بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٣١
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

ومنها باسنادنا إلى هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبدالله عليه‌السلام عن أبيه أن عليا عليه‌السلام قال : صوموا من عاشورا التاسع والعاشر فانه يكفر ذنوب سنة.

أقول : ورأيت من طريقهم في الملجد الثالث من تاريخ النيشابوري للحاكم في ترجمة نصر بن عبدالله النيشابورى باسناده إلى سعيد بن المسيب عن سعد أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لم يصم عاشورا.

وأما الدعاء فيه فقد ذكر صاحب كتاب المختصر من المنتخب ، فقال ما هذا لفظه : تصبح يوم عاشورا صائما وتقول : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، سبحان الله آناء الليل و أطراف النهار ، سبحان الله بالغدو والاصال ، سبحان الله حين تمسون وحين تصبحون ، وله الحمد في السموات والارض وعشيا وحين تظهرون ، يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ويحيى الارض بعد موتها وكذلك تخرجون ، سبحان ربك رب العزة عما يصفون ، وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.

الحمدلله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا ، عدد كل شي ء وملء كل شئ ، وزنة كل شئ ، وأضعاف ذلك مضاعفة أبدا سرمدا كما ينبغي لعظمته ، سبحان ذى الملك والملكوت سبحان ذى العزة والجبروت ، سبحان الحي الذي لا يموت ، سبحان الملك القدوس ، سبحان القائم الدائم ، سبحان الحي القيوم ، سبحان العلي الاعلى سبحانه وتعالى ، سبحان الله ، سبوح قدوس رب الملائكة والروح.

اللهم إني أصبحت في منة ونعمة وعافية فأتمم على نعمتك يا الله ومنك وعافيتك وارزقني شكرك ، اللهم بنور وجهك اهتديت ، وبفضلك استغنيت ، و بنعمتك أصبحت وأمسيت ، أصبحت اشهدك وكفى بك شهيدا واشهد ملائكتك وحملة عرشك وجميع خلقك وسمائك وأرضك وجنتك ونارك بأنك أنت الله

٣٤١

لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك ، وأن ما دون عرشك إلى قرار أرضك من معبود دونك باطل مضمحل ، وأشهد أن محمدا عبدك ورسولك وأن الساعة آتية لا ريب فيها ، وأنك باعث من في القبور ، اللهم فاكتب شهادتي هذه عندك حتى ألقاك بها ، وقد رضيت عني يا أرحم الراحمين.

اللهم فلك الحمد حمدا تضع لك السماء كنفيها ، وتسبح لك الارض ومن عليها ، حمدا يصعد ولا ينفد ، حمدا يزيد ولا يبيد ، حمدا سرمدا لا انقطاع له ولا نفاد ، وحمدا يصعد أوله ولا يفنى آخره ، ولك الحمد علي وفوقي ومعى وأمامي و وقبلي ولدي ، وإذا مت وفنيت وبقيت يا مولاي ولك الحمد بجميع محامدك كلها على جميع نعمائك كلها ، ولك الحمد في كل عرق ساكن وفي كل أكلة ، و شربة ولباس وقوة وبطش وعلى موضع كل شعرة ، اللهم لك الحمد كله ، و لك الملك كله ، وبيدك الخير كله ، وإليك يرجع الامر كله ، علانيته وسره وأنت منتهى الشأن كله ، اللهم لك الحمد على حلمك بعد علمك ، ولك الحمد على عفوك بعد قدرتك ، اللهم لك الحمد يا باعث الحمد ، ولك الحمد يا وارث الحمد ، وبديع الحمد ، ومنتهى الحمد ، ومبدئ الحمد ، ووفي العهد ، صادق الوعد ، عزيز الجد ، وقديم المجد ، اللهم ولك الحمد رفيع الدرجات ، ومجيب الدعوات ، منزل الايات من فوق سبع سماوات ، تخرج من في الظلمات إلى النور مبدل السيئات حسنات ، وجاعل الحسنات درجات.

اللهم لك الحمد غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذا الطول لا إله إلا أنت إليك المصير ، اللهم لك الحمد في الليل إذا يغشى وفي النهار إذا تجلى ولك الحمد في الاخرة والاولى ، اللهم لك الحمد عدد كل نجم في السماء ، و لك الحمد بعدد كل ملك في السماء ، ولك الحمد عدد كل قطرة في البحر ، ولك الحمد عدد أوراق الاشجار ، ولك الحمد عدد الجن والانس ، وعدد الثرى و البهائم والسباع والطير ، ولك الحمد عدد ما في جوف الارض ، ولك الحمد عدد ما علي وجه الارض ، ولك الحمد عدد ما أحصى كتابك وأحاط به علمك وزنة

٣٤٢

عرشك ، حمدا كثيرا مباركا فيه ، اللهم لك الحمد عدد ما تقول ، وعدد ما تعلم وعدد ما يعمل خلقك كلهم الاولون والاخرون ، وزنة ذلك كله وعدد ما سمينا كله إذا متنا وفنينا.

لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شئ قدير.

تقول : أستغفر الله ـ عشر مرات ـ يا الله يا الله ـ عشر مرات ـ يا رحمن يا رحمن ـ عشر مرات ـ يا رحيم يا رحيم ـ عشر مرات ـ يا حنان يا منان ـ عشر مرات ـ يا لا إله إلا أنت ـ عشر مرات ـ ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ـ عشر مرات ـ آمين آمين ـ عشر مرات ـ بسم الله الرحمن الرحيم ـ عشر مرات ـ وصلى الله على محمد النبي وآله وسلم ـ عشر مرات ـ.

