فضائل الخمسة من الصّحاح الستّة - ج ١

آية الله السيد مرتضى الفيروزآبادي

فضائل الخمسة من الصّحاح الستّة - ج ١

المؤلف:

آية الله السيد مرتضى الفيروزآبادي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: منشورات فيروزآبادي
المطبعة: مطبعة أمير
الطبعة: ٢
ISBN الدورة:
964-6406-18-1

الصفحات: ٤٦٣
  الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة
 &

باب

في أن سورة هل أتى نزلت في علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم ‌السلام

[ أُسد الغابة لابن الاثير الجزري ج ٥ ص ٥٣٠ ] في ترجمة فضة النوبية ، روى بسنده عن مجاهد عن ابن عباس قال : في قوله تعالى ( يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا ) قال : مرض الحسن والحسين عليهما‌ السلام فعادهما جدهما رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم وعادهما عامة العرب ، فقالوا : يا أبا الحسن لو نذرت على ولدك نذراً ، فقال علي عليه‌ السلام : إن برئا مما بهما صمت لله عز وجل ثلاثة ايام شكراً ، وقالت فاطمة عليهما‌ السلام كذلك ، وقالت جارية ـ يقال لها فضة نوبية ـ ان برئا سيداي صمت لله عز وجل شكراً فالبس الغلامان العافية وليس عند آل محمد قليل ولا كثير . فانطلق علي عليه ‌السلام الى شمعون الخيبري فاستقرض منه ثلاثة اصوع من شعير فجاء بها فوضعها فقامت فاطمة عليها ‌السلام الى صاع فطحنته واختبزته وصلى علي عليه‌ السلام مع رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم ثم أتى المنزل فوضع الطعام بين يديه اذ اتاهم مسكين فوقف بالباب فقال : السلام عليكم اهل بيت محمد ، مسكين من اولاد المسلمين اطعموني اطعمكم الله عز وجل على موائد الجنة ، فسمعه علي عليه ‌السلام فأمرهم فاعطوه الطعام ومكثوا يومهم وليلتهم

٣٠١
 &

لم يذوقوا الا الماء ، فلما كان اليوم الثاني قامت فاطمة عليها ‌السلام الى صاع وخبزته وصلى علي عليه‌ السلام مع النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم ووضع الطعام بين يديه اذ اتاهم يتيم فوقف بالباب وقال : السلام عليكم اهل بيت محمد يتيم بالباب من اولاد المهاجرين استشهد والدي اطعموني فاعطوه الطعام فمكثوا يومين لم يذوقوا الا الماء ، فلما كان اليوم الثالث قامت فاطمة عليها ‌السلام الى الصاع الباقي فطحنته واختبزته فصلى علي عليه ‌السلام مع النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم ووضع الطعام بين يديه اذ اتاهم أسير فوقف بالباب وقال : السلام عليكم اهل بيت النبوة تأسروننا وتشدوننا ولا تطعموننا ، اطعموني فاني اسير فاعطوه الطعام ومكثوا ثلاث ايام ولياليها لم يذوقوا الا الماء ، فأتاهم رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم فرأى ما بهم من الجوع فانزل الله تعالى ( هَلْ أَتَىٰ عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ ـ إلى قوله ـ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا ) ثم قال : اخرجها ابو موسى ( اقول ) وذكره الزمخشري ايضاً في الكشاف في تفسير قوله تعالى : ( وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا ) في سورة هل أتى وحكى عن الواحدي انه ذكره ايضاً ، وذكره الفخر الرازي ايضاً في تفسيره الكبير ، وقال : والواحدي من اصحابنا ـ يعني من الاشاعرة ـ ذكر في كتاب البسيط انها نزلت في حق علي عليه‌ السلام قال : وصاحب الكشاف ـ من المعتزلة ـ ذكره هذه القصة فروى عن ابن عباس وذكر الرواية المتقدمة .

[ الواحدي في اسباب النزول ص ٣٣١ ] في بيان نزول قوله تعالى : ( وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا ) في سورة هل أتى قال : قال عطاء عن ابن عباس ، وذلك ان علي بن أبي طالب عليه ‌السلام نوبة آجر نفسه يسقي نخلاً بشيء من شعير ليلة حتى اصبح وقبض الشعير وطحن ثلثه فجعلوا منه شيئاً ليأكلوه يقال له الحريرة فلما تم انضاجه اتى مسكين فاخرجوا اليه الطعام ، ثم عمل الثلث الثاني فلما تم انضاجه اتى يتيم فسأل فاطعموه اياه ثم عمل الثلث الباقي فلما تم انضاجه اتى اسير من المشركين فاطعموه وطووا يومهم ذلك ، فأنزلت فيه هذه الآية ( اقول ) وذكره المحب الطبري ايضاً في

٣٠٢
 &

الرياض النضرة ( ج ٢ ص ٢٢٧ ) وقال فيه : يقال له الحريرة دقيق بلادهن وقال : هذا قول الحسن وقتادة ان الاسير كان من المشركين ، وقال سعيد بن جبير : الاسير المحبوس من اهل القبلة ، وذكره ايضاً في ذخائره ( ص ١٠٢ ) .

