلنا قال : يا أبا سفيان ، وساق الحديث ( إلى أن قال ) قال : اني كنت أجد في كتبي نبياً يبعث من حرمنا فكنت أظن ، بل كنت لا أشك اني هو ، فلما دارست أهل العلم اذا هو من بني عبد مناف ، فنظرت في بني عبد مناف فلم أجد أحداً أصلح لهذا الامر غير عتبة بن ربيعة ، فلما أخبرني بنسبه عرفت أنه ليس به حين جاوز الاربعين ولم يوح اليه ، قال ابو سفيان : فضرب الدهر ضرباته وأوحى الى رسول الله فخرجت في ركب من قريش أريد اليمن في تجارة فمررت بامية بن ابي الصلت فقلت له كالمستهزىء به : يا أمية خرج النبي الذي كنت تنتظره قال : أما انه حق فاتبعه ، قلت ما يمنعك من اتباعه ؟ قال : الاستحياء من نسيات ثقيف ، إني كنت أحدثهم أني هو ثم يروني تابعاً لغلام من بني عبد مناف ، ثم قال امية : كأني بك يا أبا سفيان ان خالفته قد ربطت كما يربط الجدي حتى يؤتى بك اليه فيحكم فيك ما يريد ( قال ) رواه الطبراني .

[ الهيثمي في مجمعه ج ٨ ص ٢٣٢ ] قال : وعن جبير بن مطعم قال : كنت أكره أذى قريش للنبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فلما ظننت انهم سيقتلوه خرجت حتى لحقت بدير من الديرات ، فذهب أهل الدير الى رأسهم فاخبروه ، فقال : أقيموا له حقه الذي ينبغي له ثلاثاً ، ولما رأوه لم يذهب فانطلقوا الى صاحبهم فاخبروه ، فقال : قولوا له قد أقمنا لك بحقك الذي ينبغي لك ، فان كنت وصباً فقد ذهب وصبك ، وان كنت واصلاً فقد آن لك أن تذهب الى من تصل ، وإن كنت تاجراً فقد آن لك ان تخرج الى تجارتك فقال : ما كنت واصلاً ولا تاجراً وما أنا بنصب ، فذهبوا اليه فأخبروه ، فقال : إن له لشأناً فأسألوه ما شأنه ؟ قال : فأتوه فسألوه فقال : لا والله إلا أن في قرية ابراهيم ابن عمي

٥٢
 &

يزعم انه نبي فآذاه قومه فخرجت لئلا أشهد ذلك ، فذهبوا الى صاحبهم فأخبروه قولي ، قال : هلموا فأتيته فقصصت عليه قصصي ، قال : تخاف أن يقتلوه ؟ قلت : نعم ، قال : وتعرف شبهه لو تراه مصوراً ؟ قلت عهدي به منذ قريب فأراه صوراً مغطاة يكشف صورة صورة ثم يقول أتعرف ؟ فأقول : لا حتى كشف صورة مغطاة فقلت : ما رأيت شيئاً أشبه بشيء من هذه الصورة به كأنه طوله وجسمه وبعد ما بين منكبيه قال : فتخاف أن يقتلوه ؟ قلت : اظنهم قد فرغوا منه ، قال : والله لا يقتلوه وليقتلن من يريد قتله ، وانه لنبي وليظهرنه الله ، ولكن قد وجب حقك علينا فأمكث ما بدا لك وأدع بما شئت ( الحديث ) قال رواه الطبراني .

٥٣
 &

باب

في ان النبي ( ص ) بعث من خير قرون ولما بعث دحر الجن

[ مسند الإِمام احمد بن حنبل ج ٢ ص ٣٧٣ ] روى بسنده عن ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم قال : بعثت من خير قرون بني آدم قرناً فقرناً حتى بعثت من القرن الذي كنت فيه .

[ طبقات ابن سعد ج ١ القسم ١ ص ١١٠ ] روى بسنده عن ابن عباس ، قال : لما بعث محمد صلى الله عليه و ( آله ) وسلم دحر الجن ورموا بالكواكب ، وكانوا قبل ذلك يستمعون لكل قبيل من الجن مقعد يستمعون فيه ، فأول من فزع لذلك أهل الطائف ، فجعلوا يذبحون لآلهتهم من كان له ابل أو غنم كل يوم حتى كادت أموالهم تذهب ، ثم تناهوا ، وقال بعضهم لبعض : ألا ترون معالم السماء كأنه لم يذهب منها شيء ، وقال ابليس : هذا أمر حدث في الارض ايتوني من كل ارض بتربة ، فكان يؤتي بالتربة فيشمها ويلقيها حتى أتى بتربة تهامة فشمها ، وقال : ههنا ( الحديث ) .

