بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٣١
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

وكتب الله تعالى له إلى السنة القابلة في كل يوم حجة وعمرة ، ولا يخرج من صلاته حتى يغفر الله له ، فاذا فرغ من صلاته ناداه ملك من تحت العرش استأنف العمل يا ولي الله فقد أعتقك الله تعالى من النار ، وكتبه الله تعالى من المصلين تلك السنة كلها ، وإن مات فيما بين ذلك مات شهيدا ، واستجاب الله تعالى دعاءه ، وقضى حوائجه ، وأعطى كتابه بيمينه ، وبيض وجهه ، وجعل بينه وبين النار سبع خنادق.

ذكر صلاة اخرى في ليلة من رجب عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : من قرء في ـ ليلة من شهر رجب قل هو الله أحد مائة مرة في ركعتين فكأنما صام مائة سنة في ـ سبيل الله ، وأعطاه الله مائه قصر في جوار نبي من الانبياء عليهم‌السلام (١).

٢ ـ قل : روينا باسنادنا إلى جدي أبي جعفر الطوسى ره في عمل أول ليلة من رجب فيما رواه عن علي بن حديد قال : كان أبوالحسن الاول عليه‌السلام يقول وهو ساجد بعد فراغه من صلاة الليل :

لك المحمدة إن أطعتك ولك الحجة إن عصيتك لا صنع لي ولا لغيري في ـ إحسان إلا بك يا كائن قبل كل شئ ، ويا كائن بعد كل شئ (٢) إنك على كل شئ قدير ، اللهم إني أعوذ بك من العديلة عند الموت ، ومن شر المرجع في القبور ومن الندامة يوم الازفة فأسألك أن تصلي على محمد وآله وأن تجعل عيشى عيشة نقية وميتتي ميتة سوية ومنقلبي منقلبا كريما غير مخز ولا فاضح ، اللهم صل على محمد وآله الائمة ينابيع الحكمة ، واولى النعمة ، ومعادن العصمة ، اعصمني بهم من كل سوء ، ولا تأخذني على غرة ولا غفلة ولا تجعل عواقب أعمالي حسرة و ارض عني فان مغفرتك للظالمين وأنا من الظالمين ، اللهم اغفرلي ما لا يضرك وأعطنى ما لاينقصك فانك الوسيع رحمته البديع حكمته وأعطني السعة والدعة والامن والصحة والبخوع والشكر والمعافاة والتقوى والصبر والصدق عليك وعلى أوليائك ، واليسر والشكر ، واعمم بذلك يا رب أهلى وولدي وإخواني

__________________

(١) كتاب الاقبال : ٦٢٧ ـ ٦٣٠.

(٢) ويا مكون كل شئ خ.

٣٨١

فيك ، ومن أحببت وأحبني وولدت ولدني من المسلمين والمؤمنين يا رب العالمين.

فصل : فيما نذكره مما يعمل بعد ركعة الوتر من نافلة الليل من رجب رويناه باسنادنا إلى جدي أبي جعفر الطوسي ـ رحمه الله ـ في عمل أول ليلة من رجب أيضا فيما رواه عن ابن أشيم قال : فصل الوتر ثلاث ركعات فاذا سلمت قلت وأنت جالس :

الحمدلله الذي لا تنفد خزائنه ، ولا يخاف آمنه ، رب ارتكتب المعاصي فذلك ثقة بكرمك أنك تقبل التوبة عن عبادك ، وتعفو عن سيئاتهم وتغفر الزلل فانك مجيب لداعيك ومنه قريب فأنا تائب إليك من الخطايا وراغب إليك في توفير حظي من العطايا ، يا خالق البرايا ، يا منقذي من كل شديد يا مجيري من كل محذور وفر على السرور ، واكفني شر عواقب الامور ، فانك الله ، على نعمائك وجزيل عطائك مشكور ولكل خير مذخور.

قال جدي أبوجعفر الطوسي ـ رحمه الله ـ : روى ابن عياشى عن محمد بن أحمد الهاشمي المنصوري عن أبيه عن أبي موسى عن سيدنا أبي الحسن علي بن محمد عليهما‌السلام أنه كان يدعو في هذه الساعة به ، وادع بهذا فانه خرج عن العسكري عليه‌السلام في قول ابن عياش :

يا نور النور ، يا مدبر الامور ، يا مجري البحور ، يا باعث من في القبور ، يا كهفي حين تعييني المذاهب ، وكنزي حين تعجزني المكاسب ، ومونسي حين تجفوني الاباعد ، وتملني الاقارب ومنزهي بمجالسة أوليائه ومرافقة أحبائه في رياضه وساقي بموانسته من نمير حياضه ، ورافعي بمجاورته من ورطة الذنوب إلى ربوة التقريب ، ومبدلي بولايته عزة العطايا من ذلة الخطايا ، أسألك يا مولاي بالفجر والليالي العشر والشفع والوتر ، والليل إذا يسر وبما جرى به قلم الاقلام بغير كف ولا إبهام ، وبأسمائك العظام ، بحججك على جميع الانام عليهم منك أفضل السلام ، وبما استحفظتهم من أسمائك الكرام أن تصلي عليهم وترحمنا في

٣٨٢

شهرنا هذا وما بعده من الشهور والايام وأن تبلغنا شهر الصيام في عامنا هذا وفي كل عام ، يا ذا الجلال والاكرام ، والمنن الجسام ، وعلى محمد وآل منا أفضل السلام (١).

٣ ـ قل : من كتاب المختصر من المنتخب تقول في أول يوم من رجب : اللهم إني أسئلك يا الله يا الله يا الله ، أنت الله القديم الازلي الملك العظيم أنت الله الحي القيوم المولى السميع البصير ، يا من العز والجلال والكبرياء والعظمة والقوة والعلم والقدرة والنور والروح والمشية والحنان والرحمة والملك لربوبيته ، نورك أشرق له كل نور ، وخمد له كل نار ، وانحصر له كل الظلمات أسألك باسمك الذي اشتققته [ من قدمك وأزلك ونورك ، وبالاسم الاعظم الذي اشتققته ] من كبريائك وجبروتك وعظمتك وعزك وبجودك الذي اشتققته من رحمتك ، وبرحمتك التي اشتققتها من رأفتك وبرأفتك التي اشتققتها من جودك ، وبجودك الذي اشتققته من غيبك ولا بغيبك وإحاطتك وقيامك ودوامك وقدمك ، وأسألك بجميع أسمائك الحسنى لا إله إلا أنت الواحد الاحد الفرد الصمد الحي الاول الاخر الظاهر الباطن ولك كل اسم عظيم ، وكل نور وغيب وعلم ومعلوم وملك وشأن ، وبلا إله إلا أنت تقدست وتعاليت علوا كبيرا.

