الأمالي

أبي جعفر محمّد بن الحسن بن علي بن الحسن الطّوسي [ شيخ الطائفة ]

الأمالي

المؤلف:

أبي جعفر محمّد بن الحسن بن علي بن الحسن الطّوسي [ شيخ الطائفة ]


المحقق: مؤسسة البعثة
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الثقافة للطباعة والنشر
الطبعة: ١
الصفحات: ٨٨٨

[١٣]

المجلس الثالث عشر

فيه بقية أحاديث الحفار ، وفيه أحاديث ابن الحمامي المقرئ ،

وفيه بعض أحاديث أبي الحسن محمد بن محمد بن محمد بن مخلد.

بسم الله الرحمن الرحيم

٧٥٠ / ١ ـ أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفار ، قال : أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن علي بن علي الدعبلي ، قال : حدثني أبي أبو الحسن علي بن علي ابن رزين بن عثمان بن عبد الرحمن بن عبد الله بن بديل بن ورقاء أخو دعبل بن علي الخزاعي رضي‌الله‌عنه ببغداد سنة اثنتين وسبعين ومائتين ، قال : حدثنا سيدي أبو الحسن علي بن موسى الرضا بطوس سنة ثمان وتسعين ومائة ، وفيها رحلنا إليه على طريق البصرة ، وصادفنا عبد الرحمن بن مهدي عليلا ، فأقمنا عليه أياما ، ومات عبد الرحمن بن مهدي وحضرنا جنازته ، وصلى عليه إسماعيل بن جعفر ، ورحلنا إلى سيدي أنا وأخي دعبل ، فأقمنا عنده إلى آخر سنة مائتين ، وخرجنا إلى قم.

قال : حدثني أبي موسى بن جعفر ، قال : حدثنا أبي جعفر بن محمد ، قال : حدثنا أبي محمد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن علي عليه‌السلام ، عن النزال بن سبرة ، عن علي بن أبي طالب عليه‌السلام أنه قال : من أكل إحدى وعشرين زبيبة حمراء ، لم ير في جسده شيئا يكرهه.

٣٦١

٧٥١ / ٢ ـ وبهذا الاسناد ، عن علي بن أبي طالب عليه‌السلام أنه قال : إن الزبيب يشد القلب ، ويذهب بالمرض ، ويطفئ الحرارة ، ويطيب النفس.

٧٥٢ / ٣ ـ وبهذا الاسناد ، عن علي بن الحسين ، عن عمه الحسن بن علي ، قال : سمعت عمر بن الخطاب يقول : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول في علي بن أبي طالب خصال لأن يكون في إحداهن أحب إلي من الدنيا وما فيها؟ سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول لعلي بن أبي طالب : اللهم ارحمه وترحم عليه ، وانصره وانتصر به ، وأعنه واستعن به ، فإنه عبدك وكتيبة رسولك.

٧٥٣ / ٤ ـ وبهذا الاسناد ، عن علي بن أبي طالب عليه‌السلام أنه قال : أطعموا صبيانكم الرمان ، فإنه أسرع لألسنتهم.

٧٥٤ / ٥ ـ وبهذا الاسناد ، عن علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : احفظوني في عمي العباس ، فإنه بقية آبائي.

٧٥٥ / ٦ ـ وبهذا الاسناد ، عن علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يعجبه الدباء (١) ويلتقطه من الصحفة (٢).

٧٥٦ / ٧ ـ وبهذا الاسناد ، عن علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، قال : إن الدباء يزيد في العقل.

٧٥٧ / ٨ ـ وبهذا الاسناد ، عن الحسين بن علي عليه‌السلام قال : سمعت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام وسئل عن القرع أيذبح؟ فقال : ليس بشئ يذكى ، فكلوا القرع ولا تذبحوه ، ولا يستفزنكم الشيطان.

٧٥٨ / ٩ ـ وبهذا الاسناد ، قال : قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام : الفجل أصله يقطع البلغم ، ويهضم الطعام ، وورقه يحدر البول.

٧٥٩ / ١٠ ـ وبهذا الاسناد ، عن علي أمير المزمنين عليه‌السلام أن رسول

__________________

(١) الدباء : القرع.

(٢) الصحفة : القصعة.

٣٦٢

الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : ما من صباح إلا ويقطر على الهندباء قطرة من الجنة ، فكلوه ولا تنفضوه.

