اسلام الموسوي
الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: مركز الرسالة
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 964-319-317-9
الصفحات: ٢٢٧
وأخذ ابن ملجم سيفه ومعه شبيب بن بَجَرة ووردان، وجلسوا مقابل السدَّة التي يخرج منها عليٌّ عليهالسلام للصلاة.. فضربه ابن ملجم أشقىٰ الآخرين لعنه الله، ليلة تسعة عشر من شهر رمضان، سنة أربعين من الهجرة، في المسجد الأعظم بالكوفة، ضربه بالسيف المسموم علىٰ أُمِّ رأسه.
فمكث عليهالسلام يوم التاسع عشر وليلة العشرين ويومها، وليلة الحادي والعشرين إلىٰ نحو الثلث من الليل ثُمَّ قضىٰ نحبه شهيداً محتسباً صابراً وقد مُلئ قلبه غيضاً..
بتلك الضربة الشرسة التي ارتجَّ لها المسجد الأعظم، دوىٰ صوت الإمام المظلوم بنداء : « فزت وربِّ الكعبة » لم يتلكَّأ ولم يتلعثم في تلك اللحظات التي امتُحن قلبه، وهو القائل « والله لو كُشف لي الغطاء ما ازددت يقيناً » هذا الإمام العظيم الذي طوىٰ صفحات ماضيه القاسية بدمائه الزكية الطاهرة، أدرك في لحظاته الأخيرة أنَّه أنهىٰ خطَّ الجهاد والمحنة، وكان أسعد المخلوقين في هذه اللحظات الأخيرة، حيث سيغادر الكفر والنفاق والغشَّ والتعسُّف.. سيترك الدنيا لمن يطلبها؛ ليلحق بأخيه وابن عمِّه ورفيق دربه في الجهاد في سبيل الله صابراً مظلوماً، فإنَّا لله وإنَّا إليه راجعون..
اللَّهمَ احشرنا معهم واجعلنا من أتباعهم والمتوسِّمين خطاهم.. آمين.
وقيل : كان عمره يوم استشهد ثلاثاً
وستِّين سنةً، وتولَّىٰ غسله وتكفينه ابناه الحسن والحسين بأمره، وحملاه إلىٰ الغريَّين من نجف الكوفة، ودفناه هناك ليلاً، وعمَّيا موضع قبره بوصيته إليهما في ذلك، لما كان يعلم
من دولة بني أُميَّة من بعده، وإنَّهم لا ينتهون عمَّا يقدرون عليه من قبيح الأفعال ولئيم الخلال، فلم يزل قبره مخفيَّاً حتىٰ دلَّ عليه الصادق عليهالسلام في الدولة العبَّاسية، وزاره عند وروده إلىٰ أبي جعفر وهو بالحيرة (١).
إلى هنا انتهى الكتاب، راجين أن نكون قد وفينا ببعض سيرة أمير المؤمنين وسيٰد الموحدين وأخي رسول رب العالمين، وصاحبه في المواطن كلها، وحامل رايته في سوح الوغىٰ، وصاحب لوائه يوم الدين، وصهره علىٰ بضعته البتول سيدة نساء العالمين، وأبي ريحانتيه سيدي شباب أهل الجنة، الحسن والحسين، وخليفته بالحق ومولى المؤمنين من بعده علي بن أبي طالب عليهالسلام.. والوفاء ببعض ذلك ليس بالأمر اليسير.. إنه علي عليهالسلام تجفّ الأقلام دون ذكر خصاله ولا تصل إلىٰ منتهاها.. بل الاحاطة بواحدة من مفردات سيرته عليهالسلام أو خصائصه تتطلب بحثاً بحجم ما كتبناه عن كل سيرته وتاريخه، ذلك أنها تفتح أمام الباحث آفاقاً رحبة في مجالات العلم والعمل والفكر والتربية والسلوك، بما يتصل بواقع الحياة في جميع مفاصلها السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وعزاؤنا أنّا ذكرناه في هذا الجهد اليسير، راجين أن يكون ذلك لنا ذخراً في اليوم العسير.
