الفوائد الطوسيّة

محمد بن الحسن الحرّ العاملي [ العلامة الشيخ حرّ العاملي ]

الفوائد الطوسيّة

المؤلف:

محمد بن الحسن الحرّ العاملي [ العلامة الشيخ حرّ العاملي ]


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مكتبة المحلاتي
المطبعة: العلميّة
الطبعة: ٢
الصفحات: ٥٦٢

لم يزل موليا مستكبرا قبل التلاوة.

وقوله تعالى : ( وَإِذا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قالُوا إِنَّما نَحْنُ مُصْلِحُونَ ) (١) مع انهم كانوا يقولون ذلك مع عدم الشرط ويدعونه دائما.

وقوله تعالى : ( مَنْ كانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللهِ ) (٢).

وقوله تعالى : ( مَنْ كانَ عَدُوًّا لِلّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكالَ فَإِنَّ اللهَ عَدُوٌّ لِلْكافِرِينَ ) (٣).

وقوله تعالى : ( وَلَبِئْسَ ما شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ ) (٤) مع ان ذلك مذموم مع علمهم وجهلهم.

وقوله تعالى : ( وَاشْكُرُوا لِلّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيّاهُ تَعْبُدُونَ ) (٥) مع ان شكر الله واجب عقلا ونقلا مأمور به على تقدير عبادتهم إياه وعبادة غيره خصوصا عند الإمامية وقوله تعالى : ( فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) (٦).

وقوله تعالى : ( فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذا رَجَعْتُمْ ) (٧) مع انه يجب عليه صومها وان لم يرجع.

وقوله تعالى : ( فَإِذا قَضَيْتُمْ مَناسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللهَ ) (٨) مع ان ذكر الله مأمور به قبل المناسك وفي حال أدائها وفي أثنائها.

وقوله تعالى : ( فَإِنْ زَلَلْتُمْ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْكُمُ الْبَيِّناتُ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) (٩) وقوله تعالى : ( وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُ فَإِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ ) (١٠) وقوله تعالى : ( فَإِنْ فاؤُ فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) (١١)

__________________

(١) البقرة ـ ١١

(٢) البقرة ٩٧ ـ ٩٨

(٣) البقرة ٩٧ ـ ٩٨

(٤) البقرة ـ ١٠٢

(٥) البقرة ـ ٧٢

(٦) البقرة ـ ١٩٢

(٧) البقرة ـ ١٩٦

(٨) البقرة ـ ٢٠٠

(٩) البقرة ـ ٢٠٩

(١٠) البقرة ـ ٢١١

(١١) البقرة ـ ٢٢٦

٢٨١

وقوله تعالى : ( وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلاقَ فَإِنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) (١).

وقوله تعالى : ( فَإِذا أَمِنْتُمْ فَاذْكُرُوا اللهَ ) (٢) مع ان ذكر الله مأمور به في الخوف والأمن.

وقوله تعالى : ( وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُسُ أَمْوالِكُمْ ) (٣) مع ان من لم يتب من الربا أيضا ليس له الا رأس ماله ويجب عليه رد الباقي.

وقوله تعالى : ( وَإِنْ كُنْتُمْ عَلى سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُوا كاتِباً فَرِهانٌ مَقْبُوضَةٌ ) (٤) مع ان الرهن جائز مشروع مع عدم السفر ومع وجود الكاتب.

وقوله تعالى : ( فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِالْمُفْسِدِينَ ) (٥).

وقوله تعالى : ( فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنّا مُسْلِمُونَ ) (٦).

وقوله تعالى : ( بَلى مَنْ أَوْفى بِعَهْدِهِ وَاتَّقى فَإِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ ) (٧).

وقوله تعالى : ( وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ ) (٨)

وقوله تعالى : ( وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِمّا يَجْمَعُونَ ) (٩)

وقوله تعالى : ( وَخافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ) (١٠) مع ان خوف الله مع عدم الايمان واجب بل أوجب.

وقوله تعالى : ( فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْ‌ءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ) (١١) مع ان رد كل ما لم يعلم حكمه الى الله سبحانه والى الرسول ص واجب مأمور به مع التنازع وعدمه ومع الايمان وعدمه.

__________________

(١) البقرة ـ ٢٢٧

(٢) البقرة ـ ٢٣٩

(٣) البقرة ـ ٢٧٩

(٤) البقرة ـ ٢٨٣

(٥) آل عمران ـ ٦٣

(٦) آل عمران ـ ٦٤

(٧) آل عمران ـ ٧٦

(٨) آل عمران ـ ٩٧

(٩) آل عمران ـ ١٧٥

(١٠) آل عمران ـ ١٥٧

(١١) النساء ـ ٥٩

٢٨٢

وقوله تعالى : ( وَإِذا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا ) (١) مع ان القصر واجب مع عدم الضرب في الأرض في حال الخوف ومع عدم الخوف في حال السفر ولا يشترط اجتماعهما.

