الكافي في الفقه

أبي الصّلاح تقيّ بن نجم الحلبي

الكافي في الفقه

المؤلف:

أبي الصّلاح تقيّ بن نجم الحلبي


المحقق: رضا الاستادي
الموضوع : الفقه
الناشر: مكتبة الإمام أمير المؤمنين عليه السلام العامّة
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٤٤

في المقابيس (١) والأمين في الأعيان والخيابانى في ريحانة الأدب (٢) ولم يذكر في الذريعة في حرف الشين والميم.

٨ ـ شبه الملاحدة ، ذكره الذهبي في تاريخه (٣) وذكره في أعيان الشيعة بهذا العنوان : دفع شبه الملاحدة ، وكذا أيضا في الريحانة. ولم يذكر في الذريعة في حرف الشين والدال.

٩ ـ شرح الذخيرة للسيد المرتضى في الكلام ذكره ابن شهرآشوب المازندراني في معالم العلماء والتستري في المقابيس والطهراني في الذريعة (٤).

١٠ ـ العمدة في الفروع ، ذكره الحلبي نفسه في تقريب المعارف والبرهان (٥) والكافي (٦) والذهبي في تاريخه والتستري في المقابيس والأمين في أعيان الشيعة والخيابانى في ريحانة الأدب ، ولم يذكر في الذريعة في حرف العين.

١١ ـ الكافي في الفقه وهو كتابنا هذا.

١٢ ـ الكافية أو المسألة الكافية ، ذكره الحلبي نفسه في الكافي (٧) والتستري في المقابيس والأمين في الأعيان ولم يذكر في حرف الكاف والميم من الذريعة.

١٣ ـ اللوامع في الفقه ، ذكره الخيابانى في ريحانة الأدب (٨) ولم نقف على من ذكره غيره.

__________________

(١) المقابيس : ٨

(٢) ريحانة الأدب ٧ ـ ١٦١

(٣) أعلام النبلاء ٤ ـ ٧٧

(٤) معالم العلماء : ٢٩ والمقابيس : ٨ والذريعة ١٣ ـ ٢٧٧ و ١٠ ـ ١٢

(٥) تقريب المعارف مخطوط ص ٢٣ ـ ١٩٣ ـ البرهان مخطوط ص ١٠

(٦) الكافي : ٥١٠

(٧) الكافي : ٥١٠

(٨) ريحانة الأدب ٧ ـ ١٦١

٢١

١٤ ـ مختصر الفرائض الشرعية ، ذكره ابن طاوس في فتح الأبواب (١) ونقل عنه ، ولم يذكره غيره.

١٥ ـ المرشد في طريق التعبد ، ذكره الذهبي في تاريخه والأمين في أعيان الشيعة والخيابانى في ريحانة الأدب ، ولم يذكر في الذريعة في حرف الميم.

١٦ ـ المعراج في الأحاديث. قال في الذريعة : هو للشيخ ابى الصلاح تقى الدين الحلبي كما استظهره في الروضات (٢).

تكميل

قال في الكافي : ان يفسح الله تعالى في العمر نجرد أعيان مسائل الخلاف ونذكر طريق العلم بصحة كل مسألة على أصول الإمامية وعلى وجه يتمكن معه الناظر من محاجة الخصوم من غير افتقار به إلى تصحيح الأصول التي تذهب إليها. (٣) ولعله وفق لتأليفه.

وفي فهرست مؤلفات الكراجكي : كتاب غاية الإنصاف في مسائل الخلاف يتضمن النقض على ابى الصلاح الحلبي رحمه‌الله في مسائل خالف بينه وبين المرتضى نصر فيها رأى المرتضى. (٤)

ويحتمل كون هذه المسائل في رسالة له.

الكافي )

قد ذكره السروي في معالم العلماء والرازي في الفهرست وغيرهما. وهو

__________________

(١) فتح الأبواب مخطوط : ٩٩

(٢) الذريعة ٢١ ـ ٢٢٤

(٣) الكافي : ٥١١.

(٤) المستدرك ٣ ـ ٤٩٨

(٥) ذكره الحلبي نفسه في البرهان بهذا العنوان : الكافي في التكليف.

