بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٣١
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

إليك باذنك ، سيد المرسلين ، وخاتم النبيين ، وإمام المتقين ، ومولى المؤمنين وولي المرسلين ، وقائد الغر المحجلين ، كما هديتنا به من الضلالة ، وأنرت لنا به من الظلمة ، واستنقذنا به من الهلكة ، فاجزه عنا أفضل ما جزيت نبيا عن امته ورسولا عمن أرسلته إليه ، واجعلنا ندين بدينه ، نهتدي بهداه ، ونوالي وليه ونعادي عدوه ، وتوفنا على ملته ، واجعلنا في شفاعته ، واحشرنا في زمرته ، غير خزايا ولا نادمين ، ولا ناكثين ولا مبدلين ، آمين رب العالمين.

الله وصل على محمد وعلى أهل بيته الذين أذهبت عنهم الرجس وطهرتهم تطهيرا ، اللهم صل على محمد وعلى أهل بيته ، الذين أمرت بطاعتهم ، وأوجبت حقهم ومودتهم ، اللهم صل على محمد وعلى أهل بيته ، الذين ألهمتهم علمك ، واستحفظتهم كتابك ، فانهم معدن كلماتك ، وخزان علمك ، ودعائم دينك ، والقوام بأمرك صلاة كثيرة طيبة مباركة تامة زاكية نامية وأبلغ أرواحهم وأجسادهم مني في هذه الساعة وفي كل ساعة تحية كثيرة وسلاما.

اللهم صل على محمد عبدك ورسولك وعلى إبراهيم خليلك وعلى ملائكتك المقربين ، واولى العزم من المرسلين ، والاولياء المنتجبين ، والائمة الراشدين المهدبين ، أولهم وآخرهم ، واخصص خواص أهل صفوتك ، الذين اجتبيت لرسالاتك وحملت الامانة فيما بينك وبين خلقك ، بتفاضل درجات أهل صفوتك وزدهم إلى كل كرامة كرامة ، وإلى كفضيلة فضيلة ، وإلى كل خاصه خاصة ، وعلى جميع ملائكتك ، وأنبيائك ورسلك وأهل طاعتك ، وصل بيني وبينهم في اتصال موالاتك.

اللهم سلم على جميع أنبيائك ورسلك واخصص محمدا من ذلك بأشرف ، و سلم على جميع ملائكتك واخصص جبرئيل وميكائيل وإسرافيل من ذلك بأفضله وسلم على عبادك الصالحين واخصص أولياءك من ذلك بأدومه ، وبارك عليهم جميعا وعلى أهلي وولدي ووالدي وما ولدا آمين رب العالمين.

اللهم إن ذنوبي أكثر من أن تحصى ، وحوائجي أكثر من أن تسمى ، اللهم ولي إلى عفوك ومعروفك ومغفرتك ورحمتك ورضوانك وعافيتك وعصمتك و

٢٨١

حسن إجابتك أعظم الفاقة ، وأشد الحاجة ، اللهم لا أجد في ذك كله إليك شافعا ولا مقربا أوجه في نفسي رجاء فيما قصدت إليك به ، من تحميدك وتسبيحك و تهليلك وتكبيرك وتمجيدك ، وتعظيم ذكرك ، وتفخيم شأنك ، والصلاة على ملائكتك وأنبيائك ورسلك وأهل طاعتك والتقرب إليك بنبيك محمد نبي الرحمة وبأهل بيته الاوصياء المرضيين صلواتك وبركاتك ورحمتك عليه وعليهم ، يا محمد يا رسول الله بأبي أنت وامي إني أتقرب بك إلى الله ربك وربي ليغفر لي ذنوبي ويقضي لي بك حوائجي فكن لي شفيعا عند ربك وربي فنعم المسؤل ربي ، ونعم الشفيع أنت يا محمد ، اللهم إني أتقرب إليك بمحمد وآل محمد الذين أذهبت عنهم الرجس وطهرتهم تطهيرا.

اللهم اجعل صلوتك وبركاتك ورحمتك عليه وعليهم واجعلني به وبهم وجيها في الدنيا والاخرة ومن المقربين ، واجعل صلاتي بهم مقبولة ، ودعائي بهم مستجابا ، وذنبي بهم مغفورا ، ورزقي بهم مبسوطا ، وانظر إلي في مقامي هذا نظرة رحيمة أستكمل بها الكرامة عندك ، ولا تصرفه عني أبدا برحمتك يا أرحم الراحمين.

اللهم إني أسئلك يا الله يا رحمان يا رحيم ، يا واحد يا ماجد يا أحد يا صمد يا حي يا قيوم يا قائم يا دائم يا عالم يا ملك يا قدوس يا سلام يا مؤمن يا مهيمن يا عزيز يا جبار يا متكبر يا خالق يا بارئ يا مصور يا علي يا عظيم يا حليم يا كريم يا حكيم يا عليم يا خبير يا كبير يا متعالي يا ولى يا أول يا آخر يا ظاهر يا باطن يا حق يا مبين يا سميع يا بصير يا قريب يا مجيب يا حميد يا مجيد يا قادر يا قاهر يامليك يا مقتدر يا غني يا كريم يا عفو يا غفور يا غفار يا غافر يا قابل يا تواب يا وهاب يا واسع يا رفيع يا رازق يا منير يا شهيد يا حفيظ يا فالق يا فاطر يا بديع يا نور يا شاكر يا ولي يا مولى يا نصير يا الله يا مستعان يا خلاق يا لطيف يا شكور يا قدوس يا سريع يا شديد يا محيط يا رب يا قوي يا رؤف يا ودود يا فعال لما يريد.

اللهم يا علام يا رقيب يا مغيث يا حبيب يا وكيل يا هادي يامبدئ يا معيد يا من

٢٨٢

في السماء ، يا ذا العرش ، يا ذا الفضل ، يا ذا الطول ، يا ذا المعارج ، يا ذا الجلال والاكرام ، يا ذا التقوى ، يا أهل المغفرة ، يا جاعل يا ناشر يا باعث يا كافي يا خفي يا مولج يا مخرج يا معطي يا قابض يا مجيب الدعوات ، أسألك يا الله الذي لا إله إلا أنت عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون هو الله الخالق البارئ المصور له الاسماء الحسنى يسبح له ما في السموات و الارض وهو العزيز الحكيم.

