فضائل الخمسة من الصّحاح الستّة - ج ١

آية الله السيد مرتضى الفيروزآبادي

فضائل الخمسة من الصّحاح الستّة - ج ١

المؤلف:

آية الله السيد مرتضى الفيروزآبادي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: منشورات فيروزآبادي
المطبعة: مطبعة أمير
الطبعة: ٢
ISBN الدورة:
964-6406-18-1

الصفحات: ٤٦٣
  الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة
 &

باب

في ان النبي صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم ابعد اناس من الاثم ويسرع في تقسيم مال الله

[ صحيح البخاري ] في كتاب بدء الخلق ، في باب صفة النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم روى بسنده عن عائشة انها قالت : ما خير رسول الله ( ص ) وسلم بين امرين الا اخذ ايسرهما ما لم يكن اثماً ، فان كان إثماً كان أبعد الناس منه ، وما انتقم رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم لنفسه الا أن تنتهك حرمة الله فينتقم لله بها .

[ مسند الامام احمد بن حنبل ج ٤ ص ٣٨٤ ] روى بسنده عن عقبة بن حارث قال : صليت مع رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم العصر فلما سلم قام سريعاً فدخل على بعض نسائه ثم خرج ورأى ما في وجوه القوم من تعاجبهم لسرعته ، قال : ذكرت وأنا في الصلاة تبراً عندنا فكرهت أن يمسي أو يبيت عندنا فامرت بقسمته .

[ مسند الامام أحمد بن حنبل ج ٦ ص ١٠٤ ] روى بسنده عن موسى بن جبير عن ابي امامة بن سهل قال : دخلت انا وعروة بن الزبير يوما على عائشة ، فقالت : لو رأيتما نبي الله صلى الله عليه و ( آله )

١٦١
 &

وسلم ذات يوم في مرض عرضه قالت : وكان له عندي ستة دنانير ، قال موسى أو سبعة ، قالت : فامرني نبي الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم أن افرقها قالت : فشغلني وجع نبي الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم حتى عافاه الله قالت : ثم سألني عنها ، فقال : ما فعلت الستة أو السبعة ؟ قلت لا والله لقد كان شغلني وجعك ، قالت : فدعا بها ثم صفها في كفه فقال : ما ظن نبي الله لو لقي الله عز وجل وهذه عنده .

[ حلية الاولياء ج ٨ ص ١٢٧ ] روى بسنده عن ابن عباس قال : خرج رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ذات يوم وفي يده قطعة من ذهب ، فقال لعبد الله بن عمر : ما كان محمد قائلا لربه وهذه عنده ؟ فقسمها قبل ان يقوم ( الحديث ) وسيأتي تمامه ان شاء الله تعالى في باب عيش النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم وزهده فانتظره .

[ أُسد الغابة ج ١ ص ٢٨ ] قال : قالت عائشة : كان عند النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ستة دنانير فاخرج أربعة وبقي ديناران فامتنع منه النوم فسألته فأخبرها ، فقالت : اذا أصبحت فضعها في مواضعها ، فقال : ومن لي بالصبح ؟

[ الهيثمي في مجمعه ج ١٠ ص ٢٣٨ ] قال : وعن أم سلمة قالت : دخل على رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم وهو ساهم الوجه فخشيت ذلك من وجع ، فقلت يا رسول الله مالك ساهم الوجه ؟ فقال : من أجل الدنانير السبعة التي أتينا بها أمس ، أمسينا وهي في خصم الفراش ( قال ) وفي رواية أتتنا ولم ننفقها ( قال ) رواه أحمد وأبو يعلى ورجالهما رجال الصحيح .

١٦٢
 &

باب

في مجلس النبي صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم ومشي الملائكة من خلفه

[ صحيح أبي داود ج ٣ ص ١٩٠ ] روى بسنده عن عبد الله بن سلام قال : كان رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم اذا جلس يتحدث يكثر أن يرفع طرفه الى السماء .

[ مسند الامام أحمد بن حنبل ج ٢ ص ٢١ ] روى بسنده عن ابن عمر انا كنا لنعد لرسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم في المجلس يقول : رب اغفر لي وتب علي انك أنت التواب الغفور مائة مرة ( أقول ) ورواه ابن ماجة أيضاً في صحيحه عن ابن عمر وقال : أنت التواب الرحيم .