٢٢

ـ كما قال التستري في المقابيس ـ كان مأخذ مذاهبه في الفقه ، وفقهاؤنا كابن إدريس في السرائر والعلامة في المختلف نقلوا فتاوى الحلبي من هذا الكتاب ، وكان من مصادر البحار كما صرح المحدث المجلسي في مقدمته ، وكان عند التستري ونقل عنه في كشف القناع (١)

قال ابن إدريس : كتاب الكافي وهو كتاب حسن فيه تحقيق مواضع. (٢)

وفي ملحقات البحار ج ١١٠ ص ١٧٦ : وكتاب الكافي في علم الفقه للشيخ ابى الصلاح وهو عند مولانا محمد طاهر القمي كما سمعته من بهاء أيده الله ناقلا عن تلميذ له.

قال البحراني : وكان هذا الكتاب ( الكافي ) عندي فذهب في بعض الوقائع التي ذهبت فيها جملة من كتبي ونحن نرويه بالطريق المتقدم وبالطريق الى الشيخ منتجب الدين المذكور بطرقه المذكورة إليه (٣).

قال الشيخ أسد الله التستري « قال الشيخ. أبو الصلاح الحلبي في الكافي وقال في الجزء الأول من تقريب المعارف. ولم أقف علي سائر كتبه التي أحال التفصيل عليها ولا على الجزء الثاني من التقريب ، والجزء الأول عندي كان سقيما جدا وصححنا ما نقلنا عنه هنا بحسب الإمكان ، وقد وقفنا على ثلاث نسخ من كتابه الكافي ، ولا تخلو أيضا من سقم وبياض في المواضع ولم أنقل عنه الا ما وسعني نقله أو معناه (٤).

وقال في الروضات : وقد رأيت كتابه الكافي في الفقه على ترتيب أبوابه وهو كتاب حسن معروف بين أصحابنا معول عليه عندهم يقرب من عشرين ألف بيت

__________________

(١) كشف القناع : ١٢٩

(٢) السرائر : ٢٦٦

(٣) لؤلؤة البحرين : ٣٣٣

(٤) كشف القناع : ١٢٩ ـ ١٣٣

٢٣

ولكن على أطراف ما رأيت من نسخه سقطات كثير تركت مواضعها مبيضة لانتهائها الى نسخة واحدة انمحت منها تلك المواضع بسانحة الأيام (١).

وقال صاحب الذريعة : الكافي في الفقه للشيخ الفقيه أبى الصلاح تقى الدين ابن نجم الدين بن عبد الله الحلبي تلميذ الشريف المرتضى وخليفته في البلاد الحلبية ، ذكره الشيخ منتجب الدين وفي المعالم أيضا ، موجود في مخزن كتب المولى محمد على الخوانساري بالنجف ومخزن السيد الحاج آغا سبط السيد حجة الإسلام الأصفهاني وخزانة المولى محمد حسين القمشهي بالنجف الموقوفة في ١٢٨٨ وفي الرضوية وعند الشيخ مشكور وغيرها. (٢).

وفي قاموس الرجال : أقول : ويتبعه في كافيه غالبا أبو المجد الحلبي في كتابه إشارة السبق وابن زهرة الحلبي في كتابه الغنية الا ان كتاب كافي هذا مشتمل على الأصولين (٣) والفقه واقتصرا في كتابيهما على الفقه وأصوله (٤) وكتابه التقريب الذي ينقل عنه البحار في غاية الجودة. (٥)

أقول : وفي بعض المواضع تتحد عبارة صفحة أو أقل منها أو أكثر من السرائر مع عبائر الكافي فراجع (٦).

__________________

(١) روضات الجنات : ١٢٩.

(٢) الذريعة ١٧ ـ ٢٤٧.

(٣) الموجود من نسخه عندنا ليس مشتملا على أصول الفقه.

(٤) أقول : الغنية مشتمل على الأصولين والفقه وإشارة السبق مشتمل على أصول الدين وفروعه فراجع

(٥) قاموس الرجال ٢ ـ ٢٥٤

(٦) السرائرة ٤٦٧ و ٤١٥ وباب الزيارة وكتاب الهبة وغيرها.

