الإمام المهدي المصلح العالمي المنتظر

الشيخ محمّد جواد الطبسي

الإمام المهدي المصلح العالمي المنتظر

المؤلف:

الشيخ محمّد جواد الطبسي


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: دار الهدى
المطبعة: الظهور
الطبعة: ٢
ISBN: 978-964-497-086-3
الصفحات: ٢١٦
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة

والوحدة والاخوّة والمساواة في ظلّ هذه الدولة العالميّة بقيادة الإمام المهدي عليه‌السلام.

ولا بأس بالإشارة إلى بعض المنجزات التي يحقّقها الإمام عليه‌السلام في زمن حكومته :

١ ـ يقطع أيدي سرّاق أموال الكعبة ، وهم من بني شيبة.

٢ ـ يقتل أعداء أمير المؤمنين إذا لم يقبلوا الإسلام المحمّدي الأصيل.

٣ ـ ينتقم من أعداء الله وأنبياءه.

٤ ـ يقضي على جميع القوانين والعادات الجاهليّة.

٥ ـ يحطّم الصليب.

٦ ـ يجعل الرفاه والأمن والعدل والتساوي في أعلى مستوياتها.

٧ ـ يقسّم بيت المال على النّاس في العام مرّتين ، ويعطي الراتب في الشهر مرّتين.

٨ ـ يقضي على الظلم والجور نهائياً.

٩ ـ يقسّم الأموال بين النّاس بالسويّة (١).

١٠ ـ يمسح بيده على رؤوس النّاس فتكمل عقولهم.

١١ ـ يظهر العلوم التي خفيت على البشر.

١٢ ـ ينشر التعاليم القرآنيّة والعلوم المودعة فيه في كلّ مكان.

١٣ ـ يُخرج جميع كنوز الأرض ويستخدمها.

١٤ ـ يبني مسجداً في النجف له ألف باب.

١٥ ـ يوسّع الطرق العامّة فيصير ذراعاً.

_________________________

(١) راجع بحاد الأنوار : ٥٢ / ٣١٣.

١٦١

١٦ ـ يحفر من خلف قبر الحسين نهراً يجري إلى الغريّين (١).

١٧ ـ وأوّل ما يظهر من العدل أن ينادي مناديه : أن يسلّم صاحب النافلة لصاحب الفريضة الحجر الأسود والطواف (٢).

قال الإمام الباقر عليه‌السلام : « إنّ قائمنا إذا قام دعا النّاس إلى أمر جديد كما دعا إليه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأنّ الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً كما بدأ ، فطوبى للغرباء » (٣).

السؤال الأربعون :

هل يأتي الإمام المهدي عليه‌السلام بدين جديد ؟

الجواب : ورد في بعض الروايات أنّ الإمام المهدي عليه‌السلام عندما يظهر يأتي بأمر جديد ، كما أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله حينما بعث جاء بأمر جديد.

فلا شكّ أنّه لا يراد بالأمر الجديد الأحكام الخارجة عن الإسلام والقرآن ؛ لأنّ أحكام الإسلام كانت موجودة منذ زمن الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وإن كان بعضها لم تبيّن لمصالح لحدّ الآن ، أو لم تصل بعد إلى مرحلة التطبيق ، فلعلّ المراد بالأمر الجديد ما كان جديداً بنظر النّاس في ذلك اليوم ، فإنّه قد ورد في بعض الروايات أنّ الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً (٤) ، وأنّ إبتعاد النّاس عن الإسلام والقرآن سيجعلهما في غربة ، وعلى هذا فإنّ النّاس في عصر الظهور سيكونون بعيدين عن القرآن والإسلام ، فمع مجيء بقية الله سوف يظنّون أنّه جاء بأحكام جديدة.

_________________________

(١) راجع بحار الأنوار : ٥٢ / ٣١٣.

(٢) الكافي : ٤ / ٤٢٧.

(٣) المصدر المتقدّم : ٣٦٦.

