الأمالي

أبي جعفر محمّد بن الحسن بن علي بن الحسن الطّوسي [ شيخ الطائفة ]

الأمالي

المؤلف:

أبي جعفر محمّد بن الحسن بن علي بن الحسن الطّوسي [ شيخ الطائفة ]


المحقق: مؤسسة البعثة
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الثقافة للطباعة والنشر
الطبعة: ١
الصفحات: ٨٨٨

[١٥]

المجلس الخامس عشر

فيه أحاديث أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه

القمي رحمه‌الله ، رواية الحسين بن عبيد الله الغضائري رحمه‌الله. عنه

بسم الله الرحمن الرحيم

٩٤٤ / ١ ـ أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله الغضائري ، قال : أخبرنا أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي ، قال : أخبرني أبي علي بن الحسين ابن بابويه رحمه‌الله قال : حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رحمه‌الله ، قال : حدثنا علي ابن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن الحسين بن علي بن يقطين ، قال : وقع الخبر إلى موسى بن جعفر عليه‌السلام وعنده جماعة من أهل بيته بما عزم عليه موسى بن المهدي في أمره. فقال لأهل بيته : ما تشيرون؟ قالوا نرى أن تتباعد عن هذا الرجل ، وأن تغيب شخصك عنه ، فإنه لا يؤمن شره ، فتبسم أبو الحسن عليه‌السلام ثم قال :

زعمت سخينة (١) أن ستغلب ربها

وليغلبن مغالب الغلاب

ثم رفع يده عليه‌السلام وقال : ( إلهي كم من عدو شحذ لي ظبة مديته ، وأرهف لي

__________________

(١) البيت لكعب بن مالك الأنصاري ، وقيل : لحسان ، ومراده من سخينة قريش ، لأنها كانت تعاب بأكل السخينة ، وهي طعام يتخذ من الدقيق والسمن في شدة الدهر وغلاء السعر.

٤٢١

شبا حده ، وداف لي قواتل سمومه ، ولم تنم عني عين حراسته ، فلما رأيت ضعفي عن احتمال الفوادح ، وعجزي عن ملمات الجوائح ، صرفت ذلك عني بحولك وقوتك ، لا بحولي ولا بقوتي ، وألقيته في الحفير الذي احتفر لي خائبا مما أمله في دنياه ، متباعدا مما رجاه في آخرته ، فلك الحمد على ذلك قدر استحقاقك ، سيدي إلهي ، فخذه بعزتك وافلل حده عني بقدرتك ، واجعل له شغلا فيما يليه وعجزا عما يناويه ، إلهي فأعذني من عدوي حاضرة تكون من غيظي شفاء ، ومن حنقي عليه وقاء ، وصل اللهم دعائي بالإجابة ، وانظر شكايتي بالتغيير ، وعرفه عما قليل ما وعدت الظالمين ، وعرفني ما وعدت من إجابة المضطرين ، إنك ذو الفضل والمن الكريم ).

قال : ثم تفرق القوم ، فما اجتمعوا إلا لقراءة الكتب الواردة بموت موسى بن المهدي.

٩٤٥ / ٢ ـ وبهذا الاسناد ، قال : حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رحمه‌الله ، قال : حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم ، قال : سمعت رجلا من أصحابنا يقول : لما حبس هارون الرشيد موسى بن جعفر عليهما‌السلام وجن عليه الليل ، فخاف ناحية هارون أن يقتله ، جدد طهوره واستقبل بوجهه القبلة ، وصلى لله ( عزوجل ) أربع ركعات ، ثم دعا بهذه الدعوات فقال : ( يا سيدي نجني من حبس هارون ، وخلصني من يده ، يا مخلص الصخر من بين رمل وطين وماء ، ويا مخلص النار من بين الحديد والحجر ، ويا مخلص اللبن من بين فرث ودم ، ويا مخلص الولد من بين مشيمة ورحم ، ويا مخلص الروح من بين الأحشاء والأمعاء ، خلصني من يد هارون الرشيد ).

فلما دعا موسى بن جعفر عليه‌السلام بهذه الدعوات رأى رجلا أسود في منامه وبيده سيف قد سله ، وهو واقف على رأس هارون ، وهو يقول : يا هارون ، أطلق عن موسى بن جعفر وإلا ضربت علاوتك بسيفي هذا ، فخاف هارون من هيبته ، ثم دعا حاجبه وقال له : اذهب إلى السجن فأطلق عن موسى بن جعفر.

قال : فخرج الحاجب فقرع باب السجن ، وقال : من هذا؟ فقال : إن الخليفة يدعو

٤٢٢

موسى بن جعفر فأخرجه من سجنك وأطلق عنه ، فصاح السجان : يا موسى ، إن الخليفة يدعوك ، فقام موسى عليه‌السلام مذعورا فزعا ، وهو يقول : لا يدعوني في جوف الليل إلا لشر يريد بي ، فقام باكيا مغموما آيسا من حياته ، فجاء إلى هارون وفرائصه ترتعد ، فقال : سلام على هارون ، فرد عليه‌السلام ، ثم قال له : ناشدتك الله ، هل دعوت في جوف هذه الليلة بدعوات؟ فقال : نعم. فقال : وما هي؟ قال : جددت طهوري وصليت لله ( عزوجل ) أربع ركعات ، ورفعت طرفي إلى السماء ، وقلت : ( يا سيدي خلصني من يد هارون وشره ) فقال هارون : قد استجاب الله دعوتك ، يا حاجب أطلق عن هذا.

ثم دعا بثياب ، فخلع عليه ثلاثا ، وحمله على فرسه وأكرمه ، وصيره نديما لنفسه ، ثم قال : هات الكلمات حتى أثبتها؟ ثم دعا بدواة وقرطاس وكتب هذه الكلمات.

قال : وأطلق عنه ، وسلمه إلى حاجبه ليسلمه إلى الدار ، فصار موسى بن جعفر عليه‌السلام كريما شريفا عند هارون ، وكان يدخل عليه كل يوم خميس.

٩٤٦ / ٣ ـ وبهذا الاسناد ، قال : حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ، قال : حدثنا الحسين بن الحسن بن أبان ، عن الحسين بن سعيد ، عن ابن أبي عمير ومحمد بن إسماعيل ، عن منصور بن يونس ، عن منصور بن حازم ، وعلي بن إسماعيل الميثمي ، عن منصور بن حازم ، عن أبي عبد الله الصادق عليه‌السلام عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا رضاع بعد فطام ، ولا وصال في صيام ، ولا يتم بعد احتلام ، ولا صمت يوم إلى الليل ، ولا تعرب بعد الهجرة ، ولا هجرة بعد الفتح ، ولا طلاق قبل نكاح ، ولا عتق قبل ملك ، ولا يمين لولد مع والده ، ولا لمملوك مع مولاه ، ولا لمرأة مع زوجها ، ولا نذر في معصية ، ولا يمين في قطيعة.