٢٤

نسخ الكافي

قال في الذريعة : يوجد الكافي في :

١ ـ مخزن كتب المولى محمد على الخوانساري.

٢ ـ ومخزن السيد الحاج آغا سبط السيد حجة الإسلام الأصفهاني.

٣ ـ وخزانة المولى محمد حسين القمشهي بالنجف.

٤ ـ وعند الشيخ مشكور (١).

أقول ويوجد أيضا في :

٥ ـ مكتبة الحكيم بالنجف تاريخ كتابتها ١٢٢٤ (٢)

٦ ـ ومكتبة مدرسة البروجردي بالنجف تاريخ كتابتها ١٢٣٧ (٣).

٧ ـ والمكتبة الملية بطهران على ما قال صديقنا المدرسي الطباطبائي.

٨ ـ وبيت آية الله البروجردي ره على ما قال آية الله الخوانساري الصفائي وبعض الأفاضل.

هذه هي النسخ التي لم نفز بزيارتها الى الان.

وأما النسخ التي كان أصلها أو صورها الفتوغرافية لدينا حين التصحيح فهي :

٩ ـ نسخة المكتبة الرضوية تاريخ كتابتها القرن ١٣ ظ

١٠ ـ نسخة أخرى بها أيضا تاريخ كتابتها ١٢٤٩.

١١ ـ نسخة مكتبة المجلس بطهران تاريخ كتابتها : ١٢٤٤.

١٢ ـ نسخة اخرى بها ، تاريخ كتابتها : ١٢٣٠

__________________

(١) الذريعة ١٧ ـ ٢٤٧

(٢) نشريه دفتر پنجم ص ٤٢٢

(٣) دليل المخطوطات ص ٢٩

٢٥

١٣ ـ نسخة ثالثة بها تاريخ كتابتها : ١١٩٩ وهذه أقدم نسخنا.

١٤ ـ نسخة مكتبة ملك بطهران تاريخ كتابتها : ١٢٥٩.

١٥ ـ نسخة مكتبة كلية الإلهيات بطهران تاريخ كتابتها : ١٢٠٣

١٦ ـ نسخة مكتبة آية الله العظمى الگلپايگاني بقم تاريخ كتابتها : ١٢٢٢

١٧ ـ نسخة مكتبة آية العظمى المرعشي بقم كتبت في القرن ١٣ ظ

١٨ ـ نسخة مكتبة آية الله الصفائي الخوانساري بقم من نسخ القرن ١٣ ظ.

١٩ ـ نسخة مكتبة حجة الإسلام والمسلمين السيد محمد على الروضاتي بأصبهان تاريخ كتابتها : ١٢٣٩.

عملنا في التصحيح

غير خفي على القارئ الخبير أن تصحيح اى كتاب من الكتب العلمية سيما مؤلفات القدماء متوقف على وجود نسخة منه أو أكثر مصححة معتبرة ، ومن دونها يتعسر هذا المشروع بل يتعذر إلا لأوحدي من أهل الأدب والفضل والتحقيق.

ومع الأسف لم تكن في نسخنا هذه نسخة قديمة كاملة بل كلها ناقصة وسقيمة جدا فبذلنا جهدنا لتصحيح أغلاط النسخ بالدقة والتأمل في نفس العبارات والتصحيح القياسي وبالمراجعة إلى الكتب التي نقلت نصوصا عن الكافي كالغنية لابن زهرة والسرائر لابن إدريس والمختلف للعلامة رحمهم‌الله ومع ذلك نعلم أن طبعتنا هذه لا تخلو طبعا من أغلاط وتصحيفات. نسأل الله الهادي أن يرزقنا نسخة مصححة منه حتى ننشرها ثانيا بصورة صالحة متقنة آمين رب ـ العالمين.

٢٦

مصادر هذه الترجمة

١ ـ إتقان المقال في أحوال الرجال للشيخ محمد طه ره.

٢ ـ الإجازات من بحار الأنوار. الطبع الحجري والطبع الحديث.

٣ ـ الإرشاد للشيخ المفيد.

٤ ـ اشارة السبق لأبي المجد الحلبي.

٥ ـ أمل الأمل للشيخ الحر العاملي طبع النجف.

٦ ـ أعلام الدين للديلمي. مخطوط.

