أبي جعفر محمّد بن الحسن بن علي بن الحسن الطّوسي [ شيخ الطائفة ]
المحقق: مؤسسة البعثة
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الثقافة للطباعة والنشر
الطبعة: ١
الصفحات: ٨٨٨
فأسقط الشق منه ضربة عجبا |
|
كما تناول ظلما صاحب الرحبة (١) |
١٢٨٠ / ١٦ ـ وعنه ، قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا أبو عبد الله جعفر بن محمد بن جعفر بن الحسن العلوي الحسني رضياللهعنه ، قال : حدثنا موسى بن عبد الله بن حسن ، قال : حدثني أبي ، عن جدي ، عن أبيه عبد الله بن حسن ، عن أبيه وخاله علي بن الحسين ، عن الحسن والحسين ابنا علي بن أبي طالب ، عن أبيهما علي بن أبي طالب عليهمالسلام ، قال : جاء رجل من الأنصار إلى النبي صلىاللهعليهوآله ، فقال : يا رسول الله ، ما أستطيع فراقك ، واني لادخل منزلي فأذكرك ، فأترك ضيعتي وأقبل حتى أنظر إليك حبا لك ، فذكرت إذا كان يوم القيامة وأدخلت الجنة فرفعت في أعلى عليين ، فكيف لي بك يا نبي الله؟ فنزلت ( ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ) (٢) فدعا النبي صلىاللهعليهوآله : الرجل ، فقرأها عليه ، وبشره بذلك.
١٢٨١ / ١٧ ـ وعنه ، قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثني أحمد ابن محمد بن سعيد الهمداني ، قال : أخبرنا محمد بن أحمد بن نصر أبو عبد الله التيملي التمار ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثني موسى بن عبد الله بن الحسن ، عن أبيه ، عن آبائه ، قال : أتى رجل النبي صلىاللهعليهوآله : فقال : يا رسول الله ، رجل يحب من يصلي ولا يصلي إلا الفريضة ، ويحب من يتصدق ولا يتصدق إلا بالواجب ، ويحب من يصوم ولا يصوم إلا شهر رمضان؟ فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : المرء مع من أحب.
١٢٨٢ / ١٨ ـ وعنه ، قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا أبو صالح محمد بن صالح بن فيض بن فياض العجلي الساوي ، قال : حدثنا أحمد بن
__________________
(١) المراد بصاحب الرحبة أمير المؤمنين عليهالسلام وقد تقدم الحديث مختصرا عن كثير بن الصلت في الحديث : ٤١٣.
(٢) سورة النساء ٤ : ٦٩.
محمد بن عيسى الأشعري ، قال. حدثنا الحسن بن أبان ، عن بعض أصحابنا ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، قال : لو أن رجلا أحب رجلا لله ( عزوجل ) ، لأثابه الله ( تعالى ) على حبه إياه ، وإن كان في علم الله من أهل الجنة.
١٢٨٣ / ١٩ ـ وعنه ، قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثني عبد الرزاق بن سليمان بن غالب الأزدي بأرتاح ، قال : حدثنا الفضل بن المفضل بن قيس بن رمانة الأشعري سنة أربع وخمسين ومائتين وفيها مات بالكوفة ، قال : حدثنا حماد بن عيسى الغريق ، قال : حدثني عمر بن أذينة ، عن أبان بن أبي عياش ، عن سليم ابن قيس ، عن علي بن أبي طالب عليهالسلام ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : من فقه الرجل قلة كلامه فيما لا يعنيه.
١٢٨٤ / ٢٠ ـ وعنه ، قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا عبد الله ابن محمد بن عبد العزيز البغوي ، قال : حدثني محمد بن عباد المكي ، قال : حدثنا حاتم بن إسماعيل ، عن محمد بن عجلان ، عن محمد بن كعب ، عن عبد الله بن شداد ، عن عبد الله بن جعفر ، قال : لقنني علي بن أبي طالب عليهالسلام كلمات الفرج ، وأخبرني أن رسول الله صلىاللهعليهوآله لقنهن إياه ، وأمره إذا نزل به كرب أو شدة أن يقول : ( لا إله إلا الله الحليم الكريم ، لا إله إلا الله العلي العظيم ، سبحان الله ، وتبارك الله رب السماوات السبع ورب الأرضين السبع ، ورب العرش العظيم ، والحمد لله رب العالمين.
١٢٨٥ / ٢١ ـ وعنه ، قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا محمد ابن أحمد بن أبي حازم التيملي قاضي القصر ، وصالح بن أحمد بن يونس الهروي وغيرهما ، قالوا : حدثنا يحيى بن الفضل أبو زكريا العنزي البصري ، قال : حدثنا أبو عامر العقدي ، قال : حدثنا هارون بن إبراهيم الأهوازي ، عن محمد بن سيرين ، عن حميد بن عبد الرحمن الحميري ، عن علي بن أبي طالب عليهالسلام ، قال : سمعت النبي صلىاللهعليهوآله : يقول : أحبب ـ وقال بعضهم : حب ـ حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما ، وابغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما.
١٢٨٦ / ٢٢ ـ وعنه ، قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا إسحاق
ابن محمد بن مروان بن زياد الكوفي الغزال ببغداد ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا مسبح بن حاتم ، قال : حدثني سلام بن أبي عمرة أبو علي الخراساني ، عن محمد بن سيرين ، عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : من حسد عليا فقد حسدني ، ومن حسدني فقد كفر.
١٢٨٧ / ٢٣ ـ وعنه ، قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا علي بن أحمد بن عمرو بن سعيد الحرامي بالكوفة ، قال : حدثنا الحسين بن الحكم بن سلم الحميري ، قال : حدثني الحسن بن الحسين الأنصاري العرني ، قال : حدثني حسين بن سليمان ـ يعني الأنصاري ـ ، عن أبي الجارود ، عن محمد بن سيرين ، عن أنس بن مالك : أن رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : من حسد عليا حسدني ، ومن حسدني دخل النار.
