منهج المقال في تحقيق احوال الرجال - ج ١

محمد بن علي الاسترابادي

منهج المقال في تحقيق احوال الرجال - ج ١

المؤلف:

محمد بن علي الاسترابادي


المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : رجال الحديث
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الطبعة: ١
ISBN: 964-319-301-2
الصفحات: ٤٢١

لا يقال : لعلّ الإجماع قبل الناووسيّة ، لأنّ نقل الكشّي رحمهم‌الله ظاهر في خلاف ذلك ، وأنّه ثابت متّبع ، وعليه عمل الأصحاب كما في عبدالله بن بكير (١) ، وإنما ذكر الناووسيّة على وجه مجرّد النقل ، والنسبة إلى علي بن الحسن ، على أنّ لفظة ( كان ) ربما أشعر بالزوال على تقديره.

واحتمال أنْ يراد به أنّه من قـوم ناووسيّة ، وينافي ذلك أيضاً (٢) كونه من أصحاب الكاظم عليه‌السلام (٣) ، وكثرة رواياته عنه عليه‌السلام

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تلك الفائدة ، فلا منافاة بينهما وبين قول علي بن الحسن هذا ، لكن سنذكر ما يشير إلى الوثاقة بالمعنى الأخصّ ، فانتظر.

واعلم أنّه نقل عن المنتهى : أنّ أبان بن عثمان واقفي (٤) ، وعن الفائدة الثانية (٥) من صه : أنّه فطحي (٦) (٧) ، والظاهر أنّه السهو.

__________________

١ ـ نقول : سيأتي فيه قول الكشّي : قال محمّد بن مسعود : عبدالله بن بكير وجماعة من الفطحيّة هم فقهاء أصحابنا ، منهم ابن بكير. وقال في موضع آخر : أجمعت العصابة على تصحيح ما يصحّ من هؤلاء وتصديقهم لما يقولون ، وأقروا لهم بالفقه ... وعدّ منهم عبدالله بن بكير.

وقال الشيخ الطوسي في العدّة : ولأجل ما قلناه عملت الطائفة بأخبار الفطحيّة مثل عبدالله بن بكير وغيره.

انظر رجال الكشّي : ٣٤٥ / ٦٣٩ ، ٣٧٥ / ٧٠٥ والعدّة في اُصول الفقه ١ : ١٥٠.

٢ ـ في « ض » والحجريّة زيادة : ويؤيّده.

٣ ـ نقول : وذلك لأنّ الناووسيّة هم القائلون بالإمامة إلى الصادق عليه‌السلام والواقفون عليه ، وقالوا : إنّه حيّ ولن يموت حتّى يظهر ويُظهر أمره ، وهو الغائب المهدي. فكيف يكون ناووسيّاً مَن كان من أصحاب الكاظم عليه‌السلام!.

٤ ـ منتهى المطلب ٢ : ٧٦٣ ( حجري ).

٥ ـ كذا في النسخ ، وفي الخلاصة والمعراج : الثامنة.

٦ ـ الخلاصة : ٤٣٨ الفائدة الثامنة.

٧ ـ معراج أهل الكمال : ٢١ / ٥ وهامش رقم « ٥ » منه قدس‌سرهم.

٢٢١

أيضاً (١) وأنّه لم يفرّق أحد بينها وبين رواياته عن الصادق عليه‌السلام.

وما يوجد في بعض حواشي صه عن ولد المصنّف رحمهم‌الله : سألت والدي عنه فقال : الأقرب * عندي عدم قبول روايته لقوله تعالى : ( إنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإ فَتَبَيَّنُوا ) (٢) ولا فسق أعظم من عدم الإيمان (٣).

فكأنّه على تقدير كونه ناووسيّاً وقد عرفت ما فيه ، بل وعلى تقدير عدم ثبوت الإجماع أيضاً إذ معه يتبيّن الحقّ فيتّبع.

وأمّا رواية إبراهيم بن أبي البلاد (٤) فلا يتخلّص منها ما يصلح

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وقوله * في تلك الترجمة ـ عن صه ـ : الأقرب عندي عدم قبول روايته لقوله تعالى ... إلى آخره.

في مصط : وربما يقال : إنّ الفسق خروج عن الطاعة مع اعتقاده أنّه خروج ، ولا شبهة أنّ من يجعـل مثل هذا مذهباً إنّما يعدّه من أعظم الطاعات (٥) ، انتهى.

وفيه تأمّل ، لكن الكلام فيما ذكره مه يظهر ممّا ذكرنا في الفائدة الاُولى.

__________________

١ ـ كما في رجال النجاشي : ١٣ / ٨ والفهرست : ٥٩ / ٢.

٢ ـ الحجرات : ٦.

٣ ـ كما في تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : ١٥ ( مخطوط ) نقلاً عن فخر المحقّقين.

٤ ـ إشارة إلى الرواية الّتي تقدّمت عن الكشّي. انظر رجال الكشّي : ٣٥٢ / ٦٥٩.

٥ ـ نقد الرجال ١ : ٤٣ / ١٤.

٢٢٢

معارضاً للإجماع ، بل ما يصلح قدحاً ، فإنّ الظاهر أنّ ( ويحه ) ليس من قول أبان بالنسبة إلى أبي عبدالله عليه‌السلام ، بل * هو قول إبراهيم في

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وقوله * في تلك الترجمة : بل هو قول إبراهيم ... إلى آخره.

