فضائل الخمسة من الصّحاح الستّة - ج ١

آية الله السيد مرتضى الفيروزآبادي

فضائل الخمسة من الصّحاح الستّة - ج ١

المؤلف:

آية الله السيد مرتضى الفيروزآبادي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: منشورات فيروزآبادي
المطبعة: مطبعة أمير
الطبعة: ٢
ISBN الدورة:
964-6406-18-1

الصفحات: ٤٦٣
  الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة
 &

أو يؤمن بك هذا الضب ، فأخرج الضب من كمه وطرحه بين يدي رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم ، وقال : ان آمن بك هذا الضب آمنت بك ، فقال رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم : يا ضب فأجابه الضب ـ بلسان عربي مبين يسمعه القوم جميعاً ـ لبيك وسعديك يا زين من وافى القيامة ، قال : من تعبد يا ضب ؟ قال : الذي في السماء عرشه وفي الأرض سلطانه ، وفي البحر سبيله ، وفي الجنة رحمته ، وفي النار عذابه ، قال : فمن أنا يا ضب ؟ قال : أنت رسول الله رب العالمين ، وخاتم النبيين ، وقد أفلح من صدقك ، وقد خاب من كذبك ، قال الأعرابي : لا أتبع أثراً بعد عين ، والله قد جئتك وما على ظهر الأرض أحد أبغض إليّ منك وانك اليوم احب اليّ من ولدي ونفسي ، وإني لأحبك بداخلي وخارجي وسري وعلانيتي ، أشهد أن لا إله إلا الله ، وإنك رسول الله ، فقال رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم : الحمد لله الذي هداك الى هذا الدين الذي يعلو ولا يعلى ، ولا يقبله الله إلا بصلاة ، ولا تقبل الصلاة إلا بقرآن قال : فعلمني ، فعلمه رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم الحمد ، وقل هو الله احد ، قال : زدني يا رسول الله فما سمعت في البسيط ولا في الرجز أحسن من هذا ، قال : يا اعرابي ان هذا كلام رب العالمين وليس بشعر ، وإنك إذا قرأت قل هو الله أحد مرة كان لك كأجر من قرأ ثلث القرآن ، وان قرأت قل هو الله احد مرتين كان لك كأجر من قرأ ثلثي القرآن ، وان قرأت قل هو الله احد ثلاث مرات كان لك كأجر من قرأ القرآن كله ، فقال الأعرابي : نعم الإِله إلهنا يقبل اليسير ويعطي الجزيل ( الحديث ) قال : اخرجه الطبراني وابن عدي والحاكم وابو نعيم والبيهقي وابن عساكر .

[ كنز العمال ج ٦ ص ٢٨١ ] قال : اتى جرهد النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم وبين يديه طعام ، فأدنى يده الشمال ليأكل ـ وكانت

١٠١
 &

اليمنى مصابة ـ فقال : كل باليمين ، فقال يا رسول الله انها مصابة ، فنفث عليها رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم فما شكا حتى مات ، قال : اخرجه الطبراني عن جرهد .

[ الهيثمي في مجمعه ج ٩ ص ١٠ ] قال : وعن ابن عباس ، قال جاء رجل من بني عامر الى النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم كان يداوي ويعالج فقال له يا محمد انك تقول اشياء فهل لك ان أداويك ؟ قال : فدعاه رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم ثم قال له : هل لك ان أداويك ؟ قال : إيه وعنده نخل وشجر ، قال فدعا رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم عذقاً منها فأقبل اليه وهو يسجد ويرفع ويسجد ويرفع حتى انتهى اليه ، فقام بين يديه ثم قال له رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم : ارجع الى مكانك ، فرجع الى مكانه ، فقال : والله لا اكذبك بشيء تقوله بعدها أبداً ( قال ) رواه ابو يعلى .

[ الهيثمي في مجمعه ج ٩ ص ٢١ ] قال : وعن ابي امامة ، قال : كانت امرأة ترافث الرجل وكانت بذيئة فمرت بالنبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم وهو يأكل ثريداً على طربال ، فقالت : انظروا اليه يجلس كما يجلس العبد ، ويأكل كما يأكل العبد ، فقال النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم وأي عبد أعبد مني ؟ قالت ويأكل ولا يطعمني ، قال فكلي ، قالت : ناولني بيدك فناولها ، فقالت : اطعمني مما فيك ، فأعطاها فأكلت فغلبها الحياء فلم ترافث احداً حتى ماتت ( قال ) رواه الطبراني .

