الكافي في الفقه

أبي الصّلاح تقيّ بن نجم الحلبي

الكافي في الفقه

المؤلف:

أبي الصّلاح تقيّ بن نجم الحلبي


المحقق: رضا الاستادي
الموضوع : الفقه
الناشر: مكتبة الإمام أمير المؤمنين عليه السلام العامّة
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٤٤

انه تعالى فعل في المثاب شهوة لذلك أو لبعضه أو لما زاد عليه فلا بد من تمكينه من الوصول اليه وان لم يفعل له شهوة لشي‌ء من ذلك سقطت الشبهة فيه.

وقلنا بدوام الثواب وعقاب الكفر ، لحصول العلم بذلك من دينه صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ومعنى الدوام هو ان جميع المستحق في المعلوم لم يخرج الى الوجود وانما يفعل منه في كل وقت ما يقتضيه استحقاق المثاب أو المعاقب فيها هكذا حالا بعد حال الى مالا آخر له ، لان خروج جميع المستحق الى الوجود.

القول بدوامه وتزايد أحد المستحقين على. من الزائد في كل وقت على غيره وقد ذكرنا.

ان قيل : كيف يصح بقاء أهل النار احياء. وانتفاء ما معه يستحيل وجود حياتهم من البرودات. بناهم بنفوذها في أجسامهم.

قيل : يصح ذلك بأن يفعل القديم تعالى في كل معذب بالبرودة والرطوبة والتأليف ( كذا ) مثل ما نفته (١) النار بحرارتها وشدة نفوذها في جسم المعذب بها حالا بعد حال ، فتأثير النار حاصل في تفكيك بنية المعذب ونفى ما يكون به حيا من المعاني ، والحياة باقية بخلق أمثال ما نفته النار حالا فحالا ليستمر العذاب الذي لولا احداثه لا نتفت الحياة وبطل التعذيب ، وقد نص سبحانه على ذلك بقوله تعالى ( كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها لِيَذُوقُوا الْعَذابَ ) (٢) يعنى سبحانه كلما نضجت النار أجسامهم وأشرفوا على الفوت أعادها الله تعالى إلى هيئتها الأولى ليذوقوا العذاب دائما. أعاذنا الله تعالى برحمته من ذلك.

ان قيل : هل للمعذبين في النار ما يغتذون به أكلا وشربا أم لا؟ فان كانوا

__________________

(١) في بعض النسخ :

(٢) سورة النساء ، الاية : ٥٦.

٥٠١

يغتذون ففي ذلك التذاذ وأهل النار عندكم لا يلتذون ، وان كانوا لا يغتذون فكيف تبقى حياتهم؟.

قيل : لولا ما أخبر به تعالى من أكلهم الزقوم وشربهم الحميم لجوزنا فقد الاغتذاء ، ولم يمنع ذلك من بقاء حياتهم ، لان ذلك انما علم في الشاهد لكونه معتادا غير موجب ، إذ لا تأثير للغذاء في بقاء الحيوان ، وانما اجرى تعالى العادة بفعل ما تبقى الحياة معه عند الاغتذاء بالمآكل والمشارب المخصوصة ، وهو سبحانه قادر على ذلك من دون الاغتذاء ، فعلى هذا قد كان جائزا. وان فقدوا الأغذية فتبقى معه حياتهم لكنه. به لا لما توهمه السائل ، وكونهم ذوي أكل وشرب. والمشروب لان الحي لا يلتذ بنفس تناوله الغذاء وانما يكون ملتذا للمتناول. ( كذا ).

ولهذا نجد أحدنا يألم في حال بما كان ملتذا. بالإجماع ان أهل النار لا يلتذون بشي‌ء مع اخباره تعالى عن أكلهم وشربهم ، قطعنا على أنه تعالى لم يفعل فيهم شهوة لشي‌ء منه ، فكيف وقد أخبر بسوء حالهم وعظم المهم عند تناول ذلك الغذاء ، بقوله تعالى ( إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ طَعامُ الْأَثِيمِ كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ كَغَلْيِ الْحَمِيمِ ) (١) وقوله سبحانه ( لَيْسَ لَهُمْ طَعامٌ إِلّا مِنْ ضَرِيعٍ لا يُسْمِنُ وَلا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ ) (٢) وقوله سبحانه متوعدا ( ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ فَمالِؤُنَ مِنْهَا الْبُطُونَ فَشارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ فَشارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ ) (٣) وقال سبحانه في شرابهم ( وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغاثُوا بِماءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرابُ وَساءَتْ مُرْتَفَقاً ) (٤) وأمثال هذه الآيات

__________________

(١) سورة الدخان ، الاية : ٤٦ ـ ٤٥.