[ مسند الامام أحمد بن حنبل ج ٣ ص ٣٣٢ ] روى بسنده عن جابر قال : كان رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم اذا خرج من بيته مشينا قدامه وتركنا ظهره للملائكة .

[ مسند الامام أحمد بن حنبل ج ٣ ص ٣٩٧ ] روى بسنده عن جابر بن عبد الله ـ في حديث طويل ـ قال فيه : فلما فرغ ـ يعني النبي صلى الله عليه ( وآله ) ـ وسلم قام وقام أصحابه فخرجوا بين يديه ، وكان يقول : خلوا ظهري للملائكة .

١٦٣
 &

باب

في فضل الصلاة على النبي ( ص )

[ سنن الدارمي ج ٢ ص ٣١٧ ] روى بسنده عن ابي طلحة ، قال : جاء النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يوماً وهو يرى البشر في وجهه ، فقيل : يا رسول الله انا نرى في وجهك بشرا لم نكن نراه قال : أجل ان ملكا أتاني فقال لي : يا محمد ان ربك يقول لك أما يرضيك أن لا يصلي عليك أحد من امتك الا صليت عليه عشرا ولا يسلم عليك الا سلمت عليه عشرا ؟ قال قلت : بلى .

[ تاريخ بغداد ج ٨ ص ٤٠ ] روى بسنده عن ابي طلحة ، قال : دخلت على رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ذات يوم فلم أره قط أشد فرحاً وأطيب نفسا منه يومئذ ، فقلت : يا رسول الله بابي أنت وأمي لم أرك قط اشد فرحا ولا أطيب نفسا منك ـ يعني اليوم ـ فقال : يا أبا طلحة وما يمنعني أن لا اكون كذلك ؟ وانما فارقني جبريل آنفا فقال : يا محمد ان ربك بعثني اليك وهو يقول انه ليس أحد من امتك يصلي عليك صلاة الا رد الله مثل صلاته عليك ، والا كتب له بها عشر حسنات ، وحط عنه بها عشر سيئات ، ورفع له بها عشر درجات ، ولا

١٦٤
 &

يكون لصلاته منتهى دون العرش ، لا تمر بملك الا وقال : صلوا على قائلها كما صلى على محمد صلى الله عليه و ( آله ) وسلم .

[ تاريخ بغداد ج ٨ ص ٣٨١ ] روى بسنده عن انس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم من صلى عليَّ واحدة صلى الله عليه عشر صلوات ، وحط عنه عشر خطيئات .

[ تاريخ بغداد ج ٢ ص ٢٥٠ ] روى بسنده عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم عن جبريل عن ميكائيل عن اسرافيل عن الرفيع عن اللوح المحفوظ عن الله تعالى ، أنه أظهر في اللوح أن يخبر الرفيع ، وأن يخبر الرفيع اسرافيل ، وأن يخبر اسرافيل ميكائيل ، وأن يخبر ميكائيل جبريل ، وأن يخبر جبريل محمداً صلى الله عليه و ( آله ) وسلم أنه من صلى عليك في اليوم والليلة مائة مرة صليت عليه الفي صلاة ، ويقضي له الف حاجة أيسرها أن يعتقه من النار .

١٦٥
 &

باب

في صلاة النبي صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم

[ صحيح البخاري ] في التهجد بالليل ، في باب قيام النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم روى بسنده عن المغيرة يقول : إن كان النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ليقوم ليصلي حتى ترم قدماه أو ساقاه فيقال له ، فيقول : أفلا أكون عبداً شكوراً .

[ صحيح البخاري ] في كتاب التفسير ، في باب قوله تعالى : ( لِّيَغْفِرَ لَكَ اللَّـهُ ) روى بسنده عن عائشة أن نبي الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه فقالت عائشة : لم تصنع هذا يا رسول الله وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ قال : أفلا أحب أن أكون عبداً شكوراً ( الحديث )

[ صحيح البخاري ] في التهجد بالليل ، في باب طول القيام ، روى بسنده عن عبد الله قال : صليت مع النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ليلة فلم يزل قائما حتى هممت بأمر سوء ، قلنا وما هممت ؟ قال : هممت أن أقعد وأذر النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم .

