فضائل الخمسة من الصّحاح الستّة - ج ١

آية الله السيد مرتضى الفيروزآبادي

فضائل الخمسة من الصّحاح الستّة - ج ١

المؤلف:

آية الله السيد مرتضى الفيروزآبادي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: منشورات فيروزآبادي
المطبعة: مطبعة أمير
الطبعة: ٢
ISBN الدورة:
964-6406-18-1

الصفحات: ٤٦٣
  الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة
 &

بعض مغازيه ـ فقال له علي : يا رسول الله أتخلفني مع النساء والصبيان ؟ فقال رسول الله ( ص ) أما ترضى ان تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة بعدي ؟ وسمعته يقول يوم خيبر : لأعطين الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ، فتطاولنا اليها فقال : ادعوا لي علياً فأتي به أرمد فبصق في عينيه ودفع الراية اليه ، ولما نزلت ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) دعا رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم علياً وفاطمة وحسناً وحسيناً فقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي .

[ تاريخ بغداد ج ١٠ ص ٢٧٨ ] روى بسنده عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم في قوله تعالى : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) قال : جمع رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم علياً وفاطمة والحسن والحسين عليهم ‌السلام ثم أدار عليهم الكساء فقال : هؤلاء أهل بيتي اللهم اذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً وأم سلمة على الباب فقالت : يا رسول الله ألست منهم ؟ فقال : إنكِ لعلى خير ، أو الى خير ( أقول ) ورواه ابن جرير الطبري أيضاً في تفسيره ( ج ٢٢ ص ٧ ) عن أم سلمة .

[ تفسير ابن جرير الطبري ج ٣٢ ص ٥ ] روى بسنده عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم نزلت هذه الآية في خمسة فيّ وفي عليّ وحسن وحسين وفاطمة ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) ( أقول ) وذكره المحب الطبري أيضاً في ذخائره ( ص ٢٤ ) وقال : أخرجه أحمد في المناقب وأخرجه الطبراني وذكره الهيثمي ايضاً في مجمعه ( ج ٩ ص ١٦٧ ) وقال : رواه البزار ثم بطريق آخر قال : وعن أبي سعيد الخدري

٢٨١
 &

أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً فعدهم في يده فقال : خمسة رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم وعلي ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين عليهم ‌السلام ( الى أن قال ) رواه الطبراني في الأوسط ، وذكره علي بن سلطان أيضاً في مرقاته ( ج ٥ ص ٥٩٠ ) في الشرح .

[ الرياض النضرة ج ٢ ص ١٨٨ ] قال : ولما نزل قوله تعالى : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) دعا رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم فاطمة وعلياً وحسناً وحسيناً عليهم ‌السلام في بيت أم سلمة وقال : اللهم ان هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً ( قال ) أخرجه القلعي .

[ الاستيعاب ج ٢ ص ٥٩٨ ] عن أبي الحمراء قال : أقمت بالمدينة شهراً وكان رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم يأتي منزل فاطمة وعلي عليهما‌ السلام كل غداة فيقول : الصلاة الصلاة ، إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً ( أقول ) وذكره ابن الأثير الجزري أيضاً في أسد الغابة ( ج ٥ ص ٦٦ وص ١٧٤ ) .

[ تفسير ابن جرير الطبري ج ٢٢ ص ٦ ] روى بسندين عن أبي الحمراء قال : رابطت المدينة سبعة أشهر على عهد النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم قال : رأيت النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم إن طلع الفجر جاء الى باب علي وفاطمة عليهما‌ السلام فقال : الصلاة الصلاة ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) .

[ مسند أبي داود الطيالسي ج ٨ ص ٢٧٤ ] روى بسنده عن أنس عن النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم إنه كان يمر على باب فاطمة عليها ‌السلام شهراً قبل صلاة الصبح فيقول : الصلاة يا أهل البيت ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ ) .

٢٨٢
 &

[ كنز العمال ج ٧ ص ٩٢ ] قال : عن واثلة قال : أتيت فاطمة عليها‌ السلام أسألها عن علي عليه ‌السلام فقالت : توجه الى رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم فجلست فجاء رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم ومعه علي وحسن وحسين عليهم ‌السلام كل واحد منهما بيده حتى دخل فأدنى علياً وفاطمة عليهما ‌السلام فأجلسهما بين يديه وأجلس حسناً وحسيناً كل واحد منهما على فخذه ثم لف عليهم ثوبه ـ أو قال : كساءه ـ ثم تلا هذه الآية ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ ) ثم قال : اللهم ان هؤلاء أهل بيتي وأهل بيتي أحق ، فقلت : يا رسول الله وأنا من أهلك ؟ قال : وأنت من أهلي قال واثلة : إنها لمن أرجي ما أرجو ( قال ) أخرجه ابن أبي شيبة وابن عساكر .

