الأمالي

أبي جعفر محمّد بن الحسن بن علي بن الحسن الطّوسي [ شيخ الطائفة ]

الأمالي

المؤلف:

أبي جعفر محمّد بن الحسن بن علي بن الحسن الطّوسي [ شيخ الطائفة ]


المحقق: مؤسسة البعثة
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الثقافة للطباعة والنشر
الطبعة: ١
الصفحات: ٨٨٨

كان أمير المؤمنين عليه‌السلام يحطب ويستقي ويكنس ، وكانت فاطمة عليها‌السلام تطحن وتعجن وتخبز.

١٣٧٠ / ١٤ ـ قال : وبهذا الاسناد ، عن هشام ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : حمل الحسين عليه‌السلام ستة أشهر وأرضع سنتين ، وهو قول الله ( عزوجل ) : ( ووصينا الانسان بوالديه إحسانا حملته أمه كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا ) (١).

١٣٧١ / ١٥ ـ قال : وبهذا الاسناد ، عن هشام ، قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام ، وذكر السفياني ، فقال : أما الرجال فتواري وجوهها عنه ، وأما النساء فليس عليهن بأس.

١٣٧٢ / ١٦ ـ قال : وبهذا الاسناد ، عن هشام ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، في قوله ( تعالى ) : ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) (٢) ، قال : أعملكم بالتقية.

١٣٧٣ / ١٧ ـ قال : وبهذا الاسناد ، عن هشام ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : لو أنكم إذا بلغكم عن الرجل شئ مشيتم إليه فقلتم : يا هذا إما أن تعتزلنا وتجتنبنا ، أو تكف عنا ، فإن فعل وإلا فاجتنبوه.

١٣٧٤ / ١٨ ـ قال : وبهذا الاسناد ، عن هشام ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال في قول الله ( تعالى ) : ( وقالت اليهود يد الله مغلولة ) (٣) فقال : كانوا يقولون قد فرغ من الامر.

١٣٧٥ / ١٩ ـ قال : وبهذا الاسناد ، عن هشام ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : لما خرج طالب الحق قيل لأبي عبد الله عليه‌السلام : نرجو أن يكون هذا اليماني؟ فقال : لا ، اليماني يوالي عليا عليه‌السلام ، وهذا يبرأ.

١٣٧٦ / ٢٠ ـ قال : وبهذا الاسناد ، عن هشام ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : اليماني والسفياني كفرسي رهان (٤).

__________________

(١) سورة الأحقاف ٤٦ : ١٥.

(٢) سورة الحجرات ٤٩ : ١٣.

(٣) سورة المائدة ٥ : ٦٤.

(٤) في المثل « هما كفرسي رهان » يضرب للمتساويين والمتقاربين في الفضل وغيره ، وللمتسابقين في المجاراة.

٦٦١

١٣٧٧ / ٢١ ـ قال : وبهذا الاسناد ، عن هشام ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : أتى قوم أمير المؤمنين عليه‌السلام فقالوا : السلام عليك يا ربنا! فاستتابهم فلم يتوبوا ، فحفر لهم حفيرة ، فأوقد فيها نارا ، وحفر حفيرة أخرى إلى جانبها وأفضى ما بينهما ، فلما لم يتوبوا ألقاهم في الحفيرة ، وأوقد في الحفيرة الأخرى حتى ماتوا.

١٣٧٨ / ٢٢ ـ قال : وبهذا الاسناد ، عن هشام ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : رأس كل خطيئة حب الدنيا.

١٣٧٩ / ٢٣ ـ قال. وبهذا الاسناد ، عن هشام ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : لا يزال الدعاء محجوبا عن السماء حتى يصلي على محمد وآل محمد عليهم‌السلام.

١٣٨٠ / ٢٤ ـ قال : وبهذا الاسناد ، عن هشام ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : قال أيوب النبي عليه‌السلام حين دعا زبه : يا رب ، كيف ابتليتني بهذا البلاء الذي لم تبتل به أحدا؟ فوعزتك إنك لتعلم أنه ما عرض لي أمران قط كلاهما لك طاعة إلا عملت بأشدهما على بدني قال : فنودي : ومن فعل ذلك بك يا أيوب؟ قال : فأخذ التراب ووضعه على رأسه ، ثم قال : أنت يا رب.

١٣٨١ / ٢٥ ـ قال : وبهذا الاسناد ، عن هشام ، عن عبد الله بن أبي يعفور ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : إنا لنحب الدنيا وإلا نعطاها خير لنا ، وما أعطي أحد منها شيئا إلا نقص حظه في الآخرة.

قال : فقال له رجل : إنا والله لنطلب الدنيا. فقال له أبو عبد الله عليه‌السلام : تصنع بها ماذا؟ قال : أعود بها على نفسي وعلى عيالي ، وأتصدق منها ، وأصل منها ، وأحج منها. قال : فقال أبو عبد الله عليه‌السلام : ليس هذا طلب الدنيا ، هذا طلب الآخرة.

١٣٨٢ / ٢٦ ـ قال : وبهذا الاسناد ، عن هشام ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : النساء عي وعورات ، فاستروا العورات بالبيوت ، واستروا

٦٦٢

العي بالسكوت (١).

١٣٨٣ / ٢٧ ـ قال. وبهذا الاسناد ، عن هشام ، عن أبي أسامة ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : قلت : بلغنا أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله م يشبع من خبز بر ثلاثة أيام قط. قال : فقال أبو عبد الله عليه‌السلام : ما أكله قط. قلت : فأي شئ كان يأكل؟ قال : كان طعام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الشعير إذا وجده ، وحلواه التمر ، ووقوده السعف.