وتقول : قل هو الله أحد * الله الصمد * لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد * ويا الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السموات وما في الارض من ذا الذي يشفع عنده إلا باذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشئ من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السموات والارض ولا يؤده حفظهما وهو العلي العظيم ، وأسئلك بأسمائك كلها ، يا الله يا رحمن ، وبكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك ، وبكل اسم هو لك علمته أحدا من خلقك أولم تعلمه إياه ، وأسئلك بعزتك وقدرتك ونورك وجميع ما أحاط به علمك ، وجميع ما أحطت به على خلقك ، وأسألك بجمعك وأركانك كلها ، و بحق رسولك صلى‌الله‌عليه‌وآله وبحق أوليائك وبحقك عليهم وباسمك الاكبر وباسمك الاعظم الاعظم الاعظم الذي من دعاك به كان حقا عليك أن لا ترده وأن تعطيه ما سألك أن تصلي على محمد وآل محمد ، وأن تغفر لي جميع ذنوبي وجميع علمك في ولا تدع لى في مقامي هذا ذنبا إلا غفرته ، ولا وزرا إلا حططته ، ولا خطيئة إلا كفرتها ، ولا سيئة إلا محوتها ، ولا حسنة إلا أثبتها ، ولا شحا إلا سترته ، ولا عيبا إلا أصلحته ، ولا شينا إلا زينته ، ولا سقما إلا شفيته ، ولا فقرا إلا أغنيته ، ولا فاقة إلا سددتها ، ولا دينا إلا قضيته ، ولا أمانة إلا أديتها ، ولا هما إلا فرجته ولا غما إلا كشفته ، ولا كربة إلا نفستها ، ولا بلية إلا صرفتها ، ولا عدوا إلا أبدته ولا مؤنة إلا كفيتها ، ولا حاجة من حوائج الدنيا والاخرة إلا قضيتها على أفضل

٢٨٣

أملي ورجائي فيك ، وامنن علي بذلك يا أرحم الراحمين ، اللهم إني عبدك ، ناصيتي بيدك ، وأجلى بعلمك ، أسئلك أن تصلي على محمد وآل محمد ، وأن توفقني لما يرضيك عني ، وفك رقبتي من النار ، وأوسع على من الرزق الحلال الطيب ، وادرء عني شر فسقة العرب والعجم ، وشر فسقة الجن والانس ، اللهم صل على محمد وآل محمد ، ولا تمكر بي ولا تخدعني ، ولا تستدرجني.

اللهم هذا مقام العائذبك ، البائس الفقير الخائف المستجير المشفق ، ومقام من يبوء بخطيئته ، ويعترف بذنبه ، ويتوب إلى ربه ، عصيتك إلهى بلساني ، ولو تشاء وعزتك لاخرستني ، وعصيتك ببصرى ولو تشاء وعزتك لاكمهتني ، وعصيتك بسمعي ولو تشاء وعزتك لاصممتني وعصيتك برجلي ولو تشاء وعزتك لجذمتني ، وعصيتك إلهى بجميع جوارحي التي أنعمت بها على ولم يكن ذلك جزاءك مني في حسن صنيعك إلى وجميل بلائك عندي ، اللهم ما عملت من عمل عمدا أو خطا سرا أو علانية مما خانه سمعي أو عاينه بصري أو نطق به لساني أو نقلت إليه قدمي أو بطشته بيدي أو باشرته بجلدي أو جعلته في بطني أو كسوته ظهري أو هويته بنفسي أو شربته قلبي فيما هو لك معصية وعلى من فعله وزر ، ومن كل فاحشة أو ذنب أو خطيئة عملتها في سواد ليل أو بياض نهار في خلاء أو ملاء علمته أو لم أعلمه ذكرته أو نسيته عصيتك فيه طرفة عين في حل أو رحم أو قصدت فيه مذيوم خلقتني إلى أن وقفت موقفي هذا فاننى أستغفرك له وأتوب إليك منه وأسئلك يا الله يا الله يا رب يارب ـ تقول ذلك عشر مرات ـ بحقك على نفسك وبحق محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وآل محمد عليك وبحق أهل الحق عليك ، وبحقك عليهم وبالكلمات التي تلقاك بها آدم فتبت عليه أن تصلى على محمد وآل محمد ، وأنت تتوب علي في مقامي هذا وأن تعطيني خير الدنيا والاخرة توبة لا تسخط على بعدها أبدا ، وأن تغفر لي مغفرة لا تعذبني بعدها أبدا ، وأن تعافيني معافاة لا تبتليني بعدها أبدا ، وأن ترزقني فيه يقينا لا أشك بعده أبدا ، وأن تكرمني فيه كرامة لا تهينني بعدها أبدا ، وأن تعزني فيه عزا لا ذل بعده أبدا ، وأن ترفعني فيه رفعة لا تضعني بعدها أبدا ، وأن ترزقني فيه رزقا واسعا حلالا طيبا كثيرا نافعا للاخرة والدنيا من حيث أرجو

٢٨٤

ومن حيث لا أرجو ، ومن حيث أحتسب ومن حيث لا أحتسب ، لا تعذبني عليه ، ولا تفقرني بعده أبدا ، وأن تهب فيه صلاحا لقلبي ، وصلاحا لديني ، وصلاحا لاهلي وصلاحا لولدي ، وصلاحا لما خولتني ، ورزقتني ، وأنعمت به على من قليل أو كثير ومغفرة لذنوبي وعافية من كل بلاء يا أرحم الراحمين.

ثم تقول سبعين مرة : أستغفر الله ، وسبعين مرة أتوب إلى الله ، وسبعين مرة أسئل الله الجنة ، وسبعين مرة أعوذ بالله من النار ثم تقول وأنت رافع رأسك إلى السماء :

اللهم حاجتي إليك التي إن أعطيتنيها لم يضرني شئ ، وإن منعتنيها لم ينفعني شئ : فكاك رقبتي من النار ، وأوسع على من رزقك الحلال ، وادرء عني شر فسقة العرب والعجم ، واكفني مؤنة الدنيا الاخرة ، واكفني مؤنة الشيطان ومؤنة السلطان ومؤنة الناس ، ومؤنة عيالي فانك ولي ذلك مني ومنهم في يسر وعافية.

