بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٣١
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

إنك أنت الغفور الرحيم.

السابعة والعشرون : ربنا اصرف عنا عذاب جهم إن عذابها كان غراما ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما ، ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير ، ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا واغفر لنا ربنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان الاية (١) صل على محمد وآله واستر على ذنوبي وعيوبي ، واغفر لي بحق محمد وآل محمد إنك أنت الرؤف الرحيم.

الثامنة والعشرون : آمنا بالله وكفرنا بالجبت والطاغوت آمنا بمن لا يموت ، آمنا بمن خلق السماوات والارضين والشمس والقمر والنجوم والجبال و الشجر والدواب والانس والجن ، آمنا بما انزل إلينا وما انزل إليكم وإلهنا و إلهكم واحد ونحن له مسلمون ، آمنا برب موسى وهارون ، آمنا برب الملائكة والروح ، آمنا بالله وحده لا شريك له ، آمنا بمن أنشأ السحاب وخلق العباد و العذاب [ والعقاب ] ، آمنا بك آمنا بك ـ سبعا ـ ربنا فاغفر لنا ذنوبنا بحق محمد وآله وتجاوز عنا إنك أنت العزيز الجبار.

التاسعة والعشرون : توكلت على الحي السيد الذي لا يغلبه أحد توكلت على الجبار الذي لا يقهره أحد ، توكلت على العزيز الرحيم الذي يراني حين أقوم وتقلبي في الساجدين ، توكلت على الحي الذي لا يموت ، توكلت على من بيده نواصي العباد ، توكلت على الحليم الذي لا يعجل ، توكلت على الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ، توكلت على القادر القاهر العلي الاعلى الاحد ، توكلت عليك ـ سبعا ـ أسألك يا سيدي أن تصلي على محمد وآل محمد ، وأن ترحمني وتتفضل علي ولا تخزني يوم القيامة ، إنك شديد العقاب غفور رحيم.

الثلاثون : ربنا فاتنا هذا الشهر المبارك الذي أمرتنا فيه بالصيام والقيام اللهم ولا تجعله آخر العهد منا به ، واغفر لنا ما تقدم من ذنوبنا وما تأخر ، ربنا ولا تخذلنا ولا تحرمنا المغفرة ، واغفر لنا وارحمنا وتب علينا ، وارزقنا وارض

__________________

(١) ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا انك رؤف رحيم.

٨١

عنا ، واجعلنا من أولئاك المهتدين ، ومن أوليائك المتقين ، بحق محمد وآل محمد وتقبل منا هذا الشهر ، ولا تجعله آخر العهد منا به ، وارزقنا حج بيتك الحرام في عامنا هذا وفي كل عام ، إنك أنت المعطي الرازق ، الحنان المنان.

٦

* ( باب ) *

* « ( الاعمال وأدعية مطلق ليالى شهر رمضان وأيامه ، وفى مطلق ) » *

* « ( اسحاره ، وما يناسب ذلك من الاعمال والمطالب والفوائد ) » *

أقول : قد سبق ما يتعلق بهذا الباب في كتاب الصيام ، وفي كتاب الدعاء فليرجع إليه.

١ ـ قل : عن علي بن الحسين عليهما‌السلام : كان إذا دخل شهر رمضان تصدق في كل يوم بدرهم فيقول : لعلي اصيب ليلة القدر (١).

٢ ـ قل : أدعية السحر في ليالي شهر رمضان :

فمن ذلك ما رويناه باسنادنا إلى أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري باسناده عن الحسن بن محبوب ، عن أبي حمزة الثمالي أنه قال : كان علي بن الحسين صلوات الله عليهما يصلي عامة ليلته في شهر رمضان ، فاذا كان السحر دعا بهذا الدعاء :

إلهي لا تؤدبني بعقوبتك ، ولا تمكر بي في حيلتك ، من أين لي الخير يا رب ولا يوجد إلا من عندك ، ومن أين لي النجاة ولا تستطاع إلا بك ، لا الذي أحسن استغني عن عونك ورحمتك ، ولا الذي أساء واجترء عليك ولم يرضك خرج عن قدرتك ، يارب ـ حتى ينقطع النفس ـ بك عرفتك وأنت دللتني عليك ، ودعوتنى إليك ، ولولا أنت لم أدر ما أنت.

الحمد لله الذي أدعوه فيجيبنى وإن كنت بطيئا حين يدعوني ، والحمد لله الذي أسئله فيعطينى وإن كنت بخيلا حين يستقرضني ، والحمد لله الذي اناديه كلما شئت لحاجتي ، وأخلو به حيث شئت لسري ، بغير شفيع فيقضي لي حاجتي ، والحمد

__________________

(١) الاقبال : ٦٤.

٨٢

لله الذي لا أدعو غيره ولو دعوت غيره لم يستجب لي دعائي ، والحمد لله الذي لا أرجو غيره ولو رجوت غيره لاخلف رجائي والحمد لله الذي وكلني إليه فأكرمني ولم يكلني إلى الناس فيهينوني ، والحمد لله الذي تحبب إلى وهو غني عني ، والحمد لله الذي يحلم عني حتى كأني لا ذنب لي ، فربي أحمد شئ عندي ، وأحق بحمدي.

اللهم إني أجد سبل المطالب إليك مشرعة ، ومناهل الرجاء إليك مترعة والاستعانة بفضلك لمن أملك مباحة ، وأبواب الدعاء إليك للصارخين مفتوحة وأعلم أنك للراجين بموضع إجابة ، وللملهوفين بمرصد إغاثة ، وأن في اللهف إلى جودك والرضا بقصائك عوضا عن منع الباخلين ، ومندوحة عما في أيدي المستأثرين ، وأن الراحل إليك قريب المسافة ، وأنك لا تحجب عن خلقك ولكن تحجبهم الاعمال السيئة دونك ، وقد قصدت إليك بطلبتى ، وتوجهت إليك بحاجتي وجعلت بك استغاثتي ، وبدعائك توسلى ، من غير استحقاق لاستماعك مني ، ولا استيجاب لعفوك عني ، بل لثقتي بكرمك ، وسكوني إلى صدق وعدك ، ولجائي إلى الايمان بتوحيدك ، وثقتي بمعرفتك مني : أن لا رب لي غيرك ، ولا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك.

