فضائل الخمسة من الصّحاح الستّة - ج ١

آية الله السيد مرتضى الفيروزآبادي

فضائل الخمسة من الصّحاح الستّة - ج ١

المؤلف:

آية الله السيد مرتضى الفيروزآبادي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: منشورات فيروزآبادي
المطبعة: مطبعة أمير
الطبعة: ٢
ISBN الدورة:
964-6406-18-1

الصفحات: ٤٦٣
  الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة
 &

[ مسند الامام احمد بن حنبل ج ٣ ص ٣٠١ ] روى بسنده عن جابر قال : لما حفر النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم وأصحابه الخندق أصابهم جهد شديد حتى ربط النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم على بطنه حجراً من الجوع .

[ مسند الامام أحمد بن حنبل ج ١ ص ٣٠٠ ] روى بسنده عن ابن عباس ان النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم التفت إلى أُحد فقال : والذي نفس محمد بيده ما يسرني أن أُحداً يحول لآل محمد ذهباً أنفقه في سبيل الله ، أموت يوم أموت ، أدع منه دينارين ، إلا دينارين أعدهما لدين إن كان ، فمات وما ترك ديناراً ولا درهماً ولا عبداً ولا وليدة وترك درعه مرهونة عند يهودي على ثلاثين صاعاً من شعير .

[ مسند الإِمام احمد بن حنبل ج ٤ ص ١٥٠ ] روى بسنده عن عقبة بن عامر الجهني قال : أُهدي الى رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فروج حرير فلبسه فصلى فيه بالناس المغرب ، فلما سلم من صلاته نزعه نزعاً عنيفاً ثم ألقاه ، فقلنا : يا رسول الله قد لبسته وصليت فيه ، قال : إن هذا لا ينبغي للمتقين ( اللغة ) الفروج كتنور القميص الصغير ، هكذا في القاموس .

[ مسند الامام أحمد بن حنبل ج ٦ ص ١٠٤ ] روى بسنده عن موسى ابن جبير عن أبي امامة بن سهل ، قال : دخلت انا وعروة بن الزبير يوماً على عائشة فقالت : لو رأيتما نبي الله ذات يوم في مرض مرضه ، قالت : وكان له عندي ستة دنانير ـ قال موسى أو سبعة ـ قالت : فأمرني نبي الله ان أفرقها ، قالت : فشغلني وجع نبي الله حتى عافاه الله ، قالت : ثم سألني عنها فقال : ما فعلت الستة ـ قال : أو السبعة ـ قلت : لا والله لقد كان شغلني وجعك ، قالت : فدعا بها ثم صفها في كفه فقال : ما ظن نبي الله لو لقي الله عز وجل وهذه عنده ( أقول ) : وتقدم ذكر هذا الحديث في باب النبي صلى الله عليه

١٨١
 &

و ( آله ) وسلم أبعد الناس من الإِثم ويسرع في تقسيم مال الله فراجعه .

[ حلية الأولياء ج ٨ ص ١٢٨ ] روى بسنده عن ابن عباس قال : خرج رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ذات يوم وفي يده قطعة من ذهب فقال لعبد الله بن عمر : ما كان محمد قائلاً لربه وهذه عنده ، فقسمها قبل أن يقوم ، ثم قال : ما يسرني أن لأصحاب محمد مثل هذا الجبل ـ وأشار إلى أُحد ـ ذهباً فينفقها في سبيل الله ويترك منها ديناراً ، فقال ابن عباس : قبض رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يوم قبض ولم يدع ديناراً ولا درهماً ولا عبداً ولا أمة ، ولقد ترك درعه مرهونة عند رجل من اليهود بثلاثين صاعاً من الشعير كان يأكل منه ويطعم عياله .

[ حلية الأولياء ج ٧ ص ٢٦٢ ] روى بسنده عن زيد بن ثابت قال : نام رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم على حصير فأثر في جنبه فقالت له عائشة : يا رسول الله هذا كسرى وقيصر في ملك عظيم وانت رسول الله لا شيء لك ، تنام على الحصير ، وتلبس الثوب الردي ، فقال لها رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم : يا عائشة لو شئت ان تسير معي الجبال ذهباً لسارت ، ولقد أتاني جبريل بمفاتيح خزائن الدنيا فلم أردها ، إرفعي الحصير فرفعته فإذا تحت كل زاوية منها قضيب من ذهب ما يحمله الرجل فقال : انظري اليها يا عائشة إن الدنيا لا تعدل عند الله من الخير قدر جناح بعوضة ، ثم عادت القضبان .