وأنشد العرني :
إني حسدت فزاد الله في حسدي |
|
لا عاش من عاش يوما غير محسود |
ما يحسد المرء إلا من فضائله |
|
بالعلم والظرف أو بالبأس والجود |
[٣٠]
مجلس يوم الجمعة
الثامن عشر من جمادى الآخرة سنة سبع وخمسين وأربع مائة
فيه بقية أحاديث أبي المفضل محمد بن عبد الله الشيباني.
بسم الله الرحمن الرحيم
١٢٨٨ / ١ ـ حدثنا الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي بن الحسن الطوسي ( قدس الله روحه ) ، قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني ، قال : حدثنا علي بن رجاء بن صالح ، قال : حدثنا حسن بن حسين العرني ، قال : حدثنا خالد بن مختار ، عن الحارث بن حصين ، عن القاسم بن جندب الأزدي ، عن أنس بن مالك ، قال : كنت خادما للنبي صلىاللهعليهوآله ، فكان إذا ذكر عليا عليهالسلام رأيت السرور في وجهه ، إذ دخل عليه رجل من ولد عبد المطلب فجلس فذكر عليا عليهالسلام ، فجعل ينال منه ، وجعل وجه النبي صلىاللهعليهوآله يتغير ، فما لبث أن دخل علي عليهالسلام فسلم فرد النبي صلىاللهعليهوآله عليه ، ثم قال : علي والحق معا هكذا ـ وأشار بإصبعيه ـ لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، يا علي حاسدك حاسدي ، وحاسدي حاسد الله ، وحاسد الله في النار.
١٢٨٩ / ٢ ـ وعنه ، قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال. حدثنا محمد بن الحسين بن حفص الخثعمي بالكوفة ، قال : حدثنا علي بن محمد بن مروان السدي ، قال : حدثنا أحمد بن المفضل الحفري ، عن صالح بن أبي الأسود ، عن أخيه أسنده له عن عبد الله بن الحسن بن الحسن ، قال : كان الوحي ينزل على رسول الله صلىاللهعليهوآله
ليلا ، فلا يصبح حتى يعلمه عليا عليهالسلام ، وينزل الوحي نهارا فلا يمسي حتى يعلمه عليا عليهالسلام.
١٢٩٠ / ٣ ـ وعنه ، قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا أبو أحمد عبيد الله بن الحسين بن إبراهيم العلوي النصيبي ببغداد ، قال : حدثني محمد بن علي ، عن أبيه علي بن موسى الرضا ، عن أبيه موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي ، عن أبيه ، عن جده ، قال : قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام : الهيبة خيبة ، والفرصة خلسة ، والحكمة ضالة المؤمن ، فاطلبوها ولو عند المشرك ، تكونوا أحق بها وأهلها.
١٢٩١ / ٤ ـ وعنه ، قال. أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا أبو عبد الله جعفر بن محمد العلوي الحسني ، قال : حدثنا أحمد بن عبد المنعم بن النضر أبو نصر الصيداوي ، قال. حدثنا حماد بن عثمان ، عن حمران بن أعين ، قال : سمعت علي بن الحسين عليهماالسلام يقول : لا تحقر اللؤلؤة النفيسة أن تجتلبها من الكبا (١) الخسيسة ، فإن أبي حدثني قال : سمعت أمير المؤمنين عليهالسلام يقول : إن الكلمة من الحكمة تتلجلج في صدر المنافق نزوعا إلى مظانها حتى يلفظ بها ، فيسمعها المؤمن ، فيكون أحق بها وأهلها ، فيلقفها.
١٢٩٢ / ٥ ـ وعنه ، قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا محمد بن علي بن مهدي الكندي العطار بالكوفة وغيره ، قال : حدثنا محمد بن علي بن عمرو بن طريف الحجري ، قال : حدثني أبي ، عن جميل بن صالح ، عن أبي خالد الكابلي ، عن الأصبغ بن نباتة ، قال : دخل الحارث الهمداني على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام في نفر من الشيعة وكنت فيهم ، فجعل ـ يعني الحارث ـ يتأود في مشيته ويخبط الأرض بمحجنه وكان مريضا ، فأقبل عليه أمير المؤمنين عليهالسلام وكانت له منه منزلة ، فقال : كيف تجدك ، يا حارث؟ قال : نال الدهر مني يا أمير
__________________
(١) الكيبا : الكناسة والمزبلة.
المؤمنين ، وزادني أوارا وغليلا اختصام أصحابك ببابك. قال : وفيم خصومتهم؟ قال : في شأنك والبلية من قبلك ، فمن مفرط غال ومقتصد قال ، ومن متردد مرتاب لا يدري أيقدم أو يحجم. قال : فحسبك يا أخا همدان ، ألا إن خير شيعتي النمط الأوسط ، إليهم يرجع الغالي ، وبهم يلحق التالي.
قال : لو كشفت ـ فداك أبي وأمي ـ الرين عن قلوبنا ، وجعلتنا في ذلك على بصيرة من أمرنا؟
قال : قدك (١) ، فإنك امرؤ ملبوس عليك ، إن دين الله لا يعرف بالرجال ، بل بآية الحق ، فاعرف الحق تعرف أهله.
يا حار ، إن الحق أحسن الحديث ، والصادع به مجاهد ، وبالحق أخبرك فارعني سمعك ، ثم خبر به من كانت له حصانة من أصحابك ، ألا إني عبد الله وأخو رسوله ، وصديقه الأول ، قد صدقته وآدم بين الروح والجسد ، ثم إني صديقه الأول في أمتكم حقا ، فنحن الأولون ونحن الآخرون ، ألا وأنا خاصته ـ يا حار ـ وخالصته وصنوه ، ووصيه ووليه ، وصاحب نجواه وسره ، أوتيت فيهم الكتاب وفصل الخطاب ، وعلم القرون والأسباب ، واستودعت ألف مفتاح يفتح كل مفتاح ألف باب يفضي كل باب إلى ألف ألف عهد ، وأيدت ـ أو قال : أمددت ـ بليلة القدر نفلا ، وإن ذلك ليجري لي ولمن استحفظ من ذريتي ما جرى الليل والنهار حتى يرث الله الأرض ومن عليها.
