بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٣١
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

اللهم صل على أبينا آدم بديع فطرتك الذي كرمته بسجود ملائكتك و أبحته جنتك ، اللهم صل على امنا حواء المطهرة من الرجس المصفاة من الدنس المفضلة من الانس المترددة بين محال القدس ، اللهم صل على هابيل وشيث وإدريس ونوح وهود وصالح وإبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب ويوسف والاسباط ولوط وشعيب وأيوب وموسى وهارون ويوشع وميشا والخضر وذى القرنين ، ويونس وإلياس واليسع وذي الكفل وطالوت وداود وسليمان وزكريا وشعيا ويحيى وتورخ ومتى وإرميا حيقوق ودانيال وعزير وعيسى وشمعون وجرجيس والحواريين والاتباع وخالد وحنظلة ولقمان.

اللهم صل على محمد وآل محمد ، وارحم محمدا وآل محمد ، وبارك على محمد وآل محمد ، كما صليت ورحمت وباركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد.

اللهم صل على الاوصياء والسعداء والشهداء وأئمة الهدى ، اللهم صل على الابدال والاوتاد والسياح والعباد والمخلصين والزهاد ، وأهل الجد والاجتهاد ، واخصص محمدا وأهل بيته بأفضل صلواتك ، وأجزل كراماتك ، و بلغ روحه وجسده مني تحية وسلاما ، وزده فضلا وشرفا وإكراما ، حتى تبلغه أعلى درجات أهل الشرف من النبيين والمرسلين والافاضل المقربين.

اللهم وصل على من سميت ومن لم اسم من ملائكتك وأنبيائك ورسلك وأهل طاعتك وأوصل صلواتي إليهم وإلى أرواحهم واجعلهم إخواني فيك وأعواني على دعائك اللهم إني أستشفع بك إليك ، وبكرمك إلى كرمك ، وبجودك إلى جودك ، وبرحمتك إلى رحمتك ، وبأهل طاعتك إليك ، وأسئلك اللهم بكل ما سألك به أحد منهم من مسألة شريفة مسموعة غير مردودة ، وبما دعوك به من دعوة مجابة غير مخيبة.

يا الله يا رحمن يا رحيم يا حليم يا كريم يا عظيم يا جليل يا منيل يا جميل يا كفيل يا وكيل يا مقيل يا مجيريا خبير يا منير يا مبير يا منيع يا مديل يامحيل يا كبير يا قدير يا بصير يا شكور يا بر يا طهر يا طاهر يا قاهر يا ظاهر يا باطن يا

٤٠١

ساتر يا محيط يا مقتدر يا حفيظ يا مجير يا قريب يا ودود يا حميد يا مجيد يا مبدئ يا معيد يا شيهد يا محسن يا مجمل يا منعم يا مفضل يا قابض يا باسط يا هادي يا مرسل يا مرشد يا مسدد يا معطى يا مانع يا دافع يا رافع يا باقي يا وافي يا حلاق يا وهاب يا تواب يا فتاح يا نفاع يا رؤف يا عطوف يا كافى يا شافي يا معافي يا مكافي يا وفي يا مهيمن يا عزيز يا جبار يا متكبر يا سلام يا مؤمن يا أحد يا صمد يا نور يا مدبر يا فرد يا وتر يا قدوس يا ناصر يا مونس يا باعث يا وارث يا عالم يا حاكم يا باري يا متعالى يا مصور يا مسلم يا متحبب يا قائم يا دائم يا عليم يا حكيم يا جواد يا بارئ يا بار يا سار يا عدل يا فاضل يا ديان يا حنان يا منان يا سميع يا بديع يا خفير يا مغير يا مغني يا ناشر يا غافر يا قديم يا مسهل يا ميسر يا مميت يا محيي يا رافع يا رازق يا مقتدر يا مسبب يا مغيث يا مغني يا مقني يا خالق يا واحد يا حاضر يا جبار يا حافظ يا شديد يا غياث يا عائد يا قابض.

وفي بعض الروايات : يا منيب يا مبين يا طاهر يا مجيب يا متفضل يا مستجيب يا عادل يا بصير يا مؤمل يا مسدي يا أواب يا وافي يا راصد يا ملك يا رب يا معز يا مذل يا ماجد يا رازق يا ولي يا فاضل يا سبحان يا من على فاستعلى ، فكان بالمنظر الاعلى ، يا من قرب فدنى ، وبعد فبأى ، وعلم السر وأخفى ، يا من إليه التدبير وله المقادير ، ويا من العسير عليه سهل يسير ، يا من هو على ما يشاء قدير ، يا مرسل الرياح ، يا فالق الاصباح ، يا باعث الارواح ، يا ذا الجود والسماح يا راد ما قدغات يا ناشر الاموات ، يا جامع الشتات ، يا رازق من يشاء كيف يشآء ويا ذاالجلال والاكرام.

يا حي يا قيوم ، يا حي حين لاحي ، يا حي يا محيي الموتي ، يا حي لا إله إلا أنت بديع السموات والارض يا إلهى صل على محمد وآل محمد وارحم محمدا وآل محمد ، وبارك على محمد وآل محمد كما صليت وباركت ورحمت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجبد ، وارحم ذلي وفاقتي وفقري وانفرادي ووحدتي وخضوعي بين يديك واعتمادي عليك وتضرعي إليك أدعوك دعاء الخاضع الذليل

٤٠٢

الخاشع الخائف المشفق البائس المهيمن الحقير الجائع الفقير العائذ المستجير المقر بذنبه المستغفر منه المستكين لربه ، دعآء من أسلكته ثقته ، ورفضته أحبته ، وعظمت فجعته ، دعآء حرق حزين ضعيف مهين بائس مستكين بك مستيجر.