[ طبقات ابن سعد ج ١ القسم ٢ ص ١١٤ ] روى بسنده عن انس بن مالك إن فاطمة عليها‌ السلام جاءت بكسرة خبز إلى النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فقال : ما هذه الكسرة يا فاطمة ؟ قالت : قرص خبز فلم تطب نفسي حتى أتيتك بهذه الكسرة ، فقال : أما إنه أول طعام دخل فم أبيك منذ ثلاثة أيام .

١٨٢
 &

[ طبقات ابن سعد ج ١ القسم ٢ ص ١١٤ ] روى بسنده عن عائشة قالت : ما شبع آل محمد ثلاثاً من خبز بر حتى قبض وما رفع عن مائدته كسرة فضلاً حتى قبض .

[ طبقات ابن سعد ج ١ القسم ٢ ص ١١٥ ] روى بسنده عن الحسن عليه ‌السلام قال : خطب رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فقال : والله ما أمسى في آل محمد صاع من طعام وإنها لتسعة أبيات ، والله فما قالها استقلالاً لرزق الله ولكن أراد أن تأسى به امته .

[ تاريخ بغداد ج ١١ ص ١٠٢ ] روى بسنده عن عائشة ، قالت : دخلت على امرأة من الأنصار فرأت فراش رسول الله عباءة مثنية ، فانطلقت فبعثت اليّ بفراش حشوه صوف ، فدخل عليّ رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فقال : ما هذا يا عائشة ؟ قالت : قلت : يا رسول الله فلانة الأنصارية دخلت عليّ فرأت فراشك فذهبت فبعثت إليّ بهذا ، فقال : رديه قالت : فلم أرده وأعجبني أن يكون في بيتي حتى قال ذلك لي ثلاث مرات قالت : فقال : رديه يا عائشة ، فوالله لو شئت لأجرى الله معي جبال الذهب والفضة .

[ تاريخ بغداد ج ١٤ ص ٣١٥ ] روى بسنده عن أنس بن مالك قال : اهدي إلى رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم طوائر ثلاثة فأكل طيراً واستخبأ خادمه طيرين ، فلما أصبح قدم خادمه اليه الطيرين ، فقال : ما هذان ؟ قال : طيران استخبأتهما لك يا رسول الله ، قال : ألم أنهك أن تدخر شيئاً لغد ؟ ان الله تعالى يأتي برزق كل غد .

[ السيوطي في الدر المنثور ] في ذيل تفسير قوله تعالى : ( فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ ) في سورة الأحقاف ، قال : اخرج أبن أبي حاتم والديلمي عن عائشة قالت : ظل رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم صائماً ثم طوى ، ثم ظل صائماً ثم طوى ، ثم ظل صائماً ،

١٨٣
 &

قال : يا عائشة إن الدنيا لا تنبغي لمحمد ولآل محمد ، يا عائشة إن الله لم يرض من أولي العزم من الرسل إلا بالصبر على مكروهها ، والصبر عن محبوبها ، ثم لم يرض مني إلا ان يكلفني ما كلفهم فقال : ( فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ ) واني والله لأصبرن كما صبروا جهدي ولا قوة إلا بالله .

١٨٤
 &

بابٌ

في أن النبي ( ص ) يضعّف له البلاء ويضعف له الأجر

[ صحيح ابن ماجة في أبواب الفتن ص ٣٠٠ ] روى بسنده عن أبي سعيد الخدري ، قال : دخلت على النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم وهو يوعك فوضعت يدي عليه فوجدت حرة بين يدي فوق اللحاف ، فقلت : يا رسول الله ما أشدها عليك ، قال : إنا كذلك يضعف لنا البلاء ، ويضعف لنا الأجر ، قلت : يا رسول الله أي الناس أشد بلاءً ؟ قال : الأنبياء ، قلت : يا رسول الله ثم من ؟ قال : ثم الصالحون إن كان أحدهم ليبتلي بالفقر حتى ما يجد أحدهم إلا العباءة يحويها ، وإن كان أحدهم ليفرح بالبلاء كما يفرح أحدكم بالرخاء .