(٤) الغيبة : ٣٢١.

١٦٢

وعن النعماني بسنده عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام أنّه قال : « الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً كما بدأ ، فطوبى للغرباء.

فقلت : اشرح لي هذا أصلحك الله ؟

فقال : يستأنف الداعي منّا دعاء جديداً كما دعا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله » (١).

ويستفاد من قول الإمام الصادق عليه‌السلام حيث يقول : « وهداهم إلى أمر قد دثر » (٢) ، أنّهم لما كانوا بعيدين عن القرآن وأحكام الإسلام سيخفى عليهم كلّ شيء فيهديهم الحجّة عليه‌السلام إلى ما قد خفي عليهم.

السؤال الحادي والأربعون :

في أي بلدة ستكون عاصمة الدولة الإسلاميّة في زمن الإمام المهدي عليه‌السلام ؟

الجواب : لا ريب أنّ عاصمة الإمام عليه‌السلام في قلب كلّ البشر في ذلك اليوم ، حيث لا يبقى الإمام في مكان واحد ولا بلدة معيّنة ، وإن أشرنا قبل ذلك أنّه يسكن في أيّام ظهوره مع أهله وأولاده في مسجد السهلة التي هي بقرب من مسجد الكوفة ، ولكن بملاحظة القرائن والشواهد الموجودة من أنّه لا يبقى لا بمكّة ولا بالمدينة ، بل سيخرج مع أنصاره وأعوانه إلى مدينة الكوفة من المظنون قوياً أنّ عاصمته ستكون في الكوفة أو حواليها ، وممّا يدلّ على ذلك ترغيب المعصومين على أنّه من كان عنده دار بالكوفة فليتمسّك بها أو يبني مسجداً له ألف باب.

وأمّا ما روي في ترغيب المؤمنين : ما في كتاب الفضل بن شاذان رفعه عن سعد ، عن أبي محمّد الحسن بن عليّ عليهما‌السلام ، قال : « لموضع في الكوفة أحبُّ إليَّ من

_________________________

(١) الغيبة : ٣٢١.

(٢) إعلام الورى : ٤٣١.

١٦٣

دار في المدينة » (١).

وعنه : عن سعد بن الأصبغ ، قال : « سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : من كانت له دار بالكوفة فليتمسّك بها » (٢).

روى الشيخ المفيد في الإرشاد أنّه جاء في الأثر بأنّه عليه وعلى آبائه السلام : يسير من مكّة حتّى يأتي الكوفة ، فينزل على نجفها ، ثمّ يفرّق الجنود منها في الأمصار (٣).

وقال : روى الجمّال عن ثعلبة ، عن أبي بكر الحضرمي ، عن ابي جعفر ، قال : « كأنّي بالقائم عليه‌السلام على نجف الكوفة قد سار إليها من مكّة في خمسة آلاف من الملائكة ، جبرئيل عن يمينه ، وميكائيل عن شماله ، والمؤمنون بين يديه ، وهو يفرق الجنود في البلاد » (٤).

وعن المفضّل بن عمر ، قال : « سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : إذا قام قائم آل محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله بنى في ظهر الكوفة مسجداً له ألف باب » (٥).

وعن أبي جعفر عليه‌السلام أنّه ذكر المهدي فقال : « يدخل الكوفة وبها ثلاث رايات قد اضطربت ، فتصفو له ، ويدخل حتّى يأتي المنبر ، فلا يدري النّاس ما يقول من البكاء ، فإذا كانت الجمعة الثانية سأله النّاس أن يصلّي بهم الجمعة ، فيأمر أن يخطّ له مسجد على الغري ويصلّي بهم هناك » (٦).

_________________________

(١) و (٢) بحار الأنوار : ٥٢ / ٣٨٦.

(٣) و (٤) الإرشاد / المفيد : ٣٤١.

(٥) الإرشاد / المفيد : ٣٤٢.

(٦) المصدر المتقدّم : ٣٤١.

