فضائل الخمسة من الصّحاح الستّة - ج ١

آية الله السيد مرتضى الفيروزآبادي

فضائل الخمسة من الصّحاح الستّة - ج ١

المؤلف:

آية الله السيد مرتضى الفيروزآبادي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: منشورات فيروزآبادي
المطبعة: مطبعة أمير
الطبعة: ٢
ISBN الدورة:
964-6406-18-1

الصفحات: ٤٦٣
  الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة
 &

باب

في ان هدى النبي صلى الله عليه وآله وسلم احسن الهدى

[ صحيح مسلم في كتاب الجمعة في باب تخفيف الصلاة والجمعة ] روى بسنده عن جعفر بن محمد عن ابيه عن جابر بن عبد الله ( قال ) كان رسول الله ( ص ) اذا خطب احمرت عيناه ، وعلا صوته ، واشتد غضبه ، حتى كأنه منذر جيش ( يقول ) صبحكم ومساكم ( ويقول ) بعثت انا والساعة كهاتين ـ ويقرن بين اصبعيه السبابة والوسطى ـ ( ويقول ) أما بعد : فان خير الحديث كتاب الله وخير الهدى هدى محمد وشر الامور محدثاتها ، وكل بدعة ضلالة ( ثم يقول ) انا اولى بكل مؤمن من نفسه ، من ترك مالاً فلأهله ومن ترك ديناً أو ضياعاً فإليّ وعلي وانا ولي المؤمنين .

[ صحيح النسائي ج ١ ص ٢٣٤ ] روى بسنده عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر بن عبد الله ( قال ) كان رسول الله ( ص ) يقول في خطبته يحمد الله ويثني عليه بما هو اهله ( ثم يقول ) من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، ان اصدق الحديث كتاب الله ، واحسن الهدى هدى محمد ، وشر الامور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ،

٢١
 &

وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار ( الحديث ) .

[ صحيح النسائي ج ١ ص ١٩٣ ] روى بسنده عن جعفر بن محمد عن ابيه عن جابر ان رسول الله ( ص ) كان يقول : ـ في صلاته بعد التشهد ـ احسن الكلام كلام الله ، واحسن الهدى هدى محمد ( ص ) .

٢٢
 &

باب

في اسماء النبي صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم

[ صحيح البخاري ] في كتاب التفسير في باب قوله تعالى ( مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ) في سورة الصف ( روى ) بسنده عن محمد بن جبير ابن مطعم عن ابيه قال سمعت رسول الله ( ص ) يقول : ان لي اسماء أنا محمد ، وأنا احمد ، وانا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر ، وانا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي ، وانا العاقب ( اقول ) ورواه مسلم ايضاً في صحيحه في كتاب الفضائل في باب اسمائه ( ص ) ( وقال ) وانا العاقب ، والعاقب الذي ليس بعده نبي .

[ مسند الامام احمد بن حنبل ج ٤ ص ٤٠٤ ] روى بسنده عن ابي موسى قال سمي لنا رسول الله ( ص ) نفسه اسماء ، منها ما حفظنا ، ومنها ما لم نحفظ ( فقال ) انا محمد ، وانا احمد ، والمقفي ، والحاشر ، ونبي التوبة ونبي الملحمة .

[ مسند الامام احمد بن حنبل ج ٥ ص ٤٠٥ ] روى بسنده عن حذيفة ( قال ) بينما أنا امشي في طريق المدينة ، قال إذاً رسول الله ( ص ) يمشي فسمعته يقول : أنا محمد ، وأنا احمد ، ونبي الرحمة ،

٢٣
 &

ونبي التوبة ، والحاشر ، والمقفي ونبي الملاحم .

[ مستدرك الصحيحين ج ٤ ص ٢٧٣ ] روى بسنده عن نافع بن جبير انه دخل على عبد الملك بن مروان فقال اتحصى اسماء رسول الله ( ص ) التي كان جبير بن مطعم يعدها ؟ ( قال ) نعم هي ست ، محمد ، واحمد ، وخاتم ، وحاشر ، وعاقب ، وماح . فاما حاشر فيبعث مع الساعة نذير لكم بين يدي عذاب شديد ، وأما عاقب فانه عقب الانبياء ، واما ماح فان الله ماح به سيئات من اتبعه .

