منهج المقال في تحقيق احوال الرجال - ج ١

محمد بن علي الاسترابادي

منهج المقال في تحقيق احوال الرجال - ج ١

المؤلف:

محمد بن علي الاسترابادي


المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : رجال الحديث
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الطبعة: ١
ISBN: 964-319-301-2
الصفحات: ٤٢١

وفي د ـ كما قدّمناه ـ : ومن أصحابنا من ذكر أنّه سلامة ، والحقّ الأوّل يعني سلام ، ومنهم من قال : إنّه من أصحاب الكاظم عليه‌السلام ، ومنهم من أورده في رجال الجواد عليه‌السلام ، والحقّ أنّه من أصحاب الرضا عليه‌السلام (١) ، فتدبّر.

[ ٨٧ ] إبراهيم بن سلمة الكناني :

ق(٢).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

محمّد بن صالح الهمداني (٣) ، ويضعّفه ما سيجيء في آخر الكتاب في الفائدة الرابعة في ذكر المذمومين من الوكلاء ، هذا وظاهر توكيلهم حُسِنْ حالة الوكلاء والاعتماد عليهم وجلالتهم بل وثاقتهم إلاّ أنْ يثبت خلافه وتغيير وتبديل وخيانة ، والمغيّرون معروفون كما سيجـيء الإشـارة في تلـك الفائدة.

وسيجيء عن المصنّف في الحسين بن عبد ربّه أنّ مقام الوكالة يقتضي الثقة بل ما فوقها ، فتدبّر.

__________________

١ ـ رجال ابن داود : ٣١ / ٢٠.

٢ ـ رجال الشيخ : ١٥٦ / ٣١.

٣ ـ عن كمال الدين : ٤٨٣ / ٢ باب ٤٥ ، وفيه : أنّ محمّد بن صالح الهمداني قال : كتبت إلى صاحب الزمان عليه‌السلام : أنّ أهل بيتي يؤذونني ويقرّعونني بالحديث الّذي روي عن آبائك عليهم‌السلام أنّهم قالوا : « قوّامنا وخدّامنا شرار خلق الله ».فكتب عليه‌السلام : « ويحكم أما تقرؤون ما قال عزّوجلّ : « وجَعَلْنا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ القُرى الّتِي بَاركْنا فِيها قُرىً ظَاهِرَةً. ونحن والله القرى الّتي بارك الله فيها ، وأنتم القرى الظاهرة ».

٢٨١

[ ٨٨ ] إبراهيم * بن سليمان بن أبي داحة (١) :

المزني ، مولى آل طلحة بن عبيدالله ، أبو إسحاق ، وكان وجه أصحابنا البصريّين في الفقه والكلام والأدب والشعر ، والجاحظ يحكي عنه ، وقال الجاحظ : ابن داحة ، عن محمّد بن أبي (٢) عمير.

له كتب ذكرها بعض أصحابنا في الفهرستات (٣) ، لم أر منها شيئاً ، جش(٤).

وفي ست : إبراهيم بن سليمان بن داحة ، مولى آل طلحة ، ذكر أنّه روى عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، وكان ** وجه أصحابنا بالبصرة فقهاً

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(٢٧) قوله * : إبراهيم بن سليمان بن أبي داحة.

أقول : سيجيء عن جش في ترجمة محمّد بن أبي عمير : إبراهيم بدون لفظة ( أبي ) (٥) موافقاً لـ ست ود (٦) ، فالظاهر أنّ ما في المقام عن جش سهو ، والله يعلم.

قوله ** في تلك الترجمة : وكان وجه أصحابنا بالبصرة فقهاً.

أقول : ربما يستفاد من وجاهته في الفقه توثيقه ، ومرّ في الفوائد ، فتدبّر.

__________________

١ ـ ذكره الشيخ عبدالنبي في الفصل الثاني ـ أعني في باب رجال الحسن ـ ثمّ قال : قلت : لا يبعد استفادة المدح المعتبر في كونه وجه الأصحاب في الفقه وغيره. محمّد أمين الكاظمي.

انظر حاوي الأقوال ٣ : ٨٥ / ١٠٤٧.

٢ ـ أبي ، لم ترد في « ض ».

٣ ـ في « ض » و « ر » والحجريّة : الفهرست.

٤ ـ رجال النجاشي : ١٥ / ١٤.

٥ ـ رجال النجاشي : ٣٢٦ / ٨٨٧.

٦ ـ انظر الفهرست : ٣٥ / ٣ ورجال ابن داود : ٣٢ / ٢١.

٢٨٢

وكلاماً وأدباً وشعراً ، والجاحظ يحكي عنه كثيراً ، وذكر أنّه صنّف كتباً ، ولم نَرَ منها شيئاً (١).

وفي صه : ابن سليمان بن أبي داحة ـ بالدال غير المعجمة والحاء غير المعجمة أيضاً ـ المدني (٢) ، وداحة اُمّه ، وقيل : كانت جارية لأبيه ربّته فنسب إليها ، وقيل : أبوه إسحاق بن أبي سليمان فوقع الاشتباه فحوّل لفظة ( أبي سليمان ) إلى داحة ، مولى آل طلحة بن عبيدالله ، أبو إسحاق.

قال الشيخ رحمهم‌الله : ذكر أنّه روى عن أبي عبدالله عليه‌السلام7 ، وكان وجه أصحابنا بالبصرة فقهاً وكلاماً وأدباً وشعراً (٣).

