الفوائد الطوسيّة

محمد بن الحسن الحرّ العاملي [ العلامة الشيخ حرّ العاملي ]

الفوائد الطوسيّة

المؤلف:

محمد بن الحسن الحرّ العاملي [ العلامة الشيخ حرّ العاملي ]


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مكتبة المحلاتي
المطبعة: العلميّة
الطبعة: ٢
الصفحات: ٥٦٢

وأما ثانيا : فيحتمل التخصيص بالعلم لما مر وبغير الأحكام الشرعية وقد عرفت المخصصات السابقة.

وأما ثالثا : فإنه لا بد لكم ان تقولوا ان سلمان قد حصل له العلم ولأبي ذر الظن وهو نقيض قولكم ان الاخبار لا تفيد الا الظن ويدل على قولنا من ان بعض الاخبار يفيد العلم وبعضها يفيد الظن.

وأما رابعا : فإنه يلزم عدم إيمان أبي ذر لأن الإيمان ليس بظنى فان قلتم بإيمانه بطل قولكم وثبت قولنا.

وأما خامسا : فإنه يلزم عدم علم ابى ذر بشي‌ء من الأحكام وكونه جاهلا بالجميع لأن الظان ليس بعالم وهو باطل قطعا.

وأما سادسا : فإنه لو تم لزم عدم حصول العلم من المشافهة لأن علم سلمان وابى ذر حصل من المشافهة فيلزم عدم وجود العلم بالكلية وبطلانه بديهي.

وأما سابعا : فإنه يستلزم كون خبر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله عن الله لا يفيد الا الظن وهو باطل اتفاقا لعصمته.

وأما ثامنا : فلاستلزامه مساواتهما في الجهل وعدم العلم لاشتراك العلة فلا وجه للقتل.

وسابعها : قوله عليه‌السلام من سمع شيئا من الثواب (١) دل على ان الفروع يكفى فيها ظن الصحة.

والجواب : بعد الأجوبة الإجمالية أما أولا : فإنه مخصوص بما تضمن الثواب فهو أخص من المدعى والحكم بالثواب ليس من الأحكام الشرعية.

وأما ثانيا : فإنه مخصوص بما علم مشروعيته فلو دل حديث ضعيف على أن من شرب الخمر يوم الأربعاء كان له من الثواب كذا لم يصح العمل به قطعا.

وأما ثالثا : فإنه لا اشعار فيه بالظن والعلم.

__________________

(١) راجع الكافي ج ٢ ص ٨٧ باب من بلغه ثواب من الله.

٥٤١

وأما رابعا : فعدم إفادة الخبر العلم بثبوت نفس الخبر لا ينافي العلم بثبوت مضمونه وبالعكس لما مر تفصيله.

وأما خامسا : فان هذا نوع خاص وحمل غيره عليه قياس وهو باطل.

وثامنها : ما ملخصه انه قال : الأدلة العقلية والنقلية دالة على ان مدرك العلم أمور كثيرة كالكلام والحكمة والمنطق والمعاني والبيان والنحو وغير ذلك والمكاشفات أيضا أحد مدارك العلم. والجواب : أما أولا : فإنه يوافق قولنا لا قول الخصم لأنه يقول بأن الأحكام كلها ظنية.

وأما ثانيا : فإن أكثر هذه الأشياء لم تكن موجودة في زمان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله والأئمة (ع) الى أواخر زمان الرضا عليه‌السلام فإن المأمون أخذ تلك الكتب والنقل مشهور فكيف حصل العلم قبل وجود هذه الأشياء.

وأما ثالثا : فانا نمنع حصول العلم من أدلة هذه الأشياء إلا نادرا لكثرة احتمالاتها وضعف دلالتها وتعارض أدلتها وكون أكثرها ظنيا ان لم يكن كلها وأضعفها المكاشفات فإنه لا يؤمن كون أكثرها من الأفكار الفاسدة والخيالات الكاسدة من وسواس الشيطان ولا دليل على حجيتها في أحكام الشرع.

وأما رابعا : فيلزم كون هذه الأشياء أقوى من قول المعصوم (ع) وبطلان اللازم قطعي معلوم فالعجب ممن يدعى ان قول المعصوم وان كان مشافهة لا يفيد شي‌ء منه العلم وانما يفيد الظن وان هذه الأشياء الواهية تفيد العلم هذا بعيد من الإنصاف.

وتاسعها : ان العلم بالوضع يتوقف على عصمة رواة اللغة عن الغلط والكذب وعدم النقل والاشتراك وعدم المعارض العقلي والا وجب تأويل النقلي.

والجواب أما أولا : فإنه يلزم منه عدم وجود العلم أصلا وهو ضروري البطلان ومخالف للوجدان لما مر.

وأما ثانيا : فإنه يخالف ما مر من اعتراف الخصم بحصول العلم مما هو أضعف الطرق عند التأمل.

٥٤٢

وأما ثالثا : فإنه يستلزم ان لا يعمل الا بقول المعصوم وروايته بغير واسطة وهو ضروري البطلان.

وأما رابعا : فإنه يلزم منه عصمة أهل التواتر والمخبر الواحد المحفوف خبره بالقرائن وبطلان اللازم ظاهر وحصول العلم من القسمين بديهي إجماعي.