[ مشكل الآثار ج ٣ ص ٦٣ ] روى بسنده عن عبد الله بن مسعود قال : دخلت على رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم وهو يوعك فمسسته بيدي فقلت : يا رسول الله انك لتوعك وعكاً ، قال : اجل إني أوعك كما يوعك الرجلان منكم . فقلت : إن لك اجرين ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم : ما من مسلم يصيبه أذى من مرض فما سواه إلا حط الله عنه ـ كأنه يعني خطاياه ـ كما تحط

١٨٥
 &

الشجرة ورقها .

[ مشكل الآثار ج ٣ ص ٦٤ ] روى بسنده عن عائشة إن النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم طرقه وجع فجعل يتقلب على فراشه ، فقالت له عائشة : يا نبي الله لو أن بعضنا فعل هذا لوجدت عليه ، فقال : إن المؤمنين يشتد عليهم البلاء ، وإنه لا يصيب المؤمن نكبة ولا وجع إلا رفع الله له بها درجة ، وحط عنه بها خطيئة .

[ الآثار للشيباني ص ١٤٥ ] روى بسنده عن ابراهيم إن عمر مس النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم وهو محموم ، فقال عمر : أيأخذك هكذا وأنت رسول الله ؟ فقال : إنها إذا اخذتني شقت عليّ ، إن أشد هذه الأمة بلاء نبيها ، ثم الخير فالخير ، وكذلك الأنبياء قبلكم والأمم .

١٨٦
 &

بابٌ

ملك الموت يستأذن على النبي ( ص ) ولم يستأذن على أحد قبله

[ كنز العمال ج ٤ ص ٥٤ ] قال عن علي عليه ‌السلام قال : لما كان قبل وفاة رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم بثلاث أهبط الله جبريل اليه ، فقال : يا أحمد ان الله عز وجل أرسلني اليك إكراما لك وتفضيلاً لك وخاصة لك وسألك عما هو أعلم به منك ، يقول : كيف تجدك ؟ ( إلى ان قال ) فقال له جبريل يا أحمد هذا ملك الموت يستأذن عليك ولم يستأذن على آدمي قبلك ولا يستأذن على آدمي بعدك ، فقال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم إئذن له فأذن له ( إلى ان قال ) فلما قبض رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم وجاءت التعزية جاء آتٍ يسمعون حسه ولا يرون شخصه ، فقال : السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله ، في الله عزاء من كل مصيبة ، وخلف من كل هالك ودرك من كل ما فات ، فبالله فثقوا ، وإياه فأرجوا ، فإن المحروم محروم الثواب ، وإن المصاب من حرم الثواب ، والسلام عليكم ، ( قال علي عليه السلام ) : هل تدرون من هذا ؟ قالوا : لا ، قال : هذا الخضر ( قال ) : أخرجه العدني وابن سعد والبيهقي في الدلائل .