١٠٢
 &

باب

في شهادة عتبة بن ربيعة ان القرآن ليس شعراً ولا سحراً ولا كهانة

[ كنز العمال ج ٦ ص ٢٨٩ ] قال : عن محمد بن كعب القرظي قال : حدثت ان عتبة بن ربيعة ـ وكان سيداً حليماً ـ قال ذات يوم وهو جالس في نادي قريش ورسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم جالس وحده في المسجد : يا معشر قريش ألا أقوم الى هذا فأكلمه فأعرض عليه اموراً لعله أن يقبل بعضها فنعطيه ايها شاء ويكف عنا ؟ وذلك حين أسلم حمزة بن عبد المطلب ورأوا أصحاب رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم يزيدون ويكثرون ، فقالوا : بلى فقم يا أبا الوليد فكلمه ، فقام عتبة حتى جلس الى رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم فقال : يا بن اخي إنك منا حيث قد علمت من السعة في العشيرة ، والمكان في النسب ، وإنك قد اتيت قومك بأمر عظيم فرقت به جماعتهم ، وسفهت به أحلامهم ، وعبت به آلهتهم ودينهم ، وكفرت من مضى من آبائهم ، فأسمع مني اعرض عليك اموراً تنظر فيها لعلك ان تقبل منها بعضاً ، فقال رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم قل يا أبا الوليد أسمع ، فقال : يا بن أخي إن كنت إنما تريد بما جئت من هذا القول مالاً جمعنا لك من اموالنا حتى تكون اكثرنا

١٠٣
 &

مالاً ، وإن كنت إنما تريد شرفاً شرفناك علينا حتى لا نقطع امراً دونك ، وإن كنت تريد ملكاً ملكناك علينا وان كان هذا الذي يأتيك رؤيا تراه ولا تستطيع ان ترده عن نفسك طلبنا لك الطبيب وبذلنا فيه اموالنا حتى يبرئك منه فإنه ربما غلب التابع على الرجل حتى يداوي منه ، أو لعل هذا الذي تأتي به شعر جاش به صدرك ، وإنكم لعمري يا بني عبد المطلب تقدرون منه على ما لا يقدر عليه أحد ، حتى اذا سكت عنه ورسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم ، يستمع منه ، قال رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم : أفرغت يا أبا الوليد ؟ قال : نعم ، قال فأسمع مني ، قال : أفعل ، فقال رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم : ( بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ ، حم تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ ، كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ) ، فمضى رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم فقرئها عليه فلما سمعها عتبة انصت له وألقى بيده خلف ظهره معتمداً عليها يستمع منه حتى انتهى رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم السجدة فسجد فيها ثم قال : قد سمعت يا أبا الوليد ما سمعت فأنت وذاك ، فقام عتبة الى اصحابه . ، فقال بعضهم لبعض : نحلف بالله لقد جاءكم ابو الوليد بغير الوجه الذي ذهب به ، فلما جلس اليهم قالوا : ما وراءك يا أبا الوليد ؟ فقال : ورائي أني والله قد سمعت قولاً ما سمعت بمثله قط ، والله ما هو بالشعر ولا بسحر ولا كهانة ، يا معشر قريش أطيعوني واجعلوها فيّ ، خلوا بين هذا الرجل وبين ما هو فيه واعتزلوه ، فوالله ليكونن لقوله الذي سمعت نبأ ، فإن تصبه العرب فقد كفيتموه بغيركم ، وإن يظهر على العرب فملكه ملككم وعزه عزكم وكنتم اسعد الناس به ، قالوا سحرك والله يا أبا الوليد بلسانه ، فقال : هذا رأيي لكم فأصنعوا ما بدأ لكم ( قال ) أخرجه البيهقي في الدلائل وابن عساكر .

١٠٤
 &

بابٌ

في استسقاء النبي صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم

[ صحيح البخاري ] في كتاب بدء الخلق ، في باب علامات النبوة في الإِسلام ، روى بسنده عن انس ، قال : أصاب أهل المدينة قحط على عهد رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم فبينا هو يخطب يوم جمعة إذ قام رجل فقال يا رسول الله هلكت الكراع هلكت الشاة فأدع الله يسقينا فمد يديه ودعا ، قال انس وان السماء لمثل الزجاجة فهاجت ريح نشأت سحاباً ثم اجتمع ثم أرسلت السماء عزاليها فخرجنا نخوض الماء حتى أتينا منازلنا فلم نزل نمطر الى الجمعة الأخرى فقام اليه ذلك الرجل أو غيره فقال : يا رسول الله تهدمت البيوت فأدع الله يحبسه ، فتبسم ثم قال : حوالينا ولا علينا ، فنظرت الى السحاب تصدع حول المدينة كأنه اكليل ( اللغة ) العزالى ـ بكسر اللام ـ مفرده العزلاء مؤنث الأعزل وهو مصب الماء من القربة ونحوها ، يقال : ( انزلت السماء عزاليها ) إشارة الى شدة وقع المطر .