ولا يخفى أنّ ما ذكر من كون داحة اُمّه أو جارية ربّته فنسب إليها يؤيّد قول ست بظاهره ، وإنْ احتمل أنْ يكون نسب أبوه إليها فقيل لأبي سليمان : أبو داحة ، كما هو عادة العرب في مثله كأبي ريشة ونحوه ، ثمّ نسب هو إلى أبيه فقيل : ابن أبي داحة ، والقول الآخر فيها بعيد غير واضح.

وفي د : ابن داحة المزني ـ بالزاي ـ ومنهم من يقول : المدني فيحرّفه ، وداحة اسم اُمّه ، وقيل : جارية أبيه ، ومنهم من يقول : ابن أبي داحة ، والحقّ الأوّل ، مولى آل طلحة ق جخ وجه من أصحابنا ، متكلّم أديب (٤) ، انتهى.

__________________

١ ـ الفهرست : ٣٥ / ٣ ، وفيه بعد داحة زيادة : المزني ، وبعد طلحة زيادة : أبو إسحاق.

٢ ـ في المصدر : المزني ، وفي النسخة الخطيّة منه كما في المتن.

٣ ـ الخلاصة : ٤٨ / ٨ ، وفيها : مولى آل طلحة بن عبدالله ، وفي النسخة الخطيّة منها كما في المتن.

٤ ـ رجال ابن داود : ٣٢ / ٢١.

٢٨٣

ولم أجده في جخ في باب الهمزة في ق ولا في الكنى ولا في غير رجاله فيه ، والله أعلم بحقيقة الحال (١).

[ ٨٩ ] إبراهيم بن سليمان بن عبدالله :

ابن حيّان بالحاء غير المعجمة والياء المنقّطة تحتها نقطتين المشدّدة والنون بعد الألف ، النهمي بكسر النون وإسكان الهاء (٢) ـ بطن من همدان بإسكان الميم والدال غير المعجمة ـ الخزّاز بالخاء المعجمة والزاي بعدها وبعد الألف ، الكوفي ، أبو إسحاق.

قال الشيخ أبو جعفر الطوسي رحمهم‌الله : إنّه كان ثقة في الحديث ، سكن (٣) الكوفة في بني تيم فربما قيل : التيمي ، قالوا : ثمّ سكن في بني هلال فربما قيل : الهلالي ، ونسبه في نهم.

وضعّفه ابن الغضائري فقال : إنّه يروي عن الضعفاء وفي مذهبه ضعف.

والنجاشي وثّقه أيضاً كالشيخ ؛ وحينئذ يقوى عندي العمل بما يرويه ، صه (٤) (٥).

وفي ست ... إلى قوله : ونسبه في نهم ، بغير الترجمة ، وقوله : قال الشيخ أبو جعفر الطوسي رحمهم‌الله (٦).

__________________

١ ـ بحقيقة الحال ، لم ترد في « ش ».

٢ ـ وفي الإيضاح [ ٨٥ / ١٥ ] : وكسر الهاء. محمّد أمين الكاظمي.

٣ ـ في « ض » و « ت » و « ر » والحجريّة : وسكن.

٤ ـ الخلاصة : ٥٠ / ١١.

٥ ـ في « ع » بعد صه زيادة : وهو واضح فانّ تضعيف ابن الغضائري لا يعتبر مع توثيقهما.

٦ ـ الفهرست : ٣٨ / ٨ ، وفيه بدل عبدالله : عبيدالله ، وفيه أيضاً : سكن الكوفة في بني

٢٨٤

وجش إلاّ أنّ فيه : عبيدالله مصغّراً كما في ضح (١) ، وبدل حيّان : خالد ، وتميم وتميمي (٢) ، كما في بعض نسخ صه وست.

ثمّ في ست : له من الكتب : كتاب النوادر ، كتاب الخطب ، كتاب الدعاء ، كتاب المناسك ، كتاب أخبار ذي القرنين ، كتاب إرم ذات العماد ، كتاب قبض روح المؤمن والكافر ، كتاب الدفائن ، كتاب خلق السماوات ، أخبار جرهم.

أخبرنا بجميع كتبه ورواياته : أحمد بن عبدون ، عن أبي الفرج محمّد بن أبي (٣) عمران موسى بن علي بن عبد ربّه (٤) القزويني ، قال : حدّثنا أبو الحسن موسى بن جعفر الحائري ، قال : حدّثنا حميد بن زياد ، قال : أخبرنا إبراهيم.

وأخبرني (٥) : أحمد بن عبدون ، عن أبي طالب الأنباري ، عن حميد ، عنه (٦).

وفي جش : له كتب ، منها : كتاب النوادر ... إلى أنْ قال :

__________________

نهم قديماً فلذلك قيل : النهمي ، وسكن في بني تميم فسمّي تميميّاً ... وفي مجمع الرجال ١ : ٤٥ نقلاً عنه كما في المتن.

١ ـ إيضاح الاشتباه : ٨٥ / ١٥.

٢ ـ رجال النجاشي : ١٨ / ٢٠ ، وفيه : كان ثقة في الحديث ، يسكن في الكوفة في بني نهم ، وسكن في بني تميم فقيل تميمي ...

٣ ـ أبي ، لم ترد في « ش ».

٤ ـ كذا في النسخ ، وفي المصدر : عبدويه ، وفي مجمع الرجال ١ : ٤٥ نقلاً عنه كما في المتن.