٩٤٧ / ٤ ـ وبهذا الاسناد ، قال : حدثنا جعفر بن محمد بن مروان ، قال : حدثنا الحسين بن محمد بن عامر ، عن عمه عبد الله بن عامر ، عن محمد بن أبي عمير ، عن أبان بن عثمان ، عن أبان بن تغلب ، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر ، عن أبيه ، عن

٤٢٣

جده عليه‌السلام ، قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من أراد التوسل إلى ، وأن يكون له عندي يد أشفع له بها يوم القيامة ، فليصل أهل بيتي ويدخل السرور عليهم.

٩٤٨ / ٥ ـ وبهذا الاسناد ، قال : حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثني أحمد بن محمد بن خالد ، عن أبيه ، عن محمد بن أبي عمير ، عن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي ، عن أبيه ، عن جده ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من قال ( صلى الله على محمد ) ولم يصل على آله ، لم يجد ريح الجنة ، وريحها من مسيرة خمس مائة عام.

٩٤٩ / ٦ ـ وبهذا الاسناد ، قال : حدثنا علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، قال : حدثني أبي ، عن جدي أحمد بن أبي عبد الله ، قال : حدثنا أبي ، عن علي بن النعمان ، عن فضل بن يونس ، عن عبد الله بن سنان ، قال : قال أبو عبد الله الصادق عليه‌السلام : من قال كل يوم خمسة وعشرين مرة : ( اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات ) كتب الله له بعدد كل مؤمن مضى وبعدد كل مؤمن بقي إلى يوم القيامة حسنة ، ومحا عنه سيئة ، ورفع له درجة.

٩٥٠ / ٧ ـ وبهذا الاسناد ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عن محمد بن سنان ، عن عمر بن يزيد ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : من قدم أربعين رجلا من إخوانه قبل أن يدعو لنفسه ، استجيب له فيهم وفي نفسه.

٩٥١ / ٨ ـ وبهذا الاسناد ، قال : حدثني محمد بن موسى بن المتوكل ، قال : حدثنا محمد بن يحيى العطار ، عن محمد بن يحيى بن عمران الأشعري ، عن محمد ابن عيسى بن عبيد ، عن سليمان بن رشيد ، عن أبيه ، عن معاوية بن عمار ، قال : ذكرت عند أبي عبد الله الصادق عليه‌السلام بعض الأنبياء فصليت عليه ، فقال : إذا ذكرت أحدا من الأنبياء فابدأ بالصلاة على محمد ثم عليه ، صلى الله على محمد وآله وعلى جميع الأنبياء.

٩٥٢ / ٩ ـ وبهذا الاسناد ، قال : حدثنا محمد بن الحسن بن الوليد ، قال : حدثني محمد بن أبي القاسم ، عن محمد بن علي الصيرفي ، عن محمد بن سنان ، عن

٤٢٤

المفضل بن عمر ، عن الصادق ، عن أبيه ، عن جده عليه‌السلام ، قال : بلغ أم سلمة زوجة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أن مولى لها ينتقص عليا عليه‌السلام ويتناوله ، فأرسلت إليه ، فلما صار إليها قالت له : يا بني ، بلغني أنك تنتقص عليا عليه‌السلام وتتناوله. قال : نعم يا أماه قالت له : اقعد ـ ثكلتك أمك ـ حتى أحدثك بحديث سمعته من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ثم اختر لنفسك.

إنا كنا عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ليلة تسع نسوة ، وكانت ليلتي ويومي من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فأتيت الباب فقلت : أدخل يا رسول الله عليك؟ قال : لا. قالت : فكبوت كبوة شديدة مخافة أن يكون ردني من سخطة أو نزل في شئ من السماء ، فلم ألبث أن أتيت الباب الثانية ، فقلت : أدخل يا رسول الله؟ فقال : لا. فكبوت كبوة أشد من الأولى ، ثم لم ألبث حتى أتيت الباب الثالثة فقلت : أدخل يا رسول الله؟ فقال : ادخلي يا أم سلمة؟ فدخلت فإذا علي عليه‌السلام جاث بين يديه وهو يقول : فداك أبي وأمي يا رسول الله ، إذا كان كذا وكذا فما تأمرني به؟ قال : آمرك بالصبر ، ثم أعاد عليه القول ثانية فأمره بالصبر ، فأعاد عليه القول ثالثة فقال له : يا علي ، يا أخي ، إذا كان لك ذلك منهم فسل سيفك ، وضعه على عاتقك ، واضرب قدما قدما حتى تلقاني وسيفك شاهر يقطر من دمائهم.

ثم التفت عليه‌السلام إلي وقال : تالله ما هذه الكآبة ، يا أم سلمة؟ قلت : الذي كان من ردك إياي يا رسول الله. فقال لي : والله ما رددتك من موجدة ، وإنك لعلى خير من الله ورسوله ، ولكن أتاني جبرئيل يخبرني بالاحداث التي تكون بعدي ، وأمرني أن أوصي بذلك عليا؟ يا أم سلمة ، اسمعي واشهدي هذا علي بن أبي طالب أخي في الدنيا وأخي في الآخرة؟ يا أم سلمة ، اسمعي واشهدي هذا علي بن أبي طالب وزيري في الدنيا ووزيري في الآخرة؟ يا أم سلمة ، اسمعي واشهدي هذا علي بن أبي طالب حامل لوائي وحامل لواء الحمد غدا يوم القيامة ، يا أم سلمة ، اسمعي واشهدي هذا علي بن أبي طالب وصيي وخليفتي من بعدي وقاضي عداتي والذاب عن حوضي ، يا أم سلمة ، اسمعي واشهدي هذا علي بن أبي طالب سيد المسلمين وإمام المتقين

٤٢٥

وقائد الغر المحجلين وقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين.

قلت : يا رسول الله ، من الناكثون؟ قال : الذي يبايعون بالمدينة وينكثون بالبصرة.

قلت : ومن القاسطون؟ قال : معاوية وأصحابه من أهل الشام.