[ صحيح ابي داود ج ٧ ص ١١٥ ] روى بسنده عن عائشة ، قالت : شكا الناس الى رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم قحوط

١٠٥
 &

مطر فأمر بمنبر فوضع له في المصلى ووعد الناس يوماً يخرجون فيه ، قالت عائشة : فخرج رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم حين بدأ حاجب الشمس ، فقعد على المنبر فكبر صلى الله عليه ( وآله ) وسلم وحمد الله عز وجل ، ثم قال : إنكم شكوتم جدب دياركم ، واستئخار المطر عن إبان زمانه عنكم ، وقد أمركم الله عز وجل ان تدعوه ، ووعدكم أن يستجيب لكم ، ثم قال : الحمد لله رب العالمين ، الرحمن الرحيم ، مالك يوم الدين ، لا إله إلا الله يفعل ما يريد اللهم أنت الله لا إله إلا انت ، الغني ونحن الفقراء ، أنزل علينا الغيث واجعل ما انزلت لنا قوة وبلاغاً الى حين ، ثم رفع يديه فلم يزل في الرفع حتى بدا بياض إبطيه ، ثم حول الى الناس ظهره ، وقلب ـ أو حول ـ رداءه وهو رافع يديه ، ثم اقبل على الناس ونزل ، فصلى ركعتين فانشأ الله سحابة فرعدت وبرقت ثم امطرت بإذن الله ، فلم يأت مسجده حتى سالت السيول فلما رأى سرعتهم الى الكن ضحك صلى الله عليه ( وآله ) وسلم حتى بدت نواجذه ، فقال : أشهد ان الله على كل شيء قدير ، وإني عبد الله ورسوله .

[ مسند الإِمام احمد بن حنبل ج ٤ ص ٢٣٥ ] روى بسنده عن شرحبيل بن السمط ، قال : قال لكعب بن مرة : يا كعب بن مرة حدثنا عن رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم ثم ساق الحديث ( الى ان قال ) قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم يقول : وجاءه رجل فقال : استسق الله لمضر ، قال فقال : إنك لجريئي المصر ، قال : يا رسول الله استنصرت الله عز وجل فنصرك ، ودعوت الله عز وجل فأجابك ، قال : فرفع رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم يديه يقول : أللهم أسقنا غيثاً مغيثاً مريعاً مريئاً طبقاً غدقاً عاجلاً غير رائث ، نافعاً غير ضار ، قال : فاحيوا قال : فما لبثوا ان اتوه فشكوا اليه كثرة المطر ، فقالوا قد تهدمت البيوت ، قال فرفع

١٠٦
 &

يديه : وقال : اللهم حوالينا ولا علينا ، قال : فجعل السحاب يتقطع يميناً وشمالاً .

[ سنن الدارمي ج ١ ص ٤٣ ] روى بسنده عن اوس بن عبد الله قال : قال قحط أهل المدينة قحطاً شديداً فشكوا الى عائشة فقالت انظروا قبر النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم فاجعلوا منه كواً الى السماء حتى لا يكون بينه وبين السماء سقف ، قال : ففعلوا ، فمطرنا مطراً حتى نبت العشب وسمنت الأبل حتى تفتقت من الشحم ، فسمي عام الفتق .

١٠٧
 &

بابٌ

في شيء من دعوات النبي ( ص ) المستجابة

[ مستدرك الصحيحين ج ٢ ص ٦٢١ ] روى بسنده عن عبد الرحمن ابن ابي بكر ، قال : كان فلان يجلس الى النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فاذا تكلم النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم بشيء اختلج بوجهه ، فقال له النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم كن كذلك ، فلم يزل يختلج حتى مات .

[ طبقات ابن سعد ج ١ القسم ١ ص ١٥٧ ] قال : وكان خروج رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم من الغار ليلة الأثنين لأربع ليالٍ خلون من شهر ربيع الأول ، فقام يوم الثلاثاء بقديد ، فلما راحوا منها عرض لهم سراقة بن مالك بن جعشم وهو على فرس له فدعا عليه رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فرسخت قوائم فرسه فقال : يا محمد أدع الله ان يطلق فرسي وأرجع عنك وأرد ما ورائي ففعل ، فأطلق ورجع فوجد الناس يلتمسون رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فقال أرجعوا فقد استبرأت لكم ما ها هنا وقد عرفتم بصري بالأثر فرجعوا عنه .