اللهم أنت القائل وقولك حق ووعدك صدق : « واسئلوا الله من فضله إن الله كان بكم رحيما » وليس من صفاتك يا سيدي أن تأمر بالسؤال وتمنع العطية وأنت المنان بالعطايا على أهل مملكتك ، والعائد عليهم بتحنن رأفتك ، اللهم ربيتني في نعمك وإحسانك صغيرا ، ونوهت باسمي كبيرا ، يا من رباني في الدنيا باحسانه وبفضله ونعمه ، وأشار لي في الاخرة إلى عفوه وكرمه ، معرفتي يا مولاى دليلى عليك ، وحبي لك شفيعي إليك ، وأنا واثق من دليلى بدلالتك ، وساكن من شفيعي إلى شفاعتك ، أدعوك يا سيدي بلسان قد أخرسه ذنبه ، رب اناجيك بقلب قد أوبقه جرمه ، أدعوك يا رب راهبا راغبا راجيا خائفا ، إذا رأيت مولاى ذنوبي فزعت ، وإذا رأيت عفوك طمعت ، فان غفرت فخير راحم ، وإن عذبت فغير ظالم

٨٣

حجتي يا الله في جرأتي على مسئلتك مع إتيانى ما تكره جودك وكرمك ، وعدتى في شدتي مع قلة حيائي منك رأفتك ورحمتك ، وقد رجوت أن لا تخيب بين ذين وذين منيتى ، فصل على محمد وآل محمد ، وحقق رجائي ، واسمع ندائي ، يا خير من دعاه داع ، وأفضل من رجاه راج.

عظم يا سيدي أملي ، وساء عملي ، فأعطني من عفوك بمقدار أملي ، ولا تؤاخذني بأسوء عملي ، فإن كرمك يجل عن مجازاة المذنبين ، وحلمك يكبر عن مكافات المقصرين ، وأنا سيدي عائذ بفضلك ، هارب منك إليك ، متنجز ما وعدت من الصفح عمن أحسن بك ظنا ، وما أنا يارب وما خطري؟ هبنى بفضلك ، وتصدق علي بعفوك ، أي رب جللني بسترك ، واعف عن توبيخي بكرم وجهك ، فلو اطلع اليوم على ذنبي غيرك ما فعلته ، ولو خفت تعجيل العقوبة لاجتنبته ، لا لانك أهون الناظرين إلي ، وأخف المطلعين علي ، بل لانك يا رب خير الساترين ، وأحلم الاحلمين ، وأكرم الاكرمين ، ستار العيوب ، تستر الذنب بكرمك ، وتؤخر العقوبة بحلمك ، فلك الحمد على حلمك بعد علمك ، وعلى عفوك بعد قدرتك ، ويحملنى ويجرئني على معصيتك حلمك عني ، ويدعوني إلى قلة الحياء سترك علي ، ويسرعني إلى التوثب على محارمك معرفتي بسعة رحمتك ، وعظيم عفوك.

يا حليم يا كريم ، يا حي يا قيوم ، يا غافر الذنب ، يا قابل التوب ، يا عظيم المن ، يا موصوفا بالاحسان! أين سترك الجميل ، أين فرجك القريب ، أين غياثك السريع ، أين رحمتك الواسعة ، أين عطاياك الفاضلة ، أين مواهبك الهنيئة ، أن صنائعك السنية ، أين فضلك العظيم ، أين منك الجسيم ، أين إحسانك القديم ، أين كرمك يا كريم؟ بك وبمحمد وآل محمد عليهم‌السلام فاستنقذني ، وبه وبهم وبرحمتك فخلصني ، يا محسن يا مجمل يا منعم يا مفضل يا متفضل! لسنا نتكل في النجاة من عقابك على أعمالنا ، بل بفضلك علينا ، لانك أهل التقوى وأهل المغفرة ، تبتدئ بالاحسان نعما ، وتعفو عن الذنب كرما ، فما ندري ما نشكر؟ أجميل ما تنشر ، أم قبيح ما تستر ، أم عظيم ما أبليت و أوليت ، أم كثير ما منه نجيت وعافيت ، يا حبيب من تحبب إليه ، ويا قرة عين

٨٤

من لا ذبه وانقطع إليه ، أنت المحسن ونحن المسيئون ، فتجاوز يا رب عن قبيح ما عندنا بجميل ما عندك ، فأي جهل يا رب لا يسعه جودك؟ أو أي زمان أطول من أناتك ، وما قدر أعمالنا في جنب نعمك؟ وكيف نستكثر أعمالا يقابل بها كرمك بل كيف يضيق على المدنيين ما وصفته من رحمتك؟

يا واسع المغفرة ، يا باسط اليدين بالرحمة ، فوعزتك يا سيدي لو انتهرتني ما برحت من بابك ، ولا كففت عن تملقك ، لما انتهى إلى يا سيدي من المعرفة بجودك وكرمك ، وأنت الفاعل لما تشاء تعذب من تشاء بما تشاء كيف تشاء ، و ترحم من تشاء بما تشاء كيف تشاء ، لا تسأل عن فعلك ، ولا تنازع في ملكك. ولا تشارك في أمرك ، ولا تضاد في حكمك ، ولا يعترض عليك أحد في تدبيرك ، لك الخلق والامر تباركت يا رب العالمين ، أنت أحسن الخالقين ، ورب العالمين.

يا رب هذا مقام من لا ذبك ، واستجار بكرمك ، وألف إحسانك ونعمك وأنت الجواد الذي لا يضيق عفوك ، ولا ينقص فضلك ولا تقل رحمتك ، وقد توثقنا منك بالصفح القديم ، والفضل العظيم ، والرحمة الواسعة.

أفتراك يا رب تخلف ظنوننا؟ أو تخيب آمالنا؟ كلا يا كريم! ليس هذا ظننا بك ، ولا هذا طمعنا فيك يا رب إن لنا فيك أملا طويلا كثيرا ، إن لنا بك رجاء عظيما ، عصيناك ونحن نرجو أن تستر علينا ، ودعوناك ونحن نرجو أن تستجيب لنا ، فحقق رجاءنا يا مولانا ، فقد علمنا ما نستوجب بأعمالنا ولكن علمك فينا وعلمنا بأنك لا تصرفنا عنك حثنا على الرغبة إليك ، وإن كنا غير مستوجبين لرحمتك ، فأنت أهل أن تجود علينا وعلى المذنبين بفضل سعتك وامنن علينا بما أنت أهله ، وجد علينا بفضل إحسانك ، فانا محتاجون إلى نيلك يا غفار! بنورك اهتدينا ، وبفضلك استغنينا ، وبنعمتك أصبحنا وأمسينا ذنوبنا بين يديك ، نستغفرك اللهم منها ونتوب إليك ، تتحبب إلينا بالنعم ، ونعارضك بالذنوب خيرك إلينا نازل ، وشرنا إليك صاعد ، ولم يزل ولا يزال ملك كريم يأتيك عنا في كل يوم بعمل قبيح ، فلا يمنعك ما يأتي منا من ذلك ، أن تحوطنا برحمتك

٨٥

وتتفضل علينا بآلائك ، فسبحانك ما أحلمك وأعظمك وأكرمك مبدئا ومعيدا.