١٦٦
 &

[ صحيح البخاري ] في التهجد بالليل ، في باب قيام النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم بالليل في رمضان وغيره ، روى بسنده عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أنه سأل عائشة كيف كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم في رمضان ؟ فقالت : ما كان رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يزيد في رمضان ولا في غيره على أحدى عشرة ركعة ، يصلي أربعا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ، ثم يصلي أربعا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ، ثم يصلي ثلاثا قالت عائشة : فقلت يا رسول الله أتنام قبل أن توتر ؟ فقال : يا عائشة ان عيني تنامان ولا ينام قلبي .

[ صحيح البخاري ] في كتاب الصوم ، في باب هل يخص شيئا من الأيام ، روى بسنده عن علقمة ، قلت لعائشة : هل كان رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يختص من الأيام شيئا ؟ قالت : لا ، كان عمله ديمة وأيكم يطيق ما كان رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يطيق.

[ صحيح الترمذي ج ٢ ص ١٥٢ ] روى بسنده عن يعلى مملك أنه سأل أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم عن قراءة النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم وصلاته ، فقالت : ما لكم وصلاته ؟ كان يصلي ثم ينام قدر ما صلى ، ثم يصلي قدر ما نام ، ثم ينام قدر ما صلى حتى يصبح حتى نعت قراءته فاذا هي قراءة مفسرة حرفا حرفاً .

[ صحيح الترمذي ج ١ ص ٩٠ ] روى بسنده عن عائشة قالت : قام النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم بآية من القرآن ليلة .

[ صحيح النسائي ج ١ ص ١٤٠ ] روى بسنده عن عاصم بن ضمرة قال : سألت علي بن أبي طالب عليه ‌السلام عن صلاة رسول الله

١٦٧
 &

صلى الله عليه ( وآله ) وسلم في النهار قبل المكتوبة ، قال : من يطيق ذلك ؟ .

[ صحيح النسائي ج ١ ص ١٥٦ ] روى بسنده عن ابي ذر يقول : قام النبي حتى اذا اصبح بآية ، والآية ( إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ ، وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) .

[ مسند الامام احمد بن حنبل ج ٥ ص ٤٠٠ ] روى بسنده عن حذيفة قال : اتيت النبي في ليلة من رمضان فقام يصلي فلما كبر ، الله اكبر ذو الملكوت والجبروت والكبرياء والعظمة ، ثم قرأ البقرة ، ثم النساء ، ثم آل عمران ، لا يمر بآية تخويف الا وقف عندها ، ثم ركع يقول : سبحان ربي العظيم مثل ما كان قائماً ، ثم رفع رأسه فقال : سمع الله لمن حمده ربنا لك الحمد مثل ما كان قائماً ، ثم سجد يقول : سبحان ربي الاعلى مثل ما كان قائماً ، ثم رفع رأسه فقال : رب اغفر لي مثل ما كان قائماً ثم سجد يقول : سبحان ربي الاعلى مثل ما كان قائماً ، ثم رفع رأسه فقام ، فما صلى الا ركعتين ، حتى جاء بلال فآذنه بالصلاة .

[ مسند الامام احمد بن حنبل ج ٣ ص ١٠١ ] روى بسنده عن انس قال : كان النبي يوجز الصلاة ويكملها .

[ مسند الامام احمد بن حنبل ج ٣ ص ١٧٣ ] روى بسنده عن انس بن مالك يقول : كان النبي من اخف الناس صلاة في تمام .

[ مسند الامام احمد بن حنبل ج ٣ ص ٢٣٣ ] روى بسنده عن انس بن مالك يقول : ما صليت خلف امام اخف صلاة من رسول الله ولا اتم ، وان كان رسول الله ليسمع بكاء الصبي فيخفف مخافة ان تفتتن امه ( اقول ) : وبهذه الرواية يجمع بين ما دل على طول صلاته ( ص ) وبين ما دل على خفتها ففي الجماعة كان ( ص ) يخفف ، وفي غيرها كان يطيل .

١٦٨
 &

[ مسند الامام احمد بن حنبل ج ٤ ص ٣٠٢ ] روى بسنده عن البراء قال : سمعت النبي يقرأ في العشاء بالتين والزيتون فما سمعت احداً احسن صوتاً منه .