اللهم إني أسألك بكل اسم هو لك طاهر مطهر طيب مبارك مقدس أنزلته في كتبك وأجريته في الذكر عندك ، وتسميت به لمن شئت من خلقك أو سألك به أحد من ملائكتك وأنبيآئك ورسلك بخير تعطيه فأعطيته أو شر تصرفه فصرفته ، ينبغي أن أسألك به فأسألك يا ربي أن تنصرني على أعدائي وتغلب ذكري على نسياني اللهم اجعل لعقلي على هواى سلطانا مبينا ، واقرن اختياري بالتوفيق واجعل صاحبي التقوى ، وأو زعني شكرك على مواهبك ، واهدني اللهم بهداك إلى سبيلك المقيم وصراطك المستقيم ، ولا تملك زمامي الشهوات فتحملني على طريق المخذولين وحل بيني وبين المنكرات ، واجعل لي علما نافعا ، وأغرس في قلبي حب المعروف

__________________

(١)كتاب الاقبال ص ٦٣٢ ـ ٦٣٣.

٣٨٣

ولا تأخذني بغتة وتب علي إنك أنت التواب الرحيم ، وعرفني بركة هذا الشهر ويمنه ، وارزقني خيره واصرف عني شره ، وقنى المحذور فيه ، وأعنى على ما احبه من القيام بحقه ، ومعرفة فضله ، واجعلني فيه من الفائزين يا أرحم الراحمين.

اللهم إني أسئلك باسمك المتعال الجليل العظيم ، وباسمك الواحد الصمد وباسمك العزيز الاعلى ، وبأسمائك الحسنى كلها ، يا من خشعت له الاصوات وخضعت له الرقاب وذلت له الاعناق ، ووجلت منه القلوب ، ودان له كل شي ، وقامت به السموات والارض ، أشهد أنك لا تدركك الابصار ، وأنت اللطيف الخبير ، يا رب جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وجميع الملائكة المقربين والكروبيين والكرام الكاتبين وجميع الملائكة المسبحين بحمدك ، ورب آدم وشيث و إدريس ونوح وهود وصالح وإبراهيم وإسماعيل وإسحاق ولوط ويعقوب ويوسف والاسباط وأيوب وموسى وهارون وشعيب وداود وسليمان وأرميا ، وعزيز وحرقيا وشعيا وإلياس ويونس واليسع وذي الكفل وزكريا ويحيى وعيسى وجرجيس ومحمد صلى الله عليهم أجمعين وعلى ملائكة الله المقربين والكرام الكاتبين وجميع الاملاك المسبحين وسلم تسليما كثيرا.

أنت ربنا الاول الاخر الظاهر الباطن الذي خلقت السوات والارضين ثم استويت على العرش المجيد ، بأسمائك الحسنى تبدئ وتعيد ، وتغشى الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم والفلك والدهور والخلق مسخرون بأمرك تباركت وتعاليت يا رب العالمين لا إله إلا أنت الحنان المنان بديع السموات والارض ذو الجلال والاكرام لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا.

تعلم مثا قيل الجبال ومكائيل البحار وعدد الرمال ، وقطر الامطار ، و ورق الاشجار ، ونجوم السماء ، وما أظلم عليه الليل وأشرق عليه النهار ، لا يواري منك سماء سماء ولا أرض أرضا ولا بحر متطابق ولا ما بين سد الرتوق ولا ما في

٣٨٤

القرار من الهباء المبثوث أسألك باسمك المخزون المكنون النور المنير الحق المبين الذي هو نور من نور ونور على نور ونور فوق كل نور ونور مع كل نور وله ، كل نور منك يا رب النور وإليك يرجع النور وبنورك الذي تضئ به كل ظلمة ، وتبطل به كيد كل شيطان مريد ، وتذل به كل جبار عنيد ، ولا يقوم له شئ من خلقك ويتصدع لعظمته البر والبحر ، وتستقل الملائكة حين يتلكم ، وترعد من خشيته حملة العرش العظيم إلى تخوم الارضين السابعة ، الذي انفلقت به البحار ، وجرت به الانهار ، وتفجرت به العيون ، وسارت به النجوم ، واركم به السحاب ، واجري واعتدل به الضباب ، وهالت به الرمال ، ورست به الجبال واستقرت به الارضون ، ونزل به القطر وخرج به الحب ، وتفرقت به جبلات الخلق ، وخفقت به الرياح ، وانتشرت وتنسفت به الارواح.

يا الله أنت المتسمى بالالهية ، باسمك الكبير الاكبر العظيم الاعظم الذي عنت له الوجوه ، يا ذا الطول والالاء لا إله إلا أنت يا قريب أنت الغالب على كل شئ أسألك اللهم بجميع أسمائك كلها ما علمت منها ومالم أعلم وبكل اسم هو لك أن تصلي على محمد وعلى آل محمد وأن تكفيني أمر أعدائي وتبلغني مناى يا أرحم الراحمين.

اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما صليت ورحمت وباركت وترحمت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد ، اللهم أعط محمدا الوسيلة والشرف والرفعة والفضيلة على خلقك ، واجعل في المصطفين تيحاته ، وفي العليين درجته ، وفي المقربين منزلته ، اللهم صل على جميع ملائكتك وأنبيائك ورسلك وأهل طاعتك اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الاحياء منهم والاموات وألف بين قلوبنا وقلوبهم على الخيرات ، اللهم اجز محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله أفضل ما جزيت نبيا عن امته كما تلا آياتك وبلغ ما أرسلته به ونصح لامته وعبدك حتى أتاه اليقين صلى الله عليه وعلى آله الطيبين.