وأبشرك ـ يا حار ـ ليعرفني ، والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ، وليي وعدوي في مواطن شتى ، ليعرفني عند الممات وعند الصراط وعند المقاسمة. قال : قلت : وما المقاسمة ، يا مولاي؟ قال : مقاسمة النار ، أقاسمها قسمة صحاحا ، أقول : هذا وليي ، وهذا عدوي.
ثم أخذ أمير المؤمنين عليهالسلام بيد الحارث وقال : يا حار ، أخذت بيدك كما أخذ رسول الله صلىاللهعليهوآله بيدي ، فقال : لي واشتكيت إليه حسد قريش والمنافقين
__________________
(١) قدك : اسم فعل أمر بمعنى يكفيك.
لي : إنه إذا كان يوم القيامة أخذت بحبل ـ أو بحجزة ، يعني عصمة ـ من ذي العرش ( تعالى ) ، وأخذت أنت يا علي بحجزتي ، وأخذت ذريتك بحجزتك ، وأخذ شيعتكم بحجزتكم ، فماذا يصنع الله بنبيه ، وما يصنع نبيه بوصيه ، خذها إليك يا حار قصيرة من طويلة ، أنت مع من أحببت ، ولك ما احتسبت ـ أو قال : ما اكتسبت ـ قالها ثلاثا. فقال الحارث ـ وقام يجر رداءه جذلا ـ : ما أبالي وربي بعد هذا ، متى لقيت الموت أو لقيني.
قال جميل بن صالح : فأنشدني السيد بن محمد في كتابه :
قول علي لحارث عجب |
|
كم ثم أعجوبة له حملا |
يا حار همدان من يمت يرني |
|
من مؤمن أو منافق قبلا |
يعرفني طرفه وأعرفه |
|
بنعته واسمه وما فعلا |
وأنت عند الصراط تعرفني |
|
فلا تخف عثرة ولا زللا |
أسقيك من بارد على ظمأ |
|
تخاله في الحلاوة العسلا |
أقول للنار حين تعرض للعرض |
|
دعيه لا تقبلي الرجلا |
دعيه لا تقربيه إن له |
|
حبلا بحبل الوصي متصلا |
١٢٩٣ / ٦ ـ وعنه ، قال. أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال. حدثنا يحيى بن علق بن عبد الجبار السدوسي بسيرجان ، قال : حدثني عمي محمد بن عبد الجبار ، قال : حدثنا علي بن الحسين بن عون بن أبي حرب بن أبي الأسود الدؤلي ، عن أبيه الحسين بن عون ، قال : دخلت على السيد بن محمد الحميري عائدا في علته التي مات فيها ، فوجدته يساق به ، ووجدت عنده جماعة من جيرانه ، وكانوا عثمانية ، وكان السيد جميل الوجه ، رحب الجبهة ، عريض ما بين السالفتين (١) ، فبدت في وجهه نكتة سوداء مثل النقطة من المداد ، ثم لم تزل تزيد وتنمي حتى طبقت وجهه ـ يعني اسودادا ـ فاغتم لذلك من حضره من الشيعة ، فظهر من الناصبة سرور وشماتة ، فلم يلبث بذلك إلا قليلا حتى بدت في ذلك المكان من وجهه لمعة بيضاء ، فلم تزل تزيد
__________________
(١) السالفة : جانب العنق ، وهما سالفتان.
أيضا وتنمي حتى أسفر وجهه وأشرق ، وأفتر السيد ضاحكا ، وأنشأ يقول :
كذب الزاعمون أن عليا |
|
لن ينجي محبه من هناة (١) |
قد وربي دخلت جنة عدن |
|
وعفا لي الاله عن سيئاتي |
فأبشروا اليوم أولياء علي |
|
وتولوا عليا حتى الممات |
ثم من بعده تولوا بنيه |
|
واحدا بعد واحد بالصفات |
ثم أتبع قوله هذا : « أشهد أن لا إله إلا الله حقا حقا ، وأشهد أن محمدا رسول الله حقا حقا ، أشهد أن عليا أمير المؤمنين حقا حقا ، أشهد أن لا إله إلا الله » ثم أغمض عينيه بنفسه ، فكأنما كانت روحه ذبالة (٢) طفئت ، أو حصاة سقطت.
قال علي بن الحسين : قال لي أبي الحسين بن عون : وكان أذينة حاضرا ، فقال : الله أكبر ، ما من شهد كمن لم يشهد ، أخبرني ـ وإلا فصمتا ـ الفضيل بن يسار ، عن أبي جعفر وعن جعفر عليهماالسلام أنهما قالا : حرام على روح أن تفارق جسدها حتى ترى الخمسة ، حتى ترى محمدا وعليا وفاطمة وحسنا وحسينا عليهمالسلام بحيث تقر عينها ، أو تسخن عينها ، فانتشر هذا القول في الناس ، فشهد جنازته والله الموافق والمفارق.