الظاهر أنّه خلاف الظاهر ، بل الظاهر أنّه قول أبان ، وضمير ( ويحه ) راجع إلى إبراهيم بأنّه قال هذا الكلام متوجّهاً إلى القوم وأهل الحلقة مكالماً معهم ، فيظهر منه طعن من أبان في إبراهيم ، فلا ضرر منه بالنسبة إلى أبان والإجماع.

ورجوع الضمير إلى الصادق عليه‌السلام مع أنّ فيه ما فيه ، يأباه قوله : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام ... إلى آخره ، فتأمّل.

ويمكن أنْ يكون هذا الكلام من أبان بالنسبة إلى إبراهيم من جهة أنّ إبراهيم كان كغيره من الرواة يروي الروايات المتضمّنة لبطلان مذهب الناووسيّة ، فسأله عمّن يروي فلمّا قال : عن الصادق عليه‌السلام ، قال : إنّي سمعته يقول : منكم الكذّابين ... إلى آخره. وكأنّ هذه الرواية من إبراهيم ، ونقله هذه الحكاية عن أبان طعناً منه بالنسبة إلى أبان في مذهبه ، فلا يضرّ الإجماع أيضاً ، فتأمّل.

ويمكن أنْ يكون مراد أبان من هذا القول : أنّ إبراهيم وإنْ كان يروي عن الصادق عليه‌السلام إلاّ أنّ المخالفين يكذّبونه كغيره ، وكان هذا من توجّع قلبه من تكذيب المخالفين ، وذكر « منكم الكذّابين » كان على سبيل الاستتباع ، فتأمّل.

هذا وسيجيء في ترجمة بشّار بن يسار أنّه خير من أبان (١) على وجه

__________________

١ ـ انظر رجال الكشّي : ٤١١ / ٧٧٣ ، وفيه : بشّار بن بشّار.

٢٢٣

..........................................................................

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يومي إلى الذمّ مع إمكان التوجيه.

واعلم أنّ صه صحّح طريق الصدوق إلى العلاء بن سيابة وأبان فيه (١) ، وكذا صحّح طريقه إلى أبي مريم الأنصاري وهو فيه قائلاً : إنّه وإنْ كان في طريقه أبان بن عثمان وهو فطحي ، لكن كش قال : أجمعت العصابة على تصحيح ما يصحّ عنه (٢) ، ونقل عن المنتهى في بحث صلاة العيد ما يطابق ذلك (٣). قال في المعراج : إنّه سهو (٤).

أقول : فيه ما سيجيء في ترجمة إبراهيم بن صالح الأنماطي (٥) منضمّاً إلى ما مرّ في الفائدة الاُولى والثانية.

وقال شيخنا البهائي رحمهم‌الله في حاشيته على درايته : قد يطلق المتأخّرون ـ كالعلاّمة وغيره ـ على ذلك اسم الصحيح أيضاً ، ولا بأس به (٦) ، انتهى. فلاحظ وتأمّل.

ومنه يظهر الجواب عن اعتراضه (٧) على خالي العلاّمة رحمهم‌الله بأنّه يعدّ حديثه صحيحاً (٨) بناء على الإجماع المذكور ، مع قوله فيه : بأنّه

__________________

١ ـ الخلاصة : ٤٤٢ ، مشيخة الفقيه ٤ : ١٢٦.

٢ ـ الخلاصة : ٤٣٨ ، مشيخة الفقيه ٤ : ٢٣.

٣ ـ لم نعثر عليه في مبحث صلاة العيد. وقال في بحث التسليم : أبان بن عثمان وهو واقفي لا تعويل على روايته. انظر منتهى المطلب ١ : ٢٩٦ ( حجري ).

٤ ـ معراج أهل الكمال : ٢٢ / ٥.

٥ ـ سيأتي برقم : ( ٣١ ).

٦ ـ حاشية الوجيزة : ٥ ضمن كتاب الحبل المتين.

٧ ـ أي الماحوزي. انظر بلغة المحدّثين : ٣٢٠ / ٢ هامش رقم ( ١ ).

٨ ـ انظر الوجيزة : ٣٦٧ / ٢.

٢٢٤

..........................................................................

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

موثّق (١) ، انتهى.

مع أنّ اختلاف رأي المجتهد غير مسدود بابه ، وعدّ حديثه صحيحاً غير معلوم كونه في زمان حكمه بالموثّقيّة.

ثمّ اعلم أنّ الصدوق في أماليه في المجلس الثاني ـ وكذا في خصاله ـ روى عن ابن أبي عمير في الصحيح قال : حدّثني جماعة من مشايخنا ، منهم : أبان بن عثمان وهشام بن سالم ومحمّد بن حمران ... الحديث (٢).

وفيه شهادة على وثاقته ، بل وجلالته أيضاً ، حيث عدّه من جملة مشايخه ، وَذَكره في عدادهم ، بل وقدّمه عليهم ذكراً.

وأيضاً يروي ( هو عنه ويكثر من الرواية عنه (٣) ، وفيه شهادة اُخرى على ما ذكرنا ، فتدبّر.

وممّا يدلّ على عدم ناووسيّته أنّه روى ) (٤) عنهم عليهم‌السلام أنّ الأئمّة اثنا عشر (٥).

ثمّ اعلم أنّه يروي عنه ابن أبي نصر (٦) وجعفر بن بشير (٧) ، وفيه أيضاً

__________________

١ ـ الوجيزة : ١٤٢ / ١٠.

