المقتصر

الشيخ ابن فهد الحلّي

المقتصر

المؤلف:

الشيخ ابن فهد الحلّي


المحقق: السيد مهدي الرجائي
الموضوع : الفقه
الناشر: مجمع البحوث الاسلامية
المطبعة: مطبعة سيد الشهداء عليه السلام
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٧٩

١
٢

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله القديم الديان ، الكريم المنان ، مفضل نوع الإنسان ، على مشاركة في الحيوان ، بتعليم البيان ، وتعريف الشرائع والأديان ، والمتفضل عليه بالتكليف المؤدي إلى الخلود في الجنان ، والمتطول عليه بالالطاف الحارسة له من هفوات النقصان ، ودركات النيران.

نحمده على ما أولانا من الإحسان ، وعلمنا من القرآن ، حمدا يحصر عنه اللسان ، ويثبت به الجنان.

والصلاة والسلام على أشرف نوع الإنسان ، المبعوث الى الانس والجان ، والمؤيد بالدليل والبرهان ، محمد سيد ولد عدنان ، وعلى آله يعاسيب الايمان وأمناء الرحمن ، صلاة تملاء الميزان ، وتبلغ حقيقة الرضوان ، ما تعاقب الجديدان وسار النيران.

فلما فرغت من الكتاب الجامع أعني : المهذب البارع في شرح مختصر الشرائع ، وكان كافيا بحل رموزه وتردداته ، وافيا بالإرشاد الى شعبه وتفريعاته موصلا الى بحثه وتحقيقاته ، مشتملا على حصر الأقوال وذكر أدلة كل فريق ، وإيراد

٣

ما يحضر من الاعتراضات ، وتحصيل الجواب عما يمكن من التنبيهات والاطناب في المسائل المعضلات التي هي مطارح الأذكياء ، فخرج بحمد الله وقد ملاء العيون بها والقلوب ثناء.

لكن المبتدي قليل الحظ منه ، فربما استكثر حجمه ، واستغلق فهمه ، اختصرت منه ما يمكن به الإشارة إلى خلافاته وإيضاح تردداته ، دون البحث والاطناب والزيادة في الأبواب ، بحيث يكون كالحاشية للكتاب إذ جعلنا ذلك موكولا الى ذلك وسميته بـ « المقتصر من شرح المختصر ».

ولنقدم (١) قبل الشروع في البحث مقدمة يحتاج إليها.

فاعلم أن كل موضع يقع الكناية فيه بالشيخ (٢) ، فالمراد به الشيخ السعيد أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي شيخ المذهب قدس الله روحه ، وبالشيخين هو مع شيخه المفيد محمد بن محمد بن النعمان البغدادي رضي‌الله‌عنه ، وبالثلاثة هما مع السيد المرتضى علم الهدى طاب ثراه ، وبالأربعة هم مع أبي جعفر محمد ابن بابويه.

وبالخمسة بإضافة أبيه علي بن الحسين بن بابويه القمي رضي‌الله‌عنه ، وأعبر عنه بالفقيه ، وعن ابنه بالصدوق ، وعنهما بالصدوقين والفقيهين. وبالحسن عن أبي عقيل العماني ، وبأبي علي عن أحمد بن الجنيد ، وعنهما بالقديمين ، وبالقاضي عن عبد العزيز بن نحرير البراج وهو تلميذ الشيخ وقد أضيفه اليه.

وبأبي يعلى عن سلار وهو تلميذ المفيد وقد أضيفه اليه ، وبالتقي عن أبي الصلاح الحلبي ، وعن الامام البحر القمقام سيد المتبحرين وأفضل العلماء الراسخين نجم الدين أبي القاسم جعفر بن سعيد صاحب الكتاب المشروح بالمصنف.

__________________

(١) في « ق » : ولتقدم.

(٢) في « س » : الكتابة فيه الشيخ.

٤

وقد أكني بكناية عن الشرائع والنافع ، وعن الإمام الأعظم أستاد الخلق والفائز بقصب السبق نادرة الزمان واحد (١) نوع الإنسان أبي منصور الحسن بن المطهر بالعلامة ، وعن ولده السعيد قدوة المحققين وأستاد المتبحرين أبي طالب محمد بفخر المحققين ، وعن الامام الزاهد التقي أبي عبد الله محمد بن مكي بالشهيد قدس الله أرواحهم الطيبة الطاهرة ، وحشرهم مع أئمتهم الأنجم الزاهرة ، وجعل لنا نصيبا في موافقتهم ومرافقتهم وسلوك طريقتهم.