وقوله تعالى : ( فَإِذا قَضَيْتُمُ الصَّلاةَ فَاذْكُرُوا اللهَ ) (٢) مع ان ذكر الله مأمور قبل الصلاة وفيها.

وقوله تعالى : ( فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ ) (٣) مع ان إقامتها واجبة على كل حال.

وقوله تعالى : ( وَإِنْ تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللهَ كانَ غَفُوراً رَحِيماً ) (٤).

وقوله تعالى : ( وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ ) (٥).

وقوله تعالى : ( إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلا يَرْضى لِعِبادِهِ الْكُفْرَ ) (٦)

وقوله تعالى : ( وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعاً ) (٧)

وقوله تعالى : ( قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللهِ شَيْئاً إِنْ أَرادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ) (٨).

وقوله تعالى : ( لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي ما أَنَا بِباسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ ) (٩) مع ان المذكور لا يبسط يده لقتله مع عدم بسط يده أيضا.

وقوله تعالى : ( إِنْ أُوتِيتُمْ هذا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا ) (١٠) مع انه الحذر واجب مطلقا مأمور به على كل حال.

وقوله تعالى : ( وَمَنْ يُرِدِ اللهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللهِ شَيْئاً ) (١١) مع انه لا يملك من الله شيئا لغيره.

__________________

(١) النساء ـ ١٠١

(٢) النساء ـ ١٠٣

(٣) النساء ـ ١٠٣

(٤) النساء ـ ١٢٩ ـ ١٣١

(٥) النساء ـ ١٢٩ ـ ١٣١

(٦) الزمر ـ ٧

(٧) النساء ـ ١٧٢

(٨) المائدة ـ ١٧

(٩) المائدة ـ ٢٨

(١٠) المائدة ـ ٤١. (١١) المائدة ـ ٤١

٢٨٣

وقوله تعالى : ( مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ) (١) مع انه يأتي بهم على كل حال.

وقوله تعالى : ( وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغالِبُونَ ) (٢) وقوله تعالى : ( وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ ) (٣).

وقوله تعالى : ( فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّما عَلى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ ) (٤) وقوله تعالى : ( قالَ اتَّقُوا اللهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ) (٥) مع ان ذلك مأمور به على كل حال.

وقوله تعالى : ( إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْلَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُالْحَكِيمُ ) (٦).

وقوله تعالى : ( وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْ‌ءٍ قَدِيرٌ ) (٧).

وقوله تعالى : ( فَإِنْ يَكْفُرْ بِها هؤُلاءِ فَقَدْ وَكَّلْنا بِها قَوْماً لَيْسُوا بِها بِكافِرِينَ ) (٨)

وقوله تعالى : ( إِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدى لا يَتَّبِعُوكُمْ ) (٩).

وقوله تعالى : ( إِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدى لا يَسْمَعُوا ) (١٠).

وقوله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذا مَسَّهُمْ طائِفٌ مِنَ الشَّيْطانِ تَذَكَّرُوا فَإِذا هُمْ مُبْصِرُونَ ) (١١) مع أنهم دائما متذكرون مبصرون.

وقوله تعالى : ( وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ) (١٢) مع انهم مكلفون بالطاعة مأمورون بها على تقدير عدم الايمان أيضا خصوصا على مذهبنا.

وقوله تعالى : ( وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ ) (١٣).

__________________

(١) المائدة ـ ٥٤

(٢) المائدة ـ ٥٦

(٣) المائدة ـ ٧٣

(٤) التغابن ـ ١٢

(٥) المائدة ـ ١١٢

(٦) المائدة ـ ١١٨

(٧) الانعام ـ ٨١

(٨) الانعام ـ ٨٩

(٩) الأعراف ـ ١٩٣

(١٠) الأعراف ١٩٨

(١١) الأعراف ـ ٢٠٠

(١٢) الأنفال ـ ١

(١٣) الأنفال ـ ٣٦

٢٨٤

وقوله تعالى : ( فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) (١).

وقوله تعالى : ( وَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَوْلاكُمْ ) (٢)

وقوله تعالى : ( وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْ‌ءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ ) الى قوله ( إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللهِ وَما أَنْزَلْنا عَلى عَبْدِنا ) (٣) وقد تقدم مثله.

وقوله تعالى : ( وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَإِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) (٤)

وقوله تعالى : ( وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللهُ ) (٥)

وقوله تعالى : ( إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ ) (٦) مع ان الغلبة قد تحصل بأكثر وان لم يكن خيرا بل كان أمرا فان الأقل مأمور ندبا والأكثر وجوبا وهذا من مفهوم الشرط والعدد معا.