تقدست أسماؤك ، وجل ثناؤك ، وكرم صنائعك وفعالك ، أنت إلهى أوسع فضلا وأعظم حلما من أن تقايسني بفعلي وخيطئتي ، فالعفو العفو العفو ، سيدي سيدي سيدي اللهم اشغلنا بذكرك ، وأعذنا من سخطك ، وأجرنا من عذابك ، وارزقنا [ من مواهبك وأنعم علينا من فضلك وارزقنا ] حج بيتك ، وزيارة قبر نبيك صلواتك ورحمتك ومغفرتك وبركاتك ورضوانك عليه وعلى أهل بيته إنك قريب مجيب ، وارزقنا طاعتك وتوفنا على ملتك وسنة رسولك عليه‌السلام.

اللهم صل على محمد وآله واغفر لي ولوالدي وارحمهما كما ربياني صغيرا ، واجزهما بالاحسان إحسانا وبالسيئات غفرانا ، اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات ، والمسلمين والمسلمات ، الاحياء منهم والاموات تابع بيننا وبينهم في الخيرات ، اللهم اغفر لحينا وميتنا ، وشاهدنا وغائبنا ، وذكرنا وانثانا ، صغيرنا وكبيرنا ، حرنا وعبدنا ، كذب العادلون بالله وضلوا ضلالا بعيدا ، وخسروا خسرانا مبينا.

اللهم صل على محمد وآله ، واختم لي بخير ، واكفني ما أهمنى من أمر دنياي وآخرتي ، ولا تسلط على من لا يرحمني ، واجعل علي منك جنة واقية باقية ولا تسلبني صالح ما أنعمت به علي وارزقني من فضلك رزقا واسعا حلالا طيبا ، اللهم واحرسني بحراستك ، واحفظني بحفظك ، واكلاني بكلاءتك ، و ارزقني حج بيتك الحرام في عامنا وفي كل عام ، ما أبقيتنا ، وارزقني زيارة قبر نبيك صلواتك عليه وآله ، ولا تخلني يا رب من تلك المواقف الشريفة ، والمشاهد الكريمة ، اللهم وتب علي حتى لا أعصيك ، وألهمني الخير والعمل به ، وخشيتك بالليل والنهار ما أبقيتني يا رب العالمين.

إلهى ما لي كلما قلت قد تهيأت وتعبأت وقمت للصلاة بين يديك وناجيت ألقيت على نعاسا إذا أنا صليت ، وسلبتني مناجاتك إذا أنا ناجيت ، مالي كلما قلت قد صلحت سريرتي ، وقرب من مجالس التوابين مجلسي ، عرضت لي بلية أزالت

٨٦

قدمي ، وحالت بيني وبين خدمتك ، سيدي لعلك عن بابك طردتني ، وعن خدمتك نحيتني ، أو لعلك رأيتني مستخفا بحقك فأقصيتني أو لعلك رأيتني معرضا عنك فقليتني ، أو لعلك وجدتني في مقام الكاذبين فرفضتني ، أو لعلك رأيتني غير شاكر لنعمائك فحرمتني ، أو لعلك فقدتني من مجالس العلماء فخذلتنى ، أو لعلك رأيتني في الغافلين فمن رحمتك آيستني ، أو لعلك رأيتنى آلف مجالس البطالين فبيني وبينهم خليتنى أو لعلك لم تحب أن تسمع دعائي فياعدتني ، أو لعلك بجرمي وجريرتي كافيتني أو لعلك بقلة حيائي منك جازيتني ، فان عفوت يا رب فطال ما عفوت عن المذنبين قبلي ، لان كرمك أي رب يجل عن مجازات المذنبين ، وحلمك يكبر عن مكافات المقصرين ، فأنا عائذ بفضلك ، هارب منك إليك ، متنجز ما وعدت من الصفح عمن أحسن بك ظنا.

إلهى أنت أوسع فضلا وأعظم حلما من أن تقايسني بظلمي ، أو أن تستنزلني بخطيئتي ، وما أنا يا سيدي وما خطري ، هبني بفضلك ، وتصدق على بعفوك وجللني بسترك ، واعف عن توبيخي بكرم وجهك ، سيدي أنا الصغير الذي ربيته وأنا الجاهل الذي علمته ، وأنا الضال الذي هديته ، وأنا الوضيع الذي رفعته ، وأنا الخائف الذي أمنته ، وأنا الجائع الذي أشبعته ، والعطشان الذي أرويته ، والعاري الذي كسوته ، والفقير الذي أغنيته ، والضعيف الذي قويته ، والذليل الذي أعززته ، والسقيم الذي شفيته ، والسائل الذي أعطيته ، والمذنب الذي سترته ، و الخاطئ الذي أقلته ، والقليل الذي كثرته ، والمستضعف الذي نصرته ، والطريد الذي آويته ، فلك الحمد. وأنا يا رب الذي لم أستحيك في الخلاء ، ولم اراقبك في الملاء ، وأنا صاحب الدواهي العظمى ، أنا الذي على سيده اجترى ، أنا الذي عصيت جبار السماء ، أنا الذي أعطيت على المعاصي جليل الرشى ، أنا الذي حين بشرت بها خرجت إليها أسعى ، أنا الذي أمهلتني فما ارعويت ، وسترت على فما استحييت وعملت بالمعاصي فتعديت ، وأسقطتني من عينك فما باليت ، فبحلمك أمهلتني ، وبسترك سترتني ، حتى كأنك أغفلتني ، ومن عقوبات المعاصي جنبتني حتى

٨٧

كأنك استحييتني.

إلهى لم أعصك حين عصيتك وأنا بربوبيتك جاحد ، ولا بأمرك مستخف ، و لا لعقوبتك متعرض ، ولا لوعيدك متهاون ، ولكن خطيئة عرضت وسولت لي نفسي وغلبني هواى ، وأعانني عليها شقوتي ، وغرني ستر المرخى على ، فقد عصيتك وخالفتك بجهدي ، فالان من عذابك من يستنقذني؟ ومن أيدي الخصماء غدا من يخلصني؟ وبحبل من أتصل إن أنت قطعت حبلك عني؟ فواسوأتا على ما أحصى كتابك من عملي الذي لو لا ما أرجو من كرمك ، وسعة رحمتك ، ونهيك إياي عن القنوط لقنطت عند ما أتذكرها ، يا خير من دعاه داع ، وأفضل من رجاه راج.

اللهم بذمة الاسلام أتوسل إليك ، وبحرمة القرآن أعتمد عليك ، وبحبي للنبي الامي القرشي الهاشمي العربي التهامي المكي المدني ، صلواتك عليه وآله أرجو الزلفة لديك ، فلا توحش استيناس إيماني ، ولا تجعل ثوابي ثواب من عبد سواك ، فان قوما آمنوا بألسنتهم ليحقنوا به دماءهم فأدركوا ما أملوا وإنا آمنا بك بألسنتنا وقلوبنا ، لتعفو عنا ، فأدركنا ما أملنا ، وثبت رجاءك في صدورنا ، ولا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب.