٢ ـ الأمالي : ٥٤ / ٢ ، الخصال : ٢١٨ / ٤٣ باب الأربعة.

٣ ـ انظر الفقيه ٤ : ٢٨٠ / ٨٣١ والتهذيب ٧ : ٣٠٩ / ١٢٨٢ والاستبصار ٣ : ٢٢٥ / ٨١٥ وغيرها كثير.

٤ ـ ما بين القوسين لم يرد في الحجريّة.

٥ ـ انظر الخصال : ٤٧٨ / ٤٤.

٦ ـ كما في الكافي ٤ : ٢٠٧ / ٨.

٧ ـ الكافي ١ : ٣٣٠ / ٥.

٢٢٥

أبان لتوهّمه القدح فيه من أبان ، وليس ; إذ الظاهر أنّ المراد من قوله عليه‌السلام : « منكم الكذّابين » أي من أهل الكوفة « ومن غيركم المكذّبين » أي من غير أهل الكوفة.

ثمّ في ست : وما عرف من مصنّفاته إلاّ كتابه الّذي يجمع المبتدأ (١) والمبعث والمغازي والوفاة والسقيفة والردّة.

أخبرنا بهذه الكتب ـ وهي كتاب واحد ـ : الشيخ أبو عبدالله محمّد بن محمّد بن النعمان ( رضي الله عنه ) والحسين بن عبيدالله جميعاً ، عن محمّد بن عمر بن يحيى العلوي الحسيني ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد قراءة عليه.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

إشعار بوثاقته ، ويروي عنه الوشّاء كثيراً ، وهو مذكور في الخصال (٢) ، ويروي عنه فضالة (٣) ومحمّد بن سعيد بن أبي نـصر (٤) ومحسن بن أحمد (٥) وعلي بن الحكم (٦) ، وفيه اشعار بالاعتماد به ، وشهادة لصحّة ما ادّعي من الإجماع سيّما بعد ملاحظة الإكثار من الرواية عنه ، وكون كثير من رواياته مفتي بها ، وأنّ كثيراً منها ظهر أو علم صدقه من الخارج ، وسيجيء في ترجمة الحسن بن علي بن زياد ما يظهر منه قوة كتابه وصحّته (٧) ، فلاحظ.

__________________

١ ـ كذا في « ض » ، وفي بقية النسخ : المبتدى ، وفي الفهرست : المبدأ ، إلاّ أنّ في نسخة خطيّة لدينا من الفهرست منقولة عن خطّ ابن إدريس : المبتدأ.

٢ ـ انظر الخصال : ٤٧٨ / ٤٤ و ٤٨٠ / ٥١.

٣ ـ الاستبصار ٤ : ٢٥٠ / ٩٥٠.

٤ ـ كما في الفهرست : ٥٩ / ٢.

٥ ـ الكافي ٢ : ٤٤٥ / ٤.

٦ ـ التهذيب ١ : ٢٣٣ / ٦٧٢.

٧ ـ سيأتي عن النجاشي أنّ أحمد بن محمّد بن عيسى طلب من الحسن بن علي بن زياد الوشّاء أنْ يجيزه كتاب العلاء بن رزين القلاّء وأبان بن عثمان الأحمر. انظر رجال النجاشي : ٣٩ / ٨٠.

٢٢٦

وأخبرنا : أحمد بن محمّد بن موسى ، قال : أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد ، قال : حدّثنا علي بن الحسن بن فضّال ، قال : حدّثنا محمّد بن عبدالله بن زرارة ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن أبان.

قال علي بن الحسن بن فضّال : وحدّثنا إسماعيل بن مهران ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن أبي نصر ومحمّد بن سعيد بن أبي نصر جميعاً ، عن أبان الأحمر.

وأخبرنا : أحمد بن عبدون ، قال : حدّثنا علي بن محمّد بن الزبير ، قال : حدّثنا علي بن الحسن بن فضّال.

وأخبرنا : الحسين بن عبيدالله ، قال : قرأته على أبي غالب (١) أحمد بن محمّد (٢) بن سليمان الزراري ، قال : حدّثنا * جدّ أبي وعمّ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قوله * في تلك الترجمة : حدّثنا جدّ أبي وعمّ أبي محمّد وعلي ابنا سليمان.

أقول : سيجيء في ترجمة أبي غالب رحمهم‌الله أنّه أحمد بن محمّد بن

__________________

١ ـ في الفهرست : ابن أبي غالب ، إلاّ أنّ في نسخة خطيّة لدينا من الفهرست منقولة عن خطّ ابن إدريس : أبي غالب ، وكذا أيضاً في مجمع الرجال ١ : ٢٦ نقلاً عن الفهرست ، والظاهر أنّه الصواب ، فإنّ أبا غالب هو أحمد بن محمّد بن محمّد بن سليمان بن الحسن بن الجهم بن بكير بن أعين بن سنسن.

انظر رجال النجاشي : ٨٣ / ٢٠١.

٢ ـ نقول : كأنّه منسوب إلى الجدّ. وقال القهبائي : كأنّ المذكور على الاختصار ومثله شايع ذائع.

انظر مجمع الرجال ١ : ٢٦ هامش رقم ( ١ ).

٢٢٧

أبي (١) محمّد وعليّ ابنا سليمان ، عن علي بن الحسن بن فضّال.

وأخبرنا : أبو الحسين بن أبي جيد القمّي والحسين بن عبيدالله جميعاً ، عن أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار ، قال : حدّثنا عبدالله بن جعفر الحميري ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن أبان.