١٢٩٤ / ٧ ـ وعنه ، قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا إبراهيم ابن حفص بن عمر العسكري بالمصيصة ، قال : حدثنا عبيد بن الهيثم بن عبيد الله الأنماطي البغدادي بحلب ، قال : حدثني الحسن بن سعيد النخعي ابن عم شريك ، قال : حدثني شريك بن عبد الله القاضي ، قال : حضرت الأعمش في علته التي قبض فيها ، فبينا أنا عنده إذ دخل عليه ابن شبرمة وابن أبي ليلى وأبو حنيفة ، فسألوه عن حاله ، فذكر ضعفا شديدا ، وذكر ما يتخوف من خطيئاته ، وأدركته رنة فبكى ، فأقبل عليه أبو حنيفة ، فقال : يا أبا محمد ، اتق الله ، وانظر لنفسك ، فإنك في آخر يوم من أيام الدنيا ، وأول يوم من أيام الآخرة ، وقد كنت تحدث في علي بن أبي طالب بأحاديث ، لو رجعت عنها كان خيرا لك.
__________________
(١) الهناة : الداهية ، والهنات : خصال الشر.
(٢) الذبالة : الفتيلة التي تسرج.
قال الأعمش : مثل ماذا ، يا نعمان؟ قال : مثل حديث عباية : أنا قسيم النار ).
قال : أو لمثلي تقول يا يهودي؟ أقعدوني سندوني أقعدوني ، حدثني ـ والذي إليه مصيري ـ موسى بن طريف ، ولم أر أسديا كان خيرا منه ، قال : سمعت عباية بن ربعي إمام الحي ، قال : سمعت عليا أمير المؤمنين عليهالسلام يقول : أنا قسيم النار ، أقول : هذا وليي دعيه ، وهذا عدوي خذيه.
وحدثني أبو المتوكل الناجي ، في إمرة الحجاج ، وكان يشتم عليا عليهالسلام شتما مقذعا ـ يعني الحجاج ( لعنه الله ) ـ عن أبي سعيد الخدري رضياللهعنه ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إذا كان يوم القيامة يأمر الله ( عزوجل ) فأقعد أنا وعلي على الصراط ، ويقال لنا : أدخلا الجنة من آمن بي وأحبكما ، وأدخلا النار من كفر بي وأبغضكما.
قال أبو سعيد : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : ما آمن بالله من لم يؤمن بي ، ولم يؤمن بي من لم يتول ـ أو قال : لم يحب ـ عليا ، وتلا ( ألقيا في جهنم كل كفار عنيد ) (١).
قال فجعل أبو حنيفة إزاره على رأسه ، وقال : قوموا بنا ، لا يجيئنا أبو محمد بأطم من هذا.
قال الحسن بن سعيد : قال لي شريك بن عبد الله : فما أمسى ـ يعني الأعمش ـ حتى فارق الدنيا رحمهالله.
١٢٩٥ / ٨ ـ وعنه ، قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا أبو علي أحمد بن محمد بن الحسين بن إسحاق بن جعفر العلوي العريضي الشيخ الصالح بحران ، قال : حدثنا جدي الحسين بن إسحاق ، عن أبيه ، عن أخيه موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر ، عن أبيه محمد بن علي ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي عليهمالسلام ، عن النبي صلىاللهعليهوآله قال : يعير الله ( عزوجل ) عبدا من عباده يوم القيامة ، فيقول : عبدي ، ما منعك إذ مرضت أن تعودني؟ فيقول : سبحانك ، أنت رب العباد لا تألم ولا تمرض! فيقول : مرض أخوك المؤمن فلم تعده ، وعزتي وجلالي لو عدته لوجدتني عنده ، ثم لتكلفت
__________________
(١) سورة ق ٥٠ : ٢٤.
بحوائجك فقضيتها لك ، وذلك من كرامة عبدي المؤمن ، وأنا الرحمن الرحيم.
١٢٩٦ / ٩ ـ وعنه ، قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا الحسين ابن موسى بن خلف الفقيه برأس عين ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن خالد الرقي القطان ، قال : حدثنا زيد بن حباب ، قال : أخبرنا حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن أبي رافع ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلىاللهعليهوآله : قال : إن الله ( تعالى ) يقول : يا بن آدم ، مرضت فلم تعدني. قال : يا رب ، كيف أعودك وأنت رب العالمين! قال : مرض فلان عبدي ، ولو عدته لوجدتني عنده ، واستسقيتك فلم تسقني. قال : يا رب كيف وأنت رب العالمين! قال : استسقاك عبدي فلان ، ولو سقيته لوجدت ذلك عندي ، واستطعمتك فلم تطعمني. قال : يا رب ، كيف وأنت رب العالمين! قال : استطعمك عبدي ، ولو أطعمته لوجدت ذلك عندي.
١٢٩٧ / ١٠ ـ وعنه ، قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا أبو أحمد عبيد الله بن الحسين بن إبراهيم العلوي النصيبي ببغداد ، قال : حدثنا علي بن حمزة العلوي ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا علي بن موسى الرضا ، قال : حدثني أبي ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن علي عليهمالسلام ، عن رسول الله صلىاللهعليهوآله : قال : مثل المؤمن إذا عوفي من مرضه مثل البردة البيضاء تنزل من السماء في حسنها وصفائها.
١٢٩٨ / ١١ ـ وعنه ، قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا محمد ابن علي بن معمر أبو الحسين الكوفي المؤدب بواسط ، قال : حدثنا حمدان بن المعافى الصبيحي ، قال : حدثنا موسى بن سعدان ، عن يونس بن يعقوب ، قال : سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد عليهماالسلام يقول : المؤمن أكرم على الله أن يمر به أربعون يوما لا يمحصه الله ( تعالى ) فيها من ذنوبه ، وإن الخدش والعثرة وانقطاع الشسع واختلاج العين وأشباه ذلك ليمحص به ولينا من ذنوبه ، وأن يغتم لا يدري ما وجهه ، وأما الحمى فإن أبي حدثني ، عن آبائه ، عن رسول الله صلىاللهعليهوآله : قال : حمى ليلة كفارة سنة.
[٣١]
مجلس يوم الجمعة
الخامس والعشرين من جمادى الآخرة سنة سبع وخمسين وأربع مائة
فيه بقية أحاديث أبي المفضل محمد بن عبد الله الشيباني.