ثم تقول : اللهم أنت ثقتي في كل كرب ، ورجائي في كل شديده ، و أنت لي في كل أمر نزل بي ثقة وعدة ، كم من كرب يضعف فيه الفؤاد ، وتقل فيه الحيلة ، يخذل فيه القريب ويشمت فيه العدو ، أنزلته بك وشكوته إليك رغبة فيه إليك عمن سواك ، ففرجته وكشفته وكفيته ، فأنت ولي كل نعمة وصاحب كل حسنة ، ومنتهى كل رغبة ، فلك الحمد كثيرا ولك المن فاضلا ، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ، وسهل لي محنتي ، ويسر لي إرادتي وبلغني امنيتي وأوصلني إلى بغيتي سريعا عاجلا ، واقض عني ديني يا أرحم الراحمين (١).

٤ ـ قل : روي عن الصادق عليه‌السلام أنه قال : من قرء يوم عاشورا ألف مرة سورة الاخلاص نظر الرحمن إليه ، ومن نظر الرحمن إليه لم يعذبه أبدا.

قال السيد ـ ره ـ لعل معنى نظر الرحمن إليه أراد به نظر الرحمة للعبدو الرضا عنه والشفقة عليه (٢).

٥ ـ قل : روينا باسنادنا إلى مولانا علي بن موسى الرضا عليه‌السلام أنه قال :

__________________

(١) كتاب الاقبال ص ٥٥٨ ـ ٥٦١.

(٢) كتاب الاقبال ص ٥٧٧.

٣٤٣

من ترك السعي في حوائجه يوم عاشورا ، قضى الله له حوائج الدنيا والاخرة ومن كان يوم عاشورا يوم مصيبته وحزنه وبكائه جعل الله يوم القيامة يوم فرحه و سروره ، وقرت بنا في الجنة عينه ، ومن سمى يوم عاشورا يوم بركة وادخر لمنزله فيه شيئا لم يبارك له فيما ادخر ، وحشر يوم القيامة مع يزيد وعبيد الله بن زياد وعمر بن سعد لعنهم الله في أسفل درك من النار.

قال السيد ـ ره ـ وإذا عزمت على ما لا بدمنه من الطعام الشراب ، بعد انقضاء وقت المصاب ، فقل ما معناه : اللهم إنك قلت : « ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون » فالحسين صلوات الله عليه وعلى أصحابه عندك الان يأكلون ويشربون ، فنحن في هذا الطعام والشراب بهم مقتدون (١).

٦ ـ قل : فاذا كان أواخر نهار يوم عاشورا ، فقم قائما وسلم على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وعلى مولانا أمير المؤمنين عليه‌السلام وعلى مولانا الحسن ابن علي ، وعلى سيدتنا فاطمة الزهراء وعترتهم الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين ، وعزهم على هذه المصائب بقلب محزون ، وعين باكية ، ولسان ذليل بالنوائب ، ثم اعتذر إلى الله جل جلاله وإليهم من التقصير فيما يجب لهم عليك وأن يعفو عما لم تعمله مما كنت تعلمه مع من يعز عليك ، فانه من المستبعد أن يقام في هذا المصاب الهائل بقدر خطبه النازل ، واجعل كلما يكون من الحركات والسكنات في الجزع عليه خدمة لله جل جلاله ، ومتقربا بذلك إليه ، واسأل من الله جل جلاله ومنهم ما يريدون أن يسئله منهم وما أنت محتاج إليه وإن لم تعرفه ولم تبلغ أملك إليه فانهم أحق أن يعطوك على قدر إمكانهم ويعاملوك بما يقصر عنه سؤالك من إحسانهم.

ولعل قائلا يقول : هلا كان الحزن والذي يعملونه من أول عشر المحرم قبل وقوع القتل يعملونه بعد يوم عاشورا لاجل تجدد القتل ، فأقول : إن أول العشر كان الحزن خوفا مما جرت الحال عليه ، فلما قتل صلوات الله عليه وآله دخل

__________________

(١) كتاب الاقبال : ٥٧٨.

٣٤٤

تحت قول الله تعالى « ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون * فرحين بما آتيهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون » فلما صاروا فرحين بسعادة الشهادة ، وجب المشاركة لهم في السرور بعد القتل لنظفر معهم بالسعادة.

فان قيل : فعلام تجددون قراءة المقتل والحزن كل عام؟ فأقول : لان قراءته هو عوض قصة القتل على عدل الله جل جلاله ليأخذ بثاره كما وعد من العدل ، وأما تجدد الحزن كل عشر والشهداء صاروا مسرورين فلانه مواساة لهم في أيام العشر ، حيث كانوا فيها ممتحنين ، ففي كل سنة ينبغي لاهل الوفاء أن يكونوا وقت الحزن محزونين ، ووقت السرور مسرورين (١).

٩

* « ( باب ) » *

* « ( ما يتعلق بأعمال ما بعد عاشورا من ايام ) » *

* « ( هذا الشهر ولياليه ) » *

أقول : [ قد سبق في أول هذا الجزء دعاء كل يوم يوم فلا تغفل ].

١ ـ قل : باسنادنا إلى شيخنا المفيد رضوان الله عليه في كتاب حدائق الرياض قال : ليلة إحدى وعشرين من المحرم وكانت ليلة خميس سنة ثلاث من الهجرة كان زفاف فاطمة ابنة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وعليها إلى منزل أمير المؤمنين يستحب صومه شكرا لله تعالى بما وقف من جمع حجته وصفيته (٢).

__________________

(١) كتاب الاقبال : ٥٨٣ ـ ٥٨٤.

(٢) كتاب الاقبال ص ٥٨٤.