اللهم وأسئلك بأنك مليك وأنك ما تشاء من أمر يكون ، وأنك على ما تشاء قدير ، وأسألك بحرمة هذا الشهر الحرام ، والبلد الحرام ، والبيت الحرام والركن والمقام ، والمشاعر العظام ، وبحق نبيك محمد عليه وآله السلام ، يا من وهب لادم شيث ، ولابراهيم إسماعيل وإسحاق ، ويا من رد يوسف على يعقوب ويا من كشف بعد البلاء ضر أيوب ، يا راد موسى على امه ، ويا زائد الخضر في علمه ، ويا من وهب لداود سليمان ، ولزكريا يحيى ، ولمريم عيسى ، يا حافظ بنت شعيب ، ويا كافل ولد ام موسى أسئلك أن تصلي على محمد وآل محمد ، وأن تغفر لي ذنوبي كلها. وتجيرني من عذابك ، وتوجب لي رضوانك وأمانك وإحسانك غفرانك وجنانك وأسألك أن تفك عني كل حلقة بيني وبين من يؤذيني ، وتفتح لي كل باب ، وتلين لي كل صعب ، وتسهل لي كل عسير ، وتخرس عني كل ناطق بشر ، وتكف عني كل باغ ، وتكبت عني كل عدو لي وحاسد وتمنع عني كل ظالم وتكفيني كل عائق يحول بيني وبين ولدي ويحاول أن يفرق بيني وبين طاعتك ، ويثبطني عن عبادتك ، يا من ألجم الجن المتمردين ، وقهر عتاة الشياطين ، وأذل رقاب المتجبرين ، ورد كيد المتسلطين عن المستضعفين أسئلك بقدرتك على ما تشاء وتسهيلك لما تشاء كيف تشاء أن تجعل قضاء حاجتي فيما تشاء.

ثم اسجدي على الارض وعفري خديك وقولي « اللهم لك سجدت وبك آمنت فارحم ذلي وفاقتي واجتهادي وتضرعي ومسكنتي وفقري إليك يا رب » واجتهدي أن تسح عيناك ولو بقدر رأس الذبابة دموعا فان ذلك علامة الاجابة.

أقول : هذه سجدة إحدى الروايات ، وإذا كان موضع الاجابة وهو في محل السجود فينبغي أن يستظهر في بلوغ المقصود ، بذكر ما رأيناه أو رويناه من

٤٠٣

اختلاف القول في سجدة هذه الدعوات ، رواية اخرى في سجدة دعاء ام داود هذا لفظها :

ثم اسجدي على الارض وعفري خديك وقولى : « اللهم لك سجدت وبك آمنت وعليك توكلت ، فارحم ذلي وكبوتي لحر وجهي ، وفقري ووفاقتي » واجتهدي في الدعاء أن تسح عيناك ولو قدر رأس الابرة فان ذلك علامة الاجابة إنشاء الله.

رواية اخرى في سجدة هذا الدعاء ما هذا لفظة : ثم اسجدي على الارض و عفري خديك وقولى » اللهم لك سجدت وبك آمنت فارحم ذلي وخضوعي بين يديك ، وفقري وفاقتي إليك ، وارحم انفرادي وخشوعي واجتهادي بين يديك و توكلي عليك ، اللهم بك أستفتح وبك أستنجح وبمحمد عبدك ورسولك أتوجه إليك ، اللهم سهل لي كل حزونة ، وذلل لي كل صعوبة ، وأعطني من الخير أكثر مما أرجو وعافنى من الشر ، واصرف عني السوء.

ثم قولى مائة مرة : « يا قاضي حوائج الطالبين ، اقض حاجتي بلطفك يا خفي الالطاف ».

قال جعفر الصادق عليه‌السلام : واجتهد أن تسح عيناك ولو مقدار رأس الابرة دموعا فانه علامة إجابة هذا الدعاء بحرقة القلب وانسكاب العبرة ، واحتفظى بما علمتك.

رواية اخرى في سجدة هذا الدعآء هذا لفظها : « ثم اسجدي على الارض و عفري خديك ثم قولي في سجودك » اللهم لك سجدت ولك صليت وبك آمنت وعليك تولكت ، وارحم ذلي وفاقتي وخضوعي وانفرادي ومسكنتي وفقري وكبوتي لوحهك وإليك يا رب يا رب « واجتهدي أن تسح عيناك ولو بقدر رأس ذباب دموعا فان آية الاجابة لهذا الدعاء حرقة القلب وانسكاب العبرة واحفظي ما علمتك واحذري أن تعلميه من يدعو به الباطل ، فان فيه اسم الله الاعظم الذي إذا دعي به أجاب ، وإذا سئل به اعطى ، فلو أن السموات والارض كانتا رتقا والبحار من

٤٠٤

دونهما كان ذلك عند الله دون حاجتك لسهل الله تعالى الوصول إلى ذلك ، ولو أن الجن والانس أعداؤك لكفاك الله مؤنتهم وذلل رقابهم (١).

أقول : فاذا علمت ما ذكرنا من الاحتياط للعبادات والاستظهار في الروايات والسجدات ولم يسمح عقلك بالخضوع ولا قلبك بالخشوع ، ولا عينك بالدموع فاشتغل بالبكاء على قساوة قلبك ، وغفلتك عن ربك وما أحاط بك من ذنبك عن الطمع في قضاء حاجتك التي ذكرتها في دعواتك ، وبادر رحمك الله إلى معالجة دائك وتحصيل شفائك فأنت مدنف المرض على شفا ، وتب من كل ذنب ، واطلب العفو ممن عودك أنك إذا طلبت العفو منه عفى.

أقول : ونحن نذكر تمام رواية ام داود رضوان الله عليهما ليعلم كيفية تفصيل إحسان الله جل جلاله إليهما ، فلا تقنع لنفسك أن تكون معاملتك لله جل جلاله و إخلاصك له واختصاصك به والتوصل في الظفر برحمته وإجابته دون امرأة ، والنساء رعايا للعقلاء ، والرجال قوامون على النساء ، وقبيح بالرئيس أن يكون دون واحد من رعيته.