[ كنز العمال ج ١ ص ٢٧٣ ] قال : عن علي عليه السلام قال : لما نزل على النبي ( يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا ) قام الليل كله حتى تورمت قدماه ، فجعل يرفع رجلاً ويضع رجلاً ، فهبط عليه جبريل فقال : طه ـ طأ الارض بقدميك يا محمد ـ ما انزلنا عليك القرآن لتشقى الحديث ( قال ) : اخرجه ابن مردويه .

١٦٩
 &

باب

في بكاء النبي في الصلاة وحين يتلى عليه القرآن

[ صحيح ابي داود ج ٥ ص ٩١ ] روى بسنده عن مطرف عن ابيه قال : رأيت رسول الله يصلي وفي صدره ازير كأزير الرحى من البكاء .

[ مسند الامام احمد بن حنبل ج ١ ص ٢٧٤ ] روى بسنده عن ابن مسعود ، قال : قرأت على رسول الله من سورة النساء فلما بلغت هذه الآية ( فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَىٰ هَـٰؤُلَاءِ شَهِيدًا ) قال : ففاضت عيناه .

[ مسند الامام احمد بن حنبل ج ١ ص ٣٨٠ ] روى بسنده عن عبد الله ، قال : قال النبي اقرأ عليَّ ، قال : قلت : اقرأ عليك وعليك انزل ( قال ) اني احب ان اسمعه من غيري ، فقرأت حتى اذا بلغت ( فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَىٰ هَـٰؤُلَاءِ شَهِيداً ) قال : رأيت عينيه تذرفان دموعاً .

١٧٠
 &

باب

في حمل النبي اللبنة لبناء المسجد ونقله التراب يوم الخندق وبيان شيء من شعره

[ مسند الامام احمد بن حنبل ج ٢ ص ٣٨١ ] روى بسنده عن ابي هريرة : انهم كانوا يحملون اللبن الى بناء المسجد ورسول الله ( ص ) معهم ، قال : فاستقبلت رسول الله وهو عارض لبنة على بطنه فظننت انها قد شقت عليه ، قلت : ناولنيها يا رسول الله ، قال : خذ غيرها يا ابا هريرة فانه لا عيش الا عيش الآخرة .

[ مشكل الاثار ج ٤ ص ٢٩٩ ] روى بسنده عن البراء بن عازب يقول : رأيت رسول الله ينقل التراب يوم الخندق حتى وارى التراب شعر صدره وهو يرتجز كلمة عبد الله بن رواحة يقول :

اللهم لولا انت ما اهتدينا

ولا تصدقنا ولا صلينا

فانزلن سكينة علينا

وثبت الاقدام ان لاقينا

ان الألى قد بغوا علينا (١)

وان ارادوا فتنة ابينا

__________________

(١) كذا في مشكل الآثار ، ولعل الصحيح ( إن الذين ) بدل ( إن الألى )

١٧١
 &

( قال ) رفع بهذا النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم صوته .

[ مشكل الآثار ج ٤ ص ٢٩٨ ] روى بسنده عن انس ، قال خرج نبي الله في غداة باردة والمهاجرون والانصار يحفرون الخندق بايديهم ، فقال :

اللهم ان العيش عيش الآخرة

فاغفر للانصار والمهاجرة (١)

فاجابوه :

نحن الذين بايعوا محمداً

على الجهاد ما بقينا ابداً

[ مشكل الآثار ج ٤ ص ٢٩٩ ] روى بسنده عن جندب يقول : كنا مع رسول الله في غزاة فنكئت اصبعه فقال :

هل انت الا اصبع دميت

وفي سبيل الله ما لقيت

[ سنن البيهقي ج ٧ ص ٤٣ ] روى بسنده عن عائشة قالت : ما جمع رسول الله بيت شعر قط الا بيتاً واحداً .

تفأل بما تهوى يكن فلقلما

يقال لشيء كان الا تحقق

قالت عائشة : ولم يقل تحققا لئلا يعربه فيصير شعراً ( اقول ) : تقدم في باب شجاعته قوله يوم حنين :

انا النبي لا كذب

انا ابن عبد المطلب

وهو كلام يشبه الشعر .

__________________

(١) كذا في مشكل الآثار وغيره لأنه ( ص ) لا ينبغي له الشعر .

