الأمالي

أبي جعفر محمّد بن الحسن بن علي بن الحسن الطّوسي [ شيخ الطائفة ]

الأمالي

المؤلف:

أبي جعفر محمّد بن الحسن بن علي بن الحسن الطّوسي [ شيخ الطائفة ]


المحقق: مؤسسة البعثة
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الثقافة للطباعة والنشر
الطبعة: ١
الصفحات: ٨٨٨

( يمحوا الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب ) (١) الآية. قال : هذا حسن ـ يا أبا عبد الله ـ وليس إياه أردت.

قال أبو عبد الله : نعم ، حدثني أبي ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي عليه‌السلام ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : صلة الرحم تعمر الديار ، وتزيد في الاعمار ، وإن كان أهلها غير أخيار. قال : هذا حسن ـ يا أبا عبد الله ـ وليس هذا أردت.

فقال أبو عبد الله عليه‌السلام : نعم ، حدثني أبي ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : صلة الرحم تهون الحساب ، وتقي ميتة السوء. قال المنصور : نعم ، إياه أردت.

١٠٥٠ / ١٩ ـ أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا أبو صالح محمد بن صالح بن فيض العجلي الساوي ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثني عبد العظيم بن عبد الله الحسني ، قال : حدثنا محمد بن علي الرضا ، عن آبائه عليهم‌السلام ، عن محمد ابن علي أبي جعفر ، عن أبيه ، عن جده ، عن أبيه علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنا أمرنا معاشر الأنبياء أن نكلم الناس بقدر عقولهم. قال : وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : أمرني ربي بمداراة الناس ، كما أمرني بإقامة الفرائض.

١٠٥١ / ٢٠ ـ أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا أبو سليمان أحمد ابن هوذة بن أبي هراسة الباهلي من كتابه بالنهروان ، قال : حدثنا إبراهيم بن إسحاق بن أبي بشر الأحمري بنهاوند ، قال : حدثنا عبد الله بن حماد الأنصاري أبو محمد ، عن أبي بصير يحيى بن القاسم الأسدي الضرير ، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد (صلوات الله عليه) ، عن أبيه ، عن جده ، عن أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) ، قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : من قضى لأخيه المؤمن حاجة كان كمن عبد الله دهره ، ومن دعا لمؤمن بظهر الغيب قال الملك : ولك مثل ذلك ، وما من عبد مؤمن دعا للمؤمنين والمؤمنات بظهر الغيب إلا رد الله ( عزوجل ) مثل الذي دعا لهم من مؤمن أو مؤمنة مضى

__________________

(١) سورة الرعد ١٣ : ٢٦.

٤٨١

من أول الدهر أو هو الله إلى يوم القيامة.

قال : وإن العبد المؤمن ليؤمر به إلى النار يكون من أهل الذنوب والخطايا فيسحب ، فيقول المؤمنون والمؤمنات : إلهنا ، عبدك هذا كان يدعو لنا فشفعنا فيه ، فيشفعهم الله ( عزوجل ) فيه ، فينجو من النار برحمة من الله ( عزوجل ).

١٠٥٢ / ٢١ ـ أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثني محمد بن محمد ابن مغفل العجلي بسهر ورد ، قال : حدثنا محمد بن الحسن ابن بنت إلياس ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا علي بن موسى الرضا عليه‌السلام ، عن أبيه ، عن جده جعفر بن محمد ، عن آبائه ، عن علي عليهم‌السلام ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنا كم ومشارة الناس ، فإنها تظهر العرة وتدفن الغرة (١).

١٠٥٣ / ٢٢ ـ أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا أبو جعفر محمد بن جرير الطبري ، قال : حدثني عيسى بن مهران ، قال : أخبرنا مخول بن إبراهيم ، قال : أخبرنا عبد الرحمن بن الأسود ، عن علي بن الحزور ، عن أبي عمر البزاز ، عن رافع مولى أبي ذر ، قال : صعد أبو ذر رضي‌الله‌عنه على درجة الكعبة حتى أخذ بحلقة الباب ، ثم أسند ظهره إليه ، فقال : أيها الناس ، من عرفني فقد عرفني ومن أنكرني فأنا أبو ذر ، سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : إنما مثل أهل بيتي في هذه الأمة كمثل سفينة نوح ، من ركبها نجا ، ومن تركها هلك ، وسمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : اجعلوا أهل بيتي منكم مكان الرأس من الجسد ، ومكان العينين من الرأس ، فإن الجسد لا يهتدي إلا بالرأس ، ولا يهتدي الرأس إلا بالعينين.

٩٠٥٤ / ٢٣ ـ أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا محمد بن جعفر الرزاز أبو العباس القرشي بالكوفة سنة ثلاث عشرة وثلاث مائة ، قال : حدثني جدي أبو أمي محمد بن عيسى أبو جعفر القيسي ، قال : حدثنا إسحاق بن يزيد الطائي ، قال :

__________________

(١) المشارة : المخاصمة ، والعرة : القذر وعذرة الناس ، فاستعير للمساوي والمثالب ، والغرة : الحسن والعمل الصالح ، شبهه بغرة الفرس ، وكل شئ ترفع قيمته فهو غرة.

٤٨٢

حدثني عبد المؤمن بن القاسم الأنصاري ، عن عمران بن ظبيان ، عن عباد بن عبد الله الأسدي ، عن زيد بن صوحان : أنه حدثهم عن البصرة ، عن حذيفة بن اليمان : أنه ، أنذرهم فتنا مشبهة ، يرتكس فيها أقوام على وجوههم ، قال : ارقبوها ، قال : فقلنا كيف النجاة ، يا أبا عبد الله؟ قال : انظروا الفئة التي فيها علي عليه‌السلام فأتوها ولو زحفا على ركبكم ، فإني سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : علي أمير البررة ، وقاتل الفجرة ، منصور من نصره ، مخذول من خذله إلى يوم القيامة.

