منهج المقال في تحقيق احوال الرجال - ج ١

محمد بن علي الاسترابادي

منهج المقال في تحقيق احوال الرجال - ج ١

المؤلف:

محمد بن علي الاسترابادي


المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : رجال الحديث
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الطبعة: ١
ISBN: 964-319-301-2
الصفحات: ٤٢١

قال : قرأته على أبي العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد.

( وأخبرنا به : أحمد بن محمّد بن موسى المعروف بابن الصلت الأهوازي ، قال : أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد ، قال : ) (١) أخبرنا أبو أحمد الحسين بن عبدالله (٢) الأزدي ، قال : حدّثنا أبي ، قال : حدّثنا أبو بردة ميمون مولى بني فزارة وكان فصيحاً لازم أبان بن تغلب وأخذ عنه.

ولأبان رحمـة الله عليـه قراءة مفـردة ، أخبرنا بها : أحمد بن محمّد بن موسى ، قال : حدّثنا أحمد بن محـمّد بن سـعيد ، قال : حدّثنا أبو بكر محمّد (٣) بن يوسف الرازي المقرئ بالقادسـية سنة إحدى وثمانين ومائتين ، قال : حدّثني به أبـو نعيم الفضل بـن عبدالله بن العبّاس بن معمّر الأزدي الطالقاني ساكن سواد البصرة سنة خمس وخمسين ومائتين بالري ، قال : حدّثنا محمّد بن موسى بن أبي مريم صاحب اللؤلؤ (٤) ، قال : سمعت أبان بن تغلب رحمهم‌الله ـ وما

__________________

١ ـ ما بين القوسين سقط من « ط » و « ض » و « ت » و « ر » والحجريّة.

٢ ـ في ثلاث طبعات لدينا من الفهرست : أبو أحمد بن الحسين بن عبدالرحمن ، وفي نسخة التقي المجلسي من الفهرست على ما في حاشية نقد الرجال : أبو أحمد الحسين بن عبيدالله ( عبدالرحمن خ ل ) ، وفي مجمع الرجال ١ : ١٩ نقلاً عنه : أبو أحمد الحسين بن عبدالرحمن. انظر نقد الرجال ١ : ٤١ / ٦ هامش رقم ( ٥ ).

٣ ـ محمّد ، لم ترد في « ع » و « ط » و « ض » و « ر ».

٤ ـ كأنّه الّذي يقال له : صاحب الكلل. منه قدس‌سره.

محمّد بن موسى بن أبي مريم ، غير مذكور في كتب الرجال ، يروي عنه أبو أيّوب. محمّد أمين الكاظمي.

نقول : قال المصنّف في باب الكنى : أبو علي صاحب الكلل ، روى عن أبان بن تغلب ، وروى عنه أبو أيّوب ، يه. وفي بعض أسانيد جش في مقامه محمّد بن

٢٠١

أحد أقرأ منه ـ يـقرأ القرآن من أوّله إلى آخره ، وذكر القراءة ، وسمعته يقول : إنّما الهمزة رياضة (١).

ولأبان بن تغلب كتاب الفضائل ، أخبرنا به : أحمد بن محمّد بن موسى ، عن أحمد بن محـمّد بن سعيد ، عن المنذر القابوسي ، قال : حدّثنا أبي ، قال : حدّثنا عمّي ، عن أبيه ، عن أبان بن تغلب.

ومات أبان بن تغلب رضي الله عنه سنة إحدى وأربعين ومائة في حياة أبي عبدالله عليه‌السلام.

ولأبان بن تغلب أصل (٢).

وفي جش : عظيم المنزلة في أصحابنا ، لقي علي بن الحسين وأبا جعفر وأبا عبدالله عليهم‌السلام ، روى (٣) عنهم ، وكانت له عندهم منزلة وقدم.

وذكره البلاذري قال : روى أبان عن عطيّة العوفي.

قال له أبو جعفر عليه‌السلام : « اجلس في مسجد المدينة وافتِ الناس ، فإنّي اُحبّ أنْ يُرى في شيعتي مثلك ».

وقال أبو عبدالله عليه‌السلام لما أتاه نعـيه : « رحمهم‌الله(٤) ،

__________________

موسى بن أبي مريم صاحب اللؤلؤ. انظر مشيخة الفقيه ٤ : ٢٣ في طريق الصدوق إلى أبان بن تغلب.

١ ـ أي التكلّم بها والإفصاح عنها مشقّة ورياضة بلا ثمر ، فلابدّ فيها من التخفيف. كذا قال العلاّمة المامقاني في حاشية تنقيح المقال ١ : ٤ / ١٩ ( حجري ).

٢ ـ الفهرست : ٥٧ / ١.

٣ ـ في « ض » و « ت » والحجريّة : وروى.

٤ ـ رحمهم الله ، لم ترد في المصدر.

٢٠٢

أمـا والله (١) لقد أوجع قلبي موت أبان ».

وكان قارئاً من وجوه القرّاء ، فقيهاً ، لغويّاً ، سمع من العرب وحكى عنهم.

وقال أبو عمرو الكشّي في كتاب الرجال : روى أبان عن علي بن الحسين عليه‌السلام.

وذكره أبو زرعة الرازي في كتابه ، ذكر من روى عن جعفر بن محمّد عليه‌السلام من التابعين ومن قاربهم فقال : أبان بن تغلب روى عن أنس بن مالك.

وذكر أبو بكر محمّد بن عبدالله بن إبراهيم الشافعي ما رواه أبان عن الرجال فقال : وروى عن الأعمش (٢) ، وعن محمّد بن المنكدر ، وعن سمّاك بن حرب ، وعن إبراهيم النخعي.

وكان أبان رحمهم‌الله مقدّماً في كلّ فنّ من العلم في القرآن والفقه والحديث والأدب واللغة والنحو.