١٧٢
 &

باب

في توكل النبي على الله

[ صحيح مسلم ] في كتاب الفضائل في باب توكله على الله ، روى بسنده عن جابر بن عبد الله ، قال : غزونا مع رسول الله ( ص ) غزوة قبل نجد فادركنا رسول الله في واد كثير العضاه فنزل رسول الله ( ص ) تحت شجرة فعلق سيفه بغصن من اغصانها ( قال ) وتفرق الناس في الوادي يستظلون بالشجر ( قال ) : فقال رسول الله ان رجلاً اتاني وانا نائم فاخذ السيف فاستيقظت وهو قائم على رأسي فلم اشعر الا والسيف صلتاً في يده فقال : من يمنعك مني ؟ قال : قلت : الله ، ثم قال في الثانية : من يمنعك مني ؟ قال : قلت : الله ، فشام السيف ، فها هو ذا جالس ، ثم لم يعرض له رسول الله ( اللغة ) شام السيف : اي اغمده ( اقول ) وفي رياض الصالحين للنووي في باب الفتن والتوكل ( قال ) وفي رواية قال جابر : كنا مع رسول الله ( ص ) بذات الرقاع ، فاذا اتينا على شجرة ظليلة تركناها لرسول الله فجاء رجل من المشركين وسيف رسول الله ( ص ) معلق بالشجرة فاخترطه وقال : تخافني ؟ قال : لا ، قال : فمن يمنعك مني ؟ قال : الله ( ثم قال ) : وفي رواية

١٧٣
 &

ابي بكر الاسماعيلي في صحيحه ، فقال : فمن يمنعك مني ؟ قال : الله فسقط السيف من يده ، فاخذ رسول الله السيف فقال : من يمنعك مني ؟ فقال : كن خير آخذ فقال : تشهد ان لا اله الا الله واني رسول الله ، قال : لا ولكني اعاهدك ان لا اقاتلك ولا اكون مع قوم يقاتلونك ، فخلى سبيله فأتى اصحابه فقال : جئتكم من عند خير الناس .

١٧٤
 &

باب

في مشورة النبي لاصحابه وهو اعقل الناس

قال الله تعالى في الثلث الأخير من آل عمران : ( وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ) .

[ سنن البيهقي ج ٧ ص ٤٥ ] روى بسنده عن ابي هريرة قال : ما رأيت احداً اكثر مشاورة لاصحابه من رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم .

[ حلية الاولياء ج ٤ ص ٢٦ ] روى بسنده عن وهب بن منبه قال : قرأت احد وسبعين كتاباً فوجدت في جميعها . ان الله عز وجل لم يعط جميع الناس من بدء الدنيا الى انقضائها من العقل في جنب عقل محمد ( ص ) الا كحبة رمل من بين رمال جميع الدنيا وان محمداً ( ص ) ارجح الناس عقلاً وافضلهم ( الحديث ) .

١٧٥
 &

باب

في عيش النبي ( ص ) وزهده

[ صحيح البخاري ] في كتاب البيوع في باب شراء النبي بالنسيئة ، روى بسنده عن انس انه مشى الى النبي بخبز شعير واهالة سنخة ، ولقد رهن النبي درعاً له بالمدينة عند يهودي واخذ منه شعيراً لاهله ولقد سمعته يقول : ما امسى عند آل محمد صاع بر ولا صاع حب ، وان عنده لتسع نسوة ( اللغة ) : الاهالة ـ بكسر الهمزة ثم الهاء بعدها الألف واللام والهاء ـ كل شيء من الأدهان مما يؤدم به اهالة ( وقيل ) هو ما اذيب من الالية والشحم ( وقيل ) الدسم الجامد ، والسنخة ـ بالسين المهملة ثم النون المكسورة بعدها الخاء المعجمة ثم الهاء ـ المتغيرة الريح ( نهاية الحديث لابن الاثير الجزري ) .

[ صحيح البخاري ] في كتاب الهبة الحديث الثاني : روى بسنده عن عائشة انها قالت لعروة ابن اختها : ان كنا لننظر الى الهلال ثم الهلال ثلاثة اهلة في شهرين وما اوقدت في ابيات رسول الله نار ، فقلت : يا خالة ما كان يعيشكم ؟ قالت : الاسود ان التمر والماء ، الا انه قد كان لرسول الله ( ص ) جيران من الانصار وكانت لهم منائح وكانوا يمنحون رسول الله من البانهم فيسقينا .