ثم تقرء تبارك الله رب العالمين * تبارك الله أحسن الخالقين * تبارك الذي نزل

٣٨٥

الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا الذي له ملك السموات والارض ولم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك وخلق كل شئ فقدره تقديرا * تبارك الذي جعل لك خيرا من ذلك جنات تجري من تحتها الانهار ويجعل لك قصورا * تبارك الذي له ملك السموات والارض وما بينهما وعنده علم الساعة وإليه ترجعون * تبارك اسم ربك ذي الجلال والاكرام * تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شئ قدير * الذي خلق الموت والحيوة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور * تبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا.

وتقول : أعوذ بكلمات الله كلها التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر ، من شر إبليس وجنوده ومن شكر كل شيطان وسلطان وساحر وكاهن ومن شر كل ذي شر ، اللهم إني أستودعك نفسي وديني وسمعي وبصري وجسدي وجميع جوارحي وأهلى ومالي وأولادي وجميع من يعنيني أمره وخواتيم عملى وسائر ما ملكتني وخولتني ورزقتني وأنعمت به علي وجميع المؤمنين والمؤمنات يا خير مستودع ويا خير حافظ ويا أرحم الراحمين.

اللهم إني أسألك باسمك الله الله الله الله الله الذي لا إله إلا هو رب العرش العظيم أن تصلي على محمد وعلى آل محمد وأن تفرج عني يا رب السموات والارضين ومن فيهن ومجري البحار ورازق من فيهن وفاطر السموات وأطباقها ومسخر السحاب ومجرى الفلك وجاعل الشمس ضياء والقمر نورا وخالق آدم عليه‌السلام ومنشئ الانبياء عليهم‌السلام من ذريته ومعلم إدريس عدد النجوم والحساب والسنين والشهور وأوقات الازمان ، ومكلم موسى وجاعل عصاه ثعبانا ومنزل التوراة في الالواح على موسى عليه‌السلام ومجرى الفلك لنوح وفادي إسماعيل من الذبح والمبتلى يعقوب بفقد يوسف وراد يوسف عليه بعد أن ابيضت عيناه من البكاء فتفرج قلبه من الحزن و الشجى ، ورازق زكريا على الكبر بعد اليأس ومخرج الناقة لصالح ومرسل الصيحة على مكيدي هود ، وكاشف البلاء عن أيوب ، ومنجي لوط من القوم الفاحشين وواهب الحكمة للقمان ، وملقي الروح القدس بكلماته على مريم ، وخلقك

٣٨٦

منها عيسى عبدك عليه‌السلام والمنتقم من قتله يحيى بن زكريا عليهما‌السلام وأسألك برفعك عيسى إلى سمائك وبابقائك له إلى أن تنتقم له من أعدائك.

ويا مرسل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله خاتم أنبيائك إلى أشر عبادك بشرائعك الحسنة ، ودينك القيم ، وملة إبراهيم خليلك عليه‌السلام وإظهار دينه وإعلائك كلمته يا ذا الجلال و ـ الاكرام ، يامن لا تأخذه سنة ولا نوم يا أحد يا صمد يا عزيز يا قادر يا قاهر يا ذا القوة والسلطان والجبروت والكبرياء ، يا علي يا قدير يا قريب يا مجيب يا حليم يا معيد يا متدانى يا بعيد يا رؤف يا رحيم يا كريم يا غفور يا ذا الصفح يا مغيث يا مطعم يا شافي يا كافي يا كاسي يا معافي يا شافي الضر يا عليم يا حكيم يا ودود يا غفور يا رحيم يا رحمن الدنيا والاخرة يا المعارج يا ذا المعارج يا ذاالقدس يا خالق يا عليم يا مفرج يا أواب يا ذا الطول يا خبير يا من خلق ولم يخلق يا من لم يلد ولم يولد يا من بان من الاشياء وبانت الاشياء منه بقهره لها وخضوعها له ، يا من خلق البحار وأجرى الانهار وأنبتت الاشجار ، وأخرج منها النار ، ومن يابس الارضين النبات و ـ الاعناب وسائر الثمار.

يا فالق البحر لعبده موسى عليه‌السلام ومكلمه ، ومغرق فرعون وحزه ومهلك نمرود وأشياعه ، وملين الحديد لخليفته داود عليه‌السلام ومسخر الجبال معه يسبحن بالغدو والاصال ، ومسخر الطير والهوام والرياح والجن والانس لعبدك سليمان عليه‌السلام ، وأسألك بالاسم الذي اهتز له عرشك وفرحت به ملائكتك ، فلا إله إلا أنت خالق النسمة وبارئ النوى وفالق الحبة ، وباسمك العزيز الجليل الكبير المتعال ، وباسمك الذي ينفخ به عبدك وملك إسرافيل عليه‌السلام في الصور فيقوم أهل القبور سراعا إلى المحشر ينسلون ، [ وباسمك الذي رفعت به السموات من غير عماد وجعلت به للارضين أوتادا ] وباسمك الذي سطحت به الارضين فوق الماء المحبوس وباسمك الذي حبست به ذلك الماء ، وباسمك الذي حملت به الارضين من اخترته لحملها وجعلت له من القوة ما استعان به على حملها ، وباسمك الذي تجري به الشمس والقمر وباسمك الذي سلخت به النهار من الليل وباسمك الذي إذا دعيت به أنزلت

٣٨٧

أرزاق العباد وجميع خلقك وأرضك وبحارك وسكان البحار والهوام والجن والانس وكل دابة أنت آخذ بناصيتها ، وبأنك على كل شئ قدير.

وباسمك الذي جعلت لجعفر عليه‌السلام جناحا يطير به مع الملائكة ، وباسمك الذي دعاك به يونس في بطن الحوت فأخرجته منه ، وباسمك الذي أنبت به عليه شجره من يقطين فاستجبت له وكشفت عنه ما كان فيه من ضيق بطن الحوت أسألك أن تصلي على محمد عبدك ورسولك وعلى آله الطيبين ، وأن تفرج عني غمي و تكشف ضري وتستنقذني من ورطتي ، وتخلصني من محنتي ، وتقضي عني ديني وتؤدي عني أمانتي ، وتكبت عدوي ، ولا تشمت بي حسادي ، ولا تبتليني بما لا طاقة لي به ، وأن تبلغني امنيتي وتسهل لي محبتي وتيسر لي إرادتي ، وتوصلني إلى بغيتي ، وتجمع لي خير الدارين ، وتحرسني وكل من يعنيني أمره بعينك التي لا تنام في الليل والنهار ، يا ذا الجلال والاكرام والاسماء العظام.