هذه رواية الكوفيّين ، وهي رواية ابن فضّال ومن شاركه فيها من القمّيين.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

محمّد بن سليمان (٢) ، فمحمّد بن سليمان جدّه من قبل أبيه ، والظاهر أنّ مراده من جدّ أبي هو ما ذكرنا ، فتدبّر.

__________________

١ ـ الظاهر : حدّثنا جدّي وعمّ أبي ، فإنّ جدّه محمّد بن سليمان أبو طاهر كـما صرّح به في سيف بن عميرة. ويُفهم من جش أنّ أبا غالب الزراري يروي عن عمّ أبيه علي بن سليمان وهوعن جدّه محمّد بن سليمان ، وكأنّه الصواب ، فتأمّل. الشيخ محمّد السبط.

انظر رجال النجاشي : ٢٦ / ٤٩ ترجمة إسماعيل بن مهران السكوني ، وفيه : أبو غالب أحمد بن محمّد قال : حدّثني عمّ أبي علي بن سليمان ، عن جدّ أبي محمّد بن سليمان.

نقول : قال السيّد الخوئي معلّقاً على طريق النجاشي إلى إسماعيل بن مهران : وفي هذا تحريف لا محالة ، وذلك فإنّ علي بن سليمان ومحمّد بن سليمان إخوان من أب واُمّ على ما صرّح به أبو غالب في رسالته : ١٢٠ ، فإذا كان علي بن سليمان عمّ أبيه كان محمّد بن سليمان جدّ أحمد نفسه لا جدّ أبيه ، وقد صرّح بذلك أيضاً وقال : وكانت الكتب ترد بعد ذلك على جدّي محمّد بن سليمان إلى أنْ مات جدّي رحمهم‌الله في أوّل سنة ثلاثمائة.

انظر رسالة أبي غالب الزراري : ١٢٥ ومعجم رجال الحديث ٤ : ١٠٥ / ١٤٤٦.

٢ ـ انظر رجال النجاشي : ٨٣ / ٢٠١.

٢٢٨

وهناك نسخة اُخرى أنقص منها رواها القمّيون ، أخبرنا بها : الحسين بن عبيدالله ، عن أحمد بن جعفر بن سفيان ، قال : حدّثنا أحمد بن إدريس ، قال : حدثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن جعفر بن بشير ، عن أبان.

وأخبرنا : أبو الحسين بن أبي جيد ، عن محمّد بن الحسن بن الوليد ، عن المعلّى بن محمّد البصري ، عن محمّد بن جمهور العمّي (١) ، عن جعفر بن بشير ، عن أبان بن عثمان.

وله أصل ، أخبرنا به : عدّة من أصحابنا ، عن أبي المفضّل محمّد بن عبدالله (٢) الشيباني ، عن أبي جعفر محمّد بن جعفر بن بطّة ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محسن بن أحمد ، عن أبان.

وبهذا الإسناد ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن ابن أبي نصر ، عن أبان كتاب المغازي (٣).

__________________

١ ـ كذا في « ش » وحاشية الحجريّة والمصدر ، وفي بقيّة النسخ : القمّي. والظاهر أنّ الصواب ما أثبتناه ، وهو الموافق لما في رجال الشيخ والنجاشي والخلاصة ورجال ابن داود وغيرها. وقال النجاشي في ترجمة ابنه الحسن بن محمّد بن جمهور : العمّي ... ينسب إلى بني العمّ من تميم.

انظر رجال الشيخ : ٣٦٤ / ١٧ والفهرست : ٢٢٣ / ٤١ ورجال النجاشي : ٦٢ / ١٤٤ ، ٣٣٧ / ٩٠١ والخلاصة : ٣٩٥ / ١٨ ورجال ابن داود : ٢٧١ / ٤٣٩.

٢ ـ في « ش » والفهرست : عبيدالله ، وفي نسختين خطّيتين لدينا من الفهرست وأيضاً في مجمع الرجال ١ : ٢٦ نقلاً عنه كما في المتن.

٣ ـ الفهرست : ٥٩ / ٢.

٢٢٩

وفي جش : له كتاب حسن كبير يجمع المبتدأ والمغازي والوفاة والردّة.

أخبرنا بها : أبو الحسن التميمي ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد قال : حدّثنا علي بن الحسن بن فضّال ، قال : حدّثنا محمّد بن عبدالله بن زرارة (١) ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن أبان بها.

وأخبرنا : أحمد بن عبدالواحد ، قال : حدّثنا علي بن محمّد القرشي ، قال : حدّثنا علي بن الحسن بن فضّال.

وأخبرنا : أبو عبدالله بن شاذان ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى ، قال : حدّثنا عبدالله بن جعفر الحميري ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن أبان بكتبه (٢).

[ ٢٦ ] أبان بن عمرو بن أبي عبدالله :

الجذلي (٣) الكوفي ، ق (٤).

__________________

١ ـ في « ض » والحجريّة : راشد ، وفي هامش « ض » : زرارة ( خ ل ).

٢ ـ رجال النجاشي : ١٣ / ٨.

٣ ـ الجذلي ـ بالذال المعجمة ـ في كتاب البرقي ورجال الشيخ. وفي القاموس : جِذلُ الطِعانِ ـ بالكسر ـ لقب علقمة بن فراس من مشاهير العرب. وفي صه ود بغير نقطة ، وكذا في قب حيث قال : أبو عبدالله الجدلي ، اسمه عبد أو عبدالرحمن بن عبدالله ، رمي بالتشيّع ، من كبار الثالثة. منه قدس‌سره.