وقوله تعالى : ( إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفاً مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا ) (٧)

وقوله تعالى : ( فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ ) (٨).

وقوله تعالى : ( وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ ) (٩).

وقوله تعالى : ( وَإِنْ يُرِيدُوا خِيانَتَكَ فَقَدْ خانُوا اللهَ مِنْ قَبْلُ ) (١٠)

وقوله : ( وَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللهِ ) (١١)

وقوله تعالى : ( إِلّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ) (١٢)

وقوله تعالى : ( إِنْ كانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقامِي وَتَذْكِيرِي بِآياتِ اللهِ فَعَلَى اللهِ تَوَكَّلْتُ ) (١٣)

وقوله تعالى : ( فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَما سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلّا عَلَى اللهِ ) (١٤)

__________________

(١) البقرة ـ ١٩٢. (٢) الأنفال ـ ٤٠

(٣) الأنفال ـ ٤١

(٤) الأنفال ـ ٤٩

(٥) الأنفال ـ ٦٢

(٦) الأنفال ـ ٦٥

(٧) الأنفال ـ ٦٦

(٨) الأنفال ـ ٦٦

(٩) الأنفال ـ ٦٦

(١٠) الأنفال ـ ٧١

(١١) التوبة ـ ٢

(١٢) التوبة ـ ٤٠

(١٣) يونس ـ ٧١. (١٤) يونس ـ ٧٢

٢٨٥

وقوله تعالى : ( قُلْ يا أَيُّهَا النّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي فَلا أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ ) (١).

وقوله تعالى : ( وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ ). (٢)

وقوله تعالى : ( أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتانِي مِنْهُ رَحْمَةً فَمَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللهِ إِنْ عَصَيْتُهُ ) (٣).

وقوله تعالى : ( وَإِنْ كانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصّادِقِينَ ) (٤).

وقوله تعالى : ( قالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ ) (٥).

وقوله تعالى : ( إِنْ تَحْرِصْ عَلى هُداهُمْ فَإِنَّ اللهَ لا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ ) (٦).

وقوله تعالى : ( فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما عَلَيْكَ الْبَلاغُ الْمُبِينُ ) (٧).

وقوله تعالى : ( فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ ) (٨).

وقوله تعالى : ( وَاشْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيّاهُ تَعْبُدُونَ ) (٩) وقد تقدم نحوه.

وقوله تعالى : ( قُلْ لَوْ كانَ الْبَحْرُ مِداداً لِكَلِماتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِماتُ رَبِّي ) (١٠).

وقوله تعالى : ( فَإِمّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنِ اتَّبَعَ هُدايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقى ) (١١)

وقوله تعالى : ( أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ) الى قوله ( الَّذِينَ إِنْ مَكَّنّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ ) (١٢).

وقوله تعالى : ( إِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعادٌ وَثَمُودُ ) (١٣)

__________________

(١) يونس ـ ١٠٤

(٢) يونس ـ ١٠٧

(٣) هود ـ ٦٣

(٤) يوسف ـ ٢٧

(٥) يوسف ـ ٧٧

(٦) النحل ـ ٣٧

(٧) النحل ـ ٨٢

(٨) النحل ـ ٩٨

(٩) النحل ـ ١١٤

(١٠) الكهف ـ ١٠٩

(١١) طه ـ ١٢٣

(١٢) الحج ـ ٤١

(١٣) الحج ـ ٤٢

٢٨٦

وقوله تعالى : ( وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ ) (١)

مع انه عليه‌السلام كان يعرف في وجوههم المنكر قبل تلاوة الآيات.

وقوله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ وَلَوْ رَحِمْناهُمْ وَكَشَفْنا ما بِهِمْ مِنْ ضُرٍّ لَلَجُّوا فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ ) (٢).

وقوله تعالى : ( رَبِّ إِمّا تُرِيَنِّي ما يُوعَدُونَ رَبِّ فَلا تَجْعَلْنِي فِي الْقَوْمِ الظّالِمِينَ ) (٣) وقوله تعالى : ( إِنْ لَبِثْتُمْ إِلّا قَلِيلاً لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ) (٤).

وقوله تعالى : ( وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ لا بُرْهانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّما حِسابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ ) (٥)

وقوله تعالى : ( وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِما رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ) (٦).