فوعزتك لو انتهرتني ما برحت من بابك ، ولا كففت عن تملقك ، لما الهم قلبي يا سيدي من المعرفة بكرمك ، وسعة رحمتك ، إلى من يذهب العبد إلا إلى مولاه ، وإلى من يلتجئ المخلوق إلا إلى خالقه ، إلهى لو قرنتني بالاصفاد ، ومنعتني سيبك من بين الاشهاد ، ودللت على فضائحي عيون العباد ، وأمرت بي إلى النار وحلت بيني وبين الابرار ، ما قطعت رجائي منك ، ولا صرفت وجه تأميلي للعفو عنك ، ولا خرج حبك من قلبي ، أنا لا أنسى أياديك عندي ، وسترك على في دار الدنيا سيدي صل على محمد وآل محمد ، وأخرج حب الديا عن قلبي ، واجمع بيني وبين المصطفى وآله خيرتك من خلقك خاتم النبيين محمد صلواتك عليه وآله ، وانقلني إلى درجة التوبة إليك ، وأعني بالبكاء على نفسي ، فقد أفنيت بالتسويف والامال عمري ، وقد نزلت منزلة الايسين من خيري.

٨٨

فمن يكون أسوء حالا مني إن أنا نقلت على مثل حالي إلى قبري ، ولم امهده لرقدتي ، ولم أفرشه بالعمل الصالح لضجعتي ، ومالي لا أبكي ولا أدري إلى ما يكون مصيري ، وأرى نفسي تخادعني ، وأيامي تخاتلني ، وقد خفقت عند رأسي أجنحة الموت ، فمالي لا أبكي ، أبكي لخروج نفسي ، أبكي لظلمة قبري أبكي لضيق لحدي ، أبكي لسؤال منكر ونكير إياي ، أبكي لخروجي عن قبرى عريانا ذليلا حاملا ثقلي على ظهري ، أنظر مرة عن يمنيي واخرى عن شمالي إذا الخلائق في شأن غير شأني لكل امرءي منهم يومئذ شأن يغنيه ، وجوه يومئذ مسفرة ضاحكه مستبشرة ، ووجوه يومئذ عليها غبرة ترهقها قترة وذلة ، سيدي عليك معولي ومعتمدي ورجائي وتوكلي ، وبرحمتك تعلقي ، تصيب برحمتك من تشاء ، وتهدي برحمتك من تحب.

اللهم فلك الحمد على ما نقيت من الشرك قلبي ، ولك الحمد على بسط لساني أفبلساني هذا الكال أشكرك؟ أم بغاية جهدي في عملي ارضيك؟ وما قدر لساني يا رب في جنب شكرك؟ وما قدر عملي في جنب نعمك وإحسانك؟ إلهي إن جودك بسط أملي ، وشكرك قبل عملي ، سيدي إليك رغبتي ، ومنك رهبتي ، وإليك تأميلي فقد ساقني إليك أملى ، وعليك يا واجدي عكفت همتي ، وفيما عندك انبسطت رغبتي ولك خالص رجائي وخوفي ، وبك أنست محبتي ، وإليك ألقيت بيدي ، وبحبل طاعتك مددت يدي ، مولاي بذكرك عاش قلبي ، وبمناجاتك بردت أمل الخوف عني فيا مولاي ويا مؤملي ، ويا منتهى سؤلي! صل على محمد وآل محمد وفرق بيني و بين ذنبي المانع لي من لزوم طاعتك ، فانما أسألك لقديم الرجاء لك ، وعظيم الطمع فيك ، الذي أوجبته على نفسك من الرأفة والرحمة ، فالامر لك وحدك لا شريك لك ، والخلق كلهم عبادك وفي قبضتك ، وكل شئ خاضع لك تباركت يا رب العالمين.

اللهم فارحمني إذا انقطعت حجتي ، وكل عن جوابك لساني ، وطاش عند سؤالك إياي لبي فيا عغظيما يرجى لكل عظيم ، أنت رجائي فلا تخيبني إذا اشتدت

٨٩

إليك فاقتي ، ولا تردني لجهلي ، ولا تمنعني لقلة صبري ، أعطني لفقري ، وارحمني لضعفي ، سيدي عليك معتمدي ومعولي ورجائي وتوكلي ، وبرحمتك تعلقي ، وإبفنائك أحط رحلي ، وبجودك أقصد طلبتي ، وبكرمك أي رب أستفتح دعائي ، ولديك أرجو ضيافتي ، وبعنايتك أجبر عيلتي ، وتحت ظل عفوك قيامى ، وإلى جودك وكرمك أرفع بصري ، وإلى معروفك اديم نظري ، فلا تحرقني بالنار ، و أنت موضع أملي ، ولا تسكني الهاوية فانك قرة عيني ، يا سيدي لا تكذب ظني باحسانك ومعروفك ، فانك ثقتي ورجائي ، ولا تحرمني ثوابك فانك العارف بفقري.

إلهي إن كان قددنا أجلي ، ولم يقربني منك عملي ، فقد جعلت الاعتراف إليك بذنبي وسائل عللي ، إلهي إن عفوت فمن أولى منك بالعفو؟ وإن عذبتني فمن أعدل منك في الحكم؟ اللهم فارحم في هذه الدنيا وحدتي ، وعند الموت كربتي وفي القبر وحدتي ، وفي اللحد وحشتي ، وإذا نشرت للحساب بين يديك ذل موقفي واغفر لي ما خفى على الادميين من عملي ، وأدم لي مابه سترتني ، وارحمني صريعا على الفراش تقلبني أيدي أحبتي ، وتفضل على ممدودا على المغتسل يغسلني صالح جيرتي ، وتحنن على محمولا قد تناول الاقرباء أطراف جنازتي وجد على منقولا قد نزلت بك وحيدا في حفرتي ، وارحم في ذلك البيت الجديد غربتي ، حتى لا أستأنس بغيرك ، فانك إن وكلتني إلى نفسي هلكت.

سيدي فبمن أستغيث إن لم تقلني عثرتي ، وإلى من أفزع إن فقدت عنايتك في ضجعتي ، وإلى من ألتجئ إن لم تنفس كربتي ، سيدي من لي ومن يرحمني إن لم ترحمنى ، وفضل من اؤمل إن فقدت غفرانك ، أو عدمت فضلك يوم فاقتي وإلى من الفرار من الذنوب إذا انقضى أجلى ، سيدي لا تعذبني وأنا أرجوك ، إلهى حقق رجائي وآمن خوفي ، فان كثرة ذنوبي لا أرجو لها إلا عفوك ، سيدي أنا أسألك مالا أستحق ، وأنت أهل التقوى وأهل المغفرة ، فاغفر لي ، وألبسني من نظرك ثوبا يغطي على التبعات ، وتغفرها لي ، ولا اطالب بها إنك ذو من قديم

٩٠

وصفح عظيم ، وتجاوز كريم.