١٦٤

السؤال الثاني والأربعون :

ما هو تعامل المهدي مع اليهود والنصارى ؟

الجواب : إنّ من أحد الوعود الإلهيّة التي سوف تتحقّق في ظلّ حكومة قائم آل محمّد عليه‌السلام هو زوال الكفر والشرك ، بل طبقاً للآية الكريمة : ( لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ ) (١) ، فإنّ صوت التوحيد سوف يغطّي العالم كلّه ، وعلى حدّ قول الباقر عليه‌السلام : « لا يبقى أحد إلاّ أقرّ بمحمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله » (٢).

وهكذا مفاد قوله تعالى : ( وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ ) (٣) أنّه لم يبقَ أهل دين حتّى يظهروا الإسلام ، فعن الصادق عليه‌السلام : « إذا قام القائم عليه‌السلام لا تبقى أرض إلاّ نودي فيها بشهادة أن لا إلٰه إلاّ الله ، وأنّ محمّداً رسول الله » (٤).

ومع ذلك فالروايات في هذه المسألة على طائفتين ، وإن كانت الطائفة الثانية أكثر وأصرح وأقرب إلى الآيتين ، وخصوصاً الآية الثانية المتقدّم ذكرها.

الطائفة الاُلى : ويستفاد منها أنّ الإمام المهدي عليه‌السلام يصالحهم على إعطاء الجزية عن يد وهم صاغرون ، فقد سأل أبو بصير عن الإمام الصادق عليه‌السلام عن ذلك فقال :

« قلت : فنا يكون من أهل الذمّة عنده ؟

_________________________

(١) التوبة (٩) : ٣٣. الفتح (٤٨) : ٢٨. (٦١) : ٩.

(٢) تفسير العيّاشي : ٢ / ٨٧.

(٣) آل عمران (٣) : ٨٣.

(٤) تفسير الصافي : ١ / ١٨٣.

١٦٥

قال : يسالمهم كما سالمهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ويؤدّون الجزيّة عن يد وهم صاغرون » (١).

الطائفة الثانية : روايات تدلّ على أنّه لا يقبل من أحد إلاّ الإسلام ، فإنّه عليه‌السلام سيقضي عليهم بعد إتمام الحجّة وعدم قبولهم الحقّ ؛ لأنّ بعد نزول عيسى من السماء وحضوره في الصلاة خلف الإمام المهدي عليه‌السلام وتبليغه للإسلام وكسره للصليب فهو إبطال للنصرانيّة ، فلا يبقى مجال للاعتذار أو لمخالفة عيسى عليه‌السلام.

قال الإمام موسى بن جعفر عليه‌السلام عند قوله تعالى : ( وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا ) : « نزلت في القائم إذا خرج باليهود والنصارى والصابئين والزنادقة وأهل الردّة والكفّار في شرق الأرض وغربها فعرض عليهم الإسلام ، فمن أسلم طوعاً أمره بالصلاة والزكاة وما يؤمر به المسلم ويجب لله عليه ، ومن لم يسلم ضرب عنقه حتّى لا يبقى في المشارق والمغارب أحد إلاّ وحّد الله.

قلت له : جعلت فداك ، إنّ الخلق أكثر من ذلك ؟

فقال : إنّ الله إذا أراد أمراً قلّل الكثير وكثّر القليل » (٢).

وروى المفيد عن عليّ بن عقبة بأنّه : « لم يبقى أهل دين حتّى يظهروا الإسلام ويعترفوا بالإيمان » (٣).

وفي سنن أبي داود عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله في حديث له ، قال : « فيقاتل النّاس على الإسلام فيدقّ الصليب ، ويقتل الخنزير ، ويضع الجزية ، ويهلك الله في زمانه

_________________________

(١) بحار الأنوار : ٥٢ / ٣٧٦.

(٢) معجم أحاديث الإمام المهدي عليه‌السلام : ٥ / ٦٠.

(٣) الإرشاد : ٣٤٤.

١٦٦

الملل كلّها إلاّ الإسلام ... » (١).