[ كنز العمال ج ٦ ص ١١٦ ] ولفظه ان لي عند ربي عز وجل عشرة اسماء : محمد واحمد ، وابو القاسم ، والفاتح ، والخاتم ، والماحي ، والعاقب والحاشر ، ويس ، وطه ، ( قال ) اخرجه ابن عدي وابن عساكر عن ابي الفضل .

٢٤
 &

باب

في نقش خاتم النبي صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله

[ صحيح البخاري ] في كتاب العلم في باب ما يذكر في المناولة ( روى ) بسنده عن انس بن مالك قال كتب النبي ( ص ) كتاباً ـ او اراد ان يكتب ـ فقيل له إنهم لا يقرؤن كتاباً الا مختوماً ، فاتخذ خاتماً من فضة نقشه محمد رسول الله ، كأني انظر الى بياضه في يده ( اقول ) ورواه النسائي ايضاً في صحيحه ( ج ٢ ص ٢٨٩ ) وقال اراد رسول الله ( ص ) ان يكتب الى الروم فقالوا إنهم لا يقرؤن كتاباً إلا مختوماً ( الحديث ) .

[ صحيح الترمذي ج ١ ص ٣٢٥ ] روى بسنده عن انس بن مالك ( قال ) كان نقش خاتم النبي ، محمد سطر ، ورسول سطر ، والله سطر .

[ صحيح النسائي ج ٢ ص ٢٩٥ ] روى بسنده عن ابن عمر ( قال ) كان النبي ( ص ) يتختم بخاتم من ذهب ، ثم طرحه ولبس خاتماً من ورق ، ونقش عليه محمد رسول الله ( ثم قال ) : لا ينبغي لاحد أن ينقش على نقش خاتمي هذا وجعل فصه في بطن كفه .

٢٥
 &

باب

في حسن النبي صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله‌ وسلم ونور وجهه

[ صحيح البخاري ] في كتاب بدء الخلق في باب صفة النبي « ص » روى بسنده عن أبي اسحاق ( قال ) سمعت البراء يقول كان رسول الله ( ص ) احسن الناس وجهاً ، واحسنهم خلقاً ، ليس بالطويل البائن ، ولا بالقصير .

[ صحيح البخاري ] روى في الباب المتقدم عن البراء ( قال ) كان النبي صلى ‌الله ‌عليه ( ‌وآله ) وسلم مربوعاً بعيد ما بين المنكبين له شعر يبلغ شحمة أُذنيه رأيته في حلة حمراء لم أرَ شيئاً قط أحسن منه .

[ صحيح البخاري ] روى في الباب المتقدم عن ابي اسحاق ( قال ) سئل البراء أكان وجه النبي ( ص ) مثل السيف ؟ قال لا بل مثل القمر .

[ صحيح البخاري ] روى في الباب المتقدم عن عبد الله بن كعب ( قال ) سمعت كعب بن مالك يحدث ـ حين تخلف عن تبوك ـ ( قال ) فلما سلمت على رسول الله ( ص ) وهو يبرق وجهه من السرور ، وكان رسول الله ( ص ) اذا سر استنار وجهه حتى كأنه قطعة قمر ، وكنا

٢٦
 &

نعرف ذلك منه .

[ صحيح مسلم ] في كتاب الفضائل في باب كان النبي ( ص ) ابيض مليح الوجه ( روى ) بسنده عن الجريري عن أبي الطفيل ( قال ) قلت له أرأيت رسول الله ( ص ) ؟ قال نعم كان ابيض مليح الوجه .

[ صحيح الترمذي ج ٢ ص ١٣٣ ] روى بسنده عن جابر بن سمرة قال رأيت رسول الله ( ص ) في ليلة اضحيان ( أي مقمرة ) فجعلت انظر الى رسول الله ( ص ) والى القمر وعليه حلة حمراء فاذا هو عندي احسن من القمر .