١٣٨٤ / ٢٨ ـ قال : وبهذا الاسناد ، عن هشام ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : يحشر الناس يوم القيامة متلازمين ، فينادي مناد : أيها الناس ، إن الله قد عفا فاعفوا. قال : فيعفو قوم ويبقى قوم متلازمين. قال : فترفع لهم قصور بيض فيقال : هذا لمن عفا ، فيتعافى الناس.

١٣٨٥ / ٢٩ ـ قال. وبهذا الاسناد ، عن هشام ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : قال بعض أصحابنا : أصلحك الله ، كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ويقول : قال جبرئيل عليه‌السلام ، وهذا جبرئيل يأمرني ، ثم يكون في حال أخرى يغمى عليه؟ قال : فقال أبو عبد الله عليه‌السلام : إنه إذا كان الوحي من الله إليه ليس بينهما جبرئيل عليه‌السلام ، أصابه ذلك لثقل الوحي من الله ، وإذا كان بينهما جبرئيل عليه‌السلام لم يصبه ذلك ، فيقول : قال لي جبرئيل ، وهذا جبرئيل يأمرني.

١٣٨٦ / ٣٠ ـ قال : وبهذا الاسناد ، عن هشام ، عن ابن أبي يعفور ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : إن أعظم الناس يوم القيامة ( حسرة ) من وصف عدلا ، ثم خالفه إلى غيره.

١٣٨٧ / ٣١ ـ قال : وبهذا الاسناد ، عن هشام ، عن الثمالي ، قال : سمعت علي بن الحسين عليهما‌السلام وهو يقول : عجبا للمتكبر الفجور الذي كان بالأمس نطفة وهو غدا جيفة ، والعجب كل العجب لمن شك في الله وهو يرى الخلق ، والعجب كل العجب لمن أنكر الموت وهو يموت في كل يوم وليلة ، والعجب كل العجب لمن أنكر النشأة

__________________

(١) تقدم في الحديث : ١٢٠٩.

٦٦٣

الأخرى وهو يرى النشأة الأولى ، والعجب كل العجب لمن عمل لدار الفناء وترك دار البقاء!

١٣٨٨ / ٣٢ ـ قال : وبهذا الاسناد ، عن هشام ، عن محمد بن مسلم ، قال : قال أبو جعفر عليه‌السلام : يا محمد ، لو يعلم السائل ما في المسألة ما سأل أحد أحدا ، ولو يعلم المعطي ما في العطية ما رد أحد أحدا. قال : ثم قال لي : يا محمد ، إنه من سأل وهو يظهر غنى لقي الله مخموشا وجهه.

١٣٨٩ / ٣٣ ـ قال : وبهذا الاسناد ، عن هشام ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : إن قوما أتوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقالوا : يا رسول الله ، اضمن لنا على ربك الجنة. قال : فقال : على أن تعينوني بطول السجود. قالوا : نعم يا رسول الله ، فضمن لهم الجنة.

قال : فبلغ ذلك قوما من الأنصار فأتوه ، فقالوا : يا رسول الله ، اضمن لنا الجنة قال : على أن لا تسألوا أحدا شيئا. قالوا : نعم يا رسول الله. قال : فضمن لهم الجنة ، فكان الرجل منهم يسقط سوطه وهو على دابته فينزل حتى يتناوله كراهية أن يسأل أحدا شيئا ، وإنه كان الرجل لينقطع شسعه (١) فيكره أن يطلب من أحد شسعا.

١٣٩٠ / ٣٤ ـ قال : وبهذا الاسناد ، عن هشام ، قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول الله ( تعالى ) : ( فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ) (٢) من هم؟ قال : نحن. قلت : علينا أن نسألكم؟ قال : نعم. قال : قلت : فعليكم أن تجيبونا؟ قال : ذاك إلينا.

١٣٩١ / ٣٥ ـ قال : وبهذا الاسناد ، عن هشام ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : إن العبد إذا عجل فقام لحاجته يقول الله ( تبارك وتعالى ) : أما يعلم عبدي أني أنا أقضي الحوائج.

١٣٩٢ / ٣٦ ـ قال : وبهذا الاسناد ، عن هشام ، عن أبان بن تغلب ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : أيما مؤمن سأل أخاه المؤمن حاجة ، وهو يقدر على قضائها ،

__________________

(١) الشسع : سير يمسك النعل بأصابع القدم.

(٢) سورة النحل ١٦ : ٤٣.

٦٦٤

فرده عنها ، سلط الله عليه شجاعا (١) في قبره ينهش من أصابعه.

١٣٩٣ / ٣٧ ـ قال : وبهذا الاسناد ، عن هشام ، عن أبي عبيدة الحذاء ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : قال لي : ألا أخبرك بأشد ما فرض الله على خلقه؟ قال : قلت : نعم. قال : إن من أشد ما فرض الله على خلقه إنصافك الناس عن نفسك ، ومواساتك أخاك المسلم في مالك ، وذكر الله كثيرا ، أما إني لا أعني « سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر » وإن كان منه ، لكن ذكر الله عندما أحل وحرم ، فإن كان طاعة عمل بها ، وإن كان معصية تركها (٢).

__________________

(١) الشجاع : الحية.

(٢) تقدم نحوه في الحديث : ١٣٥ ، ويأتي في الحديث : ١٤٤٦.

٦٦٥

[٣٦]

مجلس يوم الجمعة

سلخ رجب ـ عظم الله بركته ـ سنة سبع وخمسين وأربع مائة

فيه بقية أحاديث الحسين بن إبراهيم القزويني ،

وأحاديث أحمد بن عبدون ، المعروف بابن الحاشر.