اللهم صل على محمد وآل محمد ، واجعلني ممن رضيت عنه وأطلت عمره ، و أحييته بعد الموت حياة طيبة ، اللهم لك الحمد كما أقول وفوق ما أقول ، وفوق ما يقول القائلون ، اللهم لك صلاتي وديني وميحاي ومماتي وبك قوامي وبك حولي وقوتي ، اللهم إني أعوذ بك من الفقر ومن وسواس الصدر ، ومن شتات الامر ومن عذاب النار ومن عذاب القبر ، اللهم إني أسئلك أن تصلي على محمد وآل محمد ، وأسئلك خير الرياح ، وأعوذبك من شر ما تجريه الرياح ، وأسئلك خير الليل وخير النهار ، اللهم صل على محمد وآل محمد ، واجعل لي في قلبي نورا وفي بصري نورا وفي لحمي ودمي وعظامي وعروقي ومفاصلي ومقعدي ومقامي ومدخلي ومخرجي نورا ، وأعظم لي يا رب نورا يوم ألقاك إنك على كل شئ قدير.

اللهم من تهيأ وتعبأ وأعد واستعد لوفادة إلى مخلوق رجاء رفده وطلب نائله وجائزته ، فاليك أي سيدي كان اليوم تهيئتي وتعبيتي وإعدادي واستعدادي رجاء عفوك ورجاء رفدك وطلب فضلك وجائزتك ، فصل على محمد وآل محمد ولا تخيبني في ذلك اليوم وفي كل يوم أبدا ما أبقيتني من رجائي ، يا من لا يخيب عليه سائل ، ولا ينقصه نائل ، فاني لم آتك اليوم ثقة منى بعمل صالح قدمته ، ولا شفاعة

٢٨٥

مخلوق رجوته إلا شفاعة محمد وآل محمد ، صلواتك وبركاتك عليه ورحمتك عليه وعليهم أتيتك مقرا بأن لا حجة لي ولا عذر لي ، أتيتك أرجو عظيم عفوك الذي عفوت به عن الخطائين ، فأنت الذي عفوت للخاطئين على عظيم جرمهم ، ولم يمنعك طول عكوفهم على عظيم الجرم ، أن عدت عليهم بالرحمة والمغفرة.

فيامن رحمته واسعة ، وفضله عظيم ، يا عظيم ياعظيم يا كريم صل على محمد وآل محمد وعد على برحتمك ، وتحنن على بمغفرتك ، وامنن على بعفوك وعافيتك ، وتفضل علي بفضلك وتوسع علي برزقك ، ليس يرد غضبك إلا حلمك ، ولا يرد سخطك إلا عفوك ، ولا يجير من عقابك إلا رحمتك ، ولا ينجي منك إلا التضرع إليك ، فصل على محمد وآل محمد وهب لي يا إلهي منك فرجا بالقدرة التي تحيي بها أموات العباد ، وبها تنشر ميت البلاد ، ولا تهلكني يا إلهي غما حتى تستجيب لي وتعرفني الاجابة في دعائي ، وأذقني طعم العافية إلى منتهى أجلي ، ولا تشمت بي عدوي ، ولا تمكنه من عنقي.

يا إلهي إن رفعتني فمن ذا الذي يضعني ، وإن وضعتني فمن ذا الذي يرفعني ، و إن أكرمتني فمن ذا الذي يهينني ، وإن أهنتني فمن ذا الذي يكرمني ، وأو من ذا الذي يرحمني إن عذبتني ، أو من ذا الذى يعذبني إن رحمتني ، وإن أهلكتني فمن ذا الذي يعرض لك في عبدك أو يسألك عن أمره ، وقد علمت يا إلهي أنه ليس في حكمك ظلم ولا جور ، ولا في عقوبتك عجلة ، إنما يعجل من يخاف الفوت ، وإنما يحتاج إلى الظلم الضعيف ، وقد تعاليت إلهى علوا كبير ، إلهي صل على محمد وآل محمد ولا تجعلني للبلاء غرضا ولا لنقمتك نصبا ، وأمهلني ونفسني وأقلني عثرتي ، وارحم تضرعي ، ولا تتبعني ببلاء في أثر بلاء ، فقد ترى ضعفي ، وقلة حيلتي ، وتضرعي إليك ، أعوذ بك من غضبك ، فصل على محمد وآل محمد ، وأعذني ، وأستجير بك من سخطك فأجرني ، واومن بك فآمني ، وأستهديك فاهدني ، وأسترحمك فارحمني وأستنصرك فانصرني ، وأستكفيك فاكفني وأسترزقك فارزقني ، وأستعين بك على الصبر فأعني ، وأستعصمك فيما بقى من عمري فاعصمني ، وأستغفرك لم سلف من

٢٨٦

ذنوبي فاغفرلي ، فاني لن أعود لشئ كرهت إن شئت ذلك يا رب.

فاذا قاربت غروب الشمس فقل : بسم الله وبالله وسبحان الله والحمدلله ولا إله إلا الله والله أكبر ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، سبحان الله آناء الليل وأطراف النهار ، سبحان الله بالغدو والاصال ، سبحان الله حين تمسون وحين تصبحون ، وله الحمد في السموات والارض وعشيا وحين تظهرون ، يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ويحيي الارض بعد موتها وكذلك تخرجون ، سبحان ربك رب العزة عما يصفون ، وسلام على المرسلين ، والحمدلله رب العالمين.

سبحان ذي الملك والملكوت ، سبحان ذي العزة والعظمة والجبروت ، سبحان الملك الحي الذي لا يموت ، سبحان القائم الدائم القديم ، سبحان الحي القيوم ، سبحان ربي الاعلى ، سبحانه وتعالى ، سبحان الله ، سبوحا قدوسا رب الملائكة والروح ، اللهم إني أمسيت منك في نعمة وعافية ، فصل على محمد وأهل بيته ، وأتمم على يا رب نعمتك وفضلك وعافيتك ، وارزقني شكرك.

اللهم بنورك اهتديت ، وبفضلك استغنيت ، وبنعمتك أصبحت وأمسيت ، اشهدك وكفى بك شهيدا واشهد ملائكتك وحملة عرشك وأنبيائك ورسلك وأهل سمواتك وأهل أرضك وجميع خلقك بأنك أنت الله وحدك لا شريك لك ، وأن محمدا عبدك و رسولك ، اللهم صل على محمد وآل محمد ، واكتب لي هذه الشهادة عندك حتى تلقنيها يوم القيامة ، وقد رضيت عني إنك على كل شئ قدير ، اللهم لك الحمد حمدا تضع لك السماء أكنافها ، ويسبح لك الارض ومن عليها ، اللهم لك الحمد حمدا يصعد أوله ، ولا ينفد آخره ، حمدا يزيد ولا يبيد ، حمدا سرمدا دائما لا انقطاع له ولا نفاد [ حمدا يصعد أوله ، ولا ينفد آخره ] ولك الحمد علي وفي ومعي وقبلي وبعدي وأمامي ولدي ، وإذا مت وفنيت وبقيت أنت يا مولاي ، ولك الحمد بجميع محامدك كلها على جميع نعمائك كلها ، ولك الحمد في كل عرق ساكن ، وكل أكلة وشربة ونفس وبطش ، وعلى كل موضع شعرة على كل حال.