وله كتب ، منها : تفسير غريب القرآن ، وكتاب الفضائل.

أخبرنا : محمّد بن جعفر النحوي ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد ، عن المنذر بن محمّد بن المنذر اللخمي (٣) ، قال : حدّثنا أبي ، قال : حدّثنا عمّي الحسيـن بن سعيد بن أبـي الجهم ،

__________________

١ ـ أما والله ، لم ترد في « ض » ، وفي « ش » بدل أما والله : والله.

٢ ـ سيأتي إنْ شاء الله : إسماعيل بن عبدالله الأعمش في أصحاب الصادق عليه‌السلام ، روى عنه ابن أبي عمـير ، فالظاهر أنّه هو ، ويحـتمل سليمان بن مهران لكنّه بعيد ، فتدبّر. الشيخ محمّد السبط.

انظر رجال الشيخ : ١٦٠ / ١٠١.

٣ ـ في الطبعة الحجريّة : النخعي ، وفي هامشها : اللخمي ( خ ل ).

٢٠٣

قال : حـدّثني أبي سعيد بن أبي الجهم (١) ، عن أبان بن تغلب في قوله تعالى : « مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ » (٢) ... وذكر التفسير إلى آخره.

وبهذا الإسناد كتابه الفضائل.

ولأبان قراءة مفردة مشهورة عند القرّاء ، أخبرنا : أبو الحسين (٣) التميمي ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد ، قال : حدّثنا محمّد بن يوسف الرازي المقرئ بالقادسيّة سنة إحدى وثمانين ومائتين ، قال : حدّثني أبو نعيم الفضل بن عبدالله بن العبّاس بن معمّر الأزدي الطالقاني ساكن سواد البصرة سنة خمسين ومائتين (٤) ، قال : حدّثنا محمّد بن موسى بن أبي مريم صاحب اللؤلؤ ، قال : سمعت أبان بن تغلب ـ وما رأيت أحداً أقرأ منه قطّ ـ يقول : إنّما الهمزة (٥) رياضة ، وذكر قراءته إلى آخرها.

وله كتاب صفّين.

قال أبو الحسـن أحمد بن الحسين رحمهم‌الله : وقع إليَّ بخطّ أبي

__________________

١ ـ سعيد بن أبي الجهم ، لم يرد في المصدر.

٢ ـ الفاتحة : ٤.

٣ ـ في حاشية « ع » و « ط » : أبو الحسن ( خ ل ) ، وفي المصدر : أبو الحسن.

يحتمل أنْ يكون أحمد بن محمّد بن موسى المعروف بابن أبي الصلت التميمي كما سيجيء عن لم ، ويحتمل محمّد بن جعفر. الشيخ محمّد السبط.

نقول : لم يرد له ذكر في باب من لم يروعن الأئمّة عليهم‌السلام من رجال الشيخ سوى ما ورد في ترجمة أحمد بن محمّد بن سعيد المعروف بابن عقدة ، وفيها : أحمد بن محمّد المعروف بابن الصلت. انظر رجال الشيخ : ٤٠٩ / ٣٠.

٤ ـ كذا في النسخ ، وفي المصدر : سنة خمس وخمسين ومائتين ، وهو الموافق لما في الفهرست.

٥ ـ في « ش » والمصدر : الهمز.

٢٠٤

العبّاس بن سعيد ، قال : حدّثنا أبو الحسين أحمد بن يوسف بن يعقوب الجعفي من كتابه في شوال سنة إحدى وسبعين ومائتين ، قال : حدّثنا محمّد بن يزيد النخعي ، قال : حدّثنا سيف بن عميرة ، عن أبان.

وأخبرنا : محمّد بن جعفر ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد ، قال : حدّثنا جعفر بن محمّد بن هشام ، قال : حدّثنا علي بن محمّد الجريري ، قال : حدّثنا أبان بن محمّد بن أبان بن تغلب ، قال : سمعت أبي يقول : دخلت مع أبي إلى أبي عبدالله عليه‌السلام ، فلمّا بصر به أمر بوسادة فاُلقيت له ، وصافحه واعتنقه وساءله ورحّب به.

وقال : كان أبان إذا قدم المدينة تقوّضت (١) إليه الحَلَق (٢) واُخليت له سارية (٣) النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله .

أخبرنا : أحمد بن عبدالواحد ، قال : حدّثنا علي بن محمّد القرشي سنة ثمان وثلاثمائة (٤) ـ وفيها مات ـ قال : حدّثنا علي بن الحسن بن فضّال ، عن محمّد بن عبدالله بن زرارة ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن عبدالرحمن بن الحجّاج ، قال : كنّا في مجلس أبان بن

__________________

١ ـ قال في س [ ٢ : ٣٤٣ ] : تقوّض الرجل أي جاء وذهب. محمّد أمين الكاظمي.

٢ ـ الخـلـق ، كذا في بعض النسخ ، والأصح أنّه بالحاء المهملة كما في الأصل. منه قدس‌سره.

٣ ـ السارية : الاسطوانة. انظر الصحاح ٦ : ٢٣٧٦.

٤ ـ كذا في النسخ ، وفي المصدر : سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة ، وهو الموافق لما ذكره الشيخ في رجاله حيث قال : علي بن محمّد بن الزبير القرشي الكوفي ... إلى أنْ قال : وأخبرنا عنه أحمد بن عبدون ، ومات ببغداد سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة ، وقد ناهز مائة سنة. انظر رجال الشيخ : ٤٣٠ / ٢٢.

٢٠٥

تغلب فجاءه شاب فقال : يا أبا سعيد أخبرني كم شهد مع علي بن أبي طالب عليه‌السلام من أصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ؟

قال : فقال له أبان : كأنّك تريد أنْ تعرف فضل علي عليه‌السلام بمن تبعه من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ؟

قال : فقال الرجل : هو ذاك.