اللهم يارب أنا عبدك وابن عبدك ، وابن أمتك ومن أولياء أهل بيت نبيك صلى الله عليه وعليهم الذين باركت عليهم ورحمتهم وصليت عليهم كما صليت وباركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد ولمجدك وطولك أسألك يا رباه يا رباه يا رباه يا رباه يا رباه يا رباه يا رباه يا رباه يا رباه يا رباه بحق محمد عبدك ورسولك صلى‌الله‌عليه‌وآله وبحقك على نفسك إلا خصمت أعدائي وحسادي و خذلتهم وانتقمت لي منهم ، وأظهرتني عليهم وكفيتني أمرهم ، ونصرتني عليهم و حرستني منهم ، ووسعت علي في رزقي وبلغتني غاية أملي إنك سميع مجيب (١).

__________________

(١) كتاب الاقبال : ٦٣٨ ـ ٦٤٣.

٣٨٨

٢٣

* « ( باب ) » *

« ( أعمال مطلق أيام شهر رجب ولياليها وأدعيتها ) »

أقول : قد مر ما يناسب هذا الباب في أبواب كتاب الصيام فتذكر.

١ ـ قل : من الدعوات في كل يوم من رجب ، ما رويناها عن جماعة ونذكرها باسناد محمد بن علي الطرازي من كتابه قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن عباس ره قال : حدثنا أحمد بن محمد بن سهل المعروف بابن أبي الغريب الضبي ، قال : حدثنا الحسن بن محمد بن جمهور قال : حدثني محمد بن الحسين الصايغ عن محمد بن الحسين الزاهدي من ولد زاهر مولى عمرو بن الحمق وزاهر الشهيد بالطف عن عبدالله ابن مسكان ، عن أبي معشر ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام أنه كان إذا دخل رجب يدعو بهذا الدعاء في كل يوم من أيامه :

خاب الوافدون على غيرك ، وخسر المعترضون إلا لك ، وضاع الملمون إلا بك ، وأجدب المنتجعون إلا من انتجع فضلك ، بابك مفتوح للراغبين ، و خيرك مبذول للطالبين ، وفضلك مباح للسائلين ، ونيلك متاح للاملين ، ورزقك مبسوط لمن عصاك ، وحلمك معترض لمن ناواك ، عادتك الاحسان إلى المسيئين وسبيلك الابقاء على المعتدين ، اللهم فاهدني هدى المهتدين ، وارزقني اجتهاد المجتهدين ، ولاتجعلني من الغافلين المبعدين ، واغفر لي يوم الدين.

ومن الدعوات كل يوم من رجب ما ذكره الطرازي أيضا في كتابه فقال أبوالفرج محمد بن موسى القزويني الكاتب ره قال : أخبرني أبوعيسى محمد بن أحمد بن محمد بن سنان عن أبيه ، عن جده محمد بن سنان ، عن يونس بن ظبيان قال : كنت عند مولاي أبي ـ عبدالله عليه‌السلام إذ دخل علينا المعلي بن خنيس في رجب فتذاكروا الدعاء فيه فقال المعلى : يا سيدي علمني دعاء يجمع كل ما أودعته الشيعة في كتبها فقال : قل يا معلى :



٣٨٩

اللهم إني أسئلك صبر الشاكرين لك ، وعمل الخائفين منك ، ويقين العابدين لك ، اللهم أنت العلي العظيم ، وأنا عبدك البائس الفقير ، وأنت الغني الحميد ، و أنا العبد الذليل ، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ، وامنن بغناك على فقري ، وبحلمك على جهلي ، وبقوتك على ضعفي يا قوي يا عزيز ، اللهم صل على محمد وآل محمد الاوصياء المرضيين ، واكفني ما أهمني من أمر الدنيا والاخرة يا أرحم الراحمين.

ثم قال : يا معلى والله لقد جمع لك هذا الدعاء ما كان من لدن إبراهيم الخليل إلى محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله.

ومن الدعوات كل يوم من رجب ما ذكره الطرازي أيضا فقال : دعاء علمه أبوعبدالله عليه‌السلام محمد السجاد وهو محمد بن ذكوان يعرف بالسجاد قالوا : سجد و بكى في سجوده حتى عمي روى أبوالحسن علي بن محمد البرسي ـ رضي الله عنه ـ قال : أخبرنا الحسين بن أحمد بن شيبان قال حدثنا حمزة بن القاسم العلوي العباسي قال : حدثنا محمد بن عبدالله بن عمران البرقي عن محمد بن علي الهمداني ، قال : أخبرني محمد بن سنان عن محمد السجاد في حديث طويل قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : جعلت فداك هذا رجب علمني فيه دعاء ينفعني الله به ، قال : فقال لي أبوعبدالله عليه‌السلام : اكتب بسم الله الرحمن الرحيم وقل في كل يوم من رجب صباحا ومساء وفي أعقاب صلواتك في يومك وليلتك.

يا من أرجوه لكل خير ، وآمن سخطه عند كل شر ، يا من يعطي الكثير  بالقليل ، يا من يعطي من سأله ، يا من يعطى من لم يسأله ومن لم يعرفه تحننا منه ورحمة ، أعطني بمسألتي إياك جميع خير الدنيا وجميع خير الاخرة ، واصرف عني بمسئلتي إياك جميع شر الدنيا وشر الاخرة ، فانه غيرم منقوص ما أعطيت ، وزدني من فضلك يا كريم.

قال : ثم مد أبوعبدالله عليه‌السلام يده اليسرى فقبض على لحيته ودعا بهذا الدعاء وهو يلوذ بسبابته اليمنى ثم قال بعد ذلك : « يا ذا الجلال والاكرام [ يا ذا النعماء والجود ]

٣٩٠

يا ذالمن والطول ، حرم شيبتي على النار » وفي حديث آخر ثم وضع يده على لحيته ولم يرفعها إلا وقد امتلا ظهر كفه دموعا.