إلهي أنت الذي تفيض سيبك على من لم يسئلك ، وعلى الجاحدين بربوبيتك فكيف سيدي بمن سئلك وأيقن أن الخلق لك ، والامر إليك ، تباركت وتعاليت يا رب العالمين ، سيدي عبدك ببابك ، أقامته الخصاصة بين يديك يقرع باب إحسانك بدعائه ، ويستعطف جميل نظرك بمكنون رجائه ، فلا تعرض بوجهك الكريم عني واقبل مني ما أقول ، فقد دعوتك بهذا الدعاء وأنا أرجو أن لا تردني ، معرفة مني برأفتك ورحمتك ، إلهى أنت الذي لا يحفيك سائل ، ولا ينقصك نائل ، أنت كما تقول وفوق ما يقول القائلون.

اللهم إني أسئلك صبرا جميلا ، وفرجا قريبا ، وقولا صادقا ، وأجرا عظيما ، وأسألك يا رب من الخير كله ما علمت منه وما لم أعلم ، أسألك اللهم من خير ما سألك به عبادك الصالحون ، يا خير من سئل وأجود من أعطى صل على محمد وآل محمد ، وأعطني سؤلي في نفسي وأهلي ووالدي وولدي وأهل حزانتي وإخواني فيك ، وأرغد عيشي وأظهر مروتي ، وأصلح جميع أحوالي ، واجعلني ممن أطلت عمره ، وحسنت عمله ، وأتممت عليه نعمتك ، ورضيت عنه ، وأحييته حياة طيبة في أدوم السرور وأسبغ الكرامة ، وأتم العيش ، إنك تفعل ما تشاء ولا يفعل ما يشاء غيرك اللهم وخصني منك بخاصة ذكرك ، ولا تجعل شيئا مما أتقرب به في آناء الليل وأطراف النهار رئاء ولا سمعة ولا أشرا ولا بطرا ، واجعلني لك من الخاشعين ، اللهم وأعطني السعة في الرزق ، والامن في الوطن ، وقرة العين في الاهل والمال والولد والمقام في نعمك عندي ، والصحة في الجسم ، والقوة في البدن ، والسلامة في الدين واستعملني بطاعتك وطاعة رسولك محمد وأهل بيته صلواتك عليه وآله أبدا ما استعمرتني واجعلني من أوفر عبادك عندك نصيبا في كل خير أنزلته وأنت منزله في شهر رمضان في ليلة القدر ، وما أنت منزله في كل سنة من رحمة تنشرها ، وعافية تلبسها ، وبلية تدفعها وحسنات تتقبلها ، وسيئات تتجاوز عنها ، وارزقني رزقا واسعا حلالا طيبا من فضلك الواسع الطيب ، واصرف عني يا سيدي الاسواء ، واقض عني الدين والظلامات

٩١

حتى لا أتأذى بشئ منه ، وخذ عني بأسماع أعدائي ، وأبصار حسادي ، والباغين على ، وانصرني عليهم. وأقر عيني ، وحقق ظني ، وفرج قلبي ، واجعل لي من همي وكربي فرجا ومخرجا واجعل من أرادني بسوء من جميع خلقك تحت قدمي ، و اكفني شر الشيطان ، وشر السلطان ، وسيئات عملي ، وطهرني من الذنوب كلها وأجرني من النار بعفوك ، وأدخلني الجنة برحمتك ، وزوجني من الحور العين بفضلك ، وألحقني بأوليائك الصالحين محمد وآله الابرار الطيبين الاخيار صلواتك عليه وعليهم وعلى أرواحهم وأجسادهم ورحمة الله وبركاته.

إلهي وسيدي ، وعزتك وجلالك لئن طالبتني [ بذنوبي لا طالبنك بعفوك ولئن طالبتني ] بلؤمي لاطالبنك بكرمك ، ولئن أدخلتني النار لاخبرن أهل النار بحبي إياك ، إلهى وسيدي إن كنت لا تغفر إلا لاوليائك وأهل طاعتك ، فالى من يفزع المذنبون؟ وإن كنت لا تكرم إلا أهل الوفاء بك ، فبمن يستغيث المسيئون إلهي إن أدخلتني النار ففي ذلك سرور [ عدوك ، وإن أدخلتني الجنة ففي ذلك سرور ] نبيك ، وأنا والله أعلم أن سرور نبيك أحب إليك من سرور عدوك ، اللهم إني أسئلك أن تملا قلبي حبا لك وخشية منك ، وتصديقا لك ، وإيمانا بك ، وفرقا منك ، وشوقا إليك ، يا ذا الجلال والاكرام حبب إلى لقاءك ، وأحبب لقائي واجعل لي في لقئاك الراحة والفرح والكرامة ، اللهم ألحقني بصالح من مضى ، واجعلني من صالح من بقي وخذبي سبيل الصالحين ، وأعني على نفسي بما تعين به الصالحين على أنفسهم [ ولا تردني في سوء استنقذتني منه أبدا ] ، واختم عملي بأحسنه واجعل ثوابي عليه الجنة برحمتك يا أرحم الراحمين.

اللهم إني أسئلك إيمانا لا أجل له دون لقائك تحييني ما أحييتني عليه ، و توفيني إذا توفيتني عليه ، وتبعثني إذا بعثتني عليه ، وأبرء قلبي من الرياء والشك والسمعة في دينك ، حتى يكون عملي خالصا لك ، اللهم أعطني بصيرة في دينك وفهما في حكمك ، وفقها في علمك ، وكفلين من رحمتك ، وورعا يحجزني عن معاصيك وبيض وجهي بنورك ، واجعل رغبتي فيما عندك ، وتوفني في سبيلك وعلى ملة

٩٢

رسولك صلواتك عليه وآله ، اللهم إني أعوذ بك من الكسل والفشل والهم و الحزن والجبن والبخل والغفلة والقسوة والذلة والمسكنة والفقر والفاقة و كل بلية والفواحش ما ظهر منها وما بطن وأعوذ بك من نفس لا تقنع ، ومن بطن لا يشبع ، وقلب لا يخشع ، ودعاء لا يسمع ، وعمل لا ينفع ، وصلاة لا ترفع ، وأعوذ بك يا رب على نفسي ودينى ومالي وجميع ما رزقتني من الشيطان الرجيم ، إنك أنت السميع العليم.

اللهم إنه لن يجيرني منك أحد ، ولن أجد من دونك ملتحدا ، فلا تجعل نفسي في شئ من عذابك ، ولا تردني بهلكة ، ولا تردني بعذاب أليم ، اللهم تقبل مني ، وأعل ذكري ، وارفع درجتي ، واحطط وزري ، ولا تذكرني بخطيئتي ، و اجعل ثواب مجلسي وثواب منطقي وثواب دعائي رضاك عني والجنة ، وأعطني يا رب جميع ما سألتك ، وزدني من فضلك ، إنك إليك راغب يا رب العالمين ، اللهم إنك أنزلت في كتابك العفو ، وأمرتنا أن نعفو عمن ظلمنا ، وقد ظلمنا أنفسنا فاعف عنا ، فانك أولى بذلك منا ، وأمرتنا أن لا نرد سائلا عن أبوابنا وقد جئتك سائلا فلا تردنا إلا بقضاء حوائجنا ، وأمرتنا بالاحسان إلى ما ملكت أيماننا ونحن أرقاؤك فأعتق رقابنا من النار.