[ السيوطي في الدر المنثور ] في ذيل تفسير قوله تعالى : ( وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا ) في سورة هل أتى ، قال : واخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله : ويطعمون الطعام على حبه الآية ، قال : نزلت في علي بن أبي طالب عليه ‌السلام وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم .

[ نور الابصار للشبلنجي ص ١٠٢ ] قال : وفي مسامرات الشيخ الاكبر ان عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال في قوله تعالى : ( يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا ) مرض الحسن والحسين عليهما ‌السلام وهما صبيان فعادهما رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم ومعه ابوبكر وعمر فقال عمر لعلي عليه‌ السلام : يا أبا الحسن لو نذرت عن ابنيك نذراً إن الله عافاهما ، قال : اصوم ثلاثة ايام شكراً لله ، قالت فاطمة عليها ‌السلام : وأنا ايضاً اصوم ثلاثة ايام شكراً لله ، وقال الصبيان ، ونحن نصوم ثلاثة ايام وقالت جاريتهما فضة : وأنا اصوم ثلاثة أيام ؛ فالبسهما الله العافية فأصبحوا صياماً وليس عندهم طعام ، فانطلق علي عليه‌ السلام الى جار له من اليهود ـ يقال له شمعون يعالج الصوف ـ فقال له : هل لك ان تعطيني جزة من صوف تغزلها لك بنت محمد بثلاثة اصوع من شعير ؟ قال : نعم فأعطاه فجاء بالصوف والشعير فأخبر فاطمة عليها‌ السلام فقبلت واطاعت ثم غزلت ثلث الصوف واخذت صاعاً من الشعير فطحنته وعجنته وخبزته خمسة اقراص لكل واحد قرص وصلى علي عليه ‌السلام مع النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم المغرب ثم اتى منزله فوضع الخوان فجلسوا فأول لقمة كسرها علي عليه‌ السلام اذا مسكين واقف على الباب فقال : السلام عليكم يا اهل بيت محمد أنا مسكين من مساكين المسلمين اطعموني مما تأكلون اطعمكم الله من موائد الجنة

٣٠٣
 &

فوضع علي عليه ‌السلام اللقمة من يده ثم قال :

فاطم ذات المجد واليقين

يا بنت خير الناس اجمعين

أما ترى ذا البائس المسكين

جاء إلى الباب له حنين

كل امرىء بكسبه رهين

فقالت فاطمة عليها ‌السلام من حينها :

امرك سمع يا بن عم وطاعة

ما لي من لوم ولا ضراعة

باللب قد غذيت بالبراعة

أرجو إذا أنفقت من مجاعة

أن ألحق الأبرار والجماعة

وأدخل الجنة بالشفاعة

قال : فعمدت الى ما في الخوان فدفعته الى المسكين وباتوا جياعاً وأصبحوا صياماً لم يذوقوا الا الماء القراح ، ثم عمدت الى الثلث الثاني من الصوف فغزلته ، ثم اخذت صاعاً فطحنته وعجنته وخبزت منه خمسة اقراص لكل واحد قرص وصلى علي عليه‌ السلام المغرب مع النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم ثم اتى منزله فلما وضع الخوان وجلس فاول لقمة كسرها علي عليه ‌السلام اذا بيتيم من يتامى المسلمين قد وقف على الباب وقال : السلام عليكم اهل بيت محمد انا يتيم من يتامى المسلمين اطعموني مما تأكلون اطعمكم الله من موائد الجنة فوضع علي عليه‌ السلام اللقمة من يده وقال :

فاطم بنت السيد الكريم

قد جاءنا الله بذا اليتيم

من يطلب اليوم رضا الرحيم

موعده في جنة النعيم

فأقبلت السيدة فاطمة وقالت :

فسوف أعطيه ولا أبالي

وأوثر الله على عيالي

أمسوا جياعاً وهمُ أمثالي

أصغرهم يقتل في القتال

ثم عمدت الى ما كان في الخوان فأعطته اليتيم وباتوا جياعاً لم

٣٠٤
 &

يذوقوا إلا الماء القراح ، وأصبحوا صياماً ، وعمدت فاطمة عليها ‌السلام الى باقي الصوف فغزلته وطحنت الصاع الباقي وخبزته خمسة أقراص لكل واحد قرص وصلى عليّ عليه‌ السلام المغرب مع النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم ثم أتى منزله فقربت اليه الخوان ثم جلس ، فأول لقمة كسرها إذا أسير من أسارى المسلمين بالباب فقال : السلام عليكم أهل بيت محمد إن الكفار أسرونا وقيدونا وشدونا فلم يطعمونا فوضع عليّ عليه‌ السلام اللقمة من يده وقال :