١٠٥٥ / ٢٤ ـ أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا أحمد بن الحسن ابن هارون بن سليمان الصباحي ، وعلي بن أحمد بن مروان بن نقيش المقرئ بسر من رأى ، وأبو ذر أحمد بن محمد بن سليمان الباغندي ، قالوا : حدثنا أحمد بن عبد الله بن يزيد الحنفي المؤدب ، قال : حدثنا عبد الرزاق بن همام ، قال : أخبرنا سفيان ابن سعيد الثوري ، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم ، عن عبد الرحمن بن بهمان ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري ، قال : رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله آخذ بيد علي بن أبي طالب عليه‌السلام وهو يقول : هذا أمير البررة ، وقاتل الفجرة ، منصور من نصره ، مخذول من خذله. ثم رفع بها صوته : أنا مدينة الحكمة ، وعلي بابها ، فمن أراد الحكمة فليأت الباب.

١٠٥٦ / ٢٥ ـ أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا محمد بن جعفر بن محمد بن رياح الأشجعي ، قال : حدثنا عباد بن يعقوب الأسدي ، قال : أخبرنا علي بن هاشم بن البريد ، عن أبيه ، عن إسماعيل بن رجاء الزبيدي ، عن موسى بن عبد الله بن يزيد ، يعني الخطمي ، عن صلة بن زفر : أنه أدخل رأسه تحت الثوب بعدما سجى على حذيفة قال : فقال له : إن هذه الفتنة قد وقعت ، فما تأمرني؟ قال : إذا أنت فرغت من دفني فشد على راحلتك والحق بعلي عليه‌السلام ، فإنه على الحق ، والحق لا يفارقه.

١٠٥٧ / ٢٦ ـ أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثني مسعر بن علي بن زياد المقرئ في مسجل ببرذعة ، قال : حدثنا جرير بن أحمد أبو مالك الأيادي القاضي ، قال : سمعت العباس بن المأمون ، قال : سمعت أمير المؤمنين المأمون يقول : قال لي علي بن موسى الرضا عليه‌السلام : ثلاثة موكل بها ثلاثة : تحامل الأيام على ذوي الآداب

٤٨٣

الكاملة ، واستيلاء الحرمان على المتقدم في صنعته ، ومعاداة العوام على أهل المعرفة.

١٠٥٨ / ٢٧ أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا محمد بن جعفر الرزاز القرشي أبو العباس بالكوفة ، قال : حدثنا أيوب بن نوح بن دراج ، قال : حدثنا علي بن موسى الرضا عليه‌السلام ، عن أبيه موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده ، عن الحسين بن علي ، عن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : أوحى الله ( عزوجل ) إلى نجيه موسى بن عمران عليه‌السلام : ياموسى أحببني وحببني إلى خلقي. قال : يا رب إني أحبك ، فكيف أحببك إلى خلقك؟ قال : أذكر لهم نعمائي عليهم ، وبلائي عندهم ، فإنهم لا يذكرون إذ لا يعرفون مني إلا كل خير.

١٠٥٩ / ٢٨ ـ أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا محمد بن محمد ابن سليمان الباغندي ، قال : حدثني عبد السلام بن عبد الحميد إمام حران ، قال : حدثنا موسى بن أعين ، قال أبو المفضل : وحدثني نصر بن الجهم أبو القاسم المفيد بأردبيل ، قال : حدثنا محمد بن مسلم بن زرارة ، قال : حدثنا محمد بن موسى بن أعين ، قال : حدثني أبي ، عن عطاء بن السائب ، عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي بن أبي طالب (صلوات الله عليه) ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال : أعطيت خمسا لم يعطهن نبي كان قبلي : أرسلت إلى الأبيض والأسود والأحمر ، وجعلت لي الأرض طهورا ومسجدا ، ونصرت بالرعب ، وأحلت لي الغنائم ولم تحل لاحد ـ أو قال : لنبي ـ قبلي ، وأعطيت جوامع الكلم.

قال عطاء : فسألت أبا جعفر ، قلت : وما جوامع الكلم؟ قال : القرآن.

قال أبو المفضل : هذا حديث حران ، ولم يحدث به من هذا الطريق إلا موسى ابن أعين الحراني.

١٠٦٠ / ٢٩ ـ أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا محمد بن الحسين ابن الحفص الخثعمي أبو جعفر ، قال : حدثنا إسماعيل بن موسى ابن بنت السدي الفزاري ، قال : أخبرنا عمر بن شاكر حن أهل المصيصة ، عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول

٤٨٤

الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يأتي على الناس زمان الصابر منهم على دينه كالقابض على الجمر.

١٠٦١ / ٣٠ ـ وبالاسناد ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يأتي على الناس زمان الصابر منهم على دينه له أجر خمسين منكم.

قالوا : يا رسول الله ، أجر خمسين منا؟ قال : نعم ، أجر خمسين منكم ، قالها ثلاثا.

١٠٦٢ / ٣١ ـ أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا نصر بن القاسم بن نصر أبو الليث الفرائضي ، وعمرو بن أبي حسان الزيادي ، قال : حدثنا إسحاق بن أبي إسرائيل ، قال : حدثنا ديلم بن غزوان العبدي ، وعلي بن أبي سارة الشيباني ، قالا : حدثنا ثابت البناني ، عن أنس بن مالك : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بعث رجلا إلى فرعون من فراعنة العرب يدعوه إلى الله ( عزوجل ) ، فقال لرسول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : أخبرني عن هذا الذي تدعوني إليه ، أمن فضة هو ، أم من ذهب ، أم من حديد؟ فرجع إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وأخبره بقوله ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : ارجع إليه فادعه. قال : يا نبي الله ، إنه أعتى من ذلك. فال : ارجع إليه ، فرجع إليه فقال كقوله ، فبينما هو يكلمه إذ رعدت سحابة رعدة ، فألقت على رأسه صاعقة ذهبت بقحف رأسه ، فأنزل الله ( عزوجل ) : ( يرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء وهم يجادلون في الله وهو شديد المحال ) (١).