[ أسد الغابة ج ٢ ص ٢٠ ] قال : وروى الأوزاعي عن شداد بن عبد الله قال : سمعت واثلة بن الأسقع وقد جيء برأس الحسين عليه‌ السلام فذكره رجل من أهل الشام وذكر أباه عليه ‌السلام ، فقام واثلة وقال : والله لا أزال أحب علياً والحسن والحسين وفاطمة عليهم‌ السلام بعد أن سمعت رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم يقول فيهم ما قال ، لقد رأيتني ذات يوم وقد جئت النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم في بيت أم سلمة فجاء الحسن عليه ‌السلام فأجلسه على فخذه اليمنى وقبله ، ثم جاء الحسين عليه‌ السلام فأجلسه على فخذه اليسرى وقبله ، ثم جاءت فاطمة عليها‌ السلام فأجلسها بين يديه ثم دعا بعلي عليه‌ السلام ثم قال : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) قلت لواثلة : ما الرجس ؟ قال : الشك في الله عز وجل .

[ أسد الغابة ج ٣ ص ٤١٣ ] في ترجمة عطية قال : أورده الاسماعيلي في الصحابة ، وروى باسناده عن عمير أبي عرفجة عن عطية قال : دخل النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم على فاطمة عليها ‌السلام

٢٨٣
 &

وهي تعصد عصيدة فجلس حتى بلغت وعندها الحسن والحسين فقال النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم : أرسلوا الى علي فجاء فأكلوا ثم اجتر بساطاً كانوا عليه فجللهم به ثم قال : اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً ، فسمعت أم سلمة فقالت : يا رسول الله وأنا معهم فقال : إنك على خير ( أقول ) وذكره ابن حجر أيضاً في اصابته ( ج ٤ ص ٢٤٧ ) .

[ مشكل الآثار ج ١ ص ٣٣٢ ] روى بسنده عن أم سلمة قالت : نزلت هذه الآية في رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم وعلي وفاطمة وحسن وحسين عليهم ‌السلام ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) .

[ مشكل الآثار ج ١ ص ٣٣٣ ] روى بسنده عن أم سلمة قالت : نزلت هذه الآية في بيتي ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) يعني في سبعة جبرئيل وميكائيل ورسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم وعلي وفاطمة والحسن والحسين وما قال : إنك من أهل البيت .

[ مشكل الآثار ج ١ ص ٣٣٢ ] روى بسنده عن عامر بن سعد عن أبيه قال : لما نزلت هذه الآية دعا رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم علياً وفاطمة وحسناً وحسيناً عليهم ‌السلام وقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي ( أقول ) ورواه ابن جرير الطبري أيضاً في تفسيره ( ج ٢٢ ص ٧ ) .

[ مشكل الآثار ج ١ ص ٣٣٦ ] روى بسنده عن عمرة الهمدانية قالت : أتيت أم سلمة فسلمت عليها فقالت : من أنت ؟ فقلت : عمرة الهمدانية فقالت عمرة : يا أم المؤمنين أخبريني عن هذا الرجل الذي قتل بين أظهرنا فمحب ومبغض ـ تريد عليّ بن أبي طالب عليه‌ السلام ـ

٢٨٤
 &

قالت أُم سلمة : أتحبينه أم تبغضينه قالت : ما أحبه ولا أبغضه (١) فأنزل الله هذه الآية ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ ) إلى آخرها ، وما في البيت الا جبرئيل ورسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم وعليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم‌ السلام فقلت : يا رسول الله أنا من أهل البيت ؟ فقال : إن لك عند الله خيراً ، فوددت أنه قال نعم ، فكان أحب إلىَّ مما تطلع الشمس وتغرب .

[ مشكل الآثار ج ١ ص ٣٣٨ ] روى بسنده عن أبي الحمراء قال : صحبت رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم تسعة أشهر كان إذا أصبح أتى باب فاطمة عليها ‌السلام فقال : السلام عليكم يا أهل البيت ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ ) الآية .

[ الهيثمي في مجمعه ج ٩ ص ١٦٩ ] قال : وعن أبي سعيد الخدري إن النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم جاء الى باب عليّ عليه‌ السلام أربعين صباحاً بعدما دخل علي فاطمة عليها ‌السلام فقال : السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) قال : رواه الطبراني في الأوسط .

[ الهيثمي في مجمعه ج ٩ ص ١٢١ ] قال : وعن أبي الحمراء قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم يأتي باب عليّ وفاطمة عليهما ‌السلام ستة اشهر فيقول : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) قال : رواه الطبراني .

[ الهيثمي في مجمعه ج ٩ ص ١٦٩ ] قال : وعن أبي برزة قال : صليت مع رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم سبعة عشر شهراً فاذا خرج من بيته أتى باب فاطمة عليها‌ السلام فقال . الصلاة عليكم ( إِنَّمَا يُرِيدُ

__________________

(١) هنا بياض في مشكل الآثار ، فلاحظ .

