فضائل الخمسة من الصّحاح الستّة - ج ١

آية الله السيد مرتضى الفيروزآبادي

فضائل الخمسة من الصّحاح الستّة - ج ١

المؤلف:

آية الله السيد مرتضى الفيروزآبادي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: منشورات فيروزآبادي
المطبعة: مطبعة أمير
الطبعة: ٢
ISBN الدورة:
964-6406-18-1

الصفحات: ٤٦٣
  الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة
 &

مجيد ، واما السلام فقد عرفتم كيف هو قال : أخرجه ابن عساكر .

[ كنز العمال ج ٤ ص ١٠٤ ] ولفظه : إذا صليتم عليّ فقولوا : أللهم صل على محمد النبي الأمي وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم وبارك على محمد النبي الأمي وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد ( قال ) أخرجه ابن حبان عن ابن مسعود .

[ كنز العمال ج ٣ ص ١٥ ] ولفظه : ما من مسلم يقف عشية عرفة بالموقف فيستقبل القبلة ثم يقول : لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد بيده الخير وهو على كل شيء قدير ، مائة مرة ، ثم يقرأ أم الكتاب مائة مرة ، ثم يقول : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمداً عبده ورسوله مائة مرة ، ثم يسبح الله مائة مرة فيقول : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله ، ثم يقرأ قل هو الله أحد مائة مرة ، ثم يقول : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وآل ابراهيم إنك حميد مجيد ، وعلينا معهم مائة مرة ، ألا قال الله تعالى : يا ملائكتي ما جزاء عبدي هذا سبحني وهللني وكبرني وعظمني ومجدني ونسبني وعرفني وأثنى عليّ وصلى على نبيي ، اشهدوا يا ملائكتي اني قد غفرت له وشفعته في نفسه ، ولو شاء أن يشفع في أهل الموقف لشفعته ( قال ) أخرجه البيهقي في شعب الايمان . وابن النجار ، والديلمي عن جابر ( أقول ) ويظهر من ابن حجر في الصواعق أن سؤالهم من النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم عن كيفية الصلاة عليه كان بعد نزول قوله تعالى : ( إِنَّ اللَّـهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ) وأن سؤالهم عقيب نزول الآية ، وجوابه صلى الله عليه و ( آله ) وسلم بقوله : قولوا : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد دليل على أن الصلاة على الآل مراد من الآية الشريفة ، وها نحن نذكر كلامه بعينه ،

٢٦١
 &

قال في الصواعق ( ٨٧ ) الآية الثانية ـ أي من الآيات الواردة في أهل البيت ـ قوله تعالى : ( إِنَّ اللَّـهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ) قال : صح عن كعب بن عجرة قال : لما نزلت هذه الآية قلنا : يا رسول الله قد علمنا كيف نسلم عليك فكيف نصلي عليك ؟ فقال : قولوا : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ( إلى آخره ) قال : وفي رواية للحاكم فقلنا : يا رسول الله كيف الصلاة عليكم أهل البيت ؟ قال : قولوا : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ( إلى اخره ) قال : فسؤالهم بعد نزول الآية ، وإجابتهم باللهم صل على محمد وعلى آل محمد إلى آخره دليل ظاهر على أن الأمر بالصلاة على أهل بيته وبقية آله مراد من هذه الآية وإلا لم يسألوا عن الصلاة على أهل بيته وآله عقب نزولها ولم يجابوا بما ذكر ، فلما أجيبوا به دل على أن الصلاة عليهم من جملة المأمور به وأنه صلى الله عليه و ( آله ) وسلم أقامهم في ذلك مقام نفسه ، لأن القصد من الصلاة عليه مزيد تعظيمه ومنه تعظيمهم ، ومن ثم لما أدخل من مرّ في الكساء قال : اللهم انهم مني وأنا منهم فاجعل صلاتك ورحمتك ومغفرتك ورضوانك عليّ وعليهم ، وقضية استجابة هذا الدعاء ان الله صلى عليهم معه فحينئذٍ طلب من المؤمنين صلاتهم عليهم معه ، انتهى ( أقول ) والانصاف أنه قد أجاد في الاستدلال على أن الصلاة على الآل مراد من الآية الشريفة بما ذكره ، فان الله تعالى قد أمر المؤمنين أن يصلوا على النبي فسألوا من النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم انه كيف يصلي عليه ؟ فقال : قولوا : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ، فالنبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ليس إلا في مقام بيان ما أمر الله به في الآية الشريفة ، فلو لم يكن مراده تبارك وتعالى من الصلاة على النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم هو الصلاة عليه وعلى آله لما أمر النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم في مقام الجواب أن يصلي عليه وعلى آله ، ثم إن قول ابن حجر وقضية استجابة هذا الدعاء إلى آخره معناه أن النبي صلى

٢٦٢
 &

الله عليه و ( آله ) وسلم لما أدخل علياً وفاطمة والحسن والحسين عليهم ‌السلام تحت الكساء ـ كما ستأتي رواياته في غير واحد من الأبواب الآتية ـ دعا لهم وطلب من الله سبحانه وتعالى أن يجعل صلواته وبركاته عليه وعليهم ، ومقتضى استجابة دعائه ان الله تعالى صلى عليه وعليهم . فحينئذٍ قد طلب الله سبحانه وتعالى من المؤمنين أيضاً ان يصلوا على النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم كما صلى هو عليه وعليهم .