١٨٧
 &

[ طبقات ابن سعد ج ٢ القسم ٢ ص ٤٨ ] روى بسنده عن جعفر ابن محمد عن ابيه ، قال : لما بقي من اجل رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ثلاث نزل عليه جبريل فقال : يا أحمد ان الله ارسلني اليك إكراماً لك وتفضيلاً لك ، وخاصة لك يسألك عما هو أعلم به منك ، يقول لك : كيف تجدك ؟ فقال : أجدني يا جبريل مغموماً ، وأجدني يا جبريل مكروباً ، فلما كان اليوم الثاني هبط اليه جبريل فقال : يا أحمد ان الله ارسلني اليك إكراماً لك وتفضيلاً لك ، وخاصة لك ، يسألك عما هو أعلم به منك ، يقول لك : كيف تجدك ؟ فقال : أجدني يا جبريل مغموماً ، وأجدني يا جبريل مكروباً ، فلما كان اليوم الثالث نزل عليه جبريل وهبط معه ملك الموت ونزل معه ملك يقال له اسماعيل يسكن الهواء لم يصعد الى السماء قط ، ولم يهبط الى الأرض منذ يوم كانت الأرض ، على سبعين الف ملك ليس منهم ملك إلا على سبعين الف ، فسبقهم جبريل فقال : يا أحمد ان الله ارسلني اليك إكراماً لك وتفضيلاً لك وخاصة لك يسألك عما هو أعلم به منك ، ويقول لك : كيف تجدك ؟ قال : أجدني يا جبريل مغموماً ، وأجدني يا جبريل مكروباً ، ثم استأذن ملك الموت ، فقال جبريل : يا أحمد هذا ملك الموت يستأذن عليك ولم يستأذن على آدمي كان قبلك ، ولا يستأذن على آدمي بعدك ( قال ) : إئذن له ، فدخل ملك الموت فوقف بين يدي رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فقال : يا رسول الله يا أحمد إن الله ارسلني اليك وأمرني أن أطيعك في كل ما تأمرني إن أمرتني أن أقبض نفسك قبضتها ، وإن امرتني أن أتركها تركتها ( قال ) وتفعل يا ملك الموت ؟ قال : بذلك أُمرت أن أطيعك في كل ما أمرتني فقال : جبريل : يا أحمد ان الله قد اشتاق اليك ( قال ) فأمض يا ملك الموت لما أمرت به ( قال ) جبريل : السلام عليك يا رسول الله ، هذا آخر مواطىء الأرض ، إنما كنت حاجتي من الدنيا ، فتوفي رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم وجاءت التعزية يسمعون الصوت والحس ولا يرون

١٨٨
 &

الشخص ، السلام عليكم يا أهل البيت ورحمة الله وبركاته : ( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) إن في الله عزاء عن كل مصيبة ، وخلفاً من كل هالك ، ودركاً من كل ما فات ، فبالله فثقوا ، وإياه فأرجوا ، إنما المصاب من حرم الثواب والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

١٨٩
 &

بابٌ

في أن أول من صلى على النبي ( ص ) بعد أن قُبض الرب عز وجل من فوق عرشه

[ حلية الأولياء ج ٤ ص ٧٧ ] روى بسنده عن جابر بن عبد الله وابن عباس ، قالا : لما نزلت ( إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّـهِ وَالْفَتْحُ ) إلى آخر السورة وساق الحديث ( إلى ان قال ) فقال علي عليه‌ السلام : يا رسول الله إذا انت قبضت فمن يغسلك وفيما نكفنك ومن يصلي عليك ومن يدخلك القبر ؟ فقال النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم : يا علي اما الغسل فاغسلني انت ، وأبن عباس يصب عليك الماء ، وجبريل ثالثكما ، فإذا انتم فرغتم من غسلي فكفنوني في ثلاثة أثواب جدد ، وجبريل عليه ‌السلام يأتيني بحنوط من الجنة ، فإذا انتم وضعتموني على السرير فضعوني في المسجد واخرجوا عني ، فإن أول من يصلي عليّ الرب عز وجل من فوق عرشه ، ثم جبريل ثم ميكائيل ثم اسرافيل ثم الملائكة زمراً زمراً ، ثم ادخلوا فقوموا صفوفاً صفوفاً لا يتقدم عليّ أحد ( إلى ان قال ) فقبض رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فغسله علي بن أبي طالب عليه ‌السلام ، وابن عباس يصب عليه الماء ، وجبريل عليه‌ السلام معهما وكفن بثلاثة أثواب جدد ، وحُمل على السرير ، ثم

١٩٠
 &

أدخلوه المسجد ووضعوه في المسجد وخرج الناس عنه ، فإن أول من صلى عليه الرب من فوق عرشه تعالى وتقدس ، ثم جبريل ثم ميكائيل ثم اسرافيل ثم الملائكة زمراً زمراً قال علي عليه‌ السلام : ولقد سمعنا في المسجد همهمة ولم نر لهم شخصاً فسمعنا هاتفاً يهتف وهو يقول : ادخلوا رحمكم الله فصلوا على نبيكم فدخلنا فقمنا صفوفاً كما أمرنا رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فكبرنا بتكبير جبريل ، وصلينا على رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم بصلاة جبريل ، ما تقدم منا أحد على رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ودخل القبر علي بن أبي طالب عليه‌ السلام ( الحديث ) .