(٢) سورة الغاشية ، الاية : ٦.

(٣) سورة الواقعة ، الاية : ٥٥ ـ ٥٠.

(٤) سورة الكهف ، الاية ٢٩.

٥٠٢

المتضمنة بوصف طعامهم وشرابهم بغاية الإيلام ، وذلك يدل على انه من جملة عذابهم.

ان قيل : فما القول في خزنة النار وزبانية العذاب؟

قيل : يصح أن يكونوا مكلفين لما يعانوه ، ومستحقين به الثواب فيما بعد ، ويستبدل بهم غيرهم. والقول في صحة بقائهم ان كانوا مباشرين للنار كالقول في بقاء أهل النار. ويصح أن يكونوا. مكلفين ويستحقون أعواضا بما يدخل عليهم من الم ان فعل فيهم سبحانه نفورا عن النار وان فعل فيهم شهوة لإدراكها فهم بذلك ملتذون إحسانا إليهم وأثابه لهم. في ملائكة الرضوان وكونهم مكلفين أو غير.

ان قيل : ما حكم أهل الجنة إذا شاهدوا. عليهم إيلامه في النار وأعداءهم في الدنيا ينعمون في. أهل النار أولادهم وإخوانهم وأهل مودتهم في الجنة يحبرون وأعداءهم في. يقتضي تنقيص عيش المثاب وتكدير ثوابه وتخفيف عذاب الكافر وعظيم مسرته.

قيل : إذا علمنا إجماع الأمة وصريح التنزيل بخلوص ثواب أهل الجنة وعقاب أهل النار من شوائب ، وجب حمل ما ذكر في السؤال على ما يليق بالمعلوم من محتملاته وهي أشياء :

منها : ان يصرف الله تعالى أهل الجنة والنار عن مشاهدة ذلك ويلهيهم عن الفكر فيه.

ومنها ان يغلظ الله تعالى قلوب أهل الجنة على من في النار من خلصائهم ، وينزع ما في صدورهم من غل وحسد على أهل الجنة كما أخبر سبحانه ، ويبغض أهل الجنة الى أهل النار بمعنى [ ان ] يفعل لهم نفورا عنهم ويحب إليهم أعدائهم من أهل النار.

ومنها ان يكون العلم بذلك منغمرا في جنب عقاب أهل النار لعظمه و

٥٠٣

ثواب أهل الجنة لتزايده ، فلا يؤثر فيها شيئا كما لا يؤثر مسح الغبار عن وجه المضروب بالسياط ولا قرض البرغوث في المنغمر في النعيم ، ولا شبهة في عظم عقاب أهل النار لكونه مقابلا لعظيم عصيانهم واستهانتهم وقد نص على ذلك تعالى وفخم أمر العقاب (١) وعظم موقعه مجملا ومفصلا لكونه مقابلا لتحمل عظيم المشاق في الأفعال والتروك ، وقد نص سبحانه على ذلك في غير موضع لو لم يكن منه الا قوله تعالى ( وَفِيها ما تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ ) (٢) وقوله سبحانه ( وَإِذا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً ) (٣) فعظم سبحانه ما أعد لأهل طاعته مع تصغيره. بايع الآخرة مع حصول العلم الضروري بتفاوت نعيم كثير. سبحانه لم يذكر الدنيا في موضع من كتابه إلا. إليها وضرب أمثالها بأحقر مذكور وأسفه مطلوب. وما وعد فيها من ثواب أهلها.

وذلك يدل على ان تفاوت ثواب كل مطيع من الجميع نعيم العاجلة ، ولا يجوز ان يعلق التفاوت بالدوام حسب ، لأنه تعالى : « قال ( وَإِذا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً عالِيَهُمْ ثِيابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ ). الآيات » (٤) وذلك يقتضي تعلق العظم بما يشاهد من الإثابة ويدرك من النعيم ، وذلك مختص بالموجود منه في كل وقت دون ما لم يوجد ، فيجب أن يكون المفعول منه في كل حال لكل مطيع ما يصغر في جنبه نعيم الدنيا بأسره ، ولا يجوز ان يحمل وصفه تعالى الثواب بالعظم على جميعه ، لأنه تعالى وعد بما وصفه من ذلك لكل مطيع بإجماع ، فيجب الحكم بصدق هذا الوعد فيه دون ثواب غيره من

__________________

(١) كذا ، والصحيح : أمر الثواب.