( هذا ) وللرازي كلام على ما ذكره ابن حجر في صواعقه ( ص ٨٩ ) يناسب ذكره في هذا المقام ( قال ) وذكر الفخر الرازي أن أهل بيته صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يساوونه في خمسة ، في السلام قال : السلام عليك أيها النبي وقال : سلام على آل ياسين ، وفي الصلاة عليه وعليهم في التشهد ، وفي الطهارة قال تعالى : ( طه ) أي يا طاهر ، وقال : ( وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) وفي تحريم الصدقة وفي المحبة ، قال تعالى : ( فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّـهُ ) وقال : ( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ) .

٢٦٣
 &

باب

في أن علياً وفاطمة والحسن والحسين عليهم‌ السلام هم وآل محمد

[ مسند الامام أحمد بن حنبل ج ٦ ص ٣٢٣ ] روى بسنده عن شهر بن حوشب عن أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم قال لفاطمة عليها‌ السلام : ائتني بزوجك وابنيك فجاءت بهم فألقى عليهم كساء فدكياً ( قال ) ثم وضع يده عليهم ( ثم قال ) اللهم إن هؤلاء آل محمد فاجعل صلواتك وبركاتك على محمد وعلى آل محمد إنك حميد مجيد ، قالت أم سلمة : فرفعت الكساء لأدخل معهم فجذبه من يدي وقال : إنك على خير ( أقول ) ورواه الطحاوي أيضا في مشكل الآثار ( ج ١ ص ٣٣٤ ) ورواه المتقي الهندي أيضاً في كنز العمال ( ج ٧ ص ١٠٣ ) وذكره السيوطي أيضاً في الدر المنثور في ذيل تفسير آية التطهير في سورة الأحزاب ، وقال : أخرجه الطبراني .

[ مستدرك الصحيحين ج ٣ ص ١٠٨ ] روى بسنده عن عامر بن سعد يقول : قال معاوية لسعد بن أبي وقاص : ما يمنعك أن تسب ابن أبي طالب ؟ قال فقال : لا أسب ما ذكرت ثلاثاً قالهن له رسول الله

٢٦٤
 &

صلى الله عليه و ( آله ) وسلم لئن تكون لي واحدة منهن أحب اليّ من حمر النعم ، قال له معاوية : ما هن يا أبا اسحاق ؟ قال : لا أسبه ما ذكرت حين نزل عليه الوحي فأخذ علياً وابنيه وفاطمة فأدخلهم تحت ثوبه ثم قال : رب إن هؤلاء أهل بيتي ، ولا أسبه ما ذكرت حين خلفه في غزوة تبوك غزاها رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فقال له علي عليه‌ السلام : خلفتني مع الصبيان والنساء ، قال : ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة بعدي ؟ ولا أسبه ما ذكرت يوم خيبر ، قال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم : لأعطين هذه الراية رجلا يحب الله ورسوله ويفتح الله على يديه فتطاولنا لرسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فقال : أين علي ؟ قالوا : هو أرمد ، فقال : أدعوه فدعوه فبصق في عينه ثم أعطاه الراية ففتح الله عليه ( قال ) فلا والله ما ذكره معاوية بحرف حتى خرج من المدينة ( قال ) هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ( أقول ) ورواه أيضاً في ( ج ٣ ص ٨٤٧ ) مختصراً وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال ( ج ٦ ص ٤٠٥ ) نقلا عن ابن النجار ، ورواه النسائي أيضاً في خصائصه ( ص ١٦ ) .

[ مستدرك الصحيحين ج ٣ ص ١٤٧ ] روى بسنده عن عبد الله ابن جعفر بن ابي طالب قال : لما نظر رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم الى الرحمة هابطة ، قال : إدعوا لي ادعوا لي فقالت صفية : من يا رسول الله ؟ قال : أهل بيتي علياً وفاطمة والحسن والحسين ، فجيء بهم فألقى عليهم النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم كساء ثم رفع يديه ، ثم قال : اللهم هؤلاء آلي فصل على محمد وعلى آل محمد ، وأنزل الله عز وجل « إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا » قال : هذا حديث صحيح الاسناد .