ومن الدعوات كل يوم من رجب ما رويناه باسنادنا إلى جدي أبي جعفر الطوسى ـ رحمه الله ـ وهو ما ذكره في المصباح بغير إسناد ووجدت في أواخر كتاب معالم الدين مرويا عن مولانا الامام الحجة المهدي صلوات الله وسلامه عليه و على آبائه الطاهرين ، وفي هذه الرواية زيادة واختلاف في كلمات فقال ما هذا لفظه : ذكر محمد بن أبي الرواد الرواسي أنه خرج مع محمد بن جعفر الدهان إلى مسجد السهلة في يوم من أيام رجب فقال : قال : مل بنا إلى مسجد صعصعة فهو مجسد مبارك ، وقد صلى به أمير المؤمنين عليه‌السلام ووطئه الحجج بأقدامهم فملنا إليه فبينا نحن نصلي إذ برجل قد نزل عن ناقته وعقلها بالظلال ، ثم دخل وصلى ركعتين أطال فيهما ثم مد يديه فقال ، وذكر الدعاء الذي يأتي ذكره ، ثم قام إلى راحلته وركبها ، فقال لي أبوجعفر الدهان : ألا نقوم إليه فنسأله من هو؟ فقمنا إليه فقلنا له : ناشدناك الله من أنت؟ فقال : ناشدتكما الله من ترياني؟ فقال ابن جعفر الدهان : نظنك الخضر فقال : وأنت أيضا ، فقلت : أظنك إياه ، فقال : والله إني لمن الخضر مفتقر إلى رؤيته ، انصرفا فانا إمام زمانكما ، وهذا لفظة دعائه عليه‌السلام.

اللهم يا ذا المنن السابغة ، والالاء الوازعة ، والرحمة الواسعة ، والقدرة الجامعة ، والنعم الجسيمة والمواهب العظيمة ، والايادي الجميلة ، والعطايا الجزيلة ، يا من لا ينعت بتمثيل ، ولا يمتثل بنظير ، ولا يغلب بظهير ، يا من خلق فرزق ، وألهم فأنطق ، وابتدع فشرع ، وعلا فارتفع ، وقدر فأحسن ، وصور فأتقن ، واحتج فأبلغ وأنعم فأسبغ وأعطى فأجزل ، ومنح فأفضل ، يا من سما في العز ففات خواطر الابصار ، ودنا في اللطف فجاز هواجس الافكار ، يا من توحد بالملك فلاند له في ملكوت سلطانه ، وتفرد بالكبريآء والالاء ، فلا ضد له في جبروت شأنه ، يا من حارت في كبرياء هيبته دقائق لطائف الاوهام ، وانحسرت

٣٩١

دون إدراك عظمته خطائف أبصار الانام ، يا من عنت الوجوه لهيبته ، وخضعت الرقاب لعظمته ، ووجلت القلوب من خيفته ، أسألك بهذه المدحة التي لا تنبغي إلا لك ، وبما وأيت به على نفسك لداعيك من المؤمنين ، وبما ضمنت الاجابة فيه على نفسك للداعين ، يا أسمع السامعين ، ويا أبصر المبصرين ، ويا أنظر الناظرين ، و يا أسرع الحاسبين ، ويا أحكم الحاكمين ، ويا أرحم الراحمين صل على محمد خاتم النبيين وعلى أهل بيته الطاهرين الاخيار ، وأن تقسم لي في شهرنا هذا خير ما قسمت ، وأن تحتم لي في قضائك خير ما حتمت ، وتختم لي بالسعادة فيمن ختمت وأحيني ما أحييتني موفورا ، وأمتني مسرورا ومغفورا ، وتول أنت نجاتي من مسألة البرزح ، وادرء عني منكرا ونكيرا ، وأرعني مبشرا وبشيرا ، واجعل لي إلى رضوانك وجنانك مصيرا وعيشا قريرا وملكا كبيرا ، وصلى الله على محمد وآله بكرة وأصيلا يا أرحم الراحمين يا أرحم الراحمين.

ثم تقول : اللهم إني أسئلك بعقد عزك على أركان عرشك ، ومنتهى رحمتك من كتابك ، واسمك الاعظم الاعظم ، وذكرك الاعلى الاعلى ، وكلماتك التامات كلها أن تصلي على محمد وآله وأسألك ما كان أو في بعهدك ، وأقضى لحقك وأرضى لفنسك ، وخيرا لي في المعاد عندك ، والمعاد إليك أن تعطيني جميع ما احب وتصرف عني جميع ما أكره إنك على كل شئ قدير برحمتك يا أرحم الراحمين.

وجدنا هذا الدعاء وهذه الزيادة فيه مرويا عن مولانا أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه.

ومن الدعوات في كل يوم من رجب ما رويناه أيضا عن جدي أبي جعفر الطوسي فقال : أخبرني جماعة عن ابن عياش قال : مما خرج على يد الشيخ الكبير أبي جعفر محمد بن عثمان بن سعيد ـ ره ـ من الناحية المقدسة ماحدثني به خير بن عبدالله قال : كتبته من التوقيع الخارج إليه : بسم الله الرحمن الرحيم ادع في كل يوم من أيام من رجب :