فاطمة ابنة النبي أحمد

بنت نبي سيد مسود

هذا أسير جاء ليس يهتد

مكبل في قيده المقيد

يشكو الينا الجوع والتشدد

من يطعم اليوم يجده في غد

عند العلي الواحد الموحد

ما يزرع الزراع يوماً يحصد

فأقبلت فاطمة عليها ‌السلام تقول :

لم يبق مما جاء غير صاع

قد دبرت كفي مع الذراع

وابناي والله ثلاثاً جاعا

يا رب لا تهلكهما ضياعا

ثم عمدت الى ما كان في الخوان فاعطته اياه فاصبحوا مفطرين وليس عندهم شيء ، واقبل علي والحسن والحسين عليهم ‌السلام نحو رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم وهما يرتعشان كالفرخين من شدة الجوع ، فلما ابصرهما رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم قال : يا أبا الحسن أشد ما يسوءني ما ادرككم انطلقوا بنا الى ابنتي فاطمة فانطلقوا اليها وهي في محرابها وقد لصق بطنها بظهرها من شدة الجوع وغارت عيناها ، فلما رآها رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ضمها اليه وقال : واغوثاه ، فهبط جبريل عليه ‌السلام وقال : يا محمد خذ ضيافة اهل بيتك ، قال : وما آخذ يا جبريل ؟ قال : ( وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا ـ إلى قوله ـ وَكَانَ سَعْيُكُم مَّشْكُورًا ) .

٣٠٥
 &

باب

في أن آية المودة نزلت في قربى النبي ( ص ) وهم علي وفاطمة والحسن والحسين ( ع )

أما نزول آية المودة وهي قوله تعالى في سورة الشورى ( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ) في قربى النبي صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم فللاخبار الكثيرة ، ونحن نذكر جملة منها مما ظفرنا عليه على العجالة فنقول :

[ تفسير ابن جرير الطبري ج ٢٥ ص ١٦ ] روى بسنده عن سعيد ابن جبير في قوله : ( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ) قال : هي قربى رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ( اقول ) وذكره المحب الطبري ايضاً في ذخائره ، وقال : اخرجه ابن السري .

[ تفسير ابن جرير الطبري ج ٢٥ ص ١٧ ] روى بسنده عن أبي اسحاق قال : سألت عمرة بن شعيب عن قول الله عز وجل : ( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ) قال : قربى النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم .

٣٠٦
 &

[ حلية الاولياء ج ٣ ص ٢٠١ ] روى بسنده عن جابر قال : جاء اعرابي الى النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فقال : يا محمد اعرض علي الاسلام فقال : تشهد ان لا إله الا الله وحده لا شريك له وان محمداً عبده ورسوله قال : تسألني عليه اجراً ؟ قال : لا إلا المودة في القربي ، قال : قرباي او قرباك ؟ قال : قرباي ، قال : هات ابايعك ، فعلى من لا يحبك ولا يحب قرباك لعنة الله ، قال صلى الله عليه و ( آله ) وسلم : آمين .

[ السيوطي في الدر المنثور ] في تفسير قوله تعالى : ( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ) في سورة الشورى ، قال : واخرج عبد ابن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله تعالى : ( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ) وقال : ان تتبعوني وتصدقوني وتصلوا رحمي .

[ وقال ايضاً ] واخرج ابن مردويه من طريق ابن المبارك عن ابن عباس في قوله : ( إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ) قال : تحفظوني في قرابتي .

[ وقال ايضاً ] واخرج ابو نعيم والديلمي عن مجاهد عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم : ( لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ) تحفظوني في اهل بيتي وتودوهم بي .

[ وقال ايضاً ] : واخرج سعيد بن منصور عن سعيد بن جبير ( إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ) قال : قربى رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم .

[ مستدرك الصحيحين ج ٣ ص ١٧٢ ] روى بسنده عن علي بن الحسين عليهما ‌السلام قال : خطب الحسن بن علي عليهما‌ السلام على الناس حين قتل علي عليه ‌السلام فحمد الله واثنى عليه ، فساق الحديث ( الى ان قال ) ثم قال : أيها الناس من عرفني فقد عرفني ، ومن لم يعرفنني فانا الحسن ابن علي وأنا ابن النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم وأنا ابن الوصي ، وأنا ابن البشير ، وأنا ابن النذير ، وأنا ابن الداعي الى الله باذنه ، وأنا ابن

٣٠٧
 &

السراج المنير ، وأنا من اهل البيت الذين كان جبريل ينزل الينا ويصعد من عندنا ، وأنا من اهل البيت الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً ، وأنا من اهل البيت الذين افترض الله مودتهم على كل مسلم ، فقال تبارك وتعالى لنبيه صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ؛ ( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ) ( وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا ) فاقتراف الحسنة مودتنا اهل البيت ( اقول ) وذكره المحب الطبري ايضاً في ذخائره ( ص ١٣٨ ) وقال عن زيد ابن الحسن ، ثم قال : خرجه الدولابي ، وذكره الهيثمي ايضاً في مجمعه ( ج ٩ ص ١٤٦ ) وقال : عن ابي الطفيل ، ثم قال : رواه الطبراني وابو يعلى والبزار واحمد ، وذكره ابن حجر ايضاً في صواعقه ( ص ١٠١ ) وقال : اخرجه البزار والطبراني .