[ السيوطي ] في الدر المنثور ، في ذيل تفسير آية التطهير في سورة

٢٦٥
 &

الأحزاب ( قال ) وأخرج ابن جرير والحاكم وابن مردويه عن سعد ، قال : نزل على رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم الوحي فأدخل علياً وفاطمة وابنيهما تحت ثوبه ، ثم قال : اللهم هؤلاء أهلي وأهل بيتي .

[ مسند الامام أحمد بن حنبل ج ٦ ص ٢٩٦ ] روى بسنده عن أم سلمة قالت : بينما رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم في بيتي يوماً إذ قالت الخادم : إن علياً وفاطمة بالسدة ، قالت : فقال لي : قومي فتنحي لي عن أهل بيتي ، قالت : فقمت فتنحيت في البيت قريباً فدخل عليّ وفاطمة ومعهما الحسن والحسين وهما صبيان صغيران ، فأخذ الصبيين فوضعهما في حجره فقبلهما واعتنق علياً باحدى يديه وفاطمة باليد الأخرى فقبل فاطمة وقبل علياً فأغدف عليهم خميصة سوداء ، فقال : اللهم اليك لا إلى النار ، أنا وأهل بيتي قالت : فقلت : وأنا يا رسول الله فقال : وأنت ( أقول ) وذكره المحب الطبري أيضاً في ذخائره ( ص ٢١ ) وقال : أخرجه أحمد وخرج الدولابي معناه مختصراً ثم قال : الشرح السدة الباب ، وأغدف أرسل ، الخميصة قال الأصمعي : ثوب أسود من صوف أو خز معلم وجمعه خمائص ( انتهى ) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال ( ج ٧ ص ١٠٣ ) وقال : أخرجه ابن أبي شيبة و ( ص ١٠٣ ) ثانياً مختصراً وقال : أخرجه الطبراني .

[ كنز العمال ج ٧ ص ٢١٧ ] ولفظه : اللهم انك جعلت صلواتك ورحمتك ومغفرتك ورضوانك على ابراهيم وآل ابراهيم ، اللهم إنهم مني وأنا منهم فاجعل صلواتك ورحمتك ومغفرتك ورضوانك عليّ وعليهم يعني علياً وفاطمة وحسناً وحسيناً أخرجه الطبراني عن واثلة .

[ كنز العمال ج ٧ ص ٩٢ ] قال عن واثلة : إن رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم جمع فاطمة وعلياً والحسن والحسين تحت ثوبه وقال : اللهم قد جعلت صلواتك ورحمتك ومغفرتك ورضوانك على

٢٦٦
 &

ابراهيم وعلى آل ابراهيم اللهم إن هؤلاء مني وأنا منهم فاجعل صلواتك ورحمتك ومغفرتك ورضوانك عليّ وعليهم ( قال ) واثلة وكنت على الباب فقلت : وعليّ يا رسول الله بأبي أنت وأمي ، قال : اللهم وعلى واثلة ، قال : أخرجه الديلمي .

[ الهيثمي في مجمعه ج ٩ ص ١٦٧ ] قال : وعن واثلة بن الاسقع قال : خرجت وأنا أريد علياً فقيل لي : هو عند رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فأقمت اليهم فأجدهم في حظيرة من قصب ، رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم وعليّ وفاطمة وحسن وحسين قد جعلهم تحت ثوب ( قال ) اللهم إنك جعلت صلواتك ورحمتك ومغفرتك ورضوانك عليّ وعليهم ( قال ) رواه الطبراني .

أقول : وليست الأخبار الواردة في كون علي عليه ‌السلام وفاطمة والحسن والحسين عليهم ‌السلام هم آل محمد منحصرة بما أوردناه في هذا الباب بل سيأتي في باب نزول آية التطهير في النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم‌ السلام أخبار كثيرة دالة على ذلك .

٢٦٧
 &

باب

في النهي عن الصلاة البتراء

[ الصواعق المحرقة ص ٨٧ ] قال : ويروى لا تصلوا عليَّ الصلاة البتراء ، فقالوا : وما الصلاة البتراء ؟ قال : تقولون : اللهم صل على محمد وتمسكون بل قولوا : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد .

( أقول ) والعجب ثم العجب من حملة العلم وأئمة الحديث وأرباب التأليف والتصنيف من أهل السنة والجماعة الذين رووا ما عرفته من الأخبار الدالة على أن الدعاء محجوب حتى يصلى على محمد وعلى آل محمد ، وأن الصلاة لا تقبل حتى يصلى فيها على محمد وآل محمد ، وانه كيف يصلى على محمد وآل محمد وانه نهى النبي صلى ‌الله ‌عليه و ( آله ) ‌ وسلم عن الصلاة البتراء ، أي التصلية على النبي صلى‌ الله ‌عليه و ( آله ) ‌وسلم بدون ذكر الآل ، وظاهر النهي التحريم ومع ذلك تراهم مصرين أشد الاصرار على ترك ذكر الآل عند التصلية ، فاذا أرادوا الصلاة على النبي صلى‌ الله ‌عليه و ( آله ) ‌وسلم قالوا : صلى الله عليه ( وآله ) وسلم وتركوا الآل رأسا ، وإن كنت في ريب مما ذكرنا فراجع كتبهم المؤلفة في

٢٦٨
 &

الاحاديث والتفاسير والمناقب والرجال والسير ونحو ذلك تجد صدق ما ذكرناه ( وأعجب ) من ذلك كله انهم في خلال ما يذكرون أخبار التصلية وفي أثناء ما يروون أحاديثها ، وأن النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم قال : إذا أردتم الصلاة عليّ فقولوا : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد فانهم اذا ذكروا اسم النبي صلى ‌الله ‌عليه و ( آله ) ‌وسلم قالوا أيضاً : ( صلى الله عليه وسلم ) ، وتركوا ذكر الآل وأهملوهم ، ولعمري ليس ذلك إلا تعصباً ومخالفة للنبي صلى‌ الله ‌عليه و ( آله ) ‌وسلم الذي لا ينطق عن الهوى .

٢٦٩
 &

باب

في أن آية التطهير نزلت في النبي ( ص ) وعلي وفاطمة والحسن والحسين ( ع )

[ صحيح مسلم ] في كتاب فضائل الصحابة ، في باب فضائل أهل بيت النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم بسنده عن صفية بنت شيبة قالت : قالت عائشة : خرج رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم غداة وعليه مرط مرحل من شعر أسود فجاء الحسن بن علي فأدخله ثم جاء الحسين فدخل معه معه ثم جاءت فاطمة فأدخلها ثم جاء عليّ فأدخله ثم قال : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) ( أقول ) ورواه الحاكم أيضا في مستدرك الصحيحين ( ج ٣ ص ١٤٧ ) وقال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، ورواه البيهقي أيضا في سننه ( ج ٢ ص ١٤٩ ) ورواه ابن جرير أيضاً في تفسيره ( ج ٢٢ ص ٥ ) عن عائشة ، وذكره السيوطي أيضا في الدر المنثور في تفسير آية التطهير في سورة الأحزاب وقال : أخرجه ابن أبي شيبة وأحمد وابن أبي حاتم ، وذكره الزمخشري في الكشاف في تفسير آية المباهلة بمناسبة وهكذا الفخر الرازي ، وقال : واعلم أن هذه الرواية كالمتفق على

٢٧٠
 &

صحتها بين أهل التفسير والحديث ( انتهى ) .

[ صحيح الترمذي ج ٢ ص ٢٠٩ ] روى بسنده عن عمرو بن أبي سلمة ربيب النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم قال : لما نزلت هذه الآية على النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) في بيت أم سلمة فدعا فاطمة وحسناً وحسيناً فجللهم بكساء وعلي عليه ‌السلام خلف ظهره فجللهم بكساء ثم قال : اللهم هؤلاء أهل بيتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً ، قالت أم سلمة : وأنا معهم يا نبي الله ؟ قال : أنت على مكانك وأنت على خير ( أقول ) ورواه أيضاً في ( ج ٢ ص ٣٠٨ ) ثم قال : وفي الباب عن أم سلمة ومعقل بن يسار وأبي الحمراء وأنس ، ورواه الطحاوي أيضاً في مشكل الآثار ( ج ١ ص ٣٣٥ ) ورواه ابن الأثير الجزري أيضاً في أُسد الغابة ( ج ٢ ص ١٢ ) ورواه ابن جرير الطبري أيضاً في تفسيره ( ج ٢٢ ص ٦ وفي ص ٧ ) وقال عن أم سلمة .

[ صحيح الترمذي ج ٢ ص ٣١٩ ] روى بسنده عن شهر بن حوشب عن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم جلل على الحسن والحسين وعليّ وفاطمة كساء ثم قال : اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً ، فقالت أم سلمة : وأنا معهم يا رسول الله ؟ قال : إنك إلى خير ( قال ) وهو أحسن شيء روي في هذا الباب ، ثم قال : وفي الباب عن عمرو بن أبي سلمة وأنس بن مالك وأبي الحمراء ومعقل بن يسار وعائشة ( أقول ) ورواه ابن جرير الطبري أيضاً في تفسيره ( ج ٢٢ ص ٦ ) وقال فيه : فجعلت لهم حريرة فأكلوا وناموا وغطى عليهم عباءة ـ يعني النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ـ أو قطيفة ، ثم قال : اللهم هؤلاء أهل بيتي ، الخ ، ورواه أحمد ابن حنبل أيضاً في مسنده ( ج ٦ ص ٣٠٦ ) ورواه ابن الأثير الجزري أيضاً في أُسد الغابة ( ج ٤ ص ٢٩ ) وذكره ابن حجر العسقلاني أيضاً