١٠٨
 &

[ أُسد الغابة ج ٤ ص ٣٦٣ ] ذكر حديثاً مسنداً عن ابي نوفل بن أبي عقرب عن ابيه قال كان لهب بن أبي لهب يسب النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فقال النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم اللهم سلط عليه كلباً من كلابك فخرج يريد الشام في قافلة مع اصحابه فنزلوا منزلاً فقال والله اني لأخاف دعوة محمد قال فحوطوا المتاع حوله وقعدوا يحرسونه فجاء السبع فأنتزعه فذهب به .

[ الهيثمي في مجمعه ج ٦ ص ١٨٣ ] قال : وعن مصعب بن شيبة عن أبيه ، قال : خرجت مع رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يوم حنين ، والله ما اخرجني الاسلام ولا معرفة به ولكني أنفت ان تظهر هوازن على قريش فقلت ـ وأنا واقف معه ـ : يا رسول الله اني ارى خيلاً بلقاً ، قال : يا شيبة إنه لا يراها إلا كافر ، فضرب بيده على صدري ثم قال : اللهم أهدِ شيبة ، ثم ضربها الثانية ، ثم قال : اللهم أهد شيبة ، فوالله ما رفع يده في الثالثة من صدري حتى ما كان احد من خلق الله أحب اليّ منه ( الحديث ) قال : رواه الطبراني .

١٠٩
 &

بابٌ

في علم النبي صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم

[ صحيح مسلم ] في كتاب الفضائل ، في باب علمه صلى الله عليه و ( آله ) وسلم بالله تعالى وشدة خشيته ، روى بسنده عن عائشة ، قالت : صنع رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم امراً فرخص فيه ، فبلغ ذلك ناساً من اصحابه فانهم كرهوه وتنزهوا عنه ، فبلغه ذلك فقام خطيباً ، فقال : ما بال رجال بلغهم عني امر رخصت فيه فكرهوه وتنزهوا عنه ، فوالله لأنا أعلمهم بالله وأشدهم خشية ( أقول ) ورواه البخاري ايضاً في صحيحه باختلاف يسير في بعض الألفاظ .

[ طبقات ابن سعد ج ١ القسم ١ ص ١١٥ ] روى بسنده عن ابن عباس قال حضرت عصابة من اليهود ـ يعني رسول الله صلى الله عليه و( آله ) وسلم ـ يوماً فقالوا يا أبا القاسم حدثنا عن خلال نسألك عنهن لا يعلمهن إلا نبي ، قال : سلوني عما شئتم ، ولكن اجعلوا لي ذمة الله وما أخذ يعقوب على بنيه لئن أنا حدثتكم شيئاً فعرفتموه لتبايعني على الاسلام ، قالوا فذلك لك ، قال : فسلوني عما شئتم ، قالوا : اخبرنا عن أربع خلال نسألك عنهن ، أخبرنا أي الطعام حرم اسرائيل على نفسه من قبل ان تنزل التوراة ؟ واخبرنا كيف ماء المرأة من ماء الرجل ؟

١١٠
 &

وكيف يكون الذكر منه ؟ وكيف تكون الأنثى ؟ وأخبرنا كيف هذا النبي الأمي في النوم ؟ ومن وليه من الملائكة ؟ قال فعليكم عهد الله لئن أنا أخبرتكم لتبايعني فأعطوه ما شاء من عهد وميثاق قال : فانشدكم بالذي أنزل التوراة على موسى هل تعلمون ان اسرائيل يعقوب مرض مرضاً شديداً وطال سقمه منه فنذر لله نذراً لئن شفاه الله من سقمه ليحرمنّ أحب الشراب اليه واحب الطعام اليه فكان احب الطعام اليه لحم الإِبل وأحب الشراب اليه البانها ؟ قالوا : اللهم نعم ، قال اللهم اشهد عليهم قال : فأنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو الذي انزل التوراة على موسى هل تعلمون ان ماء الرجل أبيض غليظ وان ماء المرأة اصفر رقيق فأيهما علا كان له الولد والشبه باذن الله ، وان علا ماء الرجل على ماء المرأة كان ذكراً بإذن الله ، وإن علا ماء المرأة على ماء الرجل كان انثى بإذن الله ؟ قالوا : اللهم نعم ، قال : اللهم اشهد عليهم ، قال : فانشدكم بالله الذي انزل التوراة على موسى هل تعلمون ان هذا النبي الأمي تنام عيناه ولا ينام قلبه ؟ قالوا اللهم نعم ، قال : اللهم اشهد عليهم ، قالوا : أنت الآن ، فحدثنا من وليك من الملائكة فعندها نجامعك أو نفارقك ، قال : فإن وليي جبريل ولم يبعث نبي قط ، إلا هو وليه قالوا : فعندها نفارقك لو كان وليك سواه من الملائكة لتابعناك وصدقناك ، قال فما يمنعكم ، من ان تصدقوه ؟ قالوا : انه عدونا فعند ذلك قال الله جل ثناؤه : ( قُلْ مَن كَانَ عَدُوًّا لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَىٰ قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّـهِ ) إلى قوله : ( كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ) فعند ذلك باؤوا بغضب على غضب .