بسم الله الرحمن الرحيم

١٣٩٤ / ١ ـ حدثنا الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي بن الحسن الطوسي رحمه‌الله ، قال : أخبرنا الحسين بن إبراهيم القزويني ، قال : حدثنا أبو عبد الله محمد بن وهبان ، قال : حدثنا أبو القاسم علي بن حبشي ، قال : حدثنا أبو الفضل العباس بن محمد بن الحسين ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا صفوان بن يحيى ، عن الحسين بن أبي غندر ، عن عبد الله بن أبي يعفور ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : كمال المؤمن في ثلاث خصال : الفقه في دينه ، والصبر على النائبة ، والتقدير في المعيشة.

١٣٩٥ / ٢ ـ وبهذا الاسناد ، عن صفوان بن يحيى ، وجعفر بن عيسى بن يقطين ، قالا : حدثنا الحسين بن أبي غندر ، عن أبيه ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : من أراد البقاء ولا بقاء ، فليباكر الغداء (١) ، وليخفف الرداء (٢) ،

__________________

(١) المراد بالغداء : طعام الغدوة ، وهي ما بين طلوع الفجر وطلوع الشمس.

٦٦٦

وليقل غشيان النساء.

١٣٩٦ / ٣ ـ وبهذا الاسناد ، عن الحسين ، عن أبيه ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : سمعته يقول : جودوا الحذو فإنه مكبتة للعدو ، وزيادة في ضوء البصر ، وخففوا الدين ، فإن في خفة الدين زيادة العمر ، وتدهنوا فإنه يظهر الغناء ، وعليكم بالسواك فإنه يذهب وسوسة الصدر ، وأدمنوا الخف فإنه أمان من السل.

١٣٩٧ / ٤ ـ وبهذا الاسناد ، عن الحسين ، عن أبيه ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : سألته عن صوم يوم عرفة؟ فقال : عيد من أعياد المسلمين ، ويوم دعاء ومسألة.

قلت : فصوم عاشوراء؟ قال : ذاك يوم قتل فيه الحسين عليه‌السلام ، فإن كنت شامتا فصم.

ثم قال : إن آل أمية ( عليهم لعنة الله ) ومن أعانهم على قتل الحسين من أهل الشام ، نذروا نذرا إن قتل الحسين عليه‌السلام وسلم من خرج إلى الحسين عليه‌السلام ، وصارت الخلافة في آل أبي سفيان ، أن يتخذوا ذلك اليوم عيدا لهم ، وأن يصوموا فيه شكرا ، ويفرحون أولادهم ، فصارت في آل أبي سفيان سنة إلى اليوم في الناس ، واقتدى بهم الناس جميعا ، فلذلك يصومونه ويدخلون على عيالاتهم وأهاليهم الفرح ذلك اليوم.

ثم قال : إن الصوم لا يكون للمصيبة ، ولا يكون إلا شكرا للسلامة ، وإن الحسين عليه‌السلام أصيب ، فإن كنت ممن أصبت به فلا تصم ، وإن كنت شامتا ممن سرك سلامة بني أمية فصم شكرا لله ( تعالى ).

١٣٩٨ / ٥ ـ وبهذا الاسناد ، عن الحسين بن أبي غندر ، عن أبي بصير ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : اتقوا الله ، وعليكم بالطاعة لأئمتكم ، قولوا ما يقولون ، واصمتوا عما صمتوا ، فإنكم في سلطان من قال الله ( تعالى ) : ( وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال ) (٣) يعني بذلك ولد العباس ، فاتقوا الله ، فإنكم في هذه صلوا في

__________________

(٢) المراد بتخفيف الرداء : قلة الدين.

(٣) سورة إبراهيم ١٤ : ٤٦.

٦٦٧

عشائرهم ، واشهدوا جنائزهم ، وأدوا الأمانة إليهم ، وعليكم بحج هذا البيت ، فأدمنوه فإن في إدمانكم الحج دفع مكاره الدنيا عنكم ، وأهوال يوم القيامة.

١٣٩٩ / ٦ ـ وبهذا الاسناد ، عن الحسين ، عن إسحاق بن عمار ، وأبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : إن الله ( تعالى ) أمهر فاطمة عليها‌السلام ربع الدنيا ، فربعها لها ، وأمهرها الجنة والنار ، تدخل أعداءها النار ، وتدخل أولياءها الجنة ، وهي الصديقة الكبرى ، وعلى معرفتها دارت القرون الأول.

١٤٠٠ / ٧ ـ وبهذا الاسناد ، عن أبي يعفور ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : أوحى الله ( تعالى ) إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : قل لفاطمة : لا تعصي عليا ، فإنه إن غضب غضبت لغضبه.

١٤٠١ / ٨ ـ وبهذا الاسناد ، عن الحسين ، عن بعض أصحابنا ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : كان الحسين عليه‌السلام ذات يوم في حجر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يلاعبه ويضاحكه ، فقالت عائشة : يا رسول الله ، ما أشد إعجابك بهذا الصبي! فقال لها : ويلك ويلك ، وكيف لا أحبه ولا أعجب به ، وهو ثمرة فؤادي ، وقرة عيني! أما إن أمتي ستقتله ، فمن زاره بعد وفاته كتب الله له حجة من حججي. قالت : يا رسول الله ، حجة من حججك! قال : نعم ، وحجتين. قالت : يا رسول الله ، حجتين من حججك! قال : نعم ، وأربعا. قال : فلم تزل تزيده وهو يزيد ويضعف حتى بلغ سبعين حجة من حجج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بأعمارها.

١٤٠٢ / ٩ ـ وبهذا الاسناد ، عن الحسين ، عن أبي الحسن موسى وأبي الحسن الرضا عليهما‌السلام ، قالا : الباذنجان عند جداد النخل (١) لا داء فيه.

١٤٠٣ / ١٠ ـ وبهذا الاسناد ، عن الحسين ، عمن أخبره ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : الباذنجان جيد للمرة (٢) السوداء.

__________________

(١) أي أوان إدراكه.

(٢) المرة : خلط من أخلاط البدن ، المسمى المزاج.