٢٧١
 &

في تهذيب التهذيب ( ج ٢ ص ٢٩٧ ) وذكره المحب الطبري أيضاً في ذخائره ( ص ٢١ ) باختلاف في اللفظ ( اللغة ) ـ الحريرة . بالحاء المهملة المفتوحة ثم الراء المكسورة بعدها الياء المثناة التحتانية ثم الراء والهاء ، الدقيق يطبح باللبن أو الدسم .

[ صحيح الترمذي ج ٢ ص ٢٩ ] روى بسنده عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم كان يمر بباب فاطمة عليها ‌السلام ستة أشهر إذا خرج الى صلاة الفجر يقول : الصلاة يا أهل البيت إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً ، قال : وفي الباب عن أبي الحمراء ومعقل بن يسار وأم سلمة ( أقول ) ورواه ابن جرير الطبري أيضاً في تفسيره ( ج ٢٢ ص ٥ ) ورواه الحاكم أيضاً في مستدرك الصحيحين ( ج ٣ ص ١٥٨ ) وقال : هذا حديث صحيح على شرط مسلم ، ورواه أحمد بن حنبل أيضاً في مسنده ( ج ٢ ص ٢٥٢ ) ورواه ابن الأثير الجزري أيضاً في أُسد الغابة ( ج ٥ ص ٥٢١ ) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال ( ج ٧ ص ١٠٣ ) نقلاً عن أبن أبي شيبة ، وذكره السيوطي أيضاً في الدر المنثور في تفسير آية التطهير في سورة الأحزاب ، وقال : أخرجه ابن المنذر والطبراني وابن مردويه .

[ السيوطي في الدر المنثور ] في تفسير قوله تعالى : ( وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ ) في آخر سورة طه ، قال : وأخرج ابن مردويه وابن عساكر وابن النجار عن أبي سعيد الخدري قال : لما نزلت ( وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ ) كان النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم يجيء الى باب علي عليه ‌السلام صلاة الغداة ثمانية اشهر يقول : الصلاة رحمكم الله ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) .

[ تفسير ابن جرير الطبري ج ٢٢ ص ٧ ] روى بسنده عن حكيم ابن سعد قال : ذكرنا عليّ بن أبي طالب عليه‌ السلام عند أم سلمة قالت . فيه نزلت : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ

٢٧٢
 &

وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) الحديث .

[ مستدرك الصحيحين ج ٢ ص ٤١٦ ] روى بسنده عن أم سلمة أنها قالت : في بيتي نزلت هذه الآية ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ ) قالت : فأرسل رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم الى عليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم‌ السلام فقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي ، قالت أم سلمة : يا رسول الله ما أنا من أهل البيت ؟ قال : إنك الى خير وهؤلاء أهل بيتي اللهم آل بيتي أحق ( قال ) هذا حديث صحيح على شرط البخاري ( أقول ) ورواه أيضاً في ( ج ٣ ص ١٤٧ ) ورواه البيهقي أيضاً في سننه ( ج ٢ ص ١٥٠ ) ورواه الطحاوي أيضاً في مشكل الآثار ( ج ١ ص ٣٣٤ ) ورواه الخطيب البغدادي أيضاً في تاريخ بغداد ( ج ٩ ص ١٢٦ ) ورواه ابن جرير الطبري أيضاً في تفسيره ( ج ٢٢ ص ٧ ) ورواه ابن الأثير الجزري أيضاً في أُسد الغابة ( ج ٥ ص ٥٢١ وص ٥٨٩ ) وذكره المحب الطبري أيضاً في ذخائره ( ص ٢٣ ) وقال : أخرجه أبو الخير القزويني .

[ مستدرك الصحيحين ج ٣ ص ١٤٧ ] روى بسنده عن عبد الله ابن جعفر بن أبي طالب قال : لما نظر رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم الى الرحمة هابطة قال : أدعوا لي أدعوا لي فقالت صفية : من يا رسول الله ؟ قال : أهل بيتي علياً وفاطمة والحسن والحسين ، فجىء بهم فألقى عليهم النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم كساءه ثم رفع يديه ثم قال : اللهم هؤلاء آلي فصل على محمد وعلى آل محمد وأنزل الله عز وجل ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) قال : هذا حديث صحيح الاسناد .