١٠٦٣ / ٣٢ ـ أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا محمد بن جعفر الرزاز ، قال : حدثني جدي محمد بن عيسى القيسي ، قال : حدثنا إسحاق بن يزيد الطائي ، قال : حدثنا سعد بن طريف الحنظلي ، عن عطية بن سعد العوفي ، عن محدوج بن زيد الذهلي ، وكان في وفد قومه إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، تلا هذه الآية ( لا يستوى أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون ) (٢) قال : فقلت : يا رسول الله ، من أصحاب الجنة؟ قال : من أطاعني وسلم لهذا من بعدي.

__________________

(١) سورة الرعد ١٣ : ١٣.

(٢) سورة الحشر ٥٩ : ٢٠.

٤٨٥

قال : وأخذ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بكف علي عليه‌السلام وهو يومئذ إلى جنبه فرفعها ، وقال : ألا إن عليا مني وأنا منه ، فمن حاده فقد حادني ، ومن حادني فقد أسخط الله ( عزوجل ). ثم قال : يا علي ، حربك حربي ، وسلمك سلمي ، وأنت العلم بيني وبين أمتي.

قال عطية : فدخلت على زيد بن أرقم في منزله ، فذكرت له حديث محدوج ابن زيد ، فقال : ما ظننت أنه بقي ممن سمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول هذا غيري ، أشهد لقد حدثنا به رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله. ثم قال : لقد حاده رجال سمعوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قوله هذا وقد ردوا.

١٠٦٤ / ٣٣ ـ أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا أبو ذر أحمد بن محمد بن محمد بن سليمان الباغندي ، قال : حدثنا أحمد بن عبد الله بن يزيد المؤدب ، قال : حدثنا محمد بن الحارث القرشي ، قال : حدثنا محمد بن مسلم الطائفي ، عن إبراهيم بن ميسرة ، عن عطاء بن أبي رياح ، عن ابن عمر ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي عليه‌السلام حين خلفه : أما ترضى أن يكون عدوك عدوي وإن عدوي عدو الله ، ووليك وليي ووليي ولي الله.

١٠٦٥ / ٣٤ ـ أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا أبو عبد الله جعفر ابن محمد بن جعفر الحسني ، قال : حدثنا أحمد بن عبد المنعم بن نصر أبو نصر الصيداوي ، قال : حدثنا يحيى بن يعلى الأسلمي ، عن الصباح بن يحيى ، عن يعقوب ابن زياد العبسي ، عن علي بن علقمة الأنماري ، قال : لما قدم الحسن بن علي ( صلوات الله عليهما ) وعمار بن ياسر رضي‌الله‌عنه يستنفران الناس ، خرج حذيفة رحمه‌الله وهو مريض مرضه الذي قبض فيه ، فخرج يهادى بين رجلين ، فحرض الناس وحثهم على اتباع علي عليه‌السلام وطاعته ونصرته ، ثم قال : ألا من أراد ـ والذي لا إله غيره ـ أن ينظر إلى أمير المؤمنين حقا حقا ، فلينظر إلى علي بن أبي طالب ، فوازروه واتبعوه وانصروه.

قال يعقوب : أنا والله سمعته من علي بن علقمة ، ومن عمومتي يذكرونه عن حذيفة.

٤٨٦

١٠٦٦ / ٣٥ ـ أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا أبو عبد الله جعفر ابن محمد الحسني ، قال : حدثنا أحمد بن عبد المنعم ، قال : حدثنا يحيى بن يعلى ، قال : حدثنا العلاء بن صالح الأسدي ، عن عدي بن ثابت ، عن أبي راشد ، قال. لما أتى حذيفة بيعة علي عليه‌السلام ضرب بيده واحدة على الأخرى وبايع له ، وقال : هذه بيعة أمير المؤمنين حقا ، فوالله لا يبايع بعده لواحد من قريش إلا أصغر أو أبتر يولي الحق استه (١).

١٠٦٧ / ٣٦ ـ أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا محمد بن جعفر الرزاز القرشي رحمه‌الله ، قال : حدثنا الحسن بن موسى الخشاب ، قال : حدثني محمد ابن المثنى الحضرمي ، عن زرعة ، يعني ابن محمد الحضرمي ، عن المفضل بن عمر الجعفي ، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد ، عن آبائه عليهم‌السلام رفعه ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن الله ( عزوجل ) نصب علنا علما بينه وبين خلقه ، فمن عرفه كان مؤمنا ، ومن أنكره كان كافرا ، ومن جهله كان ضالا ، ومن عدل بينه وبين غيره كان مشركا ، ومن جاء بولايته دخل الجنة ، ومن جاء بعداوته دخل النار.

١٠٦٨ / ٣٧ ـ أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا محمد بن جعفر بن ملاس النميري المعدل بدمشق ، قال : حدثنا محمد بن إسماعيل بن علية القاضي ، قال : وحدثني أبو عيسى جبير بن محمد الدقاق ، قال : حدثنا عمار بن خالد الواسطي التمار ، قال : أخبرنا إسحاق بن يوسف الأزرق ، قال : حدثنا الأعمش ، عن عبد الله بن أبي أوفى ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : الخوارج كلاب أهل النار.

١٠٦٩ / ٣٨ ـ أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا أبو عبد الله جعفر ابن محمد بن جعفر بن الحسن الحسني رضي‌الله‌عنه في رجب سنة سبع وثلاث مائة ، قال : حدثني محمد بن علي بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام ، قال : حدثني الرضا علي بن موسى ، عن أبيه موسى بن جعفر ، عن

__________________

(١) الاست : العجز.

٤٨٧

أبيه جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين ، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم‌السلام ، قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : طلب العلم فريضة على كل مسلم ، فاطلبوا العلم في مظانه ، واقتبسوه من أهله ، فإن تعلمه لله حسنة ، وطلبه عبادة ، والمذاكرة فيه تسبيح ، والعمل به جهاد ، وتعليمه من لا يعلمه صدقة ، وبذله لأهله قربة إلى الله ( تعالي ) ، لأنه معالم الحلال والحرام ، ومنار سبل الجنة ، والمؤنس في الوحشة ، والصاحب في الغربة والوحدة ، والمحدث في الخلوة ، والدليل في السراء والضراء ، والسلاح على الأعداء ، والزين عند الأخلاء.