[ مسند الامام احمد بن حنبل ج ٢ ص ٣٠٥ ] روى بسنده عن ابي هريرة ( يقول ) ما رأيت شيئاً احسن من رسول الله ( ص ) كان كأن الشمس تجري في جبهته ، وما رأيت احداً اسرع في مشيته من رسول الله ( ص ) كأنما الارض تطوي له ، انا لنجهد انفسنا وانه لغير مكترث ( الحديث ) .

[ سنن الدارمي ج ١ ص ٣٠ ] روى بسنده عن ابي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر ( قال ) قلت للربيع بنت معوذ بن عفراء : صفي لنا رسول الله ( ص ) فقالت يا بني لو رأيته رأيت الشمس طالعة .

[ سنن الدارمي ج ١ ص ٣٠ ] روى بسنده عن ابن عباس ( قال ) كان رسول الله ( ص ) افلج الثنيتين ، اذا تكلم رئي كالنور يخرج من بين ثناياه .

[ تاريخ بغداد ج ٥ ص ٤٣٩ ] روى بسنده عن جابر عن النبي ( ص ) ( قال ) هبط علي جبرئيل فقال : يا محمد ان الله يقرأ عليك السلام ويقول : حبيبي النبي كسوت حسن يوسف من نور الكرسي ،

٢٧
 &

وكسوت حسن وجهك من نور عرشي ، وما خلقت خلقاً احسن منك يا محمد .

[ كنز العمال ج ٦ ص ٢٩٧ ] قال : عن عائشة قالت : استمرت من حفصة بنت رواحة ابرة كنت اخيط بها ثوب رسول الله ( ص ) فسقطت عني الابرة فطلبتها فلم اقدر عليها ، فدخل رسول الله ( ص ) فتبينت الابرة بشعاع نور وجهه فضحكت ، فقال يا حميراء لم ضحكت ؟ قلت كان كيت وكيت فنادى باعلى صوته يا عائشة الويل ثم الويل لمن حرم النظر الى هذا الوجه ما من مؤمن ولا كافر إلا ويشتهي أن ينظر الى وجهي ( قال ) اخرجه الديلمي وابن عساكر .

[ الهيثمي في مجمعه ج ٨ ص ٢٧٩ ] قال وعن ابي قرصافة ( قال ) لما بايعنا رسول الله ( ص ) أنا وامي وخالتي ، ورجعنا من عنده منصرفين قالت لي امي وخالتي : يا بني ما رأينا مثل هذا الرجل احسن منه وجهاً ، ولا انقى ثوباً ولا الين كلاماً ، ورأينا كأن النور يخرج من فيه ( قال ) رواه الطبراني ( اقول ) وذكر المناوي في كنوز الحقائق ( ص ١٥٥ ) حديثاً مرسلاً عن النبي ( ص ) يناسب ذكره في خاتمة هذا الباب ، ولفظه النظر إليَّ عبادة ـ يعني النبي صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم ـ ( قال ) اخرجه الطبراني والحاكم .

٢٨
 &

باب

في طيب رائحة النبي ( ص ) ولين مسه والتكفؤ في مشيته وطيب عرقه واخفاء الأرض ما يدفع منه .

[ صحيح البخاري ] في كتاب بدء الخلق في باب صفة النبي ( ص ) روى بسنده عن ابي جحيفة ( قال ) : خرج رسول الله ( ص ) بالهاجرة الى البطحاء فتوضأ ثم صلى الظهر ركعتين والعصر ركعتين وبين يديه عنزة ( الى ان قال ) وقام الناس فجعلوا يأخذون يديه فيمسحون بهما وجوههم ( قال ) فاخذت بيده فوضعتها على وجهي فاذا هي ابرد من الثلج ، واطيب رائحة من المسك .

[ صحيح مسلم ] في كتاب الفضائل في باب طيب رائحة النبي ( ص ) روى بسنده عن انس قال ما شممت عنبراً قط ولا مسكاً ولا شيئاً اطيب من ريح رسول الله ( ص ) ولا مسست شيئاً قط ديباجاً ولا حريراً الين مساً من رسول الله ( ص ) .