(٢) سورة الزخرف ، الاية ٧١.

(٣) سورة الدهر ، الاية ٢٠.

(٤) سورة الدهر. الاية ٢١.

٥٠٤

المطيعين.

وأيضا فلا فائدة في ترغيب كل مكلف بتعظيم ثواب جميع المطيعين فيجب تخصيص وصفه بالعظم بثواب كل مطيع.

فعلى هذا يصح أن يكون ثواب أدنى أهل الجنة ينغمر في جنبه نعيم الدنيا بأسره ، ولا يستبعد هذا من عرفه سبحانه قادرا من إيجاد المنافع لكل مكلف على ما يزيد على الموجود في الدنيا لجميع أهلها أضعافا كثيرة ، ولا من علمه سبحانه منعما في الدنيا على بعض الكفار أو متملكا ( كذا ) باقداره وتمكينه من المنافع ما لا يجده واصف ولا يبلغ نعته ذاكر وينغمر في جنب بعضه نعيم عالم من الناس لا يخصصهم غيره مع جحد به سبحانه وعبادة غيره ، فكيف تكليف المشاق. ومعرفة المخلص في عبادته والعمل بطاعته مع سابق. انعامه على أهل ولايته على عاجل إحسانه في. خلقه.

٥٠٥

[ وجوب الرجوع الى فتيا الأئمة المعصومين عليهم‌السلام ]

وإذا وضح برهان ما قدمناه من مسائل التوحيد والعدل. على الوجه الذي له وجبت على براهينها أمنا من معراتها وضرر ما خالفها قاطعاً بفوز من دان بها ووصوله الى عظيم المستحق بها وضلال من خالفها متدينا أو شاكا أو معتقدا عن غير علم أو علم لغير وجهها وأغناه (١) ذلك عن تتبع ما خالفها من تفاصيل المسائل وسقط عنه فرض النظر في أعيانها إذا كان قيام البرهان بصحة المذهب كافيا في اعتقاد صحته وفساد ما خالفه بغير اشكال.

وعلم من جملة ذلك امامة أئمتنا عليهم‌السلام ، وكونهم حفظة للشرع مأمونا منهم الخطاء لعصمتهم ، فوجب عليه الرجوع إليهم والعمل بفتياهم والقطع على خطأ من خالفهم ، لحصول اليقين بفتياهم وصحة إضافته إلى مختارهم لحفظ ملته سبحانه وانتفاء الشبهة عن الحكم بخطإ من خالف الحق المقطوع به وتبليغها ( كذا ) الى من جعلهم حججا عليه من خلفه.

وطريق العلم بفتياهم سماعه شفاها عنهم أو بالتواتر عنهم أو قول من نصوا

__________________

(١) كذا في النسخ والظاهر زيادة الواو.

٥٠٦

على صدقه ، لكون كل واحد من هذه طريقا للعلم على ما سلف لنا في أول الكتاب ، وطريق العلم الان وما قبله من أزمنة الغيبة بفتياهم تواتر شيعتهم عنهم أو إجماع علمائنا ، إذ كان التواتر طريقا للقطع بغير إشكال بصحة المنقول ، وإجماع العلماء من الإمامية يقتضي دخول الحجة المعصوم في جملتهم لكونه واحدا منهم دون من عداهم من الفرق الضالة بجحد الأصول وإنكار إمامته عليه‌السلام [ و ] دون عامتهم لأن الحجة المعصوم المنصوب لحفظ. من أهل الضلال ولا من عامة المحققين لكونه سيد العلماء. لذلك القطع بصحة إجماعهم لكون المعصوم الذي. واحدا منهم.

وطريق العلم بالتواتر والإجماع الاختلاط. وسماع نقلهم وفتياهم وقراءة تصانيفهم وتأمل. به فإنه متى يسلك مكلف العمل بالشريعة طريق العلم بها من الوجه الذي أمر به ، يعلم تواتر الإمامية بمعظم أحكام المسألة ( كذا ) عن أئمتهم الصادقين عن الله سبحانه ، وإجماع العلماء على ما تواتروا به وما لا تواتر فيه من أحكام الملة فيعلمه (١) به ، ويجد ما تضمنه كتابنا هذا وأمثاله من تصانيف علمائنا رضي‌الله‌عنهم من الفتيا السمعي مستندا إلى الحفظة المعصومين ، ويعلم اختصاصه بهم كما يعلم اختصاص ما تضمن كتاب « المزني » بمذهب « الشافعي » وما تضمنه « الطحاوي » بمذهب « أبي حنيفة » وأصحابه ، فيلزم العمل بمقتضاها أمنا من زلل مصنفيها وخطأهم في ذلك لتعلقه بفتيا المأمونين من آل محمد عليهم‌السلام ، لاختصاصه بالتواتر عنهم والإجماع الذي قد بينا كونهما طريقين الى فتياهم عليهم‌السلام.