وقوله تعالى : ( هذا بُهْتانٌ عَظِيمٌ يَعِظُكُمُ اللهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَداً إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ) (٧) وقوله تعالى : ( وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُواتِ الشَّيْطانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ ) (٨)

وقوله تعالى : ( لا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتّى تَسْتَأْنِسُوا ) إلى قوله ( فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيها أَحَداً فَلا تَدْخُلُوها حَتّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا ) (٩)

وقوله تعالى : ( وَلا تُكْرِهُوا فَتَياتِكُمْ عَلَى الْبِغاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً ) (١٠)

وقوله تعالى : ( وَمَنْ يُكْرِهْهُنَّ فَإِنَّ اللهَ مِنْ بَعْدِ إِكْراهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) (١١)

وقوله تعالى : ( فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما عَلَيْهِ ما حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ ما حُمِّلْتُمْ ) (١٢)

__________________

(١) الحج ٧٢

(٢) المؤمنون ٧٥

(٣) المؤمنون ٩٤

(٤) المؤمنون ١١٤

(٥) المؤمنون ١١٧

(٦) النور ٢

(٧) النور ١٧

(٨) النور ٢١

(٩) النور ٢٨

(١٠) النور ٣٤

(١١) النور ٣٤

(١٢) النور ٥٤

٢٨٧

وقوله تعالى : ( فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ ) (١).

وقوله تعالى : ( وَأَعْتَدْنا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسّاعَةِ سَعِيراً إِذا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَها تَغَيُّظاً وَزَفِيراً ) (٢).

وهذا من مفهوم الشرط والصفة جميعا.

وقوله تعالى : ( قالَ فِرْعَوْنُ وَما رَبُّ الْعالَمِينَ قالَ رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ ) (٣).

وقوله تعالى : ( رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَما بَيْنَهُما إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ ) (٤).

وقوله تعالى : ( وَإِنْ تُكَذِّبُوا فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ ) (٥).

قوله تعالى : ( إِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ ) (٦).

وقوله تعالى : ( وَإِنَّ الدّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوانُ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ ) (٧).

وقوله تعالى : ( فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آباءَهُمْ فَإِخْوانُكُمْ فِي الدِّينِ ) (٨).

وقوله تعالى : ( وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلى حِمْلِها لا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْ‌ءٌ ) (٩).

وقوله تعالى : ( إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ ) (١٠).

وقوله تعالى : ( وَإِذا مَسَّ الْإِنْسانَ الضُّرُّ دَعانا ) (١١).

وقوله تعالى : ( وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللهُ ) (١٢).

مع انهم كانوا يقولون ذلك وان لم يسألوا.

وقوله تعالى : ( وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْداءُ اللهِ إِلَى النّارِ ) الى قوله ( فَإِنْ يَصْبِرُوا فَالنّارُ مَثْوىً لَهُمْ

__________________

(١) النور ٦٢

(٢) الفرقان ١٢

(٣) الشعراء ٢٤

(٤) الشعراء : ـ ٢٨

(٥) العنكبوت ١٨

(٦) العنكبوت ٤١

(٧) العنكبوت ٦٤

(٨) الأحزاب ٥

(٩) فاطر ١٨

(١٠) الزمر ـ ٧

(١١) الزمر ٤٩. (١٢) الزمر ٣٨

٢٨٨

وَإِنْ يَسْتَعْتِبُوا فَما هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِينَ ) (١).

وقوله تعالى : ( فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ ) (٢).

وقوله تعالى : ( وَإِذا أَنْعَمْنا عَلَى الْإِنْسانِ أَعْرَضَ وَنَأى بِجانِبِهِ ) (٣).

وقوله تعالى : ( أَرَأَيْتُمْ إِنْ كانَ مِنْ عِنْدِ اللهِ ثُمَّ كَفَرْتُمْ بِهِ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ فِي شِقاقٍ بَعِيدٍ ) (٤).

وقوله تعالى : ( وَلَوْ بَسَطَ اللهُ الرِّزْقَ لِعِبادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ ما يَشاءُ ) (٥).

وقوله تعالى : ( وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَواحِشَ وَإِذا ما غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ ) (٦)

وقوله تعالى : ( فَإِنْ أَعْرَضُوا فَما أَرْسَلْناكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلاغُ ) (٧)

وقوله تعالى : ( وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ ) (٨).

وقوله ( لِتَسْتَوُوا عَلى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ ) (٩).

وقوله تعالى : ( إِذا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجالِسِ فَافْسَحُوا ) (١٠).

وقوله تعالى : ( فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) (١١).

وقوله تعالى : ( لَئِنْ أُخْرِجُوا لا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لا يَنْصُرُونَهُمْ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبارَ ) (١٢).

__________________

(١) فصلت ٢٤

(٢) فصلت ٣٨

(٣) فصلت ٥١

(٤) فصلت ٥٢

(٥) الشورى ٢٧

(٦) الشورى ٣٧

(٧) الشورى ٤٨

(٨) الزخرف ٩

(٩) الزخرف ١٣

(١٠) المجادلة : ١١

(١١) المجادلة ١٢

(١٢) الحشره ١٢

٢٨٩

وقوله تعالى : ( لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِياءَ ) إلى قوله ( إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهاداً فِي سَبِيلِي ) (١).