٢٨٧

اللهم لك الحمد كله ولك الملك كله وبيدك الخير كله وإليك يرجع الامر كله ، علانيته وسره ، وأنت منتهى الشان كله ، اللهم لك الحمد على حلمك بعد علمك ، ولك الحمد على عفوك بعد قدرتك ، اللهم لك الحمد باعث الحمد ، ووارث الحمد ، وبديع الحمد ، وفي العهد صادق الوعد ، عزيز الجند قديم المجد ، رفيع الدرجات ، مجيب الدعوات ، منزل الايات ، من فوق سبع سماوات ، مخرجا من الظلمات إلى النور ومبدل السيئات حسنات ، وجاعل الحسنات درجات.

اللهم لك الحمد غافر الذنب ، وقابل التوب ، شديد العقاب ، ذي الطول لا إله إلا أنت إليك المصير ، اللهم لك الحمد في الليل إذا يغشى ، ولك الحمد في النهار إذا تجلى ، ولك الحمد في الاخرة والاولى ، ولك الحمد عدد كل ملك في السماء ، ولك الحمد عدد كل قطرة في البحار ، ولك الحمد عدد القطر و الشجر والحصى والنوى والثرى وجميع الانس والبهائم والطير والسباع والهوام ولك الحمد عدد ما في جوف الارض ، ولك الحمد عدد ما على وجه الارض ، ولك الحمد على ما أحصى كتابك وأحاط به علمك حمدا كثيرا طيبا مباركا أبدا.

ثم قل : لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت و يميت ويحيي وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شئ قدير ـ عشر مرات ـ أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ـ عشر مرات ـ يا الله يا الله يا الله ـ عشر مرات ـ يا رحمن يا رحمن ـ عشرا ـ يا رحيم يا رحيم ـ عشرا ـ يا بديع السموات والارض يا ذا الجلال والاكرام ـ عشرا ـ يا حي يا قيوم ـ عشرا ـ يا حنان يا منان ـ عشرا ـ يا لا إله إلا أنت ـ عشرا ـ آمين آمين ـ عشرا ـ.

ثم قل : أسألك يا من هو أقرب إلى من حبل الوريد ، يا من يحول بين المرء وقلبه ، يا من هو بالمنظر الاعلى وبالافق المبين ، يا من هو الرحمن على العرش استوى يا من ليس كمثله شئ ، وهو السميع البصير ، أسئلك أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تفعل بي كذا وكذا .. وتسئل كل حاجة لك.

٢٨٨

ثم قل : أمسينا والجود والجمال والنور والبهاء والعزة والقدرة والسلطان والدنيا والاخرة وما سكن في الليل والنهار لله رب العالمين لا شريك له.

وتقول ثلاث مرات : الحمدلله رب العالمين لا شريك له ، والله أكبر لا شريك له لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وسبحان الله وحده لا شريك له صلى الله على محمد وأهل بيته ، اللهم صل على محمد وآل محمد واجعله أحب من احب وآثر من اوثر عندي ، ثم ثبتني على دين محمد وإبراهيم عليهما‌السلام أتباعهما يا أرحم الراحمين.

وتقول ثلاث مرات : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له له المك و له الحمد يحيي ويميت ويميت ويحيى وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شئ قدير تقولها أحد عشر مرة [ كذا ] وتقول عشر مرات : أعوذ بالله من همزات الشياطين وأعوذ بالله أن يحضرون.

ثم قل : الحمد لله مع كل شئ حتى لا يكون شئ بكل شئ وحده عدد جميع الاشياء وأضعافها منتهى علم الله ، ولا إله إلا لله كذلك ، والله أكبر وسبحان الله كذلك وصلى الله على محمد وعلى آل محمد والحمد لله ملء الميزان ومنتهى العلم ومبلغ الرضا وزنة العرش ، سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله زنة عرشه ومثله ومداد كلماته ومثله وعدد خلقه ومثله و ملء سماواته ومثله وملء أرضه مثله وعدد جميع ذلك كله سبحان الله ، والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ، وصلى الله على محمد وآل محمد والسلام عليه وعليهم و على أرواحهم وأجسادهم ورحمة الله وبركاته.

ثم ارفع يديك وقل : اللهم لك الحمد حمدا خالدا مع خلودك ، ولك الحمد حمدا لا أمد له دون مشيتك ، ولك الحمد حمدا لا منتهى له دون علمك ، ولك الحمد حمدا لا حد لقائله إلا رضا ، اللهم لك الحمد وإليك المشتكى وأنت المتسعان ، اللهم لك الحمد كما أنت أهله أشهد أنه ما أمست بي من نعمة في ديني ودنياى فانها من الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد علي بها والكشر كثيرا

٢٨٩

أمسيت لله عبدا مملوكا أمسيت لا أستطيع أن أسوق إلى نفسي خير ما أرجو ولا أصرف منها شر ما أحذر ، أمسيت مرتهنا بعملي ، أمسيت لا فقير هو أفقر مني إلى الله ، والله هو الغني الحميد ، بالله نصبح ونمسي ، وبالله نحيا وبالله نموت ، وإلى الله النشور اللهم إني أسئلك أن تصلي على محمد وآل محمد وأسئلك خير ليلتي هذه وخير ما فيها وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها ، واللهم إنى أعوذ بك أن تكتب علي فيها خطيئة أو إثما ، اللهم صل على محمد وآل محمد ، واكفنى خطيئتها وإثمها وأعطني يمنها ونورها وبركتها.

اللهم نفسي خلقتها وبيدك حياتها وموتها ، اللهم فان أمسكتها فالى رضوانك والجنة وإن أرسلتها فصل على محمد وعلى آل محمد واغفر لها وارحمها ، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ، وقنعني بما رزقتني ، وبارك لي فيما آتيتني ، واحفظني في غيبتي وحضرتي وكل أحوالي.