ويكتفي بذلك عن النظر في أعيان المسائل إذ لا فرق في صحة المسألة بين أن يدل دليل مفرد عليها من كتاب أو سنة أو إجماع وبين أن يعلم استنادها الى

__________________

(١) في بعض النسخ : فيعمله به.

٥٠٧

فتيا صادق عن الله نبيا كان أو إماما مبلغا عنه ، كما نكتفي جميعا فيما نعلم من دين نبينا صلى‌الله‌عليه‌وآله عن تطلب برهان مفرد بشي‌ء منه ، ولهذا لم يتكلف سلفنا الاستدلال على أعيان المسائل المعلوم إضافتها إلى أئمتهم عليهم‌السلام واقتصروا في. إمامة أئمتهم وعصمتهم وكونهم حفظة. من الحجة بالشريعة على مخالفهم على إيضاح. عليه فان يقروا بها يعلموا ما جهلوه منه. على إنكارها مع ثبوت صحتها يقيموا ( كذا ) محجوجين بالنبوة وما تضمنه من المصالح والمفاسد ، فكذلك القول في المنقول عن أئمتنا عليهم‌السلام ان يقر (١) مكلفة الى ( كذا ) ما اقتضاه البرهان من إمامتهم وعصمتهم لكونهم حفظة له يعلم ما جهله من صحة المضاف إليهم وصوا به وان يعاند يقم محجوجا بإمامتهم وما فقده من العلم بالمروي عنهم.

وان اعرض عن سلوك ما نهجناه لبعض الأغراض الفاسدة فالحجة لازمة له ، لأنه أتى في فقد العلم بما كلف العمل به من قبل نفسه كالمعرض من عامة المسلمين عن تأمل حال الفتيا الإسلامي الفاقد لذلك العلم بما أجمعوا عليه أو حصل العلم به من دينه صلوات الله عليه ، وهو محجوج بما كلف علمه لتمكنه منه ، ولا عذر له في الجهل به ، لحصول ذلك بإعراضه عن سلوك طريقه مع قربه ، إذ كان الطريق الى فتيا أئمتنا عليهم‌السلام مساويا للطريق الى فتيا نبينا صلى‌الله‌عليه‌وآله ومشاركا لكل سبيل إلى مقالة كل متكلم ، كأبي علي وابي هاشم والبلخي والنجار وابن كرام ، وكل فقيه ، كما لك وابي حنيفة والشافعي وداود بن علي الأصفهاني وغيرهم من أرباب المذاهب والمقالات.

والا فليذكر أي طريق شاء يصل سالكه الى علم ما اجتمعت الأمة عليه أو

__________________

(١) كذا في بعض النسخ.

٥٠٨

علم من دينه صلى‌الله‌عليه‌وآله أو ثبتت به. لمعتزلي أو اشعري أو كرامي أو نجاري. حتى نريه مثله واضحا الى فتيا أئمتنا عليهم‌السلام. وسطروه في كتبهم وسطرناه في كتابنا هذا بل نجد. الى أحد ما ذكرناه أكبر مزية وأوضح دلالة. واحد من الأئمة عليهم‌السلام لأخذ معالم الدين عنه. لم يبلغ عشيرة ولا عشر عشيرة صحابة أحد من أرباب المقالات مع شديد ورعهم وبارع فضلهم وتنسكهم وتحرجهم ، فكما لا عذر لمن فقد العلم بما ذكرناه من مسائل الإجماع وما يجرى مجراها ومقالات رؤساء الفقهاء والمتكلمين من العوام وقطان السواد والاعراب والجند ( كذا ) والأكراد في ذلك لوضوح طريقه ، فكذلك لا عذر لمن فقد العلم بفتيا أئمتنا عليهم‌السلام لاشتراك كل واحد من فاقدي العلم بما يلزمه في الاعراض عن سلوك طريقه مع وضوحه.

فان قيل : أشيروا على كل حال الى الطريق الموصل الى فتيا أئمتكم عليهم‌السلام لنعتبره.