قال : فقال : والله ما عرفنا فضلهم إلاّ باتّباعهم إيّاه.

قال : فقال أبو البلاد : عضّ ببظر اُمّه (١) رجل من الشيعة في أقصى الأرض وأدناها يموت أبان لا تدخل مصيبته عليه.

قال : فقال أبان له : يا أبا البلاد تدري من الشيعة؟ الشيعة الّذين إذا اختلف الناس عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أخذوا بقول علي عليه‌السلام ، وإذا اختلف الناس عن علي عليه‌السلام أخذوا بقول جعفر بن محمّد عليه‌السلام.

جمع محمّد بن عبدالرحمن (٢) بن فنتي بين كتاب التفسير لأبان وبين كتاب أبي روق عطيّة بن الحارث ومحمّد بن السائب وجعلها كتاباً واحداً.

أخبرنا : أبو الحسين علي بن أحمد ، قال : حدّثنا محمّد بن الحسن ، عن الحسن بن متيل ، عن محمّد بن الحسين الزيّات ، عن

__________________

١ ـ كذا في « ش » و « ع » و « ت » والحجريّة والمصدر ، وفي « ط » و « ض » : غضّ بنظر اُمّه ، وفي « ر » وحاشية « ش » : عضّ بنظرائه ( خ ل ) ، وفي حاشية « ع » و « ط » : غضّ بنظرائه ( خ ل ).

٢ ـ نقول : اختلف النجاشي والفهرست في الجامع بين الكتب ، ففي النجاشي كما ترى ، وفي الفهرست : عبدالرحمن بن محمّد الأزدي الكوفي. واستقرب القهبائي اتّحادهما ثمّ قال : والقلم تجرّأ بالتقديم والتأخير في أحدهما. انظر مجمع الرجال ١ : ١٨ هامش ( ٦ ).

٢٠٦

صفوان بن يحيى وغيره ، عن أبان بن عثمان (١) : أنّ أبان بن تغلب روى عنّي ثلاثين ألف حديث فاروها عنه.

قال أبو علي أحمد بن محمّد بن رباح (٢) الزهري الطحّان : حدّثنا محمّد بن عبدالله بن غالب ، قال : حدّثني محمّد بن الوليد ، عن يونس بن يعقوب ، عن عبدالله بن خفقة ، قال : قال لي أبان بن تغلب : مررت بقوم يعيبون عليَّ روايتي عن جعفر عليه‌السلام ، قال : فقلت : كيف تلومونني (٣) في روايتي عن رجل ما سألته عن شيء إلاّ قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله .

قال : فمرّ صبيان وهم ينشدون : العجب كلّ العجب بين جمادى ورجب ، فسألته عنه؟

فقال : لقاء الأحياء بالأموات (٤).

__________________

١ ـ في « ع » و « ت » والحـجريّة زيادة : عن أبي عبدالله عليه‌السلام. وفي حواشي بقية النسـخ : ظاهراً عن أبي عبدالله عليه‌السلام. منه قدس‌سره.

كأنّ في النسخة تركاً ، فإنّ في د : أنّ أبان روى عن الصادق عليه‌السلام ثلاثين ألف حديث ، فالظاهر أنّ الإمام عليه‌السلام هو القائل. منه قدس‌سره.

نقول : وردت عبارة ( عن أبي عبدالله عليه‌السلام ) في رجال النجاشي طبعة جماعة المدرسين بقم ، إلاّ أنّها لم ترد في طبعة بيروت والطبعة الحجريّة منه. انظر رجال ابن داود : ٢٩ / ٤.

٢ ـ في « ط » والمصدر : رياح.

٣ ـ في « ش » والمصدر : تلوموني.

٤ ـ في حاشية « ط » و « ض » : في باب نوادر معاني الأخبار من آخر أبواب كتاب معاني الأخبار : عن الشعبي قال : قال ابن الكوّا لعلي عليه‌السلام : يا أمير المؤمنين أرأيت قولك : « العجب كلّ العجب بين جمادى ورجب »؟ قال عليه‌السلام : « ويحك يا أعور ، هو جمع أشتات ، ونشر أموات ، وحصد نبات ، وهنات بعد هنات مهلكات ... ». انظر معاني الأخبار : ٤٠٦ / ٨١.

٢٠٧

قال سلامة بن محمّد الأرزني : حدّثنا أحمد بن علي بن أبان ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن صالح بن السندي ، عن اُميّة بن علي ، عن سليم بن أبي حبّة (١) ، قال (٢) : كنت عند أبي عبدالله عليه‌السلام ، فلمّا أردت أنْ اُفارقه ودّعته وقلت : اُحبّ أنْ تزوّدني فقال : « إئت أبان بن تغلب فإنّه قد سمع منّي حديثاً كثيراً ، فما روى لك فاروه عنّي (٣) ».

ومات أبان في حياة أبي عبدالله عليه‌السلام سنة إحدى وأربعين ومائة (٤) ، انتهى.

وما ذكره (٥) عن كش فلم أجده فيه في بابه ، فإنّ فيه : ما روي في (٦) أبان بن تغلب.

حدّثني محمّد بن قولويه ، قال : حدّثني سعد بن عبدالله القمّي ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن عمر بن عبدالعزيز ، عن جميل (٧) ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ـ قال : ذكرنا أبان بن تغلب عند أبي عبدالله عليه‌السلام ـ فقال : « رحمهم‌الله، أما والله لقد أوجع قلبي موت أبان » (٨).

حمدويه قال : حدّثنا يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن

__________________

١ ـ في « ع » و « ت » و « ر » والمصدر : حيّة ، وفي حاشية « ش » : حيّة ( خ ل ).

٢ ـ في « ش » و « ط » و « ع » و « ر » : قال قال.

٣ ـ في « ش » : عنه ، وفي حاشية « ط » و « ع » و « ت » والحجريّة : عنه ( خ ل ).