وأما خامسا : فإن أهل اللغة كثيرون جدا وكتبهم لا تحصى حتى ان القاموس قد جمعه مؤلفه من ألفي كتاب من كتب اللغة كما ذكره في أوله والموجود الان من كتب اللغة يقارب مائة كتاب وقد اتفقوا على نقل وضع أكثر الألفاظ فيكون الوضع متواترا غالبا.

وأما سادسا : فان قول كل واحد منهم لو انفرد عن غيره لكان خبر واحد محفوفا بالقرينة بل بالقرائن لأن كل واحد منهم غير متهم في نقل اللغة والاخبار بالوضع ومع ذلك لا فائدة ولو كذب لفضح نفسه وبطلت رئاسته في فنه ولقل اعتماد الناس على كتابه وقول كل منهم مؤيد لقول غيره ولأنهم كانوا في غاية الاعتناء والاهتمام بهذا الفن.

وأما سابعا : فإنه قد تواترت الاخبار عن الأئمة عليهم‌السلام في الأمر بتعلم العربية وقد انحصر طريق ذلك في النقل من علمائها (١).

وأما ثامنا : فلو كان احتمال وجود المعارض العقلي كافيا في عدم حصول العلم لما حصل العلم من الأدلة العقلية فما أجبتم به فهو جوابنا.

وأما تاسعا : فقد قال العلامة في التهذيب معرفة الوضع مستفادة من النقل المتواتر والآحاد والمركب من النقلين كالاستثناء من الجمع وكون الاستثناء إخراجا « انتهى » وهو دال على ما قلناه من ان بعض الدلالات قطعية وبعضها ظنية لا على قول الخصم.

وأما عاشرا : فقد قال العلامة في التهذيب أيضا يمتنع أن يخاطب الله تعالى

__________________

(١) يعنى علماء العربية

٥٤٣

بشي‌ء ويريد خلاف ظاهره من دون البيان والا لزم الإغراء بالجهل ولأنه بالنسبة الى غير ظاهره مهمل ثم قال : قيل الدلائل اللفظية ظنية لتوقفها على نقل اللغة والنحو والتصريف وعدم الاشتراك والمجاز والنقل والتخصيص والإضمار والتقديم والتأخير والناسخ والمعارض العقلي الذي لو رجح النقل عليه لزم إبطال النقل إذ بطلان الأصل يستلزم بطلان الفرع ولا شك ان هذه ظنية فالموقوف عليها ظنيّ والحق خلاف هذا لان بعض اللغة والنحو والتصريف متواتر النقل وعدم الأشياء التي ذكرها فلم تعلم من محكمات القرآن فثبت القطع « انتهى » ومراده القطع في بعض الدلائل القطعية أو في أكثرها لا في كلها وهو عين ما قلناه.

وعاشرها : قوله عليه‌السلام ان في أيدي الناس حقا وباطلا وناسخا ومنسوخا ومحكما ومتشابها وعاما وخاصا (١).

والجواب بعد الجوابات الإجمالية.

أما أولا : فإن المراد بالناس المخالفون فلا تدخل الشيعة بقرينة السؤال لأن السائل سأل عليا عليه‌السلام عن روايات المخالفين ومخالفتها لروايات أمير المؤمنين عليه‌السلام وشيعته.

وأما ثانيا : فان ذلك مخصوص بأحاديث النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فإنها محتملة للنسخ والمتشابه فيها كثير جدا وقد صرح في آخر ذلك الحديث بوجوب الرجوع فيها الى الامام واما أحاديث الأئمة عليهم‌السلام فلم نؤمر بردها الى امام آخر والا لكانت عبثا ولزم إثبات إمام آخر وتسلسل.

وأما ثالثا : فلأنها مخصوصة بالأحاديث المختلفة فحمل غيرها عليها قياس وهو باطل.

وأما رابعا : فإنها تضمنت الترجيح عند الاختلاف وذلك غير محل النزاع وقد تواترت الأحاديث به ، وتضمنت مرجحات منصوصة تزيد على العشرة فلا ينافي

__________________

(١) الكافي ج ١ ص ٦٢

٥٤٤

حصول العلم تارة والظن أخرى.

وأما خامسا : فبالمعارضة بآيات القرآن فان فيه الأقسام كلها ولا شك في إفادته للعلم سندا وأما الأدلة فبعضه ظني وبعضه قطعي وهو عين قولنا فاذا لم يحصل العلم فالاحتياط طريق الى العلم ببراءة الذمة ولا ضرورة لنا الى العمل بالظن.