وقوله تعالى : ( إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْداءً ) (٢).

وقوله تعالى : ( وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ) (٣).

وقوله تعالى : ( فَإِذا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ ) (٤).

مع ان الحكم ثابت قبل بلوغ الأجل.

وقوله تعالى : ( إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ ) (٥).

مع ان الوضوء مأمور به دائما استحبابا تارة ووجوبا أخرى من غير ارادة القيام إلى الصلاة.

وقوله تعالى : ( وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا ) (٦) مع ان الغسل والطهارة قد أمر بهما غير الجنب وجوبا واستحبابا.

وقوله تعالى : ( إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلى ذِكْرِ اللهِ ) (٧) مع انها واجبة مأمور بها مع اجتماع شرائطها مع النداء وعدمه فإنها غير مشروطة به.

وقوله تعالى : ( فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّما عَلى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ ) (٨).

وقوله تعالى : ( وَإِنْ تَعاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرى ) (٩).

وقوله تعالى : ( إِنْ تَتُوبا إِلَى اللهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما ) (١٠).

وقوله تعالى : ( وَإِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلاهُ ) (١١).

وقوله تعالى : ( عَسى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْواجاً خَيْراً مِنْكُنَّ ) (١٢) مع موتهن

__________________

(١) الممتحنة ١

(٢) الممتحنة ٢

(٣) الممتحنة ٦

(٤) الطلاق ٢

(٥) المائدة ٦

(٦) المائدة ٢

(٧) الجمعة ٩

(٨) الغابن ١٢

(٩) الطلاق ٦

(١٠) التحريم ٤

(١١) التحريم ٤. (١٢) التحريم ٥

٢٩٠

وفي الآخرة بل روى أحاديث كثيرة ان الله أحل له ما شاء من النساء وان آية المنع في حقه منسوخة.

وقوله تعالى : ( قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ ) (١) مع انه لا يأتيهم بماء معين الا الله على التقديرين.

وقوله تعالى : ( فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْماً يَجْعَلُ الْوِلْدانَ شِيباً ) (٢) مع انه مع عدم الكفر لا يمكن اتقاء ذلك اليوم خصوصا الفساق.

وقوله تعالى : ( وَإِذا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لا يَرْكَعُونَ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ ) (٣) مع انهم لا يركعون مع القول ولا مع عدمه.

وقوله تعالى : ( إِنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى أَنْ رَآهُ اسْتَغْنى ) (٤) مع انه مع عدم الاستغناء يحصل الطغيان كثيرا بل أكثرها.

فهذا ما اقتضاه الحال وخطر بالبال مع ضيق المجال من الأمثلة القرآنية في هذا المطلب ولو أردنا إيراد الأمثلة من الحديث الشريف وكلام الفصحاء والبلغاء نظما ونثرا لطال الكلام وضاق المقام.

هذا حال مفهوم الشرط مع اتفاقهم على انه أقوى المفهومات قد وجدناه غير معتبر في القرآن في أكثر من مائة وخمسة وعشرين موضعا ولو أردنا الأمثلة من غير القرآن لوجدناه ألوفا متعددة فكيف يوثق بإرادة المتكلم له من غير قرينة واضحة فضلا عن ارادة غيره مما هو أضعف منه من المفهومات وخصوصا مع عدم قيام دليل تام قطعي على حجية شي‌ء منها ولو أردنا إيراد أمثلة لباقي المفهومات لم يقصدها المتكلم لتعذر علينا استقصاؤها وادي ذلك الى الاطناب والملال والله أعلم بحقيقة الأحوال.

__________________

(١) الملك ٣٠

(٢) المزمل ١٧

(٣) المرسلات ٤٨

(٤) العلق ٧

٢٩١

فائدة (٦٤)

قال الشيخ بهاء الدين في مفتاح الفلاح روى عبد الرحمن بن عبد الله عن ابى عبد الله عليه‌السلام انه قال إذا صليت فصل في نعليك إذا كانت طاهرة فإنه يقال ذلك من السنة (١).

وقوله عليه‌السلام يقال إلخ الظاهر انه أراد به انك إذا صليت فيهما عرفت الشيعة ان الصلاة فيهما من السنة وقالوا بذلك فان هذا الراوي من أعيان أصحاب الصادق عليه‌السلام الموثوق بأقوالهم وأفعالهم « انتهى ».

وهو وجه وجيه ويحتمل وجهين آخرين لعلهما أقرب مما ذكره.