فقالت ام جدنا داود رضوان الله عليه : فكتبت هذا الدعاء وانصرفت ودخل شهر رجب وفعلت مثل ما أمرني به تعني الصادق عليه‌السلام ثم رقدت تلك الليلة فلما كان في آخر الليل رأيت محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله وكل من صليت عليهم الملائكة والنبيين ومحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وعليهم يقول : يا ام داود أبشري وكل من ترين من إخوانك وفي رواية أعوانك وإخوانك كلهم يشفعون لك ، ويبشرونك بنجح حاجتك وأبشرى فان الله تعالى يحفظك ويحفظ ولدك ويرده عليك.

قالت : فانتبهت فما لبثت إلا قدر مسافة الطريق من العراق إلى المدينة للراكب المجد المسرع العجل ، حتى قدم علي داود ، فسألته عن حاله فقال : إنى كنت محبوسا في أضيق حبس وأثقل حديد ، وفي رواية وأثقل قيد ، إلى يوم النصف من رجب ، فلما كان الليل رأيت في منامى كان الارض قد قبضت لي فرأيتك على

__________________

(١) كتاب الاقبال : ٦٥٨ ـ ٦٦٣.

٤٠٥

حصير صلواتك ، وحولك رجال رؤوسهم في السماء ، وأرجلهم في الارض يسبحون الله تعالى حولك ، فقال لي قائل منهم حسن الوجه ، نظيف الثوب ، طيب الرائحة خلته جدي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ابشر يا ابن العجوزة الصالحة ، فقد استجاب الله لامك فيك دعاءها.

فانتبهت ورسل المنصور على الباب ، فادخلت عليه في جوف الليل فأمر بفك الحديد عني والاحسان إلى وأمر لي بعشرة آلاف درهم ، وحملت على نجيب و سوقت بأشد السير وأسرعه ، حتى دخلت المدينة ، قالت ام داود : فمضيت به إلى أبي عبدالله عليه‌السلام فقال عليه‌السلام : إن المنصور رأى أميرالمؤمنين عليا عليه‌السلام في المنام يقول له : أطلق ولدي وإلا القيك في النار ، ورأى كأن تحت قدميه النار ، فاستيقظ وقد سقط في يديه فأطلقك يا داود.

وقالت ام داود : فقلت لابي عبدالله عليه‌السلام : يا سيدي أيدعى بهذا الدعاء في غير رجب؟ قال : نعم ، يوم عرفة ، وإن وافق ذلك يوم الجمعة لم يفرغ صاحبه منه حتى يغفر الله له ، وفي كل شهر إذا أراد ذلك صام الايام البيض ودعا به في آخرها كما وصفت ، وفي روايتين قال : نعم في يوم عرفة ، وفي كل يوم دعا ، فان الله يجيب إنشاء الله تعالى (١).

__________________

(١) كتاب الاقبال : ٦٦٣ ـ ٦٦٤.

٤٠٦

« أبواب »

* « ( ما يتعلق بأعمال شهر شعبان من الصلوات ) » *

* « ( والادعية وما يناسب ذلك ) » *

اعلم أنما قد أوردنا في كتاب الطهارة والصلاة وكتاب الدعاء وكتاب الصيام والمزار وغيرها كثيرا من المطالب المتعلقة بهذه الابواب فليراجع إليها إنشاء الله تعالى.

٢٧

* ( باب ) *

* « ( عمل أول ليلة منه واول يومه ) » *

أقول : قد مضى في أول أبواب هذا الجزء عمل أول كل شهر فلا تغفل.

٢٨

* « ( باب ) » *

* « ( عمل مطلق أيام شهر شعبان ولياليها ) » *

اقول : قد مضى ما يناسب هذا الباب في كتاب الصيام وكتاب الدعاء أيضا فتذكر.

٢٩

* ( باب ) *

* « ( اعمل كل يوم يوم من هذا الشهر ; وكل ليلة ) » *

* « ( ليلة منه زائدا على أعمال الباب السابق ) » *

أقول. (١)

__________________

(١) راجع في ذلك كتاب الاقبال وسائر كتب الادعية أبوابها المناسبة.

٤٠٧

٣٠

« باب »

* « ( عمل ليلة النصف من شعبان وهى ليلة ) » *

* « ( ميلاد القائم عليه‌السلام وعمل يومها زائدا ) » *

* « ( على ما في الابواب السابقة ) » *

اقول : قد أوردنا كثيرا مما يتعلق بهذا الباب في كتاب الطهارة والصلاة والدعاء والصيام والمزار وغيرها ، وقد ذكرنا أيضا ما يناسبه في كتاب أحوال القائم صلوات الله عليه.

١ ـ قل : أعمال ليلة النصف من شعبان ، وجدنا مرويا عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : من صلى في الليلة الخامسة عشر من شعبان بين العشاءين أربع ركعات يقرء في كل ركعة فاتحة الكتاب وقل هو الله أحد عشر مرات ، وفي رواية اخرى إحدى عشرة مرة فاذا فرغ قال : يا رب اغفر لنا ـ عشر مرات ـ يا رب ارحمنا ـ عشر مرات ـ يا رب تب علينا ـ عشر مرات ـ ويقرء قل هو الله أحد إحدى وعشرين مرة ثم يقول : سبحان الذي يحيى الموت ويميت الاحياء وهوعلى كل شئ قدير ـ عشر مرات ـ استجاب الله تعالى له وقضى حوائجه في الدنيا والاخرة ، وأعطاه الله كتابه بيمينه ، وكان في حفظ الله تعالى إلى قابل.

فصل : فيما نذكره من صلاة أربع ركعات اخرى في ليلة النصف من شعبان روينا ذلك باسنادنا إلى أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري رضي الله عنه قال : الصلاة في ليلة النصف من شعبان أربع ركعات تقرء في كل ركعة الحمد وقل هو الله أحد مائة مرة فاذا فرغت قلت :

اللهم إني إليك فقير ، ومن عذابك خائف ، وبك مستجير. رب لا تبدل اسمي ولا تغير جسمي ، رب لا تجهد بلائي ، رب لا تشمت بى أعدائي ، أعوذ بعفوك من عقابك ، وأعوذ برحمتك من عذابك ، وأعوذ برضاك من سخطك ، وأعوذ بك

٤٠٨

منك جل ثناؤك أنت كما أثنيت على نفسك ، وفوق ما يقول القائلون فيك ، ثم ادع بما أحببت.