٢٨٥
 &

اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) قال : رواه الطبراني .

[ الهيثمي في مجمعه ج ٩ ص ٢٠٦ ] قال : وعن أنس أن عمر بن الخطاب أتى أبا بكر فقال : يا أبا بكر ما يمنعك أن تزوج فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم قال : لا يزوجني ، وساق الحديث في تزويج عليّ بفاطمة عليهما ‌السلام الى أن قال ـ فقال ـ أي النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم يا أم أيمن إئتيني بقدح من ماء فأتته بقعب فيه ماء فشرب منه ثم مج فيه ثم ناوله فاطمة فشربت ، وأخذ منه فضرب به جبينها وبين كتفيها وصدرها ثم دفعه الى علي عليه ‌السلام فقال : يا علي اشرب ، ثم أخذ منه فضرب به جبينه وبين كتفيه ، ثم قال أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً ( الحديث ) قال رواه البزار .

[ الهيثمي في مجمعه ٩ ص ٢٠٧ ] قال : وعن ابن عباس قال : كانت فاطمة تذكر لرسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم فلا يذكرها أحد إلا صد عنه حتى يئسوا منها فلقي سعد بن معاذ علياً عليه ‌السلام ، وساق الحديث في تزويج علي بفاطمة عليهما ‌السلام الى أن قال : فقال النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم يا أسماء ائتيني بالمخضب فأتت أسماء بالمخضب فمج النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم فيه ومسح في وجهه وقدميه ، ثم دعا فاطمة عليها ‌السلام فأخذ كفاً من ماء فضرب به على رأسها وكفاً بين ثدييها ثم رش جلده وجلدها ثم التزمها فقال : اللهم انها مني وإني منها ، اللهم كما أذهبت عني الرجس وطهرتني فطهرهما ، ثم دعا بمخضب آخر ، ثم دعا علياً عليه ‌السلام فصنع به كما صنع بها ، ثم دعا له كما دعا لها ، ثم قال لهما : قوما الى بيتكما جمع الله بينكما في سركما وأصلح بالكما ( الحديث ) قال : رواه الطبراني .

٢٨٦
 &

[ الهيثمي في مجمعه ٩ ص ١٤٦ ] قال : وعن ابي الطفيل قال : خطبنا الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما ‌السلام فحمد الله وأثنى عليه ( وساق الحديث الى أن قال ) ثم قال : أنا ابن البشير ، أنا ابن النذير ، أنا ابن النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم ، أنا ابن الداعي الى الله باذنه ، وأنا ابن السراج المنير ، وأنا ابن الذي أُرسل رحمة للعالمين ، وأنا من أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً ( الحديث ) قال : رواه الطبراني في الأوسط وفي الكبير باختصار ، وأبو يعلى باختصار ، والبزار بنحوه .

[ الهيثمي في مجمعه ج ٩ ص ١٧٢ ] قال : وعن أبي جميلة إن الحسن بن علي عليهما ‌السلام حين قتل علي عليه ‌السلام استخلف ، فبينما هو يصلي بالناس إذ وثب اليه رجل فطعنه بخنجر في وركه فتمرض منها أشهراً ثم قام فخطب على المنبر فقال : يا أهل العراق اتقوا الله فينا فإنّا امراؤكم وضيفانكم ، ونحن أهل البيت الذين قال الله عز وجل : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) فما زال يومئذٍ يتكلم حتى ما ترى في المسجد إلا باكياً ( قال ) رواه الطبراني ورجاله ثقات .

[ مستدرك الصحيحين ج ٣ ص ١٧٢ ] روى بسنده عن علي بن الحسين قال : خطب الحسن بن علي عليه‌ السلام على الناس حين قتل علي عليه‌ السلام فحمد الله وأثنى عليه ( وساق الحديث الى أن قال ) ثم قال : أيها الناس من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا الحسن بن علي عليه‌ السلام وأنا ابن النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم وأنا ابن الوصى ، وأنا ابن البشير وأنا ابن النذير ، وأنا ابن الداعي الى الله باذنه ، وأنا ابن السراج المنير ، وأنا من أهل البيت الذي كان جبريل ينزل الينا ويصعد من عندنا ، وأنا من أهل البيت الذي أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً ( الحديث ) .

٢٨٧
 &

[ تفسير ابن جرير الطبري ج ٢٢ ص ٧ ] روى بسنده عن أبي الديلم قال : قال علي بن الحسين عليهما ‌السلام لرجل من أهل الشام : أما قرأت في الأحزاب ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) قال : ولأنتم هم ؟ قال : نعم .