فان قلت : سلمنا ان الاخبار المتواترة تفيد العلم وكذلك الأخبار المحفوفة بالقرينة لكن مع قرب العهد لا مع بعد العهد كما إذا مضى سبعمائة سنة أو ألف سنة كما في هذا الزمان فإن القرائن تندرس والتواتر لا يوثق بحصوله في جميع الطبقات والحوادث اليومية انما تفيد العلم أحيانا لمشاهدتنا لأكثرها :

قلت : الشبهات التي استدلوا بها شاملة لقرب العهد وبعده وأيضا فالقرائن المعتبرة هنا قد تقدم جملة منها ولم تندرس بل هي محفوظة في كتب الرجال والحديث وأيضا فالتواتر والقرائن لما كانا موجودين في زمان الطبقة الأولى فقبول أهل الطبقة الثانية للأخبار وروايتهم لها وعملهم بها وتدوينهم إياها في مصنفاتهم قرائن مفيدة للعلم بل هي أقوى من القرائن السابقة وهكذا جميع الطبقات وكذا التواتر فإنه ما زال يزيد كما يظهر من كتب الرجال وكما هو ظاهر في تواتر النصوص والقرآن وأمثالهما وأيضا لا يظهر فرق بين الحوادث اليومية في وقت الطبقة الاولى وبين الأحكام الشرعية ولا بعد ذلك الوقت بل الوجدان حاكم فيهما بل حكمه في الأحكام الشرعية أقوى غالبا والحوادث اليومية التي وقعت في أول الإسلام بل في زمان بني إسرائيل أكثرها معلوم الان.

فان قلت : ما نسب الى الخصم من ادعائه نفى العلم من الاخبار مطلقا غير صحيح لأنه انما يقول بذلك في الخبر المجرد عن القرائن خاصة.

قلت : ان اعترفت بذلك سقط النزاع بيننا وبينه ولكنه صريح بلسانه وقلمه بالعموم وأدلته واضحة الدلالة على ذلك ولا يكاد يعترف بحصول العلم في غير الأصول إلا نادرا فيبقى النزاع.

٥٤٥

فان قلت : الخصم انما يدعى ان الاخبار لا تفيد العلم الا مع الأدلة العقلية من الكلام ونحوه.

قلت : ذلك مخصوص بالأصول بل ببعضها لاختصاص الدليل العقلي القطعي بها والنزاع انما هو في الفروع وليس فيها دليل عقلي قطعي أصلا.

فإن قلت : استدلالكم بالقرآن والاخبار مصادرة لأنه لا نزاع الا فيهما.

قلت : النزاع في الاخبار غير المتواترة من جهة السند وأما سند القرآن فلا نزاع فيه ومع ذلك أدلة عقلية أيضا كما مر فلا مصادرة على ان الخصم أيضا استدل بالأخبار على من لا يعمل الا بالعلم وذلك مصادرة وأخبارنا متواترة صحيحة السند دون اخباره فان قلت : لو أفادت الاخبار العلم لأفادتنا العلم ولما وقع نزاع بين العلماء المتبحرين.

قلت : قد قلنا ان بعض الاخبار يفيد العلم وبعضها يفيد الظن ولعل النزاع في الثاني أو في الدلالات الظنية خاصة أو لعله لظهور العلم للبعض دون البعض فقد يكون العالم غافلا عن بعض الاخبار أو القرائن في ذلك الوقت ولو طلبه وبذل جهده في ذلك لحصل له العلم أو عمل بالاحتياط وهو أيضا مفيد للعلم كما مر وعدم حصول العلم للخصم اما لعدم بذل جهده في طلبه أو للشبهة والتقليد كما في المخالفين.

فان قلت : لما تعذر علينا العمل جاز لنا العمل بالظن لدفع الضرورة كأكل الميتة لأنا نحن السبب في غيبة الإمام (ع).

قلت : أولا تعذر العلم ممنوع وسند المنع ما مر سلمنا لكن لا ضرورة إلى العمل بالظن لإمكان الاحتياط وسنده قطعي وهو أيضا مفيد للعلم ببراءة الذمة وقد دل عليه العقل والنقل.

وثانيا : على تقدير ظهور الامام هل يحصل العلم للبعض أم للجميع أم الثاني فظاهر البطلان خصوصا في حق الغائب البعيد.

وأما الأول : فغاية ما يحصل له المشافهة والدلالات على قولكم ظنية فلا فرق

٥٤٦

بين الحالين على ان احتمال التقية والنسيان من الراوي والاشتباه بعد يوم واحد قائم فلا يحصل العلم أيضا على قولكم.

فان قلت : كيف يدعى حصول العلم مع كثرة اختلاف الاخبار.

قلت : لا نسلم كثرة الاختلاف الحقيقي بل هو نادر والاختلاف الظاهري مع إمكان الجمع لا ينافي ثبوت الجميع بالتواتر أو القرائن كما في آيات القرآن المحكمة والمتشابهة والناسخة والمنسوخة والعامة والخاصة ونحوها على ان ذلك الاختلاف وقع كثيرا مع المشافهة فلا فرق بين ظهور الامام وغيبته في ذلك.

وأيضا فالاختلاف مع وجود المرجحات المنصوصة لا ينافي العلم والاختلاف مع عدم وجود المرجح نادر جدا بل يمكن ان يقال لا وجود له ولا يقدر الخصم على على إبراز مثال له ثم يعارض ذلك بالأدلة العقلية فإنها أكثر اختلافا وتعارضا وتناقضا كما هو ظاهر من أدلة الأصوليين خصوصا أصول الفقه وما أجبتم به فهو جوابنا على ان الاختلاف مع عدم المرجح ينافي العلم بالحكم الواقعي لا بالحكم الذي ثبت عن المعصوم وهو نوع من العلم يجب العمل به.