[ صحيح مسلم ] في كتاب الفضائل في باب طيب رائحة النبي ( ص ) ( روى ) بسنده عن انس قال كان رسول الله « ص » ازهر اللون كأن عرقه اللؤلؤ اذا مشى تكفأ ولا مسست ديباجة ولا حريرة الين من كف رسول الله ( ص ) ولا شممت مسكة ولا عنبرة اطيب من رائحة

٢٩
 &

رسول الله ( ص ) .

[ صحيح الترمذي ج ١ ص ٣٦٣ ] روى بسنده عن انس قال خدمت النبي ( ص ) عشر سنين فما قال لي اف قط ، وما قال لشيء صنعته لم صنعته ؟ ولا لشيء تركته لم تركته ؟ وكان رسول الله ( ص ) من احسن الناس خلقاً ، ولا مسست خزاً قط ولا حريراً ولا شيئاً كان الين من كف رسول الله ( ص ) ولا شممت مسكاً قط ولا عطراً كان اطيب من عرق النبي ( ص ) .

[ مسند الامام احمد بن حنبل ج ٣ ص ١٣٦ ] روى بسنده عن انس ابن مالك قال دخل علينا النبي ( ص ) فنام عندنا فعرق وجاءت أُمي بقارورة تسلت العرق فيها فاستيقظ النبي ( ص ) فقال يا ام سليم ما هذا الذي تصنعين ؟ قالت هذا عرقك نجعله في طيبنا وهو اطيب من الطيب .

[ مسند الامام احمد بن حنبل ج ٤ ص ١٦١ ] روى بسنده عن جابر بن يزيد الاسود السوائي عن ابيه انه صلى مع النبي ( ص ) الصبح ( الى ان قال ) ثم ثار الناس يأخذون بيده يمسحون بها وجوههم ( قال ) فاخذت بيده فمسحت بها وجهي فوجدتها ابرد من الثلج واطيب ريحاً من المسك .

[ سنن الدارمي ج ١ ص ٣١ ] روى بسنده عن رجل من بني حريش قال كنت مع أبي حين رجم رسول الله « ص » ماعز بن مالك فلما اخذته الحجارة أرعبت فضمني اليه رسول الله « ص » فسال عليَّ من عرق إبطه مثل ريح المسك .

[ سنن الدارمي ج ١ ص ٣٢ ] روى بسنده عن جابر ان النبي صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله وسلم لم يسلك طريقاً ، فيتبعه أحد إلا عرف انه قد سلكه من طيب عرفه ، أو قال من طيب عرقه .

٣٠
 &

[ تاريخ بغداد ج ٦ ص ٢٣ ] روى بسنده عن أبي هريرة ( قال ) رجل يا رسول الله اني زوجت ابنتي وأنا أحب ان تعينني ( قال ) ما عندي شيء ولكن القني غداً في وقت تجيئني وقد اجفت الباب وجئني معك بقارورة واسعة الرأس وعود شجرة ( قال ) فجاء فجعل يسلت العرق عن ذراعيه حتى ملأ القارورة . ( قال ) خذها وأمر أهلك إذا أرادت ان تطيب . ان تغمس هذا العود في القارورة فتطيب به ، فكانت اذا تطيبت شم أهل المدينة ريحاً طيباً فسموا المطيبين .

[ تاريخ بغداد ج ٨ ص ٦٢ ] روى بسنده عن عائشة قالت : كان النبي « ص » إذا دخل الغائط دخلت على أثره فلا أرى شيئا فذكرت ذلك له فقال : يا عائشة أما علمت ان أجسادنا نبتت على ارواح أهل الجنة ؟ فما خرج منا من شيء ابتلعته الأرض ( أقول ) وفي رواية ذكرها القندوزي في ينابيعه قال بنيت أجسادها من أرواح الجنة .