وذكره النجاشي : ٣٩٧ / ١٠٦٢ قائلاً : محمّد بن أبي عمران موسى بن علي بن عبدويه أبو الفرج القزويني الكاتب ، ثقة ، صحيح الرواية ، واضح الطريقة ...

٥ ـ في « ض » والحجريّة والمصدر : وأخبرنا.

٦ ـ الفهرست : ٣٨ / ٨.

٢٨٥

كتاب خلق السماوات ، كتاب مقتل أمير المؤمنين عليه‌السلام ، كتاب جرهم ، كتاب حديث ابن الحرّ.

أخبرنا : أحمد بن عبدالواحد ، قال : حدّثنا علي بن حبشي ، قال : حدّثنا حميد بن زياد ، قال : حدّثنا إبراهيم (١).

وفي لم في موضع (٢) : ابن سليمان بن حيّان ، يكنّى أبا إسحاق ، الخزّاز الهلالي ، في بني تميم ، روى عنه حميد بن زياد اُصولاً كثيرة (٣).

وفي آخر (٤) : ابن سليمان النهمي ، له كتب ذكرناها في الفهرست ، روى عنه حميد بن زياد (٥) (٦).

__________________

١ ـ رجال النجاشي : ١٨ / ٢٠.

٢ ـ في موضع ، لم ترد في « ش ».

٣ ـ رجال الشيخ : ٤٠٨ / ٢٤ ، وفيه بدل في بني تميم : من بني تميم.

٤ ـ في « ش » و « ت » : وفي موضع آخر.

٥ ـ رجال الشيخ : ٤١٤ / ٧٤.

٦ ـ ورد في « ش » و « ع » زيادة : انتهى. ولفظة : كان ، ولفظة : قالوا لم نجدهما في نسخة مقروءة على الشهيد الثاني وعليه خطّه ، ونسخة اُخرى أيضاً لكن الشهيد الثاني رحمهم‌الله كتب عنه هنا : هذا أيضاً من منقول الشيخ رحمهم‌الله ، قال في الفهرست : قالوا ... إلى قوله : في نهم.

وأمّا الضبط ، فقال الشهيد الثاني قدّس الله روحه : هكذا ضبطه جمال الدين بن طاووس وتلميذه ابن داود وغيرهما ، ولكن المصنّف في الإيضاح خالف في موضعين أحدهما عبدالله فجعله مصغّراً ، والثاني النهمي فجعله بكسر النون والهاء ، والحقّ أنّه بسكونها كما ذكره هنا ، انتهى.

وكذلك النجاشي جعل عبيدالله مصغّراً فقال : إبراهيم بن سليمان بن عبيدالله بن خالد النهمي ـ بطن من همدان ـ الخزّاز ، كوفي ، أبو إسحاق ، كان ثقة في الحديث ، يسكن في الكوفة في بني نهم ، وسكن في بني تميم فقيل : تميمي ،

٢٨٦

[ ٩٠ ] إبراهيم بن سماعة الكوفي :

ق(١).

[ ٩١ ] إبراهيم بن سنان :

قي ق(٢).

[ ٩٢ ] إبراهيم بن السندي الكوفي :

ق(٣).

[ ٩٣ ] إبراهيم بن شعيب العقرقوفي :

ضا(٤).

وفي ظم : ابن شعيب ، واقفي (٥).

والظاهر أنّهما واحد.

وفي كش : حدّثني حمدويه ، قال : حدّثنا الحسن بن موسى ،

__________________

وسكن في بني هلال ونسبه نهم. له كتب منها : كتاب النوادر ، كتاب الخطب ، كتاب الدعاء ، كتاب المناسك ، كتاب أخبار ذي القرنين ، كتاب إرم ذات العماد ، كتاب قبض روح المؤمن ، كتاب الدفائن ، كتاب خلق السماوات ، كتاب مقتل أمير المؤمنين عليه‌السلام ، كتاب جرهم ، كتاب حديث ابن الحرّ. أخبرنا أحمد بن عبدالواحد ، قال : حدّثنا علي بن حبشي ، قال : حدّثنا حميد بن زياد ، قال : حدّثنا إبراهيم ، انتهى.

أقول : وكذا ربما يوجد في بعض نسخ ست وصه : تميمي. وقد سبق من جخ ما يناسبه ، والله أعلم. إلى هنا تنتهي الزيادة الواردة في « ش » و « ع ».

انظر تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : ٧ ( مخطوط ).

١ - رجال الشيخ : ١٥٩ / ٧٦.

٢ ـ رجال البرقي : ٢٨.

٣ ـ رجال الشيخ : ١٥٧ / ٣٦.

٤ ـ رجال الشيخ : ٣٥٣ / ٢٨.

٥ ـ رجال الشيخ : ٣٣٢ / ٢٥.

٢٨٧

قال : حدّثنا علي بن خطّاب ـ وكان واقفياً ـ قال : كنت في الموقف يوم عرفة فجاء أبو الحسن الرضا عليه‌السلام ومعه بعض بني عمّه ، فوقف أمامي ـ وكنت محموماً شديد الحمّى وقد أصابني عطش شديد ـ قال : فقال الرضا عليه‌السلام لغلام له شيئاً لم أعرفه ، فنزل الغلام فجاء بماء في شربة (١) فناوله فشرب وصبّ الفضل (٢) على رأسه من الحرّ ، ثمّ قال : قال : « إملأ » ، فملأ الشربة ، ثمّ قال : « اذهب فاسق ذلك الشيخ » ، قال : فجاءني بالماء فقال لي : أنت موعوك؟ قلت : نعم ، قال : اشرب ، قال : فشربت ، قال : فذهبت والله الحمّى ، فقال لي يزيد بن إسحاق : ويحك يا علي فما تريد بعد هذا ما تنتظر!؟ قال : يا أخي دعنا.