بسم الله الرحمن الرحيم
١٢٩٩ / ١ ـ حدثنا الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي ( قدس الله روحه ) ، قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا محمد بن جعفر الرزاز أبو العباس القرشي بالكوفة ، قال : حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، قال : حدثنا محمد ابن أبي عمير ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي حمزة ، عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليهماالسلام ، قال : مثل المؤمن مثل كفتي الميزان ، كلما زيد في إيمانه زيد في بلائه ، ليلقى الله ( عزوجل ) ولا خطيئة له.
١٣٠٠ / ٢ ـ وعنه ، قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا أبو عبد الله جعفر بن محمد بن جعفر العلوي الحسني رضياللهعنه ، قال : حدثنا الفضل بن القاسم العقيلي سنة خمس وثلاثين ومائتين ، قال : حدثني أبي ، عن جدي عبد الله بن محمد بن عقيل ، قال : سمعت علي بن الحسين عليهماالسلام يقول : ما اختلج عرق ولا صدع مؤمن قط إلا بذنب ، وما يعفو الله ( تعالى ) عنه أكثر.
وكان إذا رأى المريض قد برئ قال : ليهنك الطهر ـ أي من الذنوب ـ فاستأنف العمل.
١٣٠١ / ٣ ـ وعنه ، قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا الحسن ابن محمد بن علي بن شاذان بن حباب الأزدي الخلال بالكوفة ، قال : حدثنا الحسن ابن أحمد بن عبد الله المزني الحلال ، قال : حدثنا إسماعيل بن صبيح اليشكري ، عن أبي خالد الواسطي ، عن أبي هاشم الرماني ، عن زاذان ، عن سلمان رضياللهعنه ، قال : د خل علي رسول الله صلىاللهعليهوآله يعودني وأنا مريض ، فقال : كشف الله ضرك ، وعظم أجرك ، وعافاك في دينك وجسدك إلى مدة أجلك.
١٣٠٢ / ٤ ـ وعنه ، قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا أبو عبد الله جعفر بن محمد بن جعفر العلوي الحسني ، قال : حدثنا علي بن الحسن بن علي بن عمر بن علي بن الحسين ، قال : حدثنا حسين بن زيد بن علي ، قال : دخلت مع أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهماالسلام على رجل من أهلنا ، وكان مريضا ، فقال له أبو عبد الله عليهالسلام : أنساك الله العافية ، ولا أنساك الشكر عليها ، فلما خرجنا من عند الرجل قلت له : يا سيدي ، ما هذا الدعاء دعوت به للرجل؟ فقال لي : يا حسين ، العافية ملك خفي ، يا حسين إن العافية نعمة إذا فقدت ذكرت ، وإذا وجدت نسيت ، فقلت له : أنساك الله العافية لحصولها ، ولا أنساك الشكر عليها لتدوم له. يا حسين ، إن أبي أخبرني عن النبي صلىاللهعليهوآله أنه قال : يا صاحب العافية ، إليك انتهت الأماني.
١٣٠٣ / ٥ ـ وعنه ، قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا عمر بن إسحاق بن أبي حماد بن حفص القاضي بحلب ، قال : حدثنا محمد بن المغيرة بن عبد الرحمن الحراني بحران ، قال : حدثنا أبو قتادة عبد الله بن واقد التميمي ، قال : حدثني شداد بن سعيد أبو طلحة الراسبي ، عن عيينة بن عبد الرحمن ، عن رافع بن سحبان ، قال : حدثني عبد الله بن الصامت ابن أخي أبي ذر ، قال : حدثني أبو ذر وكان صغوه وانقطاعه إلى علي عليهالسلام وأهل هذا البيت ، قال : قلت يا نبي الله ، إني أحب أقواما ما أبلغ أعمالهم؟ قال : فقال. يا أبا ذر ، المرء مع من أحب ، وله ما اكتسب.
قلت : فإني أحب الله ورسوله وأهل بيت نبيه؟ قال : فإنك مع من أحببت.
وكان رسول الله صلىاللهعليهوآله في ملأ من أصحابه ، فقال رجال منهم : فإنا نحب الله ورسوله ، ولم يذكروا أهل بيته ، فغضب صلىاللهعليهوآله ثم قال : أيها الناس ، أحبوا
الله ( عزوجل ) لما يغذوكم به من نعمه ، وأحبوني بحب ربي ، وأحبوا أهل بيتي بحبي ، فوالذي نفسي بيده لو أن رجلا صفن بين الركن والمقام صائما وراكعا وساجدا ثم لقي الله ( عزوجل ) غير محب لأهل بيتي لم ينفعه ذلك.
قالوا : ومن أهل بيتك يا رسول الله ـ أو أي أهل بيتك هؤلاء ـ؟ قال : من أجاب منهم دعوتي ، واستقبل قبلتي ، وبن خلقه الله مني ومن لحمي ودمي.
قال : فقال القوم : فإنا نحب الله ورسوله وأهل بيت رسوله. قال : بخ بخ ، فأنتم إذن منهم ، أنتم إذن منهم ومعهم ، والمرء مع من أحب ، وله ما اكتسب.
١٣٥٤ / ٦ ـ وعنه ، قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي ، قال : حدثنا محمد بن حميد الرازي ، قال : حدثنا عبد الله ابن عبد القدوس ، قال : حدثنا الأعمش ، عن أبي إسحاق ، عن خنيس ، عن أبي ذر رضياللهعنه ، قال : سمعت النبي صلىاللهعليهوآله يقول : إن مثل أهل بيتي فيكم كسفينة نوح ، وكمثل باب حطة في بني إسرائيل.