٣٤٥

أبواب

* « ( ما يتعلق بشهر صفر من الادعية والاعمال ) » *

١٠

* « ( باب ) » *

* « ( ادعية اول يوم من هذا الشهر وليلته ) » *

* « ( واعمال سائر ايامه ولياليها ) » *

اقول : قد سبق في باب أول هذا الجزء عمل أول يوم كل شهر فلا تغفل ثم أقول :

١ ـ قل : ذكر صاحب كتاب المنتخب تقول عند استهلال شهر صفر : الله أنت الله العليم الخالق الرازق ، وأنت الله القادر المقتدر القادر ، أسألك أن تصلي على محمد وعلى آل محمد ، وأن تعرفنا بركة هذا الشهر ويمنه و ترزقنا خيره ، وتصرف عنا شره ، وتجعلنا فيه من الفائزين يا أرحم الراحمين الهلم صل على محمد وآل محمد ، واجعلني أكثر العالمين قدرا ، وأبسطهم علما ، و أعزهم عندك مقاما ، وأكرمهم لديك جاها ، كما خلقت آدم عليه‌السلام من تراب و نفخت فيه من روحك ، وأسجدت له ملائكتك ، وعلمته الاسماء كلها ، وجعلته خليفة في أرضك ، وسخرت له ما في السموات وما في الارض جميعا منك ، وكرمت ذريته ، وفضلتهم على العالمين.

اللهم لك الحمد ومنك النعماء ، ولك الشكر دائما ، يا لطيفا بعباده المؤمنين يا سميع الدعآء ، ارحم واستجب ، فانك تعلم ولا أعلم ، وتقدر ولا أقدر ، وأنت علام الغيوب ، فاجعل قلبي وعزمي وهمتي وفق مشيتك وأسير أمرك ، اللهم إني لا أقدر أن أسئلك إلا باذنك ولا أقدر أن لا أسألك بعد إذنك ، خوفا من أعراضك وغضبك ، فكن حسبي يا من هو الحسب والوكيل والنصير ، اللهم صل على

٣٤٦

محمد وعلى آل محمد ، وعلى جميع ملائكتك المقربين ، وأنبيائك المرسلين ، و عبادك الصالحين ، يا أرحم الراحمين ، يا جالي الاحزان ، يا موسع الضيق ، يا من هو أولى بخلقه من أنفسهم ، ويا فاطر تلك الانفس أنفسا ، وملهمها فجورها والتقوى ، نزل بي يا فارج الهم هم ضقت به ذرعا وصدرا ، حتى خشيت أن يكون عرضت فتنة يا الله ، وبذلك تطمئن القلوب ، صل على محمد وعلى آل محمد ، و قلب قلبي من الهموم إلى الروح والدعة ، ولا تشغلني عن ذكرك بتركك ما بي من الهموم إني إليك متضرع ، أسألك باسمك الذي لا يوصف إلا بالمعنى بكتماتك في عيوبك ذي النور ، أن تجلي بحقه أحزانى ، وتشرح به صدري بكشوط اللهم يا كريم (١).

٢ ـ قل : عمل يوم الثالث من صفر : وجدنا في كتب أصحابنا : يستحب أن يصلى فيه ركعتان في الاولى الحمد مرة وإنا فتحنا ، وفي الثانية الحمد مرة ، و قل هو الله أحد مرة ، فاذا سلم صلى على النبي مائة مرة ولعن آل أبي سفيان مائة مرة واستغفر الله مائة مرة وسأل حاجته (٢).

__________________

(١ و ٢) كتاب الاقبال ص ٥٨٧.

٣٤٧

١١

* ( « باب » ) *

* « ( اعمال خصوص يوم الاربعين وهو يوم ) » *

* « ( العشرين من هذا الشهر ) » *

أقول : قد أوردنا كثيرا من أخبار هذا الباب في كتاب المزار وغيره ، و ذكرنا ما يناسبه في مجلد أحوال الحسين عليه‌السلام أيضا.

١ ـ قل : يوم العشرين منه يستحب فيه زيارة الحسين عليه‌السلام روينا باسنادنا إلى جدي أبي جعفر الطوسي فيما رواه باسناده إلى مولانا الحسن بن علي العسكري عليه‌السلام أنه قال : علامات المؤمن خمس : صلاة إحدى وخمسين ، وزيارة الاربعين والتختم في اليمين ، وتعفير الجبين والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم (١).

اقول : قد أثبتنا شرح الزيارة مستوفى في كتاب المزار.

أبواب

* « ( ما يتعلق بشهر ربيع الاول من الاعمال والادعية ) » *

١٢

* ( باب ) *

* « ( أدعية أول يوم منه واول ليلته واعمالها ) » *

* « ( وما يتعلق ببعض سائر ايامه ) » *

اقول : قد سبق في باب أول هذا الجزء عمل كل شهر.

١ ـ قل : وجدنا في كتاب المنتخب الدعاء في غرة ربيع الاول تقول : اللهم لا إله إلا أنت ، يا ذاالطول والقوة ، والحول والعزة ، سبحانك

__________________

(١) كتاب الاقبال ص ٥٨٩.

٣٤٨

ما أعظم وحدانيتك ، وأقدم صمديتك ، وأوحد إلهيتك ، وأبين ربوبيتك ، وأظهر جلالك ، وأشرف بهاء آلائك ، وأبهى كمال صنائعك ، وأعظمك في كبريائك ، وأقدمت في سلطانك ، وأنورك في أرضك وسمائك ، وأقدم ملكك ، وأدوم عزك ، وأكرم عفوك ، وأوسع حلمك ، وأغمض علمك ، وأنفذ قدرتك ، وأحوط قربك أسألك بنورك القديم ، وأسمائك التي كونت بها كل شئ ، أن تصلي على محمد و آل محمد ، كما صليت وباركت ورحمت وترحمت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد ، وأن تأخذ بناصيتي إلى موافقتك ، وتنظر إلى برأفتك ورحمتك وترزقني الحج إلى بيتك الحرام ، وتجمع بين روحي وأرواح أنبيائك ورسلك ، وتوصل المنة بالمنة ، والمزيد بالمزيد ، والخير بالبركات ، والاحسان وبالاحسان كما تفردت بخلق ما صنعت ، وعلى ما ابتدعت وحكمك ورحمت ، فأنت الذي لا تنازع في المقدور ، وأنت مالك العز والنور ، وسعت كل شئ رحمة وعلما ، وأنت القائم الدائم المهيمن القدير.