قال له يزيد : فحدّثت بحديث إبراهيم بن شعيب ـ وكان واقفياً مثله ـ قال : كنت في مسجد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وإلى جنبي إنسان ضخم آدم فقلت له : ممّن الرجل؟ فقال : مولى لبني هاشم ، قلت : فمن أعلم بني هاشم؟ قال : الرضا عليه‌السلام ، قلت : فما باله (٣) لا يجي عنه كما يجي عن آبائه؟ قال : فقال لي : ما أدري ما تقول (٤)! ونهض وتركني فلم ألبث إلاّ يسيراً حتّى جاءني بكتاب فدفعه إليّ فقرأته فإذا خطّ ليس بجيّد ، فإذا فيه :

يا إبراهيم إنّك نجل من آبائـك ، وإنّ لك من الولد كذا وكذا ،

__________________

١ ـ في « ع » والمصدر هنا وفي المورد الآتي : مشربة ، وفي هامش « ط » : مشربة ( خ ل ).

٢ ـ في المصدر : الفضلة.

٣ ـ في « ع » : فماله.

٤ ـ في « ش » و « ع » و « ط » : ما يقول.

٢٨٨

من الذكور فلان وفلان حتّى عدّهم بأسمائهم ، ولك من البنات فلانة وفلانة حتّى عدّ جميع البنات بأسمائهنّ ، قال : فكانت بنت تلقّب بالجعفريّة ، قال : فخطّ على اسمها ، فلمّا قرأت الكتاب قال لي : هاته ، قلت : دعه ، قال : لا ، اُمرت أنْ آخذه منك ، قال : فدفعته إليه.

قال الحسن : وأجدهما ماتا على شكّهما (١).

نصر بن الصبّاح قال : حدّثني إسحاق بن محمّد ، عن محمّد بن عبدالله بن مهران ، عن أحمد بن محمّد بن مطر وزكريّا اللؤلؤي ، قال (٢) : قال إبراهيم بن شعيب : كنت جالساً في مسجد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وإلى جانبي رجل من أهل المدينة فحادثته مليّاً وسألني : من أين أنا (٣)؟ فأخبرته أنّي رجل من أهل العراق ، قلت له : ممّن أنت؟ قال : مولى لأبي الحسن الرضا عليه‌السلام ، فقلت له : لي إليك حاجة ، قال : وما هي؟ قلت : توصل لي إليه رقعة ، قال : نعم إذا شئت ، فخرجت وأخذت قرطاساً وكتبت فيه :

بسم الله الرحمن الرحيم : إنّ من كان قبلك من آبائك كان يخبرنا بأشياء فيها دلالات وبراهين وقد أحببت أنْ تخبرني باسمي واسم أبي وولدي.

قال : ثمّ ختمت الكتاب ودفعته إليه ، فلمّا كان من الغد أتاني بكتاب مختوم ففضضته وقرأته فإذا أسفل الكتاب بخطّ ردي :

__________________

١ ـ رجال الكشّي : ٤٦٩ / ٨٩٥.

٢ ـ في المصدر : قالا.

٣ ـ في المصدر : من أين أنت ( من أين أنا خ ل ).

٢٨٩

« بسم الله الرحمن الرحيم : يا إبراهيم إنّ من آبائك شعيباً وصالحاً ، وإنّ من أبناءك محمّداً وعليّاً وفلانة وفلانة » غير أنّه زاد أسماء لا نعرفها.

قال : فقال بعض أهل المجلس : اعلم أنّه كما صدقك في غيرها فقد صدقك فيها فابحث عنها (١).

وفي صه : إبراهيم بن شعيب ، من أصحاب الكاظم عليه‌السلام ، واقفي ؛ لا أعتمد على روايته (٢).

وفي (٣) د : إبراهيم بن شعيب م جخ واقفي كش ، وفي رجوعه خلاف (٤) ، انتهى.

ولا أدري من أين فهم الخلاف ، وكأنّه متأمّل في عدم رجوعه لوجود ما يبعد معه البقاء على الوقوف ، وكيف كان فلا تقبل روايته.

[ ٩٤ ] إبراهيم * بن شعيب الكوفي :

ق(٥).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(٢٨) قوله * : إبراهيم بن شعيب الكوفي.

أقول : لا يبعد اتّحاده مع المزني وابن ميثم الآتيين كما

__________________

١ ـ رجال الكشّي : ٤٧٠ / ٨٩٦.

٢ ـ الخلاصة : ٣١٣ / ٢.

٣ ـ من هنا إلى نهاية الترجمة لم ترد في « ط » و « ض » والحجريّة.

٤ ـ رجال ابن داود : ٢٢٦ / ٨.

٥ ـ رجال الشيخ : ١٥٧ / ٤٦.

٢٩٠

ولا يبعد كونه الواقفي السابق.

[ ٩٥ ] إبراهيم بن شعيب المزني :

الكوفي ، ق(١).

[ ٩٦ ] إبراهيم بن شعيب بن ميثم :

الأسدي الكوفي ، ق(٢) *.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

احتمله مصط(٣).