١٣٠٥ / ٧ ـ وعنه ، قال. أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني ، قال : حدثني أسد بن يوسف بن يعقوب بن حمزة الجعفري ، قال : حدثنا محمد بن عكاشة ، قال : حدثنا أبو المغرا ـ وهو حميد بن المثنى ـ ، عن يحيى بن طلحة النهدي ، وعن أيوب بن الحر ، عن أبي إسحاق السبيعي ، عن الحارث ، عن علي عليهالسلام ، قال : إن فاطمة عليهاالسلام شكت إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال : ألا ترضين أني زوجتك أقدم أمتي سلما ، وأحلمهم حلما ، وأكثرهم علما ، أما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة ، إلا ما جعله الله لمريم بنت عمران ، وأن ابنيك سيدا شباب أهل الجنة.
١٣٠٦ / ٨ ـ وعنه ، قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا أبو صالح محمد بن صالح بن فيض الساوي العجلي ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى الأشعري ، قال : حدثني أحمد بن يزيد ، قال : حدثنا مروك بن عبيد ، قال : حدثنا جميل ابن دراج ، قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : خياركم سمحاؤكم ، وشراركم بخلاؤكم ، ومن خالص الايمان البر بالاخوان والسعي في حوائجهم في العسر واليسر.
يا جميل ، إن البار ليحبه الرحمن ، أرو عني هذا الحديث ، فإن فيه ترغيبا في البر.
١٣٠٧ / ٩ ـ وعنه ، قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا أبو عبد الله جعفر بن محمد بن جعفر العلوي الحسني ، قال : حدثنا علي بن الحسن بن علي بن عمر بن علي بن الحسين ، قال : حدثنا حسين بن زيد بن علي ، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده ، عن الحسين بن علي ، عن علي عليهمالسلام ، عن النبي صلىاللهعليهوآله ، قال : السلطان ظل الله في الأرض ، يأوي إليه كل مظلوم ، فإن عدل كان له الاجر وعلى الرعية الشكر ، وإن جار كان عليه الوزر وعلى الرعية الصبر حتى يأتيهم الامر.
١٣٠٨ / ١٠ ـ وعنه ، قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا أبو صالح محمد بن صالح بن فيض بن فياض العجلي الساوي ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى الأشعري ، قال : حدثنا الحسن بن محبوب ، عن هشام بن سالم ، عن حبيب السجستاني ، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر ، عن علي بن الحسين ، عن الحسين بن علي ، عن علي بن أبي طالب عليهمالسلام ، عن رسول الله صلىاللهعليهوآله ، عن جبرئيل عليهالسلام ، عن الله ( تعالى ) ، قال : وعزتي وجلالي لأعذبن كل رعية في الاسلام دانت بولاية إمام جائر ليس من الله ( عزوجل ) ، وإن كانت الرعية في أعمالها برة تقية ، ولأعفون عن كل رعية دانت لولاية إمام عادل من الله ( تعالى ) وان كانت الرعية في أعمالها طالحة مسيئة.
قال عبد الله بن أبي يعفور : سألت أبا عبد الله الصادق عليهالسلام ، ما العلة أن لا دين لهؤلاء ، ولا عتب على هؤلاء؟ قال : لان سيئات الامام الجائر تغمر حسنات أوليائه ، وحسنات الإمام العادل تغمر سيئات أوليائه.
١٣٥٩ / ١١ ـ وعنه ، قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثني محمد ابن هارون بن حميد بن المجدر ، وعبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ، قالا : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا أبو الأحوص ، عن أبي إسحاق ، عن الحارث ، عن علي عليهالسلام ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : للمسلم على المسلم ست
بالمعروف : يسلم عليه إذا لقيه ، ويجيبه إذا دعاه ، ويسمته (١) إذا عطس ، ويعوده إذا مرض ، ويحضر جنازته إذا مات ، ويحب له ما يحب لنفسه.
١٣١٠ / ١٢ ـ وعنه ، قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا محمود ابن محمد بن مهاجر الرافقي المازني بحمص ، قال. حدثنا أبو شعيب صالح بن زيد السوسي المقرئ ، قال : حدثنا نصر بن حريش الصامت ، قال : حدثنا روح بن مسافر ، عن أبي إسحاق ، عن الحارث ، عن علي عليهالسلام ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : للمسلم على المسلم ست خصال بالمعروف : يسلم عليه إذا لقيه ، ويسمته إذا عطس ، ويعوده إذا مرض ، ويشهد جنازته إذا مات ، ويجيبه إذا دعاه ، ويحب له ما يحب لنفسه ، ويكره له ما يكره لها بظهر الغيب (١).
١٣١١ / ١٣ ـ وعنه ، قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا مسدد ابن أبي يوسف القلوسي بتنيس ، قال : حدثنا إسحاق بن يسار النصيبي ، قال : حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين ، قال : حدثنا إسرائيل بن يونس ، قال : حدثنا يزيد بن خيثم ، عن أبيه ، عن علي عليهالسلام ، قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : ما من مسلم يعود مسلما غدوة إلا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يمسي ، وإذا عاده مساء صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح ، وكان له خريف (٣) في الجنة.
١٣١٢ / ١٤ ـ وعنه ، قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا عبد الله ابن محمد بن عبد العزيز البغوي ، قال : حدثنا شريح بن يونس ، قال : حدثنا هشيم بن بشير ، قال : حدثنا يعلى بن عطاء ، عن عبد الله بن نافع : أن أبا موسى عاد الحسن بن علي عليهماالسلام ، فقال علي عليهالسلام : أما إنه لا يمنعنا ما في أنفسنا عليك أن نحدثك بما سمعنا أنه من عاد مريضا شيعه سبعون ألف ملك ، كلهم يستغفرون له ، إن كان
__________________
(١) أي يدعو له بقوله : الحمد لله ، ونحوه.
(٢) تقدم في الحديث : ١٠٤٣.
(٣) أي مخروف من ثمرها ، فعيل بمعنى مفعول.
مصبحا حتى يمسي ، وإن كان ممسيا حتى يصبح ، وكان له خريف في الجنة (١).