٧ ـ أعلام الشيعة القرن الخامس للعلامة الطهراني.

٨ ـ أعلام الشيعة القرن السادس للعلامة الطهراني.

٩ ـ أعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء في سبعة أجزاء لمحمد راغب الطباخ الحلبي المطبوع في حلب في ١٣٤٢ ـ ١٣٤٥ على نفقة مؤلفه.

١٠ ـ أعيان الشيعة للسيد الأمين. الطبعة الثانية.

١١ ـ بحار الأنوار للعلامة المجلسي ره.

١٢ ـ البرهان على ثبوت الإيمان لأبي الصلاح الحلبي. مخطوط.

١٣ ـ بغية الوعاة للسيوطي.

١٤ ـ بهجة الآمال في شرح نخبة الرجال للعياري.

١٥ ـ تاريخ الإسلام للذهبى نقلا عن أعلام النبلاء.

١٦ ـ تحفة الأحباب للمحدث القمي.

١٧ ـ تراجم الرجال للسيد البرقعى المعاصر.

١٨ ـ ترجمة روضات الجنات للشيخ محمد باقر الساعدي.

١٩ ـ تقريب المعارف لأبي الصلاح الحلبي. مخطوط.

٢٧

٢٠ ـ تكلمة أمل الأمل للسيد حسن الصدر مخطوط مكتبة آية الله المرعشي بقم.

٢١ ـ تكملة الرجال للشيخ عبد النبي الكاظمي.

٢٢ ـ تنقيح المقال للمامقانى طبع الافست.

٢٣ ـ جامع الرواة للأردبيلي. الطبعة الاولى.

٢٤ ـ خلاصة الاقوال للعلامة الحلي. طبع النجف.

٢٥ ـ دانشنامه لجملة من الكتاب. طبع طهران.

٢٦ ـ دليل المخطوطات للسيد أحمد الحسيني.

٢٧ ـ الذريعة الى تصانيف الشيعة للعلامة الطهراني.

٢٨ ـ راهنماى دانشوران للسيد على أكبر البرقعى.

٢٩ ـ الرجال لابن داود طبع المحدث.

٣٠ ـ رجال الشيخ الطوسي ره ٣١ ـ روضات الجنات للخوانسارى. الطبعة الثانية.

٣٢ ـ الروضة البهية للسيد شفيع الجابلاقى.

٣٣ ـ الروضة إلهية في شرح اللمعة الدمشقية.

٣٤ ـ روض الجنان في شرح إرشاد الأذهان للشهيد الثاني.

٣٥ ـ رياض العلماء للمولى عبد الله الأفندي. طبع قم.

٣٦ ـ ريحانة الأدب للخيابانى. الطبعة الثانية.

٣٧ ـ السرائر لابن إدريس الحلي. الطبعة الاولى.

٣٨ ـ سفينة البحار للمحدث القمي ره.

٣٩ ـ شعب المقال للميرزا أبى القاسم النراقي.

٤٠ ـ غاية المراد في شرح نكت الإرشاد للشهيد الأول.

٢٨

٤١ ـ الغنية لابن زهرة الحلبي ره.

٤٢ ـ فتح الأبواب في الاستخارات للسيد ابن طاوس. مخطوط.

٤٣ ـ الفصول المهمة لابن الصباغ.

٤٤ ـ الفوائد الرجالية للسيد بحر العلوم.

٤٥ ـ الفوائد الرضوية للمحدث القمي.

٤٦ ـ فهرست المكتبة الرضوية بمشهد.

٤٧ ـ فهرست مكتبة الإلهيات بطهران.

٤٨ ـ فهرست مكتبة المدرسة البروجردي بنجف ـ دليل المخطوطات.

٤٩ ـ فهرست مكتبة آية الله المرعشي بقم.

٥٠ ـ فهرست مكتبة ملك بطهران.

٥١ ـ فهرست مكتبة المجلس بطهران.

٥٢ ـ فهرست مكتبة آية الله الگلپايگاني بقم.

٥٣ ـ فهرست منتجب الدين. الطبع الحجري والحديث.

٥٤ ـ قاموس الرجال للتستري.