انظر رجال البرقي : ٤ ، وفيه الجدلي ( الجذلي خ ل ) ورجال الشيخ : ١٦٤ / ١٧٦ ، وفيه : الجدلي ، والقاموس المحيط ٣ : ٣٤٧ والخلاصة : ٣٠٧ / ١١٦٧ ورجال ابن داود : ١٣٢ / ٩٨٤ وتقريب التهذيب ٢ : ٤٣٦ / ٩٦٤٦ ، وفيه : اسمه عبد أو عبدالرحمن بن عبد ثقة ...

٤ ـ رجال الشيخ : ١٦٤ / ١٧٦ ، وفيه : الجدلي.

٢٣٠

[ ٢٧ ] أبان بن عمر الأسدي :

ختن (١) آل ميثم بن يحيى التمّار ، شيخ من أصحابنا ، ثقة ، صه (٢) ، د (٣) ، جش (٤).

ثمّ في جش : لم يرو عنه إلاّ عبيس بن هشام الناشري.

أخبرنا : أحمد بن عبدالواحد وغيره ، عن أبي القاسم علي بن حبشي بن قوني ، قال : حدّثنا حميد بن زياد ، قال : حدّثنا القاسم بن إسماعيل ، عن عبيس بن هشام بكتاب أبان بن عمر الأسدي.

وفي ق : أبان بن عمر ختن آل ميثم التمّار الكوفي (٥).

وفي د عُلِّمَ عليه لم (٦) ، وهو سهو.

[ ٢٨ ] أبان بن كثير العامري :

الغنوي الكوفي ، ق(٧).

__________________

١ ـ نقول : قال في الصحاح : الخَتَنُ بالتحريك : كلّ مَنْ كان من قِبَلْ المرأة ، مثل الأب والأخ ، وهم الأخْتَانُ هكذا عند العرب. وأمّا عند العامة فخَتَنُ الرجل : زوج ابنته. انظر الصحاح ٥ : ٢١٠٧.

٢ ـ الخلاصة : ٧٤ / ٢.

٣ ـ رجال ابن داود : ٣٠ / ٨.

٤ ـ رجال النجاشي : ١٤ / ١٠.

٥ ـ رجال الشيخ : ١٦٤ / ١٨١.

٦ ـ في رجال ابن داود : لم جش. وقد بيّنا مسلك ابن داود بالرمز « لم » في ترجمة آدم بن إسحاق بن آدم المتقدّمة برقم : [ ٢ ].

٧ ـ رجال الشيخ : ١٦٤ / ١٨٨.

٢٣١

[ ٢٩ ] أبان بن المحاربي (١) :

روى حديثاً واحداً على قول البغوي ، ل(٢).

[ ٣٠ ] أبان * بن محمّد البجلي :

وهو المعروف بسندي (٣) البزّاز ، أخبرني : القاضي أبو عبدالله الجعفي ، قال : حدّثنا أحمد بن سعيد (٤) ، قال : حدّثنا أحمد بن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(٩) قوله * : أبان بن محمّد ... إلى آخره.

أقول : البهائي في حاشيته على صه قال : جش ظنّهما اثنين فذكر أبان بن محمّد في باب الألف ، والسندي بن محمّد في حرف السين ، ووثّق الثاني دون الأوّل (٥) ، انتهى.

أقول : لا إشعار فيما فعله جش على ظنّه التعدّد ، بل الظاهر من كلامه بناؤه على الاتّحاد ، فتدبّر.

وعدم توثيقه أوّلاً لعلّه لعدم ثبوته عنده حينئذ ، أو للحوالة على ما ذكره (٦) في باب السين ، فتأمّل.

__________________

١ ـ كذا في النسخ ، وفي المصدر : أبان المحاربي ( أبان بن المخارق خ ل ) ، وفي نسخة خطيّة معتبرة لدينا من رجال الشيخ أيضاً : أبان المحاربي. وكذا أيضاً ذكره العامّة في كتبهم الرجاليّة. وقال ابن الأثير : المُحاربي ـ بضمّ الميم وبالحاء المهملة وبالراء وبالباء الموحّدة ـ منسوب إلى جماعة ... منهم أبان المحاربي.

انظر الاستيعاب ١ : ٦٤ / ٥ واُسد الغابة ١ : ٤٨ / ٤ والإصابة ١ : ١١ / ٣ وجامع الاُصول ١٥ : ٣٩١.

٢ ـ رجال الشيخ : ٢٤ / ٣٧.

٣ ـ في « ط » و « ض » و « ر » والحجريّة : بالسندي.

٤ ـ كذا في النسخ ، وفي رجال النجاشي طبعة جماعة المدرسين : أحمد بن محمّد بن سعيد ، وكذا أيضاً في مجمع الرجال ١ : ٢٨ نقلاً عنه. إلاّ أنّ في رجال النجاشي طبعة بيروت والطبعة الحجريّة : أحمد بن سعيد.

٥ ـ حاشية الشيخ البهائي على الخلاصة : ١٨ ( مخطوط ) في باب أبان.

٦ ـ في « ب » : ما ذكر.

٢٣٢

محمّد القلانسي (١) ، عن أبان بن محمّد بكتاب النوادر عن الرجال.

وهو ابن اُخت صفوان بن يحيى ، قاله ابن نوح ، جش في الباب (٢).