يا مفزعي عند كربتي ، ويا غياثى عند شدتي ، إليك فزعت وبك استغثت ولذت ولا ألوذ بسواك ، ولا أطلب الفرج إلا بك ومنك ، فصل على محمد وآل محمد وأغثني ، وفرج عني ، يا من يقبل اليسير ويعفو عن الكثير ، اقبل مني اليسير واعف عني الكثير ، إنك أنت الغفور الرحيم ، اللهم إني أسئلك إيمانا تباشر به قلبي ، ويقينا حتى أعلم أنه لن يصيبني إلا ما كتبت لي ، ورضني من العيش بما قسمت لي يا أرحم الراحمين (١).

دعاء آخر في السحر : رويناه باسنادنا إلى جدي أبي جعفر الطوسي باسناده إلى علي بن الحسن بن فضال من كتاب الصيام ، ورواه أيضا ابن أبي قرة في كتابه

__________________

(١) كتاب الاقبال : ٦٧ ـ ٧٥.

٩٣

واللفظ واحد فقالا معا : عن أيوب بن يقطين أنه كتب إلى أبي الحسن الرضا عليه‌السلام يسأله أن يصحح له هذا الدعاء ، فكتب إليه نعم ، وهو دعاء أبي جعفر عليه‌السلام بالاسحار في شهر رمضان قال أبي : قال أبوجعفر عليه‌السلام : لو يعلم الناس من عظم هذه المسائل عند الله ، وسرعة إجابته لصاحبها ، لاقتتلوا عليه ، ولو بالسيوف ، والله يختص برحمته من يشاء ، وقال أبوجعفر عليه‌السلام : لو حلفت لبررت أن اسم الله الاعظم قد دخل فيها ، فاذا دعوتهم فاجتهدوا في الدعاء فانه من مكنون العلم ، واكتموه إلا من أهله ، وليس من أهله المنافقون والمكذبون والجاحدون ، وهو دعاء المباهلة تقول :

اللهم إني أسألك من بهائك بأبهاه وكل بهائك بهي ، اللهم إني أسئلك ببهائك كله ، اللهم إني أسئلك من جمالك بأجمله وكل جمالك جميل اللهم إني أسأئلك بجمالك كله ، اللهم إني أسئلك من جلالك بأجله وكل جلالك جليل اللهم إني أسئلك بجلالك كله ، اللهم إني أسئلك من عظمتك بأعظمها وكل عظمتك عظيمة ، اللهم إني أسئلك بعظمتك كلها ، اللهم إنك أسئلك من نورك بأنوره و كل نورك نير ، اللهم إني أسئلك بنورك كله ، اللهم إني أسئلك من رحمتك بأوسعها وكل رحمتك واسعة اللهم إني أسئلك برحمتك كلها ، اللهم إني أسئلك من كلماتك بأتمها وكل كلماتك تامة ، اللهم إني أسئلك بكلماتك كلها ، اللهم إني أسئلك من كمالك بأكمله وكل كمالك كامل ، اللهم إني أسألك بكمالك كله ، اللهم إني أسئلك من أسمائك بأكبرها وكل اسمائك كبيرة ، اللهم إني أسألك بأسمائك كلها ، اللهم إني أسئلك من عزتك بأعزها وكل عزتك عزيزة اللهم إني أسئلك بعزتك كلها ، اللهم إني أسألك من مشيتك بأمضاها وكل مشيتك ماضية اللهم إني أسئلك بمشيتك كلها ، اللهم إني أسئلك من قدرتك بالقدرة التي استطلت بها على كل شئ وكل قدرتك مستطيلة ، اللهم إني أسئلك بقدرتك كلها ، اللهم إني أسئلك من علمك بأنفذه وكل علمك نافذ ، اللهم إني أسئلك بعلمك كله ، اللهم إني أسئلك من قولك بأرضاه وكل قولك رضي اللهم إني أسئلك بقولك كله ، اللهم إني أسئلك من مسائلك بأحبها إليك وكل

٩٤

مسائلك إليك حبيبة ، اللهم إني أسئلك بمسائلك كلها ، اللهم إني أسئلك من شرفك بأشرفه وكل شرفك شريف ، اللهم إني أسئلك بشرفك كله ، اللهم إني أسئلك من سلطانك بأدومه وكل سلطانك دائم ، اللهم إني أسئلك بسلطانك كله اللهم إني أسئلك من ملكك بأفخره وكل ملكك فاخر ، اللهم إني أسئلك بملكك كله ، اللهم إني أسئلك من علوك بأعلاه وكل علوك عال ، اللهم إني أسئلك بعلوك كله ، اللهم إني أسئلك من منك بأقدمه وكل منك قديم ، اللهم إني أسئلك بمنك كله ، اللهم إني أسئلك من آياتك بأكرمها وكل آياتك كريمة اللهم إني أسئلك بآياتك كلها ، اللهم إني أسئلك بما أنت فيه من الشأن والجبروت وأسئلك بكل شأن وحده. وجبروت وحدها ، اللهم إني أسئلك بما تجيبني به حين أسئلك فأجبني يا الله وافعل بي كذا وكذا ... وتذكر حاجتك فانك تعطاها إنشاء الله تعالى (١).

دعاء آخر في السحر : أرويه باسنادي إلى جدى أبي جعفر الطوسى ـ ره ـ في المصباح :

يا عدتي عند كربتي ، ويا صاحبي في شدتي ، ويا وليي في نعمتي ، ويا غايتي في رغبتي ، أنت الساتر عورتى ، المؤمن روعتي ، المقيل عثرتي ، فاغفر لى خطيئتى ، اللهم إني أسئلك خشوع الايمان قبل خشوع الذل في النار ، يا واحد يا أحد يا صمد يا من لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ، يا من يعطى من سأله تحننا منه ورحمة ويبتدئ بالخير من لم يسئله تفضلا منه وكرما بكرمك الدائم صل على محمد وأهل بيته ، وهب لي رحمة واسعة جامعة أبلغ بها خير الدنيا والاخرة اللهم إني أستغفرك لما تبت إليك منه ثم عدت فيه ، وأستغفرك لكل خير أردت به وجهك فخالطني فيه ما ليس لك ، اللهم صل على محمد وآل محمد ، واعف عني ظلمي وجرمي بحلمك وجودك يا كريم ، يا من لا يخيب سائله ، ولا ينفد نائله ، يا من علا فلا شئ فوقه ، ودنا فلا شئ دونه ، صل على محمد وآل محمد ، وارحمني يا فالق

__________________

(١) كتاب الاقبال : ٧٥ ـ ٧٨.