[ الهيثمي في مجمعه ج ٨ ص ٢٦٣ ] قال عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم قال : أُوتيت مفاتيح كل شيء إلا الخمس ( إِنَّ اللَّـهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ) قال : رواه احمد والطبراني ورجال احمد رجال الصحيح .

١١١
 &

بابٌ

في شيء من اخبار النبي صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم عن الغيب

قال الله تبارك وتعالى في سورة الجن : ( عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَىٰ غَيْبِهِ أَحَدًا إِلَّا مَنِ ارْتَضَىٰ مِن رَّسُولٍ ) .

[ مسند الامام احمد بن حنبل ج ٤ ص ٣٥٣ ] روى بسنده عن ابن عباس ، قال : كان الذي أسر العباس بن عبد المطلب أبا اليسر بن عمرو وهو كعب بن عمرو واحد بني سلمة ، فقال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم كيف أسرته يا أبا اليسر ؟ قال : لقد اعانني عليه رجل ما رأيته بعد ولا قبل هيئته كذا ، قال : فقال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم لقد أعانك عليه ملك كريم ، وقال للعباس يا عباس إفد نفسك وابن اخيك عقيل بن أبي طالب ونوفل بن الحارث وحليفك عتبة بن جحدم أحد بني الحارث ابن فهر ، : قال فأبى وقال : إني قد كنت مسلماً قبل ذلك وإنما استكرهوني قال : الله أعلم بشأنك إن يك ما تدعي حقاً فالله يجزيك بذلك ، وأما ظاهر أمرك فقد كان علينا فافد نفسك ، وكان رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم قد اخذ منه

١١٢
 &

عشرين أوقية ذهب ، فقال : يا رسول الله احسبها لي من فداي قال لا ، ذاك شيء أعطاناه الله منك ، قال : فإنه ليس لي مال ، قال فأين المال الذي وضعته بمكة حيث خرجت عند ام الفضل وليس معكما أحد غيركما . فقلت : إن أصبت في سفري هذا فللفضل كذا ولقثم كذا ولعبد الله كذا ؟ قال : فوالذي بعثك بالحق ما علم بهذا أحد من الناس غيري وغيرها واني لأعلم انك رسول الله .

[ مستدرك الصحيحين ج ٣ ص ٢٤٦ ] روى بسنده عن علي بن عيسى النوفلي ، قال : لما أسر نوفل بن الحارث ببدر قال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم إفد نفسك يا نوفل ، قال : ما لي شيء أفدي به يا رسول الله قال : إفد نفسك برماحك التي بجدة ، قال : والله ما علم احد ان لي بجدة رماحاً بعد الله غيري ، أشهد انك رسول الله ، ففدى نفسه بها وكانت الف رمح ( الحديث ) .

[ طبقات ابن سعد ج ١ القسم ١ ص ١٢٥ ] روى بسنده عن شيخ من قريش ان قريشاً لما تكاتبت على بني هاشم حين أبوا ان يدفعوا اليهم رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم وكانوا تكاتبوا ألا ينكحوهم ولا ينكحوا اليهم ، ولا يبيعوهم ولا يبتاعوا منهم ، ولا يخالطوهم في شيء ولا يكلموهم ، فمكثوا ثلاث سنين في شعبهم محصورين إلا ما كان من أبي لهب فإنه لم يدخل معهم ودخل معهم بنو المطلب بن عبد مناف ، فلما مضت ثلاث سنين أطلع الله نبيه على أمر صحيفتهم وأن الأرض قد اكلت ما كان فيها من جور أو ظلم وبقي ما كان من ذكر الله ، فذكر ذلك رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم لأبي طالب ، فقال أبو طالب : احق ما تخبرني يا بن اخي ؟ قال : نعم والله ، قال : فذكر ذلك ابو طالب لأخوته فقالوا له ما ظنك به ؟ قال فقال أبو طالب : والله ما كذبني قط ، قال فما ترى ؟ قال أرى ان تلبسوا احسن ما تجدون من الثياب ثم تخرجون الى قريش فنذكر ذلك لهم قبل