٣٩٢

اللهم إني أسألك بمعاني جميع ما يدعوك به ولاة أمرك ، المأمونون على سرك المسسرون بأمرك ، الواصفون لقدرتك ، المعلنون لعظمتك ، أسألك بما نطق فيهم من مشيتك ، فجعلتهم معادن لكلماتك ، وأركانا لتوحيدك ، وآياتك و ومقاماتك التي لاتعطيل لها في كل مكان يعرفك بها من عرفك ، لا فرق بينك وبينها إلا أنهم عبادك وخلقك ، فتقها ورتقها بيدك ، بدؤها منك وعودها إليك أعضاد وأشهاد ، ومناة وأزواد وحفظة ورواد ، فبهم ملات سمآءك وأرضك حتى ظهر أن لا إله إلا أنت ، فبذلك أسألك وبمواقع العز من رحمتك وبمقاماتك وعلاماتك أن تصلي على محمد وآله وأن تزيدني إيمانا وتثبيتا ، ياباطنا في ظهوره ، ويا ظاهرا في بطونه ومكنونه ، يا مفرقا بين النور والديجور ، يا موصوفا بغير كنه ، و معروفا بغير شبه ، حاد كل محدود ، وشاهد كل مشهود ، وموجد كل موجود ، ومحصي كل معدود ، وفاقد كل مفقود ، ليس دونك من معبود ، أهل الكبرياء والجود ، يا من لا يكيف بكيف ، ولا يأين بأين ، يا محتجبا عن كل عين يا ديموم ياقيوم ، وعالم كل معلوم ، صل على عبادك المنتجبين ، وبشرك المحتجبين وملائكتك المقربين ، وبهم الصافين الحافين (١) وبارك لنا في شهرنا هذا المرجب المكرم وما بعده من أشهر الحرم ، وأسبغ علينا فيه النعم وأجزل لنا فيه القسم وأبرر لنا فيه القسم باسمك الاعظم الاجل الاكرم الذي وضعته على النهار فأضاء وعلى الليل فأظلم ، واغفر لنا ما تعلم منا ولا نعلم ، واعصمنا من الذنوب خيرالعصم واكفنا كوافي قدرك ، وامنن علينا بحسن نظرك ، ولا تكلنا إلى غيرك ، ولا تمنعنا من خيرك ، وبارك لنا فيما كتبته لنا من أعمارنا ، وأصلح لنا خبيئة أسرارنا وأعطنا منك الامان واستعملنا بحسن الايمان ، وبلغنا شهر الصيام ، وما بعده من الايام والاعوام ، يا ذا الجلال والاكرام.

ومن الدعوات كل يوم من رجب ما رويناه أيضا عن جدي أبي جعفر الطوسي

__________________

(١) البهم كصرد : الذى أقام بالمكان لا يبرح منه ، يقال : بهموا بالمكان : أقاموا به ولم يبرحوه ، كذا نقل عن التاج.

٣٩٣

قدس الله روحه فقال قال ابن عياش : وخرج إلى أهلي على يدي الشيخ أبي القاسم رضي الله عنه في مقامه عندهم هذا الدعاء في أيام رجب :

اللهم إني أسئلك بالمولودين في رجب محمد بن علي الثاني وابنه علي بن محمد المنتجب ، وأتقرب بهما إليك خير القرب ، يا من إليه المعروف طلب ، وفيما لديه رغب ، أسألك سؤال مقترف مذنب قد أوبقته ذنوبه ، وأوثقته عيوبه ، فطال على الخطايا دؤوبه ، ومن الرزايا خطوبه ، يسألك التوبة ، وحسن الاوبة ، والنزوع عن الحوبة ، ومن النار فكاك رقبته ، والعفو عما في ربقته ، فأنت يا مولاي أعظم أمله و ثقته ، اللهم وأسألك بمسائك الشريفة ، ورسائلك المنيفة ، أن تتغمدني في هذا الشهر برحمة منك واسعة ، ونعمة وازعة ، ونفس بما رزقتها قانعة إى نزول الحافرة ، ومحل الاخره ، وماهي إليها صائرة (١).

٢٤

* « ( باب ) » *

* « ( أعمال كل يوم يوم من ايام شهر رجب ) » *

* « ( وكل ليلة ليلة منه ، وما يناسب ذلك ) » *

* « ( زايدا على ما في الابواب السابقة والاتية ) » *

أقول : قد مضى ما يلائم هذا الباب في كتاب الصلاة والدعاء والصيام (٢) و غيرها فتذكر.

__________________

(١) كتاب الاقبال : ٦٤٣ ـ ٦٧٤.

(٢) راجع ج ٩٧ باب فضائل شهر رجب وصيامه ، وهكذا راجع كتاب الاقبال ص ٦٤٨ وما بعده.

٣٩٤

٢٥

* ( « باب » ) *

* « ( عمل خصوص ليلة الرغائب زائدا على اعمال ) » *

* « ( مطلق ليالى شهر رجب ) » *

١ ـ أقول : قد روى العلامة ـ ره ـ في إجازته الكبيرة عن الحسن بن الدربي ، عن الحاج صالح مسعود بن محمد وأبي الفضل الرازي المجاور بمشهد مولانا أمير المؤمنين عليه‌السلام قرأها عليه في محرم سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة عن الشيخ علي بن عبدالجليل الرازي عن شرف الدين الحسن بن علي ، عن سديد الدين علي بن الحسن عن عبدالرحمن بن أحمد النيسابوري ، عن الحسين بن علي ، عن الحاج مسموسم عن أبى الفتح نورخان عبدالواحد الاصفهاني ، عن عبدالواحد بن راشد الشيرازي ، عن أبي الحسن الهمداني عن علي بن محمد بن سعيد البصري ، عن أبيه ، عن خلف بن عبدالله الصنعاني ، عن حميد الطوسي ، عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما معنى قولك : رجب شهر الله؟ قال : أنه مخصوص بالمغفرة ، فيه تحقن الدماء ، وفيه تاب الله على أوليائه وفيه أنقدهم من نزاعه ثم قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من صامه كله استوجب على الله ثلاثه أشياء : مغفرة لجميع ما سلف من ذنوبه ، وعصمة فيما يبقى من عمره ، وأمانا من العطش يوم الفزع الاكبر.

فقام شيخ ضعيف : يا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إني عاجز عن صيامه كله فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : صم أول يوم منه ، فان الحسنة بعشر أمثالها وأوسط يوم منه وآخر يوم منه ، فانك تعطى ثواب صيامه كله ، ولكن لا تغفلوا عن ليلة أول خميس منه ، فانها ليلة تسميها الملائكة ليلة الرغائب ، وذلك أنه إذا مضى ثلث الليل لم يبق ملك في السموات والارض إلا ، ويجتمعون في الكعبة وحواليها ويطلع الله عليهم اطلاعة فيقول لهم : يا ملائكتي اسئلوني ما شئتم فيقولون : ربنا حاجاتنا إليك أن تغفر

٣٩٥

لصوام رجب ، فيقول الله عزوجل قد فعلت ذلك.