( أقول ) إن أهل الرجل لغة هم عشيرته وذو قرباه ، وكلمة آل وأهل بمعنى واحد ، فان آل أصله أهل قلبت الهاء همزة بدليل أهيل إذ التصغير يرد الأشياء الى أصولها كما قيل ، وعلى كل حال ان أهل بيت الرجل مع كونه لغة هم عشيرته وذو قرباه قد يطلق على من سكن بيته مطلقاً سواء كان من أقربائه أو من زوجاته أو أجنبياً رأسا ولكن المراد من أهل البيت في الآية الشريفة ـ كما عرفت من أخبار الباب ـ ليس إلا خصوص علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم ‌السلام لا مطلق أقاربه فضلا عن زوجاته أو الأجنبي رأسا ، وذلك لما كان فيها من أن النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم جللهم بكساء وأشار اليهم بالخصوص وقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً . وكان في بعضها التصريح بانها نزلت في رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم وعليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم‌ السلام وفي بعضها التصريح بانها نزلت في سبعة جبرئيل وميكائيل ورسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم وعليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم‌ السلام ، فانه وإن كان في بعضها قول أم سلمة قلت : يا رسول الله ألست من أهلك ؟ قال : بلى ، أو قول واثلة وأنا من أهلك قال : وأنت من أهلي ، إلا أن ذلك ( أولا ) مما لا يقاوم بقية الأخبار النافية لذلك فانها أكثر عدداً وأقوى سنداً وأشهر مضموناً ( وثانياً ) إن في أغلب أخبار أم سلمة قال لها النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم أنت على مكانك أو أنت على خير ، أو إنك الى خير ، أو قالت : فجذبه من يدي كما سبق ذلك في باب إن علياً وفاطمة والحسن والحسين هم آل محمد ، فهذا أيضاً مما ينافي دخول أم سلمة في

٢٨٨
 &

آية التطهير التي في بيتها نزلت الآية فضلا عن عامة النساء ( وثالثاً ) إن أم سلمة كما أنها قالت في بعض تلك الأخبار ألست من أهلك قال : بلى فكذلك قالت فيه فدخلت الكساء بعدما قضى دعاءه لابن عمه وابنيه وابنته فاطمة ، فهذا أيضاً مما يدل على خروج أم سلمة عن الآية الشريفة وعن شمول الحكم لها آي التطهير وذهاب الرجس عنها ، كما يدل على خروج واثلة أيضاً ، فان قول النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم له : نعم وأنت من أهلي كان أيضاً بعد دعائه لابن عمه وابنيه وابنته فاطمة عليهم‌ السلام ( ورابعاً ) إن لنا دليلا آخر غير ما تقدم من الأخبار كلها على خروج أم سلمة وعامة النساء فضلا عن واثلة عن الآية الشريفة وعن كل ما ورد فيه لفظ أهل البيت وهو قول زيد بن أرقم المروي في صحيح مسلم في كتاب فضائل الصحابة في باب من فضائل علي بن أبي طالب عليه ‌السلام قال فيه : فقال له حصين ـ أي لزيد بن أرقم ـ ومن أهل بيته يا زيد ـ أي أهل بيت النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم ـ أليس نساءه من أهل بيته ؟ قال : نساؤه من أهل بيته ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده ، قال : ومن هم ؟ قال : هم آل علي عليه ‌السلام وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس ، قال : كل هؤلاء حرم الصدقة ؟ قال : نعم ( وفي رواية أخرى ) أصرح من ذلك رواها أيضاً مسلم في صحيحه في الباب المذكور ، قال فيها : فقلنا ـ أي لزيد بن أرقم ـ من أهل بيته نساؤه ؟ قال : لا وأيم الله ، إن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ثم يطلقها فترجع الى أبيها وقومها ، أهل بيته أصله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده ( انتهى ) وعلى هذا كله فدعوى دخول النساء تحت الآية الشريفة وانهن ممن أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً باطلة جداً لا يصغي اليها .

٢٨٩
 &

باب

في أن النبي ( ص ) باهل بعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم ‌السلام

[ صحيح مسلم ] في كتاب فضائل الصحابة ، في باب من فضائل علي بن أبي طالب عليه‌ السلام ، روى بسنده عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال : أمر معاوية بن أبي سفيان سعداً فقال : ما منعك أن تسب أبا تراب ؟ فقال : أما ما ذكرت ثلاثاً قالهن له رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فلن أسبه لئن تكون لي واحدة منهن أحب اليّ من حمر النعم ، سمعت رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يقول له ـ وقد خلفه في بعض مغازيه ـ فقال له علي يا رسول الله خلفتني مع النساء والصبيان ، فقال له رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة بعدي ؟ وسمعته يقول يوم خيبر : لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ، قال : فتطاولنا لها فقال : ادعوا لي علياً فأتي به أرمد فبصق في عينه ودفع الراية اليه ففتح الله عليه ، ولما نزلت هذه الآية ( قُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ ) دعا رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم علياً وفاطمة وحسناً وحسيناً فقال : اللهم هؤلاء أهلي ( أقول ) ورواه الترمذي أيضاً في صحيحه ( ج ٢ ص ٣٠٠ ) ورواه أحمد بن حنبل أيضاً في مسنده ( ج

٢٩٠
 &

١ ص ١٨٥ ) وذكره السيوطي أيضاً في الدر المنثور في تفسير آية المباهلة في سورة آل عمران ، وقال : أخرجه ابن المنذر والحاكم والبيهقي في سننه . عن سعد بن ابي وقاص .