قلت : ومن المارقون؟ قال : أصحاب النهروان.

فقال مولى أم سلمة : فرجت عني فرج الله عنك ، والله لا عدت إلى سب علي أبدا.

٩٥٣ / ١٠ ـ وبهذا الاسناد ، قال : حدثني محمد بن موسى بن المتوكل ، قال : حدثنا علي بن الحسين السعد آبادي ، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، عن أبيه ، عن محمد بن سنان ، عن أبي الجارود زياد بن المنذر ، عن القاسم بن الوليد ، عن شيخ من ثمالة ، قال : دخلت على امرأة من تميم عجوز كبيرة ، وهي تحدث الناس ، قلت لها : يرحمك الله حدثيني عن بعض فضائل أمير المؤمنين عليه‌السلام. قالت : أحدثك وهذا شيح كما ترى بين يدي قائم. فقلت لما : ومن هذا؟ فقالت : أبو الحمراء خادم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فجلست إليه ، فلما سمع حديثي استوى جالسا فقال : مه. فقلت : رحمك الله ، حدثني بما رأيت من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يصنعه بعلي عليه‌السلام وإن الله يسألك عنه. فقال : على الخبير سقطت ، خرج علينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يوم عرفة وهو آخذ بيد علي عليه‌السلام فقال : يا معشر الخلائق ، إن الله ( تبارك وتعالى ) باهى بكم في هذا اليوم ليغفر لكم عامة ، ثم التفت إلى علي عليه‌السلام وقال له : وغفر لك يا علي خاصة.

ثم قال له : يا علي ادن مني ، فدنا منه فقال : إن السعيد حق السعيد من أحبك وأطاعك ، وإن الشقي كل الشقي من عاداك وأبغضك ونصب لك ، يا علي ، كذب من زعم أنه يحبني ويبغضك ، يا علي ، من حاربك فقد حاربني ، ومن حاربني فقد حارب الله ، يا علي ، من أبغضك فقد أبغضني ، ومن أبغضني فقد أبغض الله ، ومن أبغض الله فقد أتعس الله جده وأدخله نار جهنم.

٤٢٦

٩٥٤ / ١١ ـ وبهذا الاسناد ، قال : حدثنا أبو الليث يحيى بن زيد بن العباس بالكوفة ، قال : حدثني عمي علي بن العباس ، قال : حدثنا علي بن المنذر ، قال : حدثنا عبد الله بن سالم ، عن الحسين بن زيد ، عن علي بن عمر بن علي ، عن الصادق جعفر ابن محمد ، عن أبيه ، عن علي بن الحسين ، عن الحسين بن علي ، عن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : يا فاطمة ، إن الله ( تعالى ) ليغضب لغضبك ، ويرضى لرضاك.

قال : فجاء سندل فقال لجعفر عليه‌السلام يا أبا عبد الله إن هؤلاء الشباب يجيئوننا عنك بأحاديث منكرة. فقال له جعفر عليه‌السلام وما ذاك يا سندل؟ قال : جاءنا عنك أنك حدثتهم : أن الله ( تعالى ) يغضب لغضب فاطمة ، ويرضى لرضاها؟

قال : فقال جعفر عليه‌السلام ألستم رويتم فيما تروون أن الله يغضب لغضب عبده المؤمن ، ويرضى لرضاه؟ قال : بلى. قال : فما تنكر أن تكون فاطمة عليها‌السلام مؤمنة ، يغضب الله ( تعالى ) لغضبها ، ويرضى لرضاها؟ قال : فقال : صدقت ، الله أعلم حيث يجعل رسالته.

٩٥٥ / ١٢ ـ وبالاسناد ، قال : حدثنا أبو الحسن علي بن الحسين بن شقير بن يعقوب بن الحارث بن إبراهيم الهمداني في منزله بالكوفة ، قال : حدثنا أبو عبد الله جعفر بن أحمد بن يوسف الأزدي ، قال : حدثنا علي بن بزرج الخياط ، قال : حدثنا عمرو بن اليسع ، عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليه‌السلام ، قال : أتى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله آت فقال له : سعد بن معاذ قد مات ، فقام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وقام أصحابه معه ، فأمر بغسل سعد وهو قائم على عضادة الباب ، فلما حنط وكفن وحمل على سريره ، تبعه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بلا حذاء ولا رداء ، ثم كان يأخذ السرير مرة يمنة ومرة يسرة حتى انتهى به إلى القبر ، فنزل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حتى لحده وسوى عليه اللبن وجعل يقول : ناولوني حجرا ، ناولوني ترابا ، فسدد ما بين اللبن ، فلما أن فرغ وحثا التراب عليه وسوى قبره ، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله. إني لأعلم أنه سيبلى ويصل البلى إليه ، ولكن الله ( عزوجل )

٤٢٧

يحب عبدا إذا عمل عملا أحكمه ، فلما أن سوى التربة عليه قالت أم سعد من جانب القبر : يا سعد ، هنيئا لك الجنة. فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يا أم سعد مه لا تجزمي على ذلك ، فإن سعدا أصابته ضمة.

قال : فرجع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ورجع الناس ، فقالوا : يا رسول الله ، لقد رأيناك صنعت على سعد ما لم تصنعه على أحد ، إنك تبعت جنازته بلا حذاء ولا رداء؟ فقال عليه‌السلام : إن الملائكة كانت بلا رداء ولا حذاء ، فتأسيت بها.

قالوا : وكنت تأخذ يمنة ويسرة السرير؟ قال عليه‌السلام : كانت يدي في يد جبرئيل عليه‌السلام آخذ حيث يأخذ.

قالوا : وأمرت بغسله وصليت على جنازته ولحدته في قبره ، ثم قلت : إن سعدا أصابته ضمة؟ قال : فقال عليه‌السلام : نعم إنه كان في خلقه مع أهله سوء.

٩٥٦ / ١٣ ـ وبالاسناد ، قال : حدثنا محمد بن أحمد بن علي بن راشد الأسدي بالري في رجب سنة سبع وأربعين وثلاث مائة ، قال : حدثنا عبد الله بن سليمان عبد الله محمد الوهبي وأحمد بن عمير ومحمد بن أبي أيوب ، قالوا : حدثنا عبد الله بن هانئ بن عبد الرحمن ، قال : حدثني أبي ، عن عمه إبراهيم ، عن أم الدرداء ، عن أبي الدرداء ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من أصبح معافى في جسده آمنا في سربه ، عنده قوت يومه ، فكأنما حيزت له الدنيا؟ يا بن آدم ، يكفيك من دنياك ما سد جوعتك ، ووارى عورتك ، وإن يكن بيت يكنك فذاك ، وإن تكن دابة تركبها فبخ بخ ، وإلا فالخبز ، وما بعد ذلك حساب عليك أو عذاب (١).