[ السيوطي في الدر المنثور ] في تفسير آية التطهير في سورة الأحزاب ( ج ٥ ص ١٩٨ وص ١٩٩ ) قال : وأخرج ابن مردويه عن أم سلمة قالت : نزلت هذه الآية في بيتي ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ

٢٧٣
 &

الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) وفي البيت سبعة جبريل وميكائيل عليهما ‌السلام وعليّ وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم وأنا على باب البيت ، قلت : يا رسول الله ألست من أهل البيت ؟ قال : إنك الى خير ، إنك من أزواج النبي .

[ وقال أيضاً ] وأخرج ابن مردويه والخطيب عن أبي سعيد قال : كان يوم أم سلمة أم المؤمنين رضي الله عنها ، فنزل جبريل عليه ‌السلام على رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم بهذه الآية ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) قال : فدعا رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم بحسن وحسين وفاطمة وعلي عليهم‌ السلام فضمهم اليه ونشر عليهم الثوب ، والحجاب على أم سلمة مضروب ثم قال : اللهم هؤلاء أهل بيتي اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً ، قالت أم سلمة رضي الله عنها : فأنا معهم يا نبي الله ؟ قال : أنت على مكانك وإنك على خير .

[ وقال أيضاً ] وأخرج الترمذي وصححه ، وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه ، وابن مردويه والبيهقي في سننه من طرق عن ام سلمة رضي الله عنها قالت : في بيتي نزلت ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) وفي البيت فاطمة وعليّ والحسن والحسين عليهم‌ السلام فجللهم رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم بكساء كان عليه ثم قال : هؤلاء أهل بيتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً .

[ وقال أيضاً ] وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم : نزلت هذه الآية فيّ وفي علي وفاطمة وحسن وحسين ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) .

٢٧٤
 &

( وقال أيضاً ) وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه ، والبيهقي في سننه عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه قال : جاء رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم إلى فاطمة عليها‌ السلام ومعه حسن وحسين وعلي عليهم ‌السلام حتى دخل فأدنى علياً وفاطمة عليهما ‌السلام فأجلسهما بين يديه وأجلس حسناً وحسيناً كل واحد منهما على فخذه ثم لف عليهم ثوبه وأنا مستدبرهم ثم تلا هذه الآية ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) .

( وقال أيضاً ) : وأخرج الحكيم الترمذي والطبراني وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي معاً في الدلائل عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم إن الله قسم الخلق قسمين فجعلني في خيرهما قسماً ( الى أن قال ) ثم جعل القبائل بيوتاً فجعلني في خيرها بيتاً فلذلك قوله : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) فأنا وأهل بيتي مطهرون من الذنوب .

( وقال أيضاً ) : وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) قال : هم أهل بيت طهرهم الله من السوء واختصهم برحمته ( قال ) وحدث الضحاك بن مزاحم أن نبي الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم كان يقول : نحن أهل بيت طهرهم الله ، من شجرة النبوة وموضع الرسالة ومختلف الملائكة وبيت الرحمة ومعدن العلم .

( وقال أيضاً ) : وأخرج ابن مردويه عن أبي سعيد الخدري قال : لما دخل علي رضي الله عنه بفاطمة رضي الله عنها جاء النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم أربعين صباحاً الى بابها يقول : السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته ، الصلاة رحمكم الله ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ

٢٧٥
 &

عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) أنا حرب لمن حاربتم أنا سلم لمن سالمتم .

( وقال أيضاً ) وأخرج ابن جرير وابن مردوية عن أبي الحمراء قال : حفظت من رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ثمانية أشهر بالمدينة ليس من مرة يخرج الى صلاة الغد إلا أتى باب علي رضي الله عنه فوضع يده على جنبتي الباب ثم قال : الصلاة الصلاة ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) .

( وقال أيضاً ) : وأخرج ابن مردوية عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : شهدت رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم تسعة أشهر يأتي كل يوم باب علي بن أبي طالب رضي الله عنه عند وقت كل صلاة فيقول : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أهل البيت ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) الصلاة رحمكم الله كل يوم خمس مرات .

( وقال أيضاً ) : وأخرج الطبراني عن أبي الحمراء قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يأتي باب علي وفاطمة ستة أشهر فيقول : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) .