١٣١٣ / ١٥ ـ وعنه ، قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا محمد ابن محمد بن سليمان الباغندي ، والحسن بن محمد بن بهرام محمى المخرمي البزاز ، قالا : حدثنا سويد بن سعيد الحدثاني ، قال : أخبرنا الفضل بن عبد الله ، عن أبان بن تغلب ، عن أبي جعفر محمد بن علي عليهماالسلام ، قال : دخل علي جابر بن عبد الله وأنا في الكتاب ، فقال : اكشف عن بطنك. قال : فكشفت له ، فألصق بطنه ببطني ، وقال : أمرني رسول الله صلىاللهعليهوآله أن أقرئك السلام.
١٣١٤ / ١٦ ـ وعنه ، قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا أبو عبد الله جعفر بن محمد بن حسن العلوي الحسني ، قال : حدثنا أبو نصر أحمد بن عبد المنعم بن نصر الصيداوي ، قال : حدثنا حسين بن شداد الجعفي ، عن أبيه شداد ابن رشيد ، عن عمرو بن عبد الله بن هند الجملي ، عن أبي جعفر محمد بن علي عليهماالسلام : أن فاطمة بنت علي بن أبي طالب لما نظرت إلى ما يفعل ابن أخيها علي بن الحسين بنفسه من الدأب في العبادة ، أتت جابر بن عبد الله بن عمرو بن حزام الأنصاري ، فقالت له : يا صاحب رسول الله ، إن لنا عليكم حقوقا ، ومن حقنا عليكم أن إذا رأيتم أحدنا يهلك نفسه اجتهادا أن تذكروه الله وتدعوه إلى البقيا على نفسه ، وهذا علي بن الحسين بقية أبيه الحسين ، قد انخرم أنفه ، وثفنت جبهته وركبتاه وراحتاه دأبا منه لنفسه في العبادة. فأتى جابر بن عبد الله باب علي بن الحسين عليهماالسلام ، وبالباب أبو جعفر محمد بن علي عليهماالسلام في أغيلمة من بني هاشم قد اجتمعوا هناك ، فنظر جابر إليه مقبلا ، فقال : هذه مشية رسول الله صلىاللهعليهوآله وسجيته ، فمن أنت يا غلام؟ قال : فقال : أنا محمد بن علي بن الحسين ، فبكى جابر بن عبد الله رضياللهعنه. ثم قال : أنت والله الباقر عن العلم حقا ، ادن مني بأبي أنت وأمي ، فدنا منه فحل جابر أزراره ووضع يده في صدره فقبله ، وجعل عليه خده ووجهه ، وقال له : أقرئك عن جدك رسول الله صلىاللهعليهوآله السلام ، وقد أمرني أن أفعل بك ما فعلت ، وقال لي : يوشك أن
__________________
(١) تقدم في الحديث : ٩٠١.
تعيش وتبقى حتى تلقى من ولدي من اسمه محمد يبقر العلم بقرا. وقال لي : إنك تبقى حتى تعمى ثم يكشف لك عن بصرك.
ثم قال لي : ائذن لي على أبيك ، فدخل أبو جعفر على أبيه فأخبره الخبر ، وقال : إن شيخا بالباب ، وقد فعل بي كيت وكيت ، فقال : يا بني ذلك جابر بن عبد الله. ثم قال : أمن بين ولدان أهلك قال لك ما قال وفعل بك ما فعل؟ قال : نعم إنا لله ، إنه لم يقصدك فيه بسوء ، ولقد أشاط بدمك.
ثم أذن لجابر ، فدخل عليه فوجده في محرابه ، قد أنضته العبادة ، فنهض علي عليهالسلام فسأله عن حاله سؤالا حفيا (١) ، ثم أجلسه بجنبه ، فأقبل جابر عليه يقول : يا بن رسول الله ، أما علمت أن الله ( تعالى ) إنما خلق الجنة لكم ولمن أحبكم ، وخلق النار لمن أبغضكم وعاداكم ، فما هذا الجهد الذي كلفته نفسك؟ قال له علي بن الحسين عليهماالسلام : يا صاحب رسول الله ، أما علمت أن جدي رسول الله صلىاللهعليهوآله قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فلم يدع الاجتهاد له ، وتعبد ـ بأبي هو وأمي ـ حتى انتفخ الساق وورم القدم ، وقيل له : أتفعل هذا وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر! قال : أفلا أكون عبدا شكورا.
فلما نظر جابر إلى علي بن الحسين عليهماالسلام وليس يغني فيه من قول يستميله من الجهد والتعب إلى القصد ، قال له : يا بن رسول الله ، البقيا على نفسك ، فإنك لمن أسرة بهم يستدفع البلاء ، وتستكشف اللاواء (٢) ، وبهم تستمطر السماء فقال : يا جابر ، لا أزال على منهاج أبوي مؤتسيا بهما ( صلوات الله عليهما ) حتى ألقاهما؟ فأقبل جابر على من حضر فقال لهم : والله ما أرى في أولاد الأنبياء مثل علي بن الحسين إلا يوسف بن يعقوب عليهماالسلام ، والله لذرية علي بن الحسين عليهماالسلام أفضل من ذرية يوسف بن يعقوب ، إن منهم لمن يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا.
__________________
(١) أي كثيرا.
(٢) اللاواء : المشقة والشدة.
[٣٢]
مجلس يوم الجمعة
الثاني من رجب سنة سبع وخمسين وأربع مائة
فيه بقية أحاديث أبي المفضل محمد بن عبد الله الشيباني.
بسم الله الرحمن الرحيم
١٣١٥ / ١ ـ حدثنا الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي بن الحسن الطوسي رضياللهعنه ، قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ، قال. حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا أبو الأحوص ، عن أبي إسحاق ، عن الحارث ، عن علي عليهالسلام ، قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوآله إذا دخل على مريض قال : أذهب البأس رب البأس ، واشف أنت الشافي لا شافي إلا أنت.