ثم قل عشر مرات : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ، وابعثني على الايمان بك ، والتصديق برسولك ، والولاية لعلي بن أبي طالب ، صلواتك عليه والبراءة من عدوه ، والانتقام بالائمة من آل محمد ، فاني قد رضيت بذلك يا رب اللهم صل على محمد وعلى آل محمد عبدك ورسولك في الاولين والاخرين ، وصل على محمد في الملاء الاعلى ، وصل على محمد في المرسلين ، اللهم أعط محمدا الوسيلة والشرف والفضيلة والدرجة الكبيرة الرفيعة في الجنة ، اللهم آمنت بمحمد ولم أره فلا تحرمنى يوم القيامة رؤيته ، ارزقني صحبته ، وتوفني على ملته ، واسقني من حوضه مشربا رويا سائغا هنيئا لا ظمأ بعده أبدا إنك على كل شئ قدير.

اللهم آمنت بمحمد ولم أره فعرفني في الجنان وجهه ، اللهم أبلغ روح محمد مني تحية كثيرة وسلاما ، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد الذين أذهبت عنهم الرجس وطهرتهم تطهيرا ، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد الذين أمرت بطاعتهم و أوجبت حقهم ومودتهم ، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد الذين ألهمتهم علمك واستخفظتهم كتابك. واسترعيتهم عبادك ، فانه معدن كلماتك ، وخزان علمك ، و

٢٩٠

دعائم دينك ، والقوام بأمرك صلاة كثيرة طيبة مباركة نامية ، وأبلغ أرواحهم الطيبة وأجسادهم الطاهرة مني في هذه الساعة وكل ساعة تحية كثيرة وسلاما الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على محمد وأهل بيته وسلم تسليما.

دعاء آخر في عشية عرفة : يا رب إن ذنوبي لا تضرك ، وإن مغفرتك لي لا تنقصك ، فأعطني ما لا ينقصك ، واغفرلي ما لا يضرك.

دعاء آخر في عشية عرفة : اللهم لا تحرمني خيرما عندك لشر ما عندي ، فان أنت لم ترحمني بتعبي ونصبي فلا تحرمني أجر المصاب على مصيبته.

أقول : وقد رويناه في دعاء جدتنا ام جدنا داود بن الحسن ابن مولانا الحسن ابن على بن أبي طالب عليهم‌السلام المذكور في عمل يوم النصف من رجب ، قالت ام داود : فقلت لابي عبدالله عليه‌السلام : أيدعا بهذا الدعاء في غير رجب؟ قال : نعم في يوم عرفة.

أقول : ويستحب أيضا أن يدعا في هذا اليوم بالدعاء الذي قدمناه في تعقيب الظهر يوم الجمعة في الجزء الرابع عن مولانا زين العابدين عليه‌السلام الذي أوله : يا من يرحم من لا يرحمه العباد (١).

__________________

(١) كتاب الاقبال : ٤٠١ ـ ٤٢١ ، والدعاء المشار اليه قد مر في كتاب الصلاة.

٢٩١

٣

* ( باب ) *

* « ( أعمال يوم عيد الاضحى وليلته وايام التشريق ) » *

* « ( ولياليها وادعية الجمع وما يناسب ذلك ) » *

أقول : سبق أكثرما يتعلق بهذا الباب في كتاب الطهارة والصلاة والدعاء وكتاب الصوم وسننقل بعضها في كتاب الحج وكتاب المزار إن شاء الله تعالى أيضا ، فارجع إليها.

١ ـ وقال الكفعمي ـ ره ـ في البلد الامين : إن استطعت أن تحيي ليلة الاضحى فافعل ، فان أبواب السماء لا تغلق تلك الليلة لاصوات المؤمنين ، فاذا أصبحت وصليت العيد ، فادع بعدها بالدعائين المذكورين في الصحيفة ، وهما بعد دعاء يوم عرفة.

وقال في الحاشية : وادع فيه أيضا بهذا الدعاء وهو مروى عن الصادق عليه‌السلام اللهم صل على وليك وأخى نبيك [ ووزيره وحبيبه وخليله وموضع سره و خيرته من اسرته ووصيه وصفوته وخالصته وأمينه ووليه وأشرف عترته الين آمنوا وأبي ذريته وباب حكمته والناطق بحجته والداعي إلى شريعته ، والماضي على سنته وخليفته على امته سيد المسلمين وأمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين أفضل ما صليت على أحد من خلقك وأصفيائك وأوصياء أنبيائك.

اللهم إني أشهد أنه قد بلغ عن نبيك صلى‌الله‌عليه‌وآله ما حمل ، ورعى ما استحفظ وحفظ ما استودع ، وحلل حلالك وحرم حرامك وأقام أحكامك ودعا إلى سبيلك وإلى أوليائك وعادى أعداءك وجاهد الناكثين عن سبيلك ، والقاسطين و المارقين عن أمرك صابرا محتسبا مقبلا غير مدبر ، لا تأخذه في الله لومة لائم حتى بلغ في ذلك الرضا وسلم إليك القضاء ، وعبدك مخلصا ونصح لك مجتهدا حتى أتاه اليقين فقبضته إليك شهيدا سعيدا وليا رضيا زكيا هاديا مهديا.

اللهم صل على محمد وعليه أفضل ما صليت على أحد من أنبيائك وأصفيائك

٢٩٢

يا رب العالمين (١).

٢ ـ قل : فيما نذكره مما ينبغي أن يكون أهل السعادات والاقبال عليه يوم الاضحى من الاحوال :

أعلم أننا قد ذكرنا في عيد شهر رمضان ما فتحه علينا مالك القلب اللسان من الاداب عند استقبال ذلك العيد وآداب ذلك النهار ، ما نستغني به الان عن التكرار لكن يمكن أنك لا تقدر على نظر ما قدمناه ، أو لا تعرف معناه ، فنذكر عرف ما يفتح الله جل جلاله عليه ويحسن به إلينا فنقول :

اذكر أيها الانسان أن الله جل جلاله سبقك بالاحسان قبل أن تعرفه وقبل أن تتقرب إليه بشئ من الطاعات ، فهيألك كل ما كنت محتاجا إليه من المهمات حتى بعث لك رسولا من أعز الخلايق عليه ، يزيل ملوك الكفار ويقطع دابر الاشرار ، الذين يحولون بينك وبين فوائد أسراره ، ويشغلونك عن الاهتداء بأنواره فأطفأنار الكافرين ، وأذل رقاب ملوك اليهود والنصارى والملحدين ، ولم يكلفك أن تكون في تلك الاوقات من المجاهدين ، ولا تكلفت خطرا ولا تحملت ضررا في استقامة هذا الدين ، وجاءتك العبادات في عافية ونعمة صافية مما كان فيه سيد المرسلين ، وخواص عترته الطاهرين ، صلوات الله عليه وعليهم أجعين ، ومما جاهد عليه ووصل إليه السلف من المسلمين ، فلا تنس المنة عليك في سلامتك من تلك الاهوال وما ظفرت به من الامال والاقبال ، وجر بلسان الحال بنظرك ، واذكر بخاطرك القتلى الذين سفكت دماؤهم في مصلحتك وهدايتك من أهل الكفر ومن أهل الاسلام ، حتى ظفرت أن بسعادتك ، وكم خرب من بلاد عامرة ، وأهلك من امم غابرة.