يرفع إليه أقواما فيجعلهم في الخير قادة ، تقتبس آثارهم ، ويهتدى بفعالهم ، وينتهى إلي آرائهم ، ترغب الملائكة في خلتهم ، وبأجنحتها تمسهم ، وفي صلاتها تبارك عليهم ، يستغفر لهم كل رطب ويابس حتى حيتان البحر وهوامه ، وسباع البر وأنعامه.

إن العلم حياة القلوب من الجهل ، وضياء الابصار من الظلمة ، وقوة الأبدان من الضعف ، يبلغ بالعبد منازل الأخيار ، ومجالس الأبرار ، والدرجات العلى في الدنيا والآخرة ، الذكر فيه يعدل بالصيام ، ومدارسته بالقيام ، به يطاع الرب ويعبد ، وبه توصل الأرحام ، ويعرف الحلال من الحرام ، العلم إمام العمل والعمل تابعه ، يلهم به السعداء ويحرمه الأشقياء ، فطوبى لمن لم يحرمه الله منه حظه (١).

١٠٧٠ / ٣٩ ـ قال أبو المفضل : وحدثناه جعفر بن عيسى بن مدرك التمار بحلوان ، قال : حدثنا محمد بن مسلم بن وارة الرازي ، قال : حدثنا هشام بن عبيد الله السني ، عن كنانة بن جبلة ، عن عاصم بن رجاء بن حياة ، عن أبيه ، عن عبد الرحمن بن غنم ، عن معاذ بن جبل ، قال : تعلموا العلم ، فإن تعلمه لله حسنة ، وذكر نحوه.

١٠٧١ / ٤٠ ـ قال : وحدثناه محمد بن علي بن شاذان الأزدي بالكوفة ، قال : حدثني أبو أنس كثير بن محمد الحرامي ، قال : حدثنا حسن بن حسين العرني ، قال :

__________________

(١) يأتي صدره في الحديث : ١١٧٦.

٤٨٨

حدثني يحيى بن يعلى ، عن أسباط بن نصر ، عن شيخ من أهل البصرة ، عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : تعلموا العلم فإن تعلمه حسنة ، وذكر نحو حديث الرضا عليه‌السلام.

٩٠٧٢ / ٤١ ـ أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : أخبرنا علي بن محمد بن الحسن بن كأس القاضي النخعي بالرملة ، قال : حدثني جدي سليمان بن إبراهيم بن عبيد المحاربي ، قال : حدثنا نصر بن مزاحم المنقري ، قال : حدثنا إبراهيم بن الزبرقان ، عن أبي خالد عمرو بن خالد ، عن زيد بن علي ، عن أبيه عليه‌السلام ، في قوله ( تعالي ) : ( ولقد كرمنا بني آدم ) يقول : فضلنا بني آدم على سائر الخلق ( وحملناهم في البر والبحر ) يقول : على الرطب واليابس ( ورزقناهم من الطيبات ) يقول : من طيبات الثمار كلها ( وفضلناهم ) (١) يقول : ليس من دابة ولا طائر إلا هي تأكل وتشرب بفيها ، لا ترفع بيدها إلى فيها طعاما ولا شرابا غير ابن آدم فإنه يرفع إلى فيه بيده طعامه ، فهذا من التفضيل.

١٠٧٤ / ٤٢ ـ أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا عبد الله بن محمد ابن عبد العزيز البغوي ، قال : حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني ، قال : حدثنا حجاج ابن تميم ، قال : حدثنا ميمون بن مهران ، عن ابن عباس رحمه‌الله ، في قوله ( عزوجل ) : ( ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا ) (٢) قال : ليس من دابة إلا وهي تأكل بفيها إلا ابن آدم فإنه يأكل بيده.

١٠٧٤ / ٤٣ ـ أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا أحمد بن الحسن ابن هارون بن سليمان الصباحي ، قال : حدثنا يحيى بن السري الضرير ، قال : حدثنا محمد بن خازم أبو معاوية الضرير ، قال : دخلت على هارون الرشيد ، قيل لا : وكانت

__________________

(١) سورة الإسراء ١٧ : ٧٠.

(٢) سورة الإسراء ١٧ : ٧٠.

٤٨٩

بين يديه المائدة ، فسألني عن تفسير هذه الآية ( ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات ) الآية. فقلت : يا أمير المؤمنين ، قد تأولها جدك عبد الله بن عباس : أخبرني الحجاج بن إبراهيم الجزري ، عن ميمون بن مهران ، عن ابن عباس في هذه الآية ( ولقد كرمنا بني آدم ) الآية ، قال : كل دابة تأكل بفيها إلا ابن آدم فإنه يأكل بالأصابع.

قال أبو معاوية : فبلغني أنه رمى بملعقة كانت بيده من فضة وتناول من الطعام بأصابعه.

١٠٧٥ / ٤٤ ـ أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا الحسن بن آدم بن أبي أسامة اللخمي قاضي فيوم بمصر ، قال : حدثنا الفضل بن يوسف القصباني الجعفي ، قال : حدثنا الفضل بن محمد بن عكاشة الغنوي ، قال : حدثني عمرو بن هاشم أبو مالك الجنبي ، عن جويبر بن سعيد ، عن الضحاك بن مزاحم ، عن النزال بن سبرة ، عن علي عليه‌السلام ، والضحاك ، عن عبد الله بن العباس ، قالا في قول الله ( عزوجل ) : ( وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة ) (١) قال : أما الظاهرة فالاسلام ، وما أفضل عليكم في الرزق ، وأما الباطنة فما ستره عليك من مساوئ عملك.

١٠٧٦ / ٤٥ ـ أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا علي بن إسماعيل ابن يونس بن السكن بن صعير القنطري الصفار ، قال : حدثنا إبراهيم بن جابر الكاتب المروزي ببغداد ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن هارون الغساني ، قال : أخبرنا همام بن حسان ، عن همام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة ، قالت : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من لم يعلم فضل الله ( عزوجل ) عليه إلا في مطعمه ومشربه ، فقد قصر علمه ، ودنا عذابه.