٦٦٨

١٤٠٤ / ١١ ـ وبهذا الاسناد ، عن الحسين ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : زارنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وقد أهدت لنا أم أيمن لبنا وزبدا وتمرا ، فقدمناه فأكل منه ، ثم قام النبي عليه‌السلام إلى زاوية البيت فصلى ركعات ، فلما كان في آخر سجوده بكى بكاء شديدا ، فلم يسأله أحد منا إجلالا له ، فقام الحسين عليه‌السلام فقعد في حجره وقال له : يا أبت ، لقد دخلت بيتنا ، فما سررنا بشئ كسرورنا بدخولك ، ثم بكيت بكاء غمنا ، فلم بكيت؟ فقال : يا بني ، أتاني جبرئيل آنفا ، فأخبرني أنكم قتلى ، وأن مصارعكم شتى.

فقال : يا أبت ، فما لمن يزور قبورنا على تشتتها؟ فقال : يا بني ، أولئك طوائف من أمتي ، يزورونكم يلتمسون بذلك البركة ، وحقيق علي أن آتيهم يوم القيامة حتى أخلصهم من أهوال الساعة من ذنوبهم ، ويسكنهم الله الجنة.

١٤٠٥ / ١٢ ـ وبهذا الاسناد ، عن الحسين بن أبي غندر ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : الأشياء مطلقة ما لم يرد عليك أمر ونهي ، وكل شئ فيه حلال وحرام فهو لك حلال أبدا ، ما لم تعرف الحرام منه فتدعه.

١٤٠٦ / ١٣ ـ وبهذا الاسناد ، عن الحسين ، عن المفضل ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : ما بعث الله نبيا أكرم من محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولا خلق الله قبله أحدا ، ولا أنذر الله خلقه بأحد من خلقه قبل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فذلك قوله ( تعالى ) : ( هذا نذير من النذر الأولى ) (١) ، وقال : ( وإنما أنت منذر ولكل قوم هاد ) (٢) ، فلم يكن قبله مطاع في الخلق ، ولا يكون بعده إلى أن تقوم الساعة في كل قرن إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

١٤٠٧ / ١٤ ـ وبهذا الاسناد ، عن الحسين ، عن أبيه ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : كان رجل شيخ ناسك يعبد الله في بني إسرائيل ، فبينا هو يصلي وهو في عبادته ، إذ بصر بغلامين صبيين ، قد أخذا ديكا وهما ينتفان ريشه ، فأقبل على ما هو فيه من

__________________

(١) سورة النجم ٥٣ : ٥٦.

(٢) سورة الرعد ١٣ : ٧.

٦٦٩

العبادة ، ولم ينههما عن ذلك ، فأوحى الله إلى الأرض : أن سيخي بعبدي ، فساخت به الأرض ، فهو يهوي في الدردور (١) أبد الآبدين ودهر الداهرين.

١٤٠٨ / ١٥ ـ وبهذا الاسناد ، عن الحسين ، عن أبيه ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : سمعته يقول : إن الله أهبط ملكين إلى قرية ليهلكهم ، فإذا هما برجل تحت الليل قائم يتضرع إلى الله ويتعبد. قال : فقال أحد الملكين للآخر : إني أعاود ربي في هذا الرجل ، وقال الآخر : بل تمضي لما أمرت ولا تعاود ربي في ما قد أمر به. قال : فعاود الآخر ربه في ذلك ، فأوحى الله إلى الذي لم يعاود ربه في ما أمره : أن أهلكه معهم ، فقد حل به معهم سخطي ، إن هذا لم يتمعر (٢) وجهه قط غضبا لي ، والملك الذي عاود ربه في ما أمر سخط الله عليه فأهبط في جزيرة فهو حتى الساعة فيها ساخط عليه ربه.

١٤٠٩ / ١٦ ـ وبهذا الاسناد ، عن الحسين ، عن أيوب ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : من دخل على مؤمن في داره محاربا له ، فدمه مباح في تلك الحال للمؤمن ، وهو في عنقي.

١٤١٠ / ١٧ ـ وبهذا الاسناد ، عن الحسين ، قال : سمعت رجلا يقول لأبي عبد الله عليه‌السلام : بلغني أن الاقتصاد والتدبير في المعيشة نصف الكسب. فقال أبو عبد الله عليه‌السلام : لا ، بل هو الكسب كله ، ومن الدين التدبير في المعيشة.

١٤١١ / ١٨ ـ وبهذا الاسناد ، عن الحسين ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : ما من مؤمن بذل جاهه لأخيه المؤمن إلا حرم الله وجهه على النار ، ولم يمسه قتر ولا ذلة يوم القيامة ، وأيما مؤمن بخل بجاهه على أخيه المؤمن وهو أوجه جاها منه إلا مسه قتر وذلة في الدنيا والآخرة ، وأصابت وجهه يوم القيامة نفحات النيران ، معذبا كان أو مغفورا له.

__________________

(١) الدردور : موضع في البحر يجيش ماؤه ويدور ، يخاف في الغرق.

(٢) معر وجهه فتمعر : غيره غيظا فتغير ، وذلك بأن تعلوه صفرة ويذهب إشراقه ونضارته.

٦٧٠

أحاديث أحمد بن عبدون ، المعروف بابن الحاشر

١٤١٢ / ١٩ ـ وعنه ، قال : أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن عبدون المعروف بابن الحاشر ، قال : أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن الزبير القرشي ، قال : أخبرنا علي بن الحسن بن فضال ، قال : حدثنا العباس بن عامر ، قال : حدثنا أحمد بن رزق الغمشاني ، عن محمد بن عبد الرحمن الضبي ، قال. سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : ولايتنا ولاية الله التي لم يبعث نبي قط إلا بها.