وفي كا ـ في باب الدعاء للاخوان بظهر الغيب ـ بسنده إلى إبراهيم بن أبي البلاد أو عبدالله بن جندب قال : كنت في الموقف فلمّا أفضت لقيت إبراهيم بن شعيب فسلّمت عليه ـ وكان مصاباً بإحدى عينيه ـ وإذا عينه الصحيحة حمراء كأنّها علقة دم فقلت له : قد أُصبت بإحدى عينيك وأنا والله مشفق على الاُخرى ، فلو قصّرت من البكاء قليلاً ، فقال : لا والله يا أبا محمّد ... الحديث (٤) ، فتأمّل.

(٢٩) إبراهيم * الشعيري :

يروي عنه ابن أبي عمير (٥) ، وفيه إشعار بوثاقته لما عرفت في أوّل الكتاب.

__________________

١ ـ رجال الشيخ : ١٥٧ / ٤٢.

٢ ـ رجال الشيخ : ١٥٧ / ٤٥.

٣ ـ نقد الرجال ١ : ٦٥ / ٥٤.

٤ ـ الكافي ٤ : ٤٦٥ / ٩ باب الوقوف بعرفة وحدّ الموقف ، وفيه : فقال : والله يا أبا محمّد.

نقول : رواها الشيخ قدس‌سرهم في باب الغدو إلى عرفات من التهذيب ٥ : ١٨٥ / ٦١٧ ، وفيه : عن إبراهيم بن أبي البلاد أنّ عبدالله بن جندب قال : كنت ...

٥ ـ كما في الكافي ٣ : ١٢٦ / ١ والتهذيب ١ : ٢٨٥ / ٨٣٣.

٢٩١

[ ٩٧ ] إبراهيم * بن شيبة :

دي(١).

وزاد ج : الأصبهاني ، مولى بني أسد ، وأصله من قاشان (٢).

( ويأتي في علي بن حسكة أنّه كتب إليه عليه‌السلام وأتاه جوابه ) (٣) (٤).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هذا ولا يبعد أنْ يكون أخاً لإسماعيل بن أبي زياد السكوني ، إلاّ أنّ بعض الروايات : عن ابن أبي عمير ، عن إبراهيم صاحب الشعير (٥).

ولا يبعد أنْ يكون توصيف السكوني بالشعيري (٦) ( أيضاً لكونه صاحب الشعير ) (٧) ، فتأمّل.

(٣٠) قوله * : إبراهيم بن شيبة.

أقول : روى عنه أحمد بن محمّد (٨) بن أبي نصر (٩) ، وفيه إشعار بوثاقته لما مرّ في الفائدة الثالثة.

__________________

١ ـ رجال الشيخ : ٣٨٤ / ٢١.

٢ ـ رجال الشيخ : ٣٧٣ / ١٢.

٣ ـ عن رجال الكشّي : ٥١٧ / ٩٩٥. وما بين القوسين لم يرد في « ر » و « ض » و « ط » والحجريّة.

٤ ـ في كش : في علي بن حسكة والقاسم اليقطيني ، ذكر رواية تدلّ على أنّه من الشيعة ، وأنّه كتب إليه عليه‌السلام وأتاه الجواب. والسند غير نقي ، وقد ذكرناه في كتابنا الكبير.

وقد يقال : ابن شبيه ـ بتقديم الموحّدة ـ والظاهر ما أثبتناه. منه قدس‌سره على وسيطه.

انظر الوسيط : ٩ ( مخطوط ).

٥ ـ انظر الكافي ٨ : ٣٠٤ / ٤٧٢.

٦ ـ انظر رجال النجاشي : ٢٦ / ٤٧ والفهرست : ٥٠ / ٩.

٧ ـ ما بين القوسين لم يرد في « ب ».

٨ ـ ابن محمّد ، لم يرد في « ب ».

٩ ـ كما في الكافي ٤ : ٥٢٤ / ١ والتهذيب ٣ : ٢٧٦ / ٨٠٧.

٢٩٢

[ ٩٨ ] إبراهيم بن صالح :

الّذي سعى على أبي يحيى الجرجاني ، وكأنّه عامّي كما يفهم من كش(١).

وهو غير الأنماطي الآتي (٢).

[ ٩٩ ] إبراهيم بن صالح الأنماطي :

يكنّى بأبي إسحاق ، كوفي ، ثقة لا بأس به. قال لي أبو العبّاس أحمد بن علي بن نوح : انقرضت كتبه فليس أعرف منها إلاّ كتاب الغيبة ، أخبرنا به : عن أحمد بن جعفر ، قال : حدّثنا حميد بن زياد ، عن عبيد الله بن أحمد بن نهيك ، عنه ، جش (٣).

ثمّ فيه : إبراهيم بن صالح الأنماطي الأسدي ، ثقة ، روى عن أبي الحسن عليه‌السلام ووقف. له كتاب ، يرويه عدّة ، أخبرنا : محمّد ـ وهو المفيد ـ قال : حدّثنا جعفر بن محمّد ـ يعني ابن قولويه ـ قال : حدّثنا عبيدالله بن أحمد بن نهيك ، قال : حدّثني إبراهيم بن صالح (٤).

وفي ست : إبراهيم ، كوفي ، يعرف بالأنماطي ، يكنّى أبا إسحاق ، ثقة. ذكر أصحابنا أنّ كتبه انقرضت ، والّذي أعرف من كتبه كتاب الغيبة ، أخبرنا به : الحسين بن عبيدالله ، قال : حدّثنا أحمد بن جعفر قال : حدّثنا حميد بن زياد ، قال : حدّثنا عبيدالله بن أحمد بن نهيك ، عن إبراهيم الأنماطي (٥).