٩٥

البحر لموسى الليلة الليلة الليلة ، الساعة الساعة الساعة ، اللهم طهر قلبي من النفاق ، وعملي من الرياء ، ولساني من الكذب ، وعيني من الخيانة ، فانك تعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور ، يا رب هذا مقام العائذ بك من النار ، هذا مقام المستجير بك من النار ، هذا مقام المستغيث بك من النار ، هذا مقام الهارب إليك من النار ، هذا مقام من يبوء بخطيئته ، ويعترف بذنبه ، ويتوب إلى ربه ، هذا مقام البائس الفقير ، هذا مقام الخائف المستجير ، هذا مقام المحزون المكروب ، هذا مقام المحزون المغموم المهموم ، هذا مقام الغريب الغريق ، هذا مقام المستوحش الفرق ، هذا مقام من لا يجد لذنبه غافرا غيرك ، ولا لهمه مفرجا سواك ، يا الله يا كريم ، لا تحرق وجهي بالنار بعد سجودي وتعفيري بغير من مني عليك ، بل لك الحمد والمن والفضل على ، ارحم أي رب أي رب أي رب ـ حتى ينقطع النفس ـ ضعفي ، وقلة جيلتي ، ورقة جلدي ، وتبدد أوصالي ، وتناثر لحمي وجسمي وجسدي ، ووحدتي ووحشتي في قبري وجزعي من صغير البلاء ، أسئلك يا رب قرة العين والاغتباط يوم الحسرة والندامة ، بيض وجهي يا رب يوم تسود فيه الوجوه ، وآمني من الفزع الاكبر ، أسئلك البشرى يوم تقلب فيه القلوب والابصار ، والبشرى عند فراق الدنيا.

الحمد لله الذي أرجوه عونا في حياتي ، وأعده ذخرا ليوم فاقتي ، الحمد لله الذي أدعوه ولا أدعو غيره ، ولو دعوت غيره لخيب دعائي ، الحمد لله الذي أرجوه و لا أرجو غيره ، ولو رجوت غيره لاخلف رجائي ، الحمد لله المنعم المحسن المجمل المفضل ذي الجلال والاكرام ، ولي كل نعمة ، وصاحب كل حسنة ، ومنتهى كل رغبة ، وقاضي كل حاجة ، اللهم صل على محمد وآل محمد ، وارزقني اليقين ، وحسن الظن بك ، وأثبت رجاءك في قلبي ، واقطع رجائي عمن سواك حتى لا أرجو غيرك ولا أثق إلا بك ، يا لطيفا لما يشاء ، الطف لي في جميع أحوالي بما تحب وترضى.

يا رب إني ضعيف على النار فلا تعذبني بالنار ، يا رب ارحم دعائي وتضرعي وخوفي وذلي ومسكنتي وتعويذي وتلويذي ، يارب إني ضعيف عن طلب الدنيا

٩٦

وأنت واسع كريم وأسئلك يا رب بقوتك على ذلك وقدرتك عليه ، وغناك عنه وحاجتي إليه ، أن ترزقني في عامي هذا وشهري هذا ويومي هذا وساعتي هذه رزقا تغنيني به عن تكلف ما في أيدي الناس ، من رزقك الحلال الطيب ، أي رب منك أطلب وإليك أرغب ، وإياك أرجو وأنت أهل ذلك لا أرجو غيرك ، ولا أثق إلا بك يا أرحم الراحمين أي رب ظلمت نفسي فاغفر لي وارحمني وعافني ، يا سامع كل صوت ، ويا جامع كل فوت ، ويا بارئ النفوس بعد الموت ، يا من لا تغشاه الظلمات ، ولا تشتبه عليه الاصوات ، ولا يشغله شئ عن شئ ، أعط محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله أفضل ما سألتك ، وأفضل ما سئلت له ، وأفضل ما أنت مسؤول له إلى يوم القيامة ، وهب لي العافية حتى تهنئتي المعيشة واختم لي بخير حتى لا تضرني الذنوب ، اللهم رضني بما قسمت لي حتى لا أسأل أحدا شيئا.

اللهم صل على محمد وآل محمد ، وافتح لي خزائن رحمتك ، وارحمني رحمة لا تعذبني بعدها أبدا في الدنيا والاخرة ، وارزقني من فضلك الواسع رزقا حلالا طيبا لا تفقرني إلى أحد بعده سواك ، تزيدني بذلك شكرا ، وإليك فاقة وفقرا ، و بك عمن سواك غنى وتعففا ، يا محسن يا مجمل يا منعم يا مفضل يا مليك يا مقتدر صل على محمد وآل محمد واكفني المهم كله ، واقض لي بالحسنى ، وبارك لي في جميع اموري ، واقض لي جميع حوائجي.

اللهم يسر لي ما أخاف تعسره ، فان تيسير ما أخاف تعسره عليك يسير ، وسهل لي ما أخاف حزونته ، ونفس عني ما أخاف ضيقه ، وكف عني ما أخاف غمه ، و اصرف عني ما أخاف بليته يا أرحم الراحمين ، اللهم املا قلبي حبا لك وخشية منك ، وتصديقا بكتابك ، وإيمانا بك ، وفرقا منك ، وشوقا إليك يا ذا الجلال والاكرام ، اللهم إن لك حقوقا فتصدق بها على ، وللناس قبلى تبعات فتحملها عني ، وقد أوجبت لكل ضيف قرى وأنا ضيفك فاجعل قراي الليلة الجنة ، يا وهاب الجنة ، يا وهاب المغفرة ، ولا حول ولا قوة إلا بك (١).

__________________

(١) كتاب الاقبال ص ٧٨ ـ ٧٩.

٩٧

دعاء آخر في السحر : أرويه باسنادي إلى جدي أبي جعفر الطوسي رحمه الله في المصباح قال : وتدعو أيضا في السحر بدعاء إدريس عليه‌السلام ورأيت في إسناد هذا الدعاء أنه الذي رفعه الله جل جلاله به إليه ، وأنه من أفضل الدعاء وهو :