[ صحيح الترمذي ج ٢ ص ١٦٦ ] روى بسنده عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه ، قال : لما أنزل الله هذه الآية ( نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ ) دعا رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم علياً وفاطمة وحسناً وحسيناً فقال : اللهم هؤلاء أهلي ( أقول ) ورواه الحاكم أيضاً في مستدرك الصحيحين ( ج ٣ ص ١٥٠ ) وقال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، ورواه البيهقي أيضاً في سننه ( ج ٧ ص ٦٣ ) .

[ الزمخشري في الكشاف ] والفخر الرازي في تفسيره الكبير ، في ذيل تفسير آية المباهلة في سورة آل عمران ، والشبلنجي في نور الأبصار ( ص ١٠٠ ) واللفظ للأخير قال : قال المفسرون : لما قرأ رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم هذه الآية على وفد نجران ودعاهم الى المباهلة قالوا : حتى نرجع وننظر في أمرنا ثم نأتيك غداً فلما خلا بعضهم ببعض قالوا للعاقب ـ وكان كبيرهم وصاحب رأيهم ـ ما ترى يا عبد المسيح ؟ قال : لقد عرفتم يا معشر النصارى أن محمداً نبي مرسل ولئن فعلتم ذلك لنهلكن ( وفي رواية ) قال لهم : والله ما لا عن قوم قط نبياً إلا هلكوا عن آخرهم ، فان أبيتم إلا الاقامة على ما أنتم عليه من القول في صاحبكم فودعوا الرجل وانصرفوا الى بلادكم ، فأتوا رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم وفد احتضن الحسن عليه‌ السلام وأخذ بيد الحسين عليه‌ السلام وفاطمة عليها ‌السلام تمشي خلفه ، وعلي عليه ‌السلام يمشي خلفها ، والنبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يقول لهم : إذا دعوت فامنوا فلما رآهم أسقف نجران قال : يا معشر النصارى اني لأرى وجوهاً لو سألوا الله أن يزيل جبلا من مكانه لأزاله فلا تبتهلوا فتهلكوا ولا يبقى على وجه الأرض نصراني الى يوم القيامة ، فقالوا : يا

٢٩١
 &

أبا القاسم قد رأينا أن لا نباهلك وأن نتركك على دينك وتتركنا على ديننا ، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم : فان أبيتم المباهلة فاسلموا يكن لكم ما للمسلمين وعليكم ما عليهم فأبوا ذلك فقال : إني أنابذكم فقالوا : ما لنا بحرب العرب طاقة ولكنا نصالحك على أن لا تغزونا ولا تخيفنا ولا تردنا عن ديننا ، وأن نؤدي اليك في كل سنة الفي حلة ، الف في صفر والف في رجب ( قال : وزاد في رواية ) وثلاثاً وثلاثين درعاً عادية وثلاثاً وثلاثين بعيراً وأربعاً وثلاثين فرساً غازية فصالحهم رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم على ذلك ، وقال : والذي نفسي بيده إن العذاب تدلى على أهل نجران ولو لاعنوا لمسخوا قردة وخنازير ولأضطرم عليهم الوادي ناراً ولأستأصل الله نجران وأهله حتى الطير على الشجر ، وما حال الحول على النصارى كلهم حتى هلكوا ( قال ) أخرجه الخارن وغيره .

[ أقول ] قال الزمخشري بعد نقل القصة ما لفظه : فإن قلت : ما كان دعاؤه الى المباهلة إلا ليتبين الكاذب منه ومن خصمه ، وذلك أمر يختص به وبمن يكاذبه ، فما معنى ضم الأبناء والنساء ؟ قلت : ذلك آكد في الدلالة على ثقته بحاله ، واستيقانه بصدقه حيث استجرأ على تعريض أعزته وأفلاذ كبده ، وأحب الناس اليه لذلك ، ولم يقتصر على تعريض نفسه له وعلى ثقته بكذب خصمه حتى يهلك خصمه مع أحبته وأعزته هلاك الاستئصال إن تمت المباهلة وخص الأبناء والنساء ، لأنهم أعز الأهل وألصقهم بالقلوب وربما فداهم الرجل بنفسه وحارب دونهم حتى يقتل ، ومن ثم كانوا يسوقون مع أنفسهم الضغائن في الحروب لتمنعهم من الهرب ويسمون الذادة عنها بأرواحهم حماة الحقائق ، وقدمهم في الذكر على الأنفس لينبه على لطف مكانهم وقرب منزلتهم وليؤذن بأنهم مقدمون على الأنفس مفدون بها ( قال ) وفيه دليل لا شيء أقوى منه على فضل أصحاب الكساء ، وفيه برهان واضح على صحة نبوة النبي صلى الله

٢٩٢
 &

عليه و ( آله ) وسلم لأنه لم يرو أحد من موافق ولا مخالف انهم أجابوا الى ذلك ( انتهى ) .