١١٣
 &

ان يبلغهم الخبر ، قال : فخرجوا حتى دخلوا المسجد فصمدوا الى الحجر ـ وكان لا يجلس فيه الامسان قريش وذو نهاهم ـ فترفعت اليهم المجالس ينظرون ماذا يقولون ، فقال ابو طالب : إنّا قد جئنا لأمر فأجيبوا فيه بالذي يعرف لكم ، قالوا : مرحباً بكم وأهلاً وعندنا ما يسرك فما طلبت ؟ قال : ابن اخي قد اخبرني ولم يكذبني قط ان الله سلط على صحيفتكم التي كتبتم الأرضة فلحست كل ما كان فيها من جور أو ظلم أو قطيعة رحم وبقي فيها كل ما ذكر به الله ، فإن كان ابن اخي صادقاً نزعتم عن سوء رأيكم ، وان كان كاذباً دفعته اليكم فقتلتموه أو استحييتموه ان شئتم ، قالوا : قد انصفتنا ، فأرسلوا الى الصحيفة فلما أتى بها قال أبو طالب : اقرؤوها فلما فتحوها اذا هي كما قال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم قد أكلت كلها إلا ما كان من ذكر الله فيها قال فسقط في أيدي القوم ثم نكسوا على رؤوسهم . فقال أبو طالب : هل تبين لكم انكم أولى بالظلم والقطيعة والاساءة ؟ فلم يراجعه احد من القوم وتلاوم رجال من قريش على ما صنعوا ببني هاشم ، فمكثوا غير كثير ورجع أبو طالب الى الشعب وهو يقول : يا معشر قريش علامَ نحصر ونحبس وقد بان الأمر ؟ ثم دخل هو وأصحابه بين استار الكعبة ، فقال : اللهم انصرنا ممن ظلمنا ، وقطع أرحامنا ، واستحل منا ما يحرم عليه منا ثم انصرفوا .

[ تاريخ بغداد ج ٣ ص ١٦٧ ] روى بسنده عن زيد بن أرقم ، قال : أتى النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ، أعرابي وهو شاد عليه ردنه أو عباءه فقال أيكم محمد ؟ فقالوا : صاحب الوجه الأزهر ، فقال إن يكن نبياً فما معي ؟ قال إن أخبرتك فهل تقر بالشهادة ؟ وقال ابو العلاء فهل أنت مؤمن ؟ قال نعم ، قال : إنك مررت بوادي آل فلان ـ أو قال شعب آل فلان ـ وإنك بصرت فيه بوكر حمامة فيه فرخان لها ، وإنك اخذت الفرخين من وكرها وإن الحمامة اتت الى وكرها فلم تر

١١٤
 &

فرخيها فصفقت في البادية فلم تر غيرك فرفرفت عليك ففتحت لها ردنك ـ أو قال عباءك ـ فانقضت فيه فها هي ناشرة جناحيها مقبلة على فرخيها ففتح الأعرابي ردنه ـ أو قال عباءه ـ فكان كما قاله النبي فعجب اصحاب رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم منها واقبالها على فرخيها ، فقال أتعجبون منها وإقبالها على فرخيها ؟ فالله أشد فرحاً وأشد اقبالاً على عبده المؤمن حين توبته من هذه بفرخيها ( الحديث ) .

[ مرقاة المفاتيح ج ٥ ص ٤٨١ ] في المتن ، قال : وعن انس قال : كنا مع عمر بين مكة والمدينة ، ثم ساق الحديث ( إلى ان قال ) ثم انشأ ـ أي عمر ـ يحدثنا عن أهل بدر ، قال : إن رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم كان يرينا مصارع أهل بدر بالأمس ، يقول : هذا مصرع فلان غداً إن شاء الله وهذا مصرع فلان غداً إن شاء الله ، قال عمر : والذي بعثه بالحق ما اخطأوا الحدود التي حدها رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ، قال : فجعلوا في بئر بعضهم على بعض ، فأنطلق رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم حتى انتهى اليهم ، فقال : يا فلان ابن فلان ويا فلان ابن فلان هل وجدتم ما وعدكم الله ورسوله حقاً ؟ فإني قد وجدت ما وعدني الله حقاً ، فقال عمر يا رسول الله كيف تكلم اجساداً لا أرواح فيها ؟ فقال : ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ، غير انهم لا يستطيعون ان يردوا عليّ شيئاً ( قال ) رواه مسلم .