[ مسند الامام أحمد بن حنبل ج ١ ص ٣٣٠ ] روى بسنده عن عمرو بن ميمون قال : إني لجالس الى ابن عباس إذ أتاه تسعة رهط فقالوا : يا بن عباس إما أن تقوم معنا وإما أن تخلونا هؤلاء ، فقال ابن عباس : بل أقوم معكم قال : وهو يومئذ صحيح قبل أن يعمى ، قال : فابتدؤا فتحدثوا فلا ندري ما قالوا ، قال : فجاء ينفض ثوبه ويقول : أف وتف وقعوا في رجل له عشرة وقعوا في رجل قال له النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم : لأبعثن رجلا لا يخزيه الله أبداً يحب الله ورسوله

٢٧٦
 &

( قال ) فاستشرف لها من استشرف ، قال : أين عليّ ؟ قالوا : هو في الرحل يطحن ، قال : وما كان أحدكم ليطحن ؟ قال : فجاء وهو أرمد لا يكاد يبصر ، قال : فنفث في عينيه ثم هز الراية ثلاثاً فأعطاها إياه فجاء بصفية بنت حي ( قال ) ثم بعث فلاناً بسورة التوبة فبعث علياً عليه ‌السلام خلفه فأخذها منه ، قال : لا يذهب بها إلا رجل مني وأنا منه ( قال ) وقال لبني عمه : أيكم يواليني في الدنيا والآخرة ؟ قال : وعلي عليه‌ السلام معه جالس فأبوا ، فقال علي عليه‌ السلام : أنا أواليك في الدنيا والآخرة ، قال أنت وليي في الدنيا والآخرة ، قال : فتركه ثم أقبل على رجل منهم فقال : أيكم يواليني في الدنيا والآخرة ؟ فأبوا ، قال فقال علي عليه ‌السلام : أنا أواليك في الدنيا والآخرة فقال : أنت وليي في الدنيا والآخرة ( قال ) وكان أول من أسلم من الناس بعد خديجة ( قال ) وأخذ رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ثوبه فوضعه على عليّ وفاطمة وحسن وحسين فقال : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) ( قال ) وشرى علي عليه ‌السلام نفسه ، لبس ثوب النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ثم نام مكانه ( قال ) وكان المشركون يرمون رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فجاء أبو بكر وعلي عليه‌ السلام نائم ثم قال ـ وأبو بكر يحسب أنه نبي الله ـ قال : فقال : يا نبي الله ، قال : فقال له علي عليه ‌السلام : إن نبي الله قد انطلق نحو بئر ميمون فأدركه ( قال ) فانطلق أبو بكر فدخل معه الغار ( قال ) وجعل يرمي بالحجارة كما كان يرمي نبي الله ( ص ) ( إلى ان قال ) وخرج بالناس في غزوة تبوك ( قال ) فقال له : علي عليه‌ السلام : أخرج معك ؟ قال : فقال له نبي الله : لا ، فبكى علي عليه ‌السلام فقال له : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنك لست بنبي ؟ إنه لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي ( قال ) وقال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم : أنت وليي في كل مؤمن

٢٧٧
 &

بعدي ( وقال ) سدوا أبواب المسجد غير باب علي ( قال ) فيدخل المسجد جنباً وهو طريقة ليس له طريق غيره ( قال ) وقال من كنت مولاه فان مولاه علي ( قال ) وأخبرنا الله عز وجل في القرآن أنه قد رضي عن أصحاب الشجرة فعلم ما في قلوبهم هل حدثنا أحد أنه سخط عليهم بعد الحديث ( أقول ) ورواه النسائي أيضاً في خصائصه ( ص ٨ ) وقال : بعث أبا بكر بسورة التوبة وبعث علياً عليه‌ السلام خلفه الخ ، وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة ( ج ٢ ص ٢٠٣ ) وقال : أخرجه بتمامه أحمد والحافظ أبو القاسم الدمشقي في الموافقات ، وفي الأربعين الطوال ( قال ) وأخرج النسائي بعضه وذكره الهيثمي ايضاً في مجمعه ( ج ٩ ص ١١٩ ) وقال : رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط باختصار .

[ مسند الامام أحمد بن حنبل ج ٤ ص ١٠٧ ] روى بسنده عن شداد بن أبي عمار قال : دخلت على واثلة بن الأسقع وعنده قوم فذكروا علياً عليه‌ السلام فلما قاموا قال لي : ألا أخبرك بما رأيت من رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ؟ قلت : بلى ، قال : أتيت فاطمة أسألها عن علي قالت : توجه الى رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فجلست أنتظره حتى جاء رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ومعه عليّ وحسن وحسين آخذ كل واحد منهما بيده حتى دخل فأدنى علياً وفاطمة فأجلسهما بين يديه وأجلس حسناً وحسيناً كل واحد منهما على فخذه ثم لف عليهم ثوبه ـ أو قال : كساء ـ ثم تلا هذه الآية ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) وقال اللهم هؤلاء أهل بيتي وأهل بيتي أحق ( أقول ) ورواه ابن جرير الطبري أيضاً بطريقين في تفسيره ( ج ٢٢ ص ٦ ) ورواه الحاكم أيضاً في مستدرك الصحيحين ( ج ٢ ص ٤١٦ ) وقال : هذا حديث صحيح على شرط مسلم ( وفي ج ٣ ص ١٤٧ ) وقال : هذا حديث صحيح على