ثم اذكر إبراز الله جل جلاله أسراره بيوم العيد ، وأظهر لك أنواره بذلك الوقت السعيد ، من مخزون ماكان مستورا عن الامم الماضية ، والقرون الخالية وجعلك أهلا أن تزور عظمته وحضرته فيه ، وتحدثه بغير واسطة وتناجيه ، فهل

__________________

(١) البلد الامين : ٢٥٩ وقد كان ههنا بياض في الكمبانى.

٢٩٣

كان هذا في حسنات نطفتك أو علقتك أو مضغتك؟ أو لما كنت جنينا ضعيفا؟ أو لما صرت رضيعا لطيفا؟ أو لما كنت ناشئا صغيرا؟ أو هل وجدت لك في ذلك تدبيرا؟.

فكن رحمك اله عبدا مطيعا ] ومملوكا سميعا لذلك المالك السالك بك في تلك المسالك ، الواقي لك من المهالك ، فوالله إنه ليقبح بك مع سلامة عقلك ، وما وهب لك من فضله الذي صرت تعتقده من فضلك أن تعمى أو تتعامى عن هذا الاحسان الخارق للالباب أو أن تشغل عنه أو تؤثر عليه شيئا من أسباب؟

أقول : فاستقبل هدية الله جل جلاله إليك يوم عيده ، بتعظيمه وتمجيده ، والقيام بحق وعوده ، والخوف من وعيده ، وفرحك وسرورك بما في ذلك من المسار والمبار على قدر الواهب جل جلاله وعلى قدر ما كنت عليه من ذل التراب ، وعقبات النشأة الاولى وما كان فيها من الاخطار ، وترددك في الاصلاب والارحام الوفا كثيرة من الاعوام ، يسار بك في تلك المضائق. على مركب السلامة من العوائق ، حتى وصلت إلى هذه المسافة ، وأنت مشمول بالرحمة والرأفة ، موصول بموائد الضيافة ، آمنا من المخافة.

فالعجب كل العجب لك إن جهلت قدر المنة عليك فيما تولاه الله جل جلاله من الاحسان إليك ، فاشتغل بما يريد ، وقد كفاك كل هول شديد ، وهو جل جلاله كافيك ما قد بقي بذلك اللطف والعطف الذي أجزاه على المماليك والعبيد.

فصل : فيما نذكره من الرواية بغسل يوم الاضحى باسنادنا إلى أبي جعفر ابن بابويه رضوان الله جل جلاله عليه فيما ذكره من كتاب من لا يحضره الفقيه فقال : ما هذا لفظه :

وروى ابن المغيرة عن القاسم بن الوليد قال : سألته عن غسل الاضحى قال : واجب إلا بمنى ، ثم قال ـ ره ـ وروى أن غسل الاضحى سنة.

أقول : إنه إذا ورد لفظ الامر بالوجوب لشئ يكون ظاهر العمل عليه أنه مندوب يعنى يكون المراد بلفظ الواجب التأكيد للعمل عليه ، وإظهار تعظيمه على غيره من غسل مندوب لم يبلغ تعظيمه إليه.

٢٩٤

فصل : فيما نذكره مما يعتمد الانسان في يوم الاضحى عليه بعد الغسل المشار إليه ، وجدنا ذلك في بعض مصنفات أصحابنا المهتم بالعبادات نسخة عتيقة ذكر مصنفها أنها مختصر من كتاب المنتخب فقال ما هذا لفظه :

العمل في يوم النحر أن تبكر يوم النحر فتغتسل وتلبس أنظف ثوب لك و تقول عند ذلك :

بسم الله الرحمن الرحيم اللهم إنا نستفتح الثناء بحمدك ، ونستدعي الثواب بمنك ، فاسمع يا سميع مدحتي فكم يا إلهي من كربة قد كشفتها فلك الحمد ، وكم يا إلهي من دعوة قد أجبتها فلك الحمد ، وكم يا إلهي من رحمة قد نشرتها فلك الحمد ، وكم يا إلهي من عثرة قد أقلتها فلك الحمد ، وكم يا إلهي من محنة قد أزلتها فلك الحمد ، وكم يا إلهي من حلقة ضيقة قد فككتها فلك الحمد ، سبحانك لم تزل عالما كاملا أولا آخرا ظاهرا باطنا ملكا عظيما أزليا قديما عزيزا حكيما رؤفا رحيما جوادا كريما سميعا بصيرا لطيفا خبيرا عليا كبيرا عليما قديرا لا إله إلا أنت سبحانك وتعاليت أستغفرك وأتوب إليك وأنت التواب الرحيم.

اللهم إني اشهد بحقيقة إيماني ، وعقد عزائمي وإيقاني ، وحقائق ذنوبي ومجاري سيول مدامعي ومساغ مطعمي ، ولذه مشربي ، ومشامى ولفظي وقيامي وقعودي ومنامي وركوعى وسجودى وبشري وعصبي وقصبي ولحمي ودمي ومخي وعظامي ، وما احتوت على شراسيف أضلاعي وما أطبقت عليه شفتاى وما أقلت الارض من قدمي أنك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك إلها واحدا أحدا فردا صمدا لم تتخذ صاحبة ولا ولدا ولم تلد ولم تولد ولم يكن لك كفوا أحد وكيف لا أشهد لك بذلك يا سيدي ومولاي وأنت خلقتني بشرا سويا ، ولم أك شيئا مذكورا ، و كنت يا مولاي عن خلقي غنيا وربيتني طفلا صغيرا وهديتني للاسلام كبيرا ، و لولا رحمتك إياي لكنت من الهالكين ، نعم فلا إله إلا الله كلمة حق من قالها سعد وعز ، ومن استكبر عنها شقي وذل ، ولا إله إلا الله وحده لا شريك له كلمة خفيفة على اللسان ، ثقيلة في الميزان ، بها رضى الرحمن ، وسخط الشيطان.