٧٦٠ / ١١ ـ وبهذا الاسناد ، عن محمد بن علي عليه‌السلام ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري ، قال. إني لأدناهم من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في حجة الوداع بمنى ، فقال : لأعرفنكم ترجعون بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض ، وأيم الله لئن فعلتموها لتعرفني في الكتيبة التي تضاربكم ، ثم التفت إلى خلفه فقال : أو علي أو علي ، ثلاثا ، فرأينا أن جبرئيل عليه‌السلام غمزه وأنزل الله ( عزوجل ) : ( فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون ) (١) بعلي ( أو نرينك الذي وعدناهم فإنا عليهم مقتدرون ) (٢) ثم نزلت : ( قل رب إما تريني ما يوعدون * رب فلا تجعلني في القوم الظالمين * وإنا علي أن نريك ما نعدهم لقادرون * ادفع بالتي هي أحسن ) (٣) ثم نزلت : ( فاستمسك بالذي أوحى إليك ) من أمر علي بن أبي طالب ( إنك على صراط مستقيم ) (٤) وإن عليا لعلم للساعة و ( لك ولقومك وسوف تسألون ) (٥) عن محبة علي بن أبي طالب.

٧٦١ / ١٢ ـ وبهذا الاسناد ، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : علي بن أبي طالب محنة للعالم ، به يميز الله المنافقين من المؤمنين.

٧٦٢ / ١٣ ـ وبهذا الاسناد ، عن علي أمير المؤمنين عليه‌السلام : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله تلا هذه الآية ( لا يستوى أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون ) (٦) فقال : أصحاب الجنة من أطاعني ، وسلم لعلي بن أبي طالب

__________________

(١) سورة الزخرف ٤٣ : ٤١.

(٢) سورة الزخرف ٤٣ : ٤٢.

(٣) سورة المؤمنون ٢٣ : ٩٣ ـ ٩٦.

(٤) سورة الزخرف ٤٣ : ٤٣.

(٥) سورة الزخرف ٤٣ : ٤٤.

(٦) سورة الحشر ٥٩ : ٢٠.

٣٦٣

بعدي ، وأقر بولايته.

فقيل. وأصحاب النار؟ قال. من سخط الولاية ، ونقض العهد ، وقاتله بعدي.

٧٦٣ / ١٤ ـ وبهذا الاسناد ، عن علي عليه‌السلام ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : أنه تلا هذه الآية ( فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ) (١) قيل : يا رسول الله من أصحاب النار؟ قال : من قاتل عليا بعدي ، أولئك هم أصحاب النار مع الكفار فقد كفروا بالحق لما جاءهم ، ألا وإن عليا مني فمن حاربه فقد حاربني وأسخط ربي ، ثم دعا عليا عليه‌السلام فقال : يا علي حربك حربي ، وسلمك سلمي ، وأنت العلم فيما بيني وبين أمتي بعدي.

٧٦٤ / ١٥ ـ وبهذا الاسناد ، قال : خطب الناس أمير المؤمنين عليه‌السلام بالكوفة ، فقال : معاشر الناس ، إن الحق قد غلبه الباطل ، وليغلبن الباطل عما قليل ، أين أشقاكم ـ أو قال : شقيكم ، شك أبي ، هذا قول أبي رضي‌الله‌عنه ـ فوالله ليضربن هذه فليخضبنها من هذه. وأشار بيده إلى هامته ولحيته.

٧٦٥ / ١٦ ـ وبهذا الاسناد ، عن علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، أنه قال : ألا إنكم ستعرضون على سبي ، فإن خفتم على أنفسكم فسبوني ، ألا ، وإنكم ستعرضون على البراءة مني ، فلا تفعلوا فإني على الفطرة.

٧٦٦ / ١٧ ـ وبهذا الاسناد ، عن علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، في قوله ( فمن أظلم ممن كذب على الله وكذب بالصدق إذ جاءه ) (٢) قال : الصدق ولايتنا أهل البيت.

٧٦٧ / ١٨ ـ وبالاسناد ، عن أمير المؤمنين عليه‌السلام ، أنه قال : أحبب حبيبك هونا ما ، فعسى أن يكون بغيضك يوما ما ، وابغض بغيضك هونا ما فعسى أن يكون حبيبك يوما ما.

__________________

(١) سورة البقرة ٢ : ٢٧٥.

(٢) سورة الزمر ٣٩ : ٣٢.