[ مستدرك الصحيحين ج ٣ ص ٦٠ ] روى بسنده عن عبد الله بن مسعود ، قال : لما ثقل رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم قلنا : من يصلي عليك يا رسول الله ؟ فبكى وبكينا وقال : مهلاً غفر الله لكم وجزاكم عن نبيكم خيراً ، إذا غسلتموني وحنطتموني وكفنتموني فضعوني على شفير قبري ثم اخرجوا عني ساعة ، فإن أول من يصلي عليّ خليلي وجليسي جبريل وميكائيل ثم اسرافيل ثم ملك الموت مع جنود من الملائكة ، ثم ليبدأ بالصلاة عليّ رجال أهل بيتي ثم نساؤهم ، ثم ادخلوا أفواجاً أفواجاً وفرادى ( الحديث ) .

١٩١
 &

باب

في أن النبي صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم طيب حياً وميتاً

[ مسند الإِمام احمد بن حنبل ج ١ ص ٢٦٠ ] روى بسنده عن ابن عباس قال ، : لما اجتمع القوم لغسل رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم وليس في البيت إلا أهله عمه العباس بن عبد المطلب ، وعلي بن أبي طالب عليه ‌السلام والفضل بن عباس ، وقثم بن العباس ، وأسامة بن زيد بن حارثة ، وصالح مولاه ، فلما اجتمعوا لغسله نادى من وراء الباب أوس بن خولي الأنصاري ثم احد بني عوف بن الخزرج ـ وكان بدرياً ـ علي بن أبي طالب عليه ‌السلام فقال له : يا علي نشدتك الله وحظنا من رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم قال : فقال له علي عليه ‌السلام : ادخل فدخل فحضر غسل رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم ولم يل من غسله شيئاً ، ( قال ) فأسنده الى صدره وعليه قميصه ، وكان العباس والفضل وقثم يقلبونه مع علي بن أبي طالب عليه ‌السلام ، وكان أُسامة بن زيد وصالح مولاهما يصبان الماء ، وجعل علي عليه ‌السلام يغسله ، ولم ير من رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم شيء مما يراه الغاسل من الميت ، وهو يقول : بأبي انت وأمي ما أطيبك حياً وميتاً ، حتى إذا فرغوا من غسل رسول الله صلى الله

١٩٢
 &

عليه ( وآله ) وسلم ـ وكان يغسل بالماء والسدر ـ جففوه ، ثم صنع به ما يصنع بالميت ، ثم أدرج في ثلاثة أثواب ، ثوبين أبيضين وبرد حبرة ، ثم دعا العباس رجلين فقال : ليذهب احدكما إلى أبي عبيدة الجراح ـ وكان أبو عبيدة يضرح لأهل مكة ـ وليذهب الآخر الى أبي طلحة بن سهل الأنصاري ـ وكان أبو طلحة يلحد لأهل المدينة ـ ( قال ) ثم قال العباس لهما حين سرحهما : اللهم خر لرسولك ( قال ) فذهبا فلم يجد صاحب أبي عبيدة أبا عبيدة ، ووجد صاحب أبي طلحة أبا طلحة فجاء به فلحد لرسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم

[ مستدرك الصحيحين ج ١ ص ٣٦٢ ] روى بسنده عن علي بن أبي طالب عليه ‌السلام قال : غسلت رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فذهبت أنظر ما يكون من الميت فلم أر شيئاً ، وكان طيباً حياً وميتاً .

[ طبقات ابن سعد ج ٢ القسم ٢ ص ٦٣ ] روى بطرق عديدة عن سعيد بن المسيب ، قال : التمس علي عليه ‌السلام من النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم عند غسله ما يلتمس من الميت فلم يجد شيئاً ، فقال : بأبي انت وأمي طبت حياً وميتاً ( أقول ) وفي الباب اخبار كثيرة بهذا المضمون وقد اكتفينا منها بما ذكر .