[ مستدرك الصحيحين ج ٤ ص ٧٢ ] روى بسنده عن عائشة قالت دخل رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم لقضاء حاجته فدخلت فلم أر شيئاً ووجدت ريح المسك فقلت يا رسول الله اني لم أر شيئاً ( قال ) إن الأرض أُمرت ان تكفيه منا معاشر الأنبياء .

٣١
 &

باب

في تبرك الناس بوضوء النبي ( ص ) وببصاقه وبشعر رأسه

[ صحيح البخاري ] في كتاب اللباس في باب القبة الحمراء ، روى بسنده عن ابي جحيفة قال : أتيت النبي « ص » وهو في قبة حمراء من أدم ورأيت بلالاً اخذ وضوء النبي « ص » والناس يبتدرون الوضوء فمن أصاب منه شيئاً تمسح به ، ومن لم يصب منه شيئاً أخذ من بلل يد صاحبه ..

[ مسند الإِمام احمد بن حنبل ج ٤ ص ٣٢٣ ] روى بسنده عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم قالا : خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عام الحديبية يريد زيارة البيت ( إلى ان قال ) ثم قال للناس انزلوا فقالوا يا رسول الله ما بالوادي ماء ينزل عليه الناس فأخرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سهماً من كنانته فاعطاه رجلاً من أصحابه فنزل في قليب من تلك القلب فغرزه فيه فجاش الماء بالرواء حتى ضرب الناس عنه بعطن ( الى ان قال ) فبعثوا اليه ـ أي المشركون الى النبي « ص » ـ عروة بن مسعود الثقفي ( إلى ان قال ) فقام من عند رسول الله « ص » وقد رأى ما يصنع به أصحابه لا يتوضأ وضوء إلا إبتدروه ولا

٣٢
 &

يبصقُ بصاقاً إلا ابتدروه ، ولا يسقط من شعره شيء إلا أخذوه ، فرجع الى قريش فقال يا معشر قريش إني جئت كسرى في ملكه ، وجئت قيصر والنجاشي في ملكهما ، والله ما رأيت ملكاً قط مثل محمد في أصحابه . ولقد رأيت قوماً لا يسلمونه لشيء فارؤا رأيكم ( أقول ) ورواه بطريق آخر في ( ج ٤ ص ٣٢٨ ) قال فيه ، فوالله ما تنخم رسول الله نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده ، وإذا امرهم ابتدروا أمره ، واذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه ، واذا تكلموا خفضوا اصواتهم عنده ، وما يحدون اليه النظر تعظيماً له ( الحديث ) .

[ مسند الامام احمد بن حنبل ج ٣ ص ١٣٣ ] روى بسنده عن انس ( قال ) رأيت رسول الله « ص » والحلاق يحلقه وقد أطاف به أصحابه ما يريدون ان يقع شعره إلا في يد رجل .

[ مسند الامام احمد بن حنبل ج ٣ ص ١٤٦ ] روى بسنده عن انس ابن مالك قال لما أراد رسول الله ( ص ) ان يحلق الحجام رأسه اخذ ابو طلحة شعر احد شق رأسه بيده فاخذ شعرةً فجاء به الى ام سليم ، قال فكانت ام سليم تدوفه في طيبها .

٣٣
 &

باب

في ان النبي صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم هو الذي وضع الركن في موضعه قبل البعثة