__________________

١ ـ انظر رجال الكشّي : ٥٣٢ / ١٠١٦.

٢ ـ سيأتي برقم [ ٩٩ ].

٣ ـ رجال النجاشي : ١٥ / ١٣.

٤ ـ رجال النجاشي : ٢٤ / ٣٧.

٥ ـ الفهرست : ٣٤ / ٢ ، وفيه : إبراهيم بن صالح الأنماطي ، كوفي ، يكنّى ...

٢٩٣

وفيه أيضاً : إبراهيم بن صالح ، له كتاب ، رويناه بالإسناد الأوّل عن ابن نهيك ، عن إبراهيم بن صالح (١).

وقد وجد في بعض النسخ : عنه ، وهو ثقة.

والإسناد : أحمد بن عبدون ، عن أبي طالب الأنباري ، عن حميد بن زياد (٢).

وفي قر : إبراهيم بن صالح الأنماطي (٣).

ثمّ في ضا : إبراهيم بن صالح (٤).

وفي لم : إبراهيم (٥) بن صالح الأنماطي ، روى عنه أحمد بن نهيك ، ذكرناه في الفهرست (٦) ، انتهى.

ولايخفى أنّ الراوي عبيدالله بن أحمد بن نهيك ، لا أحمد بن نهيك (٧).

وفي صه : إبراهيم بن صالح الأنماطي ، يكنّى أبا إسحاق.

قال الشيخ أبو جعفر الطوسي رحمهم‌الله : إنّه ثقة. وكذا قال النجاشي ، إلاّ أنّه قال : ثقة لا بأس به. وقال في باب إبراهيم أيضاً : إنّ إبراهيم بن صالح الأنماطي الأسدي ثقة ، روى عن أبي الحسن عليه‌السلام ووقف.

__________________

١ ـ الفهرست : ٤٤ / ٢٦.

٢ ـ الفهرست : ٤٤ / ٢٥.

٣ ـ رجال الشيخ : ١٢٤ / ١٣.

٤ ـ رجال الشيخ : ٣٥٢ / ١٧.

٥ ـ إبراهيم ، لم ترد في « ط » و « ض » و « ت » والحجريّة.

٦ ـ رجال الشيخ : ٤١٤ / ٧١.

٧ ـ ابن نهيك ، لم ترد في « ط » و « ض » و « ت » و « ر » والحجريّة.

٢٩٤

والظاهر * أنّهما واحد مع احتمال تعدّدهما ؛ فعندي تردّد فيما يرويه (١) ، انتهى.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(٣١) قوله * في إبراهيم بن صالح عن صه : والظاهر أنّهما واحد ... إلى آخره.

اعترض عليه المحقّق البحراني بمنع ما ادّعاه من الظهور ، بل الظاهر المغايرة ، مع أنّ مع (٢) الاتّحاد لا وجه لتوقّفه ، إذ لو اعتبر الإيمان في الراوي ـ كما صرّح به في الاُصول في مواضع كثيرة من كتبه الاستدلاليّة (٣) وكتاب الخلاصة (٤) ـ ففيه :

أوّلاً : إنّه مناف لإيراده كثيراً من أهل العقائد الفاسدة في القسم الأوّل وتصريحه بالاعتماد على رواياتهم ، مثل الحسن بن علي بن فضّال (٥) وابنه ( علي ) (٦) وغيرهما (٧).

وثانياً : إنّ الواجب حينئذ ترك حديثه لا التردّد.

وإنْ لم يعتبر (٨) ، فالواجب حينئذ قبول رواياته ، فالتوقّف لا وجه له.

__________________

١ ـ الخلاصة : ٣١٤ / ٦ ، وفيها بدل فعندي تردّد : وعندي توقّف.

٢ ـ مع ، لم ترد في « ب » والحجريّة.

٣ ـ انظر تهذيب الاُصول : ٧٨ ( الطبعة الحجريّة سنة ١٣٠٨ ) المبحث الثاني من الفصل الثالث من مباحث حجّيّة الخبر الواحد ، حيث قال : والمخالف غير الكافر لا تقبل روايته أيضاً لاندراجه تحت اسم الفاسق.

٤ ـ انظر الخلاصة : ٣١٤ / ٣ ترجمة إبراهيم بن أبي سمال و ٣١٥ / ١ ترجمة إسماعيل بن سماك و ٣١٧ / ١ ترجمة إسحاق بن عمّار بن حيّان.

٥ ـ الخلاصة : ٩٨ / ٢.

٦ ـ الخلاصة : ١٧٧ / ١٥. وما بين القوسين أثبتناه من « م ».

٧ ـ مثل حميد بن زياد وعلي بن أسباط. انظر الخلاصة : ١٢٩ / ٢ و ١٨٥ / ٣٨.

٨ ـ أي : الإيمان في الراوي.

٢٩٥

..........................................................................

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

على أي حال (١) ، انتهى.

أقول : بملاحظة الأب والنسبة وما ذكره الشيخ في كتبه يحصل الظنّ بالاتّحاد.

ونقل هو ٤ عن بعض محقّقي هذا الفن : أنّ الظاهر من الشيخ في كتبه اتّحاد الكلّ (٢) ، انتهى.