ثم قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما من أحد يصوم يوم الخميس أول خميس من رجب ثم يصلي ما بين العشائين والعتمة اثنا عشر ركعة يفصل بين كل ركعتين بتسليم يقرء في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة واحدة وإنا أنزلناه في ليله القدر ثلاث مرات و قل هو الله أحد اثنا عشر مرة ، فاذا فرغ من صلاته صلى علي سبعين مرة ، ويقول « اللهم صل على محمد وعلى آله » ثم يسجد ويقول في سجوده سبعين مرة : رب اغفروا وارحم وتجاوز عما تعلم إنك أنت العلي الاعظم ، ثم يسجد سجدة اخرى فيقول فيها ما قال في الاولى ثم يسئل الله حاجته في سجوده ، فانها تقضى.

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : والذي نفسى بيده لا يصلي عبد أو أمة هذه الصلاة إلا غفر الله له جميع ذنوبه ، ولو كان ذنوبه مثل زبد البحر وعدد الرمل ووزان الجبال وعدد ورق الاشجار ويشفع يوم القيامة في سبعمائة من أهل بيته ممن قد استوجب النار ، فاذا كان أول ليلة قبره بعث الله إليه ثواب هذه الصلاة في أحسن صورة فيجئيه بوجه طلق ولسان ذلق فيقول : يا حبيبي أبشر فقد نجوت من كل سوء فيقول : من أنت فوالله ما رأيت وجها أحسن من وجهك ، ولا سمعت كلاما أحسن من كلامك ، و لا شممت رائحة أطيب من رائحتك ، فيقول : يا حبيبي أنا ثواب تلك الصلاة اتي صليتها في ليلة كذا من شهر كذا ، جئتك هذه الليلة لاقضي حقك واونس وحدتك ، وأرفع وحشتك ، فاذا نفخ في الصور ظللت في عرصة القيمة على رأسك فابشر فلن تعدم الخير أبدا.

٢ ـ قل : وجدنا في كتب العبادات مرويا عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ونقلته أنا من بعض كتب أصحابنا رحمهم الله فقال في جملة الحديث عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في ذكر فضل شهر رجب ما هذا لفظه : لكن لا تغفلوا عن أول ليلة جمعة منه فانها ليلة تسميها الملائكة ليلة الرغائب وساق الحديث إلى آخره إلا أنه قال : فاذا فرغ من صلاته صلى علي سبعين مرة يقول : « اللهم صل على محمد النبي الامي وعلى آله » ثم يسجدو يقول

٣٩٦

في سجوده سبعين مرة : سبوح قدوس رب الملائكة والروح. ثم يرفع رأسه ويقول رب اغفروا ارحم وتجاوز عما تعلم إنك أنت العلي الاعظم ثم يسجد سجدة اخرى فيقول فيها مثل ما قال في السجدة الاولى ثم يسأل الله حاجته (١).

٢٦

* « ( باب ) » *

* « ( عمل خصوص ليلة النصف من رجب ويومها ) » *

* « ( زائدا على أبواب أعمال هذا الشهر ) » *

أقول : قد مضى أخبار هذا الباب في كتاب الطهارة والصلاة والدعاء والصيام (٢) وغيرها ويأتي في كتاب المزار أيضا.

١ ـ قل : دعاء يوم النصف من رجب الموصوف بالاجابه وما فيه من صفات الانابة.

اعلم أن هذا الدعاء الذي نذكره في هذا الفصل دعاء عظيم الفضل ، معروف بدعاء ام داود ، وهى جدتنا الصالحة المعروفة بام خالد البربرية ام جدنا داود ابن الحسن بن الحسن ابن مولانا علي بن أبي طالب أمير المؤمنين عليه‌السلام وكان خليفة ذلك الوقت قد خافه على خلافته ، ثم ظهر له براءة ساحته فأطلقه من دون آل أبي طالب الذين قبض عليهم ، وسيأتي شرح حال حبس ولدها جدنا داود ، وحديث الدعاء الذي استجابه الله جل جلاله منها رضي الله عنها ، وجمع شملها به ، بعد بعد العهود.

فأما حديث انها ام داود جدنا وأن اسمها ام خالد البربرية كمل الله لها مراضية الالهية ، فانه معلوم عند العلماء ومتواتر بين الفضلاء منهم أبونصر سهل ابن عبدالله البخاري النسابة فقال في كتاب سر أنساب العلويين ما هذا لفظه : و أبوسليمان داود بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه‌السلام امه ام ولد

__________________

(١) كتاب الاقبال ص ٦٣٢.

(٢) راجع ج ٩٧ ص ٢٦ باب فضائل شهر رجب.

٣٩٧

تدعا ام خالد البربرية.

أقول : وكتب الانساب وغيرها من الطرق العلية قد تضمنت وصف ذلك على الوجوه المرضية ، وأما حديث أن جدتنا هذه ام داود وهى صاحبة دعاء يوم النصف من رجب فهو أيضا من الامور المعلومات عند العارفين بالانساب والروايات ولكنا نذكر منه كلمات عن أفضل علماء الانساب في زمانه علي بن محمد العمري تغمده الله بغفرانه فقال في الكتاب المبسوط في الانساب ما هذا لفظه : وولد داود ابن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه‌السلام امه ام ولد وكانت امرأة صالحة وإليها ينسب دعاء ام داود قال شيخ الشرف في كتاب تشجير تهذيب الانساب أيضا ونقلته من خطه عند ذكر جدنا داود ما هذا لفظه : لام ولد إليها ينسب دعاء ام داود ، وقال ابن ميمون النسابة الواسطي في مشجره إلى ذكر جدتنا ام داود أنها تكنى ام خالد إليها يعزى دعاء أم داود.

وأما رواية هذا دعاء يوم النصف من رجب فاننا رويناه عن خلق كثير قد تضمن ذكر أسمائهم كتاب الاجازات فيما يخصني من الاجازات بطرقهم المؤتلفة والمختلفة ، وهو دعاء جليل مشهور بين أهل الروايات وقد صار موسما عظيا في يوم النصف من رجب معروفا بالاجابات وتفريج الكربات ، ووجدت في بعض طرق من يرويه زيادات وسوف أذكر أكمل روايته احتياطا للظفر بفائدته.