وقال الفخر الرازي بعد نقل القصة ما لفظه . هذه الآية دالة على أن الحسن والحسين عليهما ‌السلام كانا ابني رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم وعد أن يدعو أبناءه فدعا الحسن والحسين عليهما ‌السلام فوجب أن يكونا ابنيه ( قال ) ومما يؤكد هذا قوله تعالى في سورة الأنعام : ( وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ ـ إلى قوله ـ وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَىٰ وَعِيسَىٰ ) قال : ومعلوم أن عيسى عليه ‌السلام إنما انتسب الى ابراهيم عليه ‌السلام بالأم لا بالأب ، فثبت أن ابن البنت قد يسمى ابناً ( وقال أيضاً ) في تفسير قوله تعالى : وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ الخ في سورة الأنعام ما لفظه : الآية تدل على أن الحسن والحسين عليهما ‌السلام من ذرية رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم لأن الله تعالى جعل عيسى من ذرية ابراهيم مع أنه لا ينتسب الى ابراهيم إلا بالأم فكذلك الحسن والحسين عليهما‌ السلام من ذرية رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم وإن انتسبا الى رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم بالأم فوجب كونهما من ذريته ( قال ) ويقال : إن أبا جعفر الباقر عليه ‌السلام استدل بهذه الآية عند الحجاج بن يوسف ( وقال ) قبل هذا في تفسير قوله تعالى : ( وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ) في سورة البقرة ما لفظه : عن الشعبي قال : كنت عند الحجاج فأتى بيحيى بن يعمر فقيه خراسان من بلخ مكبلاً بالحديد ، فقال له الحجاج : أنت زعمت أن الحسن والحسين من ذرية رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فقال : بلى ، فقال الحجاج : لتأتيني بها واضحة بينة من كتاب الله أو لأقطعنك عضواً عضواً وقال : آتيك بها واضحة بينة من كتاب الله يا حجاج ، قال : فتعجبت من جرأته بقوله يا حجاج ، فقال له : ولا تأتني بهذه الآية

٢٩٣
 &

( نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ ) فقال : آتيك بها واضحة بينة من كتاب الله وهو قوله : ( وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ ـ الى قوله ـ وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَىٰ وَعِيسَىٰ ) فمن كان أبو عيسى وقد ألحق بذرية نوح ؟ قال : فأطرق ملياً ثم رفع رأسه فقال : كأني لم أقرأ هذه الآية من كتاب الله حلوا وثاقه وأعطوه من المال كذا وكذا ( أقول ) وذكر قصة يحيى بن يعمر السيوطي أيضاً في الدر المنثور في ذيل تفسير قوله تعالى : ( وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ ) الآية ، في سورة الأنعام ، ذكرها بطريقين ، أحدهما عن ابن أبي حاتم عن أبي حرب بن أبي الأسود ، والآخر عن أبي الشيخ والحاكم والبيهقي عن عبد الملك بن عمير .

[ تفسير ابن جرير الطبري ج ٣ ص ٢١٢ ] روى بسنده عن زيد ابن علي عليه‌ السلام في قوله تعالى : نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ الآية ، قال : كان النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم وعليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم‌ السلام .

[ تفسير ابن جرير الطبري ج ٣ ص ٢١٢ ] روى بسنده عن السدي ( فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ) الآية ، قال : فأخذ ـ يعني النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ـ بيد الحسن والحسين وفاطمة عليهم ‌السلام وقال لعلي عليه ‌السلام : اتبعنا فخرج معهم فلم يخرج يومئذ النصارى ، وقالوا : إنا نخاف أن يكون هذا هو النبي وليس دعوة النبي كغيرها ، فتخلفوا عنه يومئذ فقال النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم : لو خرجوا لاحترقوا ( الحديث ) .

[ تفسير ابن جرير الطبري ج ٣ ص ٢١٣ ] روى بسنده عن علباء بن أحمر اليشكري قال : لما نزلت هذه الآية ( فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ ) الآية ، أرسل رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم إلى علي وفاطمة وابنيهما الحسن والحسين عليهم

٢٩٤
 &

السلام ودعا اليهود ليلاعنهم ، فقال شاب من اليهود : ويحكم أليس عهدكم بالامس اخوانكم الذين مسخوا قردة وخنازير لا تلاعنوا ، فانتهوا .

[ تفسير ابن جرير الطبري ج ٣ ص ٢١٣ ] روى بسنده عن ابن زيد قال : قيل لرسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم لو لاعنت القوم بمن كنت تأتي حين قلت : ( أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ ) قال : حسن وحسين .