[ طبقات ابن سعد ج ١ القسم ١ ص ٩٣ ] روى حديثاً طويلاً في هدم قريش الكعبة وبنائها قبل البعثة ( قال فيه ) فلما اجمعوا على هدمها قال بعضهم لا تدخلوا في بنائها من كسبكم إلا طيباً لم تقطعوا فيه رحماً ولم تظلموا فيه احداً ، فبدأ الوليد بن المغيرة بهدمها واخذ المعول ثم قام عليها يطرح الحجارة وهو يقول : اللهم لم ترع انما نريد الخير ، فهدم وهدمت معه قريش ، ثم اخذوا في بنائها وميزوا البيت ، واقرعوا عليه فوقع لعبد مناف وزهرة ما بين الركن الاسود الى ركن الحجر وجه البيت ، ووقع لبني اسد بن عبد العزى وبني عبد الدار بن قصي ما بين ركن الحجر الى ركن الحجر الآخر ووقع لتيم ومخزوم ما بين ركن الحجر الى الركن اليماني ، ووقع لسهم وجمح وعدي وعامر بن لؤي ما بين الركن اليماني الى الركن الاسود ، فبنوا فلما انتهوا الى حيث يوضع الركن من البيت ، قالت كل قبيلة نحن احق بوضعه ، واختلفوا حتى خافوا القتال ، ثم جعلوا بينهم اول من يدخل من باب بني شيبة فيكون هو الذي يضعه وقالوا رضينا وسلمنا ، فكان رسول الله ( ص ) اول من دخل

٣٤
 &

من باب بني شيبة ، فلما رأوه قالوا هذا الامين قد رضينا بما قضي بيننا ، ثم اخبروه الخبر ، فوضع رسول الله ( ص ) رداءه وبسط في الارض ثم وضع الركن فيه ( ثم قال ) ليأت من كل ربع من ارباع قريش رجل ، فكان في ربع بني عبد مناف عتبة بن ربيعة ، وكان في الربع الثاني ابو زمعة ، وكان في الربع الثالث ابو حذيفة بن المغيرة ، وكان في الربع الرابع قيس بن عدي ( ثم قال ) رسول الله ( ص ) ليأخذ كل رجل منكم بزاوية من زوايا الثوب ثم ارفعوه جميعاً ، فرفعوه ثم وضعه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بيده في موضعه ذلك ، فذهب رجل من اهل نجد ليناول النبي صلى الله عليه وآله وسلم حجراً يشد به الركن ، فقال العباس بن عبد المطلب لا ونحاه وناول العباس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حجراً فشد به الركن فغضب النجدي حيث نحاه فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم انه ليس يبني معنا في البيت إلا منا ( قال ) فقال النجدي يا عجباً لقول أهل شرف وعقول وسن واموال عمدوا الى اصغرهم سناً وأقلهم مالاً فرأسوه عليهم في مكرمتهم وحرزهم كأنهم خدم له ، اما والله ليفوتنهم سبقاً وليقسمن بينهم حظوظاً وجدوداً ويقال انه ابليس ( الحديث ) .

٣٥
 &

باب

في دلائل نبوة النبي ( ص ) قبل البعثة وبعدها

[ صحيح مسلم ] في كتاب الفضائل في باب فضل نسب النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم روى بسنده عن جابر بن سمرة ( قال ) قال رسول الله ( صلى‌ الله‌ عليه ‌وآله ‌وسلم ) اني لأعرف حجراً بمكة كان يسلم عليّ قبل أن أبعث إني لأعرفه الآن .

[ صحيح الترمذي ج ٢ ص ٢٨٤ ] روى بسنده عن علي بن ابي طالب عليه‌ السلام قال كنت مع النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم بمكة فخرجنا في بعض نواحيها فما استقبله جبل ولا شجر إلا وهو يقول : السلام عليك يا رسول الله .

[ مسند الامام احمد بن حنبل ج ٤ ص ٧٥ ] روى بسنده عن مجاهد ( قال حدثنا ) شيخ ادرك الجاهلية ونحن في غزوة رودس يقال له ابن عبس ( قال ) كنت أسوق لآل لنا بقرة قال فسمعت في جوفها يا آل ذريح قول فصيح ، رجل يصيح لا إله إلا الله ( قال ) فقدمنا مكة فوجدنا النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم قد خرج بمكة .