إلهى لم أزل سائلا مسكينا فقيرا إليك ، فاجعل جميع اموري موصولة بثقة الاعتماد عليك ، وحسن الرجوع إليك ، والرضا بقدرك ، واليقين بك ، والتفويض إليك ، سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم ، سبحانه ، بل له ما في السموات والارض كل له قانتون ، سبحانك فقنا عذاب النار ، سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين ، سبحانك أنت ولينا من دونهم ، سبحان الله رب العالمين سبحان الله وما أنا أول المشركين ، سبحان الله عما يشركون ، سبحان الذي أسرى بعيده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير ، سبحان الله حين تمسون وحين تصبحون ، وله الحمد في السموات والارض وعشيا وحين تظهرون ، يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ويحيى الارض بعد موتها وكذلك تخرجون ، سبحانه وتعالى عما يشركون ، سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا ، سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا ، سبحان الذي بيده ملكوت كل شئ وإليه ترجعون ،

٣٤٩

سبحانه بل عباد مكرمون ، سبحانه هو الله الواحد القهار ، سبحان ربنا إنا كنا ظالمين ، سبحان ربك رب العزة عما يصفون ، وسلام على المرسلين ، والحمد لله رب العالمين.

اللهم صلى على محمد وآل محمد وعرفنا بركة هذا الشهر ويمنه ، وارزقنا خيره واصرف عنا شره ، واجعلنا فيه من الفائزين ، برحمتك يا أرحم الراحمين (١).

٢ ـ قل : روينا عن شيخنا المفيد رضوان الله عليه من كتاب حدائق الرياض عند ذكر شهر ربيع الاول ما هذا لفظه أول يوم منه هاجر النبي من مكة إلى المدينة سنة ثلاث عشرة من مبعثه صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وكان ذلك يوم الخميس يستحب صيامه لما أظهر الله فيه من أمر نبيه ونجاه من عدوه.

أقول : ويحسن أن يصلي صلاة الشكر التي نذكرها في كتاب السعادات بالعبادات التي ليس لها أوقات معينات ، ويدعو بدعائها فانه يوم عظيم السعادات. وقال جدي في المصباح : إن هجرته صلى‌الله‌عليه‌وآله كانت ليلة الخميس أول شهر ربيع الاول والظاهر أن توجهه من مكة إلى الغار كان ليلا ، ولم يكن بالنهار.

وقال المفيد في التواريخ الشرعية : أن الهجرة كانت ليلة الخميس أول ربيع الاول ، ولعل ناسخ كتاب الحدائق غلط في ذكره اليوم عوض الليلة ، أو قد حذف الليلة كما قال الله تعالى « واسئل القرية » أهل القرية (٢) :

__________________

(١) كتاب الاقبال ص ٥٩٦.

(٢) كتاب الاقبال ص ٥٩٢ مع تفاوت وتلخيص.

٣٥٠

١٣

* ( باب ) *

* « ( فضل اليوم التاسع من شهر ربيع الاول وأعماله ) » *

أقول : قد أوردنا شطرا مما يتعلق بهذا الباب في أحوال الخلفاء الثلاث وغيرها.

١ ـ قال السيد ابن طاوس ـ ره ـ في كتاب زوايد الفوائد : روى ابن أبي العلاء الهمداني الواسطي ويحيي بن محمد بن حويج البغدادي قالا : تنازعنا في ابن الخطاب واشتبه علينا أمره ، فقصدنا جميعا أحمد بن إسحاق القمي صاحب أبي الحسن العسكري عليه‌السلام بمدينة قم ، فقرعنا عليه الباب فخرجت علينا صبية عراقية فسئلناها عنه ، فقالت : هو مشغول بعيده ، فانه يوم عيد ، فقلت : سبحان الله إنما الاعياد أربعة للشيعة : الفطر ، والاضحى ، والغدير ، والجمعة ، قالت : فان أحمد ابن إسحاق يروي عن سيده أبي الحسن علي بن محمد العسكري عليه‌السلام أن هذا اليوم يوم عيد ، وهو أفضل الاعياد عند أهل البيت عليهم‌السلام وعند مواليهم ، قلنا فاستأذني عليه وعرفيه مكاننا قالا : فدخلت عليه فعرفته فخرج علينا وهو مستور بمئزر يفوح مسكا ، وهو يمسح وجهه ، فأنكرنا ذلك عليه. فقال : لا عليكما فاني اغتسلت للعيد قلنا أولا : هذا يوم عيد؟ قال : نعم وكان يوم التاسع من شهر ربيع الاول ، قالا فأدخلنا داره وأجلسنا.

ثم قال : إني قصدت مولاي أبي الحسن عليه‌السلام كما قصدتماني بسر من رأى فاستأذنت عليه فأذن لي ، فدخلت عليه‌السلام في مثل هذا اليوم ، وهو يوم التاسع من شهر ربيع الاول فرأيت سيدنا عليه وعلى آبائه السلام قد أوعز إلى كل واحد من خدمه أن يلبس ما يمكنهم من الثياب الجدد ، وكان بين يديه مجمرة يحرق العود فيها بنفسه فقلت له : بآبائنا وامهاتنا يا ابن رسول الله هل تجدد لاهل البيت في هذا اليوم فرح؟ فقال عليه‌السلام : وأي يوم أعظم حرمة عند أهل البيت من

٣٥١

هذا اليوم التاسع من شهر ربيع الاول.