وذكر الشيخ ٤ في لم (٣) مرّة وفي قر(٤) اُخرى وكذا في ضا (٥) بعد ملاحظة حال الشيخ في كتب رجاله عموماً وفي لم خصوصاً كما سيجيء في أحمد بن عمر الحلاّل (٦) وفضالة بن أيّوب (٧) ومعاوية بن الحكيم (٨) وكليب بن معاوية (٩) وقتيبة الأعشى (١٠) والقاسم بن عروة (١١) والقاسم بن محمّد الجوهري (١٢) والقاسم بن يحيى (١٣) ومحمّد بن.

__________________

١ ـ معراج أهل الكمال : ٥٣ / ١٦.

٢ ـ معراج أهل الكمال : ٥٥.

٣ ـ رجال الشيخ : ٤١٤ / ٧١.

٤ ـ رجال الشيخ : ١٢٤ / ١٣.

٥ ـ رجال الشيخ : ٣٥٢ / ١٧.

٦ ـ انظر رجال الشيخ : ٣٥٢ / ١٩ و ٤١٢ / ٥١.

٧ ـ رجال الشيخ : ٣٤٢ / ١ ، ٣٦٣ / ١ ، ٤٣٦ / ٤.

٨ ـ رجال الشيخ : ٣٧٨ / ٢٢ ، ٣٩٢ / ٤٢ ، ٤٤٩ / ١٣٤.

٩ ـ رجال الشيخ : ١٤٤ / ٢ ، ٤٣٦ / ١.

١٠ ـ رجال الشيخ : ٢٧٢ / ٣٢ ، ٤٣٦ / ٩.

١١ ـ رجال الشيخ : ٢٧٣ / ٥١ ، ٤٣٦ / ٨.

١٢ ـ رجال الشيخ : ٢٧٣ / ٤٩ ، ٣٤٢ / ١ ، ٤٣٦ / ٥.

١٣ ـ رجال الشيخ : ٣٦٣ / ٢ ، ٤٣٦ / ٦.

٢٩٦

..........................................................................

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عيسى (١) وشعيب بن أعين (٢) وزرعة (٣) وصالح بن أبي حمّاد (٤) والريّان بن الصلت (٥) وحمدان بن سليمان (٦) وثابت بن شريح (٧) والحسن بن عبّاس بن الحريش (٨) والسندي بن الربيع (٩) وبكر بن محمّد الأزدي (١٠) وبكر بن صالح الرازي (١١) وغيرهم.

وكذا بعد مشاهدة أنّ جش قال في الموضعين : روى عنه عبدالله بن نهيك (١٢). فيبعد أنْ يكن مِنْ قر ، فبعد الملاحظة

__________________

١ ـ رجال الشيخ : ٣٦٧ / ٧٧ ، ٣٩١ / ١٠ ، ٤٠١ / ٣ ، ٤٤٨ / ١١١.

٢ ـ رجال الشيخ : ٢٢٣ / ٢ ، ٤٢٨ / ٢.

٣ ـ رجال الشيخ : ٢١١ / ٩٨ ، ٣٣٧ / ٢ ، ٤٢٧ / ٥.

٤ ـ انظر رجال الشيخ : ٣٧٦ / ٢ و ٣٩٩ / ١ ـ في أصحاب الهادي والعسكري عليهما‌السلام ـ ولم يرد له ذكر في نسخنا المطبوعة من رجال الشيخ في باب من لم يروعن الأئمّة عليهم‌السلام ، والميرزا قدس‌سرهم نقله عن نسخة قال عنها : إنّ عليها آثار الصحّة. وذكره القهبائي في مجمع الرجال ٣ : ٢٠٢ نقلاً عن رجال الشيخ في الباب المزبور.

٥ ـ رجال الشيخ : ٣٥٧ / ١ ، ٣٨٦ / ١ ، ٤٢٦ / ١.

٦ ـ رجال الشيخ : ٣٨٦ / ٢٤ ، ٣٩٨ / ٤ ، ٤٢٦ / ٥٨.

٧ ـ رجال الشيخ : ١٧٤ / ٣ ، ٤١٨ / ١.

٨ ـ رجال الشيخ : ٣٧٤ / ٧ ، ٤٢٠ / ٢.

٩ ـ رجال الشيخ : ٣٥٨ / ٨ ، ٣٩٩ / ١ ، ٤٢٨ / ١٢.

١٠ ـ رجال الشيخ : ١٧٠ / ٣٨ ، ٣٣٣ / ١ ، ٣٥٣ / ١ ، ٤١٧ / ٤.

١١ ـ رجال الشيخ : ٣٥٣ / ٢ ، ٤١٧ / ٣.

١٢ ـ كذا في النسخ ، ونقله أبو علي الحائري في منتهى المقال ١ : ١٦٨ / ٥١ عن الوحيد البهبهاني : عبيدالله بن أحمد بن نهيك. وهو الموافق لما في رجال النجاشي : ١٥ / ١٣ / و ٢٤ / ٣٧.

وقال السيّد الخوئي بعد أنْ ذكر العنوانين ـ عبدالله وعبيدالله ـ عن الشيخ

٢٩٧

....................................................................

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المذكورة والمشاهدة المزبورة لا يحصل ظنّ يصادم ما ذكرنا.

والظاهر أنّ الشيخ رحمهم‌الله كان متى ما رأى رجلاً بعنوان في بادئ نظره ذكره لأجل التثبّت كما مرّ في آدم بن المتوكّل (١) ، والغفلة في مثل هذا عن جش متحقّقة كما لا يخفى على المطّلع ، لكن لمّا كان تحقّقها عنه نادراً فبملاحظته يضعف الظنّ فلذا قال : مع احتمال تعدّدهما ، إشارة إلى ضعف الظهور ، على أنّه لا أقل من التردّد.