٥٥ ـ قصص العلماء للتنكابنى. الطبع الحجري.

٥٦ ـ القواعد للشهيد الأول. الطبعة الحديثة.

٥٧ ـ كشف القناع عن حجية الإجماع للشيخ أسد الله التستري.

٥٨ ـ الكشكول للشيخ يوسف البحراني. طبع النجف.

٥٩ ـ الكنى والألقاب للمحدث القمي. طبع النجف.

٦٠ ـ لؤلؤة البحرين للشيخ يوسف البحراني. طبع النجف.

٦١ ـ لسان الميزان لابن حجر العسقلاني.

٦٢ ـ مجمع البحرين للشيخ فخر الدين الطريحي.

٢٩

٦٣ ـ مجمع الرجال للقهپائي.

٦٤ ـ المختلف للعلامة الحلي ره.

٦٥ ـ مستدرك الوسائل للمحدث النوري.

٦٦ ـ معالم العلماء لابن شهرآشوب المازندراني.

٦٧ ـ المعتبر للمحقق الحلي.

٦٨ ـ معجم الثقات للشيخ التجليل المعاصر.

٦٩ ـ معجم رجال الحديث لآية الله الخوئي.

٧٠ ـ المقابيس للشيخ أسد الله التستري.

٧١ ـ مناقب آل ابى طالب للمازندرانى.

٧٢ ـ منتهى المقال للشيخ أبى على الحائري.

٧٣ ـ منهج المقال للسيد الاسترآبادي.

٧٤ ـ منية الرجال في شرح نخبة المقال للسيد المرعشي.

٧٥ ـ نخبة الرجال للسيد حسين البروجردي.

٧٦ ـ نشريه كتابخانه مركزى المجلد الخامس.

٧٧ ـ نقد الرجال للتفرشى. الطبع الحجري.

٧٨ ـ الوافي بالوفيات للصفدى.

٧٩ ـ الوجيزة للمحدث المجلسي ره.

٨٠ ـ هدية الأحباب للمحدث القمي ره.

٨١ ـ يادنامه شيخ طوسي طبع مشهد الرضا عليه‌السلام.

قم المشرفة العبد رضا الاستادى

ج ١ سنة ١٤٠٣ ه‍ ق

٣٠

الكافي

في الفقه

لتقى الدين ابى الصلاح الحلبي ره

( ٣٧٤ ـ ٤٤٧ )

تقديم وتحقيق

الشيخ رضا الاستادى

٣١

بسم الله الرحمن الرحيم

٣٢

التكليف العقلي

٣٣

[ حقيقة التكليف ]

... واشترطنا (١) فرض الطاعة في المريد كالقديم سبحانه تعالى ومن خلق ، والنبي والأمة ، والامام والرعية ، والسيد وعبده ، والوالد وولده ، والمنعم على غيره بجميع ما تقوم به حياته وتكمل به مسرته ، لأنا نعلم أنه متى أراد أحد من ذكرناه ممن تلزمه طاعته شيئا سميت إرادته تكليفا ، ولا يصح ذلك في من لا طاعة له كالأغنياء والفقراء ، وانما أوجبت هذه القضية لوجوب امتثال مراد من ذكرناه وسقوط فرض الامتثال في من عداه.

واشترطنا المشقة ، من حيث كانت ارادة ما فيه لذة كالأكل والشرب ، أو ما لا لذة فيه ولا مشقة ، لا تكون تكليفا بغير شبهة.

واشترطنا الابتداء ، لأنه لو أراد من تجب طاعته ما فيه مشقة قد تقدمت ارادة غيره له كالصدق والإنصاف واجتناب الظلم والكذب وفعل الصلاة والزكاة واجتناب الزنا والربا لم يكن مكلفا ولا إرادته تكليفا من حيث كانت ارادة القديم سبحانه سابقة لإرادته.

__________________

(١) قال المؤلف في كتابه « تقريب المعارف » : فأما حقيقة التكليف فهي ارادة الأعلى من الأدنى ما فيه مشقة على جهة الابتداء والدليل على صحة ذلك أنه متى تكاملت هذه الشروط وصف المريد بأنه مكلف والإرادة بأنها تكليف والمراد منه بأنه مكلف ، ومتى اختل شرط لم يثبت شي‌ء من هذا الوصف.