٢٩٥

والحمد لله أضعاف ما حمده جميع خلقه من الاولين والاخرين ، وكما يحب ربنا الله لا إله إلا هو ويرضى أن تحمد وكما ينبغي لكرم وجه ربنا وعز جلاله وعظم ربوبيته ومداد كلماته ، وكما هو أهله ، وسبحان الله أضعاف ما سبحه جميع خلقه من الاولين والاخرين وكما يحب ربنا الله لا إله إلا هو ويرضى أن يسبح وكما ينبغي لكرم وجه ربنا وعز جلاله وعظم ربوبيته ومداد كلماته وكما هو أهله ، ولا إله إلا لله وحده لا شريك له إلها واحدا أحدا فردا صمدا لم يتخذ صاحبة ولا ولدا ولم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد أضعاف ما هلله جميع خلقه من الاولين والاخرين وكما يحب ربنا الله لا إله إلا هو ويرضى أن يهلل وكما ينبغي لكرم وجه ربنا وعز جلاله وعظم ربوبيته ومداد كلماته وكما هو أهله ، والله أكبر أضعاف ما كبره جميع خلقه من الاولين الاخرين ، وكما يحب ربنا الله لا إله إلا هو ويرضى أن يكبر وكما ينبغي لكرم وجه ربنا وعز جلاله وعظم ربوبيته ومداد كلماته وكما هو أهله.

وأستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم غفار الذنوب وأتوب إليه وأسئله أن يتوب على أضعاف ما استغفره جميع خلقه ومن الاولين والاخرين و كما يحب ربنا الله لا إله إلا هو ويرضى أن يستغفر وكما ينبغى لكرم وجه ربنا وعز جلاله وعظم ربوبيته ومداد كلماته وكما هو أهله.

اللهم يا الله يا رب يا رحمن يا رحيم ، يا ملك يا قدوس يا سلام يا مؤمن يا مهيمن يا عزيز يا جبار يا متكبر يا كبير يا خالق يا بارئ يا مصور يا حكيم يا خبير يا سميع يا بصير يا عالم يا عليم يا جواد يا كريم يا حليم يا قديم يا غني يا عظيم يا متعالي يا عالي يا محيط يا رؤف يا غفور يا ودود يا شكور يا جليل يا جميل يا حميد يا مجيد يا مبدئ يا معيد يا فعالا لما يريد يا باعث يا وارث يا قدير يا مقتدر يا صمد يا قاهر يا تواب يا بار يا قوي يا بديع يا وكيل يا كفيل يا قريب يا مجيب يا أول يا رازق يا منير يا ولي يا هادي يا ناصر يا واسع يا محيي يا مميت يا قابض يا باسط يا قائم يا شهيد يا رقيب يا حبيب يا مالك يا نور يارفيع

٢٩٦

يا مولى يا ظاهر يا باطن يا أول يا آخر يا طاهر يا مطهر يا لطيف يا حفي يا خالق يا مليك يا فتاح يا علام يا شاكر يا أحد يا غفار يا ذا الطول يا ذا الحول يا معين يا ذاالعرش يا ذا الجلال والاكرام يا مستعان يا غالب يا مغيث يا محمود يا معبود يا محسن يا مجمل يا فر يا حنان يا منان يا قديم الاحسان.

أسئلك بحق هذه الاسماء وبحق أسمائك كلها ما علمت منها وما لم أعلم أن تصلي على محمد نبيك ورسولك وخيرتك من خلقك وعلى آل محمد الطيبين الاخيار الطاهرين الابرار ، وأن تفرج عني كل غم وهم وكرب وضر وضيق أنا فيه [ وتوسع علي في رزقي أبدا ما أحييتني ، وتبلغني أملي سريعا عاجلا ، وتكبت أعدائي وحسادى ، وذوى التعزز علي ، والظلم لي والتعدي علي ، وتنصرني عليهم برحمتك ، وتكفيني أمرهم بعزتك ، وتجعلني الظاهر عليهم بقدرتك وغالب مشيتك يا أرحم الراحمين آمين رب العالمين وصلى الله على محمد خاتم النبيين وعلى أهل ـ بيته الطيبين الطاهرين وسلم تسليما كثيرا وحسبنا الله ونعم الوكيل ] (١).

__________________

(١) كتاب الاقبال : ٤٢٢ ـ ٤٢٥ ، وما بين العلامتين كان محله بياضا ألحقناه من المصدر ، وبعد ذلك في كتاب الاقبال كيفية الخروج إلى صلاة العيد وقد مر ما يتعلق بذلك في كتاب الصلاة.

٢٩٧

٤

* « ( باب ) » *

* « ( اعمال يوم الغدير وليلته وأدعيتهما ) » *

أقول : قد ذكرنا أكثرما يناسب هذا الباب في كتاب الطهارة والصلاة والدعاء وكتاب الصيام وكتاب المزار ، وأوردنا أيضا جمل ما يتعلق بيوم الغدير في كتاب الفتن وكتاب أحوال مولانا أمير المؤمنين عليه‌السلام وغير ذلك أيضا.

١ ـ قل : روينا بالاسانيد المتصلة ما ذكره ووراه محمد بن على الطرازي في كتابه عن محمد بن سنان ، عن داود بن كثير الرقي ، عن عمارة بن جوين أبي هارون العبدي وروينا بأسانيدنا أيضا إلى الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان فميا رواه عن عمارة بن جوين أبي هارون العبدي أيضا قال : دخلت على أبي عبدالله عليه‌السلام في اليوم الثامن عشر من ذي الحجة فوجدته صائما فقال : إن هذا اليوم يوم عظم الله حرمته على المؤمنين إذ أكمل الله لهم فيه الدين وتمم عليهم النعمة ، وجدد لهم ما أخذ عليهم من الميثاق والعهد في الخلق الاول إذ أنساهم الله ذلك الموقف ، و وفقهم للقبول منه ، ولم يجعلهم من أهل الانكار الذين جحدوا.