١٠٧٧ / ٤٦ ـ أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا أبو أحمد عبيد الله ابن الحسين بن إبراهيم العلوي النصيبي رحمه‌الله ببغداد ، قال : سمعت جدي إبراهيم ابن علي يحدث عن أبيه علي بن عبيد الله ، قال : حدثني شيخان بران من أهلنا سيدان :

__________________

(١) سورة لقمان ٣١ : ٢٠.

٤٩٠

موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي أبي جعفر ، عن أبيه ، وحدثنيه الحسين بن زيد بن علي ذو الدمعة ، قال : حدثني عمي عمر بن علي ، قال : حدثني أخي محمد بن علي ، عن أبيه ، عن جده الحسين عليهم‌السلام ، قال أبو جعفر عليه‌السلام : وحدثني عبد الله بن العباس ، وجابر بن عبد الله الأنصاري ، وكان بدريا أحديا شجريا ، وممن محض من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في مودة أمير المؤمنين عليه‌السلام ، قالوا : بينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في مسجده في رهط من أصحابه ، فيهم أبو بكر وعمر وعثمان وعبد الرحمن ورجلان من قراء الصحابة من المهاجرين ، هما عبد الله بن أم عبد ، ومن الأنصار أبي بن كعب وكانا بدريين ، فقرأ عبد الله من السورة التي يذكر فيها لقمان ، حتى أتى على هذه الآية ( وأسبغ عليكم نعمة ظاهرة وباطنة ) (١) الآية ، وقرأ أبي من السورة التي يذكر فيها إبراهيم عليه‌السلام ( وذكرهم بأيام الله إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور ) (٢) قالوا : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أيام الله نعماؤه ، وبلاؤه مثلاته سبحانه.

ثم أقبل صلى‌الله‌عليه‌وآله على من شهده من أصحابه ، فقال : إني لأتخولكم بالموعظة تخولا مخافة السأمة عليكم ، وقد أوحى إلي ربي ( جل جلاه ) أن أذكركم بالنعمة ، وأنذركم بما اقتص عليكم من كتابه ، وتلا ( أسبغ عليكم نعمة ) الآية. ثم قال لهم : قولوا الآن قولكم : ما أول نعمة رغبكم الله فيها وبلاكم بها؟ فخاض القوم جميعا فذكروا نعم الله التي أنعم عليهم وأحسن إليهم بها من المعاش والرياش والذرية والأزواج إلى سائر ما بلاهم الله ( عزوجل ) به من أنعمه الظاهرة ، فلما أمسك القوم أقبل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله على علي عليه‌السلام ، فقال : يا أبا الحسن ، قل فقد قال أصحابك.

فقال : فكيف لي بالقول ـ فداك أبي وأمي ـ وإنما هدانا الله بك. قال : ومع ذلك

__________________

(١) سورة لقمان ٣١ : ٢٠.

(٢) سورة إبراهيم ١٤ : ٥.

٤٩١

فهات ، قل ما أول نعمة بلاك الله ( عزوجل ) وأنعم عليك بها؟ قال : أن خلقني جل ثناؤه ولم أك شيئا مذكورا. قال : صدقت ، فما الثانية؟ قال : أن أحسن بي إذ خلقني فجعلني حيا لا ميتا. قال : صدقت ، فما الثالثة؟ قال : أن أنشأني فله الحمد في أحسن صورة وأعدل تركيب. قال : صدقت ، فما الرابعة؟ قال : أن جعلني متفكرا راغبا لا بلهة ساهيا قال : صدقت ، فما الخامسة؟ قال : أن جعل لي شواعر أدرك ما ابتغيت بها ، وجعل لي سراجا منيرا. قال : صدقت ، فما السادسة؟ قال : أن هداني ولم يضلني عن سبيله. قال : صدقت ، فما السابعة؟ قال : أن جعل لي مردا في حياة لا انقطاع لها. قال : صدقت ، فما الثامنة؟ قال : أن جعلني ملكا مالكا لا مملوكا. قال : صدقت ، فما التاسعة؟ قال : أن سخر لي سماءه وأرضه وما فيهما وما بينهما من خلقة. قال : صدقت ، فما العاشرة؟ قال : أن جعلنا سبحانه ذكرانا لا إناثا. قال : صدقت ، فما بعد هذا؟ قال : كثرت نعم الله يا نبي الله فطابت ، وتلا ( وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها ) (١) فتبسم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وقال : لتهنك الحكمة ، ليهنك العلم يا أبا الحسن ، وأنت وارث علمي ، والمبين لامتي ما اختلفت فيه من بعدي ، من أحبك لدينك وأخذ بسبيلك فهو ممن هدي إلى صراط مستقيم ، ومن رغب عن هواك وأبغضك لقي الله يوم القيامة لأخلاق له.

١٠٧٨ / ٤٧ ـ أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا أبو جعفر محمد بن الحسين بن حفص الخثعمي ، وما كتبته بهذا الاسناد إلا عنه ، قال : حدثنا إسماعيل بن موسى ابن بنت السدي الفزاري ، قال : حدثنا جرير ، عن الأعمش ، عن عدي بن ثابت ، عن زر بن حبيش ، عن حذيفة بن اليمان ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : إذا كان يوم القيامة ضرب لي عن يمين العرش قبة من ياقوتة حمراء ، وضرب لإبراهيم عليه‌السلام من الجانب الآخر قبة من درة بيضاء ، وبينهما قبة من زبرجدة خضراء لعلي بن أبي طالب ، فما ظنكم بحبيب بين خليلين؟

١٠٧٩ / ٤٨ ـ أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا عبد الله بن أبي

__________________

(١) سورة النعل ١٦ : ١٨.