٥٤
 &

باب

في ايمان النجاشي حين بعث اليه النبي ( ص ) بعثاً

[ مسند الامام احمد بن حنبل ج ١ ص ٤٦١ ] روى بسنده عن ابن مسعود ، قال : بعثنا رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم الى النجاشي ونحن نحو من ثمانين رجلاً فيهم عبد الله بن مسعود وجعفر وعبد الله بن عرفطة وعثمان بن مظعون وابو موسى ، فاتوا النجاشي وبعثت قريش عمرو ابن العاص وعمارة بن الوليد بهدية ، فلما دخلا على النجاشي سجدا له ، ثم ابتدراه عن يمينه وعن شماله ، ثم قالا له : إن نفراً من بني عمنا نزلوا أرضك ورغبوا عنا وعن ملتنا ، قال : فأين هم قال : هم في أرضك فابعث اليهم ، فبعث اليهم فقال جعفر أنا خطيبكم اليوم فاتبعوه فسلم ولم يسجد ، فقالوا : له ما لك لا تسجد للملك ؟ قال : إنا لا نسجد إلا لله عز وجل ، قال : وما ذاك ؟ قال : ان الله عز وجل بعث الينا رسوله وأمرنا أن لا نسجد لاحد إلا لله عز وجل وأمرنا بالصلاة والزكاة ، قال عمرو بن العاص فانهم يخالفونك في عيسى بن مريم ، قال ما تقولون في عيسى بن مريم وأمه ؟ قالوا : نقول كما قال الله عز وجل : هو كلمة الله وروحه القاها الى العذراء البتول التي لم يمسها بشر ولم يفرضها ولد ، قال : فرفع عوداً من الأرض ، ثم قال : يا معشر

٥٥
 &

الحبشة والقسسين والرهبان ، والله ما يزيدون على الذي نقول فيه ما يسوي هذا مرحباً بكم وبمن جئتم من عنده ، اشهد انه رسول الله ، فإنه الذي نجد في الإِنجيل ، وانه الرسول الذي بشر به عيسى بن مريم ، إنزلوا حيث شئتم والله لولا ما أنا فيه من الملك لاتيته حتى أكون أنا أحمل نعليه واوضئه وأمر بهدية الآخرين فردت اليهما ، ثم تعجل عبد الله بن مسعود حتى أدرك بدراً ، وزعم ان النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم استغفر له حين بلغه موته .

٥٦
 &

باب

في ان النبي ( ص ) سيد ولد آدم وحبيب الله وافضلهم وخليل الله واحبهم الى الله واكرمهم على الله

[ صحيح مسلم ] في كتاب الفضائل في باب تفضيل نبينا على جميع الخلائق ، روى بسنده عن ابي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم انا سيد آدم يوم القيامة ، وأول من ينشق عنه القبر ، وأول شافع ، وأول مشفع .

[ صحيح الترمذي ج ٢ ص ١٩٥ ] روى بسنده عن ابي سعيد ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر ، وبيدي لواء العد ولا فخر ، وما من نبي يومئذ آدم فمن سواه إلا تحت لوائي ، وأنا أول من تنشق عنه الأرض ولا فخر ( الحديث ) .

[ صحيح الترمذي ج ٢ ص ٢٨٣ ] روى بسنده عن ابن عباس قال : جلس ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ينتظرونه قال : فخرج حتى اذا دنا منهم سمعهم يتذاكرون ، فسمع حديثهم ، فقال بعضهم عجباً ان الله عز وجل اتخذ من خلقه خليلاً ، اتخذ ابراهيم خليلاً ، وقال آخر : ماذا باعجب من كلام موسى تكليماً ، وقال آخر : فعيسى كلمة

٥٧
 &

الله وروحه ، وقال آخر آدم اصطفاه الله ، فخرج عليهم فسلم ، وقال : قد سمعت كلامكم وعجبكم ، إن ابراهيم خليل الله وهو كذلك ، وموسى نجي الله وهو كذلك وعيسى روح الله وكلمته وهو كذلك ، وآدم اصطفاه الله وهو كذلك ، ألا وأنا حبيب الله ولا فخر ، وأنا حامل لواء الحمد يوم القيامة ولا فخر ، وأنا أول شافع وأول مشفع يوم القيامة ولا فخر ، وأنا أول من يحرك حلقة الجنة فيفتح الله لي فيدخلنيها ومعي فقراء المؤمنين ولا فخر ، وأنا أكرم الأولين والآخرين ولا فخر .