تلخّص أنّه لا يقبل في زمن المهدي عليه‌السلام من أحد غير الإسلام ، ويؤيّد ذلك أيضاً ما عن الباقر عليه‌السلام في تفسير قوله تعالى : ( وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ للهِ ) (٢) ، قال : « لم يجئ تأويل هذه الآية بعد ، إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله رخّص لهم لحاجته وحاجة أصحابه ، فلو قد جاء تأويلها لم يقبل منهم ، ولكنّهم يقتلون حتّى يوحّد الله عزّ وجلّ وحتّى لا يكون شرك » (٣).

_________________________

(١) سنن أبي داود : ٢ / ٣٤٢.

(٢) البقرة (٢) : ١٩٣.

(٣) بحار الأنوار : ٥٢ / ٣٧٨.

١٦٧
١٦٨

Description: F:Book-LibraryENDQUEUEEmam-Mahdi-Mosleh-Alamiimagesimage011.gif

١٦٩
١٧٠



لقد تحدّثت كثير من الروايات عن أنصار المهدي المنتظر عجّل الله فرجه الشريف وعن منزلتهم.

ولا بدّ أن تسأل من هم هؤلاء ؟ وكم عددهم ؟ ومن أي بلد ؟ ومن أي طائفة ؟ وفي أيّ مدينة يعيشون ؟ فهل ولدوا أم سيولدوا قرب ظهوره ؟ وما يصنعون في عهد الغيبة ؟ وما هو دورهم في ظلّ حكومة الإمام المهدي عليه‌السلام ؟ وسنبحث في هذا الفصل عن هذه الأسئلة.

السؤال الثالث والأربعون :

من هو الخضر عليه‌السلام ؟ وما هو دوره في زمن غيبة الإمام المهدي عليه‌السلام ؟

الجواب : الخضر هو عبد من عباد الله الصالحين ، أو نبيّ من أنبياء الله الكرام ، آتاه الله العلم والحكمة ، وقد صاحب سيّدنا موسى بن عمران عليه‌السلام في سفره البحري المشار إليه في القرآن الكريم.

كان من أكبر أنصار « ذو القرنين » ، ولقد أعطاه الله عمراً طويلاً حتّى يكون دليلاً قويّاً على طول عمر الحجّة القائم المنتظر عليه‌السلام ، ويكون مونساً للمهدي في زمن غيبته.

وذكر بعض مميزّاته في بعض الكتب الروائيّة أو التفسيريّة ، فنشير إلى بعضها :

١ ـ قال الرضا عليه‌السلام : « إنّ الخضر شرب من ماء الحياة ، فهو حيّ لا يموت حتّى

١٧١

ينفخ في الصور » (١).

٢ ـ وفي تفسير القمّي : « أعطاه الله من القدرة على أن يتصوّر كيف شاء ، وكان على مقدّمة جيش ذي القرنين » (٢).

٣ ـ عبّر القرآن الكريم عنه بالعالم ، فقال في سورة الكهف : ( فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا ) (٣).

٤ ـ متى ما ذكر اسمه في مكان فإنّه يحضر في الحال ، كما قال الرضا عليه‌السلام : « وإنّه ليحضر حيث ما ذكر ، فمن ذكره منكم فليسلّم عليه » (٤).

٥ ـ يحضر كلّ عام في موسم الحجّ ، يقول الرضا عليه‌السلام : « وإنّه ليحضر الموسم كلّ سنة ، فيقضي جميع المناسك ويقف بعرفة فيؤمّن على دعاء المؤمنين » (٥).

ولقد كان له دور مهمّ أيّام حياة المعصومين عليهم‌السلام ، وإن لم تصل أكثر أخباره إلينا ، وله أيضاً دور مهمّ في أيّام غيبة المهدي المنتظر (عج) ، كما حدّث الرضا عليه‌السلام بذلك ، فقال : « وسيؤنس الله به وحشة قائمنا في غيبته ، ويصِلَ به وحدته » (٦).