في الفقيه [ المشيخة ٤ : ٢٣ ] : « إنّ أبان بن تغلب روى عنّي رواية كثيرة ، فما رواه عنّي فاروه عنّي ». الشيخ محمّد السبط.

٤ ـ رجال النجاشي : ١٠ / ٧.

٥ ـ في « ش » و « ض » و « ع » و « ت » : وما ذكر.

٦ ـ في « ش » والحجريّة : عن.

٧ ـ في الحجريّة وهامش « ت » : إسماعيل ، وفي هامشها : جميل ( خ ل ).

٨ ـ رجال الكشّي : ٣٣٠ / ٦٠١.

٢٠٨

علي بن إسماعيل بن عمّار ، عن ابن مسكان ، عن أبان بن تغلب ، قال : قلت لأبي عبدالله عليه‌السلام : إنّي أقعد في المسجد فيجيء الناس فيسألوني ، فإنْ لم أجبهم لم يقبلوا منّي ، وأكره أنْ اجيبهم بقولكم (١) وما جاء عنكم!

فقال لي : « انظر ما علمت أنّه من قولهم فأخبرهم بذلك » (٢).

حمدويه قال : حدّثنا يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن أبان بن تغلب ، قال : قال لي أبو عبدالله عليه‌السلام : « جالس أهل المدينة فإنّي اُحبّ أنْ يروا (٣) في شيعتنا مثلك » (٤).

وروى عن صالح بن السندي ، عن اُميّة بن علي (٥) ، عن مسلم بن أبي حبّة (٦) ، قال : كنت عند أبي عبدالله عليه‌السلام في خدمته ، فلمّا أردت أنْ اُفارقه ودّعته وقلت : اُحبّ أنْ تزوّدني.

قال : « إئت أبان بن تغلب فإنّه قد سمع منّي حديثاً كثيراً ، فما روى لك عنّي فارو عنّي » (٧) انتهى.

ثمّ إنّ في الرواية الاُولى : عمر بن عبدالعزيز ، وهو مخلط على

__________________

١ ـ في هامش « ط » و « ت » : بقولهم ( خ ل ).

٢ ـ رجال الكشّي : ٣٣٠ / ٦٠٢.

٣ ـ في « ط » : يرى ، وفي هامشها : يروا ظاهراً.

٤ ـ رجال الكشّي : ٣٣٠ / ٦٠٣.

٥ ـ في « ط » : عن اُميّة ، عن علي. وفي الحجريّة : عن اُميّة بن علي ، عن سليم ، عن مسلم ...

٦ ـ في « ت » و « ر » : حيّة ، وفي حاشية « ع » : حيّة ( خ ل ) ، وفي المصدر : حيّة.

في جش : سليم بن أبي حبّة. منه قدس‌سره.

غير مذكور في الرجال. محمّد أمين الكاظمي.

٧ ـ رجال الكشّي : ٣٣١ / ٦٠٤.

٢٠٩

قول جش(١) ، ويروي المناكير على قول ابن شاذان (٢) ، إلاّ أنّ رواية أحمد بن محمّد بن عيسى عنه ربما تنبئ عن حسن حاله ، والله أعلم.

نعم في الثانية : علي بن إسماعيل بن عمّار ، ويأتي عن جش : أنّه من وجوه من روى الحديث (٣).

والظاهر أنّ الثالثة مرسلة ، إلاّ أنّ المرسل محمّد بن أبي عمير ، وحينئذ لا تقصر عن المسند.

وفي الرابعة ـ مع قطعها (٤) ـ : صالح بن السندي ، وهو مهمل (٥) ، واُميّة ضعيف (٦) ، وبدل مسلم ـ قد سبق عن جش : ـ سليم ، وعلى كلّ حال لا أعرفه الآن.

لكن لا يخفى أنّ ضعـف هذه الروايات غير قادح في

__________________

١ ـ رجال النجاشي : ٢٨٤ / ٧٥٤.

٢ ـ انظر رجال الكشّي : ٤٥١ / ٨٥٠.

٣ ـ انظر رجال النجاشي : ٧١ / ١٦٩ ترجمة إسحاق بن عمّار بن حيّان.

٤ ـ مع قطعها ، لم ترد في « ط » و « ت » و « ر » والحجريّة.

نقول : قال العلاّمة التستري : الظاهر أنّ الأصل : وروى أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن صالح. كما يفهم من رواية النجاشي للخـبر. قاموس الرجال ١ : ١٠٤ / ١٧.

٥ ـ نقول ذكره الشيخ في الفهرست والرجال من دون مدح أو قدح.

واستظهر الوحيد البهبهاني والعلاّمة المامقاني الوثوق به لروايته عن يونس بن عبدالرحمن ، ورواية إبراهيم بن هاشم وجعفر بن بشير وغيرهما عنه.

وقال العلاّمة التستري : يمكن الاستدلال لحسنه واعتبار خبره بقول ابن الوليد : إنّ كتب يونس الّتي بالرواية كلّها صحيحة معتمد عليها إلاّ ما ينفرد به محمّد بن عيسى.

انظر الفهرست : ١٤٧ / ١ ورجال الشيخ : ٤٢٨ / ١ وتعليقة الوحيد البهبهاني : ١٨١ ( حجري ) وتنقيح المقال ٢ : ٩٢ / ٥٦٧٣ ( حجري ) وقاموس الرجال ٥ : ٤٥٨ / ٣٦٢٤.

٦ ـ انظر رجال النجاشي : ١٠٥ / ٢٦٤ والخلاصة : ٣٢٤ / ٢.

٢١٠

المقام (١) ، فإنّ حُسن حال أبان في الجلالة (٢) وعظم منزلته ـ متّفق عليه ـ أشهر من أنْ يحتاج إلى صحّة هذه الروايات (٣).