٩٥٧ / ١٤ ـ وبالاسناد ، قال : حدثنا محمد بن الفضل الكوفي في مسجد أمير المؤمنين صلى‌الله‌عليه‌وآله بالكوفة ، قال : حدثنا محمد بن جعفر المعروف بابن البياني ، قال : حدثنا محمد بن القاسم النهمي ، قال : حدثنا محمد بن عبد الوهاب ، قال : حدثنا محمد بن إبراهيم بن محمد الثقفي ، قال : حدثنا توبة بن الخليل ، قال : سمعت محمد

__________________

(١) يأتي نحوه في الحديث : ١٢١٩.

٤٢٨

ابن الحسن يقول : حدثني هارون بن خارجة ، قال : قال لي الصادق جعفر بن محمد بن علي بن الحسين عليه‌السلام : كم بين منزلك ومسجد الكوفة؟ فأخبرته ، فقال : ما بقي ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا عبد صالح دخل الكوفة إلا وقد صلى فيه ، وإن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله مر به ليلة أسري به فاستأذن له الملك فصلى فيه ركعتين ، والصلاة الفريضة فيه ألف صلاة ، والنافلة خمس مائة صلاة ، والجلوس فيه من غير تلاوة قرآن عبادة فأته ولو زحفا.

٩٥٨ / ١٥ ـ وبالاسناد ، قال : حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم الليثي ، قال : حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ، قال : حدثنا علي بن الجعد ، قال : أخبرنا شعبة ، قال : حدثنا الحكم ، قال : سمعت ابن أبي ليلى يقول : لقيت كعب بن عجرة فقال : ألا أهدي لك هدية؟ إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله خرج علينا فقلنا : يا رسول الله ، قد علمتنا كيف السلام عليك ، فكيف الصلاة عليك؟ قال : قولوا اللهم صل على محمد كما صليت على إبراهيم إنك حميد مجيد ، وبارك على آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد ).

٩٥٩ / ١٦ ـ وبالاسناد ، قال : حدثنا الحسن بن عبد الله بن سعيد بن الحسن بن إسماعيل بن الحكم العسكري ، قال : حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد الكريم ، قال : حدثنا محمد بن عبد الرحمن البرقي ، قال : حدثنا عمرو بن أبي سلمة ، قال : قرأت على أبي عمر الصنعاني ، عن العلاء ، عن عبد الرحمن ، عن أبيه ، عن أبي هريرة : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : رب أشعث أغبر ذي طمرين يدفع بالأبواب لو أقسم على الله ( تعالى ) لأبره.

٩٦٠ / ١٧ ـ وبالاسناد ، قال : حدثنا الحسن بن عبد الله بن سعيد ، قال : حدثنا محمد بن أحمد بن حمدان بن المغيرة القشيري ، قال : حدثنا أبو الحريش أحمد بن عيسى الكلابي ، قال : حدثنا موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام سنة خمس ومائتين ، قال : حدثني أبي ، عن أبيه ، عن جده جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم‌السلام ، عن علي بن

٤٢٩

أبي طالب عليه‌السلام ، في قول الله ( عزوجل ) ( هل جزاء الإحسان إلا الإحسان ) (١).

قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : إن الله ( عزوجل ) قال : ما جزاء من أنعمت عليه بالتوحيد إلا الجنة.

٩٦١ / ١٨ ـ وبالاسناد ، قال : حدثنا جعفر بن الحسين ، قال : حدثنا محمد بن جعفر بن بطة ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن خالد ، عن أبيه ، عن محمد بن سنان عن عبد الله بن مسكان ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : إن أحق الناس بأن يتمنى للناس الغنى البخلاء ، لأن الناس إذا استغنوا كفوا عن أموالهم ، وإن أحق الناس أن يتمنى للناس الصلاح أهل العيوب ، لأن الناس إذا صلحوا كفوا عن تتبع عيوبهم ، وإن أحق الناس أن يتمنى للناس الحلم أهل السفه الذين يحتاجون أن يعفى عن سفههم ، فأصبح أهل البخل يتمنون فقر الناس ، وأصبح أهل العيوب يتمنون معايب الناس ، وأصبح أهل السفه يتمنون سفه الناس ، وفي الفقر الحاجة إلى البخل ، وفي الفساد طلب عورة أهل العيوب ، وفي السفه المكافاة بالذنوب.

٩٦٢ / ١٩٩ ـ وبالاسناد ، قال : حدثنا أحمد بن هارون القاضي ، قال : حدثنا محمد بن جعفر بن بطة ، قال : حدثنا أحمد بن إسحاق بن سعد ، عن بكر بن محمد ، عن الصادق جعفر بن محمد ، عن آبائه عليه‌السلام ، قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : الناس في الجمعة على ثلاث منازل : رجل شهدها بانصات وسكون قبل الامام وذلك كفارة لذنوبه من الجمعة إلى الجمعة الثانية وزيادة ثلاثة أيام ، لقول الله ( تعالى ) : ( من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ) (٢)؟ ورجل شهدها بلغط وقلق فذلك حظه ، ورجل شهدها والامام يخطب وقام يصلي ، فقد أخطأ السنة ، وذلك ممن إذا سأل الله ( تعالى ) إن شاء أعطاه ، وإن شاء حرمه.

٩٦٣ / ٢٠ ـ وبالاسناد ، قال : حدثنا محمد بن بكران النقاش ، قال : حدثنا أحمد

__________________

(١) سورة الرحمن ٥٥ : ٦٠.

(٢) سورة الأنعام ٦ : ١٦٠.

٤٣٠

ابن محمد الهمداني مولى بني هاشم ، قال : حدثني عبيد بن حمدون الرواسي ، قال : حدثنا الحسين بن النضر ، عن أبيه ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر الباقر ، عن علي بن الحسين ، عن الحسين بن علي ، عن علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، قال : شكوت إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله دينا كان علي ، فقال : يا علي ، قل ( اللهم أغنني بحلالك عن حرامك ، وبفضلك عمن سواك ) فلو كان عليك مثل صبير دينا قضاه الله عنك. وصبير : جبل باليمن ليس باليمن جبل أجل ولا أعظم منه.