١٣١٦ / ٢ ـ وعنه ، قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا عبد الله ابن محمد البغوي ، قال : حدثنا بشر بن هلال الصواف ، قال : حدثنا عبد الوارث بن سعيد بن صهيب ، عن أبي نضرة ، عن أبي سعيد الخدري : أن جبرئيل أتى النبي صلىاللهعليهوآله فقال : يا محمد أشكوت؟ قال : نعم. قال : بسم الله أرقيك من كل شئ يؤذيك ، من شر كل نفس أو عين حاسد ، والله يشفيك ، بسم الله أرقيك.
١٣١٧ / ٣ ـ وعنه ، قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا أبو
الحسن علي بن إسماعيل الموصلي الدقاق بالموصل ، قال : حدثنا علي بن الحسن العبدي ، قال : حدثنا الحسن بن بشر ، قال : حدثنا قيس بن الربيع ، عن الأعمش ، عن شقيق ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله. أجيبوا الداعي ، وعودوا المريض ، واقبلوا الهدية ، ولا تظلموا المسلمين.
١٣١٨ / ٤ ـ وعنه ، قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا محمد بن صاعد ، قال : حدثنا أبو سعيد عبد الله بن سعيد الأشج ، قال : حدثنا عقبة بن خالد ، قال : حدثنا موسى بن محمد التيمي ، عن أبيه ، عن جابر بن عبد الله ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : أغبوا في العيادة (١) وأربعوا (٢) إلا أن يكون مغلوبا (٣).
١٣١٩ / ٥ ـ وعنه ، قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا عبد الله ابن محمد بن عبد العزيز البغوي ، قال : حدثنا داود بن عمرو الضبي ، قال : حدثنا عبد الله بن المبارك ، قال : أخبرنا يحيى بن أيوب بن عبد الله بن زحر ، عن علي بن يزيد ، عن القاسم ، عن أبي أمامة ، عن النبي صلىاللهعليهوآله : من تمام عيادة المريض أن يدع أحدكم يده على جبهته أو يده ، فيسأله كيف هو ، وتحياتكم بينكم بالمصافحة.
١٣٢٠ / ٦ ـ وعنه ، قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا عبد الله ابن محمد البغوي ، قال : حدثنا صبيح بن دينار العلوي ببلد ، قال : حدثنا عفيف بن سالم ، عن أيوب بن عتبة اليماني ، عن القاسم عن أبي أمامة ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : من تمام عيادة المريض إذا دخلت عليه أن تضع يدك على رأسه ، وتقول : كيف أصبحت وكيف أمسيت ، فإذا جلست عنده غمرتك الرحمة ، وإذا خرجت من عنده خضتها مقبلا ومدبرا ، وأومأ بيده إلى حقويه (٤).
١٣٢١ / ٧ ـ وعنه ، قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا أبو أحمد
__________________
(١) أي لا تعودوه في كل يوم ، لما يجد من ثقل العواد.
(٢)أي اقتصروا وارفقوا.
(٣) أي شديد المرض أو مغمى عليه ، فإنه حينئذ ينبغي أن تؤخر عيادته ويترك مع أهله.
(٤) الحقو : الخصر.
إسماعيل بن موسى البجلي الحاسب ، قال : حدثنا عبد الله بن عمر بن أبان ، قال : حدثنا معاوية بن هشام ، عن سفيان الثوري ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن ابن عباس ، قال : قيل للنبي صلىاللهعليهوآله : كيف أصبحت؟ قال : بخير من قوم لم يشهدوا جنازة ، ولم يعودوا مريضا.
١٣٢٢ / ٨ ـ وعنه ، قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا غياث بن مصعب بن عبدة أبو العباس الخجندي الرياشي ، قال : حدثنا محمد بن حماد الشاشي ، عن حاتم الأصم ، عن شقيق بن إبراهيم البلخي ، عمن أخبره من أهل العلم ، قال : قيل لعيسى بن مريم عليهالسلام : كيف أصبحت ، يا روح الله؟ قال : أصبحت وربي ( تبارك وتعالى ) من فوقي ، والنار أمامي ، والموت في طلبي ، لا أملك ما أرجو ، ولا أطيق دفع ما أكره ، فأي فقير أفقر مني!
١٣٢٣ / ٩ ـ قال : وقيل للنبي صلىاللهعليهوآله : كيف أصبحت؟ قال : بخير من رجل لم يصبح صائما ، ولم يعد مريضا ، ولم يشهد جنازة.
١٣٢٤ / ١٠ ـ قال : وقال جابر بن عبد الله الأنصاري : لقيت علي بن أبي طالب عليهالسلام ذات يوم صباحا ، فقلت : كيف أصبحت ، يا أمير المؤمنين؟ قال : بنعمة من الله وفضل من رجل لم يزر أخا ، ولم يدخل على مؤمن سرورا.
قلت : وما ذلك السرور؟ قال : يفرج عنه كربا ، أو يقضي عنه دينا ، أو يكشف عنه فاقته.
١٣٢٥ / ١١ ـ قال جابر : ولقيت عليا عليهالسلام يوما ، فقلت : كيف أصبحت ، يا أمير المؤمنين؟ قال : أصبحنا وبنا من نعم الله وفضله ما لا نحصيه مع كثير ما نحصيه ، فما ندري أي نعمة أشكر ، أجميل ما ينشر ، أم قبيح ما يستر؟
١٣٢٦ / ١٢ ـ وقيل لأبي ذر رضياللهعنه : كيف أصبحت ، يا صاحب رسول الله صلىاللهعليهوآله؟ قال : أصبحت بين نعمتين : بين ذنب مستور ، وثناء من اغتر به فهو المغرور.
١٣٢٧ / ١٣ ـ وقيل للربيع بن خثيم : كيف أصبحت ، يا أبا يزيد؟ قال : أصبحت