ولقد حدثني أبي عليه‌السلام أن حذيفة بن اليمان دخل في مثل هذا اليوم على جدي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال حذيفة : رأيت أمير المؤمنين عليه‌السلام وولديه عليهما‌السلام يأكلون مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو يتبسم في وجوههم ، ويقول : لولديه الحسن والحسين عليهما‌السلام كلا هنيئا لكما بركة هذا اليوم وسعادته ، فانه اليوم الذي يهلك الله فيه عدوه وعدو جدكما ، وإنه اليوم الذي يقبل الله أعمال شيعتكما ومحبيكما ، واليوم الذي يصدق فيه قول الله جل جلاله « فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا » واليوم الذي نسف فيه فرعون أهل اليبت وظالمهم وغاصبهم حقهم ، واليوم الذي يقدم الله إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا.

قال حذيفة : فقلت : يا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وفي امتك وأصحابك من ينتهك هذه المحارم؟ قال : نعم يا حذيفة جبت من المنافقين يرتاس عليهم ، ويستعمل في امتي الرؤيا ، ويحمل على عاتقه درة الخزى ، ويصد الناس عن سبيل الله يحرف كتاب الله ويغير سنتي ويشتمل على إرث ولدي ، وينصب نفسه علما ، و يتطاول على إمامه من بعدى ، ويستخلب أموال الناس من غير حلها ، وينفقها في غير طاعة الله ، ويكذبني ويكذب أخي ووزيري ، ويحسد ابنتي عن حقها ، فتدعو الله عزوجل عليه فيستجيب دعاءها في مثل هذا اليوم.

قال حذيفة : فقلت : يا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فادع ربك ليهلكه في حياتك ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا حذيفة لا احب أن أجترئ على قضاء الله عزوجل لما قد سبق في علمه ، لكن سألت الله عزوجل أن يجعل لليوم الذي يهلكه فيه فضيلة على سائر الايام ، ليكون ذلك سنة يستن بها أحبائي ، وشيعة أهل بيتي ومحبيهم فأوحى الله إلى جل من قائل يا محمد إنه كان في سابق علمى أن تسمك وأهل بيتك محن الدنيا وبلاؤها ، وظلم المنافقين والغاصبين من عبادي ، ومن نصحت لهم و خانوك ، ومحضت لهم وغشؤك ، وصافيتهم وكشحوك ، وأرضيتهم وكذبوك ، وجنتهم وأسلموك ، فانى بحولي وقوتي وسلطاني لافتحن على من يغصب بعدك عليا

٣٥٢

وصيك حقا ألف باب من النيران من أسف الفيلوق ولاصلينه وأصحابه قعرا يشرف عليه إبليس آدم فيلعنه ، ولاجعلن ذلك المنافق عبرة في القيامة كفرا عنة الانبياء وأعداء الدين في المحشر ، ولاحشرنهم وأولياءهم وجميع الظلمة والمنافقين إلى جهنم رزقا كالحين ، أذلة حياري نادمين ، ولاضلنهم فيها أبدالابدين.

يا محمد إن مرافقك ووصيك في منزلتك يمسه البلوى ، من فرعونه وغاصبه الذي يجترئ ويبدل كلامي ويشرك بى ويصد الناس عن سبيلي وينصب من نفسه عجلا لامتك ويكفر بي في عرشي إني قد أمرت ملائكتي في سبع سمواتى وشيعتك ومحبيك أن يعيدوا في اليوم الذي أهلكته فيه ، وأمرتهم أن ينصبوا كرسي كرامتي بازاء البيت المعمور ويثنوا على ويستغفرون لشيعتك ولمحبيك من ولد آدم يا محمد وأمرت الكرام الكاتبين أن يرفعوا القلم عن الخلق في ذلك اليوم ، ولا يكتبون شيئا من خطاياهم كرامة لك ولوصيك.

يا محمد إني قد جعلت ذلك اليوم يوم عيد لك ولاهل بيتك ، ولمن يتبعهم من المؤمنين وشيعتهم ، وآليت على نفسي بعزتي وجلالي وعلوي في مكاني لاحبون من يعيد في ذلك اليوم محتسبا في ثواب الحافين ولاشفعنه في ذوى رحمه ولازيدن في ماله إن وسع على نفسه وعياله ولاعتقن من النار في كل حول في مثل ذلك اليوم آلافا من شيعتكم ومحبيكم ومواليكم ، ولاجعلن سعيهم مشكورا وذنبهم مغفورا ، وعملهم مقبولا.

قال حذيفة : ثم قام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فدخل بيت ام سلمة رضي الله عنها ورجعت عنه وأنا غير شاك في أمر الثاني حتى رأيت بعد وفاة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأتيح الشر وعاود الكفر ، وارتد عن الدين ، وشمر للملك ، وحرف القرآن ، وأحرق بيت الوحي ، وابتدع السنن وغيرها وغير الملة ونقل السنة ، ورد شهادة أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وكذب فاطمة بنت رسول الله ، واغتصب فدك منها وأرضى اليهود والنصارى والمجوس ، وأسخط قرة عين المصطفى ولم يرضها ، وغير السنن كلها ، ودبر على قتل أمير المؤمنين عليه‌السلام وأظهر الجور ، وحرم ما حلله الله و

٣٥٣

حلل ما حرم الله وأبقى الناس أن يحتذوا النقد من جلود الابل ، ولطم وجه الزكية عليهما‌السلام ، وصعد منبر رسول الله صلى الله عيله وآله ظلما وعدوانا وافترى على أمير المؤمنين وعانده وسفه رأيه قال حذيفة : فاستجاب الله دعوة مولاي عليه أفضل الصلاة و ـ السلام على ذلك المنافق ، وجرى كما جرى قتله على يد قاتله رحمة الله على قاتله.