أحدهما : ان يراد فإن آبائي عليهم‌السلام يقولون ذلك من السنة ويكون البناء للمفعول لعدم استحسان التصريح بالفاعل لأن العامة لا يقولون بذلك أو أكثرهم لا يقولون به أو لعلم المخاطب بالفاعل بان يكون الراوي سمع ذلك من بعض آبائه (ع) ولو بواسطة فيكون تذكيرا له بالحديث الذي سمعه سابقا

ولا استبعاد في ذلك لوجود القرينة وهي قوله (ع) فإنه يقال إلخ فقد أورد ذلك على وجه الاستدلال وهو (ع) لا يستدل بقول من لا يعتقد حجيته ولا يعتقدها المخاطب أيضا فتعين الحمل على أحد آبائه عليهم‌السلام وقد عرفت الحكمة في ترك التصريح.

__________________

(١) مفتاح الفلاح ص ٢٦ ط ١٣١٧ ه‍ وقد أخرجه المؤلف عنه في الوسائل ج ١ ص ٢٧٢ ط أمير بهادر.

٢٩٢

وثانيهما : ان يكون المراد ان ذلك يقال فينبغي لكم العمل بهذا القول وان كان يحتمل الصدق والكذب الا ان الجواز معلوم والاستحباب إذا ورد هنا وان كان بطريق ضعيف لكنه تستلزم حصول الثواب على العمل به فيدخل تحت قولهم عليهم‌السلام من بلغه شي‌ء من الثواب على شي‌ء من العمل فصنعه كان له اجره وان لم يكن على ما بلغه (١) فإنه أعم من الثواب المذكور تفصيلا وإجمالا فصار ظاهرا فيكون أشار عليه‌السلام الى مضمون تلك الأحاديث وهي كثيرة قد جمعنا منها تسعة أحاديث في محل آخر وفيها ما هو صحيح السند باصطلاح الشيخ بهاء الدين ومن وافقه من المأخرين وكلها صحيحة باصطلاح قدمائنا.

وقد ذكر الشيخ بهاء الدين في عدة مواضع من كتبه ان هذا المعنى قد روى بعدة طرق أقواها الحسن وقد ذكر ان هذا الحديث مما تفرد بروايته أصحابنا ولم يروه العامة وفي هذا أيضا نظر فإن العامة أيضا نقلوه ورواه ابن فهد في عدة الداعي من طرقهم وقال ان هذا المعنى متفق على روايته بين العامة والخاصة (٢) وعذر الشيخ عدم الاستحضار في ذلك الوقت ومثله كثيرة والله اعلم.

__________________

(١) البحار ج ٢ ص ٢٥٦ ح ٣ نقلا عن المحاسن

(٢) عدة الداعي ص ٢.

٢٩٣

فائدة (٦٥)

قال شيخنا البهائي في مفتاح الفلاح أيضا ينبغي استقبال القبلة حال الوضوء وأكثر علماؤنا رحمهم‌الله لم يذكروه وقد ذكره بعضهم مستدلا بما روى عن أئمتنا عليهم‌السلام خير المجالس ما استقبل به القبلة « انتهى » (١) وهو استدلال جيد لأنه يشمل الوضوء بعمومه وان لم يكن خاصا به الا انه أخص من المدعى إذ لا يشمل غير حالة الجلوس وقد يكون الوضوء في حال القيام أو المشي أو الاتكاء أو الاضطجاع أو الاستلقاء أو الركوب الى غير ذلك من الحالات فكان ينبغي تقييد الحكم بالاستحباب بحال الجلوس.

والاعتذار بان الغالب في الوضوء حال الجلوس وما عداه نادر اعتذار ضعيف جدا لأن إدخال بقية الحالات في الحكم دعوى بغير دليل وعمل بغير نص وقياسها على الحالة المنصوصة غير جائز لبطلان القياس وهو واضح.

ثم ان الحديث المذكور لا يحضرني بهذا اللفظ في روايات أصحابنا بل الذي رواه الكليني عن ابى عبد الله عليه‌السلام قال كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أكثر ما يجلس تجاه القبلة (٢) غير ان الشيخ مصدق في الرواية واحتمال كونها من روايات العامة بعيد لأنها منقولة كما يروى عن أئمتنا عليهم‌السلام والعامة لا يروون عنهم الا نادرا ورواه المحقق في الشرائع مرسلا والله اعلم.

__________________

(١) مفتاح الفلاح ص ١٣ ط ١٣١٧ ه‍. وقد أخرجه المؤلف عنه في الوسائل

(٢) الكافي ج ٢ ص ٦٦١

٢٩٤

فائدة (٦٦)

قال شيخنا البهائي في مفتاح الفلاح أيضا في شرح دعاء التعقيب لا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين (١). اى عباداتنا منحصرة فيه سبحانه حال كوننا غير خالطين مع عبادته عبادة غيره ، والمراد انا لا نعبد غيره لا على الانفراد ولا علي الاشتراك « انتهى ».