[ أُسد الغابة ج ٥ ص ٣٦٧ ] قال : روى حكيم بن جبير عن حبيب ابن أبي ثابت قال : كنت اجالس اشياخاً لنا اذ مر علينا علي بن الحسين عليه ‌السلام وقد كان بينه وبين أناس من قريش منازعة في امرأة تزوجها منهم لم يرض منكحها فقال اشياخ الانصار : الا دعوتنا امس لما كان بينك وبين بني فلان ان اشياخنا حدثونا انهم أتوا رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فقالوا : يا محمد الا نخرج اليك من ديارنا ومن أموالنا لما اعطانا الله بك ، وفضلنا بك وأكرمنا بك ؛ فانزل الله تعالى : ( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ) ونحن ندلكم على الناس ، ثم قال : اخرجه ابن مندة .

[ ذخائر العقبى ص ٢٥ ] قال : وروى انه صلى الله عليه و ( آله ) وسلم قال : ان الله جعل اجري عليكم المودة في اهل بيتي واني سائلكم غداً عنهم قال : أخرجه الملا في سيرته .

[ الصواعق المحرقة ص ١٠١ ] قال : وروى ابو الشيخ وغيره عن علي كرم الله وجهه : فينا آل حم آية لا يحفظ مودتنا الا كل مؤمن ، ثم قرأ ( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ) ( اقول ) وذكره المتقي ايضاً في كنز العمال ( ج ١ ص ٢١٨ ) .

٣٠٨
 &

[ الصواعق المحرقة ص ١٠٢ ] قال : ونقل الثعلبي والبغوي عنه ـ يعني عن ابن عباس ـ انه لما نزل قوله تعالى : ( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ) قال قوم في نفوسهم : ما يريد الا ان يحثنا على قرابته من بعده فاخبر جبريل النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم انهم اتهموه ، فانزل ( أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا ) الآية ، فقال القوم : يا رسول الله انك صادق فنزل ( وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ ) .

[ تفسير ابن جرير الطبري ج ٢٥ ص ١٦ ] روى بسنده عن أبي الديلم قال لما جيء بعلي بن الحسين عليهما ‌السلام أسيراً فاقيم على درج دمشق قام رجل من اهل الشام فقال : الحمد لله الذي قتلكم واستأصلكم وقطع قرني الفتنة فقال له علي بن الحسين عليهما‌ السلام : أقرأت القرآن ؟ قال : نعم ، قال : اقرأت آل حم ؟ قال : قرأت القرآن ولم أقرأ آل حم ، قال : ما قرأت ( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ) قال : وإنكم لانتم هم ؟ قال : نعم ( اقول ) : وذكره ابن حجر ايضاً في صواعقه ( ص ١٠١ ) وقال : اخرجه الطبراني .

هذه جملة من الاخبار الدالة على أن آية المودة قد نزلت في قربى النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم .

( واما ) كون القربى هم علي وفاطمة والحسن والحسين فلأخبار اخر حاكمة على الطائفة الاولى مفسرة لها نشير الى جملة منها مما ظفرنا عليه على العجالة فنقول :

[ الزمخشري في الكشاف ] في تفسير قوله تعالى : ( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ) في سورة الشورى ، قال : وروى انها لما نزلت قيل : يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم ؟ قال : علي وفاطمة وابناهما ( اقول ) قال الفخر الرازي في تفسيره الكبير في ذيل تفسير آية المودة في سورة الشورى ـ بعد نقل الرواية المتقدمة عن صاحب