قال حذيفة : فدخلت على أمير المؤمنين عليه‌السلام لما قتل ذلك المنافق لاهنئه بقتله ومصيره إلى ذلك الخزي والانتقام ، فقال أمير المؤمنين عليه‌السلام : يا حذيفة تذكر اليوم الذي دخلت فيه على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأنا وسبطاه نأكل معه؟ فدللت على فضل هذا اليوم ، دخلت فيه عليه؟ فقلت : نعم يا أخا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال عليه‌السلام هو والله هذا اليوم الذي أقر الله تبارك وتعالى فيه عيون أولاد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وإني لاعرف لهذا اليوم اثنين وسبعين اسما.

قال حذيفة : فقلت : يا أمير المؤمنين عليه‌السلام إني أحب أن تسمعني أسماء هذا اليوم التاسع من شهر ربيع الاول ، فقال عليه‌السلام : يا حذيفة هذا يوم الاستراحة ، و يوم تنفيس الهم والكرب ، والغدير الثاني ، ويوم تحطيط الاوزار ، ويوم الحبوة ويوم رفع القلم ، ويوم الهدى ، ويوم العقيقة ، ويوم البركة ، ويوم الثارات وعيدالله الاكبر ، يوم يستجاب فيه الدعوات ، ويوم الموقف الاعظم ، ويوم التولية ويوم الشرط ، ويوم نزع الاسوار ، ويوم ندامة الظالمين ، ويوم انكسار الشيعة ويوم نفي الهموم ، ويوم الفتح ، ويوم العرض ، ويوم القدرة ، ويوم التصفيح ، و يوم فرح الشيعة ، ويوم التروية ، ويوم الانابة ، ويوم الزكوة العظمى ، ويوم الفطر الثانى ، ويوم سبيل الله تعالى ، ويوم التجرع بالريق ، ويوم الرضا ، وعيد أهل البيت عليهم‌السلام ، ويوم ظفرت به بنو إسرائيل ، ويوم قبل الله أعمال الشيعة ، و يوم تقديم الصدقه ، ويوم طلب الزيادة ، ويوم قتل المنافق ، ويوم الوقت المعلوم ويوم سرور أهل البيت عليهم‌السلام ويوم المشهود ، ويوم يعض الظالم على يديه ، ويوم هدم الضلالة ، ويوم النيلة ، ويوم الشهادة ، ويوم التجاوز عن المؤمنين ، ويوم المستطاب ، ويوم ذهاب سلطان المنافق ، ويوم التسديد ، ويوم يستريح فيه المؤمنون

٣٥٤

ويوم المباهلة ، ويوم المفاخرة ، ويوم قبول الاعمال ، ويوم النحيل ، ويوم النحيلة ، ويوم الشكر ، يوم نصرة المظلوم ، ويوم الزيارة ، ويوم التودد ، و يوم النجيب ويوم الوصول ، ويوم البركة ، ويو كشف البدع ، ويوم الزهد في الكبائر ، ويوم المنادي ، ويوم الموعظة ، ويوم العبادة ، ويوم الاسلام.

قال حذيفة : فقمت من عند أمير المؤمنين عليه‌السلام وقلت في نفسي : لو لم أدرك من أفعال الخير ما أرجو به الثواب إلا حب هذا اليوم ، لكان مناي.

قال محمد بن أبي العلا الهمداني ويحيى بن جريح : فقام كل واحد منا تقبل رأس أحمد بن إسحاق وقلنا : الحمد لله الذي ما قبضنا حتى شرفنا بفضل هذا اليوم المبارك ، انصرفنا من عنده ، وعيدنا فيه ، فهو عيد الشيعة تم الخبر والحمد لله وحده ، وصلى الله على محمد وآله وسلم من خط محمد بن علي بن محمد ابن طي ره. ووجدنا فيما تصفحنا من الكتب عدة روايات موافقه لها ، فاعتمدنا عليها فينبغي تعظيم هذا اليوم المشار إليه وإظهار السرور فيه ملطلقا لسر يكون في ـ مطاويه على الوجه الذي ظهر احتياطا للروايات فيستحب أن يسمى ذلك اليوم يوم العيد مجازا.

٢ ـ قل : يوم التاسع من ربيع الاول اعلم أن هذا اليوم وجدنا فيه رواية عظيمة الشأن ووجدنا جماعة من العجم الاخوان يعظمون السرور فيه ، يذكرون أنه يوم هلاك بعض من كان يهون بالله جل جلاله ورسوله صلوات الله عليه ويعاديه ولم أجد فيما تصحفت من الكتب إلى الان موافقة أعتمد عليها للرواية التي رويناها ابن بابويه تغمده الله بالرضوان فان أراد أحد تعظيمه مطلقا لسر يكون في مطاويه عن غير الوجه الذي ظهر فيه احتياطا للرواية فكذا عادة ذوي الرعاية.

أقول : وإنما قد ذكرت في كتاب التعريف للمولد الشريف عن الشيخ الثقة محمد بن جرير بن رستم الطبري الامامي في كتاب الدلائل في الامامة أن وفاة مولانا الحسن العسكري صلوات الله عليه كانت لثمان ليال خلون من شهر ربيع الاول وكذلك ذكر محمد بن يعقوب الكليني ره في كتاب الحجة ، وكذلك قال محمد بن

٣٥٥

هارون التلعكبري ، وكذلك ذكر حسين بن حمدان بن الخطيب ، وكذلك ذكر الشيخ المفيد في كتاب الارشاد ، وكذلك قال المفيد أيضا في كتاب مولد النبي و الاوصياء ، وكذلك ذكر أبوجعفر الطوسي في كتاب تهذيب الاحكام ، وكذلك قال حسين بن خزيمة ، وكذلك قال نصر بن علي الجهضمي في كتاب المواليد وكذلك الخشاب في كتاب المواليد أيضا ، وكذلك قال ابن شهر آشوب في كتاب المواليد.