قيل : قد مضى من التنبيه على ذلك ما يغني عما نستأنفه ، غير انا نفصل ما أجملناه عنه فنقول : طريق ذلك أن يرجع الطالب المعرض عن سماع دعوتنا إليها فليتأمل حال ناقلينا وأهل الفتيا والمصنفين وأهل الاحتجاج فينظر في نقلهم وفتياهم وتصانيفهم وحجاجهم الذي قد طبق المشرق والمغرب وانتشر في الافاق رواية وتصنيفا ومناظرة من زمن أئمة الهدى عليهم‌السلام والى الان ، مع تطابق معانيه وانتظام مبانيه ووفق الفروع الشرعية لما اقتضته الأصول العقلية ، فمتى يفعل ذلك يعلم صحة إضافة ما نفتي به الى أئمتنا عليهم‌السلام كما يعلم من سلك هذا المسلك صحة اضافة كل مقالة الى مبدئها ونحلة الى منشئها وان لا يفعل فالحجة لازمة له لتقصيره عما يجب عليه.

٥٠٩

وبهذا التحرير يسقط ما لا يزالون. من الاعتذار لاجتناب فتيانا بفقد العلم بصدق الشيعة. أو الطعن في عدالتهم بضروب القدح لان برهان صحة. أئمة الهدى المعصومين عليهم‌السلام على الوجه الذي ثبتت منه اضافة كل مقالة ومذهب إلى القائل بهما مسقط لهذا الاعتذار بغير شبهة على متأمل.

واستيفاء ما يتعلق بهذا الفن من الكلام يطول ، وقد بسطناه في مقدمة كتاب « العمدة » ومسألتي « الشافية » و « الكافية » وفيما ذكرناه هاهنا مقنع ومريد الغاية في الاستيفاء يجدها بحيث ذكرناه.

فان قيل : فقد استغنيتم إذا كان الأمر على ما ذكرتموه في حفظ الشريعة وتبليغها عن الامام ، ولستم تذهبون الى ذلك.

قيل : قد أجبنا عن هذا السؤال ونحوه بحيث ذكرناه وجملته : انا وان علمنا صحة اضافة ما تفتي به الإمامية إلى أئمة الهدى من إباء حجة الزمان عليهم‌السلام فلو لا وجود الحجة المعصوم من وراء نقلهم ومن جملة المجمعين منهم لم نقطع على صحة إجماعهم ولا تيقنا الوصول إلى جملة الشريعة بنقلهم لتجويزنا بقاء كثير من الأحكام الشرعية لم تنقل إلينا وان علمنا صحة اضافة المنقول الى الصادقين عليهم‌السلام ، وإطباق علمائهم على الخطأ ، وانما ارتفع هذا الجائز من الخطأ عن المجمعين لدخول الحجة المعصوم في جملتهم ، وزال الريب عن بلوغنا جملة ما كلفناه من الشرعيات لوجود الحجة المعصوم المنصوب لبيان ما لا سبيل الى بيانه الا من جهته وإمساكه عن النكير وإيراد زائد ( كذا ) على المضاف إلى آبائه عليهم‌السلام.

فكيف يتوهم عاقل ان وصولنا إلى الحق في أزمان الغيبة الذي لم يتم الا بوجود الحجة عليه‌السلام استغناء عن الحجة لو لا الغفلة الشديدة عن الصواب.

وقد استوفينا ما يتعلق بهذا الفن وغيره من مسائل الغيبة بحيث ذكرنا وفي كتاب « التقريب » في الأصول ومسألة. وما أوردناه هاهنا كاف في العلم بصحة

٥١٠

ما تضمنه. شيوخنا رضي‌الله‌عنهم وعن السلف ونصر الحق كالمكلف من القضاء الشرعي ان يفسخ (١) الله تعالى في العمر نجرد أعيان مسائل الخلاف ونذكر طريق العلم بصحة كل مسألة على أصول الإمامية وعلى وجه يتمكن معه الناظر من محاجة الخصوم من غير افتقار به الى تصحيح الأصول التي تذهب إليها وان كان تكليفها علما عاما لكل عاقل فيجتمع له علم الحق على الجملة والتفصيل وما ناظرة المخالف في أعيان مسائله حسب ما تقتضيه الأصول الصحيحة وما يذهب اليه المخالف من طريق الاحتجاج استظهارا لحجج الله الواضحة للحق واهله على الباطل واهله.