أقول : وروينا هذه الصلاة باسنادنا أيضا إلى جدي أبي جعفر الطوسي ـ ره ـ فقال : في إسنادنا ما هذا لفظه : وروى أبويحيى الصنعاني عن أبي جعفر وأبي عبدالله عليهما‌السلام ورواه عنهما ثلاثون رجلا ممن يوثق به قالا : إذا كان ليلة النصف من شعبان فصل أربع ركعات وذكر تمام الحديث.

فصل : فيما نذكره من تسبيح وتحميد وتكبير وصلاة ركعتين في ليلة النصف من شعبان ، روينا ذلك باسنادنا إلى جدي أبي جعفر الطوسي ـ ره ـ فيما رواه عن أبي يحيى عن جعفر بن محمد الصادق عليه‌السلام قال : سئل الباقر عليه‌السلام عن فضل ليلة النصف من شعبان فقال : هي أفضل ليلة بعد ليلة القدر ، وفيما يمنح الله تعالى العباد فضله ، ويغفر لهم بمنه ، فاجتهدوا في القربة إلى الله تعالى فيها ، فانها ليلة آلى الله عزوجل على نفسه أن لايرد فيها سائلا ما لم يسئل الله معصية ، وإنها الليلة التي جعلها الله لنا أهل البيت بازاء ما جعل ليلة القدر لنبينا صلى‌الله‌عليه‌وآله فاجتهدوا في الدعاء والثناء على الله فانه من سبح الله تعالى فيها مائة مرة وحمده مائة مرة وكبره مائة مرة وهلل مائة تهليلة غفر الله له ما سلف من معاصيه ، وقضى له حوائج الدنيا والاخرة ، ما التمسه وما علم حاجته إليه وإن لم يلتمسه منه تفضلا على عباده.

قال أبويحيى : فقلت لسيدنا الصادق عليه‌السلام : وأي شئ أفضل الادعية؟ فقال : إذا أنت صليت العشاء الاخرة فصل ركعتين تقرء في الاولى الحمد وسورة الجحد وهي قل يا أيها الكافرون ، واقرأ في الركعة الثانية الحمد وسورة التوحيد وهي قل هو الله أحد ، فاذا أنت سلمت قلت : سبحان الله ثلاثا وثلاثين مرة والحمد لله ثلاثا وثلاثين مرة ، والله أكبر أربعا وثلاثين مرة ثم قل :

يا من إليه ملجا العباد في المهمات ، وإليه يفزع الخلق في الملمات : يا عالم الجهر والخفيات ، يا من لا يخفى عليه خواطر الاوهام ، وتصرف الخطرات

٤٠٩

يارب الخلائق والبريات ، يا من بيده ملكوت الارضين والسموات ، أنت الله لا إله إلا أنت أمت إليك بلا إله إلا أنت ، فيا لا إله إلا أنت اجعلني في هذه الليلة ممن نظرت إليه فرحمته ، وسمعت دعاءه فأجبته ، وعلمت استقالته فأقلته ، وتجاوزت عن سالف خطيئته وزظيم جريرته ، فقد استجرت بك من ذنوبي ، ولجأت إليك في ستر عيوبي ، اللهم فجد على بكرمك وفضلك ، واحطط خطاياي بحلمك وعفوك وتغمدني في هذه الليلة بسابغ كرامتك ، واجعلني فيها من أوليائك الذين اجتبيتهم لطاعتك ، واخترتهم لعبادتك ، وجعلتهم خالصتك وصفوتك.

اللهم اجعلني ممن سعد جده ، وتوفر من الخيرات حظه ، واجعلني ممن سلم فنعم ، وفاز فغنم ، واكفني شر ما أسلفت ، واعصمني من الازدياد في معصيتك وحبب إلى طاعتك وما يقربني منك ويزلفني عندك ، سيدي إليك ملجا الهارب ، منك ملتمس الطالب ، وعلى كرمك يعول المستقيل التائب ، أدبت عبادك بالتكرم وأنت أكرم الاكرمين ، وأمرت بالعفو عبادك وأنت الغفور الرحيم ، اللهم فلا تحرمني ما رجوت من كرمك ، ولا تؤيسنى من سابغ نعمك ، ولا تخيبني من جزيل قسمك في هذه الليلة لاهل طاعتك ، واجعلني في جنة من شرار خلقك رب إن لم أكن من أهل ذلك فأنت أهل الكرم والعفو والمغفرة ، جد على بما أنت أهله لا بما أستحقه ، فقد حسن ظني بك ، وتحقق رجائي لك ، علقت نفسي بكرمك وأنت أرحم الراحمين ، وأكرم الاكرمين ، اللهم واخصصني من كرمك بجزيل قسمك ، وأعوذ بعفوك من عقوبتك ، واغفر لي الذنب الذي يحبس عني الخلق ويضيق على الرزق حتى أقول بصالح رضاك ، وأنعم بجزيل عطاياك ، وأسعد بسابغ نعمائك ، فقد لذت بحرمك ، وتعرضت لكرمك ، واستعذت بعفوك من عقوبتك وبحلمك من غضبك ، فجد بما سألتك وأنل ما التمست منك ، وأسئلك بك لا بشئ هو أعظم منك.

ثم تسجدو تقول عشرين مرة : يا رب يا الله ـ سبع مرات ـ لا حول ولا قوة إلا بالله ـ سبع مرات ـ ما شاء الله لا قوة إلا بالله ـ عشر مرات ـ لا قوة

٤١٠

إلا بالله ـ عشر مرات ـ ثم تصلي على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وتسأل الله حاجتك ، فوالله لو سئلت بها بعدد القطر لبلغك الله عزوجل إياها بكرمه وفضله.