٣٠٩
 &

الكشاف ـ ما لفظه : فثبت ان هؤلاء الاربعة اقارب النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ، واذا ثبت هذا وجب ان يكونوا مخصوصين بمزيد التعظيم ( قال ) ويدل عليه ـ يعني اختصاصهم بمزيد التعظيم ـ وجوه ( الاول ) قوله تعالى : ( إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ) ووجه الاستدلال به ما سبق ، يعني به ما تقدم من قوله قبل ذلك من أن آل محمد عليهم ‌السلام هم الذين يؤل امرهم اليه ، فكل من كان امرهم اليه اشد واكمل كانوا هم الآل ، ولا شك ان فاطمة وعلياً والحسن والحسين عليهم ‌السلام كان التعلق بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم اشد التعلقات ، وهذا كالمعلوم بالنقل المتواتر ، فوجب ان يكونوا هم الآل ( الثاني ) لا شك ان النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم كان يحب فاطمة عليها‌ السلام ، قال صلى الله عليه ( وآله ) وسلم : فاطمة بضعة مني يؤذيني ما يؤذيها ، وثبت بالنقل المتواتر عن محمد صلى الله عليه ( وآله ) وسلم انه كان يحب علياً والحسن والحسين عليهم‌ السلام ، واذا ثبت ذلك وجب على كل الأمة مثله لقوله : ( وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ) ولقوله تعالى : ( فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ ) ولقوله : ( قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّـهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّـهُ ) ولقوله سبحانه : ( لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رسول الله أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ) ( الثالث ) إن الدعاء للآل منصب عظيم ولذلك جعل هذا الدعاء خاتمة التشهد في الصلاة وهو قوله : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ، وارحم محمداً وآل محمد ، وهذا التعظيم لم يوجد في حق غير الآل ، فكل ذلك يدل على ان حب آل محمد واجب ( قال ) وقال الشافعي :

يا راكباً قف بالمحصب من منى

واهتف بساكن خيفها والناهض

سحراً إذا فاض الحجيج الى منى

فيضاً كما نظم الفرات الفائض

إن كان رفضاً حب آل محمد

فليشهد الثقلان إني رافضي

[ السيوطي في الدر المنثور ] في تفسير قوله تعالى : ( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ) في سورة الشورى ( قال ) واخرج ابن المنذر

٣١٠
 &

وابن ابي حاتم والطبراني وابن مردويه من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : لما نزلت هذه الآية ( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ) قالوا : يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم ؟ قال : علي وفاطمة وولداهما .

[ ذخائر العقبى ص ٢٥ ] قال : عن ابن عباس قال : لما نزلت ( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ) قالوا : يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم ؟ قال : علي وفاطمة وابناهما ( قال ) اخرجه احمد في المناقب ( اقول ) وذكره الهيثمي ايضاً في مجمعه ( ج ٧ ص ١٠٣ وج ٩ ص ١٦٨ ) وقال فيهما رواه الطبراني ، وذكره ابن حجر ايضاً في صواعقه ( ص ١٠١ ) وقال : اخرجه احمد والطبراني وابن ابي حاتم والحاكم عن ابن عباس وذكره الشبلنجي ايضاً في نور الابصار ( ص ١٠١ ) نقلاً عن البغوي في تفسيره .

٣١١
 &

باب

في جملة من الآيات النازلة في فضل علي عليه ‌السلام

[ اقول ] قد سبق في باب كثرة فضائل علي عليه ‌السلام ـ وهو اول باب عقدناه في فضائله ـ رواية الخطيب البغدادي في تاريخه ( ج ٦ ص ٢٢١ ) مسنداً عن ابن عباس قال : نزلت في علي عليه‌ السلام ثلاثمائة آية ، وحكاية ابن حجر في صواعقه ( ص ٧٦ ) والشبلنجي في نور الابصار ( ص ٧٣ ) عن ابن عساكر أنه اخرج عن ابن عباس ، قال : ما نزل في احد من كتاب الله تعالى ما نزل في علي عليه‌ السلام ، وانه اخرج ايضاً عنه قال : نزل في علي عليه ‌السلام ثلاثمائة آية والمقصود من عقد هذا الباب ليس ذكر كل آية نزلت في فضل علي عليه ‌السلام اذ سيأتي مثل قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ ) وقوله تعالى : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ) وقوله تعالى : ( سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ ) النازل في شأن الحارث بن النعمان لما انكر نصب النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم علياً « ع » يوم غدير خم ، وقوله تعالى : ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّـهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا ) وقوله تعالى : ( وَكَفَى اللَّـهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ ) الى غير ذلك ، سيأتي كل ذلك في ابواب مستقلة على حدة ، كما أنه تقدم قوله تعالى : ( فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ ) النازلة في سؤال آدم من ربه بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين

٣١٢
 &

عليهم‌ السلام ، وآية التطهير النازلة في النبي وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم‌ السلام ، وآية المباهلة النازلة في مباهلة النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم ‌السلام ، وهل أتى النازلة في علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم ‌السلام ، وآية المودة النازلة في قربى النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم وهم علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم‌ السلام ، على ما عرفت في أبواب مستقلة على حدة ، بل المقصود من عقد هذا الباب ذكر جملة من الآيات النازلة في فضل علي عليه ‌السلام مما لم نعقد لكل منه باباً على حدة ( فنقول ) :

قوله تعالى : ( إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ ) [ في سورة الرعد ]