_______________________
١) إعلام الورىٰ ١ : ٣١٢، إرشاد المفيد ١ : ١٠، وانظر الكامل في التاريخ ٣ : ٢٥٨.
محتويات الكتاب
مقدِّمة المركز ................................................................. ٥
المقدمة ...................................................................... ٧
الباب الأول : عليٌّ عليهالسلام مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم .................................. ٩
الفصل الأول : علي عليهالسلام مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قبل البعثة ..................... ٩
نسبه ................................................................. ٩
كنيته ............................................................... ١٠
جدُّه وأبوه ........................................................... ١٠
أُمُّه ................................................................. ١٤
إخوته .............................................................. ١٦
وليد الكعبة .......................................................... ٢٠
صفته ............................................................... ٢٢
أسماؤه وألقابه ......................................................... ٢٣
نشأته ............................................................... ٢٧
الفصل الثاني : علي عليهالسلام مع الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم بعد البعثة ...................... ٣٠
المبحث الأول : بعد البعثة في مكة ........................................ ٣٠
١ ـ أوَّل الناس إسلاماً ................................................. ٣٠
٢ ـ الدعوة الخاصة .................................................... ٣٦
عليٌّ يوم الإنذار الأول ......................................... ٣٦
٣ ـ شعب أبي طالب .................................................. ٤٣
٤ ـ مؤامرة قريش في دار الندوة .......................................... ٤٦
٥ ـ عليٌّ والركب الفاطمي إلىٰ المدينة ..................................... ٥٢
المبحث الثاني في المدينة المنوَّرة ............................................. ٥٥
المدخل ............................................................. ٥٥
١ ـ المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار ...................................... ٥٥
٢ ـ زواج عليٍّ من فاطمة الزهراء عليهاالسلام .................................... ٥٨
خطبة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في التزويج ................................... ٦٢
٣ ـ غزواته مع الرسول ................................................. ٦٥
غزوة بدر الكبرىٰ .............................................. ٦٦
غزوة أُحد .................................................... ٧١
وقعة بني النضير ............................................... ٧٦
وقعة الأحزاب ................................................. ٧٨
وقعة بني قريظة ................................................ ٨٤
عمرة الحديبية ................................................. ٨٥
وقعة خيبر .................................................... ٨٨
وقعة ذات السلاسل ............................................ ٩٢
فتح مكَّة ..................................................... ٩٣
وقعة حنين .................................................... ٩٦
تبوك والاستخلاف ............................................ ٩٨
٤ ـ عليٌّ يبلّغ عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ................................... ١٠١
٥ ـ علي عليهالسلام في اليمن .............................................. ١٠٢
٦ ـ عليٌّ في حجَّة الوداع ............................................. ١٠٣
غدير خُمٍّ ................................................... ١٠٤
٥ ـ عليٌّ عليهالسلام مع الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم في ساعات الوداع ...................... ١٠٨
مرض النبيِّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وبعثة أُسامة ................................ ١٠٨
الرزية كلُّ الرزية .............................................. ١٠٩
عليٌّ عليهالسلام وآخر لحظات الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ......................... ١١٠
الباب الثاني : علي عليهالسلام قبل تولي الخلافة .................................. ١١٣
مدخل في خصائصه والأدلَّة علىٰ إمامته ................................... ١١٣
المحور الأول : خصائصه الخاصة .......................................... ١١٤
أولاً : في القرآن الكريم ............................................... ١١٧