رواية اخرى في هذه السجدة بعد هذا الدعاء رواها محمد بن علي الطرازي في كتابه فقال : ثم تسجد وتقول عشرين مرة : يارب يا رب صل على محمد وآل محمد ـ سبع مرات ـ لا حول ولا قوة إلا بالله ـ سبع مرات ـ ما شاء الله ـ عشر مرات ـ لا قوة إلا بالله ـ عشر مرات ـ ثم تصلي على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ما بدالك ثم تصلي بعد هذه الصلاة وقبل صلاة الليل الاربع ركعات بألف مرة قل هو الله أحد.

ومما ذكرناه في هذه السجدة بعد هذا الدعاء من كتاب محمد بن علي الطرازي : وروى محمد بن علي الطرازي في كتابه أن مولانا الصادق جعفر بن محمد عليهما‌السلام صلى هذه الصلاة ليلة النصف من شعبان ، ودعا بهذا : يا من إليه ملجا العباد في المهمات ـ إلخ ـ ثم سجد فقال في سجوده : يا رب ـ عشرين مرة ـ يا الله ـ سبع مرات ـ يارب محمد ـ سبع مرات ـ لا حول ولا قوة إلا بالله عشر مرات.

ومما ذكره جدي أبو جعفر الطوسي ره بعد السجدة التي رويناها عنه ما هذا لفظه : وتقول : إلهي تعرض لك في هذا الليل المتعرضون ، وقصدك القاصدون ، وأمل فضلك ومعروفك الطالبون ، ولك في هذا الليل نفحات وجوائز وعطايا ومواهب تمن بها على من تشاء من عبادك ، وتمنعها من لم تسبق له العناية منك ، وها أنا ذا عبدك الفقير إليك ، المؤمل فضلك ومعروفك ، فان كنت يا مولاي تفضلت في هذه الليلة على أحد من خلقك وعدت عليه بعائدة من عطفك ، فصل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين الخيرين الفاضلين ، وجد علي بطولك ومعروفك يا رب العالمين وصلى الله على محمد خاتم النبيين وآله الطاهرين وسلم تسليما إن الله حميد مجيد اللهم أني أدعوك كما أمرت فاستجب لي كما وعدت إنك لا تخلف الميعاد.

فصل : فيما نذكره من صلاة أربع ركعات اخرى في ليلة النصف من شعبان وجدناها في كتاب الطرازي فقال ما هذا لفظه : صلاة اخرى ليلة النصف من شعبان

٤١١

أربع ركعات تقرء في كل ركعة الحمد وسورة الاخلاص خمسين مرة وإن شئت قرأتها مائة مرة وإن شئت قرأتها مائتين وخمسين مرة فاذا سلمت فقل : اللهم إني إليك فقير ومن عذابك خائف وبك مستجير ، رب لا تبدل اسمي ، رب لا تغير جسمي ، ولا تجهد بلائي ، ولا تشمت بي أعدائي ، اللهم إني أعوذ بعفوك من عقوبتك ، وأعوذ برضاك من سخطك ، وأعوذ برحمتك من عذابك ، وأعوذ بك منك لا إله إلا أنت جل ثناؤك لا أحصي مدحتك ولا الثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك وفوق ما يقول القائلون ، أن تصلي على محمد وآل محمد ، وافعل بي كذا وكذا.

وروينا هذه الاربع ركعات وهذا الدعاء باسنادنا إلى أبي جعفر الطوسي ـ ره ـ واقتصر في قراءة كل ركعة منها بالحمد مرة وقل هو الله أحد مائتين وخمسين مرة ، ولم يذكر التخيير.

وذكر الطرازي بعد هذه الصلاة والدعاء ، فقال ما هذا لفظه : ومما يدعى به في هذه الليلة : اللهم أنت الحي القيوم العلي العظيم ، الخالق البارئ المحيي المميت البدئ البديع ، لك الكرم ولك الفضل ، ولك الحمد ولك المن ، ولك الجود ولك الكرم ، ولك الامر وحدك لا شريك لك ، يا واحد يا أحد يا صمد يامن لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوزا أحد ، اللهم صل على محمد وآل محمد ، و اغفر لي وارحمني ، واكفني ما أهمني واقض ديني ووسع علي وارزقني فانك في هذه الليلة كل أمر تفرق ومن تشاء من خلقك ترزق ، فارزقني وأنت خير الرازقين ، فانك قلت وأنت خير القائلين الناطقين ، « واسئلوا الله من فضله » فمن فضلك أسئل ، وإياك قصدت ، وابن نبيك اعتمدت ، ولك رجوت ، يا أرحم الراحمين (١).

فصل : فيما نذكره من فضل ليلة النصف من شعبان من أمر عظيم وصلاة مائة ركعة وذكر كريم وجدنا ذلك في كتب العبادات وضمان فاتح أبواب الرحمات

__________________

(١) كتاب الاقبال ص ٦٩٦ ٦٩٩.

٤١٢

قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : كنت نائما ليلة النصف من شعبان ، فأتاني جبرئيل عليه‌السلام فقال : يا محمد أتنام في هذه الليلة؟ فقلت : يا جبرئيل وما هذه الليلة؟ قال : هي ليلة النصف من شعبان ، قم يا محمد فأقامني ثم ذهب بي إلى البقيع ثم قال لى : ارفع رأسك فان هذه ليلة تفتح فيها أبواب السماء فيفتح فيها أبواب الرحمة ، وباب الرضوان ، وباب المغفرة ، وباب الفضل ، وباب التوبة ، وباب النعمة ، وباب الجود وباب الاحسان ، يعتق الله فيها بعدد شعور النعم وأصوافها ، ويثبت الله فيها الاجال ، ويقسم فيها الارزاق من السنة إلى السنة ، وينزل ما يحدث في السنة كلها.