فان قلت : العلم يطلق بمعنى الظن والعلم العادي نوع من الظن لاحتمال النقيض عقلا.

قلت : بعد تواتر الأمر بالعمل بالعلم والنهى عن العمل بالظن لا يمكن الحكم بالترادف ولا اشتراك لفظ العلم بين المعنيين قطعا للزوم التناقض الواضح والإغراء بالقبيح وعلى تقدير كونه حقيقة ومجازا فالمجاز لا بد له من القرينة على ان الإطلاق المدعى ممنوع فعليكم البيان وعلى تقدير وجوده فهو مجاز لا ينفك من القرينة واما عد العلم العادي من أنواع الظن فبطلانه ظاهر عند المنصف وقد صرح العلامة ببطلانه في أول التهذيب.

٥٤٧

فائدة (١٠١)

روى الصدوق في التوحيد عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن محمد بن عيسى قال قرأت في كتاب على بن بلال الى العالم يعني أبا الحسن عليه‌السلام قد روى أصحابنا عن آبائك عليهم‌السلام انهم نهوا عن الكلام في الدين فتأول مواليك المتكلمون بأنه انما نهى من لا يحسن ان يتكلم فيه فاما من يحسن ان يتكلم فيه فلم ينهه فهل ذلك كما تأولوا أم لا؟ فكتب عليه‌السلام المحسن وغير المحسن لا يتكلم فإن إثمه أكبر من نفعه (١)

أقول : وفي معناه أحاديث كثيرة جدا متواترة معنى وقد اعترض بعضهم بان ذلك معارض بما دل على حسن المجادلة بالتي هي أحسن وما دل على حجية العقل كقولهم عليهم‌السلام العقل دليل المؤمن وغير ذلك.

والجواب : أما الأمر بالجدال بالتي هي أحسن ، فليس بصريح في جواز الاستدلال والجدال بما لم يثبت عن الأئمة عليهم‌السلام دليله ولا مدلوله وليس فيه تصريح بجواز الاستدلال بدليل عقلي ظني ومعلوم ان أكثر أدلتهم ظنية داخلة في النهى وأما ما دل على حجية العقل فما دل منه على حجية الدليل السمعي مسلم ، وذلك القدر قليل قطعي وما زاد لا دليل عليه وعلى تقدير العموم لا ريب انه مخصوص بغير الدليل

__________________

(١) التوحيد ص ٤٥٩

٥٤٨

الظني وبغير الأحكام الفقهية الفرعية لأن العقل لا يستقل بمعرفة شي‌ء منها كما اعترف به العلماء والمخصص متواتر على ان العقل ورد بمغى العلم واليقين ولذلك يقابل بالجهل لا بالجنون.

وقد تواتر النهى عن إثبات صفات الله من غير الكتاب والسنة فليخص الجدال بالتي هي أحسن بالاستدلال على ما ثبت في الكتاب والسنة بأدلة عقلية مؤيدة لها.

ومن فعل ذلك فقد استدل بالعقل والنقل وسلم من ارتكاب النهى والخطر فان قلت : قد روى الكشي بإسناده عن الطيار قال قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام انك كرهت منا مناظرة الناس وكرهت الخصومة فقال أما كلام مثلك للناس فلا نكرهه من إذا طار أحسن أن يقع وان وقع يحسن أن يطير فمن كان هكذا فلا نكره كلامه (١).

قلت : هذا غير صريح في ان لهذا الرجل ان يتكلم بعقله ويستدل بالدليل الظني أو بدليل غير منقول عنهم عليهم‌السلام أو في إثبات شي‌ء لم يرد عنهم عليهم‌السلام نص في إثباته كيف ، وقد روى الكشي بإسناده عن الطيار انه قال لأبي عبد الله عليه‌السلام لو فلقت رمانة فأحللت بعضها وحرمت بعضها لشهدت ان ما حرمت حرام وما أحللت حلال فقال :فحسبك أن تقول بقوله (٢) يعنى بقول ابى جعفر عليه‌السلام. فهذا الحديث يدل على ان الطيار ما كان يتكلم الا بكلام سمعه من الامام عليه‌السلام أو سمع مدلوله.

وروى علماؤنا بأسانيدهم ان هشام بن الحكم سأل أبا الحسن عليه‌السلام بمنى عن خمسمائة مسئلة من الكلام فقال يقولون كذا فقال قل لهم كذا فأجابه عنها وكان يتكلم بها.

ومعلوم ان مطالب الكلام لا تزيد عن ذلك ومن كان ملتزما بذلك لم يكن داخلا في النهي.

__________________

(١) معرفة الرجال ص ٣٤٨

(٢) معرفة الرجال ص ٣٤٩

٥٤٩

وقد روى عن الصادق عليه‌السلام انه قال متكلموا هذه العصابة من شر من هم منه (١)

وعنه عليه‌السلام قال أما انه شر عليكم ان تقولوا بشي‌ء ما لم تسمعوه منا (٢).

وعنه عليه‌السلام هلك المتكلمون ونجا المسلمون (٣).

وعنه عليه‌السلام انه نهى عن الكلام فقيل له انا نحتاج إليه لإلزام الخصوم فقال : خاصموهم بما بلغكم من علومنا فان خصموكم فقد خصمونا (٤).