٢٧٨
 &

شرط الشيخين ، ورواه البيهقي أيضاً في سننه بطريقين ( ج ٢ ص ١٥٢ ) ورواه الطحاوي أيضاً في مشكل الآثار ( ج ١ ص ٣٣٦ ) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال ( ج ٧ ص ٩٢ ) نقلا عن ابن أبي شيبة وابن عساكر وذكره الهيثمي ايضاً في مجمعه ( ج ٩ ص ١٦٧ ) وقال : رواه أحمد وأبو يعلى باختصار والطبراني ( وفي ص ١٦٧ ) أيضاً بلفظ آخر ، وقال : رواه الطبراني باسنادين .

[ مسند الامام أحمد بن حنبل ج ٦ ص ٢٩٢ ] روى بسنده عن أم سلمة تذكر أن النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم كان في بيتها فأتته فاطمة عليها ‌السلام ببرمة فيها حريرة فدخلت بها عليه فقال لها : إدعي زوجك وابنيك قالت : فجاء علي والحسن والحسين عليهم ‌السلام فدخلوا عليه فجلسوا يأكلون من تلك الحريرة وهو على منامة له ، وكان تحته كساء له خيبري قالت : وأنا أصلي في الحجرة فأنزل الله عز وجل هذه الآية ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) قالت : فأخذ فضل الكساء فغشاهم به ، ثم أخرج يده فألوى بها الى السماء ثم قال : اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً ، قالت : فأدخلت رأسي البيت فقلت وأنا معكم يا رسول الله قال : إنك الى خير ( أقول ) ورواه الواحدي أيضاً في أسباب النزول ( ص ٢٦٧ ) ورواه الطحاوي أيضاً في مشكل الآثار ( ج ١ ) بطريقين في ( ص ٣٣٢ وص ٣٣٤ ) وذكره المحب الطبري أيضاً في ذخائره ( ص ٢٣ ) وفي آخره أنا حرب لمن حاربهم ، سلم لمن سالمهم ، عدو لمن عاداهم ، قال : أخرجه ابن القبابي في معجمه ، وذكره السيوطي أيضاً في الدر المنثور في تفسير آية التطهير في سورة الأحزاب ، وقال : أخرجه ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن أُم سلمة .

[ مسند الامام أحمد بن حنبل ج ٦ ص ٢٩٢ ] روى بسنده عن

٢٧٩
 &

شهر بن حوشب قال : سمعت أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ـ حين جاء نعي الحسين بن علي عليهما ‌السلام ـ لعنت أهل العراق فقالت : قتلوه قتلهم الله ، غروه وذلوه لعنهم الله ، فاني رأيت رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم جاءته فاطمة عليها ‌السلام غدية ببرمة قد صنعت له فيها عصيدة تحمله في طبق لها حتى وضعته بين يديه فقال : أين ابن عمك ؟ قالت : هو في البيت ، قال : فاذهبي فادعيه وائتني بابنيه ، قالت : فجاءت تقود ابنيها كل واحد منهما بيد وعلي عليه ‌السلام يمشي في أثرهما حتى دخلوا على رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فأجلسهما في حجره وجلس علي عليه ‌السلام عن يمينه ، وجلست فاطمة عليها ‌السلام عن يساره ، قالت أم سلمة : فاجتبذ من تحتي كساء خيبرياً كان بساطاً لنا على المنامة في المدينة فلفه النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم عليهم جميعاً ، فأخذ بشماله طرفي الكساء ، وألوى بيده اليمنى الى ربه عز وجل قال : اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً ، اللهم أهل بيتي أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً ، اللهم أهل بيتي أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً ، قلت : يا رسول الله ألست من أهلك ؟ قال : بلى فادخلي في الكساء قالت : فدخلت في الكساء بعدما قضى دعاءه لابن عمه علي وابنيه وابنته فاطمة عليهم ‌السلام ( أقول ) ورواه ابن جرير الطبري أيضاً في تفسيره ( ج ٢٢ ص ٦ ) ورواه الطحاوي أيضاً في مشكل الآثار ( ج ١ ص ٣٣٥ ) وذكره المحب الطبري أيضاً في ذخائره ( ص ٢٢ ) .

[ خصائص النسائي ص ٤ ] روى بسنده عن عامر بن سعد بن أبي وقاص قال : أمر معاوية سعداً فقال : ما يمنعك أن تسب أبا تراب ؟ فقال : أنا ذكرت ثلاثاً قالهن رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فلن أسبه لئن يكون لي واحدة منها أحب الي من حمر النعم ، سمعت رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يقول له ـ وخلفه في

٢٨٠