١٧٦
 &

[ صحيح البخاري ] في الجهاد والسير في باب ما قيل في درع النبي روى بسنده عن عائشة قالت : توفي رسول الله ودرعه مرهونة عند يهودي بثلاثين صاعاً من شعير .

[ صحيح البخاري ] في كتاب الاطعمة الحديث الثاني ، روى بسنده عن أبي هريرة ، قال : ما شبع آل محمد من طعام ثلاثة ايام حتى قبض .

[ صحيح البخاري ] في كتاب الاطعمة في باب الخبز المرقق ، روى بسنده عن قتادة ، قال : كنا عند انس وعنده خباز له فقال : ما اكل النبي خبزاً مرققاً ، ولا شاة مسموطة حتى لقي الله ( اللغة ) المسموطة المشوية .

[ صحيح البخاري ] في الباب المتقدم روى بسنده عن قتادة عن انس قال : ما علمت النبي اكل على سكرجة قط ، ولا خبز له مرقق ولا اكل على خوان ( قيل ) لقتادة فعلى ما كانوا يأكلون ؟ قال : على السفر ( اللغة ) قال ابن الاثير الجزري في نهاية غريب الحديث : « في الحديث : لا آكل في سكرجة ، هي بضم السين ( اي المهملة ) والكاف والراء والتشديد : اناء صغير يؤكل فيه الشيء القليل من الادم ، وهي فارسية واكثر ما يوضع فيها الكوامخ ونحوها » .

[ صحيح البخاري ] في كتاب الاطعمة ، في باب ما كان النبي واصحابه يأكلون ، روى بسنده عن ابي حازم قال : سألت سهل بن سعد فقلت : هل اكل رسول الله النقي ؟ فقال سهل ما رأى رسول الله النقي حين ابتعثه الله حتى قبضه الله ، قال : فقلت : هل كانت لكم في عهد رسول الله مناخل ؟ قال : ما رأى رسول الله ( ص ) منخلاً من حين ابتعثه الله حتى قبضه ، قال : قلت : كيف كنتم تأكلون الشعير غير منخول ؟ قال : كنا نطحنه وننفخه فيطير ما طار وما بقي ثريناه فاكلناه .

[ صحيح البخاري ] في الباب المتقدم روى بسنده عن أبي هريرة : انه مر بقوم بين ايديهم شاة مصلية فدعوه فأبى ان يأكل ، قال : خرج رسول الله

١٧٧
 &

من الدنيا ولم يشبع من الخبز الشعير .

[ صحيح البخاري ] في الرقاق ، في باب فضل الفقر ، روى بسنده عن عائشة ، قالت : ما أكل آل محمد اكلتين في يوم واحد الا احداهما تمر .

[ صحيح البخاري ] في الباب المتقدم ، روى بسنده عن أبي هريرة قال : قال رسول الله : اللهم ارزق آل محمد قوتاً .

[ صحيح البخاري ] في الباب المتقدم ، روى بسنده عن عائشة قالت : كان فراش رسول الله ( ص ) من ادم وحشوه من ليف .

[ صحيح مسلم ] في كتاب الزهد ، قبل باب ( لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا ) روى بسنده عن عائشة زوج النبي قالت : لقد مات رسول الله وما شبع من خبز وزيت في يوم واحد مرتين .

[ صحيح مسلم ] قبل الباب المتقدم ، روى بسنده عن عائشة ، قالت : توفي رسول الله وما شبعنا من الاسودين .

[ صحيح مسلم ] قبل الباب المتقدم ، روى بسنده عن سماك ، قال : سمعت النعمان بن بشير يقول : الستم في طعام وشراب ما شئتم ، لقد رأيت نبيكم وما يجد من الدقل ما يملأ به بطنه ( اللغة ) الدقل بفتح الدال المهملة والقاف المفتوحة ثم اللام : أردأ التمر .

[ صحيح مسلم ] في كتاب اللباس والزينة ، في باب التواضع في اللباس روى بسنده عن عائشة ، قالت : كانت وسادة رسول الله الذي يتكىء عليها من ادم حشوها ليف .