فقلت له : جعلت فداك فما صواب صوم هذا اليوم؟ فقال : إنه يوم عيد وفرح وسرور وصوم شكرا لله عزوجل ، فان صومه يعدل ستين شهرا من الاشهر الحرم ومن صلى فيه ركعتين أي وقت شاء ـ وأفضل ذلك قرب الزوال ، وهي الساعة التي اقيم فيها أمير المؤمنين عليه‌السلام بغدير خم علما للناس ، وذلك أنهم كانوا قربوا من المنزل في ذلك الوقت ـ فمن صلى ركعتين ثم سجد وشكر الله عزوجل مائة مرة وعا بهذا الدعاء بعد رفع رأسه من السجود الدعاء :

اللهم إني أسئلك بأن الك الحمد وحدك لا شريك لك ، وأنك واحد أحد صمد لم تلد ولم تولد ولم يكن لك كفوا أحد ، وأن محمدا عبدك ورسولك صلواتك عليه وآله يا من هو كل يوم في شأن كما كان من شأنك أن تفضلت علي بأن جعلتني

٢٩٨

من أهل إجابتك وأهل دينك وأهل دعوتك ، ووفقتني لذلك في مبتدء خلق تفضلا منك وكرما وجودا ، ثم أردفت التفضل فضلا ، والجود جودا ، والكرم كرما ، رأفة منك ورحمة إلى أن جددت ذلك العهد لي تجديدا بعد تجديدك خلقي وكنت نسيا منسيا ناسيا ساهيا غافلا ، فأتممت نعمتك بأن ذكرتني ذلك ومنت به علي وهديتني له فليكن من شأنك ـ يا إلهي وسيدي ومولاي ـ أن تتم لي ذلك ولا تسلبنيه حتى تتوفاني على ذلك ، وأنت عني راض ، فانك أحق المنعمين أن تتم نعمتك علي.

اللهم سمعنا وأطعنا وأجبنا داعيك بمنك فلك الحمد غفرانك ربنا وإليك المصير آمنا بالله وحده لا شريك له ، وبرسوله محمد وصدقنا وأجبنا داعي الله واتبعنا الرسول في موالاة مولانا ومولى المؤمنين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عبدالله وأخي رسوله ، والصديق الاكبر ، والحجة على بريته ، المؤيد به نبيه ودينه الحق المبين ، علما لدين الله ، وخازنا لعلمه ، وعيبة غيب الله ، وموضع سر الله ، وأمين الله على خلقه ، وشاهده في بريته ، اللهم إننا سمعنا مناديا ينادي للايمان أن آمنوا بربكم فآمنا ربنا فاعفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الابرار ربنا وآتنا ما وعدتنا على ر ك ولا تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد ، فانا يا ربنا بمنك ولطفك أجبنا داعيك ، واتبعنا الرسول وصدقناه وصدقنا مولى المؤمنين ، وكفرنا بالجبت والطاغوت فولنا ما تولينا ، واحشرنا مع أئمتنا فانا بهم مؤمنون موقنون ولهم مسلمون آمنا بسرهم وعلانيتهم ، وشاهدهم وغائبهم ، وحيهم وميتهم ، ورضينا بهم أئمة وقادة وسادة وحسبنا بهم بيننا وبين الله دون خلقه لا نبتغي بهم بدلا ، ولا نتخذ من دونهم وليجة ، وبرئت إلى الله من كل من نصب لهم حربا من الجن والانس من الاولين والاخرين ، وكفرنا بالجبت و الطاغوت والاوثان الاربعة وأشياعهم وأتباعهم وكل من والاهم من الجن والانس من أول الدهر إلى آخره.

اللهم إنا نشهدك أنا ندين بمادان به محمد وآل محمد ، صلى الله عليه وعليهم

٢٩٩

وقولنا ما قالوا ، وديننا مادانوا به ، ما قالوا به قلنا ، وما دانوا به دنا ، وما أنكروا أنكرنا ، ومن والوا والينا ، ومن عادوا عادينا ، ومن لعنوا لعنا ، ومن تبرؤا منه تبرأنا منه ، ومن ترحموا عليه ترحمنا عليه ، آمنا وسلمنا ورضينا واتبعنا موالينا صلوات الله عليهم ، اللهم فتمم لنا ذلك ولا تسلبناه ، واجعله مستقرا ثابتا عندنا ، ولا تجعله مستعارا ، وأحينا ما أحييتنا عليه وأمتنا إذا أمتنا عليه ، آل محمد أئمتنا فبهم نأتم وإياهم نوالي ، وعدوهم عدو الله نعادي ، فاجعلنا معهم في الدنيا والاخرة ومن المقربين فانا بذلك راضون يا أرحم الراحمين.

ثم تسجد وتحمد الله مائة مرة وتشكر الله عزوجل مائة مرة وأنت ساجد ، فانه من فعل ذلك كان كمن حضر ذلك اليوم وبايع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله على ذلك ، و كانت درجته مع درجة الصادقين الذين صدقوا الله ورسوله في موالاة مولاهم ذلك اليوم وكان كمن شهد مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأمير المؤمنين عليه‌السلام ومع الحسن والحسين عليهما‌السلام ، وكمن يكون تحت راية القائم عليه‌السلام وفي فسطاطه من النجباء والنقباء (١).

ومن الدعوات في يوم عيد الغدير ما ذكره محمد بن علي الطرازي في كتابه رويناه باسنادنا إلى عبدالله بن جعفر الحميري قال : حدثنا هارون بن مسلم ، عن أبي الحسن الليثي ، عن أبي عبدالله جعفر بن محمد عليهما‌السلام أنه قال لمن حضره من مواليه وشيعته : أتعرفون يوما شيد الله به الاسلام ، وأظهر به منار الدين ، وجعله عيدا لنا ولموالينا وشيعتنا؟ فقالوا : الله ورسوله وابن رسوله أعلم ، أيوم الفطر هو يا سيدنا؟ قال : لا ، قالوا : أفيوم الاضحى هو؟ قال : لا ، وهذان يومان جليلان شريفان ويوم منار الدين أشرف منهما ، وهو اليوم الثامن عشر من ذي الحجة ، وإن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لما انصرف من حجة الوداع وصار بغدير خم أمر الله عزوجل جبرئيل عليه‌السلام أن يهبط على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وقت قيام الظهر من ذلك اليوم وأمره أن يقوم بولاية أمير المؤمنين عليه‌السلام وأن ينصبه علما للناس بعده ، وأن يستخلفه في

__________________

(١) كتاب الاقبال ص ٤٧٢ ـ ٤٧٤.

٣٠٠