وعنه عليه‌السلام انه سأل هشام بن الحكم عن كلامه مع عمرو بن عبيد فأخبره فاستحسنه وقال من علمك هذا فقال هذا شي‌ء سمعته منك وألفته فقال : هذا والله مكتوب في صحف إبراهيم وموسى (٥).

وروى الكشي عن المشرقي انه قال للصادق عليه‌السلام والله ما نقول الا بقول آبائك عليهم‌السلام عندنا كتاب سميناه الجامع ، فيه جميع ما يتكلم الناس فيه عن آبائك (ع) وانما نتكلم عليه ، فاقبل عليه جعفر عليه‌السلام فقال : إذا كنتم لا تتكلمون بكلام آبائي فبكلام ابى بكر وعمر تريدون ان تتكلموا (٦).

وفي هذه الأحاديث وأمثالها وهو كثير جدا دلالة على ان الكلام في المرخص فيه هو ما ثبت عن الأئمة (ع) اما بلفظه أو بمعناه والغرض المطلوب منه.

وهذا بعيد من الكلام المشهور الان بل أدلة علم الكلام في أكثر التفاصيل مخالفة لأحاديث الأئمة (ع) كما لا يخفى على من تتبع تلك الإله وأحاديثهم (ع) وأما ما ذكره بعض المتأخرين من ان ذلك من فروض الكفاية لرد الشبهات من الضعفاء فقد عرفت جوابه على أنه لا يستقيم الا على مذهب العامة لأنهم يقولون ان أهل الحل والعقد حافظون للدين والشريعة وأما على قول الإمامية فلا حاجة إليه لأن ذلك من

__________________

(١) التوحيد ص ٤٦٠

(٢) الوسائل ج ٣ ص ٣٧٦

(٣) مستدرك الوسائل ج ٢ ص ٣٧٣

(٤) لم نجد الرواية في مظانه

(٥) معرفة الرجال ص ٢٧٢

(٦) معرفة الرجال ص ٤٩٩

٥٥٠

وظائف الامام على ان من حصل له اليقين بالاعتقاد قدر على رد جميع الشبهات بدليل إجمالي.

ومن تتبع أحاديث الأئمة (ع) الواردة في مطالب الكلام المروية في كتاب أصول الكافي والروضة والاحتجاج والتوحيد وعيون الاخبار وإكمال الدين وكتاب الغيبة ونهج البلاغة وأمثالها وهو كثير جدا قدر على دفع جميع الشبهات بالأدلة التفصيلية ولا يقدر أحد من المعاندين والملحدين وأعداء الدين على إلزامه ولا تشكيكه فان المخالفين ما زالوا يعترضون على الأئمة (ع) فيجيبونهم بأجوبة إجمالية أو تفصيلية عقلية ونقلية فيها الكفاية.

وكذا كانوا يعترضون على علماء الإسلام في كل زمان فيعجزون غالبا عن الجواب ويجيبهم امام ذلك الزمان وذلك في مدة تزيد على ثلاثمائة وخمسين سنة وتلك الاعتراضات والأجوبة مروية مدونة في الكتب السابقة وأمثالها ولا يحتاج من اطلع عليها وفهمها أو فهم بعضها الى غيرها وأكثر تلك المطالب متواترة عند المتتبع الماهر وما لم يتواتر منها فهو محفوف بالقرائن الكثيرة ومن اطلع عليها لا يحتاج الى تمويهات المخالفين والفلاسفة والملاحدة التي لا يحصل منها الا الشكوك والشبهات كما هو مشاهد من كل من مال إليها واعتمد عليها والله الهادي.

٥٥١

( فائدة ١٠٢ )

قد تواتر في الكتاب والسنة ذم الكثرة ومدح القلة ومن تأمل ذلك ظهر له نفى حجية الإجماع لأنه عند التحقيق يرجع الى الشهرة والكثرة كما ذكره الشهيد في الذكرى ولو علم دخول المعصوم انتفت فائدته مع ان ذلك أمر قد اعترفوا باستحالته في زمان الغيبة مع ان كل إجماع ادعوه في زمان الغيبة بل ذهب جماعة الى عدم إمكان تحققه وجماعة الى عدم إمكان الاطلاع عليه والاعتبار الصحيح شاهد به والعلم العادي حاصل بأنه غير مقدور وان الاعتقاد أمر خفي غير محسوس وكثيرا ما يمنع من إظهاره موانع.

ومن هنا يظهر ضعف دليل العامة على امامة أئمتهم فإنه منحصر عند التحقيق في الإجماع المدعى بل في الشهرة والكثرة ، وذلك مطلب جليل كثير الفائدة.

فمن الآيات الدالة على ذلك قوله تعالى ( فَلَمّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتالُ تَوَلَّوْا إِلّا قَلِيلاً مِنْهُمْ وَاللهُ عَلِيمٌ بِالظّالِمِينَ ) (١).

وقوله تعالى : ( إِنَّ اللهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلّا قَلِيلاً مِنْهُمْ ) (٢).

وقوله تعالى : ( الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا اللهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللهِ وَاللهُ مَعَ الصّابِرِينَ ) (٣).