وإذا كان طريق العلم بفتيا الصادقين عليهم‌السلام واضحا لم يجز لأحد ان يعمل بما لا يعلم من فتياهم بخبر واحد أو تقليد عالم ، لأنه لا حكم للظن مع إمكان العلم والعلم هاهنا. ولما ذكرناه في هذا الكتاب وغيره من معلوم المذهب في فساد العمل بغير علم ، وأبطلنا ان يكون الى العمل بجملة الملة طريق غير فتياهم عليهم‌السلام ، وما أوضحناه من برهان مسائل المستحق بالتكليف وكيفيته وحالة إيصاله إلى مستحقه موجب لاعتقادها والتدين (٢) بها وضلال من خالف في شي‌ء منها أو جهله أو شك فيه أو اعتقده على غير وجهه لما قدمناه من وجوب ضلال من لم يعتقد الحق في المعارف على وجهه.

وقد وفينا بما شرطناه على أنفسنا من تقريب العبارة عن جملة التكليفين وكيفية العبارة عن الاستدلال على مسائلهم ، وترتيبها على الوجه الذي اقتضاه التكليف وجهته ، وبلغنا من تحرير ذلك وتهذيبه حدا يعلم كل مصنف ( كذا ) ذو بصيرة تأمله تميزه عن كثير من تصانيف العلماء ، ويقف من فهمه على ما لعله

__________________

(١) كذا ، ولعل الصحيح : يفسح.

(٢) في بعض النسخ : التدبر.

٥١١

لم يقف عليه من غيره من كبار الكتب ، متقربين الى الله سبحانه بتأدية ما تعين فرض نشره والإشارة بذكره ، راغبين اليه سبحانه بالمصطفين من خلقه صلوات الله عليهم في توفير حظنا من مستحقه ، ضارعين اليه سبحانه بأكرم الوسائل عنده في غفران زللنا والصفح عن فارط سيئاتنا وما لعله وقع من تقصير فيما سطرناه أو عدول عن سنن حق فيما نحوناه ، شافعين إلى الحضرة النبوية ( كذا ) في الأنعام بتأمله وقبول شكر أياديها بتأليفه ، طالبين اليه تعالى بابائها المختارين لحجته المصطفين لتبليغ ملته صلوات الله عليهم وسلامه ورحمته عليها في الآخرين تكميل النعمة على كافة أهل الحق ببقائها ودوام نعمائها ونصرة الحق واهله بدوام سلطانها واجزال حظها من عاجل الثناء (١) وأطيب الثناء وآجل الثواب وحميد الجزاء ، انه ولى ذلك والقادر عليه.

__________________

(١) كذا في النسخ ، ولعل الصحيح : السناء.

٥١٢

الفهارس

١ ـ الايات

٢ ـ الاحاديث

٣ ـ الاشعار

٤ ـ الكتب

٥ ـ الاعلام

٦ ـ القبائل والفرق

٧ ـ الامكنة وابلدان

٨ ـ مراجع التحقيق والتصحيح

٩ ـ التصويبات والتعليقات

١٠ ـ موضوعات الكتاب

٥١٣

١ ـ الايات

الفاتحة : ٦ ـ ٧ في ٤٩٦

البقرة : ٣ ، ٩٤ ، ٩٥ ، ١٩٥ ، ٢٧٠ ، ٢٧٨ في ٦٠ ، ٧٥ ، ١٧٥ ، ٤٧٠ ، ٤٧٨

آل عمران : ٧ ، ٣٧ ، في ٥٦ ، ١٠٢

النساء : ١٠ ، ١٤ ، ٣١ ، ٥٦ ، ٥٩ ، ٨٣ ، ٩٣ ، ١٢٣ ، ١٣٧ ، ١٦٤ ، في ٥٦ ، ٧٨ ، ٩٤ ، ٩٥ ، ٤٧١ ، ٤٧٣ ، ٤٧٤ ، ٤٧٧ ، ٤٧٨ ، ٤٧٩ ، ٥٠١