١٩٣
 &

باب

في نزول الملائكة الى قبر النبي ( ص ) في كل يوم وبيان فضل زيارته

[ سنن الدارمي ج ١ ص ٤٤ ] روى بسنده عن نبيه بن وهب : إن كعباً دخل على عائشة فذكروا رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فقال كعب : ما من يوم يطلع إلا نزل سبعون الفا من الملائكة حتى يحفوا بقبر النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يضربون بأجنحتهم ويصلون على رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم حتى اذا أمسوا عرجوا ، وهبط مثلهم فصنعوا مثل ذلك ، حتى إذا انشقت عنه الأرض خرج في سبعين ألفاً من الملائكة يزفونه .

[ كنز العمال ج ٨ ص ٩٩ ] ولفظه : من حج وزار قبري بعد وفاتي كان كمن زارني في حياتي ( قال ) أخرجه الطبراني والبيهقي عن ابن عمر .

[ كنز العمال ج ٨ ص ٩٩ ] ولفظه : من زار قبري وجبت له شفاعتي ( قال ) أخرجه ابن عدي والبيهقي عن ابن عمر .

١٩٤
 &

[ كنز العمال ج ٨ ص ٩٩ ] ولفظه : من زارني بالمدينة محتسباً كنت له شهيداً ـ أو شفيعاً ـ يوم القيامة ( قال ) أخرجه البيهقي عن أنس .

[ الهيثمي في مجمعه ج ٣ ص ٢ ] قال : وعن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم من جاءني زائراً لا يعلم له حاجة إلا زيارتي ، كان حقاً عليَّ أن أكون له شفيعاً يوم القيامة ( قال ) رواه الطبراني في الأوسط والكبير .

١٩٥
 &

باب

في كوثر النبي ( ص ) ومقامه المحمود وتزوجه في الجنة مع خديجة وبمريم بنت عمران وامرأة فرعون وأخت موسى

[ صحيح مسلم ] في كتاب الصلاة ، في باب حجة من قال البسملة آية روى بسنده عن أنس بن مالك ، قال : بينا رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ذات يوم بين أظهرنا إذ أغفى إغفاءة ثم رفع رأسه متبسماً فقلنا : ما أضحكك يا رسول الله ؟ قال : أنزلت علي آنفاً سورة فقرأ ( بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ ) ثم قال : أتدرون ما الكوثر ؟ فقلنا : الله ورسوله أعلم ، قال : فانه نهر وعدنيه ربي عز وجل عليه خير كثير ، هو حوض ترد عليه أمتي يوم القيامة ، آنيته عدد النجوم فيختلج العبد منهم ، فأقول : رب إنه من أمتي ، فيقال : ما تدري ما أحدثت بعدك . ( اللغة ) ـ يختلج : أي يجتذب ويقتطع .

[ صحيح مسلم ] في كتاب الفضائل ، في باب إثبات حوض نبينا روى بسنده عن عبد الله بن عمرو بن العاص ، قال رسول الله صلى الله

١٩٦
 &

عليه و ( آله ) وسلم حوضي مسيرة شهر ، وزواياه سواء وماؤه أبيض من الورق وريحه أطيب من المسك ، وكيزانه كنجوم السماء ، فمن شرب منه فلا يظمأ بعده أبداً ، قال : وقالت أسماء بنت أبي بكر : قال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم : إني على الحوض حتى أنظر من يرد عليَّ منكم ، وسيؤخذ أُناس دوني فأقول : يا رب مني ومن أمتي ، فيقال : أما شعرت ما عملوا بعدك ؟ والله ما برحوا بعدك يرجعون على أعقابهم ، قال : فكان ابن أبي مليكة يقول : اللهم إنا نعوذ بك أن نرجع على أعقابنا أو نفتن عن ديننا .

[ صحيح الترمذي ج ٢ ص ٢٤٠ ] روى بسنده عن أنس ( إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ ) إن النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم قال : هو نهر في الجنة ، حافتاه قباب اللؤلؤ ، قلت : ما هذا يا جبرئيل ؟ قال : هذا الكوثر الذي قد أعطاكه الله .