ثمّ في صه : ثقة ، جليل القدر ، عظيم المنزلة في أصحابنا ، لقي أبا محمّد علي بن الحسين وأبا جعفر وأبا عبدالله عليهم‌السلام وقُدِّم وروى عنهم (٤).

وقال له الباقر عليه‌السلام7 : « اجلس في مسجد المدينة وافت الناس ، فإنّي اُحبّ أنْ يُرى في شيعتي مثلك ».

ومات في حياة أبي عبدالله عليه‌السلام ، فقال الصادق عليه‌السلام لما أتاه نعيه : « أما والله لقد أوجع قلبي موت أبان ».

ومات في سنة إحدى وأربعين ومائة.

وروي أنّ الصادق عليه‌السلام قال له : « ناظر (٥) أهل المدينة ، فإنّي اُحبّ أنْ يكون مثلك من رواتي ورجالي » (٦) ، انتهى.

وفي يه : يكنّى أبا سعيد ، وهو كندي كوفي.

وتوفّي في أيّام الصادق عليه‌السلام ، فذكره جميل عنده فقال : « رحمهم‌الله، أما والله لقد أوجع قلبي موت أبان ».

__________________

١ ـ في « ش » : غير قادحة في هذا المقام.

٢ ـ في الجلالة ، لم ترد في « ش » و « ر » ، وفي « ط » : في جلاله.

٣ ـ الروايات ، لم ترد في « ط » و « ض » و « ت » و « ر » والحجرية.

٤ ـ في المصدر : وقد روى عنهم ، إلاّ أنّ في نسختين خطّيتين لدينا منه إحداهنّ عليها حاشية الشهيد الثاني والثانية عليها حاشية الشيخ البهائي : وقدّم وروى عنهم ، كما في نسخنا من المنهج. وقال الشهيد الثاني معلّقاً عليها : أي كان له عندهم قدم كما ذكره الشيخ في الفهرست.

٥ ـ في المصدر : يا أبان ناظر ...

٦ ـ الخلاصة : ٧٣ / ١.

٢١١

وقال عليه‌السلام لأبان بن عثمان : « إنّ أبان بن تغلب قد روى عنّي رواية كثيرة ، فما رواه لك فاروه عنّي ».

ولقد لقي الباقر والصادق عليهما‌السلام وروى عنهما (١).

وفي قب : ابن تغلب ـ بفتح المثنّاة وسكون المعجمة وكسر اللام ـ أبو سعيد الكوفي ، ثقة ، تُكلِّم فيه للتشيّع ، مات سنة أربعين ومائة (٢).

[ ١٨ ] أبان بن راشد الليثي :

ق(٣).

[ ١٩ ] أبان * بن سعيد بن العاص :

ابن اُميّة بن عبد شمس الاُموي ، وأخوه (٤) خالد وعنبسة وعمرو

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(٦) قوله * : أبان بن سعيد بن العاص ... إلى آخره.

في المجالس : أنّه وأخويه خالداً وعمرواً أبوا عن بيعة أبي بكر ، وتابعوا أهل البيت ، وبعد ما بايع أهل البيت بايعوا (٥).

__________________

١ ـ مشيخة الفقيه ٤ : ٢٣ ، وفيها : فما رواه لك عنّي فاروه عنّي.

٢ ـ تقريب التهذيب ١ : ٤٥ / ١٥٧ ، وفيه : أبو سعد.

٣ ـ رجال الشيخ : ١٦٤ / ١٨٠.

٤ ـ كذا في النسخ ، وفي الطبعة الحجريّة : وإخوته خالد وعتبة ، وفي حواشي النسخ : وإخوته ( خ ل ).

٥ ـ مجالس المؤمنين ١ : ٢٢٤ ( فارسي ).

٢١٢

والعاص بن سعيد قتله عليّ عليه‌السلام ببدر (١) ، ل(٢).

[ ٢٠ ] أبان بن صدقة الكوفي :

ق(٣).

[ ٢١ ] أبان بن عبدالرحمن :

أبو عبدالله البصري ، أسند عنه ، ق(٤).

[ ٢٢ ] أبان بن عبدالملك الثقفي (٥) :

شيخ من أصحابنا ، روى عن أبي عبدالله عليه‌السلام كتاب الحجّ ، جش(٦).

[ ٢٣ ] أبان بن عبدالملك الخثعمي :

الكوفي ، أسند عنه ، ق(٧).

وربما يحتمل أنْ يكون هذا والثقفي واحداً.

في القاموس : خثعم كجعفر : جبل ، وأهله خثعميون ، وابن أنمار (٨) : أبو قبيلة من معد (٩).

__________________

١ ـ نقول : كان لسعيد بن العاص بن اُميّة ثمانية أولاد ، ثلاثة ماتوا كفّاراً : اُحيحة قُتل يوم الفجّار ، والعاص قتله علي عليه‌السلام يوم بدر ، وعبيدة قتله الزبير يوم بدر أيضاً. وخمسة أسلموا : أبان وخالد وعمرو وسعيد والحكم. انظر الاستيعاب في معرفة الأصحاب ١ : ٦٢ / ٤.

٢ ـ رجال الشيخ : ٢٤ / ٣٦ ، وفيه : وإخوته ، وفي طبعة النجف منه ومجمع الرجال ١ : ٢٣ نقلاً عنه : وأخوه ، كما في المتن.

٣ ـ رجال الشيخ : ١٦٤ / ١٨٦.

٤ ـ رجال الشيخ : ١٦٤ / ١٨٢.

٥ ـ في حاشية النسخ : لم يذكره العلاّمة في صه.

٦ ـ رجال النجاشي : ١٤ / ٩.

٧ ـ رجال الشيخ : ١٦٤ / ١٨٣.

٨ ـ في « ش » و « ط » و « ض » و « ت » و « ر » : وابن النار ، وفي حاشية « ت » : أنمار ( خ ل ).