يا محمد من أحياها بتكبير وتسبيح وتهليل ودعاء وصلاة وقراءة وتطوع و استغفار كانت الجنة لا منزلا ومقيلا ، وغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر يا محمد من صلى فيها مائة ركعة يقرء في كل ركعة فاتحة الكتاب مائة مرة وقل هو الله أحد عشر مرات ، فاذا فرغ من الصلاة قرء آيه الكرسي عشر مرات وفاتحة الكتاب عشرا وسبح الله مائة مرة غفر الله له مائة كبيرة موبقة موجبة للنار ، و أعطى بكل سورة وتسبيحة قصرا في الجنة ، وشفعه الله في مائة من أهل بيته ، شركه في ثواب الشهداء وأعطاه ما يعطي صائمي هذا الشهر وقائمي هذه الليلة ، من غير أن ينقص من اجورهم شيئا.

فأحيها يا محمد وأمر امتك باحيائها والنقرب إلى الله تعالى بالعمل فيها فانها ليلة شريفة ، ولقد أتينك يا محمد وما في السمآء ملك إلا وقد صف قدميه في هذه الليلة بين يدي الله تعالى ، قال : فهم بين راكع وقائم وساجد وداع ومكبر ومستغفر ومسبح ، يا محمد إن الله تعالى يطلع في هذه اللية فيغفر لكل مؤمن قائم يصلي وقاعد يسبح وراكع وساجد وذاكر ، وهي ليلة لا يدعو فيها داع إلا استجيب له ، ولا سائل إلا اعطي ولا مستغفر إلا غفر له ولا تأئب إلا تيب عليه ، من حرم خيرها يا محمد فقد حرم ، وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يدعو فيها فيقول : اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معصيتك ، ومن طاعتك ما تبلغنا به رضوانك ، ومن اليقين ما يهون علينا به مصيبات الدنيا ، اللهم أمتعنا بأسماعنا

٤١٣

وأبصارنا وقوتنا ما احييتنا ، واجعله الوارث منا ، واجعل ثارنا على من ظلمنا ، وانصرنا على من عادانا ، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ، ولا تسلط علينا من لا يرحمنا برحمتك يا أرحم الراحمين.

أقول : وقد مضى هذا الدعاء في بعض مواضع العبادات وإنما ذكرنا ههنا لانه في هذه ـ ليلة نصف شعبان ـ من المهمات.

أقول : وفي رواية اخرى في فضل هذه المائة ركعة كل ركعة بالحمد مرة وعشر مرات قل هو الله أحد ما وجدناه قال راوي الحديث ولقد حدثني ثلاثون من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه من صلى هذه الصلاة في هذه الليلة نظر الله إليه سبعين نظرة ، وقضى له بكل نظره سبعين حاجة أدناها المغفرة ، ثم لو كان شقيا فطلب السعادة لاسعده الله « يمحوا الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب » ولو كان والداه من أهل النار و دعالهما اخرجا من النار بعد أن لا يشركا بالله شيئا ، ومن صلى هذه الصلاة قضى الله له كل حاجة طلب وأعد له في الجنة ما لاعين رأت ، ولا اذن سمعت.

والذي بعثني بالحق نبيا من صلى هذه الصلاة يريد بها وجه الله تعالى جعل الله له نصيبا في أجر جميع من عبدالله تلك الليلة ، ويأمر الكرام الكاتبين أن يكتبوا له الحسنات ويمحو عنه السيآت ، حتى لا يبقى له سيئة ، ولا يخرج من الدنيا حتى يرى منزله من الجنة ، ويبعث الله إليه ملائكة يصافحونه ويسلمون عليه ، و يخرج يوم القيامة مع الكرام البررة ، فان مات قبل الحول مات شهيدا ، ويشفع في سبعين ألفا من الموحدين ، فلا يضعف عن القيام تلك الليلة إلا شقي.

إن قيل : ما تأويل أن ليلة نصف شعبان يقسم الارزاق والاجال ، وقد تظاهرت الروايات أن قسم الاجال والارزاق ليلة القدر في شهر رمضان؟ فالجواب : لعل المراد أن قسمة الاجال والارزاق يحتمل أن يمحى ويثبت ليلة نصف شعبان ، والاجال الارزاق المحتومة ليلة القدر ، أو لعل قسمتها في علم الله جل جلاله ليلة نصف شعبان وقسمتها بين عباده ليلة القدر ، أو لعل قسمتها في اللوح المحفوظ ليلة نصف شعبان وقسمتها بتفريقها بين عبادة ليلة القدر أو لعل قسمتها في ليلة القدر وفي ليلة النصف من شعبان ، أن يكون معناه الوعد

٤١٤

بهذه القسمة في ليلة القدر كان في ليلة نصف شعبان فيكون معناه أن قسمتها ليلة القدر كان ابتداء الوعد به أو تقديره ليلة نصف شعبان كما لو أن سلطانا وعد إنسانا أن يقسم عليه الاموال في ليلة القدر وكان وعده به ليلة نصف شعبان فيصح أن يقال عن الليلتين أن ذلك قسم فيهما.

وروى عن السيد يحيى بن الحسين في كتاب الامالي حديثا أسنده إلى مولانا علي عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من صلى ليلة النصف من شعبان مائة ركعة بألف مرة قل هو الله أحد لم يمت قلبه يوم يموت القلب ولم يمت حتى يرى مائة ملك يؤمنونه من عذاب الله ثلاثون منهم يبشرونه بالجنة ، وثلاثون كانوا يعصمونه من الشيطان ، وثلاثون يستغفرون له آناء الليل والنهار ، وعشرة يكيدون من كاده.

فصل : فيما نذكره من قيام ليلة النصف من شعبان وصيام يومها ، رويناه في الجزء الثاني من كتاب التحصيل في ترجمة أحمد بن المبارك بن منصور باسناده إلى مولانا علي عليه‌السلام قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا كان ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها ، فان الله ينزل فيها لغروب الشمس إلى السماء فيقول : ألا مستغفر فأغفر له ألا مسترزق فأرزقه حيت يطلع الفجر.

