آية الله السيد مرتضى الفيروزآبادي
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: منشورات فيروزآبادي
المطبعة: مطبعة أمير
الطبعة: ٢
ISBN الدورة:
الصفحات: ٤٦٣
باب
في أن سورة هل أتى نزلت في علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام
[ أُسد الغابة لابن الاثير الجزري ج ٥ ص
٥٣٠ ] في ترجمة فضة النوبية ، روى بسنده عن مجاهد عن ابن عباس قال : في قوله تعالى ( يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا وَيُطْعِمُونَ
الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا ) قال : مرض الحسن والحسين عليهما السلام
فعادهما جدهما رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم وعادهما عامة العرب ، فقالوا : يا أبا الحسن لو نذرت على ولدك نذراً ، فقال علي عليه السلام : إن برئا مما بهما صمت لله عز وجل ثلاثة ايام شكراً ، وقالت فاطمة عليهما السلام كذلك ، وقالت جارية ـ يقال لها فضة نوبية ـ ان برئا سيداي صمت لله عز وجل شكراً فالبس الغلامان العافية وليس عند آل محمد قليل ولا كثير . فانطلق علي عليه السلام الى شمعون الخيبري فاستقرض منه ثلاثة اصوع من شعير فجاء بها فوضعها فقامت فاطمة عليها السلام الى صاع فطحنته واختبزته وصلى علي عليه السلام مع رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم ثم أتى المنزل فوضع الطعام بين يديه اذ اتاهم مسكين فوقف بالباب فقال : السلام عليكم اهل بيت محمد ، مسكين من اولاد المسلمين اطعموني اطعمكم الله عز وجل على موائد الجنة ، فسمعه علي عليه السلام فأمرهم فاعطوه الطعام ومكثوا يومهم وليلتهم
لم يذوقوا الا الماء ، فلما كان اليوم الثاني قامت فاطمة عليها السلام الى صاع وخبزته وصلى علي عليه السلام مع النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم ووضع الطعام بين يديه اذ اتاهم يتيم فوقف بالباب وقال : السلام عليكم اهل بيت محمد يتيم بالباب من اولاد المهاجرين استشهد والدي اطعموني فاعطوه الطعام فمكثوا يومين لم يذوقوا الا الماء ، فلما كان اليوم الثالث قامت فاطمة عليها السلام الى الصاع الباقي فطحنته واختبزته فصلى علي عليه السلام مع النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم ووضع الطعام بين يديه اذ اتاهم أسير فوقف بالباب وقال : السلام عليكم اهل بيت النبوة تأسروننا وتشدوننا ولا تطعموننا ، اطعموني فاني اسير فاعطوه الطعام ومكثوا ثلاث ايام ولياليها لم يذوقوا الا الماء ، فأتاهم رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم فرأى ما بهم من الجوع فانزل الله تعالى ( هَلْ أَتَىٰ عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ ـ إلى قوله ـ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا ) ثم قال : اخرجها ابو موسى ( اقول ) وذكره الزمخشري ايضاً في الكشاف في تفسير قوله تعالى : ( وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا ) في سورة هل أتى وحكى عن الواحدي انه ذكره ايضاً ، وذكره الفخر الرازي ايضاً في تفسيره الكبير ، وقال : والواحدي من اصحابنا ـ يعني من الاشاعرة ـ ذكر في كتاب البسيط انها نزلت في حق علي عليه السلام قال : وصاحب الكشاف ـ من المعتزلة ـ ذكره هذه القصة فروى عن ابن عباس وذكر الرواية المتقدمة .
[ الواحدي في اسباب النزول ص ٣٣١ ] في بيان نزول قوله تعالى : ( وَيُطْعِمُونَ
الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا )
في سورة هل أتى قال : قال عطاء عن ابن عباس ، وذلك ان علي بن أبي طالب عليه السلام نوبة آجر نفسه يسقي نخلاً بشيء من شعير ليلة حتى اصبح وقبض الشعير وطحن ثلثه فجعلوا منه شيئاً ليأكلوه يقال له الحريرة فلما تم انضاجه اتى مسكين فاخرجوا اليه الطعام ، ثم عمل الثلث الثاني فلما تم انضاجه اتى يتيم فسأل فاطعموه اياه ثم عمل الثلث الباقي فلما تم انضاجه اتى اسير من المشركين فاطعموه وطووا يومهم ذلك ، فأنزلت فيه هذه الآية ( اقول ) وذكره المحب الطبري ايضاً في
الرياض النضرة ( ج ٢ ص ٢٢٧ ) وقال فيه : يقال له الحريرة دقيق بلادهن وقال : هذا قول الحسن وقتادة ان الاسير كان من المشركين ، وقال سعيد بن جبير : الاسير المحبوس من اهل القبلة ، وذكره ايضاً في ذخائره ( ص ١٠٢ ) .