__________________

(١) البقرة : ٢٤٦

(٢) البقرة ٢٤٩

(٣) البقرة : ٢٤٩

٥٥٢

وقوله تعالى : ( وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتابِ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفاسِقُونَ ) (١).

وقوله تعالى : ( وَلكِنْ لَعَنَهُمُ اللهُ بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلّا قَلِيلاً ) (٢).

وقوله تعالى : ( وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللهُ عَلَيْها بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلّا قَلِيلاً ) (٣).

وقوله تعالى : ( يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَواضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلا تَزالُ تَطَّلِعُ عَلى خائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلّا قَلِيلاً مِنْهُمْ ) (٤).

وقوله تعالى : ( قالَ رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلّا نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفاسِقِينَ ) (٥).

وقوله تعالى : ( لا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ ) (٦).

وقوله تعالى : ( وَلكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ ) (٧).

وقوله تعالى : ( وَلَقَدْ ذَرَأْنا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ ) (٨).

وقوله تعالى : ( وَمِمَّنْ خَلَقْنا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ ) (٩).

وقوله تعالى : ( إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفاً مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا ) (١٠).

وقوله تعالى : ( فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللهِ ) (١١).

__________________

(١) آل عمران ١١٠

(٢) النساء : ٤٦

(٣) النساء : ١٥٥

(٤) المائدة : ١٣

(٥) المائدة : ٢٥

(٦) المائدة : ١٠٠

(٧) المائدة : ١٠٣

(٨) الأعراف : ١٧٩

(٩) الأعراف ـ ١٥٩

(١٠) الأنفال : ٦٥

(١١) الأنفال : ٦٦

٥٥٣

وقوله تعالى : ( وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَضاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ ). (١)

وقوله تعالى : ( وَما يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلّا ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً ). (٢)

وقوله تعالى : ( فَما آمَنَ لِمُوسى إِلّا ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ عَلى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَائِهِمْ أَنْ يَفْتِنَهُمْ ). (٣)

وقوله تعالى : ( وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النّاسِ عَنْ آياتِنا لَغافِلُونَ ). (٤)

وقوله تعالى : ( وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلّا يَخْرُصُونَ ). (٥)

وقوله تعالى : ( وَاللهُ غالِبٌ عَلى أَمْرِهِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النّاسِ لا يَعْلَمُونَ ). (٦)

وقوله تعالى : ( ذلِكَ مِنْ فَضْلِ اللهِ عَلَيْنا وَعَلَى النّاسِ وَلكِنَّ أَكْثَرَالنّاسِ لا يَشْكُرُونَ ) (٧)

وقوله تعالى : ( أَمَرَأَلّا تَعْبُدُواإِلّا إِيّاهُ ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلكِنَّ أَكْثَرَالنّاسِ لايَعْلَمُونَ ). (٨)

وقوله تعالى : ( وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِما عَلَّمْناهُ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النّاسِ لا يَعْلَمُونَ ). (٩)

وقوله تعالى : ( وَما أَكْثَرُ النّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ ) (١٠).

وقوله تعالى : ( وَما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللهِ إِلّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ ) (١١).

وقوله تعالى : ( وَأَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لا يَبْعَثُ اللهُ مَنْ يَمُوتُ بَلى وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا وَلكِنَّ أَكْثَرَ النّاسِ لا يَعْلَمُونَ ) (١٢).

وقوله تعالى : ( ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً عَبْداً مَمْلُوكاً لا يَقْدِرُ عَلى شَيْ‌ءٍ وَمَنْ رَزَقْناهُ مِنّا

__________________

(١) التوبة : ٢٥

(٢) يونس : ٣٦ (٣) يونس : ٨٣

(٤) يونس : ٩٢ (٥) الانعام : ١١٦

(٦) يونس : ٢١ (٧) يوسف : ٣٨

(٨) الروم : ٣٠

(٩) يوسف : ٦٨

(١٠) يوسف : ١٠٣

(١١) يوسف : ١٠٦

(١٢) النحل : ٣٧

٥٥٤

رِزْقاً حَسَناً فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْراً هَلْ يَسْتَوُونَ الْحَمْدُ لِلّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ ) (١).

وقوله تعالى : ( يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَها وَأَكْثَرُهُمُ الْكافِرُونَ ) (٢).

وقوله تعالى : ( وَإِذا بَدَّلْنا آيَةً مَكانَ آيَةٍ وَاللهُ أَعْلَمُ بِما يُنَزِّلُ قالُوا إِنَّما أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ ) (٣).

وقوله تعالى : ( وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلّا إِبْلِيسَ قالَ : أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً قالَ أَرَأَيْتَكَ هذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلّا قَلِيلاً ) (٤).

وقوله تعالى : ( قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ ما يَعْلَمُهُمْ إِلّا قَلِيلٌ ) (٥).

وقوله تعالى : في عدة مواضع ( إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ ) (٦)

وقوله تعالى : ( فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدائِنِ حاشِرِينَ إِنَّ هؤُلاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ وَإِنَّهُمْ لَنا لَغائِظُونَ وَإِنّا لَجَمِيعٌ حاذِرُونَ ) (٧).

وقوله تعالى : ( قُلْنَا احْمِلْ فِيها مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَما آمَنَ مَعَهُ إِلّا قَلِيلٌ ) (٨).