فاذا كانت وفاة مولانا الحسن العسكري عليه‌السلام كما ذكر هؤلاء لثمان خلون من ربيع الاول ، فيكون ابتداء ولاية المهدي عليه‌السلام على الامة يوم تاسع ربيع الاول فلعل تعظيم هذا اليوم وهو يوم تاسع ربيع الاول لهذا الوقت المفضل والعناية لمولى المعظم المكمل.

فصل : أقول : وإن كان يمكن أن يكون تأويل ما رواه أبوجعفر ابن بابويه في أن قتل من ذكر كان يوم تاسع ربيع الاول لعل معناه أن السبب الذي اقتضى عزم القاتل على قتل من قتل كان ذلك السبب يوم تاسع ربيع الاول فيكون اليوم الذي فيه سبب القتل أصل القتل ، ويمكن أن يسمى مجازا بالقتل ويمكن أن يتأول بتأويل آخر ، هو أن يكون توجه القاتل من بلده إلى البلد الذي وقع القتل فيه يوم تاسع ربيع الاول ، أو يوم وصول القاتل إلى المدينة التي وقع فيها القتل كان يوم ساع ربيع الاول وأما تأويل من تأويل أن الخبر بالقتل وصل إلى بلد أبي جعفر ابن بابويه يوم تاسع ربيع الاول ، فلانه لا يصح لان الحديث الذي رواه ابن بابويه عن الصادق عليه‌السلام ضمن أن القتل كان في يوم تاسع ربيع الاول فكيف يصح تأويل أنه يوم بلغ الخبر إليهم (١).

__________________

(١) كتاب الاقبال : ٥٩٧ ـ ٥٩٨.

٣٥٦

١٤

* ( باب ) *

* « ( أعمال بقية أيام هذا الشهر ولياليها سوى ما تقدم ) » *

* « ( ويأتي في الابواب ) » *

أقول :

١ ـ قل : باسنادنا إلى المفيد ره قال في حدائق الرياض عند ذكر ربيع الاول : اليوم العاشر منه تزوج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله خديجه بنت خويلد ام المؤمنين رضي الله عنها ولها أربعون سنة وله عليه‌السلام خمس وعشرون سنة ، ويستحب صيامه شكرا لله تعالى على توفيقه بين رسوله والصالحة الرضية التقية ، وقال : في اليوم الثاني عشر منه كان قدوم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله المدينة مع زوال الشمس وفي مثله سنة اثنتين وثمانين من الهجرة كان انقضاء دولة بني مروان ، فيستحب صومه شكرا لله تعالى على ما أهلك من أعداء رسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

أقول : لان فيه بويع السفاح أول خلفاء الدولة الهاشمية أما قتل مروان وزوال دولة بني امية بالكلية ، فانه كان يوم سابع عشر من ذي الحجة كما تقدم (١).

٢ ـ قل : قد روينا في كتاب التعريف للمولد الشريف عدة مقالات أن اليوم الثاني عشر من ربيع الاول كانت ولادة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فصومه مهم احتياطا للعبادة بما يبلغ الجهد إليه ، ووجدنا في كتب أصحابنا من العجم : يستحب أن تصلي فيه ركعتين في الاولى الحمد مرة وقل يا أيها الكافرون ثلاثا وفي الثانية الحمد مرة و قل هو الله أحد ثلاثا (٢).

٣ ـ قل : ذكر شيخنا المفيد أن في اليوم الرابع عشر من ربيع الاول سنة أربع وستين كان هلاك الملحد الملعون يزيد ين معاويه لعنه الله.

أقول : فهو حقيق بالصيام شكرا عليه (٣).

__________________

(١ و ٢) كتاب الاقبال : ٥٩٩.

(٣) كتاب الاقبال : ٦٠١.

٣٥٧

١٥

* « ( باب ) » *

* « ( أعمال خصوص يوم مولد النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله ) » *

* « ( وهو على المشهور اليوم السابع عشر من هذا ) » *

* « ( الشهر وما يتعلق بذلك ) » *

أقول : قد أوردنا أخبار هذا الباب وأعماله في كتاب أحوال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وكتاب الطهارة والصلاة والصوم والمزار وغيرها.

١ ـ قل : وجدت في كتاب شفاء الصدور تأليف أبى بكر النقاش اسري بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في ليلة سبع عشر من ربيع الاول قبل الهجرة بسنة ، فان صح ما ذكره فينبغي تعظيمها ومراعات حقوقها (١).

٢ ـ قل : اعلم أننا ذكرنا في كتاب التعريف للمولد الشريف [ ما عرفناه من اختلاف أعيان الامامية في وقت هذه الولادة المعظمة النبوية ، وقلنا : إن الذين أدركناهم من العلماء كان عملهم على أن ولادته المقدسة صلوات الله عليه وعلى الحافظين لامره ـ أشرقت أنوارها يوم الجمعة السابع عشر من شهر ربيع الاول في عام الفيل عند طلوع فجره ، وأن صومه يعدل عند الله جل جلاله صيام سنة.

هكذا وجدت في بعض الروايات أن صومه يعدل هذا المقدار من الاوقات فان كان هذا الحديث ناشيا عن نقل عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله فربما يكون له تأويل يعتمد عليه ، وإلا فالعقل والنقل يقتضيان أن يكون فضل صوم هذا اليوم العظيم المشار إليه على قدر تعظيم الله جل جلاله لهذا اليوم المقدس وفوائد المولود فيه صلوات الله وسلامه عليه ، إلا أن يكون معنى قولهم عليهم‌السلام : « يعدل عند الله جل جلاله صيام سنة » فيكون تلك السنة لها من الوصف والفضل ما لم يبلغ سائر السنين إليه.