وإذا قلنا قال الشيخ في الكتابين ، أو كتابي الفروع ، أو الخلاف ، فالمراد بها المبسوط والخلاف ، وبالثلثة هما مع النهاية. والمراد بكتاب الصدوق هو كتاب من لا يحضره الفقيه ، وبكتابية هو مع المقنع ، والمراد بكتابي القاضي المذهب والكامل.

وهذا أوان الشروع ونسأل من الله التوفيق للمراد والعصمة من الخلل في الإيراد ، وهو حسبنا ونعم الوكيل.

قال طاب ثراه :

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي صغرت في عظمته عبادة العابدين ، وحصرت عن شكر نعمته ألسنة الحامدين وقصرت عن وصف كماله أفكار العالمين وحسرت عن ادراك جلاله أبصار العالمين « ذلكم الله ربكم لا إله الا هو فادعوه مخلصين له الدين ».

أقول : إنما صدرت الكتب بالبسملة للتيمن والتبرك ، ولدفع المحذورات

__________________

(١) في « ق » : واجد.

٥

بتقديم ذكر اسم الله تعالى ، ألا تراهم في الدعاء يقولون : بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شي‌ء في الأرض ولا في السماء.

وقال أمير المؤمنين عليه‌السلام : ضمنت لمن سمي الله عزوجل على طعامه أن لا يشتكي منه ، فقال ابن الكواء : أكلت البارحة طعاما وسميت عليه ، ثم أصبحت وقد آذاني فقال عليه‌السلام : لعلك أكلت ألوانا ، فسميت على بعضها ولم تسم على بعض ، فقال : قد كان ذلك ، قال : فمن ذلك أتيت يا لكع (١). وكان من الخوارج.

وللاستعانة على إتمام ما شرع فيه ، لقوله عليه‌السلام : كل أمر لم يبدء فيه بسم الله فهو أبتر.

ولامتثال أوامر الشرع ، فإنه روي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنه قال : كل أمر فليبدء فيه ببسم الله وعن الصادق عليه‌السلام : لا تدع البسملة ولو كتبت شعرا.

وكانوا قبل الإسلام يصدرون كتبهم باسمك اللهم ، فلما نزل قوله تعالى « انه من سليمان وانه بسم الله الرحمن الرحيم » (٢) صدروا بها ، وكان في عنوان الكتاب الذي أنفذه سليمان عليه‌السلام الى بلقيس ، وانما كتب سليمان البسملة على ظهر الكتاب ، لأنها من عتوها وتجبرها كانت تبزق على ما يرد عليها من كتب الملوك قبل قراءتها فلما رأت كتاب سليمان لم يبزق عليه ، وقالت لجلسائها : « اني ألقي إلى كتاب كريم » أي : مختوم ، فإن إكرام الكتاب ختمه ، ويدل أيضا على تعظيم المكتوب إليه « أنه من سليمان وأنه بسم الله الرحمن الرحيم ».

واقتداء بالله سبحانه حيث جعلها في أول كل سورة من سور القرآن ، وهي عندنا آية من كل سورة ، وهو مذهب ابن عباس ، ولهذا قال : من ترك البسملة

__________________

(١) رواه الكليني بإسناده عن أبى عبد الله عليه‌السلام عن أمير المؤمنين عليه‌السلام في فروع الكافي ج ٦ ـ ٢٩٥ ، ح ١٨.

(٢) سورة النمل : ٣٠.

٦

كان كمن (١) ترك مائة وأربع عشرة آية من كتاب الله.

وبيان ذلك : ان البسملة آية من كل سورة ، فإذا تركها كان قد ترك من كل سورة آية ، وعدد سور القرآن مائة وأربع عشرة سورة.

فإن قلت : لا بسملة في براءة ، فكيف يكون المتروك مائة وأربع عشرة آية.

قلنا : عوضت عنها النمل.

فان قلت : هي (٢) في النمل بعض آية بالإجماع.

قلنا : متى ترك بعض الآية يصدق عليه أنه لم يأت بالاية ، أي : تماما ، ويصدق عليه أنه لم يقرأها ، أي : كلها. وجواب آخر ، وهو أن مذهب ابن عباس قراءة البسملة في براءة.

وروي عن الرضا عليه‌السلام أنه قال : بسم الله الرحمن الرحيم أقرب الى الاسم الأعظم من سواد العين الى بياضها (٣).

وعن ابن عباس عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذا قال المعلم للصبي : قل بسم الله الرحمن الرحيم ، فقال الصبي : بسم الله الرحمن الرحيم ، كتب الله براءة للصبي وبراءة لأبويه وبراءة للمعلم.