٩٦٤ / ٢١ ـ وبالاسناد ، قال : حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم الليثي ، قال : حدثنا أحمد بن محمد الهمداني ، قال : حدثنا يعقوب بن يوسف بن زياد ، قال : حدثنا أحمد بن حماد ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر بن عبد الله ، عن أبي جعفر الباقر ، عن علي بن الحسين ، عن الحسين بن علي ، عن علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أنا مدينة الحكمة وهي الجنة ، وأنت يا علي بابها ، فكيف يهتدي المهتدي إلى الجنة ، ولا يهتدى إليها إلا من بابها!

٩٦٥ / ٢٢ ـ وبالاسناد ، قال : حدثنا الحسين بن يحيى بن ضريس البجلي ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا أبو عوانة ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا عبد الله بن سلمة القعيني ، قال : حدثنا عبد الله بن لهيعة ، عن محمد بن عبد الرحمن ، عن عروة بن الزبير ، عن أبيه ، قال : وقع رجل في علي بن أبي طالب عليه‌السلام بمحضر من عمر بن الخطاب ، فقال له عمر : تعرف صاحب هذا القبر؟ أما تعلم أنه محمد بن عبد الله بن عبد المطلب! وعلي بن أبي طالب بن عبد المطلب. ويلك لا تذكرن عليا إلا بخير فإنك إن تنقصه آذيت هذا في قبره.

٩٦٦ / ٢٣ ـ وبالاسناد ، قال : حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثني محمد بن علي ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن أبي داود المسترق ، واسمه سليمان بن سفيان ، قال : قال الصادق جعفر بن محمد عليهما‌السلام : يقوم الناس عن فرشهم على ثلاثة أصناف : فصنف له ولا عليه ، وصنف عليه ولا له ، وصنف لا له ولا عليه ، فأما الصنف الذي له ولا عليه فهو الذي

٤٣١

يقوم من منامه ويتوضأ ويصلي ويذكر الله ( عزوجل ) ، والصنف الذي عليه ولا له فهو الذي لم يزل في معصية الله حتى قام فذلك الذي عليه ولاله ، والصنف الذي لا له ولا عليه فهو الذي لا يزال نائما حتى يصبح فذلك الذي لا له ولا عليه.

٩٦٧ / ٢٤ ـ وبالاسناد ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثني محمد بن عبد الجبار ، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة ، قال : أخبرني داود بن كثير الرقي ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : من أحب أن يخفف الله ( عزوجل ) عنه سكرات الموت ، فليكن لقرابته وصولا وبوالديه بارا ، فإذا كان كذلك هون الله ( عزوجل ) عليه سكرات الموت ، ولم يصبه في حياته فقر أبدا.

٩٦٨ / ٢٥ ـ وبالاسناد ، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة ، عن علي بن ميمون الصائغ ، قال سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : من أراد أن يدخله الله ( عزوجل ) ويسكنه جنته فليحسن خلقه ، وليعط النصفة من نفسه ، وليرحم اليتيم ، وليعن الضعيف ، وليتواضع لله الذي خلقه.

٩٦٩ / ٢٦ ـ وبالاسناد ، قال : حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ، قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار ، عن يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن إبراهيم ابن عبد الحميد ، عن سعد الإسكاف ، عن الأصبغ بن نباتة ، عن علي عليه‌السلام ، قال : كان يقول : من اختلف إلى المسجد أصاب إحدى الثمان : إما أخا مستفادا في الله ، أو علما مستطرفا ، أو آية محكمة ، أو رحمة منتظرة ، أو كلمة ترده عن ردى ، أو كلمة تدله على هدى ، أو ترك ذنب خشية أو حياء.

٩٧٥ / ٢٧ ـ وبالاسناد ، قال : حدثنا أبي رضي‌الله‌عنه يرفعه ، قال : قال أبو جعفر عليه‌السلام : إن ما فرض الله على الناس من الجمعة إلى الجمعة خمس وثلاثون صلاة ، فيها صلاة واحدة فرضها الله ( عزوجل ) في الجماعة وهي الجمعة ، ووضعها عن تسعة : عن الصغير ، والكبير ، والمجنون ، والمسافر ، والعبد ، والمرأة ، والمريض ، والأعمى ، ومن كان على رأس فرسخين.

٩٧١ / ٢٨ ـ وبهذا الاسناد ، قال : قال أبو جعفر الباقر عليه‌السلام : القنوت في الوتر

٤٣٢

كقنوتك يوم الجمعة ، تقول في دعاء القنوت ( اللهم تم نورك فهديت ، فلك الحمد ربنا ، وبسطت يدك فأعطيت ، فلك الحمد ربنا ، وعظم حلمك فعفوت ، فلك الحمد ربنا ، وجهك أكرم الوجوه ، وجهتك خير الجهات ، وعطيتك أنفع العطايا وأهنأها ، تطاع ربنا فتشكر ، وتعصى ربنا فتغفر لمن شئت ، تجيب المضطر ، وتكشف الضر ، وتشفي السقيم ، وتنجي من الكرب العظيم ، لا يجزي بآلائك أحد ، ولا يحصي نعماءك عد.

اللهم إليك رفعت الأبصار ، ونقلت الأقدام ، ومدت الأعناق ، ورفعت الأيدي ، ودعي بالألسن ، وتحوكم إليك في الأعمال ، ربنا اغفر لنا وارحمنا ، وافتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين.

اللهم إنا نشكوا إليك فقد نبينا ، وغيبة إمامنا ، وكثرة عدونا ، وتظاهر الزمان علينا ، ووقوع الفتن بنا ، وكثرة عدونا ، وقلة عددنا ، ففرج ذلك يا رب بفتح منك تعجله ، ونصر منك تعزه ، وسلطان حق (١) تظهره ، وعافية منك تجللناها ، ورحمة منك تلبسناها ، برحمتك يا أرحم الراحمين ، آمين رب العالمين ).

ثم تقول في قنوت الوتر بعد هذا : ( استغفر الله وأتوب إليه ) سبعين مرة ، وتعوذ بالله من النار كثيرا ، وتقول في دبر الوتر بعد التسليم. ( سبحان الله الملك القدوس العزيز الحكيم ) ثلاث مرات ( الحمد لرب الصباح ، الحمد لفالق الأصباح ) ، ثلاث مرات.