ثمّ قوله : إذ لو اعتبر ... إلى آخره.

نختار أوّلاً الاعتبار كما صرّح به.

قوله : هو مناف ... إلى آخره.

فيه : أنّ اعتبارهم الاُمور من باب الأصل (٢) ـ يعني أنّ الأصل عدم اعتبار رواية غير المؤمن من حيث إنّه غير مؤمن ـ أمّا لو انجبرت بأمر وأيّد قوله مؤيّد يرضون جبره وتأييده فلا شبهة في عملهم بها واعتبارهم لها ، وعملهم على أمثالها أكثر من أنْ يحصى وأظهر من أنْ يخفى ، وقد مرّ التحقيق في الجملة في الفائدة الاُولى.

فلعلّ اعتماده على روايات مثل الحسن بن علي وابنه وأمثالهما ممّا ظهر له من الاُمور المؤيّدة الجابرة الّتي ارتضاها واستند إليها ، وهذا هو الظاهر منه رحمهم‌الله ، ويشير إلية التأمّل فيما ذكره رحمهم‌الله ونقل بالنسبة إليهم

__________________

والنجاشي وحكم بالاتّحاد : ومن هنا لا يهمنا ترجيح أنّ الصحيح عبدالله أو عبيدالله ، وغير بعيد صحّة كلا التعبيرين ... انظر الفهرست : ١٧٠ / ١٥ ورجال النجاشي : ٢٣٢ / ٦١٥ ومعجم رجال الحديث ١١ : ١١٣ / ٦٧٠٥.

١ ـ تقدّم برقم : ( ٣ ) من التعليقة.

٢ ـ في « م » : من باب الأصل والقاعدة.

٢٩٨

........................................................................

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في صه.

ونُقل عنه ٤ أنّه قال في عبدالله بن بكير : إنّه ممّن أجمعت العصابة على تصحيح ما يصحّ عنهم (١).

والّذي أراه عدم جواز العمل على الموثّق إلاّ أنْ يعتضد بقرينة ومنه الإجماع المذكور ، انتهى.

قوله : والواجب حينئذ ترك حديثه لا التردّد.

وجوبه عليه فرع الظهور المعتدّ به ، وهو بعد في التردّد والتأمّل ، مع أنّ تردّده عبارة عن عدم وثوقه واعتباره وقبوله فيرجع إلى الترك ، والمناقشة غير المثمرة لا تناسب الفقيه ، فتدبّر.

وسيجيء في ترجمة أحمد بن هلال ما يظهر منه جواب آخر (٢).

فإنْ قلت : يحتمل أنْ يكون حصل لهم العلم في أخبار غير العدول فعملوا بها.

قلت : الاحتمال قطعي الفساد كما لا يخفى على المتتبّع المطّلع ، ومرّ في الفوائد ما يشير إليه.

وثانياً : عدم الاعتبار.

قوله : فالواجب حينئذ قبول روايته.

ممنوع ، إذ لا يلزم من عدم اعتباره اعتبار مجرّد التوثيق في فاسد الاعتقاد ، إذ لعلّه يعتبر في الاعتماد والعمل وثوقاً واعتداداً معتدّاً به ، ولعلّه

__________________

١ ـ الخلاصة : ١٩٥ / ٢٤.

٢ ـ سيأتي برقم : ( ١٩٠ ) من التعليقة.

٢٩٩

.........................................................................

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لم يحصل له من مجرد التوثيق بملاحظة أنّ فساد الاعتقاد ناشي عن التقصير والتفريط في أمر الدين ، ولذا يكون آثماً مستحقّاً للعقاب ، فتدبّر.

فإنْ قلت : اعتراضنا عليه من جهة أنّه ربما يعتمد على فاسد المذهب ويدخله في القسم الأوّل بمجرّد التوثيق من دون إظهار الجابر والمؤيّد.

قلت : ما ذكرت ممنوع ، فإنّ علي بن الحسن بن فضّال ونظائره مثل أبيه وحميد بن زياد وعلي بن أسباط ومن ماثلهم في شأنهم من المؤيّدات والجوابر ما لا يخفى على المطّلع بأحوالهم ، ولذا تراه يخرج أحمد بن الحسن بن علي بن فضّال من القسم الأوّل مع حكمه بالتوثيق ، لأنّه لم يجد فيه ما وجده في أخيه علي وأضرابه.

على أنّا نقول : عدم اظهاره الجابر ليس دليلاً على عدمه عنده ، بل ديدنه في صه في الغالب الترجيح والبناء من دون إبراز المنشأ ، ألا ترى أنّه ربما يرجّح كلام جش على كش والشيخ وغض وغيرهم ، وربما يبني الأمر على قول الشيخ ويرجّحه على جش وكش ( وغيرهما ) (١) وربما يبني على غض ويرجّحه على غيره وهكذا ، ولم يبرز في الأكثر منشأ ترجيحه وبنائه وترك قول مقابله ، والظاهر منها وجدانه المنشأ وترجيحه عنده في نفسه ومن الخارج والبناء عليه في صه ، فتتبّع وتأمّل.

فإنْ قلت : لعلّ قبوله وقبول غيره قول غير العدول وعملهم بالأحاديث الضعيفة غفلة منهم أو تغيّر رأي.

قلت : إكثارهم ذلك وكثرة امتزاج مقبولهم مع مردودهم بأنّهم يقبلون

__________________

١ ـ ما بين القوسين أثبتناه من « م ».

٣٠٠