٩ ـ القاموس المحيط ٤ : ١٠٣.

٢١٣

[ ٢٤ ] أبان بن عبدة الصيرفي :

الكوفي ، ق(١).

[ ٢٥ ] أبان * بن عثمان (٢) الأحمر :

البجلي أبو عبدالله ، مولاهم ، أصله الكوفة ، وكان يسكنها

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(٧) أبان بن عبدالملك الكوفي :

ق (٣). سيجيء في ترجمة أخيه هشام (٤) ، ولعلّه الخثعمي.

(٨) قوله * : أبان بن عثمان.

في المعراج : عن ست : أبان بن محمّد بن عثمان. ثمّ قال : الظاهر أنّ

__________________

١ ـ رجال الشيخ : ١٦٤ / ١٨٥.

٢ ـ أبان بن عثمان في الأغلب يروي عن الصادق عليه‌السلام ، ويروي نادراً عن الباقر عليه‌السلام ، عكس ابن تغلب. محمّد تقي المجلسي.

العلاّمة في الخلاصة عدّ حديثه في الصحيح وكذا ابن داود. والشيخ البهائي أيضاً عـدّ سـنداً في اثنائه أبان صحيحاً ، والسيّد أيضاً في المدارك ، والشيخ حسن في المنتقى كثيراً ، ولكنّ الشيخ حسن في موضع آخر قال : فيه إشكال. وقال في المعالم : هو أحد الجماعة الّذين حكى الكشّي الإجماع على تصحيح ما يصحّ عنهم ، وما جرح به لم يثبت ؛ لأنّ الأصل فيه علي بن الحسن بن فضّال ، والمتقرّر في كلام أصحابنا أنّه من جملة الفطحيّة ، فلو قبل طعنه في أبان لم يتّجه المنع من قبول رواية أبان ، إذ ليس القدح إلاّ بفساد المذهب ، وهو مشترك بين الجارح والمجروح ، انتهى. محمّد أمين الكاظمي.

انظر الخلاصة : ٤٤١ الفائدة الثامنة ورجال ابن داود : ٣١٠ والحبل المتين : ٢٦ ( حجري ) الفصل الثامن من الباب الأول والتهذيب ١ : ١٠١ / ٢٦٥ ومدارك الأحكام ٥ : ٣١١ ، ٦ : ١٨٨ و ٢٢٣ ومنتقى الجمان ١ : ١٣٧ و ١٨٠ و ٣٨٢ و ٢ : ٥١١ و ٥٣١ ومعالم الفقه ٢ : ٤٥٢ ـ ٤٥٤ باب تحقيق الحرمة والاستحباب في أبوال وأرواث الحيوانات.

٣ ـ رجال الشيخ : ٣١٩ / ٢٧ ترجمة أخيه هشام بن عبدالملك.

٤ ـ سيأتي أنّه وأخاه من أصحاب الصادق عليه‌السلام.

٢١٤

تارة والبصرة اُخرى (١) ، وقد أخذ عنه أهلها أبو عبيدة معمّر بن المثنّى وأبو عبدالله محمّد بن سلام ، وأكثروا الحكاية عنه في أخبار الشعراء والنسب والأيّام ، روى عن أبي عبدالله وأبي الحسن عليهما‌السلام ، ست (٢) ؛ جش إلاّ أنّه لم يذكر له كنية (٣).

وفي كش في بابه : محمّد بن مسعود قال : حدّثني محمّد بن نصير وحمدويه ، قالا : حدّثنا محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن علي بن يقطين ، عن إبراهيم بن أبي البلاد ، قال : كنت أقود أبي ـ وقد كان كُفَّ بصره ـ حتّى صرنا إلى حلقة فيها أبان الأحمر فقال لي : عمّن تَحدَّثَ؟

قلت : عن أبي عبدالله عليه‌السلام.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

توسيط (٤) ( ابن محمّد ) سهو الناسخ ، ويمكن أنْ يكون ما في صه وجش وكش (٥) نسبة إلى الجدّ (٦) ، انتهى.

أقول : لا شبهة في كونه سهواً من ناسخ نسخته وأنّها مغلوطة ، إذ في نسختي من ست بدون توسيط ( ابن محمّد ) (٧) كما نقل عنه المصنّف وغيره ، بل ولم يشر إليه أحد في مقام أصـلاً.

__________________

١ ـ في رجال الكشّي ورجال ابن داود : كان من أهل البصرة ، وكان يسكن الكوفة. انظر رجال الكشّي : ٣٥٢ / ٦٦٠ ورجال ابن داود : ٢٢٦ / ٣.

٢ ـ الفهرست : ٥٩ / ٢.

٣ ـ رجال النجاشي : ١٣ / ٨.

٤ ـ في « أ » : توسيطه.

٥ ـ انظر الخلاصة : ٧٤ / ٣ ورجال النجاشي : ١٣ / ٨ ورجال الكشّي : ٣٥٢ / ٦٥٩.

٦ ـ معراج أهل الكمال : ١٨ / ٥.

٧ ـ وكذا أيضاً في ثلاث طبعات لدينا من الفهرست.

٢١٥

فقال : ويحه! سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : « أما إنّ منكم الكذّابين ومن غيركم المكذّبين (١) » (٢).

محمّد بن مسعود قال : حدّثني علي بن الحسن ، قال : كان أبان من أهل البصرة ، وكان مولى بجيلة ، وكان يسكن الكوفة ، وكان من الناووسيّة (٣) (٤).