٦ ـ مضافاً إلى الأعمال التي أوكلت إليه من قبيل إغاثة الملهوفين في الصحارى ، وإعانة المفقودين.

روى سدير الصيرفي عن أبي عبدالله في حديث طويل ، قال : « أمّا العبد الصالح ، أعني الخضر ، فإنّ الله عزّ وجلّ طوّل عمره لا لنبوّةٍ قدّرها له ، ولا لكتاب

_________________________

(١) سفينة البحار : ١ / ٣٨٩.

(٢) مجمع البحرين : ٢٤٦.

(٣) الكهف (١٨) : ٦٥.

(٤ ـ ٦) كمال الدين : ٢ / ٣٩٠.

١٧٢

ينزل فيه ، ولا لشريعة ينسخ بها شريعة من كان قبله من الأنبياء ، ولا لإمامة يلزم عباده الإقتداء بها ، ولا لطاعة فرضها له ، بل إنّ الله تعالى لمّا كان في سابق علمه أن يُقدّر من عمر القائم في أيّام غيبة ما يُقدِّر ، وعلم ما يكون من إنكار الاُمّة له ، أراد أن يطول عمره ذلك الطول طول عمر عبده الصالح من غير سبب أوجب ذلك ، إلاّ لأجل الإستدلال به على القائم وليقطع بذلك حجّة المعاندين لئلا يكون للنّاس حجّة » (١).

السؤال الرابع والأربعون :

هل حُدِّدَ أصحاب الإمام المهدي عليه‌السلام في الأحاديث الإسلاميّة ؟

الجواب : لقد اُشير في عدّة من الروايات إلى أصحابه عليه‌السلام ، وأنّ عدد هم ٣١٣ نفراً ، ويمكن تصنيف أنصاره إلى عدّة أصناف :

١ ـ الأنصار الذين يبدأ الإمام معهم نهضته.

٢ ـ الأنصار الذين يقومون من قبورهم ببركة ظهوره عليه‌السلام.

٣ ـ الأنصار الذين ينزلون من السماء مع عيسى عليه‌السلام.

فالصنف الأوّل عددهم ـ كما قيل ـ ٣١٣ شخصاً ، ولقد شخّصت الروايات محلّ سكناهم ، وعددهم من كلّ بلد ، ووضّح الصادق عليه‌السلام بطلب من أبي بصير بما يلي :

قال عليه‌السلام : « إذا كان يوم الجمعة بعد الصلاة فائتني ، قال : فلمّا كان يوم الجمعة أتيته.

فقال : يا أبا بصير ، أتيتنا لمّا سألتنا عنه.

_________________________

(١) إعلام الورى : ٤٠٦.

١٧٣

قلت : نعم ، جعلت فداك.

قال : إنّك لا تحفظ ، فأين صاحبك الذي يكتب لك ؟

فقلت أظنّ شَغَلَهُ شاغِل ، وكرهت أن أتأخّر عن وقت حاجتي.

فقال للرجل في مجلسه : اكتب له : هذا ما أملاه رسول الله على أمير المؤمنين وأودعه إيّاه من تسمية أصحاب المهدي وعدّة من يوافيه من المفقودين عن فرشهم وقبائلهم والسائرين في ليلهم ونهارهم إلى مكّة ، وذلك عند استماع الصوت في السنة التي يظهر فيها أمر الله عزّ وجلّ ، وهم النجباء والقضاة والحكّام على النّاس » (١).

فهم :

ـ رجل من أسوان

ـ رجل من باغه

ـ رجل من بافاد

ـ رجل من بدا

ـ رجل من بدو

ـ رجل من بلبيس

ـ رجل من بيرم

ـ رجل من جوقان

ـ رجل من حار

ـ رجل من حران

ـ رجل من حيوان

ـ رجل من خلاط

ـ رجل من خيبر

ـ رجل من دبيلة

ـ رجل من دمياط

ـ رجل من الريّ

ـ رجل من سيمسياط

ـ رجل من سيراف ( شيراز )

_________________________

(١) دلائل الإمامة : ٣٠٧.