١٤١٣ / ٢٠ ـ وبهذا الاسناد ، عن أحمد بن رزق ، عن محمد بن عبد الرحمن ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا تستخفوا بشيعة علي ، فإن الرجل منهم ليشفع بعدد ربيعة ومضر.

١٤١٤ / ٢١ ـ وبهذا الاسناد ، عن أحمد بن رزق ، عن يحيى بن العلاء الرازي ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : دخل علي عليه‌السلام على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وهوفي بيت أم سلمة ، فلما رآه قال : كيف أنت يا علي إذا جمعت الأمم ، ووضعت الموازين ، وبرز لعرض خلقه ، ودعي الناس إلى ما لابد منه؟ قال : فدمعت عين أمير المؤمنين عليه‌السلام ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما يبكيك يا علي ، تدعى والله أنت وشيعتك غرا محجلين ، رواء مرويين مبيضة وجوهكم ، ويدعى بعدوك مسودة وجوههم أشقياء معذبين ، أما سمعت إلى قول الله : ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية ) (١) أنت وشيعتك : ( والذين كفروا بآياتنا أولئك هم شر البرية ) عدوك يا علي.

١٤١٥ / ٢٢ ـ وبهذا الاسناد ، عن أحمد بن رزق ، عن يحيى بن العلاء الرازي ، قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : لما خرج أمير المؤمنين عليه‌السلام إلى النهروان ، وظعنوا في أول أرض بابل حين دخل وقت العصر ، فلم يقطعوها حتى غابت الشمس ، فنزل الناس يمينا وشمالا يصلون إلا الأشتر وحده ، فإنه قال : لا أصلي حتى أرى أمير المؤمنين قد نزل يصلي. قال : فلما نزل قال : يا مالك ، هذه أرض سبخة ، ولا

__________________

(١) سورة البينة ٩٨ : ٧.

٦٧١

تحل الصلاة فيها ، فمن كان صلى فليعد الصلاة. ثم قال : استقبل القبلة ، فتكلم بثلاث كلمات ، ما هن بالعربية ولا بالفارسية ، فإذا هو بالشمس بيضاء نقية ، حتى إذا صلى بنا سمعنا لها حين انقضت خريرا كخرير المنشار.

١٤١٦ / ٢٣ ـ وبهذا الاسناد ، عن أحمد بن رزق ، عن عاصم بن عبد الواحد المدائني ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : مكة حرم إبراهيم عليه‌السلام ، والمدينة حرم محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، والكوفة حرم علي بن أبي طالب عليه‌السلام إن عليا عليه‌السلام حرم من الكوفة ما حرم إبراهيم من مكة ، وما حرم محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله من المدينة.

١٤١٧ / ٢٤ ـ وبهذا الاسناد ، عن أحمد ، عن معاوية بن وهب ، قال : كنت عند أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : فصدع ابن لرجل من أهل مرو وهو عنده جالس ، قال : فشكا ذلك إلى أبي عبد الله عليه‌السلام ، فقال : ادنه مني ، قال : فمسح على رأسه ، ثم قال : ( إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده إنه كان حليما غفورا ) (١).

١٤١٨ / ٢٥ ـ وبهذا الاسناد ، عن أحمد ، عن مهزم بن أبي بردة الأسدي ، قال : دخلت المدينة حدثان (٢) صلب زيد رضي‌الله‌عنه. قال : فدخلت على أبي عبد الله عليه‌السلام ، فساعة رآني قال : يا مهزم ، ما فعل زيد؟ قال : قلت : صلب. قال : أين؟ قال : قلت : في كناسة بني أسد. قال : أنت رأيته مصلوبا في كناسة بني أسد؟ قال : قلت نعم ، قال : فبكى حتى بكى النساء خلف الستور ، ثم قال : أما والله لقد بقي لهم عنده طلبة ، ما أخذوها منه بعد. قال : فجعلت أفكر وأقول : أي شئ طلبتهم بعد القتل والصلب! فودعته وانصرفت حتى انتهيت إلى الكناسة ، فإذا أنا بجماعة ، فأشرفت عليهم ، فإذا زيد قد أنزلوه من خشبته يريدون أن يحرقوه. قال : قلت : هذه الطلبة التي قال لي.

__________________

(١) سورة فاطر ٣٥ : ٤١.

(٢) حدثان الامر : أوله وابتداؤه.

٦٧٢

١٤١٩ / ٢٦ ـ وبهذا الاسناد ، عن أحمد ، عن أبي أسامة ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : كان علي بن الحسين عليهما‌السلام يقول : ما تجرعت جرعة غيظ قط أحب إلي من جرعة غيظ أعقبها صبرا ، وما أحب أن لي بذلك حمر النعم.

قال : وكان يقول : الصدقة تطفئ غضب الرب. قال : وكان لا تسبق يمينه شماله قال : وكان يقبل الصدقة قبل أن يعطيها السائل ، فقيل له : ما يحملك على هذا؟ قال : فقال : لست أقبل يد السائل ، إنما أقبل يد ربي ، إنها تقع في يد ربي قبل أن تقع في يد السائل.

قال : ولقد كان يمر على المدرة في وسط الطريق ، فينزل عن دابته ينحيها بيده عن الطريق.

قال : ولقد مر بمجذومين ، فسلم عليهم وهم يأكلون ، فمضى ، ثم قال : إن الله لا يحب المتكبرين ، فرجع إليهم فقال : إني صائم ، وقال : ائتوني بهم في المنزل. قال : فأتوه ، فأطعمهم ثم أعطاهم.

١٤٢٠ / ٢٧ ـ وبهذا الاسناد ، عن أحمد ، عن أبي موسى البناء ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : سمعته يقول : النفساء تبعث من قبرها بغير حساب ، لأنها ماتت في غم نفاسها.