ثمّ قال في تسمية الفقهاء من أصحاب أبي عبدالله عليه‌السلام : أجمعت العصابة على تصحيح ما يصحّ من هؤلاء ، وتصديقهم لما يقولون ، وأقرّوا لهم بالفقه من دون اُولئك الستّة الّذين عددناهم وسمّيناهم ستّة نفر : جميل بن درّاج وعبدالله بن مسكان وعبدالله بن

__________________

١ ـ يمكن أنْ يكون المراد به من أهل الكوفة الكذّابين ومن غيرهم المكذّبين ، فالأوّل إشارة إلى الغلاة ، والثاني إلى الخوارج والمنحرفين عن أهل البيت عليهم‌السلام ، فلا قدح في أحدهم.

وأمّا قول إبراهيم : ( ويحه ) فلعلّه تأثّراً من مواجهته بمثل هذا الّذي يوهم ما يقدح فيه ، فافهم. منه قدس‌سره.

٢ ـ رجال الكشّي : ٣٥٢ / ٦٥٩.

٣ ـ في حاشية « ط » و « ع » : الناووسيّة أتباع رجل يقال له : ناووس ، وقيل : نسبوا إلى قرية ناوسيا.

قالت : إنّ الصادق عليه‌السلام حيّ بعد ، ولن يموت حتّى يظهر ، فيظهر أمره ، وهو القائم المهدي.

وحكى أبو حامد الزوزني : أنّهم زعموا أنّ عليّاً باق ، وستنشق الأرض عنه قبل يوم القيامة فيملأ الأرض عدلاً ، انظر الملل والنحل ١ : ١٤٨.

وفي حاشية « ط » أيضاً : الناووسيّة هم الّذين وقفوا على جعفر الصادق عليه‌السلام ، وإنّما سُمّوا بالناووسيّة لأنّهم ينسبون إلى رئيسهم فلان بن فلان الناووس. انظر رجال الكشّي : ٣٦٥ / ٦٧٦ ترجمة عنبسة بن مصعب.

٤ ـ رجال الكشّي : ٣٥٢ / ٦٦٠.

٢١٦

بكير وحمّاد بن عيسى وحمّاد بن عثمان وأبان بن عثمان.

قالوا : وزعم أبو إسحاق الفقيه ـ يعني ثعلبة بن ميمون ـ أنّ أفقه هؤلاء جميل بن درّاج.

وهم أحـداث أصحاب أبي عبدالله عليه‌السلام (١) ، انتهى.

وفي صه : أبان بن عثمان الأحمر ، قال الكشّي رحمهم‌الله : قال محمّد بن مسعود : حدّثني علي بن الحسن ، قال : كان أبان بن عثمان من الناووسيّة ، وكان مولى بجيلة ، وكان يسكن الكوفة.

ثمّ قال أبو عمرو الكشّي : إنّ العصابة أجمعت على تصحيح ما يصحّ عن أبان بن عثمان (٢) والإقرار له بالفقه.

فالأقرب عندي قبول روايته وإن كان فاسد المذهب للإجماع (٣) المذكور ،

__________________

١ ـ رجال الكشي : ٣٧٥ / ٧٠٥.

٢ ـ فهم بعض الأصحاب أنّ المراد صحّة كلّ ما رواه ، فحينئذ لا يضرّ الضعف والإرسال الواقع في الطريق ، وتوقّف في هذا بعض قائلاً : إنّا لا نفهم منه إلاّ كونه ثقة ، والّذي يقتضيه النظر القاصر أنّ كون الرجل لغة أمر مشترك ، فلا وجه لاختصاص الإجتماع بهؤلاء المذكورين ، وما ذكره القائل الأوّل ينافيه ما قاله الشيخ في بعض روايات عبدالله بن المغيرة من أنّها مرسلة ، ولا يبعد أنْ يكون الوجه أنّ عمل المتقدّمين بالأخبار إنّما هو مع اعتضادها بالقرائن ، فإذا كان الرواة ممّن اجتمع على تصحيح ما يصحّ عنهم كان الإجماع من جملة القرائن. الشيخ محمّد السبط.

٣ ـ أقول : لا يخفى أنّ الإجماع لا ينافي كونه ناووسيّاً ، نعم الإقرار له بالفقه ربما أشعر بالإيمان ، والحقّ أنّ الّذي يعمل بالموثّق لا مخلص له عن العمل بقول أبان لقول ابن فضّال ، ومن لا يعمل به فلا يؤثّر عنده قول ابن فضّال.

والعجب من شيخنا البهائي سلّمه الله أنّه لا يعمل بالموثّق ويعدّ رواية أبان في الصحيح.

والوالد قدس‌سره حكم بالصحّة موجّهاً لها بأنّا لو قبلنا رواية ابن فضّال قبلنا رواية أبان.

ولا يخفى أنّ القبول أعمّ من الصحّة ، فكان عليه أنْ ينبّه على العمل بالموثّق ،

٢١٧

انتهى (١) والنقل بالمعنى.

وأقول : لا يخفى أنّ * كونه من الناووسيّة (٢) لا يثبت بمجرد قول علي بن الحسن الفطحي ، سيّما وقد عارضه الإجماع المنقول بقول الكشّي الثقة العين رحمهم‌الله ، وعلى تقديره ، فإمّا أنْ يمكن هذا الإجماع مع الناووسيّة فيتبع قطعاً مع الثبوت ، أو لا (٣) فيجب نفي كونه ناووسيّاً لثبوت الإجماع بما هو أقوى ، ولهذا قال العلاّمة في صه : والأقرب عندي قبول روايته وإنْ كان فاسد المذهب للإجماع المذكور ، انتهى.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وقوله * في تلك الترجمة : أنّ كونه من الناووسيّة لم يثبت ... إلى آخره.

اعترض عليه المحقّق الشيخ محمّد بأنّ ابن داود نقل ناووسيّته عن أصحابنا (٤).