١٧٤

ـ رجل من صيدائيل

ـ رجل من طازبند الشرقي

ـ رجل من طالقان

ـ رجل من طبرية

ـ رجل من طهر

ـ رجل من عبثة

ـ رجل من عكبرا

ـ رجل من فرغانة

ـ رجل من قابس

ـ رجل من قارب

ـ رجل من كوثا

ـ رجل من نسوى

ـ رجل من نصيبين

ـ رجل من وادي القرى

ـ رجل مفقود في السلاهط

ـ رجل وهو المتخلى بصقيلية

ـ رجل وهو الطواف الحقّ من يخشب

ـ رجل وهو الهارب من عشيرته

ـ والمحتجّ بكتاب الله على النصاب من سرخس

ـ رجلان من إصطخر

ـ رجلان من الأهواز

ـ رجلان من بريد

ـ رجلان من حلوان

ـ رجلان من الرافقة

ـ رجلان من صامغان

ـ رجلان من طرابلس

ـ رجلان من صنعاء

ـ رجلان من قريات

ـ رجلان من قرمس

ـ رجلان من قزوين

ـ رجلان من قلزم

ـ رجلان من القيروان

ـ رجلان من المدينة

ـ رجلان : النازلان بسرانديب

ـ رجلان من مروالروذ

ـ رجلان من موليان

ـ رجلان هما الهاربان إلى السروانيّة من الشعب

١٧٥

ـ ثلاثة من البصرة.

ـ ثلاثة من جابروان

ـ ثلاثة من حلب

ـ ثلاثة من الرقّة

ـ ثلاثة من سجستان

ـ ثلاثة من كوركرمان

ثلاثة ، وهم التاجران الخارجان من عانة إلى أنطاكية وغلامهما

ـ أربعة من الديلم

ـ أربعة من سمند

ـ أربعة من سنجار

ـ أربعة من فسطاط

ـ أربعة من بوشنج

ـ أربعة من همدان

ـ أربعة من سلمية

ـ خمسة من طوس

ـ سبعة ، وهم أصحاب الكهف

ـ سبعة من الريّ

ـ ثمانية من جبل غرر

ـ ثمانية من المدائن

ـ تسعة من بيروت

ـ تسعة من طبرستان

إحدى عشر ، وهم المستأمنون إلى الروم

ـ اثنا عشر من جرجان

ـ اثنا عشر من مرو

ـ اثنا عشر من الهرات

ـ أربعة عشر من الكوفة

ـ ثمانية عشر من قم

ـ ثمانية عشر من نيسابور

أربعون وعشرون ممن طالقان » (١).

وقفة للتأمّل

ولنا على ما مرّ من أصحابه عليه‌السلام وبلدانهم ملاحظات لا بأس بالتنبيه عليها :

_________________________

(١) راجع الملاحم والفتن : ٢٠٢. دلائل الإمامة : ٣٠٧. المهدي الموعود المنتظر : ٢ / ٢٠١.

١٧٦

١ ـ من المحتمل سقوط بعض البلدان والأماكن من هذا الحديث ، حيث لم يصل عدد هؤلاء إلى ٣١٣ رجلاً ، فما ذكر لا يبلغ الثلاثمائة.

٢ ـ ويشهد بذلك وجود أسماء اُخرى من هذه المناطق في روايات اُخرى ، كالصاغان وقرغانه والشام وترمذ وموعود وترقعة ودمشق وفلسطين وبعلبك ونوغان والحائر ونور وقاليقا وبروجرد ورها ومراغه وفالس وقبّة وتربده وخبوان وطهى وارم وسردانه وقرية صويقان والصانعان وسكنة ودانشاه وبارود والواد وفارياب ويافا وقومس وتيس وبالسين وملزن وأيلة والجيزة وريدار والربذة والحيرة (١).

فيحتمل تكميل هذا العدد من هذه المدن.