٣٤

والدليل على صحة هذا الحد انه متى تكاملت الشروط التي بيناها سمى المريد مكلفا وإرادته تكليفا والمراد منه مكلفا.

وقد تجوز العلماء وأتباعهم فوصفوا المراد بأنه تكليف ، فقالوا : التكليف العقلي كذا والتكليف السمعي كذا ، يريدون بذلك ما تعلقت ارادة المكلف سبحانه [ به ] دونها وهذا مجاز وليس بحقيقة ، لتعلق ... (١) سبحانه دونها وكون هذه ... في تكليف من لا يجوز منه إيثار القبيح كالقديم سبحانه ومن علمت عصمته من الخلق ، ولذلك وجب على كل من أراد منه من يجوز منه القبيح ، النظر في مراده ، فان كان حسنا لزمه الامتثال ، وان كان قبيحا قبح الامتثال وان كان المريد منعما بما تجب له طاعته ، لأنه لا طاعة لمخلوق في معصيته سبحانه ، لعظم انعامه على الحي وانغمار كل نعمة لمنعم سواه في جنبه وكون ذلك فرعا له وغير منفصل.

وما أراده القديم سبحانه من الخلق على ضربين :

أحدهما طريق العلم به العقول [ ثانيهما ] طريق العلم به السمع.

والعقلي على ضربين : أحدهما العلم به من فعله تعالى في العاقل ابتداء فهو لذلك مضطر الى العلم به ... [ ثانيهما ] طريق العلم به نظر المكلف في الأدلة المنصوبة عليه ... (٢) طريق به اخبار من ثبت صدقه بالبرهان أو بخطابه المعلوم إضافته إليه سبحانه.

وطريق العلم بكلامه سبحانه أحد أمرين لا ثالث لهما :

أحدهما : أن يقترن الكلام المسموع بمعجز ، كمخاطبة موسى من الشجرة واقتران ذلك بانقلاب العصا ثعبانا واليد بيضاء.

__________________

(١) هنا بياض في النسخ.

(٢) هنا كلمة تقرء هكذا : والتمني.

٣٥

الثاني : أن يخبر من ثبت صدقه في كلام مخصوص انه كلامه كأخبار ... وأخبار عيسى ...

وخطاب حجة (١) من تأمل ذلك وجده صحيحا وما لا يوجب العلم لا يكون طريقا الى خطاب التكليف المتعلق بالمصالح التي لا يعلمها الأعلام الغيوب.

(٢) في بيان التكليف الضروري ، هذا التكليف على ضربين واجب ومندوب.

والواجب على ضربين : أفعال وتروك ، والمندوب اليه كذلك.

فالأفعال الواجبة الصدق والإنصاف وشكر المنعم ورد الوديعة وقضاء الدين والتحرز من المضار.

والتروك الواجبة الكذب والظلم والخطر والاستفساد والإغراء وتكليف ما لا يطاق وارادة القبيح.

وقلنا ان العلم بوجوب تلك الأفعال وقبح هذه التروك ضروري من فعله تعالى لحصوله ابتداء لكل عاقل على وجه لا يمكنه دفعه ولا إدخال شبهة عليه ولو كان مكتسبا من فعل العالم بمعلومه لجاز خلو بعض زمان التكليف بل كله منه ، واختصاصه ببعض العقلاء ، وصحة الخروج عنه مع كمال العقل كسائر العلوم المكتسبة ، والمعلوم خلاف ذلك.

وجهة وجوب الأفعال كونها صدقا وإنصافا وشكر النعمة ، وجهة قبح التروك كونها ظلما وكذبا ، لان كل من علم إنصافا وصدقا وشكر النعمة ورد الوديعة علم بوجوبها وكل من علم ظلما وكذبا وخطرا واستقباحا علم قبحها ولو كان

__________________

(١) حججه ، كذا في بعض النسخ.

(٢) هنا بياض في النسخ ، والظاهر ان الساقط كلمة « فصل ».