فقد جعل مخلصين حالا من فاعل نعبد ومعلوم ان الحال قيد لعاملها فيختل المعنى ويفسد ولا يستقيم الحصر إذ المقصود حصر العبادة فيه سبحانه مطلقا لا في حال خاصة لأنه يستلزم تجويز الشرك في غيرها من الحالات ولو على وجه الاحتمال ولا يجوز للداعي قصده وإرادته ولا هو مقصود من الكلام بل هو ضد المقصود فتعين تقدير عامل فيقدر لا نعبد إلا إياه بل نعبد مخلصين فينتفى المفسدة ويستقيم الكلام.

فان قلت : قوله لا نعبد إلا إياه يشتمل على جملتين منفية ومثبتة والمفسدة مخصوصة بكون الحال قيد للمنفية فينبغي كونه قيد المثبتة.

قلت : عامل الحال على ما ذكره شيخنا البهائي ره من الجملة المنفية فيتوجه النفي إلى القيد كما تقرر عندهم ولا أقل من الاحتمال فتلزم المفسدة وليس في الكلام عامل للمثبتة فان قدرتموه فقد رجعتم الى ما قلناه وهو الصواب الذي لا بد منه ولا

__________________

(١) مفتاح الفلاح ص ٥١

٢٩٥

معدل عنه ولا يمكن حمل كلام الشيخ عليه إذ هو ظاهر بل صريح في خلافه.

وما قلناه نظير ما قاله بعض المحققين من النحويين في قوله تعالى : ( إِنَّهُ عَلى رَجْعِهِ لَقادِرٌ يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ ) (١) من ان الظرف لا يجوز تعلقه بقادر ولا يرجعه لفساد المعنى لاستلزامه تخصيص القدرة على البعث بذلك اليوم وهو باطل قطعا لعموم القدرة الإلهية فلا بد من تقدير عامل للظرف فيقال انه على رجعه لقادر يرجعه يوم تبلى السرائر فيستقيم المعنى وتنتفي المفسدة وهو جيد.

ولا يخفى أن المفسدة فيما قاله شيخنا البهائي أعظم مما ذكروه بوجود الحصر في الدعاء دون الآية فتعين ما قلناه وقريب منه في فساد المعنى بسبب بناء الاعراب على ظاهر اللفظ ما ذكروه في قوله تعالى : ( يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخافُونَ يَوْماً كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً ) (٢) من ان يوما لا يجوز كونه مفعولا فيه متعلقا بيخافون لفساد المعنى وانقلاب المدح ذما فان المذكورين الممدوحين لا يخافون في ذلك اليوم وهو يوم القيمة وانما يخافون في الدنيا وخوفهم فيها سبب للأمن في الآخرة بل يتعين كون يوما مفعولا به وعامله يخافون لتنتفي المفسدة ويستقيم المعنى ويبقى المدح بحاله ، وهو حسن وأمثال هذا كثير مما لو بنى المعرب فيه على ظاهر اللفظ من غير تأمل للمعنى لحصل الخلل وفسد المعنى وقد جمع فيه صاحب المغني أمثلة كثيرة فليرجع إليها.

__________________

(١) الطارق ـ ٨ ـ ٩

(٢) الدهر ـ ٧

٢٩٦

فائدة (٦٧)

روى الكليني بإسناده عن سليمان بن خالد قال قال أبو عبد الله عليه‌السلام إياك ان تفرض على نفسك فريضة فتفارقها اثنى عشر هلالا (١).

أقول : تستفاد من غيره من أحاديث ذلك الباب ان المراد منه الأمر بالمداومة على العبادة مدة سنة فصاعدا لا النهى عن مفارقتها والرخصة في مفارقتها في أقل من سنة.

وتوجيه استفادة المعنى الأول من الحديث أن نقول : لفظ إياك يدل على طلب الترك ولفظ تفارقها على الترك فهو بمنزلة نفى النفي وهو إثبات فصار القيد الذي هو الظرف مثبتا.

وحاصله إذا فرضت على نفسك فريضة ينبغي ان تداوم عليها سنة والقرائن والتصريحات على ارادة هذا المعنى كثيرة وان نوقش فيه ببقاء الاحتمال فالاحتمال الضعيف لا يضر بقائه مع القرائن التي تدفعه ولك ان تقدر للظرف عاملا بعد تمام الجملة التي قبله فنقول بل تداوم عليها اثنى عشر هلالا فيصير نظيرا لما تقدم والله أعلم.

__________________

(١) الكافي ج ٢ ص ٨٣ ح ٢

٢٩٧

فائدة (٦٨)

روى العياشي في تفسيره عن المفضل بن محمد الجعفي قال سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول الله عزوجل ( حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنابِلَ ) قال : الحبة فاطمة (ع) والسبع السنابل سبعة من ولدها سابعهم قائمهم قلت الحسن قال ان الحسن امام من الله مفترض طاعته ولكن ليس من السنابل السبعة أو لهم الحسين وسابعهم القائم (١) فقلت : قوله ( فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ ) فقال : يولد للرجل منهم في الكوفة مائة من صلبه وليس ذاك إلا لهؤلاء السبعة (٢).