١٤٢١ / ٢٨ ـ وبهذا الاسناد ، عن أحمد ، عن يحيى بن العلاء ، قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : خرج علي بن الحسين عليهما‌السلام إلى مكة حاجا حتى انتهى إلى واد بين مكة والمدينة ، فإذا هو برجل يقطع الطريق. قال : فقال لعلي عليه‌السلام : انزل ، قال : تريد ماذا؟ قال : أريد أن أقتلك ، وآخذ ما معك. قال : فأنا أقاسمك ما معي وأحللك. قال : فقال اللص : لا. فقال : دع معي ما أتبلغ به ، فأبى عليه. قال : فأين ربك؟ قال : نائم. قال : فإذا أسدان مقبلان بين يديه ، فأخذ هذا برأسه ، وهذا برجليه. قال : فقال : زعمت أن ربك عنك نائم.

٦٧٣

[٣٧]

مجلس يوم الجمعة

السابع من شعبان سنة سبع وخمسين وأربع مائة

فيه بقية أحاديث ابن الحاشر ، وأحاديث الحسين بن إبراهيم القزويني.

بسم الله الرحمن الرحيم

١٤٢٢ / ١ ـ حدثنا الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي بن الحسن الطوسي رضي‌الله‌عنه ، قال : وبالاسناد المتقدم ، عن أحمد بن رزق ، عن مهزم بن أبي بردة ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : إذا أنت أحصيت ما على الأرض من شيعة علي عليه‌السلام فلست تلاقي إلا من هو حطب جهنم ، إنه لينعم على أهل خلافكم بجواركم إياهم ، ولولا ما على الأرض من شيعة علي ما نظرت إلى غيث أبدا ، إن أحدكم ليخرج وما في صحيفته حسنة ، فيملاها الله له حسنات قبل أن ينصرف ، وذلك أنه يمر بالمجلس وهم يشتموننا ، فيقال : اسكتوا هذا من الفلانية ، فإذا مضى عنهم شتموه فينا.

١٤٢٣ / ٢ ـ وبهذا الاسناد ، عن أحمد ، عن يحيى بن العلاء ، قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : ما ترى في رجل تزوج امرأة ، فمكثت معه سنة ، ثم غابت عنه ، ثم تزوجت آخر ، فمكثت معه سنة ، ثم غابت عنه ، ثم تزوجت آخر ، ثم إن الثالث أولدها؟ قال : ترجم لان الأول أحصنها.

٦٧٤

قال : قلت : فما ترى في ولدها؟ قال : ينسب إلى أبيه.

قال : قلت : فإن مات الأب ، يرثه الغلام؟ قال : نعم.

١٤٢٤ / ٣ ـ وبهذا الاسناد ، عن أحمد ، عن الفضيل بن يسار ، قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : خرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يريد حاجة ، فإذا هو بالفضل بن العباس. قال : فقال : احملوا هذا الغلام خلفي. قال. فاعتنق رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بيده من خلفه على الغلام ، ثم قال : يا غلام ، خف الله تجده أمامك ، يا غلام خف الله يكفك ما سواه ، وإذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، ولو أن جميع الخلائق اجتمعوا على أن يصرفوا عنك شيئا قد قدر لك لم يستطيعوا ، ولو أن جميع الخلائق اجتمعوا على أن يصرفوا إليك شيئا لم يقدر لك لم يستطيعوا ، واعلم أن النصر مع الصبر ، وأن الفرج مع الكرب ، وأن اليسر مع العسر ، وكل ما هو آت قريب ، إن الله يقول : ولو أن قلوب عبادي اجتمعت على قلب أشقى عبد لي ما نقصني ذلك من سلطاني جناح بعوضة ، ولو أن قلوب عبادي اجتمعت على قلب أسعد عبد لي ما زاد ذلك إلا مثل إبرة جاء بها عبد من عبادي فغمسها في بحر ، وذلك أن عطائي كلام ، وعدتي كلام ، وإنما أقول للشئ : كن فيكون.

١٤٢٥ / ٤ ـ وبهذا الاسناد ، عن أحمد ، عن يحيى بن العلاء ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال : إن عبدا مكث في النار يناشد الله سبعين خريفا ، والخريف سبعون سنة وسبعون سنة وسبعون سنة. قال : ثم إنه سأل الله بحق محمد وأهل بيته عليهم‌السلام لما رحمتني. قال : فأوحى الله إلى جبرئيل عليه‌السلام : أن اهبط إلى عبدي فأخرجه إلي. قال. يا رب ، كيف لي بالهبوط في النار؟ قال : إني قد أمرتها أن تكون عليك بردا وسلاما. قال : يا رب ، فما علمي بموضعه؟ قال : إنه في جب في سجين.

قال : فهبط إليه وهو معقول على وجهه بقدمه. قال : كم لبثت في النار؟ قال : ما أحصي كم بدلت فيها خلقا ، فأخرجه إليه. قال : فقال له : يا عبدي ، كم كنت تناشدني في النار؟ قال : ما أحصي يا رب. قال : أما وعزتي وجلالي ، لولا ما سألتني به لأطلت هوانك في النار ، ولكنه حتم حتمته على نفسي ألا يسألني عبد بحق محمد وأهل بيته

٦٧٥

إلا ما غفرت ما كان بيني وبينه ، فقد غفرت لك اليوم.

١٤٢٦ / ٥ ـ حدثنا الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي بن الحسن الطوسي رضي‌الله‌عنه ، قال : أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن عبدون المعروف بابن الحاشر ، قال : أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن الزبير القرشي ، قال : أخبرنا علي بن الحسن ابن فضال ، قال : حدثنا العباس بن عامر ، قال : حدثنا أحمد بن رزق الغمشاني ، عن يحيى بن العلاء ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال : كل مؤمن شهيد وإن مات على فراشه ، فهو شهيد ، وهو كمن مات في عسكر القائم ( عجل الله تعالى فرجه ). قال : أيحبس نفسه على الله ثم لا يدخله الجنة؟!