__________________

(١) كتاب الاقبال : ٦٠١.

٣٥٨

فهذا تأويل محتمل ما يمنع العقل من الاعتماد عليه ، وسوف نذكر من كلام شيوخنا في وظائف اليوم السابع عشر ما ذكره شيخنا المفيد رضوان الله عليه فقال في كتاب حدائق الرياض وزهرة المرتاض ونور المسترشد ما هذا لفظه :

السابع عشر منه مولد سيدنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عند طلوع الفجر من يوم الجمعة عام الفيل ، وهو يوم شريف عظيم البركة ، ولم تزل الشيعة على قديم الاوقات تعظمه وتعرف حقه وترعى حرمته وتتطوع بصيامه ، وقد روي من أئمة الهدى من آل محمد عليهم‌السلام أنهم قالوا : « من صام يوم السابع عشر من ربيع الاول وهو يوم مولد سيدنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كتب له صيام سنة » ويستحب فيه الصدقة والالمام بمشاهد الائمة عليهم‌السلام والتطوع بالخيرات وإدخال السرور على أهل الايمان.

وقال شيخنا المفيد في كتاب التواريخ الشرعية نحو هذه الالفاظ والمعاني المرضية.

أقول : إن الذي ذكره شيخنا المفيد على سبيل الجملة دون التفضيل ، و الذي أقوله أنه ينبغي أن يكون تعظيم هذا اليوم الجميل على قدر تعظيم الرسول الجليل ، المقدم على كل موجود من الخلائق المكمل في السوابق والطرائق فمهما عملت فيه من الخيرات ، وعرفت فيه من المبرات والمسرات ، فالامر أعظم منه ، وهيهات أن تعرف قدر هذا اليوم ، وإن الظاهر العجز منه (١) ].

٣ ـ قل : وجدنا في كتاب الاعمال الصالحات أنه يصلي عند ارتفاع نهار يوم السابع عشر من ربيع الاول ركعتين يقرء في كل ركعة منهما الفاتحة مرة وإنا أنزلناه ، عشر مرات ، والاخلاص ، عشر مرات ، ثم تجلس في مصلاك وتقول :

اللهم أنت حي لا تموت ، وخالق لا تغلب ، وبدئ لا تنفد ، وقريب لا تبعد ، وقادر لا تضاد ، وغافر لا تظلم ، وصمد لا تطعم ، وقيوم لا تنام ، وعالم لا تعلم ، وقوي لا تضعف ، وعظيم لا توصف ، ووفي لا تخلف ، وغني لا تفتقر

__________________

(١) كتاب الاقبال : ٦٠٣ ـ ٦٠٤ وما بين العلامتين كان محله بياضا.

٣٥٩

وحكيم لا تجور ، ومنيع لا تقهر ، ومعروف لا تنكر ، ووكيل لا تخفى ، وغالب لا تغلب ، وفرد لا تستشير ، ووهاب لا تمل ، وسريع لا تذهل ، وجواد لا تبخل وعزيز لا تذل ، وحافظ لا تغفل ، وقائم لا تزول ، ومحتجب لا ترى ، ودائم لا تفنى ، وباق لا تبلى ، وواحد لا تشتبه ، ومقتدر لا تنازع.

اللهم إني أسألك بعلم الغيب عندك ، وقدرتك على الخلق أجمعين ، أن تحييني ما علمت الحياة خيرا لي ، وأن تتوفاني إذا كانت الوفاة خيرا لي ، وأسئلك الخشية في الغيب والشهادة ، وأسئلك اللهم كلمة الحق في الغضب والرضا وأسئلك نعيما لا ينفد ، وأسئلك الرضا بعد القضاء ، وأسئلك برد العيش بعد الموت ، وأسئلك لذة النظر إلى وجهك الكريم آمين رب العالمين. اللهم إنى أسئلك بمنك الكريم وفضلك العظيم أن تغفر لي وترحمني يا لطيف ، الطف لى في كل ما تحب وترضى.

اللهم إني أسئلك فعل الخيرات ، وترك المنكرات ، وحب المساكين ، و مخالطة الصالحين ، وأن تغفرلي وترحمني ، وإذا أردت بقوم فتنة فيتقيني غير مفتون وأسألك حبك وحب من يحبك ، وحب كل عمل يقربني إلى حبك.

اللهم بحق محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله حبيبك ، وبحق إبراهيم خليك وصفيك ، وبحق موسى كليمك ، وبحق عيسى روحك ، وأسئلك بصحف إبراهيم وتوراة موسى و إنجيل عيسى وزبور داود وفرقان محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأسئلك بكل وحي أوحيته ، وبحق كل قضاء قضيته ، وبكل سائل أعطيته ، وأسألك بكل اسم أنزلته في كتابك ، و أسألك بأسمائك التي وضعتها على النار [ فاستنارت ، وأسئلك بأسمائك التي وضعتها على الليل فأظلم ، وأسئلك بأسمائك التي وضعتها على النهار ] فأضاء ، وأسألك بأسمائك التى وضعتها على الارض فاستقرت.

وأسئلك باسمك الاحد الصمد الذي لمأ أركان كل شئ ، وأسئلك باسمك الطهر الطاهر المبارك الحي القيوم ، لا إله إلا هو الرحمان الرحيم ، وأسئلك بمعاقد العز من عرشك ، ومبلغ الرحمة من كتابك ، وبأسمائك العظام ، وجدك الاعلى ، وكلماتك التامات ، أن ترزقنا حفظ القرآن ، والعمل به والطاعة لك ، و

٣٦٠