وعن ابن مسعود من أراد أن ينجيه الله من الزبانية التسعة عشر ، فليقرأ بسم الله الرحمن الرحيم ، فإنها تسعة عشر حرفا ، ليجعل الله كل حرف منها جنة من واحد منهم.

والاسم مشتق من السمو وهو الرفعة ، والله تعالى اسم لا يطلق على غيره تعالى

__________________

(١) في « س » : من.

(٢) في « س » : لا هي.

(٣) عيون أخبار الرضا ٢ ـ ٥ ، ح ١١.

٧

حقيقة ولا مجازا ، قال تعالى « هل تعلم له سميا » (١) أي : هل يسمى بالله غيره ، وهو علم على الذات [ المقدسة ] (٢) الموصوفة بجميع الكمالات التي هي مبدأ لجميع الموجودات ، إذ لا يجب في كل اسم أن يكون مشتقا ، والا لزم التسلسل ، وهو مذهب الحليل.

وقيل : هو مشتق ، وفي اشتقاقه أقوال :

الأول : أنه مشتق من الالوهة التي هي العبادة ، والتأله التعبد ، ويقال :إله الله فلان الاهة ، كما يقال : عبده عبادة ، فعلى هذا يكون معناه الذي يحق له العبادة ، ولذلك لا يسمى به غيره ويوصف فيما لم يزل بأنه آله.

الثاني : انه مشتق من الوله ، وهو التحير ، يقال : إله يأله إذا تحير ، وهو المروي عن أبي عمرو ، ومعناه : تحير العقول في كنه عظمته وتيهاتها في بيداء جلالته فلا تعرف من ذاته الملائكة المقربون والأنبياء والمرسلون الا ما وقفهم عليه من صفاته ، ومنه سمي الباطن لبطونه واحتجاجه عن تلوث الافهام والخواطر به كنها.

الثالث : انه مشتق من قولهم « ألهت الى فلان » أي : فزعت إليه ، لأن الخلق يألهون إليه ، أي : يفزعون إليه في حوائجهم ، فقيل للمألوه به : إله ، كما قيل للمؤتم به : امام.

الرابع : انه مشتق من قولهم « ألهت إليه » أي : أسكنت اليه ، وهو المروي عن المبرد ومعناه : أن الخلق تسكن الى ذكره « ألا بذكر الله تطمئن القلوب » (٣).

الخامس : اشتقاقه من لاه ، أي : احتجب ، وهو المحتجب بكنه ذاته عن أن تناوله أيدي (٤) العقول والأوهام ، والظاهر لعباده بالدلائل والأعلام ، فلا يعرف منه

__________________

(١) سورة مريم : ٦٥.

(٢) الزيادة ساقطة من « س ».

(٣) سورة الرعد : ٢٨.

(٤) في « س » : أي.

٨

إلا الصفات ، وهيهات في الوصول الى غايتها هيهات ، ومنه قول الشاعر :

لاهت فما عرفت يوما بجارحه (١)

يا ليتها خرجت حتى رأيناها

وقيل : لاه بمعنى ظهر ، فهي من أسماء الأضداد ، ومعناه : أنه تعالى ظهر بمخلوقاته (٢) وتجلى بمصنوعاته ، فلا موجود الا وهو يشهد بوجوده ، ولا مخترع الا وهو يعرب عن توحيده ،

وفي كل شي‌ء له آية

تدل على أنه واحد.

وهذا الاسم ـ أي : الله ـ أشرف الأسماء وأعظمها. وقيل : انه الاسم الأعظم ، وقد اختص من بين سائر الأسماء بخواص :

الأول : خصوصيته بالذات المقدسة ، فلا يطلق على غيره حقيقة ولا مجازا ، بخلاف باقي الأسماء ، فقد يسمى بها غيره على سبيل المجاز.

الثاني : أن جميع الأسماء يتسمى به ولا يتسمى بها ، فيقال : الرحمن اسم من أسماء الله ولا يقال الله اسم من أسماء الرحمن.

الثالث : انه يدل على الذات المقدسة ، وباقي الاسماء لا يدل آحادها الأعلى آحاد المعاني.

الرابع : انه جعل امام سائر الأسماء في الذكر.

الخامس : ان لفظ الشهادة والحكم بالإسلام موقوف على التلفظ به ، دون غيره من الأسماء.

والرحمن الرحيم اسمان موضوعان للمبالغة ، ومشتقان من الرحمة ، والرحمة هي التخلص (٣) من أقسام الآفات وإيصال الخيرات إلى أرباب الحاجات.

والحمد هو الثناء بالجميل على جهة التعظيم والتبجيل ، وانما احتيج الى القيد

__________________

(١) في « س » : بخارجه.