فصل : فيما نذكره من صلاة ركعتين في ليلة النصف من شعبان وأربع ركعات ومائة ركعة رويناها باسنادنا إلى جدي أبي جعفر الطوسي قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من تطهر ليلة النصف من شعبان فأحسن الطهر ولبس ثوبين نظيفين ثم خرج إلى مصلاه فصلى العشاء الاخره ، ثم صلى بعدها ركعتين يقرء في أول ركعة الحمد وثلاث آيات من أول البقرة وآية الكرسى وثلاث آيات من آخرها ثم يقرء في الركعة الثانية الحمد ، وقل أعوذ برب الفلق ، سبع مرات ، وقل أعوذ برب الناس سبع مرات ، وقل هو الله أحد سبع مرات ، ثم يسلم ويصلي بعدها أربع ركعات يقرا في أول ركعة يس ، وفي الثانية حم الدخان ، وفي الثالثة الم السجدة ، وفي الرابعة تبارك الملك ، ثم يصلي بعدها مائة ركعة يقرء

٤١٥

في كل ركعة بقل هو الله أحد عشر مرات ، الحمد لله مرة واحدة قضى الله تعالى له ثلاث حوائج إما في عاجل الدنيا أو في آجل الاخرة ثم إن سأل أن يراني من ليلته رآني.

فصل : فيما نذكره من رواية سجدات ودعوات عن الصادق عليه‌السلام ليلة النصف من شعبان ، رويناها باسنادنا إلى جدي أبي جعفر الطوسي ـ رحمه الله ـ فيما رواه عن حماد بن عيسى عن أبان بن تغلب قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : لما كان ليلة النصف من شعبان كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عند بعض نسائه وروى الزمخشرى في كتاب الفائق أن ام سلمة تبعث النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فوجدته قد قصد البقيع ثم رجعت وعاد فوجد فيها أثر السرعة في عودها ، ولم يذكر الدعوات.

ثم قال الطوسي في رواية الصادق عليه‌السلام : فلما انتصف الليل قام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عن فراشها فلما انتبهت وجدت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قد قام عن فراشها فدخلها ما يتداخل النساء وظنت أنه قد قام إلى بعض نسائه ، فقامت وتلفقت بشملنها ، وأيم الله ما كان قزا ولا كتانا ولا قطنا ولكن سداه شعرا ولحمته أو بار الابل ، فقامت تطلب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في حجر نسائه حجرة حجرة فبينا هي كذلك إذ نظرت إلى رسول الله ساجدا كثوب متلبط بوجه الارض فدنت منه قريبا فسمعته في سجوده وهو يقول :

سجد لك سوادي وخيالي ، وآمن بك فؤادي ، هذه يداي وما جنيته على نفسي ، يا عظيم يرجى لكل عظيم ، اغفرلى العظيم ، فانه لا يغفر الذنب العظيم إلا الرب العظيم.

ثم رفع رأسه ثم عاد ساجدا فسمعته يقول : أعوذ بنور وجهك الذي أضاءت له السموات والارضون ، وانكشفت له الظلمات وصلح عليه أمر الاولين والاخرين من فجأة نقمتك ، ومن تحويل عافيتك ، ومن زوال نعمتك ، اللهم ارزقني قلبا تقيا نقيا ، ومن الشرك بريئا ، لا كافرا ولا شقيا.

ثم عفر خديه في التراب فقال : عفرت وجهي في التراب ، وحق لي

٤١٦

أن أسجد لك.

فلما هم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بالانصراف هرولت إلى فراشها فأتى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فراشها وإذا لها نفس عال فقال لها رسول الله : ما هذا النفس العالي آما تعلمين أي ليلة هذه؟ هذه ليلة النصف من شعبان ، فيها تقسم الارزاق ، وفيها تكتب الاجال ، وفيها يكتب وفد الحاج ، وإن الله ليغفر في هذه الليلة من خلقه أكثر من عدد شعر معزى كلب (١) وينزل الله تعالى ملائكته من السمآء إلى الارض بمكة.

فصل : فيما نذكره من رواية اخرى بسجدات ودعوات عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ليلة النصف من شعبان ، رويناها باسنادنا إلى جدي أبي جعفر الطوسي رواها عن بعض نساء النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قالت : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عندي في ليلته التي كان عندي فيها فانسل من لحافي فانتبهت فدخلني ما يدخل النساء من الغيرة ، فظننت أنه في بعض حجر نسائه ، فاذا أنا به كالثوب الساقط على وجه الارض ساجدا على أطراف أصابع قدميه ، وهو يقول :

« أصبحت إليك فقيرا خائفا مستجيرا فلا تبدل اسمى ، ولا تغير جسمي ، و لا تجهد بلائي ، واغفر لي ».

ثم رفع رأسه وسجد الثانية فسمعته يقول : « سجد لك سوادي وخيالي وآمن بك فؤادى ، هذه يداي بما جنيت على نفسي؟ يا عظيم ترجى لكل عظيم ، اغفر لي ذنبي العظيم ، فانه لا يغفر العظيم إلا العظيم ».

ثم رفع رأسه وسجد في الثالثة فسمعته يقول : « أعوذ بعفوك من عقابك ، و أعوذ برضاك من سخطك ، وأعذو بمعافاتك من عقوبتك وأعوذ بك منك كما أثنيت على نفسك وفوق ما يقول القائلون ».

ثم رفع رأسه وسجد الرابعة فقال « اللهم إني أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له السموات والارض ، وقشعت به الظلمات ، وصلح به أمر الاولين والاخرين

__________________

(١) يعنى معزى بنى كلب وكانوا هم صاحب معزى.

٤١٧

أن يحل على غضبك ، أو أن ينزل على سخطك ، أعوذ بك من زوال نعمتك ، وفجاءة نقمتك ، وتحويل عافيتك ، وجميع سخطك ، لك العتبى فيما استطعت ولا حول و لا قوة إلا بك ».