١٤٢٧ / ٦ ـ وبهذا الاسناد ، عن أحمد ، عن أبي مريم ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أيما رجل اشترى طعاما فكبسه أربعين صباحا ، يريد به غلاء المسلمين ، ثم باعه فتصدق بثمنه ، لم يكن كفارة لما صنع.

١٤٢٨ / ٧ ـ وبهذا الاسناد ، في أحمد ، عن يحيى بن العلاء ، قال : كان أبو عبد الله عليه‌السلام مريضا دنفا (١) ، فأمر فأخرج إلى مسجد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فكان فيه حتى أصبح ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان.

١٤٢٩ / ٨ ـ وبهذا الاسناد ، عن أحمد ، عن يحيى بن العلاء ، وإسحاق بن عمار جميعا ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قالا : ما ودعنا قط إلا أوصانا بخصلتين : عليكم بصدق الحديث ، وأداء الأمانة إلى البر والفاجر ، فإنهما مفتاح الرزق.

١٤٣٠ / ٩ ـ وبهذا الاسناد ، عن أحمد ، عن يحيى بن العلاء ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال : قال لي : ادع بهذا الدعاء ، وأنا ضامن لك حاجتك على الله : « اللهم أنت ولي نعمتي ، وأنت القادر على طلبتي ، قد تعلم حاجتي ، فأسألك بحق محمد وآل محمد لما قضيتها ».

١٤٣١ / ١٠ ـ وعنه ، قال : أخبرنا أحمد بن عبدون ، عن ابن الزبير ، عن علي بن

__________________

(١) دنف المريض : اشتد مرضه.

٦٧٦

الحسن بن فضال ، عن العباس ، عن أبي عمارة ، عن معاذ بن مسلم ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : وجد بالحسين بن علي ( صلوات الله عليهما ) نيف وسبعون ضربة بالسيف.

١٤٣٢ / ١١ ـ وبهذا الاسناد ، عن أبي عمارة ، عن عبد الله بن طلحة ، عن عبد الله ابن سيابة ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : لما قدم علي بن الحسين عليهما‌السلام وقد قتل الحسين بن علي ( صلوات الله عليهما ) استقبله إبراهيم بن طلحة بن عبيد الله ، وقال : يا علي بن الحسين ، من غلب؟ وهو مغطى رأسه ، وهو في المحمل. قال : فقال له علي ابن الحسين : إذا أردت أن تعلم من غلب ، ودخل وقت الصلاة ، فأذن ثم أقم.

١٤٣٣ / ١٢ ـ وبهذا الاسناد ، عن العباس ، عن أبي جعفر الخثعمي ، قريب إسماعيل بن جابر ، قال : أعطاني أبو عبد الله عليه‌السلام خمسين دينارا في صرة ، فقال لا : ادفعها إلى رجل من بني هاشم ، ولا تعلمه أني أعطيتك شيئا. قال : فأتيته ، فقال : من أين هذه؟ جزاه الله خيرا ، فما يزال كل حين يبعث بها ، فنكون مما نعيش فيه إلى قابل ، ولكن لا يصلني جعفر بدرهم في كثرة ماله.

١٤٣٤ / ١٣ ـ وقال أبو عبد الله عليه‌السلام : علموا أولادكم ( يس ) فإنها ريحانة القرآن.

١٤٣٥ / ١٤ ـ وبهذا الاسناد ، عن ابن فضال ، عن العباس ، عن فضيل بن عثمان ، عن بشير الدهان ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في ملأ من أصحابه قال. فقال : خذوا جنتكم. فقالوا : يا رسول الله ، حضر عدو؟ قال : لا ، جنتكم من النار. قال : قولوا : « سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم » فإنهن يوم القيامة مقدمات منجيات ومعقبات ، وهن عند الله الصالحات الباقيات.

١٤٣٦ / ١٥ ـ وبهذا الاسناد ، عن العباس ، عن فضيل ، عن معاوية بن عمار ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : الدعاء لأخيك بظهر الغيب يسوق إلى الداعي الرزق ، ويصرف عنه البلاء ، ويقول الملك : ولك مثل ذلك.

٦٧٧

١٤٣٧ / ١٦ ـ وبهذا الاسناد ، عن العباس ، عن بشر بن بكار ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال : أن ملكا من الملائكة سأل الله أن يعطيه سمع العباد فأعطاه الله ، فذلك الملك قائم حتى تقوم الساعة ليس أحد من المؤمنين يقول : صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، إلا قال الملك : وعليك السلام ، ثم يقول الملك : يا رسول الله ، إن فلانا يقرئك السلام ، فيقول رسول الله : وعليه‌السلام.

١٤٣٨ / ١٧ ـ وبهذا الاسناد ، عن العباس ، عن علي بن معمر الخزاز ، عن رجل من جعفي ، قال : كنا عند أبي عبد الله عليه‌السلام ، فقال رجل : اللهم إني أسألك رزقا طيبا.

قال : فقال أبو عبد الله عليه‌السلام : هيهات هيهات ، هذا قوت الأنبياء ، ولكن سل ربك رزقا لا يعذبك عليه يوم القيامة ، هيهات إن الله يقول : ( يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا ) (١).