(٢) في « س » : لمخلوقاته.

(٣) في « ق » : التلخيص.

٩

الأخير ليخرج عنه (١) الاستهزاء.

واللام في قوله « لله » الملك والاستحقاق ، معناه : الحمد يملكه الله ويستحقّه.والعبادة الخشوع والذلة ، ومنه يقال : طريق معبد أي : مذلل بكثرة المشي عليه ، ولما كانت العبادة هي الخشوع والتذلل للمعبود كان فيها اشعار بتعظيمه وإجلاله وأتم ذلك ما قام بإزاء عظمته وجزاء نعمته والأول محال.

ومن أين ابن آدم المخلوق من الطين والماء والقيام بما يجب من وظائف العبودية لحضرة الربوبية بل ولا الملائكة المقربون والأنبياء والمرسلون.

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ان لله ملائكة لا يرفعون رءوسهم حتى ينفخ في الصور النفخة الأخرى ، ثم يقولون : سبحانك ربنا وبحمدك ما عبدناك كما ينبغي لك أن تعبد.

وعن أمير المؤمنين عليه‌السلام الهي وعزتك وجلالك لو لا الواجب من قبول أمرك لنزهتك عن ذكري إياك ولكن ذكري لك على قدري لا على قدرك.

وعن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لا تتفكروا في خلق الله ، فان ملكا من ملائكة السماء يقال له : إسرافيل ، رجلاه في تخوم الأرض وكاهله عند العرش.

وأما الثاني وهو مجازاة نعم المعبود ، فمستحيل من العباد وان بلغوا الغاية وتجاوزوا النهاية ، كيف؟ والطاعات انما تقع بالآلات وجوارح هي ملكه تعالى ومن مواهبه.

وفي الحديث : ان الله سبحانه أوحى الى داود عليه‌السلام أن اشكرني يا داود ، قال : كيف أشكرك يا رب؟ والشكر من نعمتك تستحق عليه شكر ، قال : يا داود رضيت بهذا الاعتراف منك شكرا (٢).

__________________

(١) في « س » : عن.

(٢) روى الكليني بإسناده عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : فيما أوحى الله عزوجل الى موسى عليه‌السلام يا موسى اشكرني حق شكري ، فقال : يا رب وكيف أشكرك حق

١٠

وأيضا فإن نعم الله غير متناهية إذا أمعن العبد النظر في نعمه تعالى عليه قبل خلقه وعند إعادته في آخرته وما يقع عليه من الطاعات بآلات بدنية متناهية ، وإذا أقيس المتناهي الى غير المتناهي كان في غاية الصغر والحقارة.

والحصر : العي (١) والبكم ، وهو ضد الفصاحة والبلاغة ، وهو مأخوذ من الحصر وهو التضيق بقوله حصرته إذا ضيقت عليه.

والشكر : صرف العبد ما أعطاه الله فيما خلق لأجله ، كصرف القلب في الفكر واللسان في الذكر ، وهو : قد يكون باللسان ، وقد يكون بالجوارح والأركان ، ولا يكون إلا في مقابلة النعمة.

وأما الحمد ، فهو الثناء على الممدوح بذكر صفات الكمال وحده ، والشكر بأنه الاعتراف بنعمة المنعم. والاعتراف أعم من وقوعه بشهادة اللسان أو شهادة الجوارح ، ولهذا قال : الحمد لله الذي صغرت في عظمته عبادة العابدين. فاستعمله عند ذكر صفات الكمال ، ثم قال : وحصرت عن شكر نعمته. فاستعمل الشكر عند ذكر النعمة.

والفرق بين الحمد والشكر من وجهين :

الأول : أن الحمد يستعمل حيث يستحق الممدوح المدح بذكر صفاته المحمودة وان لم تصل الحامد ، والشكر لا يكون إلا في مقابلة نعمه على الشاكر.

الثاني : أن الحمد لا يكون الا باللسان وحده ، وأما الشكر فقد يكون بالجوارح ، قال تعالى : « اعملوا آل داود شكرا » (٢) وقال الشاعر :

__________________

شكرك وليس من شكر أشكرك به الا وأنت أنعمت به على؟ قال : يا موسى الان شكرتني حين علمت أن ذلك مني. الكافي ٢ ـ ٩٨ ح ٢٧.

(١) ذكره الجوهري في الصحاح ٢ ـ ٦٣١.

(٢) سورة سبأ : ١٣.