[ السيوطي في الدر المنثور ] في تفسير آية المباهلة في سورة آل عمران قال : وأخرج الحاكم وصححه وابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل عن جابر قال : قدم على النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم العاقب والسيد فدعاهما الى الاسلام فقالا : أسلمنا يا محمد قال : كذبتما إن شئتما أخبرتكما بما يمنعكما من الاسلام ، قالا : فهات قال : حب الصليب وشرب الخمر وأكل لحم الخنزير قال جابر : فدعاهما الى الملاعنة فوعداه الى الغد فغدا رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم وأخذ بيد عليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم‌ السلام ثم أرسل اليهما فأبيا أن يجيباه وأقرا له ، فقال : والذي بعثني بالحق لو فعلا لأمطر الوادي عليهما ناراً ، قال جابر : فيهم نزلت ( تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ ) الآية قال جابر : أنفسنا وأنفسكم رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم وعليّ عليه‌ السلام وأبناءنا الحسن والحسين عليهما‌ السلام ونساءنا فاطمة عليها ‌السلام .

[ وقال أيضاً ] وأخرج أبو نعيم في الدلائل من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس أن وفد نجران من النصارى قدموا على رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم وهم أربعة عشر رجلا من أشرافهم ، وساق القصة مفصلاً ( إلى أن قال ) فقال لهم ـ يعني رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ـ إن الله قد أمرني إن لم تقبلوا هذا أن أباهلكم ، فقالوا : يا أبا القاسم بل نرجع فننظر في أمرنا ثم نأتيك ( إلى أن قال )

٢٩٥
 &

وقد كان رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم خرج ومعه علي والحسن والحسين وفاطمة عليهم ‌السلام فقال رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم : إن أنا دعوت فأمنوا انتم ، فأبوا ان يلاعنوه وصالحوه على الجزية .

[ الواحدي في أسباب النزول ص ٧٥ ] روى بسنده عن جابر بن عبد الله قال : قدم وفد نجران على النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم العاقب والسيد فدعاهما الى الاسلام فقالا : أسلمنا قبلك قال : كذبتما إن شئتما أخبرتكما بما يمنعكما من الاسلام فقالا : هات أنبئنا قال : حب الصليب وشرب الخمر وأكل لحم الخنزير ، فدعاهما الى الملاعنة فوعداه على أن يغادياه بالغداة ، فغدا رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فأخذ بيد عليّ وفاطمة وبيد الحسن والحسين عليهم‌ السلام ثم أرسل اليهما فأبيا أن يجيبا فأقرا له بالخراج فقال النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم والذي بعثني بالحق لو فعلا لمطر الوادي ناراً ( قال ) قال جابر : فنزلت فيهم هذه الآية ( فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ) قال : قال الشعبي : أبناءنا الحسن والحسين عليهما ‌السلام ونساءنا فاطمة عليها ‌السلام وأنفسنا علي بن أبي طالب عليه‌ السلام ( أقول ) وروى القصة بعينها ( في ص ٧٤ ) أيضاً بسنده عن الحسن وأظنه البصري .

[ الصواعق المحرقة ص ٩٣ ] قال : وأخرج الدارقطني أن علياً عليه ‌السلام يوم الشورى احتج على أهلها فقال لهم : أنشدكم بالله هل فيكم أحد أقرب الى رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم في الرحم مني ومن جعله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم نفسه وأبناءه أبناءه ونساءه نساءه غيري قالوا : اللهم لا ( الحديث ) .

٢٩٦
 &

باب

في قول النبي ( ص ) لعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم‌ السلام أنا حرب لمن حاربتم وسلم لمن سالمتم

[ صحيح الترمذي ج ٢ ص ٣١٩ ] روى بسنده عن صبيح مولى ام سلمة عن زيد بن ارقم ان رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم قال لعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم ‌السلام : أنا حرب لمن حاربتم وسلم لمن سالمتم ( اقول ) ورواه ابن ماجة ايضاً في صحيحه ( ص ١٤ ) وقال : أنا سلم لمن سالمتم وحرب لمن حاربتم ( ورواه ) الحاكم ايضاً في مستدرك الصحيحين ( ج ٣ ص ١٤٩ ) ورواه ابن الاثير الجزري ايضاً في أُسد الغابة ( ج ٥ ص ٥٢٣ ) وذكره المتقي ايضاً في كنز العمال ( ج ٦ ص ٢١٦ ) نقلاً عن ابن حبان في صحيحه ( وفي ج ٧ ص ١٠٢ ) نقلاً عن ابن أبي شيبة والترمذي وابن ماجة وابن حبان والطبراني والحاكم والضياء المقدسي ( وذكره ) المحب الطبري ايضاً في ذخائره ( ص ٢٥ ) وقال : أخرجه ابو حاتم وقال : انا حرب لمن حاربكم وسلم لمن سالمكم .