٣ ـ واُشير في بعض الروايات (٢) إلى اسماء أنصار الإمام المهدي عليه‌السلام ، ولم يُشر إلى أسماءهم في هذه الرواية.

٤ ـ وأشارت إلى بعض المدن ، وأنّه سيكون منها سبعة ، وفي بعضها الآخر تشير إلى رجل واحد ، كالريّ مثلاً (٣).

٥ ـ تكرّرت في هذه الروايات بعض المدن ، مثل : الريّ والطالقان (٤).

٦ ـ وهكذا ذكرت أسماء مشابهة لأسماء بعض المدن ، ويحتمل كونها مدينة واحدة ، مثل : قرغانه وفرغانه (٥) ، وصامغان وصاغان (٦).

٧ ـ إنّ أسماء المدن التي وردت هي محلّ سكنى أنصار المهدي قبل الظهور ،

_________________________

(١) دلائل الإمامة : ٣٠٨ و ٣٠٩.

(٢) و (٥) بشارة الإسلام : ٢٠٩.

(٣) و (٦) دلائل الإمامة : ٣٠٧.

(٤) المصدر المتقدّم : ٣٠٩.

١٧٧

فمن الممكن أن لا يكونوا من سكّانها الأصليّين ؛ إذ لعلّهم يكونون فيها فقط في زمان ظهوره عليه‌السلام.

٨ ـ لقد ورد في ضمن أسماء المدن المذكورة حوالي ثلاثون مدينة أو أكثر من المدن الإيرانيّة.

٩ ـ إذا قسّمنا أسماء المدن المذكورة مع عدد الأشخاص الذين يأتون لنصرة المهدي المنتظر عليه‌السلام ، نجد أنّ أكثر أنصاره هم من الفرس.

١٠ ـ واُشير في بعض الروايات إلى حضور عدد من النساء ، فقيل : عددهنّ خمسون امرأة ، ولكن لم يأت ذكر هنّ في هذه الرواية ولا في الحديث الذي ذكر أسماءهم ، حيث نرى الأغلب ذكر بعنوان رجل ورجلان وغير ذلك ممّا يطلق على الرجال ، فقد قال الباقر عليه‌السلام : « يجيئ والله ثلاث مأة وبضعة عشر رجلاً فيهم خمسون امرأة » (١).

وأمّا الصنف الثاني والثلاث ، فقد مرّ ذكرهما في الرجعة والكلام فيها ، فراجع ولا نعيد.

السؤال الخامس والأربعون :

ما هو المقصود من قول الإمام الصادق عليه‌السلام لأبي بصير : « فذلك ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً بعدد أهل بدر ، يجمعهم الله إلى مكّة في ليلة واحدة » ، فهل ينحصر أصحاب المهدي وأعوانه في العدد المذكور أم يتجاوزه ؟

الجواب : لا ريب في أنّ عدد أنصاره لا ينحصر بهذا العدد ، فلقد ورد في روايات اُخرى بأعداد اُخر ، مثلاً : قيل إنّ عدد أنصاره خمسة آلاف ، أو عشرة

_________________________

(١) معجم أحاديث الإمام المهدي عليه‌السلام : ١ / ٥٠٠.

١٧٨

آلاف ، إثني عشر ألف ، خمسة عشر ألف رجل (١) ، بالإضافة إلى ذلك ، فإنّه سينزل مع عيسى عليه‌السلام من السماء ثمانمائة رجل وأربعمائة امرأة (٢).

بالإضافة إلى سبعين ألف صدِّيق يرجعون إلى الدنيا ، وينضمّون إلى الإمام المهدي أرواحنا فداه في الكوفة ، وهذا يعتبر أفضل دليل على أنّ أنصار المهدي عليه‌السلام هم أكثر من ٣١٣.

ويوجد احتمالان لتوجيه العدد الوارد في الأخبار :

١ ـ قال العلاّمة المجلسي : « إنّ عدد أنصار المهدي عند ظهوره هو ثلاثمائة عشر رجل ، وهذا لا ينافي أنّ جماعة آخرين سوف يلتحقون به بعد ظهوره » (٣).