١١

أفادتكم النعماء مني ثلاثة

يدي ولساني والضمير المحجبا

فبينهما عموم وخصوص من وجه فصدقهما حيث يكون باللسان على نعمه ، فهو شكر لكونه في مقابله نعمة ، وحمد لكونه باللسان ، ويصدق الحمد بدون الشكر حيث يكون باللسان على غير نعمه فهو حمد وليس بشكر ، ويصدق الشكر بدون الحمد حيث يكون بالجوارح على النعمة فهو شكر وليس بحمد.

والنعمة هي المنفعة الواصلة إلى الغير إذا قصد بها الإحسان اليه.

والألسنة جمع لسان ، ويقال على الجارحة المخصوصة وعلى اللغة قال الله تعالى « ( وَما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلّا بِلِسانِ قَوْمِهِ ) » (١) أي : بلغتهم. وقال تعالى « ومن آياته خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم » (٢) وليست الجارحة مختلفة.

واللسان بمعنييه حصر عن شكر نعمته : أما بالمعنى الأول ، فلأنه آلة جسمانية لا لغوي على إعطاء ما يجب عليها من الشكر الذي لا يتناهى ، لكونه في مقابل ما لا يتناهى من النعم.

وأما بالمعنى الثاني ، فلان اللغات على كثرة اختلافها وتعدد أصنافها مقصرة فيما نصفه ونعتريه عن أداء ما يجب عليها من أصناف الشكر ، فكل ذي لغة وان بلغ في الوصف مقصر ، وكل ذي قوة وان اجتهد في أذيال خزنه متغير (٣).

واللسان الذلق وان شقشق (٤) حصر ، والحصر والبكم والعي بكسر العين المهملة والياء المشددة بمعنى ، وهو ضد البلاغة والفصاحة.

__________________

(١) سورة إبراهيم : ٤.

(٢) سورة الروم : ٢٢.

(٣) في « ق » جريه متعثر.

(٤) في « س » شبشق ، وفي « ق » شقشق.

١٢

والقصر : الحبس والمنع قال تعالى « حور مقصورات في الخيام » (١) أي محبوسات وممنوعات.

والأفكار : جمع فكر ، ويطلق على معان : منها حركة النفس بالقوة التي آلتها مقدم الدورة التي هي البطن الأوسط من الدماغ ، فان كانت الحركة في المحسوسات سمي تخيلا ، وان كانت في المعقولات سمي مفكرة.

والعالمين جمع عالم. وإذا قصرت أفكار العلماء عن ادراك كماله ، فأفكار غيرهم أولى بالقصور ، وكيف لا تقصر الأفكار عن وصف كماله؟ وهي قاصرة عن وصف أدنى مخلوق من مخلوقاته تعالى.

أو لا تسمع الى قول أمير المؤمنين عليه‌السلام في وصف ملك الموت : هل تحس به إذا دخل منزلا؟ أم هل تراه إذ توفي أحدا؟ بل كيف يتوفى الجنين في بطن أمه أيلج عليه من بعض جوارحها أم الروح أجابته بإذن ربها؟ أم هو ساكن معه في أحشائها؟ كيف يصف إلهه من يعجز عن وصف (٢) مخلوق مثله (٣).

والحسور : الكلال والإعياء يقال : حسر البعير يحسر حسورا إذا (٤) كل وأعيا وحسر بصره إذا كل وانقطع من طول المدى.

والإدراك في اللغة : اللقاء. وفي الاصطلاح قال ابن سينا في كتاب الشفاء :الإدراك أن تكون حقيقة الشي‌ء متمثلة عن المدرك يشاهدها ما به يدرك.

واعلم أن الإدراك قسمان ، لان المدرك : اما الحواس الظاهرة ، أو الباطنة.

الأول : الحواس الظاهرة ، وهي خمسة (٥) :

__________________

(١) سورة الرحمن : ٧٢.

(٢) في النهج : صفة.

(٣) نهج البلاغة ص ١٦٧ ، رقم الخطبة : ١١٢.

(٤) في « ق » : أي.

(٥) في « ق » : خمس.

١٣

الأول : السماع ، ومحله الصماخ ، وهو العصب المفروش داخل الاذن شبيه بجلد الطبل ، فاذا حصل الصوت من قرع (١) أو قلع تموج الهواء المجاور له وتدافع حتى يصل الى سطح الصماخ ، فتدركه القوة المودعة فيه.

الثاني : الأبصار ، وهو يحصل بانطباع صون المرئي في العين ، أو بخروج شعاع من العين على شكل مخروط رأسه العين وقاعدته سطح المرئي على اختلاف المذهبين. وقيل : بل جعل (٢) الله سبحانه للعين قوة إدراك المرئي عن مقابلة الحدقة السليمة بشرط تعمد الأبصار وعدم الحجاب والبعد والقرب المفرطين.