أقول : في هذا الحديث إشكالات.

منها : ان هذا المعنى بعيد من ظاهر الآية جدا وكيف يجوز من الحكيم ارادة خلاف الظاهر بغير قرينة ويلزم منه تأخير البيان عن وقت الخطاب بل عن وقت الحاجة.

ومنها : ان الموجود من أولاد فاطمة (ع) من الأئمة عشرة بل أحد عشر مع الحسن فما وجه الاخبار عنهم بالسبعة.

ومنها : ان إخراج الحسن عليه‌السلام منهم لا يظهر له وجه مع كثرة أولاده وكونه أفضل من الحسين (ع) كما روى في عدة أحاديث وكما دل عليه تقدمه عليه وكونه أماما له.

والجواب عن الأول انه لا مانع من ارادة الظاهر وغيره بل ورد في عدة أحاديث ان القرآن له ظاهر وباطن وأكثر الآيات لها معان متعددة وبعضها لها سبعون

__________________

(١) وآخرهم القائم خ م

(٢) العياشي ص ١٤٧ ج ١

٢٩٨

معنى يعلمه الراسخون في العلم وهم المخاطبون به قد عرّفهم الله تفسيره وتأويله والنصوص بذلك متواترة فلا ينافي الحكمة ولا يترتب عليه المفسدة واستحالة تأخير البيان ممنوعة وسند المنع له محل آخر.

وعن الثاني : بوجوه أحدهما : ان مفهوم العدد ليس بحجة اتفاقا من علمائنا ومن كان عنده عشرة دراهم جاز ان يقول عندي سبعة دراهم وليس في الحديث حصر ليلزم الكذب ولعل الحكمة اقتضت الاخبار بهذا القدر وان لم يظهر لنا وجه الحكمة.

وثانيها : ان يكون السبعة هم الذين اعقبوا وولد لهم أولاد كثيرة فيخرج منهم الرضا (ع) إذ لم يولد له غير الجواد (ع) ويخرج الجواد إذ لم يولد له من الذكور غير الهادي (ع) ويخرج العسكري (ع) إذ لم يولد له غير المهدى (ع) ذكر ذلك المفيد ره في إرشاده أن أولاد أمير المؤمنين (ع) سبعة وعشرون ولدا ، وان أولاد الحسن خمسة عشر ولد أو ان أولاد الحسين عليه ستة ، وأن أولاد على بن الحسين (ع) خمسة عشر ، وان أولاد الباقر (ع) سبعة وان أولاد الصادق (ع) عشرة وان أولاد الكاظم (ع) سبعة وثلاثون وان ولد الرضا (ع) واحد وهو الجواد (ع) وان ولد الجواد (ع) أربعة ذكر واحد وثلث بنات وان ولد الهادي (ع) خمسة وان ولد العسكري (ع) واحد وهو صاحب الأمر (ع) ولا غير.

وإذا كان ثلاثة منهم لا ولد له الا واحد فأولاده أولاده وحصل التداخل فرجعت العشرة إلى سبعة لأن الأولاد معتبرة هنا لقوله ( فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ ).

وثالثها : ان يكون المراد سبعة من العشرة أولهم الحسين وآخرهم القائم كما صرح به في الخبر والخمسة الأخر مبهمة في جملة ثمانية لعدم اقتضاء الحكمة تعيينهم كما أخفيت أشياء كثيرة للمصلحة وتكون السبعة هم الذين يولد لكل واحد منهم مائة ولد من صلبه بالكوفة يعني في الرجعة كما صرح به في غيره لقوله ( أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ ) وإذا كانت أنبتت عشرا منها سبعة يولد

٢٩٩

لكل واحد منهم مائة ولد.

وأراد المتكلم الاخبار عن السبعة دون الثلاثة لكثرة أولاد السبعة وقلة أولاد الثلاثة لم يكن ذلك منافيا للحكمة ولا مخالفا لمقتضى الحال والمقام ولا موجب لحصر الأولاد مطلقا في سبعة بل لحصر الأولاد الذين يولد لكل واحد منهم مائة ولد في سبعة فلا اشكال بعد ملاحظة القيد.

وعن الثالث : خفاء الحكمة لا يقتضي نفيها ولعل الحسن (ع) لا يولد له مائة من صلبه في الكوفة والغرض الاخبار عن أصحاب هذا العدد كما هو صريح الآية والرواية ولا ينافي ذلك الأفضلية من جهة أخرى ولا التقدم في الإمامة وهو واضح.

٣٠٠