٢ ـ ومن الممكن أنّ هذا العدد (٣١٣) هم قادة الجيش وأصحاب الرُّتب العالية في حكومة المهدي عليه‌السلام ، قال الصادق عليه‌السلام لمفضّل بن عمر : « كأنّي أنظر إلى القائم على منبر الكوفة وحوله أصحابه ثلاثة مائة وثلاثة عشر رجلاً ، عدّة أهل بدر ، وهم أصحاب الألوية ، وهم حكّام الله في أرضه على خلقه » (٤).

السؤال السادس والأربعون :

ما هو دور العلماء في ظلّ الحكومة الإلهيّة بقيادة المهدي عليه‌السلام ؟

الجواب : لأجل توضيح هذا السؤال علينا في البداية أن نبحث عن دور العلماء في زمن حضور الأئمّة المعصومين عليهم‌السلام ، ثمّ في عصر الغيبة ، ثمّ في زمن ظهور

_________________________

(١) الغيبة / النعماني : ٣٠٧. بحار الأنوار : ٥٢ / ٣٢٣.جوانان ياران مهدي : ١٦.

(٢) معجم أحاديث الإمام المهدي عليه‌السلام : ١ / ٥٣٤. زنان در حكومت امام زمان : ٢٠.

(٣) حقّ اليقين : ٣٥٢.

(٤) بحارالأنوار : ٥٢ / ٣٢٦.

١٧٩

الحجّة القائم المهدي عليه‌السلام ، فنقول : لقد استمرّ عصر المعصومين حوالي ٢٦٠ سنة ، ثمّ جاء من بعدهم العلماء ، حيث قاموا بدورهم الرسالي في العالم الإسلامي ، فكانو حرّاس القيم الدينيّة بالنيابة عن المعصومين عليهم‌السلام ، وكانوا في الحقيقة يقومون بدور الرابط بين المعصومين والنّاس.

ومن جهة اُخرى ، قام الأئمّة عليهم‌السلام بتأييدهم وحمايتهم وإرجاع النّاس إليهم ، كإرجاع النّاس إلى عثمان بن سعيد وغيره في عهد الحضور وفترة الغيبة الصغرى ، وبتأييد الأعلام في الغيبة الكبرى كما قال الإمام الهادي عليه‌السلام : « لولا من يبقى بعد غيبة قائمكم من العلماء الداعين إليه ، والدالّين عليه ، والذابّين عن دينه بحجج الله ، والمنقذين لضعفاء عباد الله من شِباك إبليس ومردته ، ومن فخاج النواصب ، لما بقي أحد إلاّ ارتدّ عن دين الله ، ولكنّهم الذين يمسكون أزمّة قلوب ضعفاء الشيعة كما يمسك صاحب السفينة سكّانها ، اُولئك هم الأفضلون عند الله عزّوجلّ » (١).

فهذا الحديث يشمل كلّ أعلام الشيعة من الكليني إلى الخميني وما بعده ، حيث قاموا بدور عظيم في نشر مذهب العترة الطاهرة عليهم‌السلام ، وهيّئوا الأرضيّة لظهور الإمام المهدي عليه‌السلام.

ولا ريب أنّ أنصاره هم العلماء والقضاة والفقهاء ، كما صرّح الصادق عليه‌السلام بذلك قائلاً : « وهم النجباء والقضاة والحكّام والفقهاء في الدين » (٢) ، وهؤلاء سوف ينتشرون في أنحاء العالم بأمر الإمام عليه‌السلام ، ويقومون بتطبيق حكومته عليه‌السلام في المجتمعات.

وعلى هذا فإنً العلماء الأعلام لهم السهم الأوفر في تشكيل حكومة الإمام

_________________________

(١) الإحتجاج : ٢ / ٢٦٠.

(٢) دلائل الإمامة : ٣٦٠.

١٨٠