الثالث : الشم ، ومحله قوة مودعة في زائدتين شبيهتين بحلمتي الثديين في مقدم الدماغ ، فاذا تكيف الهواء برائحة ذي الرائحة وتدافع دخل (٣) الأنف ، وفي آخره عظم فيه ثقب ومشام (٤) ، وينفذ منه الى القوة الشامة فيدركه.

الرابع : الذوق ، ومحله القوة المودعة في جرم اللسان وخلق الله سبحانه تحت اللسان نقبتين يولدان اللعاب ، وإذا تكيف الريق بطعم ذي الطعم نفذ في مشام (٥) اللسان حتى يصل الى القوة الذائقة المودعة فيه فيدركه.

الخامس : اللمس ، ومحله ظاهر البشر أودع الله سبحانه قوة سارية في سائر الجلد الحيوان يدرك بها التفرقة بين الحار والبارد ، والرطب واليابس ، والخشن والأملس ، وهو أنفع الإدراكات.

القسم الثاني : في الحواس الباطنة ، وهي خمسة (٦).

__________________

(١) في « س » : فزع.

(٢) في « س » : جعله.

(٣) في « س » : ودخل.

(٤) في « ق » : مسام.

(٥) في « ق » : مسام.

(٦) في « ق » : خمس.

١٤

الأول : الحس المشترك ، ويسمى نبطاسيا ، وشأن هذه الحاسة ادراك الخيالات الظاهرة بالتأدي (١) إليها ، ومحلها البطن الأول من الدماغ.

الثاني : الخيال ، وهي معينة للحس المشترك بالحفظ ، ويرتسم فيها مثل صور جميع المحسوسات بعد عيانها عن الحواس الظاهرة ، وهي خزانة الحس المشترك ، فتلك مدركة للصور وهذه حافظة لامثلتها بعد عيانها ، والأولى قابلة والثانية حافظة.

مثلا تأدى (٢) بسبب إدراك أحد الحواس الظاهرة طعم حلو لذي لون ، فوقع ذلك في نبطاسيا ، ثم انقطع ذلك التأدي ، فلو لم يكن هناك قوة أخرى تحفظ تلك الصورة المدركة بعد عيانها وترتسم فيها أن هذا الطعم لصاحب هذا اللون لانعدم معرفة المحسوس بعد انقطاع تأدية وزوال صورته ، فلهذا قلنا وهي معينة (٣) للحس المشترك وهي خزانته ، ومحلها مؤخر البطن الأول من الدماغ.

الثالث : الوهم وهي قوة يدرك بها النفس معان جزئية لم يتنفذ من الحواس الظاهرة إليها ، كالعداوة والصداقة والموافقة والمخالفة ، كإدراك الشاة معنى في الذئب ، وادراك الكبش معنى في النعجة ، فيدرك هذه الأشياء إدراكا جزئيا ويحكم بها كما يحكم الحس الظاهر بما يشاهده ، ومحلها كل الدماغ لكن الأخص بها مؤخر البطن الأوسط.

الرابع : الحافظة ، وشأن هذه القوة حفظ المعاني الجزئية المتأدية (٤) إليها من الوهم ، فنسبتها الى الوهم كنسبة الخيال الى نبطاسيا ، فالحس المشترك يدرك

__________________

(١) في « س » : البادي.

(٢) في جميع المواضع في « س » : بادى.

(٣) في « س » : متعينة.

(٤) في « س » : المبادي.

١٥

الصورة والخيال يحفظها ، والوهم يدرك المعنى الجزئي والحافظة تحفظه ، ومحلها البطن المؤخر من الدماغ ، ويسمى أيضا الذاكرة ، لان الذاكرة لا يتم الا بها.

الخامس : المتخيلة ، وشأن هذه القوة تركيب الصور المأخوذة عن الحس المشترك والمعاني المدركة بالوهم بعضها من بعض ، كتركيبها صورة إنسان له جناحان ، فتارة تركب الصورة بالصورة ، وتارة تركب المعنى بالمعنى ، وتارة تركب الصورة بالمعنى ، وكذلك تفصل (١) الصورة عن الصورة ، والمعنى عن المعنى والصورة عن المعنى ، فان كان التصرف بسبب القوة العقلية سميت مفكرة وان كان باستعمال الوهم دون تصرف عقلي سمي متخيلة ومحلها مقدم البطن الأوسط من الدماغ.