[ مستدرك الصحيحين ج ٣ ص ١٢٩ ] روى بسنده عن عباد بن عبد الله الاسدي عن علي عليه‌ السلام ( إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ ) قال علي عليه‌ السلام : رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم المنذر وانا الهادي قال : هذا حديث صحيح الاسناد ( اقول ) وذكره المتقي ايضاً في كنز العمال ( ج ١ ص ٢٥١ ) وقال : اخرجه ابن ابي حاتم وذكره الهيثمي ايضاً في مجمعه ( ج ٧ ص ٤١ ) وقال فيه : والهادي رجل من بني هاشم ، قال الهيثمي : رواه عبد الله بن أحمد والطبراني في الصغير والاوسط ، ورجال المسند ثقات ( اقول ) قوله عليه ‌السلام : والهادي رجل من بني هاشم ، يعني به نفسه ، فكأنه كره التصريح باسم نفسه ، وذكره السيوطي ايضاً في الدر المنثور في ذيل تفسير الآية في سورة الرعد ، وقال : اخرجه ابن مردويه وابن عساكر ، قال : وفي لفظ : والهادي رجل من بني هاشم ، يعني نفسه .

٣١٣
 &

[ تفسير ابن جرير الطبري ج ١٣ ص ٧٢ ] روى بسنده عن ابن عباس قال : لما نزلت ( إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ ) وضع صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يده على صدره فقال : انا المنذر ، ولكل قوم هاد وأومأ بيده الى منكب علي عليه ‌السلام فقال : أنت الهادي يا علي ، بك يهتدي المهتدون بعدي ( اقول ) وذكره السيوطي ايضاً في الدر المنثور في تفسير الآية في سورة الرعد ، وقال : اخرجه ابن مردويه وابو نعيم في المعرفة والديلمي وابن عساكر وابن النجار .

[ الفخر الرازي ] في تفسيره الكبير في ذيل تفسير الآية في سورة الرعد ( قال ) واعلم ان اهل الظاهر من المفسرين ذكروا ها هنا اقوالاً ( الى ان قال ) والثالث المنذر النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم والهادي علي عليه‌ السلام قال : قال ابن عباس : وضع رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يده على صدره فقال : أنا المنذر ثم أومأ الى منكب علي عليه ‌السلام وقال : أنت الهادي بك يهتدي المهتدون من بعدي .

[ السيوطي في الدر المنثور ] في ذيل تفسير الآية في سورة الرعد قال : واخرج ابن مردويه عن أبي برزة الاسلمي سمعت رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يقول : إنما أنت منذر ووضع يده على صدره ثم وضعها على صدر علي عليه‌ السلام ويقول : لكل قوم هاد ، قال : واخرج ابن مردويه والضياء في المختارة عن ابن عباس ( رض ) في الآية ، قال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم المنذر والهادي علي بن ابي طالب عليه ‌السلام .

[ كنز العمال ج ٦ ص ١٥٧ ] قال : انا المنذر وعلي الهادي ، وبك يا علي يهتدي المهتدون من بعدي ( قال ) اخرجه الديلمي عن ابن عباس ( اقول ) وذكره الشبلنجي ايضاً في نور الابصار ( ص ٧٠ ) وذكره المناوي ايضاً في كنوز الحقائق ( ص ٤٢ ) .

٣١٤
 &

قوله تعالى : ( أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لَّا يَسْتَوُونَ ) [ في سورة السجدة ]

[ تفسير ابن جرير الطبري ج ٢١ ص ٦٨ ] في ذيل تفسير قوله تعالى : ( أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لَّا يَسْتَوُونَ ) في سورة السجدة ، روى بسنده عن عطاء بن يسار قال : نزلت بالمدينة في علي بن ابي طالب عليه‌ السلام والوليد بن عقبة بن أبي معيط ، كان بين الوليد وبين علي عليه‌ السلام كلام ، فقال الوليد بن عقبة : أنا ابسط منك لساناً ، واحد منك سناناً ، وأرد منك للكتيبة ، فقال علي عليه ‌السلام : اسكت فانك فاسق فانزل الله فيهما ( أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لَّا يَسْتَوُونَ أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَىٰ نُزُلًا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ، وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ ) ( اقول ) وذكره الزمخشري ايضاً في الكشاف في تفسير الآية في سورة السجدة ، وذكره السيوطي ايضاً في الدر المنثور في تفسير الآية وقال : اخرجه ابن اسحاق عن عطاء بن يسار ( ثم قال ) واخرج ابن أبي حاتم مثله .

[ الواحدي في اسباب النزول ص ٢٦٣ ] روى بسنده عن ابن عباس قال : قال الوليد بن عقبة بن أبي معيط لعلي بن أبي طالب عليه‌ السلام : أنا احد منك سناناً ؛ وابسط منك لساناً ، واملأ للكتيبة منك ، فقال له علي عليه ‌السلام : اسكت فانما انت فاسق فنزل : ( أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لَّا يَسْتَوُونَ ) قال : يعني بالمؤمن علياً عليه ‌السلام وبالفاسق الوليد ابن عقبة .