٩٧٢ / ٢٩ ـ وبالاسناد ، قال : حدثنا محمد بن علي ماجيلويه ، قال : حدثنا محمد بن يحيى العطار ، عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري ، عن موسى بن جعفر البغدادي ، عن علي بن معبد ، عن بندار بن حماد ، عن عبد الله بن فضالة ، عن أبي عبد الله أو أبي جعفر عليهما‌السلام ، قال : سمعته يقول : إذا بلغ الغلام ثلاث سنين يقال له سبع مرات : قل ( لا إله إلا الله ) ، ثم يترك حتى يتم له ثلاث سنين

__________________

(١) في نسخة : وإمام عدل.

٤٣٣

وسبعة أشهر وعشرون يوما ، فيقال له : قل : ( محمد رسول الله ) سبع مرات ، ثم يترك حتى يتم له أربع سنين ، ثم يقال له : قل : ( اللهم صل على محمد وآله ) ثم يترك حتى يتم له خمس سنين ، ثم يقال له : أيهما يمينك ، وأيهما شمالك؟ فإذا عرف ذلك حول وجهه إلى القبلة ، ويقال له : اسجد ، ثم يترك حتى يتم له سبع سنين ، فإذا ثم له ذلك قيل له : اغسل وجهك وكفيك! فإذا غسلهما قيل له : صل ، ثم يترك حتى يتم له تسع سنين علم الوضوء وضرب عليه ، وأمر بالصلاة وضرب عليها ، فإذا تعلم الوضوء والصلاة غفر الله لوالديه.

٩٧٣ / ٣٠ ـ وبالاسناد ، قال : أخبرنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني ، قال : حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن محمد بن أبي عمير ، عن حمزة بن حمران ، قال : دخلت على الصادق عليه‌السلام فقال يا حمزة ، من أين أقبلت؟ قلت : من الكوفة. قال : فبكى عليه‌السلام حتى بلت دموعه لحيته ، فقلت له : يا بن رسول الله ، مالك أكثرت البكاء؟ قال : ذكرت عمي زيدا عليه‌السلام وما صنع به فبكيت. فقلت له : وما الذي ذكرت فيه؟ قال : ذكرت مقتله وقد أصاب جبينه سهم فجاءه يحيى فانكب عليه ، فقال : ابشر يا أبتاه ، فإنك ترد على رسول الله وعلي وفاطمة والحسن والحسين ( صلوات الله عليهم ). قال : أجل يا بني ، ثم دعا بحداد فنزع السهم من جبينه فكانت نفسه معه ، فجاء به إلى ساقية تجري من بستان زائدة ، فحفر له فيها ودفن وأجري عليه الماء ، وكان معهم غلام سندي فذهب إلى يوسف بن عمر من الغد فأخبره بدفنهم إياه ، فأخرجه يوسف بن عمر فصلبه في الكناسة أربع سنين ، ثم أمر به فأحرق وذرى في الرياح ، فلعن الله قاتله ، ولعن الله خاذله ، وإلى الله ( عزوجل ) أشكو ما نزل بنا أهل بيت نبيه بعد موته ، وبه أستعين على عدونا وهو خير مستعان.

٩٧٤ / ٣١ ـ وبالاسناد ، قال : أخبرنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق ، قال : حدثنا أحمد بن محمد الهمداني ، قال : حدثنا الحسن بن القاسم قراءة ، قال : حدثنا علي بن إبراهيم ، بن المعلى ، قال : حدثنا أبو عبد الله محمد بن خالد ، قال : حدثنا عبد الله بن بكران المرادي ، عن موسى بن جعفر ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي بن

٤٣٤

الحسين عليهم‌السلام ، قال : بينما أمير المؤمنين عليه‌السلام ذات يوم جالس مع أصحابه يعبئهم للحرب ، إذ أتاه شيخ عليه هيئة السفر فقال : أين أمير المؤمنين؟ فقيل : هو ذا ، فسلم عليه ثم قال : يا أمير المؤمنين ، إني أتيتك من ناحية الشام ، وأنا شيخ كبير قد سمعت فيك من الفضل ما لا أحصيه ، وإني أظنك ستغتال ، فعلمني مما علمك الله.

قال عليه‌السلام : نعم يا شيخ من اعتدل يوماه فهو مغبون ، ومن كان في الدنيا همته كثرت حسرته عند فراقها ، ومن كان غده شرا من يومه فمحروم ، ومن لم ينل ما يرى من آخرته إذا سلمت له دنياه فهو هالك ، ومن لم يتعاهد النقص من نفسه غلب عليه الهوى ، ومن كان في نقص فالموت خير له.

يا شيخ ، إن الدنيا خضرة حلوة ولها أهل ، وإن الآخرة لها أهل ، طلقت أنفسهم عن مفاخرة أهل الدنيا ، لا يتنافسون في الدنيا ، ولا يفرحون بغضارتها ، ولا يحزنون لبؤسها.

يا شيخ ، من خاف البيات قل نومه ، ما أسرع الليالي والأيام في عمر العبد ، فاخزن لسانك ، وعد كلامك ، ولا تقل إلا بخير.

يا شيخ ، ارض للناس ما ترضى لنفسك ، وأت إلى الناس ما تحب أن يؤتى إليك.

ثم أقبل على أصحابه فقال : أيها الناس ، أما ترون إلى أهل الدنيا يمسون ويصبحون على أحوال شتى؟ فبين صريع يتلوى ، وبين عائد ومعود ، وآخر بنفسه يجود ، وآخر لا يرجى ، وآخر مسجى ، وطالب الدنيا والموت يطلبه ، وغافل ليس بمغفول عنه ، وعلى أثر الماضي يصير الباقي.