[ كنز العمال ج ٦ ص ١٠٤ ] ولفظه : اتخذ الله ابراهيم خليلاً ، وموسى نجياً ، واتخذني حبيباً ، ثم قال : وعزتي وجلالي لأوثرن حبيبي على خليلي ونجيي ، قال : أخرجه البيهقي في شعب الإِيمان عن ابي هريرة .

[ مسند الإِمام احمد بن حنبل ج ١ ص ٣٩٥ ] روى بسنده عن معمر في قوله تعالى ( وَاتَّخَذَ اللَّـهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا ) قال : اخبرني عبد الملك بن عمير عن خالد بن ربعي عن ابن مسعود انه قال : ان الله اتخذ صاحبكم خليلاً يعني محمداً صلى الله عليه ( وآله ) وسلم .

[ تاريخ بغداد ج ١٢ ص ٣٠١ ] روى بسنده عن عبد الله قال : ان الله اتخذ ابراهيم خليلاً وان صاحبكم خليل الله ، إن محمداً صلى الله عليه و ( آله ) وسلم سيد بني آدم يوم القيامة ، ثم قرأ ( عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا ) .

[ كنز العمال ج ٦ ص ١١٤ ] ولفظه : ان الله قد اتخذني خليلاً قال : أخرجه الحاكم في المستدرك عن جندب .

[ كنز العمال ج ٦ ص ١١٤ ] ولفظه : لما اقترف آدم الخطيئة ، قال : يا رب أسألك بحق محمد صلى الله عليه و ( آله ) وسلم إلا غفرت لي ، فقال الله تعالى وكيف عرفت محمداً ولم أخلقه بعد ، قال : يا رب لأنك لما خلقتني بيدك ونفخت فيّ من روحك رفعت رأسي فرأيت على قوائم العرش مكتوباً لا إله إلا الله محمد رسول الله ، فعلمت انك لم تضف الى اسمك إلا أحب الخلق

٥٨
 &

اليك ، فقال الله عز وجل : صدقت يا آدم انه لأحب الخلق اليّ ، واذا سألتني بحقه فقد غفرت لك ولولا محمد ما خلقتك ، قال : أخرجه ابو داود الطيالسي وسعيد بن منصور وابو نعيم والحاكم والبيهقي وابن عساكر عن ابن عمر .

[ فيض القدير ج ٤ ص ١٠٧ ] في المتن ولفظه : سلم علّي ملك ثم قال لي : لم أزل استأذن ربي عز وجل في لقائك حتى كان هذا أو ان اذن لي وإني أُبشرك أنه ليس أحد أكرم على الله منك ، قال : اخرجه ابن عساكر .

[ سنن الدارمي ج ١ ص ٢٦ ] روى بسنده عن أنس قال قال : رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم انا أولهم خروجاً ، وأنا قائدهم اذا وفدوا ، وانا خطيبهم اذا انصتوا ، وانا مشفعهم اذا حبسوا ، وأنا مبشرهم إذا أيسوا الكرامة ، والمفاتيح يومئذ بيدي ، وأنا أكرم ولد آدم على ربي يطوف عليّ الف خادم كأنهم بيض مكنون أو لؤلؤ منثور ، اقول : وتقدم في الباب الثاني ما ذكره السيوطي في الدر المنثور من حديث ابن عباس ، وفيه وأنا أتقي من ولد آدم وأكرمهم على الله ولا فخر ( الى آخره ) فراجعه .

٥٩
 &

باب

في أن النبي أُعطي خمساً لم يعطهن أحد قبله وفضّل على الأنبياء بست

[ صحيح البخاري ] في كتاب التيمم الحديث الثاني ، روى بسنده عن جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ، قال : أُعطيت خمساً لم يعطهن أحد قبلي ، نصرت بالرعب مسيرة شهر ، وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً ، فايما رجل من امتي أدركته الصلاة فليصل ، واحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي ، واعطيت الشفاعة ، وكان النبي يبعث الى قومه خاصة وبعثت الى الناس عامة .

[ صحيح مسلم ] في كتاب المساجد الحديث السابع روى بسنده عن ابي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ، قال : فضّلت علي الأنبياء بست ، اعطيت جوامع الكلم ، ونصرت بالرعب ، وأُحلت لي الغنائم وجعلت لي الارض طهوراً ومسجداً ، وارسلت الى الخلق كافة ، وختم بي النبيون .

[ مسند الإِمام احمد بن حنبل ج ١ ص ٩٨ ] روى بسنده عن علي ابن ابي طالب عليه‌ السلام يقول : قال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم :

٦٠