[ السيوطي في الدر المنثور ] في ذيل تفسير قوله تعالى : ( وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا ) في سورة هل أتى ، قال : واخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله : ويطعمون الطعام على حبه الآية ، قال : نزلت في علي بن أبي طالب عليه السلام وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم .
[ نور الابصار للشبلنجي ص ١٠٢ ] قال : وفي مسامرات الشيخ الاكبر ان عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال في قوله تعالى : ( يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا )
مرض الحسن والحسين عليهما السلام وهما صبيان فعادهما رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم ومعه ابوبكر وعمر فقال عمر لعلي عليه السلام : يا أبا الحسن لو نذرت عن ابنيك نذراً إن الله عافاهما ، قال : اصوم ثلاثة ايام شكراً لله ، قالت فاطمة عليها السلام : وأنا ايضاً اصوم ثلاثة ايام شكراً لله ، وقال الصبيان ، ونحن نصوم ثلاثة ايام وقالت جاريتهما فضة : وأنا اصوم ثلاثة أيام ؛ فالبسهما الله العافية فأصبحوا صياماً وليس عندهم طعام ، فانطلق علي عليه السلام الى جار له من اليهود ـ يقال له شمعون يعالج الصوف ـ فقال له : هل لك ان تعطيني جزة من صوف تغزلها لك بنت محمد بثلاثة اصوع من شعير ؟ قال : نعم فأعطاه فجاء بالصوف والشعير فأخبر فاطمة عليها السلام فقبلت واطاعت ثم غزلت ثلث الصوف واخذت صاعاً من الشعير فطحنته وعجنته وخبزته خمسة اقراص لكل واحد قرص وصلى علي عليه السلام مع النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم المغرب ثم اتى منزله فوضع الخوان فجلسوا فأول لقمة كسرها علي عليه السلام اذا مسكين واقف على الباب فقال : السلام عليكم يا اهل بيت محمد أنا مسكين من مساكين المسلمين اطعموني مما تأكلون اطعمكم الله من موائد الجنة
فوضع علي عليه السلام اللقمة من يده ثم قال :
فقالت فاطمة عليها السلام من حينها :
قال : فعمدت الى ما في الخوان فدفعته الى المسكين وباتوا جياعاً وأصبحوا صياماً لم يذوقوا الا الماء القراح ، ثم عمدت الى الثلث الثاني من الصوف فغزلته ، ثم اخذت صاعاً فطحنته وعجنته وخبزت منه خمسة اقراص لكل واحد قرص وصلى علي عليه السلام المغرب مع النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم ثم اتى منزله فلما وضع الخوان وجلس فاول لقمة كسرها علي عليه السلام اذا بيتيم من يتامى المسلمين قد وقف على الباب وقال : السلام عليكم اهل بيت محمد انا يتيم من يتامى المسلمين اطعموني مما تأكلون اطعمكم الله من موائد الجنة فوضع علي عليه السلام اللقمة من يده وقال :
فأقبلت السيدة فاطمة وقالت :
ثم عمدت الى ما كان
في الخوان فأعطته اليتيم وباتوا جياعاً لم |
فاطمة ابنة النبي أحمد |
|
بنت نبي سيد مسود |
هذا أسير جاء ليس يهتد |
|
مكبل في قيده المقيد |
يشكو الينا الجوع والتشدد |
|
من يطعم اليوم يجده في غد |
عند العلي الواحد الموحد |
|
ما يزرع الزراع يوماً يحصد |
فأقبلت فاطمة عليها السلام تقول :
لم يبق مما جاء غير صاع |
|
قد دبرت كفي مع الذراع |
وابناي والله ثلاثاً جاعا |
|
يا رب لا تهلكهما ضياعا |
ثم عمدت الى ما كان في الخوان فاعطته اياه فاصبحوا مفطرين وليس عندهم شيء ، واقبل علي والحسن والحسين عليهم السلام نحو رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم وهما يرتعشان كالفرخين من شدة الجوع ، فلما ابصرهما رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم قال : يا أبا الحسن أشد ما يسوءني ما ادرككم انطلقوا بنا الى ابنتي فاطمة فانطلقوا اليها وهي في محرابها وقد لصق بطنها بظهرها من شدة الجوع وغارت عيناها ، فلما رآها رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ضمها اليه وقال : واغوثاه ، فهبط جبريل عليه السلام وقال : يا محمد خذ ضيافة اهل بيتك ، قال : وما آخذ يا جبريل ؟ قال : ( وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا ـ إلى قوله ـ وَكَانَ سَعْيُكُم مَّشْكُورًا ) .
يا راكباً قف بالمحصب من منى |
|
واهتف بساكن خيفها والناهض |
سحراً إذا فاض الحجيج الى منى |
|
فيضاً كما نظم الفرات الفائض |
إن كان رفضاً حب آل محمد |
|
فليشهد الثقلان إني رافضي |
[
السيوطي في الدر المنثور ]
في تفسير قوله تعالى : (
قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ )
في سورة الشورى ( قال ) واخرج ابن المنذر