٣٦
 &

[ طبقات ابن سعد ج ١ القسم ١ ص ١١٤ ] روى بسنده عن ابي سعيد الحضرمي ( قال ) بينما رجل من أسلم في غنيمة له يهش عليها في بيداء ذي الحليفة إذ عدا عليه ذئب فانتزع شاة من غنمه فجهجأه الرجل ورماه بالحجارة حتى استنقذ منه شاته ، ثم ان الذئب أقبل حتى أقعى مستثفراً بذنبه مقابل الرجل ، فقال أما اتقيت الله أن تنزع مني شاة رزقنيها الله ، قال الرجل تالله ما سمعت كاليوم قط ، قال الذئب من أي شيء تعجب ؟ قال أعجب من مخاطبة الذئب اياي ، قال الذئب : تركت أعجب من ذلك ، ذاك رسول الله بين الحرتين في النخلات يحدث الناس بما خلا ، ويحدثهم بما هو آت وانت ههنا تتبع غنمك ، فلما أن سمع الرجل قول الذئب ساق غنمه يحوزها حتى أدخلها قباء ـ قرية الانصار ـ فسأل عن رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم فصادفه في منزل أبي أيوب فاخبره خبر الذئب ، قال رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم صدقت احضر العشية فاذا رأيت الناس اجتمعوا فاخبرهم ذلك ، ففعل ، فلما ان صلى الصلاة واجتمع الناس اخبرهم الأسلمي خبر الذئب ، قال رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم صدق صدق صدق تلك الاعاجيب بين يدي الساعة ، قالها ثلاثاً ، أما والذي نفس محمد بيده ليوشكن الرجل منكم أن يغيب عن أهله الروحة أو الغدوة ثم يخبره سوطه أو عصاه أو نعله بما أحدث أهله من بعده .

[ أُسد الغابة ج ٤ ص ١٥٣ ] ذكر حديثاً مسنداً عن هشام بن الكلبي قال كان العوام بن جهيل المسامي من همدان يسدن يغوث ، فكان يحدث بعد إسلامه . قال : كنت أسمر مع جماعة من قومي فاذا آوى أصحابي الى رحالهم نمت انا في بيت الصنم ، فنمت في ليلة ذات ريح وبرق ورعد فلما انهار الليل سمعت هاتفاً من الصنم يقول ـ ولم نكن سمعنا منه قبل ذلك كلاماً ـ يا بن جهيل حل بالاصنام الويل ، هذا نور سطع من الأرض الحرام ، فودع يغوث بالسلام . قال : فالقى

٣٧
 &

والله في قلبي البراءة من الأصنام وكتمت قومي ما سمعت واذا هاتف يقول :

هل تسمعن القول يا عوام

أم قد صممت عن مدى الكلام

قد كشفت دياجر الظلام

واصفق الناس على الاسلام

فقلت :

يا أيها الهاتف بالنوام

لست بذي وقر عن الكلام

فبينن عن سنة الإِسلام

ووالله ما عرفت الاسلام قبل ذلك فاجابني يقول :

إرحل على اسم الله والتوفيق

رحلة لا وانٍ ولا مشيق

الى فريق خير ما فريق

الى النبي الصادق المصدوق

فرميت الصنم وخرجت اريد النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم فصادفت وفد همدان يريدون النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم فأخبرته خبري فسر بقولي ثم قال : أخبر المسلمين ، وامرني النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم بكسر الأصنام فرجعنا الى اليمن وقد امتحن الله قلوبنا للاسلام .

[ كنز العمال ج ٦ ص ٢٨٥ ] قال عن زمل بن عمرو العذري قال كان لبني عذرة صنم يقال له حمام وكان سادنه رجلاً يقال له طارق فلما ظهر النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم سمعنا صوتاً : يا بني وهب بن حزام ، ظهر الحق وأودى حمام ، ورفع الشرك الاسلام ، ففزعنا لذلك وهالنا فمكثنا أياماً ثم سمعنا صوتاً وهو يقول : يا طارق يا طارق ، بعث النبي الصادق ، بوحي ناطق صدع صاد ، بارض تهامة ،

٣٨
 &

لناصريه السلامة ، ولخاذليه الندامة ، هذا الوداع مني الى يوم القيامة ، فوقع الصنم لوجهه ، قال زمل : فابتعت راحلة ورحلت حتى اتيت النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم مع نفر من قومي وانشدته شعراً ( أقول ) فذكر ابياتاً منها :

وأشهد ان الله لا شيء غيره

أُدين له ما اثقلت قدمي نعلي

ثم قال : فاسلمت وبايعت واخبرناه مما سمعنا ( الحديث ) قال أخرجه ابن عساكر .