١ ـ نفس رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ................................... ١١٧
٢ ـ عليٌّ عليهالسلام من أهل بيت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وخاصَّته ............ ١١٨
٣ ـ القرآن الكريم يأمر بالصلاة علىٰ آل بيت النبيِّ صلىاللهعليهوآلهوسلم .......... ١١٩
٤ ـ علي عليهالسلام يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله ...................... ١١٩
٥ ـ عليٌّ عليهالسلام وسورة الدهر .................................... ١٢٠
٦ ـ في بيوت أذن الله أن ترفع .................................. ١٢٠
٧ ـ بعليٍّ كفىٰ الله المؤمنين القتال ............................... ١٢٠
٨ ـ ليس أفضل من إيمان عليٍّ عليهالسلام وجهاده في سبيل الله ........... ١٢١
ثانياً : في الحديث الشريف ........................................... ١٢١
١ ـ أوَّلهم إسلاماً ............................................. ١٢١
٢ ـ أخو رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم دون غيره ............................ ١٢٢
٣ ـ وأحبُّ الخلق إلىٰ الله ....................................... ١٢٣
٤ ـ إلَّا باب عليٍّ ............................................. ١٢٣
٥ ـ الذائد عن الحوض ........................................ ١٢٤
٦ ـ ( وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ ) ................................. ١٢٥
٧ ـ علي عليهالسلام يبلِّغ عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بأمرٍ من السماء ......... ١٢٥
٨ ـ كرَّار وليس بفرَّار .......................................... ١٢٥
المحور الثاني : النصوص الدالَّة علىٰ إمامته عليهالسلام .............................. ١٢٦
١ ـ اسمعوا لعليٍّ وأطيعوا ....................................... ١٢٧
٢ ـ وأولىٰ بالناس من أنفسهم ................................... ١٢٨
٣ ـ إنَّ عليَّاً مولىٰ المؤمنين ...................................... ١٢٩
٤ ـ الوزارة والخلافة ............................................ ١٣٠
٥ ـ لن يخرجكم من هدىٰ ولن يُدخلكم في ضلالة ................. ١٣١
٦ ـ لا، لكنَّه علي! ........................................... ١٣١
٧ ـ كلُّهم من قريش ........................................... ١٣٢
٨ ـ قاتل الفَجَرة .............................................. ١٣٢
٩ ـ حقُّه لازم لنا، وفضله مبرَّز ................................. ١٣٢
١٠ ـ لن تضلّوا بعده .......................................... ١٣٣
الفصل الأول : قصة السقيفة ............................................ ١٣٥
موقف فاطمة عليهاالسلام من البيعة ............................................ ١٤١
الفصل الثاني : عليٌّ مع أبي بكر وعمر وعُثمان ........................... ١٤٤
بيعته لأبي بكر ........................................................ ١٤٤
أبو بكر يستشير الإمام علي عليهالسلام في حرب الروم ........................... ١٤٩
رجوع أبي بكر إليه في الأحكام الشرعية .................................... ١٥٠
جمع القرآن الكريم وتفسيره .............................................. ١٥١
قصَّة الاستخلاف ...................................................... ١٥٣
ثانياً : في عهد عمر بن الخطَّاب ......................................... ١٥٦
قصَّة الشورىٰ ....................................................... ١٦٢
ثالثاً : في عهد عُثمان .................................................. ١٦٩
الباب الثالث : خلافة أمير المؤمنين عليهالسلام .................................... ١٧٩
الفصل الأول : تولِّي الخلافة وسياسته في الإصلاح ........................ ١٧٩
سياسته الإصلاحية .................................................... ١٨٢
خطوات مشروعه الاصلاحي ............................................ ١٨٥
أولاً : إلغاء التمايز الطبقي ............................................ ١٨٥
ثالثاً : استبدال الولاة ................................................ ١٩١
الفصل الثاني : مسير الإمام إلىٰ البصرة ووقعة الجمل ...................... ١٩٤
معركة الجمل .......................................................... ٢٠٠
عليٌّ في طريقه إلىٰ الشام، وحرب صفِّين ................................... ٢٠٥
رفع المصاحف.. «كلمة حقٍّ يُراد بها باطل» ............................ ٢١٠
حرب النهروان ......................................................... ٢١٦
قصَّة استشهاده ........................................................ ٢١٩
سبب قتله ............................................................ ٢١٩
محتويات الكتاب ...................................................... ٢٢٣