[ السيوطي في الدر المنثور ] في تفسير الآية المذكورة في سورة السجدة ،

٣١٥
 &

قال : واخرج ابن أبي حاتم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى في قوله : ( أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لَّا يَسْتَوُونَ ) قال : نزلت في علي بن أبي طالب عليه‌ السلام والوليد بن عقبة .

( قال ) واخرج ابن مردويه والخطيب وابن عساكر عن ابن عباس في قوله : ( أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا ) قال : اما المؤمن فعلي بن أبي طالب عليه ‌السلام ، واما الفاسق فعقبة بن أبي معيط ، وذلك لسباب كان بينهما فانزل الله ذلك .

[ تاريخ بغداد ج ١٣ ص ٣٢١ ] روى بسنده عن ابن عباس ان الوليد بن عقبة قال لعلي بن أبي طالب عليه‌ السلام : الست ابسط منك لساناً وأحدّ منك سناناً ، واملأ منك حشواً ؟ فانزل الله تعالى ( أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لَّا يَسْتَوُونَ ) ( اقول ) وذكره السيوطي ايضاً في الدر المنثور في ذيل تفسير الآية في سورة السجدة ، وقال : اخرجه ابو الفرج الاصبهاني في كتاب الاغاني وابن عدي وابن مردويه والخطيب وابن عساكر من طرق عن ابن عباس .

[ الرياض النضرة ج ٢ ص ٢٠٦ ] قال : ومنها ـ اي ومن الآيات النازلة في فضل علي عليه ‌السلام ـ قوله تعالى : ( أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لَّا يَسْتَوُونَ ) الآية قال : قال ابن عباس : نزلت في علي بن أبي طالب عليه ‌السلام والوليد بن عقبة بن أبي معيط لأشياء بينهما ، قال : اخرجه الحافظ السلفي ( ثم قال ) وعنه ان الوليد قال لعلي عليه‌ السلام : أنا أحدُّ منك سناناً ، وابسط لساناً واملأ للكتيبة ، فقال له علي عليه ‌السلام : اسكت فانما أنت فاسق ( قال ) ( وفي رواية ) انت فاسق تقول الكذب ، فانزل الله ذلك تصديقاً لعلي عليه ‌السلام قال : قال قتادة : لا والله ما استووا في الدنيا ولا عند الله ولا في الآخرة ثم اخبر عن منازل الفريقين فقال تعالى : أما الذين آمنوا الآية ( قال ) اخرجه الواحدي .

٣١٦
 &

قوله تعالى : ( أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ ) [ في سورة هود ]

[ السيوطي في الدر المنثور ] في ذيل تفسير الآية المذكورة في سورة هود ، قال : اخرج ابن ابي حاتم وابن مردويه وابو نعيم في المعرفة عن علي بن أبي طالب عليه ‌السلام قال : ما من رجل من قريش الا نزل فيه طائفة من القرآن ، فقال له رجل : ما نزل فيك ؟ قال : أما تقرأ سورة هود ( أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ ) رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم على بينة من ربه وأنا شاهد منه ( اقول ) وذكره في كنز العمال ايضاً ( ج ١ ص ٢٥١ ) .

[ وقال ايضاً ] واخرج ابن مردويه وابن عساكر عن علي عليه ‌السلام في الآية قال : رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم على بينة من ربه وانا شاهد منه .

[ وقال ايضاً ] واخرج ابن مردويه من وجه آخر عن علي عليه ‌السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم : أفمن كان على بينة من ربه انا ، ويتلوه شاهد منه قال : علي عليه ‌السلام .

[ الفخر الرازي في تفسيره الكبير ] في تفسير الآية المذكورة في سورة هود ، قال : فذكروا في تفسير الشاهد وجوهاً ( الى ان قال ) وثالثها ان المراد هو علي بن أبي طالب عليه ‌السلام ، والمعنى انه يتلو تلك البينة ، وقوله : منه أي هذا الشاهد من محمد صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم وبعض منه ، والمراد منه تشريف هذا الشاهد بانه بعض من محمد صلى الله عليه و ( آله ) وسلم .

٣١٧
 &

قوله تعالى : ( فَان الله هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ ) [ في سورة التحريم ]

[ السيوطي في الدر المنثور ] في ذيل تفسير الآية الشريفة في سورة التحريم ( قال ) واخرج ابن مردويه عن اسماء بنت عميس سمعت رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يقول : وصالح المؤمنين قال : علي بن أبي طالب عليه ‌السلام .

[ وقال ايضاً ] واخرج ابن مردويه وابن عساكر عن ابن عباس في قوله : وصالح المؤمنين ، قال : هو علي بن أبي طالب عليه ‌السلام .

[ كنز العمال ج ١ ص ٢٣٧ ] قال : عن علي عليه‌ السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم في قوله : وصالح المؤمنين ، قال : هو علي بن أبي طالب عليه‌ السلام ، قال : اخرجه ابن ابي حاتم ( اقول ) وقال ابن حجر في صواعقه ( ص ١٤٤ ) ما هذا لفظه : بل في حديث ورد موقوفاً ومرفوعاً صالح المؤمنين علي كرم الله وجهه .