وقوله تعالى : ( وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حاجِزاً أَإِلهٌ مَعَ اللهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ ) (٩)

وقوله تعالى : ( وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَشْكُرُونَ ) (١٠)

وقوله تعالى : ( فَرَدَدْناهُ إِلى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُها وَلا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ ). (١١)

وقوله تعالى : ( وَعْدَ اللهِ لا يُخْلِفُ اللهُ وَعْدَهُ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النّاسِ لا يَعْلَمُونَ ). (١٢)

__________________

(١) النحل : ٧٥

(٢) النحل : ٨٣

(٣) النحل : ١٠١

(٤) الاسراء : ٦٢

(٥) الكهف : ٢٢

(٦) الشعراء : ١٠٣

(٧) الشعراء : ٥٦

(٨) هود : ٤٠

(٩) النمل ـ ٦١

(١٠) النمل : ٧٣

(١١) القصص : ١٣. (١٢) الروم : ٦

٥٥٥

وقوله تعالى : ( فِطْرَتَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النّاسَ عَلَيْها لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النّاسِ لا يَعْلَمُونَ ). (١)

وقوله تعالى : ( وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ ). (٢)

وقوله تعالى : ( اعْمَلُوا آلَ داوُدَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ ). (٣)

وقوله تعالى : ( وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلّا فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ) (٤)

وقوله تعالى : (وَما أَرْسَلْناكَ إِلّا كَافَّةً لِلنّاسِ بَشِيراًوَنَذِيراً وَلكِنَّ أَكْثَرَالنّاسِ لايَعْلَمُونَ ). (٥)

وقوله تعالى : ( قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النّاسِ لا يَعْلَمُونَ ). (٦)

وقوله تعالى : ( لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ ). (٧)

وقوله تعالى : ( وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ الْأَوَّلِينَ ). (٨)

وقوله تعالى : ( وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ الْخُلَطاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ وَقَلِيلٌ ما هُمْ ). (٩)

وقوله تعالى : ( قالَ إِنَّما أُوتِيتُهُ عَلى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ ) (١٠)

وقوله تعالى : ( اللهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهارَ مُبْصِراً إِنَّ اللهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النّاسِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النّاسِ لا يَشْكُرُونَ ). (١١)

وقوله تعالى : ( اللهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ

__________________

(١) يوسف : ٤٠

(٢) لقمان : ٢٥

(٣) السبأ : ١٣

(٤) السبا : ٢٠

(٥) السبا : ٢٨

(٦) السبا : ٣٦

(٧) يس : ٧

(٨) الصافات : ٧١

(٩) ص : ٢٤

(١٠) الزمر : ٤٩

(١١) الغافر : ٦١

٥٥٦

وَلكِنَّ أَكْثَرَ النّاسِ لا يَعْلَمُونَ ). (١)

وقوله تعالى : ( فَأَخْرَجْنا مَنْ كانَ فِيها مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَما وَجَدْنا فِيها غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ). (٢)

وقوله تعالى : ( وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذاباً دُونَ ذلِكَ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ ) (٣)

وقوله تعالى : ( ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ عَلى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ مُتَّكِئِينَ عَلَيْها مُتَقابِلِينَ ) (٤).

وقوله تعالى : ( فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ ) (٥).

وغير ذلك من آيات الكثيرة ومثلها أحاديث متواترة وآيات والروايات الدالة على ذم الناس أو أهل الدنيا أو أهل الأرض والمخلوقات كثيرة جدا والمراد به أكثرهم قطعا لخروج الأنبياء والأوصياء والمؤمنين والصلحاء وقد ظهر من ذلك ذم الكثرة ومدح القلة والتتبع والاستقراء شاهدان بكثرة أهل الباطل وقلة أهل الحق في كل زمان وكل مكان والله المستعان.

تنبيه

وقع الخطاء في ص ١٦ سطر ١٦

والصحيح : وما المانع من كون علي عليه‌السلام قد قال لهم إلخ ـ مكان المانع من كون علي عليه‌السلام إلخ :

وهكذا في سطر ١٧ : ولم يقبلوا فتركهم ـ مكان لم يقبلوا إلخ.

__________________

(١) الجاثية : ٢٦

(٢) الذاريات : ٣٦

(٣) الطور : ٤٨

(٤) الواقعة : ١٦

(٥) الحديد ـ ٢٧

٥٥٧

فهرست الفوائد المذكورة في الكتاب

العنوان

الصفحة

فائدة ( ١ ) في أن الصدوق ره أجل من أن يوثق....................................... ٧

فائدة ( ٢ ) جواب شبهة في خبر المنزلة.............................................. ١٤

فائدة ( ٣ ) حديث في الرؤية...................................................... ١٩

فائدة ( ٤ ) حديث آخر في الرؤية.................................................. ٢٣

فائدة ( ٥ ) حديث المسح في التيمم................................................. ٢٧

فائدة ( ٦ ) حديث قياس إبليس.................................................... ٣٠

فائدة ( ٧ ) في بحث المعرف باللام.................................................. ٣٤

فائدة ( ٨ ) حديث أرواح الكفار.................................................. ٣٦