[ صحيح الترمذي ج ٢ ص ٢٤٠ ] روى بسنده عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم : بينا أنا أسير في الجنة إذ عرض لي نهر حافتاه قباب اللؤلؤ ، قلت للملك : ما هذا ؟ قال : هذا الكوثر الذي قد أعطاكه الله ( قال ) ثم ضرب بيده الى طينة فاستخرج مسكاً ثم رفعت لي سدرة المنتهى فرأيت عندها نوراً عظيماً .

[ صحيح الترمذي ج ٢ ص ٢٤٠ ] روى بسنده عن عبد الله بن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم : الكوثر نهر في الجنة ، حافتاه من ذهب ، ومجراه على الدر والياقوت ، تربته أطيب من المسك وماؤه أحلى من العسل وأبيض من الثلج .

[ مسند الامام أبي حنيفة ص ٢٧٢ ] روى بسنده عن أبي سعيد الخدري يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يقول : ( عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا ) يخرج الله تبارك وتعالى قوماً من

١٩٧
 &

النار من أهل الايمان والقبلة بشفاعة محمد رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فذلك هو المقام المحمود ، فيؤتي بهم نهراً يقال له الحيوان فيلقون فيه فينبتون وينمون كما ينبت النقارير ثم يخرجون فيدخلون الجنة فيسمون الجهنميون ، ثم يطلبون الى الله تعالى أن يذهب عنهم ذلك الاسم فيذهبه عنهم .

[ الهيثمي في مجمعه ج ٩ ص ٢١٨ ] قال : وعن أبي داود ، قال : دخل رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم على خديجة في مرضها الذي توفيت فيه ، فقال لها : بالكره مني الذي أرى منك يا خديجة ، وقد يجعل الله في الكره خيراً كثيراً ، أما علمت أن الله عز وجل زوجني معك في الجنة مريم بنت عمران وامرأة فرعون وكلثم أخت موسي ؟ قالت : وقد فعل الله ذلك يا رسول الله ؟ قال : نعم ، فقالت : بالرفاه والبنين ( قال ) رواه الطبراني .

[ فيض القدير ج ٢ ص ٢٣٧ ] في المتن ولفظه : إن الله تعالى زوجني في الجنة من مريم بنت عمران وامرأة فرعون وأخت موسى ( قال ) أخرجه الطبراني عن سعد بن جنادة .

[ كنز العمال ج ٦ ص ١٠٣ ] ولفظه : أما شعرت أن الله عز وجل قد زوجني في الجنة مريم بنت عمران وكلثم أخت موسى وامرأة فرعون ؟ ( قال ) أخرجه الطبراني عن أبي امامة .

١٩٨
 &

المقصد الثاني في فضائل علي بن أبي طالب عليه السلام وفيه أبواب :

١٩٩
 &

بابٌ

في كثرة فضائل علي عليه ‌السلام

[ الرياض النضرة ج ٢ ص ٢١٤ ] قال : عن عمر بن الخطاب ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم : ما اكتسب مكتسب مثل فضل علي ، يهدي صاحبه الى الهدى ، ويرده عن الردى ( قال ) أخرجه الطبراني .

[ مستدرك الصحيحين ج ٣ ص ١٠٧ ] روى بسنده عن محمد بن منصور الطوسي ، يقول : سمعت أحمد بن حنبل يقول : ما جاء لأحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم من الفضائل ما جاء لعلي بن أبي طالب عليه ‌السلام .

[ الاستيعاب ج ٢ ص ٤٦٦ ] قال : وقال أحمد بن حنبل وإسماعيل بن اسحاق القاضي : لم يرو في فضائل أحد من الصحابة بالأسانيد الحسان ما روي في فضائل علي بن أبي طالب عليه ‌السلام ، وكذلك أحمد بن شعيب بن على النسائي ( أقول ) وذكر ذلك ابن حجر في صواعقه ( ص ٧٢ ) والعسقلاني أيضاً في فتح الباري ج ٨ ص ٧١ والشبلنجي في نور الأبصار ( ص ٧٣ ) وزادا على المذكورين ـ أي على

٢٠٠