٤٩٢

ياسين التمار بالرحبة ، قال : حدثنا أبو الأصبغ محمد بن عبد الرحمن بن كامل الأسدي القرقساني ، قال : حدثنا علي بن جعفر الأحمر ، قال : حدثنا يحيى بن يعلى الأسلمي ، قال : حدثني عمار بن رزيق الضبي ، عن أبي إسحاق ، عن زياد بن مطرف ، عن زيد بن أرقم ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من أحب أن يحيا حياتي ، ويموت ميتتي ، ويدخل الجنة التي وعدني ربي ، فليتول عليا بعدي ، فإنه لن يخرجكم من فدى ، ولن يدخلكم في ردى.

١٠٨٠ / ٤٩ ـ أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : أخبرنا أبو عروبة الحسين ابن محمد بن أبي معشر الحراني إجازة ، قال : حدثنا إسماعيل بن موسى ابن بنت السدي الفزاري الكوفي ، قال : حد ثنا عاصم بن حميد الحناط ، عن فضيل الرسان ، عن نفيع أبي داود السبيعي ، قال : حدثني أبو عبد الله الجدلي ، قال : قال لي علي بن أبي طالب عليه‌السلام : ألا أحدثك ـ يا أبا عبد الله ـ بالحسنة التي من جاء بها أمن من فزع يوم القيامة ، والسيئة التي من جاء بها أكب الله وجهه في النار؟ قلت : بلى يا أمير المؤمنين. قال : الحسنة حبنا ، والسيئة بغضنا.

١٠٨١ / ٥٠ ـ أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا عبد الله بن أبي داود السجستاني ، قال : حدثنا إبراهيم بن الحسن المقسمي الطرسوسي ، قال : حدثنا بشير ابن زاذان ، عن عمر بن صبح ، عن جعفر بن محمد ، عن آبائه ، عن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام ، أنه قال : إنما الدنيا عناء وفناء ، وعبر وغير ، فمن فنائها أن الدهر موتر قوسه ، مفوق نبله ، يصيب الحي بالموت ، والصحيح بالسقم ، ومن عنائها أن المرأ يجمع ما لا يأكل ، ويبني ما لا يسكن ، ومن عبرها أنك ترى المغبوط مرحوما ليس بينهما إلا نعيم زال أو بؤس نزل ، ومن غيرها أن المرء يشرف عليه أمله فيختطفه دونه أجله (١).

قال : وقال عليه‌السلام : أربع للمرء لا عليه : الايمان ، والشكر؟ فإن الله ( تعالي ) يقول :

__________________

(١) تقدم في الحديث : ٩٩٢.

٤٩٣

( ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم ) (١) ، والاستغفار ، فإنه قال : ( وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون ) (٢) والدعاء ، فإنه قال : ( قل ما يعبؤا بكم ربى لولا دعاؤكم ) (٣).

١٠٨٢ / ٥١ ـ أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا أبو أحمد عبيد الله ابن الحسين بن إبراهيم العلوي ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثني عبد العظيم بن عبد الله الحسني الرازي في منزله بالري ، عن أبي جعفر محمد بن علي الرضا عليه‌السلام ، عن آبائه عليهم‌السلام عن علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن جده علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، قال : قلت أربعا أنزل الله ( تعالي ) تصديقي بها في كتابه ، قلت : المرء مخبوء تحت لسانه فإذا تكلم ظهر ، فأنزل الله ( تعالي ) ( ولتعرفنهم في لحن القول ) (٤) ، قلت : من جهل شيئا عاداه ، فأنزل الله ( تعالي ) ( بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويلة ) (٥) ، قلت : قدر ـ أو قال : قيمة ـ كل امرء ما يحسن ، فأنزل الله في قصة طالوت ( إن الله اصطفاه : عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم ) (٦) ، قلت : القتل يقل القتل ، فأنزل الله ( ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب ) (٧).

١٠٨٣ / ٥٢ ـ قال : حدثنا محمد بن العباس أبو عبد الله بن اليزيدي النحوي حفظا ، قال : حدثنا العباس بن الفرج الرياشي ، قال : حدثنا أبو زيد سعيد بن أوس الأنصاري ، قال : سمعت الخليل بن أحمد يقول : أحث كلمة على طلب علم قول علي ابن أبي طالب عليه‌السلام قدر كل امرئ ما يحسن.

__________________

(١) سورة النساء ٤ : ١٤٧.

(٢) سورة الأنفال ٨ : ٣٣.

(٣) سورة الفرقان ٢٥ : ٧٧.

(٤) سورة محمد ٤٧ : ٣٠.

(٥) سورة يونس ١٠ : ٣٩.

(٦) سورة البقرة ٢ : ٢٤٧.

(٧) سورة البقرة ٢ : ١٧٩.

٤٩٤

١٠٨٤ / ٥٣ ـ أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا أبو عبد الله جعفر ابن محمد بن جعفر بن الحسن العلوي الحسني ، قال : حدثنا علي بن الحسن بن علي ابن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام ، قال : حدثني الحسين ابن زيد بن علي ، عن عمه عمر بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين بن علي ، عن محمد ابن علي بن الحنفية الأكبر ، عن أبيه علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، قال : كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا نظر إلى الهلال رفع يديه ثم قال : « بسم الله ، اللهم أهله علينا بالأمن والايمان ، والسلامة والاسلام ، ربي وربك الله ».

١٠٨٥ / ٥٤ ـ أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا أحمد بن هوذة بن أبي هراسة أبو سليمان الباهلي من كتابه بالنهروان ، قال : حدثنا إبراهيم بن إسحاق بن أبي بشر النهاوندي الأحمري بنهاوند ، قال : حدثنا عبد الله بن حماد الأنصاري ، عن أبي مريم عبد الغفار بن القاسم ، عن محمد بن علي أبي جعفر ، عن آبائه عليهم‌السلام ، قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا رأي الهلال استقبل القبلة وكبر ثم قال : « هلال رشد ، اللهم أهله علينا بيمن وإيمان ، وسلامة واسلام ، وهدى ومغفرة ، وعافية مجللة ، ورزق واسع ، إنك على كل شئ قدير ».

قال أبو مريم : فقلت هذا الكلام ، فرأيت خيرا.