فقال له زيد بن صوحان العبدي : يا أمير المؤمنين ، أي سلطان أغلب وأقوى؟ قال : الهوى. قال : فأي ذل أذل؟ فقال : الحرص على الدنيا. فقال : فأي فقر أشد؟ قال : الكفر بعد الايمان. قال : فأي دعوة أضل؟ قال : الداعي بما لا يكون. قال : فأي عمل أفضل؟ قال : التقوى. قال : فأي عمل أنجح؟ قال : طلب ما عند الله. قال : فأي صاحب أشر؟ قال : المزين لك معصية الله. قال : فأي الخلق أشقى؟ قال : من باع دينه بدنيا

٤٣٥

غيره. قال : فأي الخلق أقوى؟ قال : الحليم. قال : فأي الخلق أشح؟ قال : من أخذ من غير حله ، فجعله في غير حقه. قال : فأي الناس أكيس؟ قال : من أبصر رشده من غيه فمال إلى رشده. قال : فمن أحلم الناس؟ قال : الذي لا يغضب. قال : فأي الناس أثبت رأيا؟ قال : من لم يغره الناس من نفسه ، ولم تغره الدنيا بتسوفها (١). قال : فأي الناس أحمق؟ قال : المغتر بالدنيا وهو يرى ما فيها من تقلب أحوالها. قال : فأي الناس أشد حسرة؟ قال : الذي حرم الدنيا والآخرة ، وذلك هو الخسران المبين. قال : فأي الخلق أعمى؟ قال : الذي عمل لغير الله ( تعالى ) يطلب بعمله الثواب من عند الله ( عزوجل ). قال : فأي القنوع أفضل؟ قال : القانع بما أعطاه الله. قال : فأي المصائب أشد؟ قال : المصيبة بالدين. قال : فأي الأعمال أحب إلى الله ( عزوجل )؟ قال : انتظار الفرج. قال : فأي الناس خير عند الله؟ قال : أخوفهم له ، وأعملهم بالتقوى ، وأزهدهم في الدنيا. قال : فأي الكلام أفضل عند الله؟ قال : كثرة ذكره والتضرع إليه ودعاؤه. قال : فأي القول أصدق؟ قال : شهادة أن لا إله إلا الله. قال : وأي الأعمال أعظم عند الله ( عزوجل )؟ قال : التسليم والورع. قال : فأي الناس أكرم؟ قال : من صدق في المواطن.

ثم أقبل عليه‌السلام على الشيخ فقال : يا شيخ ، إن الله ( عزوجل ) خلق خلقا ضيق الدنيا عليهم نظرا لهم ، فزهدهم فيها وفي حطامها ، فرغبوا في دار السلام الذي دعاهم ، وصبروا على ضيق المعيشة ، وصبروا على المكروه ، واشتاقوا إلى ما عند الله من الكرامة ، وبذلوا أنفسهم ابتغاء رضوان الله ، وكانت خاتمة أعمالهم الشهادة ، فلقوا الله وهو عنهم راض ، وعلموا أن الموت سبيل لمن مضى وبقي ، فتزودوا لآخرتهم غير الذهب والفضة ، ولبسوا الخشن ، وصبروا على أدنى القوت ، وقدموا الفضل ، وأحبوا في الله ، وأبغضوا في الله ( عزوجل ) أولئك المصابيح وأهل النعيم في الآخرة والسلام.

فقال الشيخ : فأين أذهب وأدع الجنة ، وأنا أراها وأرى أهلها معك! جهزني بقوة

__________________

(١) في نسخة : بتشوقها.

٤٣٦

أتقوى بها على عدوك. فأعطاه أمير المؤمنين سلاحا وحمله ، وكان في الحرب بين يدي أمير المؤمنين عليه‌السلام يضرب قدما قدما ، وأمير المؤمنين يعجب مما يصنع ، فلما اشتدت الحرب أقدم فرسه حتى قتل ، وأتبعه رجل من أصحاب أمير المؤمنين عليه‌السلام فوجده صريعا ، ووجد دابته ، ووجد سيفه في ذراعه ، فلما انقضت الحرب أتي أمير المزمنين عليه‌السلام بدابته وسلاحه وصلى عليه أمير المؤمنين عليه‌السلام وقال عليه‌السلام : هذا والله السعيد حقا ، فترحموا على أخيكم.

٩٧٥ / ٣٢ ـ وبالاسناد ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن الحسين بن يزيد النوفلي ، عن إسماعيل بن أبي زياد السكوني ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه عليهما‌السلام : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله صلى على سعد بن معاذ ، وقال : لقد وافى من الملائكة للصلاة عليه تسعون ألف ملك وفيهم جبرئيل يصلون عليه. فقلت : يا جبرئيل ، بما استحق صلاتكم عليه؟ فقال : بقراءة ( قل هو الله أحد ) قائما وقاعدا وراكبا وماشيا وذاهبا وجائيا.

٩٧٦ / ٣٣ ـ وبالاسناد ، قال : حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل ، قال : حدثنا محمد بن يحيى العطار ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي ، عن داود بن سرحان ، قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : لا ينبغي للمرأة أن تعطل نفسها ، ولو أن تعلق في عنقها قلادة ، ولا ينبغي أن تدع يدها من الخضاب ، ولو أن تمسها بالحناء مسا ، وإن كانت مسنة.

٩٧٧ / ٣٤ ـ وبالاسناد ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي ، عن المفضل بن عمر ، عن جابر بن يزيد ، عن أبي جعفر الباقر عليه‌السلام ، قال : إذا كان حين يبعث الله ( تعالى ) الخلق اتي بالأيام تعرفها الخلائق باسمها وحليتها ، يقدمها يوم الجمعة له نور ساطع تتبعه سائر الأيام ، كأنها عروس كريمة ذات وقار ، تهدى إلى ذي حلم ويسار ، ثم يكون يوم الجمعة شاهدا وحافظا لمن سارع إلى الجمعة ، ثم يدخل المؤمنون الجنة على قدر سعيهم إلى الجمعة.

٩٧٨ / ٣٥ ـ وبالاسناد ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار ، قال :

٤٣٧

حدثنا سعد بن عبد الله ، قال : حدثنا محمد بن الحسين بن أبو الخطاب ، قال : حدثنا جعفر بن بشير البجلي ، عن أبان ، عن عبد الرحمن بن أعين ، عن أبي جعفر الباقر عليه‌السلام إنه قال : لقد غفر الله ( تعالى ) لرجل من أهل البادية بكلمتين دعا بهما فقيل : وما هما؟ قال ( اللهم إن تعذبني فأهل ذلك أنا ، وإن تغفر لي فأهل ذلك أنت ) فغفر الله له.

٩٧٩ / ٣٦ ـ وبالاسناد ، قال : حدثنا محمد بن علي ماجيلويه ، عن عمه محمد ابن أبي القاسم ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن عبد الله بن المغيرة ومحمد بن سنان ، عن طلحة بن زيد ، عن أبي عبد الله الصادق عليه‌السلام ، قال : كان أبي عليه‌السلام يقول : ما من شئ أفسد للقلب من الخطيئة ، إن القلب ليواقع الخطيئة ، فما تزال به حتى تغلب عليه فيصير أسفله أعلاه وأعلاه أسفله.