فقد تحصل من هذا التحقيق أن الحس المشترك (٢) لإدراك الصور ، والخيال لحفظها ، والوهم لإدراك المعاني ، والحافظة لحفظها ، والمتخيلة للتصرف والترتيب كالحس المشترك يرادفه نبطاسيا ، والحافظة يرادفها الذاكرة ، والمتخيلة ترادفها المفكرة ، فهذه ثلاث معان من الخمس يعتور (٣) عليها ستة أسماء ، ويبقي معنيان يختص باسميهما الوهم والخيال.

وفي الدماغ ثلاث تجويفات ، ويقال : ثلاث بطون : فالأول فيه قوتان :نبطاسيا في مقدمه ، والخيال في مؤخره. والثاني : فيه أيضا قوتان المتخيلة في أوله ، والوهم في آخره. والثالث : وهو البطن المؤخر فيه الحافظة فقط.

وفي التجويف المقدم الى التجويف الأوسط جسم شبيه بالدودة ، وله قوة تمتد تارة وتقصر أخرى ، فإذا امتددت انفتح المجرى الذي بين

__________________

(١) في « س » : تفصيل.

(٢) في « س » : المشارك.

(٣) في « س » : تصور.

١٦

التجويف المقدم الى التجويف المتوسط وتأدت الصور المتخلية إلى القوة المفكرة.

وأما إذا انقبض هذا الجسم الشبيه بالدودة تغلظ ويسد المجرى ، فلم ينفذ الروح من التجويف المقدم الى التجويف المتوسط. وحينئذ يمتنع وصول الصورة الخيالية إلى القوة المدركة.

ثم نقول : حركة هذه الدودة في الامتداد والانقباض مختلفة في الناس على قدر أمزجة الادمغة ، فان كان جوهره غليظا باردا كانت حركته بطيئة فلم ينفذ بسرعة ولم يتأد الروح من التجويف المقدم الى المتوسط بسرعة ، فيكون هذا الإنسان غليظ الطبع قليل الحفظ. وان كان معتدلا ، كان جيد الإدراك سريع الحفظ وان كان مفرطا في الحرارة كان شديد الالتهاب مشوش الفكر.

والبطن الأول يجب أن يكون مزاجه رطبا لينطبع فيه صور الأشياء بسهولة ومتى كان ضعيف الرطوبة ضعفت تخيلاته لان الرطب سريع الأخذ سريع الترك واليابس بطي‌ء فيهما.

أما إذا كان معتدلا ، كان جيد التخيل سريع التعليم لما يسمعه (١) ويقرؤه ويورد على حواسه ، ولذلك كان الصبي في وقت الصباء أحسن من غيره ، لكون الأرواح الدماغية فيه رطبة فيسهل قبولها لتلك الصور.

والتجويف الثاني يجب أن يكون مائلا إلى الحرارة ، لان الفكر إلحاق شي‌ء بشي‌ء ، وذلك نوع حركة ، والحركة انما يتم بالحرارة ، فالفكر لا يتم إلا بالحرارة فإن كان تلك الحرارة كثيرة ، كان ذلك الروح شديد الالتهاب ، فكانت تلك الأفكار مشوشة. وان كانت ناقصة ، كان الفكر في النقصان أو البطلان ، وكان صاحبه بليدا وان كان معتدلا في الحرارة والبرودة ، كان صاحبه مستقيم الفكر سريع الجواب حسن الاستنباط.

والتجويف الثالث يجب أن يكون مائلا إلى اليبس ، لان الحفظ لا يتم إلا

__________________

(١) في « س » الى مسمعه.

١٧

باليبس ، فان قلت هذه الصفة ضعف الحفظ وغلبة النسيان.

فهذه أسباب تفاوت الناس في البلادة والحفظ ، وجلال الله تعالى عظمته وتقدست عن مشابهة الاعراض والأجسام ومشاكله الخلائق ، والجلالة مقابل اللطافة ، ولهذا كانت الصفات السلبية من صفات الجلال لأنها تنزيه ، لان الجليل العظيم في محل الظهور ، كما أن اللطيف في محل الخفاء والبطون.

وإذا حسرت الأبصار وضلت (١) الأفكار عن ادراك الجليل من صفاته فحسورها عن ادراك اللطيف منها أولى. والعالمين (٢) أصناف الخلق كل صنف منهم عالم ، ونسب الأبصار الى العالمين لوجود حاسته عند سائر الأصناف.

ونسب الأفكار إلى العلماء لاختصاصهم به أو بجودته ، فيكون من باب التنبيه بالأدنى على الأعلى ، لأنه إذا قصرت أفكار العلماء عن أمر ، كان قصور أفكار غيرهم أولى.