ثمّ في باب السين : سندي بن محمّد (٣) ، واسمه أبان ، يكنّى أبا بشر ، صليب (٤) ، من جهينة ، ويقال : من بجيلة ، وهو الأشهر ، وهو ابن اُخت صفوان بن يحيى ، كان ثقة ، وجهاً في أصحابنا الكوفيّين.

له كتاب نوادر ، رواه عنه محمّد بن علي بن محبوب.

أخبرنا : محمّد بن محمّد ، عن الحسن بن حمزة ، عن محمّد بن جعفر بن بطّة ، عن محمّد بن علي بن محبوب ، عنه.

ورواه عنه جماعة غير محمّد (٥).

وفي صه : سندي بن محمّد ... إلى قوله : الكوفيّين (٦).

وفي ست : السندي بن محمّد ، له كتاب ، أخبرنا به (٧) : جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن الصفّار وأحمد بن أبي

__________________

١ ـ كـذا في النسخ ، وفي ثلاث طبـعات لدينا من رجال النجاشي : محمّد بن أحمد القلانسي ، وكذا أيضاً في مجمع الرجال ١ : ٢٨ نقلاً عنه. إلاّ أنّ في هامش طبعة بيروت : ( في نسخة ألف : أحمد بن محمّد القلانسي ).

٢ ـ رجال النجاشي : ١٤ / ١١.

٣ ـ والغالب أنّه لم يذكر إلاّ بعنوان السندي بن محمّد. محمّد تقي المجلسي.

٤ ـ الصليب : الخالص النسب. انظر أساس البلاغة : ٢٥٦.

٥ ـ رجال النجاشي : ١٨٧ / ٤٩٧.

٦ ـ الخلاصة : ١٦١ / ٢.

٧ ـ به ، لم ترد في « ش » و « ع » و « ط » و « ض » و « ر ».

٢٣٣

عبدالله (١) ، عن السندي بن محمّد (٢).

وفي لم : السندي بن محمّد ، يروي عنه الصفّار (٣).

ويأتي عن دي (٤) : سندي بن محمّد (٥) ، فلا تغفل.

[ ٣١ ] أبان بن مصعب الواسطي :

ق(٦).

__________________

١ ـ في ثلاث طبعات لدينا من الفهرست : الصفّار عن أحمد بن أبي عبدالله ، إلاّ أنّ في نسخة خطيّة لدينا من الفهرست وأيضاً في مجمع الرجال ٣ : ١٧٤ ونسخة التقي المجلسي على ما في حاشية نقد الرجال : الصفّار وأحمد بن أبي عبدالله. انظر نقد الرجال ١ : ٤٧ / ١٩ هامش رقم « ٦ ».

٢ ـ الفهرست : ١٤٢ / ٦.

٣ ـ رجال الشيخ : ٤٢٧ / ١١. وفي « ش » بدل يروي : روى.

٤ ـ في « ض » : ري.

٥ ـ رجال الشيخ : ٣٨٧ / ٦ ، وفيه زيادة : أخو علي.

٦ ـ رجال الشيخ : ١٦٨ / ٢٤٩.

٢٣٤

باب إبراهيم (١)

[ ٣٢ ] إبراهيم أبو إسحاق البصري :

ق(٢).

[ ٣٣ ] إبراهيم أبو إسحاق الحارثي (٣) :

قي ق(٤).

ويأتي عن ق : ابن إسحاق (٥).

[ ٣٤ ] إبراهيم * أبو رافع :

بالراء غير المعجمة والفاء والعين غير المعجمة ، عتيق

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١٠) قوله * عن صه : إبراهيم أبو رافع.

أقول : في نسختي : إبراهيم بن أبي رافع ، ويظهر من شيخنا البهائي أنّ نسخة صه بهذه الزيادة حيث قال : في مقروءة عليه ـ يعني العلاّمة ـ : أبو رافع (٦) ، وكذا في كتاب ابن داود (٧) ، وكذا ذكره المصنّف في إيضاح الإشتباه (٨) ، انتهى.

والظاهر أنّ الزيادة سهو من النسّاخ.

__________________

١ ـ وأمّا إبراهيم فهو كثير يقرب من مائة وأربعين رجلاً. محمّد تقي المجلسي.

٢ ـ رجال الشيخ : ١٥٨ / ٧٣.

٣ ـ إبراهيم الصيقل غير مذكور.

قال في الفقيه [ ٤ : ٦٨ / ٢٠٢ ] : وروى أبان عن أبي إسحاق إبراهيم الصيقل قال : قال لي أبو عبدالله عليه‌السلام. محمّد أمين الكاظمي.

٤ - رجال البرقي : ٢٧.

وفي الطبعة الحجريّة من المنهج بدل قي ق : ق.

٥ - رجال الشيخ : ١٦٧ / ٢٣٤.

٦ - الخلاصة : ٤ ( مخطوط ).

٧ - رجال ابن داود : ٣١ / ١٢.

٨ - إيضاح الاشتباه : ٧٩ / ١.

٢٣٥

رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ثقة ، شهد مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله مشاهده ، ولزم أمير المؤمنين عليه‌السلام بعده ، وكان من خيار الشيعة ، أعمل على روايته ، صه(١).

وفي جش في ذكر الطبقة الاُولى في أوّله : أبو رافع ، مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، واسمه (٢) أسلم ، كان للعبّاس بن عبدالمطّلب رحمة الله عليه فوهبه للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فلمّا بشّر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بإسلام العبّاس أعتقه.