١٠٨٦ / ٥٥ ـ أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا أبو علي أحمد بن محمد بن الحسين بن إسحاق بن جعفر العلوي العريضي بحران ، قال : حدثنا جدي الحسين بن إسحاق بن جعفر ، عن أبيه إسحاق بن جعفر ، عن أخيه موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي ، قال : بينا أنا مع أبي علي بن الحسين عليهما‌السلام في طريق أو مسير إذ نظر إلى هلال شهر رمضان ، فوقف ثم قال :  « أيها الخلق المطيع ، الدائب السريع ، المتردد في منازل التقدير ، المتصرف في فلك التدبير ، آمنت بمن نور بك الظلم ، وأوضح بك البهم ، وجعلك آية في آيات ملكه ، وعلامة من علامات سلطانه ، وامتهنك بالزيادة والنقصان ، والطلوع والأفول ، والإنارة والكسوف ، وفي كل ذلك أنت له مطيع ، وإلى إرادته سريع.

٤٩٥

سبحانه ما أعجب ما دبر في أمرك ، وألطف ما صنع في شأنك ، جعلك مفتاح شهر لحادث أمر ، جعلك الله هلال بركة لا تمحقها الأيام ، وطهارة لا تدنسها الآثام ، هلال أمن من الآفات ، وسلامة من السيئات ، هلال سعد لا نحس فيه ، ويمن لا نكد فيه ، ويسر لا يمازجه عسر ، وخير لا يشوبه شر ، هلال أمن وإيمان ونعمة وإحسان.

اللهم اجعلنا من أرضي من طلع عليه ، وأزكى من نظر إليه ، وأسعد من تعبد لك فيه ، ووفقنا اللهم فيه للطاعة والتوبة ، واعصمنا فيه من الآثام والحوبة ، وأوزعنا شكر النعمة ، واجعل لنا فيه عونا منك على ما ندبتنا إليه من مفترض طاعتك ونفلها ، إنك الأكرم من كل كريم ، والأرحم من كل رحيم ، آمين رب العالمين ».

١٠٨٧ / ٥٦ ـ أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثني علي بن أحمد بن شبابة الفارسي الماوردي بعدن ، قال : حدثنا عمرو بن عبد الجبار بن عمرو اليمامي ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا علي بن جعفر بن محمد بن علي عليهم‌السلام ، عن أبيه ، عن جده ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أعطيت أمتي في شهر رمضان خمسا لم تعطها أمة نبي قبلي : إذا كان أول يوم منه نظر الله ( عزوجل ) إليهم ، فإذا نظر الله ( عزوجل ) إلى شئ لم يعذبه بعدها ، وخلوف (١) أفواههم حين يمسون أطيب عند الله ( عزوجل ) من ريح المسك ، وتستغفر لهم الملائكة في كل يوم وليلة منه ، ويأمر الله ( عزوجل ) جنته فيقول : تزيني لعبادي المؤمنين ، يوشك أن يستريحوا من نصب الدنيا وأذاها إلى جنتي وكرامتي ، فإذا كان آخر ليلة منه غفر الله ( عزوجل ) لهم جميعا.

١٠٨٨ / ٥٧ ـ أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا إسحاق بن محمد ابن هارون ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا أبو حفص الأعشى ، عن عمرو بن خالد ، عن زيد بن علي ، عن أبيه ، عن جده عليهم‌السلام ، عن علي عليه‌السلام ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : للصائم فرحتان : فرحة عند فطره ، وفرحة يوم القيامة ، وخلوف فم

__________________

(١) أخلف فم الصائم : تغيرت رائحته.

٤٩٦

الصائم أطيب عند الله من ريح المسك.

١٠٨٩ / ٥٨ ـ أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا الحسين بن أحمد ابن عبد الله بن وهب بن عبد العزيز أبو علي الآمدي ، قال : حدثنا محمد بن عيسى بن عبيد اليقطيني ، قال : حدثنا الحسن بن علي بن أبي حمرة ، عن رفاعة ـ يعني ابن موسى ـ عن أبي عبد الله ، عن آبائه ، عن علي عليهم‌السلام ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : تعاونوا بأكلة السحر على صيام النهار ، وبالقائلة على قيام الليل.

١٠٩٠ / ٥٩ ـ أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا الحسن بن علي بن سهل أبو محمد العاقولي ، قال : حدثنا محمد بن معاذ بن ثابت المدائني ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثني عمرو بن جميع ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : حدثني أبي ، عن جدي علي بن الحسين ، عن الحسين بن علي ، عن علي بن أبي طالب (صلوات الله عليه) قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن الله وملائكته يصلون على المستغفرين والمتسحرين بالاسحار ، فتسحروا ولو بجرع الماء.

١٠٩١ / ٦٠ ـ أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا رجاء بن يحيى أبو الحسين العبرتائي ، قال : حدثنا أحمد بن هلال ، قال : أخبرنا محمد بن أبي عمير ، عن جميل بن صالح ، عن محمد بن مروان ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : سمعته يقول : إن لله ( عزوجل ) في كل ليلة من شهر رمضان عتقاء وطلقاء من النار إلا من أفطر على منكر ، فإذا كان آخر ليلة أعتق فيها بمثل ما أعتق في جميعه.

١٠٩٢ / ٦١ ـ أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا الحسن بن محمد ابن إشكاب ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا علي بن حفص المدائني ، قال : حدثني أيوب بن سيار ، عن محمد بن المنكدر ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري ، قال : أقبل العباس عليه‌السلام ذات يوم إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وكان العباس طوالا حسن الجسم ، فلما رآه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله تبسم إليه فقال : إنك يا عم لجميل. فقال العباس : ما الجمال بالرجال ، يا رسول الله؟ قال : صواب القول بالحق. قال : فما الكمال؟ قال : تقوى الله ( عزوجل ) وحسن الخلق.