فمن الرواة من يرفعه إلى مولانا وموسى بن جفعر الكاظم عليه‌السلام ومنهم من يرويه عن ام داود جدتنا رضوان الله عليها وعليه ، فمن الروايات في ذلك أن المنصور لما حبس عبدالله بن الحسن وجماعة من آل أبي طالب وقتل ولديه محمدا وإبراهيم أخذ داود بن الحسن بن الحسن ـ وهو ابن داية أبي عبدالله جعفر بن محمد الصادق صلوات الله عليه لان ام داود أرضعت الصادق عليه‌السلام منها بلبن ولدها داود ـ وحمله مكبلا بالحديد.

قالت ام داود : فغاب غنى حينا بالعراق ولم أسمع له خبرا ، ولم أزل أدعو و أتضرع إلى الله جل اسمه وأسئل إخواني من أهل الديانة والجد والاجتهاد

٣٩٨

أن يدعوا الله تعالى لي وأنا في ذلك كله لا أرى في دعائي الاجابة ، فدخلت على أبي عبدالله جعفر بن محمد صلوات الله عليه يوما أعوده في علة وجدها فسألته عن حاله ودعوت له فقال لي : يا ام داود! ما فعل داود وكنت قد أرضعته بلبنه ، فقلت : يا سيدي أين داود وقد فارقني منذ مدة طويلة وهو محبوس بالعراق فقال : وأين أنت عن دعاء الاستنفاح ، وهو الدعاء الذي تفتح له أبواب السماء ، ويلقى صاحبه الاجابة من ساعته ، وليس لصاحبه عند الله تعالى جزاء إلا الجنة ، فقلت له : كيف ذلك يا ابن الصادقين؟

فقال لي يا ام داود قد دنا الشهر الحرام العظيم شهر رجب وهو شهر مسموع فيه الدعاء شهر الله الاصم ، صومي الثلاثة الايام البيض وهو يوم الثالث عشر والرابع عشر ، والخامش عشر ، واغتسلى في يوم الخامس عشر وقت الزوال و صلي الزوال ثماني ركعات وفي إحدى الروايات وتحسنين قنوتهن وركوعهن وسجودهن ثم تصلي الظهر وتركعين بعد الظهر ركعتين ، وتقولين بعد الركعتين يا قاضي حوائج الطالبين مائة مرة ثم تصلين بعد ذلك ثماني ركعات وفي رواية تقرئين في كل ركعة يعني من نوافل العصر بعد الفاتحة ثلاث مرات قل هو الله أحد وسورة الكوثر مرة ثم صلى العصر ولتكن صلاتك في ثوب نظيف واجتهدي أن لا يدخل عليك أحد يكلمك.

وفي رواية وإذا فرغت من العصر فالبسي ثيابك ، واجلسي في بيت نظيف سورة على حصير نظيف ، واجتهدي أن لا يدخل عليك أحد يشغلك ثم استقبلي القبلة واقرئي الحمد مائة مرة وقل هو الله أحد مائه مرة وأية الكرسي عشر مرات ثم اقرئى الانعام وبني إسرائيل وسورة الكهف ولقمان ويس والصافات وحم السجدة وحم عسق وحم الدخان والفتح والواقعة وسورة الملك ون والقلم وإذا السماء انشقت وما بعدها إلى آخر القرآن وإن لم تحسنى ذلك ولم تحسنى قراءته من المصحف كررت قل هو الله أحد ألف مرة ، قال شيخنا المفيد : إذا لم تحسن قراءة السور المخصوصة في يوم النصف من رجب أو لم تطق قراءة ذلك فلتقرء الحمد مرة وآية الكرسي

٣٩٩

عشر مرات ثم تقرء الاخلاص ألف مرة.

أقول : ورأيت في بعض الروايات ويحتمل أن يكون ذلك لاهل الضرورات أو من يكون على سفر أو في شئ من المهمات فيجزيه قراءة قل هو الله أحد مائة مرة ، ثم قال الصادق عليه‌السلام في إحدى الروايات : فاذا فرغت من ذلك وأنت مستقبل القبلة فقولي :

بسم الله الرحمن الرحميم صدق الله العلي العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم ذو الجلال والاكرام ، الرحمن الرحيم الحليم الكريم ، الذي ليس كمثله شئ وهو السميع العليم البصير الخبير ، شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة و اولو العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم ، وبلغت رسله الكرام ، و أنا على ذلك من الشاهدين ، اللهم لك الحمد ولك المجد ، ولك العز ولك القهر ولك النعمة ، ولك العظمه ، ولك الرحمة ، ولك المهابة ، ولك السلطان ، ولك البهاء ، ولك الامتنان ، ولك التسبيح ، ولك التقديس ، ولك التهليل ، ولك التكبير ، ولك مايرى ، ولك ما لا يرى ، ولك ما فوق السموات العلى ، ولك ما تحت الثرى ، ولك الارضون السفلى ، ولك الاخرة والاولى ، ولك ما ترضى به من الثناء والحمد والشكر والنعماء.

اللهم صل على جبرئيل أمينك على وحيك والقوي على أمرك ، والمطاع في سمواتك ، ومحال كراماتك ، الناصر لانبيائك المدمر لاعدائك ، اللهم صل على ميكائيل ملك رحمتك والمخلوق لرأفتك والمستغفر المطاع المعين لاهل طاعتك ، اللهم صل على إسرافيل حامل عرشك وصاحب الصور المنتظر لامرك والوجل المشفق من خيفتك ، اللهم صل على عزرائيل ملك الموت الموكل على عبيدك وإمائك المطيع في أرضك وسمائك قابض أروح جميع خلقك ، اللهم صل على حملة العرش الطاهرين ، وعلى السفرة الكرام البررة الطيبين ، و على ملائكتك الكرام الكاتبين ، وعلى ملائكة الجنان وخزنة النيران ، وملك الموت والاعوان يا ذا الجلال والاكرام.

٤٠٠