[ العسقلاني ] في فتح الباري ج ١٣ ص ٢٧ ( قال ) واخرج الطبري عن مجاهد ان صالح المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه ‌السلام ) ( وقال ايضاً ) وذكر النقاش عن ابن عباس ومحمد بن علي الباقر وابنه جعفر بن محمد الصادق ان صالح المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌ السلام .

[ الهيثمي في مجمعه ج ٩ ص ١٩٤ ] قال : وعن حبيب بن يسار لما اصيب الحسين بن علي عليهما ‌السلام قام زيد بن أرقم على باب المسجد فقال : افعلتموها اشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يقول : اللهم اني استودعكهما وصالح المؤمنين ، فقيل لعبيد الله ابن زياد : إن زيد بن ارقم قال كذا وكذا قال : ذاك شيخ قد ذهب

٣١٨
 &

عقله ( قال ) رواه الطبراني ( اقول ) والمراد من ضمير التثنية في قوله : اللهم اني استودعكهما هو الحسن والحسين عليهما‌ السلام والمراد من صالح المؤمنين هو علي بن أبي طالب عليه‌ السلام فالمعنى هكذا : اللهم استودعك الحسن والحسين وعلي بن أبي طالب ، ولذا لما قيل لعبيد الله بن زياد : إن زيد بن ارقم قال كذا وكذا غضب وقال : ذاك شيخ قد ذهب عقله .

قوله تعالى : ( وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ ) [ في سورة الحاقة ]

[ تفسير ابن جرير الطبري ج ٢٩ ص ٣٥ ] روى بسنده عن مكحول يقول : قرأ رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ( وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ ) ثم التفت الى علي عليه‌ السلام فقال : سألت الله ان يجعلها اذنك قال علي عليه‌ السلام فما سمعت شيئاً من رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فنسيته .

[ تفسير ابن جرير الطبري ج ٢٩ ص ٣٥ ] روى بسنده عن بريدة يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يقول لعلي عليه ‌السلام : يا علي ان الله امرني ان ادنيك ولا اقصيك ، وان اعلمك وان تعي ، وحق على الله ان تعي ، قال : فنزلت : وتعيها اذن واعية ( اقول ) ورواه في ( ص ٣٦ ) ايضاً من ( ج ٢٩ ) بطريق آخر عن بريدة الاسلمي باختلاف يسير .

[ الزمخشري في الكشاف ] في تفسير قوله تعالى : ( وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ ) في سورة الحاقة : قال : وعن النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم انه قال لعلي عليه ‌السلام ـ عند نزول هذه الآية ـ سألت الله ان

٣١٩
 &

يجعلها اذنك يا علي قال علي عليه ‌السلام : فما نسيت شيئاً بعد وما كان لي ان انسى ( اقول ) وذكره الفخر الرازي ايضاً في تفسيره الكبير كالكشاف مثله .

[ الهيثمي في مجمعه ج ١ ص ١٣١ ] قال : وعن أبي رافع ان رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم قال لعلي بن أبي طالب عليه ‌السلام : ان الله أمرني ان اعلمك ولا اجفوك ، وان ادنيك ولا اقصيك ، فحق علي ان اعلمك وحق عليك ان تعي ، قال : رواه البزار ( اقول ) وقد ذكر المتقي في كنز العمال ( ج ٦ ص ٣٩٨ ) عن بريدة ما يقرب من ذلك ، وقال فيه : ونزلت وتعيها اذن واعية ، ثم قال : اخرجه ابن عساكر .

[ حلية الاولياء ج ١ ص ٦٧ ] روى بسنده عن علي عليه ‌السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم : يا علي ان الله امرني ان ادنيك واعلمك لتعي ، ونزلت هذه الآية ( وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ ) فانت اذن واعية لعلمي .

[ السيوطي في الدر المنثور ] في تفسير الآية الشريفة في سورة الحاقة ( قال ) واخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن ابي حاتم وابن مردويه عن مكحول قال : لما نزلت ( وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ ) قال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم : سألت ربي ان يجعلها اذن علي ، قال مكحول : فكان علي عليه ‌السلام يقول : ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم شيئاً فنسيته .

[ وقال ايضاً ] واخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والواحدي وابن مردويه وابن عساكر وابن النجار عن بريدة قال : قال رسول الله صلى اللّه عليه و ( آله ) وسلم لعلي عليه ‌السلام : ان الله امرني ان ادنيك ولا اقصيك وان اعلمك وان تعي وحق لك ان تعي ، فنزلت هذه الآية ، وتعيها اذن واعية ( اقول ) وجدت الحديث في أسباب النزول للواحدي

٣٢٠