١٤٣٩ / ١٨ ـ وبهذا الاسناد ، عن علي بن معمر ، عن يونس بن عمار ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : إن العبد ليبسط يديه يدعو الله ويسأله من فضله مالا فيرزقه. قال : فينفقه فيما لا خير فيه. قال : ثم يعود فيدعو. قال : فيقول الله : ألم أعطك ، ألم أفعل بك كذا وكذا؟

١٤٤٠ / ١٩ ـ وبهذا الاسناد ، عن العباس بن عامر ، عن عبد الله بن الوليد ، قال : دخلنا على أبي عبد الله عليه‌السلام فسلمنا عليه ، وجلسنا بين يديه ، فسألنا : من أنتم؟ قلنا : من أهل الكوفة. فقال : أما إنه ليس من بلد من البلدان أكثر محبا لنا من أهل الكوفة ، ثم هذه العصابة خاصة ، إن الله هداكم لأمر جهله الناس ، أحببتمونا وأبغضنا الناس ، وصدقتمونا وكذبنا الناس ، واتبعتمونا وخالفنا الناس ، فجعل الله محياكم محيانا ، ومماتكم مماتنا ، فأشهد على أبي عليه‌السلام أنه كان يقول : ما بين أحدكم وبين أن يرى ما تقر به عينه ويغتبط إلا أن تبلغ نفسه هاهنا ، ثم أهوى بيده إلى حلقه ، ثم قال :

__________________

(١) سورة المؤمنون ٢٣ : ٥١.

٦٧٨

وقد قال الله في كتابه : ( ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية ) (١) فنحن ذرية رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله (٢).

١٤٤١ / ٢٠ ـ وعنه ، قال : أخبرنا الحسين بن إبراهيم القزويني ، قال : أخبرنا محمد بن وهبان ، قال : حدثنا أبو عيسى محمد بن إسماعيل بن حيان الوراق في دكانه بسكة الموالي ، قال : حدثنا أبو جعفر محمد بن الحسين بن حفص الخثعمي الأسدي ، قال : حدثنا أبو سعيد عباد بن يعقوب الأسدي ، قال : حدثنا خلاد أبو علي ، قال : قال لنا جعفر بن محمد عليهما‌السلام وهو يوصينا : اتقوا الله ، وأحسنوا الركوع والسجود ، وكونوا أطوع عباد الله ، فإنكم لن تنالوا ولايتنا إلا بالورع ، ولن تنالوا ما عند الله ( تعالى ) إلا بالعمل ، وإن أشد الناس حسرة يوم القيامة لمن وصف عدلا وخالفه إلى غيره.

١٤٤٢ / ٢١ ـ وبهذا الاسناد ، عن خلاد ، عن جعفر بن محمد عليهما‌السلام ، قال : السفياني لا بد منه ، ولا يخرج إلا في رجب.

١٤٤٣ / ٢٢ ـ وبهذا الاسناد ، عن خلاد ، قال : سأل رجل جعفر بن محمد عليهما‌السلام ، فقال : يا أبا عبد الله ، إذا خرج السفياني فما حالنا؟ قال : إذا كان ذلك فالينا.

١٤٤٤ / ٢٣ ـ وبهذا الاسناد ، عن جعفر بن محمد عليهما‌السلام ، قال : قال رجل : يا جعفر ، الرجل يكون له مال فيضيعه فيذهب؟ قال : احتفظ بمالك ، فإنه قوام دينك ، ثم قرأ : ( ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما ) (٣).

١٤٤٥ / ٢٤ ـ وبهذا الاسناد ، عن خلاد ، عن رجل ، قال. كنا جلوسا عند جعفر عليه‌السلام فجاءه سائل فأعطاه درهما ، ثم جاء آخر فأعطاه درهما ، ثم جاء آخر فأعطاه درهما ، ثم جاء الرابع فقال له : يرزقك ربك ، ثم أقبل علينا فقال : لو أن أحدكم

__________________

(١) سورة الرعد ١٣ : ٣٨.

(٢) تقدم في الحديث : ٢٣٤.

(٣) سورة النساء ٤ : ٥.

٦٧٩

كان عنده عشرون ألف درهم ، وأراد أن يخرجها في هذا الوجه لأخرجها ، ثم بقي ليس عنده شئ ، ثم كان من الثلاثة الذين دعوا فلم تستجب لهم دعوة : رجل آتاه الله مالا ، فمزقه ولم يحفظه ، فدعا الله أن يرزقه ، فقال : ألم أرزقك؟! فلم تستجب له دعوة وردت عليه ، ورجل جلس في بيته يسأل الله أن يرزقه ، فقال : ألم أجعل لك إلى طلب الرزق سبيلا ، أن تسير في الأرض ، وتبتغي من فضلي؟! فردت عليه دعوته ، ورجل دعا على امرأته ، فقال : ألم أجعل أمرها في يدك؟! فردت عليه دعوته.

١٤٤٦ / ٢٥ ـ وعنه ، قال : أخبرنا الحسين بن إبراهيم القزويني ، قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن وهبان الأزدي ، قال : حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن زكريا ، قال : حدثنا الحسن بن علي بن فضال ، عن علي بن عقبة بن بشير الأسدي ، عن الجارود بن المنذر الكندي ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : أشد الأعمال ثلاثة : إنصاف الناس من نفسك حتى لا ترضى لها بشئ إلا رضيت لهم بمثله ، ومواساتك الأخ في المال ، وذكر الله على كل حال ، ليس « سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله » فقط ، ولكن إذا ورد عليك شئ أمر الله به أخذت به ، وإذا ورد عليك شئ نهاك الله عنه تركته (١).

١٤٤٧ / ٢٦ ـ وبهذا الاسناد ، عن علي بن عقبة ، عن الحسين بن موسى الحناط ، عن أبيه ، أنه قال : ذكر عن أبي جعفر عليه‌السلام أنه ذكر عنده رجل فقال : إن الرجل إذا أصاب مالا من حرام لم يقبل منه حج ، ولا عمرة ، ولا صلة رحم ، حتى إنه يفسد فيه الفرج.

__________________

(١) تقدم نحوه في الحديث : ١٣٥ والحديث : ١٣٩٣.

٦٨٠