[ مسند الامام احمد بن حنبل ج ٢ ص ٤٤٢ ] روى بسنده عن أبي هريرة قال : نظر النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم الى علي والحسن

٢٩٧
 &

والحسين وفاطمة عليهم ‌السلام فقال : انا حرب لمن حاربكم وسلم لمن سالمكم ( اقول ) ورواه الحاكم ايضاً في مستدرك الصحيحين ( ص ١٤٩ ) ثم قال : هذا حديث حسن ( ورواه ) الخطيب البغدادي ايضاً في تاريخه ( ج ٧ ص ١٣٦ ) وذكره المتقي ايضاً في كنز العمال ( ج ٦ ص ٢١٦ ) نقلاً عن الطبراني .

[ أُسد الغابة ج ٣ ص ١١ ] روى بسنده عن صبيح مولى ام سلمة قال : كنت بباب رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فجاء علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم‌ السلام فجلسوا ناحية فخرج رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فقال : إنكم على خير وعليه كساء خيبري فجللهم به وقال : أنا حرب لمن حاربكم وسلم لمن سالمكم ( اقول ) وذكره الهيثمي ايضاً في معجمه ، ( ج ٩ ص ١٦٩ ) قال : رواه الطبراني في الاوسط .

[ الرياض النضرة ج ٢ ص ١٩٩ ] قال : وعن أبي بكر قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم خيم خيمة وهو متكىء على قوس عربية وفي الخيمة علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم‌ السلام فقال : معشر المسلمين انا سلم لمن سالم اهل الخيمة ، حرب لمن حاربهم ، ولي لمن والاهم ، لا يحبهم الا سعيد الجد ، طيب المولد ، ولا يبغضهم الا شقي الجد ، ردىء الولادة .

[ ذخائر العقبى ص ٢٣ ] قال : وعنها ـ يعني ام سلمة ـ قالت : كان النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم عندنا منكساً رأسه فعملت له فاطمة عليها ‌السلام حريرة فجاءت ومعها حسن وحسين عليهما‌ السلام فقال لها النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم اين زوجك ؟ اذهبي فادعيه فجاءت به فأكلوا فاخذ كساء فاداره عليهم وامسك طرفه بيده اليسرى ، ثم رفع اليمنى الى السماء وقال : اللهم هؤلاء اهل بيتي وحامتي وخاصتي ، اللهم اذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً أنا حرب لمن حاربهم ، سلم لمن سالمهم ، عدو لمن عاداهم ( قال ) اخرجه القبابي في معجمه .

٢٩٨
 &

[ السيوطي في الدر المنثور ] في تفسير آية التطهير في سورة الاحزاب ( قال ) واخرج ابن مردويه عن أبي سعيد الخدري قال : لما دخل علي بفاطمة عليهما‌ السلام جاء النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم اربعين صباحاً الى بابها يقول : السلام عليكم اهل البيت ورحمة اللّه وبركاته ، الصلاة رحمكم الله ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) انا حرب لمن حاربتم انا سلم لمن سالمتم .

٢٩٩
 &

باب

في ان من احب النبي ( ص ) وعلياً وفاطمة والحسن والحسين ( ع ) كان مع النبي ( ص ) في درجته

[ صحيح الترمذي ج ٢ ص ٣٠١ ] روى بسنده عن علي بن أبي طالب عليه ‌السلام أن رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم اخذ بيد حسن وحسين عليهما ‌السلام فقال : من احبني واحب هذين وأباهما وأمهما كان معي في درجتي يوم القيامة ( اقول ) ورواه عبد الله بن أحمد بن حنبل ايضاً في مسند أبيه ( ج ١ ص ٧٧ ) ورواه الخطيب ايضاً في تاريخه ( ج ٣ ص ٢٨٧ ) وذكره ابن حجر العسقلاني ايضاً في تهذيب التهذيب ( ج ١٠ ص ٤٣٠ ) وقال : قال ابو علي ابن الصواف عن عبد الله بن أحمد : لما حدث نصر بن علي أمر المتوكل بضربه الف سوط فكلمه فيه جعفر بن عبد الواحد وجعل يقول له : هذا من أهل السنة فلم يزل به حتى تركه ، وذكره المتقي ايضاً في كنز العمال ( ج ٦ ص ٢١٧ ) وقال : أخرجه الطبراني عن علي عليه‌ السلام وفي ( ج ٧ ص ١٠٢ ) قال : اخرجه الترمذي وعبد الله بن أحمد بن حنبل في زيادات المسند ، ونظام الملك في اماليه وابن النجار وسعيد بن منصور .

[ كنز العمال ج ٦ ص ٢١٧ ] ولفظه : قال : من أحب هؤلاء فقد احبني ، ومن ابغضهم فقد ابغضني ، يعني الحسن والحسين وفاطمة وعلياً عليهم ‌السلام ، قال : اخرجه ابن عساكر عن زيد بن ارقم .

٣٠٠