وذا اسم اشارة ، وأضافه الى المخاطب رجوعا من الغيبة إلى الخطاب ، فكأنه قال : الموصوف بهذه الصفات المذكورة ربكم ، وهذا مثل قوله تعالى ( الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ. مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ. إِيّاكَ نَعْبُدُ وَإِيّاكَ نَسْتَعِينُ ) قد يلتفت المتكلم من الخطاب إلى الغيبة كقوله تعالى ( حَتّى إِذا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِها ) (٣).

والرب هو المالك. ولا إله الا هو كلمة الإخلاص وهي كلمة عظيمة قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : الإسلام نيف وسبعون بضعة أعلاها شهادة أن لا إله إلا الله ، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق. وقال عليه‌السلام : خير العبادة قول لا إله إلّا الله.

__________________

(١) في « س » : وضلته.

(٢) في « س » : والعلمين.

(٣) سورة يونس : ٢٢.

١٨

فادعوه (١) أمر بدعائه تبعا لقوله تعالى ( وَقالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) (٢).

مخلصين له الدين الإخلاص تنقية العمل وتطهيره من الريا ، ويقال : هذا إبريسم خالص ، أي : لا يخالطه شي‌ء.

ساق المصنف حمده وثناءه ، وختمه بالاية القرآنية ويسمى هذا النوع الاقتباس فاذا أدمج المتكلم كلامه ووصله بكلام من كلام غيره ، فان كان من كلام الله أو كلام الرسول عليه‌السلام يسمى اقتباسا. وان كان من كلام غيره من كلام الشعراء يسمى تضمينا. والاقتباس مأخوذ من القبس ، وهو بعض من النار ، فكأنه قد نور كلامه وشرفه حيث وصله بكلام الرب جل جلاله.

ويجوز ان لا يريد الاقتباس ويكون معنى كلامه فادعوه مخلصين له الدين ، أي : أخلصوا له دعاءكم ولا تدعوا (٣) غيره ، ولا تشركوا في دعائه أحدا ، لأنه لا يقدر على إعطاء السؤالات (٤) وكشف البليات على الإطلاق الا هو ، قال تعالى ( قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ ما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ إِنْ أَرادَنِيَ اللهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كاشِفاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ ) (٥) ولا تلتمسوا حاجة من غيره ، سواء كانت خطيرة أو حقيرة.

ففي بعض الاخبار أوحى الله الى موسى عليه‌السلام : يا موسى سلني كلما تحتاج اليه حتى علف شاتك وملح عجينك.

ويكون قوله « له الدين » بالرفع على أنه مبتدأ وله خبره ، فوصفه بكونه

__________________

(١) في « س » : فادعونى.

(٢) سورة غافر : ٦٠.

(٣) في « س » ولا تريدوا.

(٤) في « ق » السؤالات.

(٥) سورة الزمر : ٣٨.

١٩

تعالى له الدين ، وذلك وصف من أوصاف الكمال ، كما تقول : له الملك ، وله الدنيا والآخرة. وهذا مثل قوله « مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ » وهو يوم القيمة. والدين الجزاء كما تدين تدان ، أي : كما تجزي تجزى. ومن أسمائه الديان.

كما يدين الفتى يوما يدان به

من يزرع الثوم لا يقلعه ريحانا

وانما سمي يوم الدين ، لأنه يوم الجزاء فيه يقع مجازاة العباد بأعمالهم ( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ).

قال طاب ثراه : وصلى الله على أكرم المرسلين ، وسيد الأولين والآخرين ، محمد خاتم النبيين ، وعلى عترته الطاهرين ، وذريته الأكرمين ، تقصم ظهور الملحدين ، وترغم أنوف الجاحدين.

أقول : الصلاة من الله الرحمة والصلة والقرب ، ومن الملائكة الاستغفار ، ومن الناس الدعاء ، فاذا قيل : صلى الله عليه كان معناه رحمة وصلة (١) وقربة.

وإذا قيل : صلت عليك الملائكة ، فمعناه : استغفروا لك ، قال الله ( وَالْمَلائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ ) (٢) وقال تعالى ( الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا ) (٣).

وإذا قيل : صلى عليه فلان كان معناه دعا له ، قال تعالى ( وَصَلِّ عَلَيْهِمْ ) (٤) أي : أدع لهم وفي الحديث : من دعي إلى طعام فليجب ، ومن كان صائما فليصل (٥)

__________________

(١) في « ق » : ووصلة.

(٢) سورة الشورى : ٥.

(٣) سورة غافر : ٧.

(٤) سورة التوبة : ١٠٣.

(٥) رواه في عوالي اللئالى ج ٤ ـ ٣٧ برقم ١٢٤ وفيه قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله من دعي إلى طعام فليجب ، والا فليصل.

٢٠