[ الهيثمي في مجمعه ج ٨ ص ٢٨٤ ] قال عن محمد بن جعفر بن الزبير ، قال جلس عمير بن وهب الجمحي وصفوان بن أُمية بعد مصاب أهل بدر من قريش في الحجر بيسير ، وكان عمير بن وهب شيطاناً من شياطين قريش ، وكان ممن يؤذي رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم وأصحابه ويلقون منه عناء أذاهم بمكة ، وكان وهب بن عمير بن وهب في أسارى اصحاب بدر ، قال فذكروا اصحاب القليب بمصابهم ، فقال والله إن في العيش خير بعدهم ، فقال عمير بن وهب : صدقت

١١٥
 &

والله لولا دين عليّ ليس عندي قضاؤه وعيالي أخشى عليهم الضيعة بعدي لركبت الى محمد حتى أقتله فان لي فيهم علة ابني عندهم اسير في ايديهم ، قال : فاغتنمها صفوان فقال : عليَّ دينك انا اقضيه عنك ، وعيالك مع عيالي اسويهم ما بقوا لا نسعهم بعجز عنهم ، قال عمير : اكتم عني شأني وشأنك ، قال : أفعل ثم أمر عمير بسيفه فشحذ وسم ثم انطلق الى المدينة ، فبينما عمر بالمدينة في نفر من المسلمين يتذاكرون يوم بدر وما أكرمهم الله به وما أراهم من عدوهم إذ نظر الى عمير بن وهب قد أناخ بباب المسجد متوشح السيف فقال : هذا الكلب والله عمير بن وهب ما جاء إلا لشر ، هذا الذي حرش بيننا وحرزنا للقوم يوم بدر ، ثم دخل عمر على رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فقال يا رسول الله هذا عمير بن وهب قد جاء متوشح السيف قال فادخله ، فاقبل عمر حتى أخذ بحمالة سيفه في عنقه فلببه بها ، وقال عمر لرجال من الأنصار ممن كان معه ، أدخلوا على رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فاجلسوا عنده واحذروا هذا الكلب عليه فانه غير مأمون ، ثم دخل على رسول الله به وعمر آخذ بحمالة سيفه ، فقال : أرسله يا عمر أدن يا عمير فدنا فقال أنعموا صباحاً ـ وكانت تحية أهل الجاهلية بينهم ـ فقال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم قد أكرمنا الله بتحية خير من تحيتك يا عمير ، السلام تحية أهل الجنة ، فقال أما والله يا محمد إن كنت لحديث عهد بها ، قال : فما جاء بك ؟ قال جئت لهذا الأسير الذي في أيديكم ، فاحسبه ، قال : فما بال السيف في عنقك ؟ قال قبحها الله من سيوف فهل أغنت عنا شيئاً ، قال : أصدقني ما الذي جئت له ؟ قال ما جئت إلا لهذا ، قال : بلى قعدت أنت وصفوان بن امية في الحجر فتذاكرتما أصحاب القليب من قريش فقلت : لو لا دين عليَّ وعيالي لخرجت حتى أقتل محمداً فتحمل صفوان لك بدينك وعيالك على أن تقتلني ، والله حائل بينك وبين ذلك ، قال عمير : أشهد أنك رسول الله ، قد كنا يا رسول الله نكذبك بما كنت

١١٦
 &

تأتينا من خبر السماء وما ينزل عليك من الوحي ، وهذا أمر لم يحضره إلا أنا وصفوان ، فوالله اني لأعلم ما أنبأك به إلا الله ، فالحمد لله الذي هداني للاسلام ، وساقني هذا المساق ، ثم شهد شهادة الحق ، فقال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فقهوا أخاكم في دينه ، وأقرؤوه القرآن ، وأطلقوا له أسيره ، ثم قال يا رسول الله إني كنت جاهداً على إطفاء نور الله شديد الأذى لمن كان على دين الله واني أحب ان تأذن لي فأقدم مكة فأدعوهم الى الله والى الاسلام لعل الله ان يهديهم ولا أؤذيهم كما كنت أوذي أصحابك في دينهم ، فأذن له رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم فلحق بمكة ، وكان صفوان حين خرج عمير بن وهب قال لقريش : ابشروا بوقعة تنسيكم وقعة بدر ، وكان صفوان يسأل عنه الركبان حتى قدم راكب فأخبره باسلامه فحلف أن لا يكلمه أبداً ولا ينفعه بنفع أبداً ، فلما قدم عمير مكة أقام بها يدعو الى الاسلام ، ويؤذي من خالفه أذى شديداً ، فأسلم على يديه ناس كثير ( قال ) رواه الطبراني مرسلاً ، وإسناده جيد .

[ الهيثمي في مجمعه ج ٨ ص ٢٨٧ ] قال : وعن ابي بكرة ، قال : لما بعث رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم بعث كسرى الى عامله على ارض اليمن ومن يليه من العرب ـ وكان يقال له بادام ـ انه بلغني انه خرج رجل قبلك يزعم انه نبي فقل له فليكف عن ذلك أو لأبعثن اليه من يقتله أو يقتل قومه ، قال فجاء رسول بادام الى النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فقال له هذا فقال رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم لو كان شيء فعلته من قبلي كففت ولكن الله عز وجل بعثني فاقام الرسول عنده ، فقال له رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم : ان ربي قتل كسرى ولا كسرى بعد اليوم ، وقتل قيصر ولا قيصر بعد اليوم ، قال : فكتب قوله في الساعة التي حدثه ، واليوم الذي حدثه ، والشهر الذي حدثه فيه ، ثم رجع الى بادام فاذا كسرى قد مات واذا قيصر قد قتل ، قال رواه الطبراني ، ورجاله رجال

١١٧
 &

الصحيح .