أخبرنا : أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الجندي (٣) ، قال : حدّثنا أحمد بن معروف ، قال : حدّثنا الحارث الورّاق والحسن (٤) بن فهم (٥) ، عن محمّد بن سعد كاتب الواقدي ، قال : أبو رافع ... وذكر هذا الحديث.

وأخبرنا : محمّد بن جعفر الأديب ، قال : أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد في تاريخه أنّه يقال : إنّ اسم أبي رافع : إبراهيم.

وأسْلَمَ أبو رافع قديماً بمكّة ، وهاجر إلى المدينة ، وشهد مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله مشاهده ، ولزم أمير المؤمنين عليه‌السلام من بعده ، وكان من خيار الشيعة ، وشهد معه حروبه ، وكان صاحب بيت ماله بالكوفة ، وابناه عبيدالله وعلي كاتبا أمير المؤمنين عليه‌السلام.

أخبرنا : محمّد بن جعفر ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن

__________________

١ ـ الخلاصة : ٤٧ / ٢.

٢ ـ في « ط » و « ض » و « ت » و « ر » والحجريّه : اسمه.

٣ - في المصدر : ... محمّد الجندي ، وفي مجمع الرجال ٧ : ٤٠ نقلاً عنه كما في المتن.

٤ - في حاشية النسخ : الحسين ( خ ل ) ، وفي المصدر : الحسين.

٥ - غير مذكور في الرجال ، وكذا محمّد بن سعد. محمّد أمين الكاظمي.

٢٣٦

سعيد ، قال : حدّثنا أبو الحسين أحمد بن يوسف الجعفي ، قال : حدّثنا علي بن الحسين (١) بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام ، قال : حدّثنا إسماعيل بن محمّد بن عبدالله بن علي بن الحسين ، قال : حدّثنا إسماعيل بن الحكم الرافعي ، عن عبدالله بن عبيدالله بن أبي رافع ، عن أبيه ، عن أبي رافع ، قال : دخلت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو نائم أو يوحى إليه ، وإذا حيّة في جانب البيت فكرهت أنْ أقتلها فاُوقظه ، فاضطجعت بينه وبين الحيّة حتّى إنْ كان منها سوء يكون إليَّ دونه ، فاستيقظ وهو يتلو هذه الآية : ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَوةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَوةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) (٢).

ثمّ قال : « الحمد لله الّذي أكمل لعليّ منيته ، وهنيئاً لعلي بتفضيل الله إيّاه ».

ثمّ التفت فرآني إلى جانبه فقال : « ما أضجعك ههنا يا أبا رافع »؟ فأخبرته خبر الحيّة فقال : « قم إليها فاقتلها » ، فقتلتها.

ثمّ أخذ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بيدي فقال : « يا أبا رافع كيف أنت وقوم يقاتلون عليّاً ، هو على الحقّ وهم على الباطل ، يكون حقّاً في الله جهادهم (٣) ، فمن لم يستطع جهادهم فبقلبه ، فمن (٤) لم يستطـع فليس وراء ذلك شيء ».

__________________

١ ـ في رجال النجاشي : الحسن ، إلاّ أنّ في الطبعة الحجريّة منه : الحسين.

٢ ـ المائدة : ٥٥.

٣ - في « ش » و « ط » : يكون في حقّ الله جهادهم ، وفي حاشية « ض » و « ت » : يكون في حقّ الله جهادهم ( خ ل ).

٤ - في « ش » : ومن.

٢٣٧

فقلت : اُدعُ لي إنْ أدركتهم أنْ يعينني الله ويقوّيني على قتالهم. فقال : « اللّهم إنْ أدركهم فقوّه وأعنه ».

ثمّ خرج إلى الناس فقال : « يا أيّها (١) الناس من أراد (٢) أنْ ينظر إلى أميني على نفسي وأهلي (٣) فهذا أبو رافع أميني على نفسي ».

قال عون بن عبيدالله بن أبي رافع : فلمّا بويع علي وخالفه معاوية بالشام وسار طلحة والزبير إلى البصرة قال أبو رافع : هذا قول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله « سيقاتل عليّاً قوم يكون حقّاً في الله جهادهم » فباع أرضه بخيبر وداره.

ثمّ خرج مع علي عليه‌السلام ، وهو شيخ كبير له خمس وثمانون سنة وقال : الحمد لله ، لقد أصبحت لا أحد بمنزلتي ، لقد بايعت البيعتين بيعة العقبة وبيعة الرضوان ، وصلّيت القبلتين ، وهاجرت الهجر الثلاث ، قلت : وما الهجر الثلاث؟ قال : هاجرت مع جعفر بن أبي طالب رحمهم‌الله إلى أرض الحبشة ، وهاجرت مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى المدينة ، وهذه الهجرة مع علي بن أبي طالب عليه‌السلام إلى الكوفة.

فلم يزل مع علي عليه‌السلام [ حتّى استشهد علي عليه‌السلام ] (٤).

فرجع أبو رافع إلى المدينة مع الحسن عليه‌السلام ولا دار له بها ولا

__________________

١ ـ في « ع » و « ت » و « ر » والحجريّة بدل يا أيّها : أيّها.

٢ ـ في المصدر : من أحبّ.

٣ - في « ط » و « ض » و « ع » و « ت » : على أهلي ونفسي.

٤ - ما بين المعقوفين أثبتناه من المصدر.