٤٩٧

١٠٩٣ / ٦٢ ـ أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا محمد بن القاسم ابن زكريا المحاربي ، قال : حدثنا أبو طاهر محمد بن تسنيم الحضرمي ، قال : حدثنا عمرو بن معمر ، قال : حدثنا علي بن جعفر ، عن أخيه موسى ، عن أبيه جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي ، عن جابر بن عبد الله ، قال : بعث النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله خالد بن الوليد واليا على صدقات بني المصطلق حي من خزاعة ، وكان بينه وبينهم في الجاهلية ذحل (١) ، فأوقع بهم خالد ، فقتل منهم واستاق أموالهم ، فبلغ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ما فعل ، فقال : اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد ، وبعث إليهم علي بن أبي طالب (صلوات الله عليه) بمال ، وأمره أن يؤدي إليهم ديات من قتل من رجالهم.

فانطلق علي عليه‌السلام فأدى إليهم ديات رجالهم ، وما ذهب لهم من أموالهم ، وبقي معه من المال زعبة (٢) ، فقال لهم : هل تفقدون شيئا من أموالكم وأمتعتكم؟ فقالوا : ما نفقد شيئا إلا ميلغة (٣) كلابنا ، فدفع إليهم ما بقي من المال. فقال : هذا لميلغة كلابكم وما أنسيتم من متاعكم.

وأقبل إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال : ما صنعت؟ فأخبره حتى أتي على حديثهم ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : أرضيتني رضي الله عنك ، يا علي أنت هادي أمتي ، ألا إن السعيد كل السعيد من أحبك وأخذ بطريقتك ، ألا إن الشقي كل الشقي من خالفك ورغب عن طريقك إلى يوم القيامة.

تم المجلس السابع عشر ، ويتلوه المجلس الثامن عشر.

__________________

(١) الذحل : الثأر.

(٢) الزعبة : القطعة من المال.

(٣) الميلغة : الاناء يلغ في الكلب.

٤٩٨

[١٨]

المجلس الثامن عشر

فيه من أخبار أبي المفضل محمد بن عبد الله بن المطلب ،

رواية محمد بن الحسن بن علي الطوسي ، عن الجماعة المذكورين ، عنه.

بسم الله الرحمن الرحيم

١٠٩٤ / ١ ـ أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل محمد بن عبد الله الشيباني ، قال : حدثنا محمد بن علي بن شاذان بن حباب الأزدي الخلال بالكوفة ، قال : حدثنا الحسن بن محمد بن عبد الواحد ، قال : حدثنا حسن بن حسين العرني ، قال : حدثنا يحيى بن يعلى الأسلمي ، عن عمر بن موسى ، يعني الوجيهي ، عن زيد بن علي ، عن آبائه ، عن علي عليهم‌السلام ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال له : يا علي ، أما إنك المبتلى والمبتلى بك ، أما إنك الهادي من اتبعك ، ومن خالف طريقتك فقد ضل إلى يوم القيامة (١).

١٠٩٥ / ٢ ـ أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا أبو أحمد عبيد الله بن الحسين بن إبراهيم العلوي النصيبي ببغداد ، قال : حدثني محمد بن علي بن حمزة العلوي ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثني الحسين بن زيد بن علي ، قال : سألت أبا

__________________

(١) تقدم في الحديث : ١٠٤٧.

٤٩٩

عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليهما‌السلام عن سن جدنا علي بن الحسين عليهما‌السلام ، فقال : أخبرني أبي ، عن أبيه علي بن الحسين عليهم‌السلام ، قال : كنت أمشي خلف عمي الحسن وأبي الحسين عليهما‌السلام في بعض طرقات المدينة في العام الذي قبض فيه عمي الحسن عليه‌السلام ، وأنا يومئذ غلام لم أراهق أو كدت ، فلقيهما جابر بن عبد الله وأنس بن مالك الأنصاريان في جماعة من قريش والأنصار ، فما تمالك جابر بن عبد الله حتى أكب على أيديهما وأرجلهما يقبلهما ، فقال رجل من قريش كان نسيبا لمروان : أتصنع هذا يا أبا عبد الله ، وأنت في سنك هذا ، وموضعك من صحبة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله؟! وكان جابر قد شهد بدرا ، فقال له : إليك عني ، فلو علمت يا أخا قريش من فضلهما ومكانهما ما أعلم لقبلت ما تحت أقدامهما من التراب.

ثم أقبل جابر على أنس بن مالك ، فقال : يا أبا حمزة ، أخبرني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فيهما بأمر ما ظننته أنه يكون في بشر. قال له أنس : وبماذا أخبرك ، يا أبا عبد الله؟ قال علي بن الحسين : فانطلق الحسن والحسين عليهما‌السلام ، ووقفت أنا أسمع محاورة القوم ، فأنشأ جابر يحدث ، قال : بينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ذات يوم في المسجد وقد خف من حوله ، إذ قال لي : يا جابر ، ادع لي حسنا وحسينا ، وكان صلى‌الله‌عليه‌وآله شديد الكلف بهما ، فانطلقت فدعوتهما ، وأقبلت أحمل هذا مرة وهذا أخرى حتى جئته بهما ، فقال لي وأنا أعرف السرور في وجهه لما رأى من محبتي لهما وتكريمي إياهما : أتحبهما يا جابر؟ فقلت : وما يمنعني من ذلك فداك أبي وأمي ، وأنا أعرف مكانهما منك! قال : أفلا أخبرك عن فضلهما؟ قلت : بلى بأبي أنت وأمي.

قال : إن الله ( تعالي ) لما أحب أن يخلقني ، خلقني نطفة بيضاء طيبة ، فأودعها صلب أبي آدم عليه‌السلام ، فلم يزل ينقلها من صلب طاهر إلى رحم طاهر إلى نوح وإبراهيم عليهما‌السلام ، ثم كذلك إلى عبد المطلب ، فلم يصبني من دنس الجاهلية ، ثم افترقت تلك النطفة شطرين : إلى عبد الله وأبي طالب ، فولدني أبي فختم الله بي النبوة ، وولد علي فختمت به الوصية ، ثم اجتمعت النطفتان مني ومن علي فولدنا الجهر

٥٠٠