٣٦

لوجوب (١) الأفعال وقبح التروك. (٢) ولا يجوز تعلق وجوب أفعاله وقبح تروكه بغير ما هي عليه لان ذلك يقتضي تقدم. عليه (٣) وقد علمنا أنه لا تكليف قبله فثبت أن الوجه في وجوب اجتناب تروكه ما هو عليه في نفسه.

فأما الأفعال واجب. (٤) تعين فرضها فالمكلف مندوب الى العزم عليها متى تعينت.

وجميعها يصح خلو العاقل من تكليفها عند كمال عقله وفي ما يليه من الأزمنة إلا التحرز من الضرر بفعل النظر الموصل إلى المعرفة الواجبة على كل عاقل في كل حال على ما نبينه ان شاء الله.

واما التروك فواجب على كل عاقل اجتنابها في كل حال ذكر للوجه الذي له قبحت فلا يصح خلو عاقل من وجوب اجتنابها.

والمندوب الى فعله الإحسان والحلم والوقار والجود والعفة وحسن السمت وحسن الصحبة والجوار ولين الكلمة والجانب والأمر بالحسن والنهى عن القبيح وأمثال ذلك.

والتروك المكروهة في مقابلة هذه الأفعال المندوبة إليها بالعكس ، ووجه حسن فعل هذه الأفعال واجتناب هذه التروك كونه إحسانا وحلما لان كل من علم ذلك علم حسنه والترغيب فيه.

(٥) في بيان التكليف المكتسب. (٦) العقلية شيئان : توحيد

__________________

(١) في بعض النسخ : على وجوب.

(٢) هنا بياض في بعض النسخ.

(٣) هنا بياض في بعض النسخ وفي بعضها الأخر هكذا : « يقتضي تقدمه عليها » من دون بياض.

(٤) هنا بياض في النسخ.

(٥) هنا بياض في النسخ ، والظاهر أن الساقط كلمة « فصل ».

(٦) هنا بياض في النسخ.

٣٧

وعدل ، والتوحيد ينقسم. (١) فالإثبات إثبات صانع العالم سبحانه قادر. (٢) حيا مريدا بإرادة يفعلها. (٣) الصفات لتصح معرفته سبحانه بصفاته ونفى التشبيه عنه ليصح كونه قديما ونفى الحاجة عنه ليعلم كونه غنيا ونفى الإدراك له بشي‌ء من الحواس أنتج (٤) نفى التشبيه عنه تعالى ، وأنه لا ثاني له في القدم والصفات المذكورة لكل المعرفة بالتوحيد.

والعدل تنزيه أفعاله سبحانه وما يتعلق بها من التكاليف والمباحات عن القبيح.

والواجب من هذا التكليف العلم وطريقه لوقوفه عليه ، وجهة وجوبه كونه شرطا في العلم بالثواب والعقاب وشكر المنعم الذي لا يصحان ولما يعلم المنعم المثيب المعاقب ، وهذا التكليف لا ينفك منه عاقل ، ونحن نبين وجوب العلم بهذا التكليف وجهة وجوبه والسبب الموصل اليه والأدلة المنصوبة عليه مجملا ومفصلا.

فاما الدلالة على وجوب المعرفة بالتوحيد والعدل فهي أن كل حي عند كمال عقله يجد عليه آثار نفع من كونه حيا سميعا بصيرا عاقلا مميزا قادرا متكلما مدركا للمدركات منتفعا بها يجوز أن يكون ذلك نعمة لمنعم ، ويعلم أنه ان كان ذلك نعمة فهي أعظم من كل نعمة لانغمارها في جنبها ، وكونها فرعا لها واستحالة انفرادها منها ، ويعلم وجوب شكر المنعم واستحقاق المدح به والذم على الإخلال بواجبة ، ويجوز أن يكون له صانع صنعه وفعل النفع به محسنا اليه به تعريضا للثواب على شكره ومعاقبا على الإخلال بحمده ويجد في عقله وجوب ...

__________________

(١) هنا بياض في النسخ.

(٢) هنا بياض في النسخ.

(٣) هنا بياض في النسخ.

(٤) في جميع النسخ : أقبح ، والظاهر ما أثبتناه.