٩٨٠ / ٣٧ ـ وبالاسناد ، قال : حدثني أبي رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن محمد بن خالد ، عن أحمد بن النضر الخزاز ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : كان غلام من اليهود يأتي النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله كثيرا حتى استخفه ، وربما أرسله في حاجة ، وربما كتب له الكتاب إلى قوم ، فافتقده أياما فسأل عنه ، فقال له قائل : تركته في آخر يوم من أيام الدنيا؟ فأتاه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في ناس من أصحابه ، وكان له عليه‌السلام بركة لا يكاد يكلم أحدا إلا أجابه ، فقال : يا غلام ففتح عينيه ، وقال : لبيك يا أبا القاسم. قال : قل ( أشهد أن لا إله إلا الله وأني محمدا رسول الله ) فنظر الغلام إلى أبيه ، فلم يقل له شيئا ، ثم ناداه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ثانية وقال له مثل قوله الأول ، فالتفت الغلام إلى أبيه فلم يقل له شيئا ، ثم ناداه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ثالثة فالتفت الغلام إلى أبيه فقال : إن شئت فقل وإن شئت فلا. فقال الغلام ( أشهد أن لا إله إلا الله ، وأنك رسول لله ) ومات مكانه. فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لأبيه اخرج عنا. ثم قال عليه‌السلام لأصحابه : غسلوه وكفنوه وآتوني به لأصلي عليه ، ثم خرج وهو يقول : الحمد لله الذي أنجى بي اليوم نسمة من النار.

٤٣٨

٩٨١ / ٣٨ ـ وبالاسناد ، قال : حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس ، قال : حدثنا أبي ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن علي بن الحكم ، عن إسماعيل المنقري ، عن جده زياد بن أبي زياد ، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهما‌السلام ، قال : من أكل الطين فإن الحكة تقع في بدنه ، ويهيج عليه داء السوء ، ويذهب بالقوة عن ساقيه وقدميه ، وما نقص من عمله فيما بينه وبين صحته قبل أن يأكله خوسب عليه وعذب عليه.

٩٨٢ / ٣٩ ـ وبالاسناد ، قال : حدثنا جعفر بن علي بن الحسن بن علي بن عبد الله ابن المغيرة الكوفي ، قال : حدثنا جدي الحسن بن علي ، عن جده عبد الله بن المغيرة ، عن إسماعيل بن مسلم ، عن الصادق جعفر بن محمد ، عن أبيه عليهما‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أربع لا يدخل واحدة منهن بيتا إلا خرب ولم يعمر : الخيانة ، والسرقة ، وشرب الخمر ، والزنا.

٩٨٣ / ٤٠ ـ وبالاسناد ، قال : حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رحمه‌الله قال : حدثنا أبي ، عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن عمرو بن عثمان ، عن محمد بن عذافر ، عن أبي حمزة ، عن علي بن الحزور ، عن القاسم عن أبي سعيد ، قال : أتت فاطمة ( صلوات الله عليها ) ذات يوم أبيها صلى‌الله‌عليه‌وآله فذكرت عنده ضعف الحال فقال لها : أما تدرين ما منزلة علي عندي؟ كفاني أمري وهو ابن اثنتي عشرة سنة ، وضرب بين يدي بالسيف وهو ابن ست عشرة سنة ، وقتل الابطال وهو ابن تسعة عشر سنة ، وفرج همومي وهو ابن عشرين سنة ، وقلع باب خيبر وهو ابن اثنتين وعشرين سنة ، وكان لا يقلعه خمسون رجلا.

قال : فأشرق لون فاطمة عليه‌السلام ولم تقر قدما على الأرض حتى أتت عليا عليه‌السلام فأخبرته. فقال : كيف ولو حدثك بفضل علي كله!

٩٨٤ / ٤١ ـ وبالاسناد ، قال : حدثنا محمد بن أحمد ، عن عمر بن علي بن عمر ابن يزيد ، عن عنه محمد بن عمر ، عن أبيه ، عن أبي عبد الله الصادق عليه‌السلام عن

٤٣٩

آبائه عليهم‌السلامقال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من وصل أحدا من أهل بيتي في دار الدنيا بقيراط ، كافيته يوم القيامة بقنطار.

٩٨٥ / ٤٢ ـ وبالاسناد ، قال : حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل ، قال : حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن خالد بن جرير ، عن أبي الربيع ، عن أبي عبد الله الصادق عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا ينال شفاعتي غدا من أخر المفروضة بعد وقتها.

٩٨٦ / ٤٣ ـ وبالاسناد ، قال : حدثنا الحسين بن إبراهيم بن ناتانه ، قال : حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن محمد بن عيسى بن عبيد الله اليقطيني ، عن زكريا المؤمن ، عن داود بن النعمان ، عن عبد الرحمن بن سيابة ، عن ناجية ، قال : قال أبو جعفر الباقر عليه‌السلام : إذا صليت العصر يوم الجمعة فقل : ( اللهم صل على محمد وآل محمد الأوصياء المرضيين بأفضل صلواتك ، وبارك عليهم بأفضل بركاتك ، والسلام عليه وعليهم وعلى أرواحهم وأجسادهم ورحمة الله وبركاته ) ، فإنه من قالها بعد العصر ، كتب الله له مائة ألف حسنة ، ومحا عنه مائة ألف سيئة ، وقضى له بها مائة ألف حاجة ، ورفع له بها مائة ألف درجة.

٩٨٧ / ٤٤ ـ وبالاسناد ، قال : حدثنا الحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المؤدب ، قال : حدثنا أبو العباس أحمد بن يحيى بن زكريا القطان ، قال : حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب ، قال : حدثنا تميم بن بهلول ، قال : حدثنا جعفر بن عثمان الأحول ، قال : حدثنا سليمان بن مهران ، قال : دخلت على الصادق جعفر بن محمد عليهما‌السلام وعنده نفر من الشيعة وهو يقول : معاشر الشيعة ، كونوا لنا زينا ، ولا تكونوا لنا شينا ، قولوا للناس حسنا ، واحفظوا ألسنتكم وكفوها عن الفضول ، وقبيح القول.

٩٨٨ / ٤٥ ـ وبالاسناد ، قال : حدثنا أبي ، ومحمد بن موسى بن المتوكل ، ومحمد بن علي ماجيلويه ، وأحمد بن علي بن إبراهيم بن ناتانه رضي‌الله‌عنه ، قالوا : حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبي هدبة ، عن أنس بن مالك ، قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : طوبى لمن رآني ، وطوبى لمن رأى من رآني ، وطوبى لمن رأى من

٤٤٠