وفساد هذا الاعتراض ظاهر ، إذ لا يخفى على المتأمّل أنّ أصل هذه النسبة من علي بن الحسن وإنْ ذكره أصحابنا ، مع أنّ الاعتماد على ابن داود تأمّلاً لا يخفى على المطّلع بأحواله سيّما بعد ملاحظة ما ذكر في الرجال وغيره. نعم يمكن أنْ يقال : إنْ اكتفيتم بالظنّ في الجرح والتعديل كما هو

__________________

ولعلّه اعتمد على المعلوميّة ، فتأمّل. الشيخ محمّد السبط.

انظر مشرق الشمسين : ٢٧٠ ( حجري ) ومنتقى الجمان ١ : ١٥ الفائدة الاُولى.

١ ـ الخلاصة : ٧٤ / ٣.

٢ ـ قال في لف [ مختلف الشيعة ٣ : ٣٠٧ ] في مسألة كفارة إفطار شهر رمضان : إنّ أبان وإنْ كان ناووسيّاً إلاّ أنّه كان ثقة. وقال الكـشّي : إنّه ممّن أجمـعت العصـابة على تصحيح ما يصحّ نقله عنه ، والإجماع عندنا حجّة قاطعة ، ونقله بخبر الواحد حجّة. ملاّ عبدالله التستري.

٣ ـ في « ط » : وإلاّ.

٤ ـ رجال ابن داود : ٣٠ / ٦.

٢١٨

............................................................................

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

طريقتكم ـ وقد أشرنا إليه في الفائدة الاُولى ـ فلا شكّ في حصول الظنّ من قول علي بن الحسن سيّما بعد ملاحظة حاله في الرجال ، وإكثار العلماء من السؤال عنه في أحوال الرجال كما يظهر من تراجم كثيرة (١).

وإنْ أبيتم إلاّ أنْ يثبت الجرح والتعديل ، فقد مرّ في الفائدة الاُولى أنّ الثبوت غير ممكن إلاّ نادراً غاية الندرة ، لكن مرّ في الفائدة ما يظهر التحقيق.

ولكن قال المحقّق الأردبيلي في كتاب الكفالة من شرحه على الارشاد : غير واضح كونه ناووسيّاً ، بل قيل : وكان ناووسيّاً. وفي كش الّذي عندي : قيل : كان قادسيّاً ـ أي : من القادسيّة ـ فكأنّه تصحيف (٢) ، انتهى فتدبّر.

وقال في المعالم : وما جرح به لم يثبت ، لأنّ الأصل فيه علي بن الحسن ، والمتقرّر في كلام الأصحاب أنّه من الفطحيّة ، فلو قُبِل طعنه في أبان لم يتّجه المنع من قبول رواية أبان ، إذ الجرح ليس إلاّ لفساد المذهب ، وهو مشترك بين الجارح والمجروح (٣) ، انتهى.

أقول : المتقرّر عندكم اشتراط العدالة في قبول الرواية ، فيتّجه عدم القبول سيّما بعد ملاحظة اكتفائكم بالظنّ في الجرح والتعديل كما أشرنا ،

__________________

١ ـ كما في ترجمة الحسن بن علي بن أبي حمزة البطائني ومروك بن عبيد وإسماعيل بن مهران وغيرهم. انظر رجال الكشّي : ٥٥٢ / ١٠٤٢ و ٥٦٣ / ١٠٦٣ و ٥٨٩ / ١١٠٢.

٢ ـ مجمع الفائدة والبرهان ٩ : ٣٢٣.

٣ ـ معالم الفقه ٢ : ٤٥٤ باب تحقيق الحرمة والاستحباب في أبوال وأرواث الحيوانات.

٢١٩

........................................................................

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فتأمّل.

نعم لو قيل : بأنّ الشرط هو العدالة بالمعنى الأعمّ ـ أعني أعمّ من أنْ يكون إماميّاً أو غيره ـ اتّجه ما ذكرت بعد ملاحظة ثبوت هذه العدالة من حكاية إجماع العصابة بالتقريب الّذي مرّ في الفائدة الثانية ، أو أنّ اشتراطهم من باب القاعدة على حسب ما مرّ في الفائدة الاُولى ، فتأمّل.

قال في المعراج : قول علي بن الحسن لا يوجب جرحه ، لأنّه فطحي لا يُقْبَل جرحه لمثل هذا الثقة الجليل (١) ، انتهى.

أقول : إلى الآن ما وجدت توثيقه (٢) ، وحكاية إجماع العصابة ليس نفس التعديل ولا مستلزماً له (٣) كما مرّ في الفائدة الثانية ، وهو ٤ أيضاً معترف مصرّح به (٤) ، نعم يمكن استفادة التوثيق بالمعنى الأعمّ كما مرّ في

__________________

١ ـ معراج أهل الكمال : ٢٠ / ٥.

٢ ـ نقول : وثّقه العلاّمة في المختلف ٣ : ٣٠٧ في كفارة إفطار شهر رمضان ، والمقدّس الأردبيلي في مجمع الفائدة والبرهان ٢ : ١١٤ في مباحث ما يصحّ السجود عليه.

٣ ـ نقول : اعترض عليه تلميذه أبو علي الحائري في المنتهى بقوله : عجيب بعد ذكره آنفاً في معنى هذا الإجماع عن بعض : الإجماع على توثيق الجماعة ، وهو الّذي اختاره جماعة ، فيكون أبان ثقة عند كلّ من فسّر العبارة المذكورة بالمعنى المذكور ، بل وعند مَن فسّرها بالمعنى المشهور أيضاً ، لما سيعترف به دام فضله في ترجمة السكوني : من أنّ الأصحاب رحمهم‌الله لا يجمعون على العمل برواية غير الثقة ، وأنّ من ادّعي الإجماع على العمل بروايته ثقة عند أهل الإجماع ، فتدبّر.

انظر منتهى المقال ١ : ١٤١ / ١٦ وتعليقة الوحيد البهبهاني على ما سيأتي في ترجمة إسماعيل بن أبي زياد السكوني.

٤ ـ معراج أهل الكمال : ٢١ / ٥.

٢٢٠