٣٨

المظنون والمعلوم وحسن طلب النفع المعلوم والمظنون. من يعلم نفعا هو المدح. ويظن ضررا هو العقاب فوجب لذلك عليه معرفة من خلقه وخلق النفع له ليعلم قصده فيشكره ان كان منعما فيجوز عظيم النفع من المدح والثواب وينجو من عظيم الضرر بالذم والعقاب ، ولا سبيل الى معرفته الا بالنظر في آثار صنعته [ صنعه خ ] لوقوعها بحسبه ، لعلمنا بأن من نظر في تنقل الأجسام علم حدوثها دون غيره ، ومن نظر في برهان الصفات النفسية علم ثبوتها وكيفية استحقاقها دون غيرها.

ومن نظر في برهان النبوة علم صحتها دون الإمامة ، وان العلم يكثر بكثرة النظر ويقل بقلته ، ويرتفع من دونه ، فلو كان للمعارف (١) سبب غير النظر لجاز أن ينظر العاقل في برهان حدوث الأجسام فيعلم النبوة ، وينظر في برهان النبوة فيعلم الإمامة ، ويحصل جميع المعارف للعامي المتشاغل بالتكسب المعرض عن النظر ، ولا يحصل شي‌ء منها للعاقل الناظر في الأدلة الموفي النظر حقه ، والمعلوم خلاف ذلك ، فاذا وجبت المعرفة للوجه الذي ذكرناه ولم يكن لها سبب الا النظر وجب كونه أول الأفعال الواجبة لعموم العلم لكل عاقل بوجوب ما لا يتم الواجب الا به.

وجه وجوب النظر كونه تحرزا من ضرر لولا فعله لم يأمن العاقل نزوله به من الذم والعقاب. وجه وجوب. شرطا في شكر النعمة التي يستحيل معرفتها من. بالمنعم سبحانه وأول منظور فيه الجواهر والأجناس ..

[ الدليل ] على حدوث الجواهر انها لو كانت قديمة لوجب أن يختص فيما لم يزل بجهته ، لوجوب حاجتها في الوجود إلى جهة ، وذلك الاختصاص لا يكون الا لأنفسها أو لمقتض قديم إذ كان اسناد حكم فيما لم يزل الى مؤثر

__________________

(١) للعارف خ.

٣٩

متجدد محالا ، واختصاص الجواهر بالجهات لأنفسها أو لمقتض قديم محال ، لان ذلك يقتضي استحالة خروجها عنها ، لان الحكم المسند الى النفس أو الى مقتض قديم لا يجوز بطلانه ، لاستحالة بطلان موجبه ، وفي علمنا بصحة تنقلها في (١) الجهات دليل على أنها لم يختصها لأنفسها ولا لمقتض قديم.

وأيضا فإن اختصاصها لأحد الأمرين يقتضي كونها بأسرها في جهة واحدة لتماثلها ووجوب المشاركة في صفة النفس وما وجب عنها من الحكم ان كان ذلك للنفس ، وان كان لمعنى قديم فكذلك ، لكون القديم مثلا للقديم ومشاركا له في كل ما جاز عليه ووجب له واستحال عليه ، وفي علمنا باستحالة ذلك دليل على انها لم يختص الجهات لأنفسها ولا لمقتض قديم وذلك يحيل وجودها فيما لم يزل ويقتضي تجددها بعد عدم ، وهذا هو معنى القول بحدوثها.

وإذا ثبت أن الجواهر محدثة ثبت حدوث ما حلها من الاعراض لاستحالة انفرادها منها ، وما يستحيل وجوده من دون وجود الحوادث يجب أن يكون محدثا ، وهي على ضربين :

ضرب يصح تعلقه بالمحدث وهو الاعتقادات والظنون والنظر والإرادات والكراهات والاعتماد والأصوات والألوان (٢) والتأليف والالام المتولدة عن.

وضرب يستحيل تعلقه بالمحدث وهي الحياة والقدرة والشهوة والنفور بالمحدثين والعلوم الضرورية والحرارة والبرودة. والالام المبتدئة.

وقلنا بتعذر جنس الجواهر وهذه الأجناس من الاعراض على كل محدث لتوفر دواعيه إلى شي‌ء منها وخلوها من الصوارف [ الطوارق خ ] وتعذرها

__________________

(١) من.

(٢) في بعض النسخ : الأكوان.

٤٠