قالت : فلما رأيت ذلك منه تركته وانصرفت نحو المنزل ، فأخذني نفس عال ثم إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله اتبعني فقال : ما هذا النفس العالي؟ قال : قلت : كنت عندك يا رسول الله فقال : أتدرين أي ليلة هذه؟ هذه ليلة النصف من شعبان ، فيها تنسخ الاعمال وتقسم الارزاق ، وتكتب الاجال ، ويغفر الله تعالى إلا لمشرك أو شاحن أو قاطع رحم ، أو مد من مسكر أو مصر على ذنب أوشاعر أو كاهن (١).

« أبواب »

* « ( ما يتعلق بالسنين والشهور والايام ) » *

* « ( غير العربيه ) » *

اعلم أنا أوردنا شطرا صالحا من أحوالها وأعمالها في كتاب السماء والعالم وفي كتاب الدعاء وفي غيرهما ولنذكر هنا أيضا نبذا من ذلك إنشاء الله تعالى.

٣١

* « ( باب ) » *

* « ( ما يتعلق بشهور الفرس وايامها من الاعمال ) *

أقول : قد أشرنا في باب أعمال أيام مطلق الشهور العربية عند نقل ما أورده الشيخ رضي الدين على أخو العلامة في كتاب العدد القوية أن ما ذكروه مما يتعلق بأيام الشهور العربية يحتمل كون المراد منها أيام شهور الفرس فلا تغفل.

__________________

(١) كتاب الاقبال : ٦٩٩ ـ ٧٠٢.

٤١٨

٣٢

* ( باب ) *

* « ( عمل يوم النيروز وما يتعلق بذلك ) » *

أقول : قد مر تحقيق القول في يوم نيروز الفرس ونيروز غيرهم وأقسامه وفضله ، وبعض أعماله في كتاب السماء والعالم فتذكر.

١ ـ قب : حكي أن المنصور تقدم إلى موسى بن جعفر بالجلوس للتهنية في يوم النيروز وقبض مايحمل إليه ، فقال : إني قد فتشت الاخبار عن جدى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فلم أجد لهذا العيد خبرا ، وإنه سنة للفرس ومحاها الاسلام ، ومعاذ الله أن نحيي ما محاه الاسلام ، فقال المنصور : إنما نفعل هذا سياسية للجند ، فسألتك بالله العظيم إلا جلست فجلس ، إلى آخر ما أوردناه في باب مكارم أخلاق موسى بن جعفر صلوات الله عليهما (١).

٣٣

« باب »

* « ( عمل ماء مطر شهر نيسان الرومى ) » *

أقول : قد مر شرح هذا العمل وما يتعلق به من الفضل والاحكام في كتاب السماء والعالم فارجع إليه.

١ ـ مهج : قرأنا في كتاب زاد العابدين تأليف حسين بن أبي الحسن بن خلف الكاشغري الملقب بالفضل هذا لفظه :

حديث نيسان قال : وأخبرنا الوالد أبوالفتح رحمه الله حدثنا أبوبكر محمد ابن عبدالله الخشابي البلخي حدثنا أبونصر محمد بن أحمد بن محمد الباب حريزى أخبرنا أبونصر عبدالله بن عباس المذكر البلخي ، حدثنا أحمد بن أحيد

__________________

(١) مناقب آل أبى طالب ج ٤ ص ٣١٨ ، وتمامه في ج ٤٨ ص ١٠٨ ـ ١٠٩.

٤١٩

حدثنا عيسى بن هارون ، عن محمد بن جعفر بن عبدالله بن عمر قال : حدثنا نافع عن ابن عمر قال : كنا جلوسا إذ دخل علينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فسلم علينا ، فرددنا عليه‌السلام فقال : ألا اعلمكم دواء علمني جبرئيل عليه‌السلام حيث لا أحتاج إلى دواء الاطباء؟ وقال علي وسلمان وغيرهم رحمة الله عليهم وما ذاك الدواء؟ فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي : تأخذ من ماء المطر بنيسان ، وتقرء عليه فاتحة الكتاب سبعين مرة ، وآية الكرسي سبعين مرة ، وقل هو الله أحد سبعين مرة ، وقل أعوذ برب الفلق سبعين مرة ، وقل أعوذ برب الناس سبعين مرة ، وقل يا أيها الكافرون سبعين مرة ، وتشرب من ذلك المآء غدوة وعشية سبعة أيام متواليات.

قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : والذى بعثني بالحق نبيا إن جبرئيل عليه‌السلام قال : إن الله يرفع عن الذي يشرب من هذا الماء كل داء في جسده ، ويعافيه ويخرج من عروقه وجسده وعظمه وجميع أعضائه ، ويمحو ذلك من اللوح المحفوظ ، والذى بعثني بالحق نبيا ، إن لم يكن له ولد وأحب أن يكون له ولد بعد ذلك فشرب من ذلك الماء كان له ولد ، وإن كانت المرأة عقيما وشربت من ذلك الماء رزقها الله ولدا ، وإن كان الرجل عنينا والمرأة عقيما وشربت من ذلك الماء أطلق الله ذلك ، وذهب ما عنده ، ويقدر على المجامعة ، وإن أحببت أن تحمل بابن حملت ، [ وإن أحببت أن تحمل بانثى حملت ] وإن أحببت أن تحمل بذكر وانثى حملت ، وتصديق ذلك في كتاب الله تعالى « يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما ».

وإن كان به صداع فشرب من ذلك يسكن عنه الصداع باذن الله ، وإن كان به وجع العين يقطر من ذلك الماء في عينيه ويشرب منه ويغسل به عينيه يبرء باذن الله ويشد اصول الاسنان ويطيب الفم ، ولا يسيل من اصول الاسنان اللعاب ويقطع البلغم ، ولا يتخم إذا أكل وشرب ، ولا يتأذى بالريح ولا يصيبه الفالج ، ولا يشتكي ظهره ولا ييجع بطنه ولا يخاف من الزكام ، ووجع الضرس ولا يشتكي المعدة ، ولا الدود ، ولا يصيبه قولنج.

٤٢٠