فائدة ( ٩ ) اسم الجنس........................................................... ٣٨

فائدة ( ١٠ ) عبارة في حاشية الخطائي.............................................. ٣٩

فائدة ( ١١ ) التقديرات الشرعية................................................... ٤٠

فائدة ( ١٢ ) حديث العقل........................................................ ٤٢

فائدة ( ١٣ ) حديث من يعرف الحق لم يعبد الحق................................... ٤٩

فائدة ( ١٤ ) حديث المشكاة والمصباح............................................. ٥٣

٥٥٨

العنوان

الصفحة

فائدة ( ١٥ ) حديث الأكل متكئا.................................................. ٥٥

فائدة ( ١٦ ) عبارة في الطواف من شرح اللمعة..................................... ٥٧

فائدة ( ١٧ ) حديث اليمين في المعصية............................................. ٦٠

فائدة ( ١٨ ) حديث محاذاة المرأة................................................... ٦٢

فائدة ( ١٩ ) حديث وأما رحمك منكورة........................................... ٦٤

فائدة ( ٢٠ ) حديث الإرادة....................................................... ٦٦

فائدة ( ٢١ ) حديث هلكت المحاضير............................................... ٦٩

فائدة ( ٢٢ ) حديث تلقنون موتاكم لا إله إلا الله................................... ٧١

فائدة ( ٢٣ ) في تفسير اليتامى..................................................... ٧٣

فائدة ( ٢٤ ) تفسير ولا تؤتوا السفهاء.............................................. ٧٦

فائدة ( ٢٥ ) حديث من عرف نفسه............................................... ٧٩

فائدة ( ٢٦ ) حديث إذا أحببته كنت سمعه.......................................... ٨١

فائدة ( ٢٧ ) حديث ترجيع القرآن................................................ ٨٣

فائدة ( ٢٨ ) حديث التغني بالقرآن................................................ ٩٥

فائدة ( ٢٩ ) حديث إن الشهوة عشرة أجزاء....................................... ٩٧

فائدة ( ٣٠ ) حديث الربح بعد الروح.............................................. ٩٨

فائدة ( ٣١ ) حديث لا أدرى أيهم أعظم جرما.................................... ١٠٠

فائدة ( ٣٢ ) حديث إنهم حجة الله على من تحت الثرى............................ ١٠٢

فائدة ( ٣٣ ) حديث المستمسك بالقضيب........................................ ١٠٤

فائدة ( ٣٤ ) حديث وأنه لذكر لك ولقومك...................................... ١٠٥

فائدة ( ٣٥ ) حديث علمهم بالمنايا............................................... ١٠٨

فائدة ( ٣٦ ) حديث الأرض لا تخلو من حجة إلا أربعين يوما....................... ١١٠

٥٥٩

العنوان

الصفحة

فائدة ( ٣٧ ) حديث الإمام يعلم علم ما قبله إلا ما شاء الله.......................... ١١٣

فائدة ( ٣٨ ) حديث الاثني عشر بعد الاثني عشر.................................. ١١٥

فائدة ( ٣٩ ) نقيض الموجبة الجزئية............................................... ١٢١

فائدة ( ٤٠ ) قولهم لازم العام لازم الخاص......................................... ١٢٣

فائدة ( ٤١ ) حديث القصر في فرسخ وفي عشرة أيام............................... ١٢٤

فائدة ( ٤٢ ) حال تفسير العسگري (ع).......................................... ١٢٨

فائدة ( ٤٣ ) حديث بني الاسلام على خمسة...................................... ١٣١

فائدة ( ٤٤ ) حديث الاثني عشر من ولد علي (ع)................................ ١٣٦

فائدة ( ٤٥ ) حديث الصلاة ليلة المعراج.......................................... ١٣٩

فائدة ( ٤٦ ) شرح خطبة لأمير المؤمنين (ع)...................................... ١٤٢

فائدة ( ٤٧ ) حديث حتى تموت جميع الخلائق إلا الثقلين............................ ١٥٨

فائدة ( ٤٨ ) في العمل بظواهر القرآن............................................ ١٦٣

فائدة ( ٤٩ ) في البراءة الأصلية والاستصحاب..................................... ١٩٦

فائدة ( ٥٠ ) حديث إن أبا بكر بمنزلة السمع...................................... ٢٢١

فائدة ( ٥١ ) دليل من منع من التتن والقهوة....................................... ٢٢٤

فائدة ( ٥٢ ) عدد الرواة والمصنفات وتوثيق أصحاب الصادق (ع)................... ٢٣١

فائدة ( ٥٣ ) إعراب فضلا عن كذا.............................................. ٢٣٤

فائدة ( ٥٤ ) في أن أكثر علماء الأصول من العامة................................. ٢٣٥

فائدة ( ٥٥ ) تأويل ما دل على أن الباعث على الفعل علم الله....................... ٢٣٧

فائدة ( ٥٦ ) في أن اذهاب الرجس لا يستلزم وجوده............................... ٢٣٨

فائدة ( ٥٧ ) في رد من زعم ان كتابة الحديث مستحدثة............................ ٢٤١

فائدة ( ٥٨ ) قبلة المكان المقابل الكعبة المشرفة..................................... ٢٥٤

٥٦٠