[ كنز العمال ج ٦ ص ٣٠٨ ] قال : عن العباس بن مرداس السلمي إنه كان في لقاح له نصف النهار إذ طلعت عليه نعامة بيضاء عليها راكب عليه ثياب بيض مثل اللبن ، فقال : يا عباس بن مرداس ألم تر أن السماء كفت أحراسها ، وان الحرب تجرعت انفاسها ، وان الخيل وضعت أحلاسها وان الدين نزل بالبر والتقوى يوم الاثنين ليلة الثلاثاء مع صاحب الناقة القصوى ؟ قال : فخرجت مذعوراً قد راعني ما رأيت وسمعت حتى أتيت وثناً لي يدعى بالضماد ـ وكنا نعبده ويكلم من جوفه ـ فكففت ما حوله ثم تمسحت به وقبلته ، واذا صائح يصيح من جوفه :

قل للقبائل من سليم كلها هلك الضماد وفاز أهل المسجد هلك الضماد وكان يعبد مرة قبل الصلاة مع النبي محمد ان الذي بالقول ارسل بالهدى بعد ابن مريم من قريش مهتدي

قال : فخرجت مذعوراً حتى جئت قومي فقصصت عليهم القصة واخبرتهم الخبر فخرجت في ثلاثمائة من قومي بني حارثة الى رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم ، وهو بالمدينة فدخلت المسجد فلما رآني النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم فرح بي وقال : يا عباس

٣٩
 &

كيف كان اسلامك ؟ فقصصت عليه القصة فسر بذلك ، وقال : صدقت فاسلمت أنا وقومي ، قال أخرجه الخرائطي في الهواتف وابن عساكر .

[ كنز العمال ج ٧ ص ٦٤ ] قال عن عمرو بن مرة الجهني ، قال : خرجنا حجاجاً في الجاهلية في جماعة من قومي فرأيت في المنام وأنا بمكة نوراً ساطعاً من الكعبة حتى أضاء الى يثرب واشعر جهينة ، وسمعت صوتاً في النور وهو يقول : انقشعت الظلماء ، وسطع الضياء ، وبعث خاتم الانبياء ، ثم اضاء لي اضاءة اخرى حتى نظرت الى قصور الحيرة وابيض المدائن ، وسمعت صوتاً في النور وهو يقول : ظهر الاسلام ، وكسرت الأصنام ، ووصلت الأرحام ، فانتبهت فزعاً فقلت لقومي : والله ليحدثن في هذا الحي من قريش حدث ، فاخبرتهم بما رأيت ، فلما انتهيت الى بلادنا جاء الخبر ان رجلاً يقال له أحمد قد بعث ، فخرجت حتى أتيته وأخبرته بما رأيت ، فقال : يا عمرو بن مرة أنا النبي المرسل الى العباد كافة ، أدعوهم الى الاسلام ، وآمرهم بحقن الدماء ، وصلة الارحام ، وعبادة الله وحده ، ورفض الاصنام ، وبحج البيت وصيام شهر رمضان من اثني عشراً فمن أجاب فله الجنة ، ومن عصى فله النار فآمن يا عمرو يؤمنك الله من هول جهنم ، فقلت أشهد ان لا اله الا الله وأنك رسول الله ، آمنت بكل ما جئت به من حلال وحرام ، وان رغم ذلك كثير من الأقوام ، ثم أنشدته أبياتاً قلتها حين سمعت به ، وكان لنا صنم وكان ابي سادنه فقمت اليه فكسرته ، ثم لحقت بالنبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم وانا أقول :

شهدت بأن الله حق وأنني

لآلهة الأحجار أول تارك

وشمرت عن ساقي الأزار مهاجراً

اجوب اليك الوعث بعد الدكادك

لأصحب خير الناس نفساً ووالداً

رسول مليك الناس فوق الحبائك

٤٠