[ صحيح الترمذي ج ٢ ص ٥٧ ] روى بسنده عن ابن عباس : قال قال : كان رسول الله يبيت الليالي المتتابعة طاوياً وأهله لا يجدون عشاء ، وكان اكثر خبزهم خبز الشعير .

[ صحيح الترمذي ج ٢ ص ٥٩ ] روى بسنده عن ابي طلحة ، قال :

١٧٨
 &

شكونا الى رسول الله الجوع ورفعنا عن بطوننا عن حجر حجر ، فرفع رسول الله ( ص ) عن حجرين .

[ صحيح الترمذي ج ٢ ص ٧٧ ] روى بسنده عن انس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم لقد اخفت في الله وما يخاف أحد ولقد أُوذيت في الله وما يؤذي أحد ، ولقد أتت عليّ ثلاثون من بين يوم وليلة وما لي ولبلال طعام يأكله ذو كبد إلا شيء يواري إبط بلال .

[ صحيح الترمذي ج ٢ ص ٦٠ ] روى بسنده عن عبد الله ، قال : نام رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم على حصير فقام وقد أثر في جنبه فقلنا يا رسول الله لو اتخذنا لك وطاء فقال ما لي وما للدنيا ، ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها ، ( ثم قال ) هذا حديث حسن صحيح .

[ صحيح الترمذي ج ٢ ص ٥٦ ] روى بسنده عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم قال : عرض عليّ ربي ليجعل لي بطحاء مكة ذهباً قلت : لا يا رب ولكن أشبع يوماً وأجوع يوماً ، أو قال ثلاثاً أو نحو هذا فاذا جعت تضرعت اليك وذكرتك ، واذا شبعت شكرتك وحمدتك .

[ صحيح الترمذي ج ٢ ص ٥٧ ] روى بسنده عن أنس ، قال : كان النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم لا يدخر شيئاً لغد .

[ صحيح ابن ماجة في أبواب الزهد ص ٣١٦ ] روى بسنده عن ابي هريرة قال : أتى رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يوماً بطعام سخن فأكل فلما فرغ قال : الحمد للّه ما دخل بطني طعام سخن منذ كذا وكذا .

[ صحيح ابن ماجة في أبواب الزهد ص ٣١٦ ] روى بسنده عن خالد بن عمير قال : خطبنا عتبة بن غزوان على المنبر فقال : لقد رأيتني

١٧٩
 &

سابع سبعة مع رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ما لنا طعام نأكله إلا ورق شجر حتى قرحت اشداقنا .

[ صحيح ابن ماجة في أبواب الأطعمة ص ٢٤٧ ] روى بسنده عن أم أيمن أنها غربلت دقيقاً فصنعته للنبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم رغيفاً فقال ما هذا ؟ قالت طعام نصنعه بأرضنا فأحببت ان اصنع منه لك رغيفاً فقال رديه فيه ثم اعجنيه .

[ صحيح ابن ماجة في أبواب الأطعمة ص ٢٤٧ ] روى بسنده عن أنس بن مالك ، قال : لبس رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم الصوف واحتذى المخصوف ، وقال : أكل رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم بشعاً ، ولبس خشناً ، فقيل للحسن ما البشع ؟ قال : غليظ الشعير ما كان يسيغه إلا بجرعة ماء .

[ صحيح ابن ماجة في أبواب الزهد ص ٣١٦ ] روى بسنده عن عبد الله بن عمر ، قال : مرّ علينا رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ونحن نعالج خصاً لنا فقال : ما هذا ؟ فقلت خص لنا وهي نحن نصلحه فقال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ما أرى الأمر إلا أعجل من ذلك ( اللغة : ) الخص : بضم الخاء المعجمة والصاد المهملة المشددة ، هو البيت من قصب أو شجر .

[ مسند الامام أحمد بن حنبل ج ٣ ص ٣٠٠ ] روى بسنده عن جابر قال : مكث النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم وأصحابه وهم يحفرون الخندق ثلاثاً لم يذوقوا طعاماً ، فقالوا يا رسول الله ان ها هنا كدية من الجبل ، فقال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم رشوها بالماء فرشوها ثم جاء النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فأخذ المعول ـ أو المسجاة ـ ثم قال : بسم الله ، فضرب ثلاثاً فصارت كثيباً يهال ، قال جابر فحانت مني التفاتة فاذا رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم قد شد على بطنه حجراً .

١٨٠