٢٣٨

أرض ، فقسم له الحسن عليه‌السلام دار علي عليه‌السلام بنصفين وأعطاه سنخ (١) أرض أقطعه إيّاها ، فباعها عبيدالله بن أبي رافع من معاوية بمائة ألف وسبعين ألفاً.

وبهذا الإسناد عن عبيدالله بن أبي رافع في حديث أُمّ كلثوم بنت أمير المؤمنين عليه‌السلام : أنّها استعارت من أبي رافع حليّاً من بيت المال بالكوفة (٢).

__________________

١ ـ في بعض النسخ المطبوعة من المصدر : سنح.

٢ ـ في حاشية « ط » برمز « م أ » : نقل الفاضل المتورّع ورّام بن أبي فراس في مجموعه المشهور هذه الحكاية عن علي بن أبي رافع ، قال : ابن محبوب يرفعه عن علي بن أبي رافع ، قال : كنت على بيت مال علي بن أبي طالب صلوات الله عليه وكاتبه ، وكان في بيته عقد لؤلؤ ، كان أصابه يوم البصرة ، قال : فأرسلت إليَّ بنت علي بن أبي طالب صلوات الله عليه فقالت لي : بلغني أنّ في بيت مال أمير المؤمنين صلوات الله عليه عقد لؤلؤ ، وهوفي يدك ، وأنا اُحبّ أنْ تعيرنيه أتجمّل به في أيّام عيد الأضحى ، فأرسلت إليها وقلت : عارية مضمونة يا ابنة أمير المؤمنين ، فقالت : نعم عارية مضمونة مردودة بعد ثلاثة أيّام ، فدفعته إليها ، وإنّ أمير المؤمنين صلوات الله عليه رآه عليها فعرفه فقال لها : من أين صار إليك هذا العقد؟ فقالت : استعرته من علي بن أبي رافع خازن بيت مال أمير المؤمنين لأتزيّن به في العيد ثمّ أردّه.

قال : فبعث إليَّ أمير المؤمنين صلوات الله عليه فجئته ، فقال : أتخون المسلمين يا ابن أبي رافع!؟ فقلت له : معاذ الله أنْ أخون المسلمين ، فقال : كيف أعرْتَ بنت أمير المؤمنين العقد الّذي في بيت مال المسلمين بغير إذني ورضاهم؟ فقلت : يا أمير المـؤمنين إنّها ابنتك ، وسألتني أنْ أعيرها إيّاه تتزيّن به ، فأعرتها إيّاه عارية مضمونة مردودة ، وضمنته في مالي ، وعليَّ أنْ أردّه مسلّماً إلى موضعه ، فقال : ردّه من يومك ، وإيّاك أنْ تعود لمثل هذا فتنالك عقوبتي ، ثمّ أوْلى لابنتي لو كانت أخذت العقد على غير عارية مضمونة مردودة لكانت إذن أوّل هاشميّة قطعت يدها في سرقة.

قال : فبلغ مقالته ابنته فقالت : يا أمير المؤمنين أنا ابنتك وبضعة منك فمن أحقّ

٢٣٩

ولأبي رافع كتاب السنن والأحكام والقضايا.

أخبرنا : محمّد بن جعفر النحوي ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد ، قال : حدّثنا حفص بن محمّد بن سعيد الأحمسي ، قال : حدّثنا حسن بن حسين الأنصاري ، قال : حدّثنا علي بن القاسم الكندي ، عن محمّد بن عبيدالله بن أبي رافع ، عن أبيه ، عن جدّه أبي رافع ، عن علي بن أبي طالب عليه‌السلام أنّه كان إذا صلّى قال في أوّل الصلاة ... وذكر الكتاب إلى آخره باباً باباً ... الصلاة والصيام والحجّ والزكاة والقضايا.

وروى هذه النسخة من الكوفيّين أيضاً زيد بن محمّد بن جعفر بن المبارك يعرف بابن أبي إليابس (١) ، عن الحسين بن الحكم الحبري (٢) ، قال : حدّثنا حسن بن حسين بإسناده.

وذكر شيوخنا أنّ بين النسختين اختلافاً قليلاً ، ورواية أبي العبّاس أتمّ (٣) ، انتهى.

__________________

بلبسه منّي؟ فقال لها أمير المؤمنين صلوات الله عليه : [ يا بنت علي بن أبي طالب ] لا تذهبي بنفسك عن الحقّ ، أكلّ نساء المهاجرين تتزيّن في هذا العيد بمثل هذا؟ فقبضته منها ورددته إلى موضعه.

انظر تنبيه الخواطر ونزهة النواظر ٢ : ٣ ، وهذه الحكاية مذكورة أيضاً في التهذيب ١٠ : ١٥١ / ٦٠٦ ، والملاحظ في المصدرين أنّ أُمّ كلثوم استعارت عقد اللؤلؤ من علي بن أبي رافع لامن أبيه كما في رجال النجاشي.

١ ـ في « ض » والحجرية : الياس ، وكذا في رجال الشيخ : ٤٢٦ / ٣ ، وفي تأريخ بغداد ٨ : ٤٤٩ / ٤٥٦٢ : اليابس ، كما أثبتناه.

٢ ـ ما أثبتناه من « ط » و « ر » والمصدر ، وفي بقية النسخ : الجبري. انظر مقدّمة تفسير الحبري طبعة مؤسسة آل البيت عليهم‌السلام لإحياء التراث.

٣ ـ رجال النجاشي : ٤ / ١.

٢٤٠