المائدة : ٢ ، ٣٨ ، ٩١ ، في ٤٩٨ ، ٤٧٩ ، ١١١

الانعام : ٢٨ ، ٦٢ ، ١٢٦ ، ١٥٣ ، في ٤٨٨ ، ٤٩٦

الاعراف : ٣٣ ، ٤٦ ، ١٧٦ ، في ٦١ ، ٤٩٧ ، ٤٨٢

التوبة : ٣٤ ، ٤١ ، ١٠٦ ، ١١٩ في ٤٧٨ ، ١٧٥ ، ٤٦٨ ، ٩٥

يونس : ٣٨ في ٧٢

هود : ١٣ في ٧٢

الرعد : ٦ في ٤٦٨

النحل : ٤٠ ، ٤٣ في ٥٦ ، ٩٣ ، ٩٥ ، ١٠٢

الاسراء : ٥٤ ، ٨٨ في ٤٦٨ ، ٧٢

٥١٤

الكهف : ٢٩ في ٥٠٢

مريم : ٢٤ ، ٢٩ ، ٣٠ في ١٠٢

طه : ٨١ في ٦١

الانبياء : ٧ ، ٢٨ ، ٤٧ في ٩٣ ، ٤٧٠ ، ٤٩٥

المؤمنون : ٧٣ في ٤٩٦

النور : ٤ و ٢٣ في ٤٧٩

الفرقان : ١٩ ، ٦٨ ، ٦٩ في ٤٧١ ، ٤٧٧ ، ٤٧٨ ، ٤٧٩

الشعراء : ١٠٢ ـ ١٠١ في٤٧٠ ـ ٤٧١

القصص : ٧ في ١٠١

العنكبوت : ٤٥ في ١١١

الروم : ٢ ـ ١ في ٧٦

الفاطر : ٣ في ٦٠

الغافر : ١٨ في ٤٧٠

فصلت : ١١ في ٤٩٤

الزخرف : ٧١ في ٥٠٤

الدخان : ٤٦ ـ ٤٥ في ٥٠٢

محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله : ٣٠ في ٥٦

الفتح : ٢٧ في ٧٦

ق : ٣٠ في ٤٩٤

الذاريات : ٥٨ في ٦٠

القمر : ٤٥ في ٧٦

الرحمن : ٤١ ، ٢٧ ، في ٤٨٦ ، ٤٩٧

٥١٥

الواقعة : ٥٥ ـ ٥٠ في ٥٠٢

الحديد : ٣ في ٤٨٦

الجمعة : ١٠ في ٦١ و ٤٩٨

الطلاق : ٢ في ٦٢

الملك : ٢٢ ـ ٢١ في ٦٠ و ٤٩٦

الحاقة : ٢٤ في ٤٩٨

الجن : ٢٣ في ٤٧٧

الدهر : ٢١ ـ ٢٠ في ٥٠٤

الغاشية : ٦ في ٥٠٢

٢ ـ الاحاديث

ادخرت شفاعتي لاهل الكبائر من امّتي         ٤٦٩

اذا زالت الشمس تفتح أبواب السماء ٢٥٦

اذا كان الحاكم يقول لمن عن يمينه    ٤٢٦

أنت امام ابن امام أخو امام  ٩٩

انّي مخلف فيكم الثقلين      ٩٦

ايّاكم أن يخاصم بعضكم بعضاً الى أهل الجور  ٤٢٤

أيّما رجل كان بينه وبين أخ له مماراة في حق   ٤١٦

الحكم حكمان حكم الله وحكم الجاهليّة       ٤٢٥

الحكم حكمان حكم الله وحكم الجاهلية ...  ٤٢٦

(عن) رجلين من أصحابنا تكون بينهما منازعة ٤٢٤

( كان أمير المؤمنين يوصى أصحابه اذا صافوا العدو ) : عباد الله اتقوا الله

٥١٦

وغضوا الابصار  ٢٥٤

عدد الائمة بعدي عدد نقباء موسى   ٩٩

قد جلست مجلساً لا يجلسه الّا نبيّ أو وصيّ نبي أوشقي ٤٢٥

قضى أمير المؤمنين عليه‌السلام في امرأة ركبت عنق اخرى    ٣٩٤

قضى عليه‌السلام في أربعة نفر تباعجوا بالسكاكين  ٣٩٤

قضى عليه‌السلام في ستة نفر كان يسبحون في الفرات        ٣٩٤

القضاة أربعة ثلاثة في النار   ٤٢٧

( ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ) كان يطوف في كل يوم وليلة عشرة أسبيع        ١٩٤

( روى عن علي عليه‌السلام انه قال) لا! وتي برجل يذكر أن داود صادف المرأة         ٤١٦