[ الهيثمي في مجمعه ج ٨ ص ٢٨٨ ] قال وعن خريم بن اوس قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ، يقول : هذه الحيرة البيضاء قد رفعت لي ، وهذه الشماء بنت بقيلة الازدية على بغلة شهباء معتجرة بخمار أسود ، قلت يا رسول الله إن دخلنا الحيرة ووجدتها على هذه الصفة فهي لي ، قال : هي لك ، ثم ارتدت العرب فلم يرتد أحد من طيء ، فكنا نقاتل قيساً على الاسلام ، ومنهم عتبة ابن حصن ، وساق الحديث ( الى ان قال ) ثم سار خالد بن الوليد الى مسيلمة فسرنا معه فلما فرغنا من مسيلمة وأصحابه أقبلنا الى ناحية البصرة فلقينا هرمز بكاظمة في جمع عظيم ولم يكن أحد أعدى للعرب من هرمز ـ فبرز له ابن الوليد ودعا الى البراز فبرز له هرمز فقتله خالد فقوم سلبه فبلغت قلنسوته مائة الف درهم ، ثم سرنا على طريق الطف حتى دخلنا الحيرة فكان أول من تلقانا فيها شماء بنت بقيلة على بغلة لها شهباء بخمار أسود فتعلقت بها وقلت : هذه وهبها لي رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فدعاني خالد عليها البينة فاتيته بها فسلمها إليَّ ونزل الينا أخوها عبد المسيح ، فقال لي : بعنيها فقلت له : لا انقصها والله من عشر مائة شيئاً فدفع إليَّ ألف درهم ، فقيل لي لو قلت : مائة الف دفعها اليك ، فقلت لا أحسب ان مالاً اكثر من عشر مائة ( قال ) رواه الطبراني .

[ سنن الدارمي ج ١ ص ٣٣ ] روى بسنده عن جابر بن عبد الله ان يهودية من أهل خيبر سمت شاة مصلية ثم أهدتها الى النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم فأخذ النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم منها الذراع فأكل منها واكل الرهط من أصحابه معه ، ثم قال لهم النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ارفعوا ايديكم وأرسل النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم الى اليهودية فدعاها فقال لها أسمعت هذه الشاة ؟ فقالت : نعم

١١٨
 &

ومن أخبرك ؟ فقال النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم أخبرتني هذه في يدي الذراع ، فقالت : نعم ، قال فماذا أردت الى ذلك ؟ قالت قلت ان كان نبياً لم يضره ، وإن لم يكن نبياً استرحنا منه فعفا عنها رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ولم يعاقبها ( الحديث ) .

١١٩
 &

بابٌ

في فلق صدر النبي صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم

[ مسند الامام احمد بن حنبل ج ٥ ص ١٣٩ ] روى بسنده عن أُبي بن كعب ، قال : ان ابا هريرة كان جرياً على ان يسأل رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم عن أشياء لا يسأله عنها غيره ، فقال : يا رسول الله ما أول ما رأيت في امر النبوة ؟ فاستوى رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم جالساً وقال : لقد سألت أبا هريرة ، إني لفي صحراء ابن عشر سنين وأشهر ، وإذا بكلام فوق رأسي واذا رجل يقول لرجل أهو هو ؟ قال : نعم فاستقبلاني بوجوه لم أرها لخلق قط ، وأرواح لم اجدها من خلق قط وثياب لم أرها على أحد قط ، فأقبلا إليّ يمشيان حتى اخذ كل واحد منهما بعضدي لا اجد لأحدهما مساً ، فقال احدهما لصاحبه : اضجعه فاضجعاني بلا قصر ولا هصر ، وقال أحدهما لصاحبه أفلق صدره فهوى أحدهما الى صدري ففلقه فما أرى بلا دم ولا وجع ، فقال له اخرج الغل والحسد فأخرج شيئاً كهيئة العلقة ثم نبذها فطرحها فقال له : أدخل الرأفة والرحمة فاذا مثل الذي اخرج يشبه الفضة ، ثم هز ابهام رجلي اليمنى ، فقال : اغد واسلم ، فرجعت بها أغدو رقة على الصغير ورحمة للكبير .

١٢٠