سبحانك لا إله إلا أنت يا رب كل شئ ووارثه ، يا إله الالهة الرفيع جلاله ، يا الله المحمود في كل فعاله ، يا رحمن كل شئ وراحمه ، يا حي حين لا حي في ديمومة ملكه وبقائه ، يا قيوم فلا يفوت شيئا من علمه ولا يؤده ، يا واحد الباقي أول كل شئ وآخره ، يا دائم بغير فناء ولا زوال لملكه ، يا صمد في غير شبيه ولا شئ كمثله ، يا بار فلا شئ كفوه ولا مداني لوصفه ، يا كبير أنت الذي لاتهتدي القلوب لعظمته ، يا باري المنشئ بلا مثال خلا من غيره ، يا زاكي الطاهر من كل آفة بقدسه ، يا كافي الموسع لما خلق من عطايا فضله ، يا نقي من كل جور لم يرضه ولم يخالطه فعاله ، يا حنان الذي وسعت كل شئ رحمته ، يامنان ذا الاحسان قد من الخلائق بمنه ، ياديان العباد فكل يقوم خاضعا لرهبته ، يا خالق من في السموات والارضين فكل إليه معاده ، يا رحمن وراحم كل صريخ ومكروب وغياثه ومعاذه ، يا بار فلا تصف الالسن كنه جلال ملكه وعزه ، يا مبدئ البدايا لم يبغ في إنشائها أعوانا من خلقه ، يا علام الغيوب فلا يؤده من شئ حفظه ، يا معيدا ما أفناه إذا برز الخلائق لدعوته من مخافته ، يا حليم ذا الانائة فلا شئ يعدله من خلقه ، يا محمود الفعال ذا المن على جميع خلقه بلطفه ، يا عزيز الغالب على أمره فلا شئ يعدله ، يا قاهر ذا البطش الشديد أنت الذي لا يطاق انتقامه يا متعالي القريب في علو ارتفاع دنوه ، يا جبار المذلل كل شئ بقهر عزيز سلطانه يا نور كل شئ أنت الذي فلق السموات نوره ، يا قدوس الطاهر من كل شئ ولا شئ يعدله ، يا قريب المجيب المتداني دون كل شئ قربه ، يا عالى الشامخ في السماء فوق كل شئ علو ارتفاعه ، يا بديع البدائع ومعيدها بعد فنائها بقدرته ، يا جليل المتكبر على كل شئ فالعدل أمره والصدق وعده ، يا مجيد فلا يبلغ الاوهام كل ثنائه ، ومجده ، يا كريم العفو والعدل أنت الذي ملا كل شئ عدله ، يا عظيم

٩٨

ذا الثناء الفاخر والعز والكبرياء فلا يذل عزه ، يا عجيب فلا تنطق الالسن بكل آلائه وثنائه.

أسألك يا معتمدي عند كل كربة ، وغياثي عند كل شدة ، بهذه الاسماء أمانا من عقوبات الدنيا والاخرة ، وأسألك أن تصرف عني بهن كل سوء ومخوف ومحذور ، وتصرف عني أبصار الظلمة المريدين بي السوء الذي نهيت عنه [ وأن تصرف قلوبهم ] من شر ما يضمرون إلى خير ما لا يملكون ولا يملكه غيرك يا كريم ، اللهم لا تكلني إلى نفسي فأعجز عنها ، ولا إلى الناس فيرفضوني ، ولا تخيبني وأنا أرجوك ولا تعذبني وأنا أدعوك ، اللهم إني أدعوك كما أمرتني ، فأجبني كما وعدتني اللهم اجعل خير عمري ما ولي أجلي ، اللهم لا تغير جسدي ، ولا ترسل حظي ، ولا تسوء صديقي ، أعوذ بك من سقم مصرع ، وفقر مدقع ، ومن الذل وبئس الخل اللهم سل قلبي عن كل شئ لا أتزوده إليك ، ولا أنتفع به يوم ألقاك من حلال أو حرام ، ثم أعطني قوة عليه وعزا وقناعة ومقتا له ورضاك فيه يا أرحم الراحمين.

اللهم لك الحمد على عطاياك الجزيلة ، ولك الحمد على مننك المتواترة التي بها دافعت عني مكاره الامور ، وبها آتيتني مواهب السرور ، مع تمادي في الغفلة ، وما بقي في من القسوة ، فلم يمنعك ذلك من فعلى أن عفوت عني ، وسترت ذلك على وسوغتني ما في يدي من نعمك ، وتابعت على إحسانك ، وصفحت بي عن قبيح ما أفضيت به إليك ، وانتهكته من معاصيك ، اللهم إني أسألك بكل اسم هو لك يحق عليك فيه إجابة الدعاء إذا دعيت به ، وأسئلك بكل ذي حق عليك ، وبحقك على جميع من هو دونك ، أن تصلى على محمد عبدك ورسولك وآل محمد ومن أرادنى بسوء فخذ بسمعه وبصره ومن بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله وامنعه منى بحولك وقوتك ، يا من ليس معه رب يدعى ، ويا من ليس فوقه خالق يخشي ، ويا من ليس دونه إله يتقى [ ويا من ليس له وزير يؤتى ، ويا من ليس له حاجب يرشى ] ويا من ليس له بواب ينادى ، ويا من لا يزداد على كثرة العطاء إلا كرما

٩٩

وجودا ، وعلى تتابع الذنوب إلا مغفرة وعفوا صل على محمد وآل محمد وافعل بي ما أنت أهله ، ولا تفعل بي ما أنا أهله ، فانك أهل التقوى وأهل المغفرة (١).

أقول : قد مضى في هذا الدعاء « ولا تكلني إلى نفسي فأعجز عنها » وظاهر الحال أنه « ولا تكلني إلى نفسي فتعجز عني » ولكن هكذا وجدناه فيما رأيناه.

دعاء آخر في السحر : نقل من أصل عتيق من اصول أصحابنا ، أول روايته عن الحسن بن محبوب وتاريخ كتابته سنة ثلاث وسبعين وثلاث مائة :

يا مفزعي عند كربتي ، ويا غوثى عند شدتي ، إليك فزعت ، وبك استغثت وبك لذت ، لا ألوذ بسواك ، ولا أطلب الفرج إلا منك ، فأغثني وفرج عني يا من يقبل اليسير ، ويعفو عن الكثير ، اقبل مني اليسير ، واعف عني الكثير ، إنك أنت الغفور الرحيم ، اللهم إني أسئلك إيمانا تباشر به قلبي ، ويقينا حتى أعلم أنه لن يصيبني إلا ما كتبت لي ، ورضني من العيش بما قسمت لي يا أرحم الراحمين ، يا عدتي في كربتي ، ويا صاحبي في شدتي ، ويا وليي في نعمتي ، ويا غايتي في رغبتي ، أنت الساتر عورتي ، والامن روعتي ، والمقيل عثرتي ، فاغفر لي خطيئتي يا أرحم الراحمين.

وقال في الكتاب المذكور : التسبيح في السحر :

سبحان من يعلم جوارح القلوب ، سبحان من يحصى عدد الذنوب ، سبحان من لا تخفى عليه خافية في السموات والارضين ، سبحان الرب الودود ، سبحان الفرد الوتر ، سبحان العظيم الاعظم ، سبحان من لا يعتدي على أهل مملكته ، سبحان من لا يؤاخذ أهل الارض بألوان العذاب ، سبحان الحنان المنان ، سبحان الرؤف الرحيم ، سبحان الجبار الجواد ، سبحان الكريم الحليم ، سبحان البصير الواسع ، سبحان الله على إقبال النهار ، سبحان الله على إدبار النهار ، سبحان الله على إدبار الليل وإقبال النهار ، وله الحمد والمجد والعظمة والكبرياء مع كل نفس و كل طرفة عين وكل لمحة سبق في علمه ، سبحانك ملء ما أحصى كتابك ، سبحانك

__________________

(١) كتاب الاقبال : ٨٠ ـ ٨١.

١٠٠