لا اوتي برجل يزعم أن داود عشق امرأة       ٤١٦

لي اللواء الممدود والحوض المورود     ٤٦٩

مثل أهل بيتي فيكم كباب حطّة       ٩٧

مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح         ٩٧

مر بي أبو جعفر ... وأنا جالس عند قاضي المدينة       ٤٢٧

من أفتى الناس بغير علم ولا هدى     ٤٢٦

من حكم في درهمين بغير ما أنزل الله ٤٢٦

ويلك (ياشريح) خالفت السنة        ٤٣١

حديث حكم أمير المؤمنين في قصّة الاعرابي والناقة      ٤٣١

حديث الخضر      ٩٩

حديث تصديق ذي الشهادتين        ٤٣٠

حديث الصحائف  ٩٩

حديث اللوح       ٩٩

٥١٧

روى انه ان أفطره بشرب خمر أو جماع حرام فعليه الثلاث كفّارات      ١٨٣

روى في الدجّاج خاصة بثلاثة أيّام    ٢٧٨

٣ ـ الاشعار

امتلأ الحوض وقال : قطنى

مهلا رويداً قد ملات بطنى

وقالت له العينان : أهلا ومرحباً

وحدرتا كالدر لما يثقب ص٤٩٤

٤ ـ الكتب

تقريب المعارف للمؤلف     ٥١٠ ، ٤٨٢ ، ٤٧٩ ، ٤٦٦ ، ٤٥٨

الشافية للمؤلف    ٥١٠

الطحاوي  ٥٠٧

العمدة للمؤلف     ٥١٠

الكافية للمؤلف    ٥١٠

المزنى      ٥٠٧

مسألة الكافية       ٥١٠

مسألة الشافية      ٥١٠

٥ ـ الاعلام

آدم ٨٧ ، ١٦٢ ، ٢٢٣

آصف١٠٣

الائمة (الاثنا عشر) ٨٧ ، ٩٤ ، ١٠٠ ، ١٠٣ ، ٩٧ ، ١٦٢ ، ٢٢٦ ، ٢٢٤ ،

٥١٨

٤٩٧ ، ٥٠٦ ، ١٢٢ ، ٥٠٧ ، ٥٠٨ ، ٥٠٩ ، ٥١٠

ابراهيم ٧٨ ، ١٢٢

ابن كرام ٧٠ ، ٥٠٨

أبو بكر ٩٤

أبو جعفر ٤٢٥ ، ٤٢٧

أبو حنيفة ٥٠٧ ، ٥٠٨

أبو طالب ٩٢ ، ٩٦ ، ١٠٠ ، ١٦١ ، ٤٩١

أبو علي ٥٠٨

أبو عبدالله عليه‌السلام ٤٢٤ ، ٤٢٦ ، ٤٢٧

أبو لهب ٢٦٦

أبو هاشم ٥٠٨

الاشعري ٧٠ ، ٥٠٩

أمير المؤمنين ٩٠ ، ٩٢ ، ١١٦ ، ١٦١ ، ١٦٢ ، ١٢٢ ، ٢٢٣ ، ٢٧٢

ثابت ٤٣٠ ، ٤٢٦

جعفر بن محمد عليهما‌السلام ٩٦

جعفر بن أبي طالب ١١٦ ، ١٦١

الحجة عليه‌السلام ٩٦ ، ٥١٠

الحسن عليه‌السلام ٩٠ ، ٩٢ ، ٩٤ ، ٩٦ ، ٣٢٧

الحسين عليه‌السلام ٩٠ ، ٩٢ ، ٩٤ ، ٩٦

حنظلة ٤٢٤

خزيمة بن ثابت ٤٣٠

داود عليه‌السلام ١٨١ ، ١٨٥

٥١٩

داود بن علي الصفهاني ٥٠٨

ذو الشهادتين ٤٣٠

ربيعة ٣٢٦

رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ٨٤ ، ٨٥ ، ١٦٢ ، ١٩٤ ، ٢٧٢ ، ٤٣٠

الزبير ٢٥١

زكريا ١٠٢

الزهراء ١٢٤

زيد بن ثابت ٤٢٦

سليمان ١٠٣

الشافعي ٥٠٧ ، ٥٠٨

شريح ٤٢٥ ، ٤٣١

صاحب الزمان عليه‌السلام ٤٢٥ ، ٣٦٨

الصادقين عليهم‌السلام ٤٢٤ ، ٥١٠ ، ٥١١

طلحة ٢٥١ : ٤٣١

عائشه ٢٥١

عباس ٣٢٦

عبدالله ٧١ ، ٧٩ ، ٨٣ ، ٤٩١ ،

عبد المطلب ٧١ ، ٧٩ ، ٤٩١

عبد مناف ٤٩١

عثمان ٩٤

عطا ٧١

عمر ٩٤

٥٢٠