٣٦٤

٧٦٨ / ١٩ ـ وبهذا الاسناد ، عن علي بن الحسين عليهما‌السلام قال : لما ضرب ابن ملجم ( لعنه الله ) أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، وكان معه آخر فوقعت ضربته على الحائط ، وأما ابن ملجم فضربه فوقعت الضربة وهو ساجد على رأسه على الضربة التي كانت ، فخرج الحسن والحسين عليه‌السلام وأخذا ابن ملجم وأوثقاه ، واحتمل أمير المؤمنين ، فأدخل داره ، فقعدت لبابة عند رأسه ، وجلست أم كلثوم عند رجليه ، ففتح عينيه فنظر إليهما ، فقال : الرفيق الاعلى خير مستقرا وأحسن مقيلا ، ضربة بضربة أو العفو إن كان ذلك. ثم عرق ثم أفاق ، فقال : رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يأمرني بالرواح إليه عشاء ، ثلاث مرات.

٧٦٩ / ٢٠ ـ وبهذا الاسناد ، عن أمير المؤمنين عليه‌السلام ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من سب نبيا من الأنبياء فاقتلوه ، ومن سب وصيا فقد سب نبيا.

٧٧٠ / ٢١ ـ وبهذا الاسناد؟ عن علي بن الحسين عليه‌السلام : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : سنوا بهم سنة أهل الكتاب ، يعني المجوس.

٧٧١ / ٢٢ ـ وبهذا الاسناد ، عن الحسين بن علي عليه‌السلام ، قال : أتى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام أصحاب القمص فساوم شيخا منهم ، فقال : يا شيخ بعني قميصا بثلاثة دراهم. فقال الشيخ : حبا وكرامة ، فاشترى منه قميصا بثلاثة دراهم فلبسه ما بين الرسغين إلى الكعبين ، وأتى المسجد فصلى فيه ركعتين ، ثم قال : الحمد لله الذي رزقني من الرياش ما أتجمل به في الناس ، وأؤدي فيه فريضتي ، وأستر به عورتي.

فقال له رجل : يا أمير المؤمنين ، أعنك نروي هذا أو شئ سمعته من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله؟ قال : بل شئ سمعته من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول ذلك عند الكسوة (١).

٧٧٢ / ٢٣ ـ وبهذا الاسناد ، عن علي عليه‌السلام ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله :

__________________

(١) يأتي نحوه في الحديث : ٨٤٩.

٣٦٥

علي سيد العرب. فقالت امرأة من نسائه : ألست أنت سيد العرب؟ فقال : اسكتي ، أنا سيد ولد آدم ، وعلي بن أبي طالب سيد العرب.

٧٧٣ / ٢٤ ـ وبهذا الاسناد ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لأم سلمة : اشهدي علي أن عليا يقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين.

٧٧٤ / ٢٥ ـ وبهذا الاسناد ، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، أنه قال : فقيه واحد أشد على إبليس من ألف عابد.

٧٧٥ / ٢٦ ـ وبهذا الاسناد ، عن علي بن الحسين عليهما‌السلام أنه قال : بلوا جوف المحموم بالسويق والعسل ثلاث مرات ، ويحول من إناء إلى إناء ويسقى المحموم فإنه يذهب بالحمى الحارة ، وإنما عمل بالوحي.

٧٧٦ / ٢٧ ـ وبهذا الاسناد ، عن علي بن أبي طالب عليه‌السلام أنه قال : من أفضل سحور الصائم السويق بالتمر.

٧٧٧ / ٢٨ ـ وبهذا الاسناد ، عن علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : المؤمن لين هين سمح له خلق حسن ، والكافر فظ غليظ له خلق سيئ وفيه جبرية.

٧٧٨ / ٢٩ ـ وبهذا الاسناد ، عن علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يقول الله ( عزوجل ) : من آمن بي وبنبيي ، وتولى عليا ، أدخلته الجنة على ما كان من عمله (١).

٧٧٩ / ٣٠ ـ وبهذا الاسناد ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أربعة أنا لهم شفيع يوم القيامة : المكرم لذريتي من بعدي ، والقاضي لهم حوائجهم ، والساعي لهم في أمورهم عند اضطرارهم إليه ، والمحب لهم بقلبه ولسانه (٢).

٧٨٠ / ٣١ ـ وبهذا الاسناد ، عن الحسين بن علي عليه‌السلام ، قال : أدخل على

__________________

(١) يأتي نحوه في الحديث : ٨١٦.

(٢) تقدم نحوه في الحديث : ٥٣٥.

٣٦٦

أختي سكينة بنت علي عليه‌السلام ، خادم فغطت رأسها منه ، فقيل لها : إنه خادم. قالت : هو رجل ، ـ منع شهوته ـ!

٧٨١ / ٣٢ ـ وبهذا الاسناد ، عن علي بن الحسين عليه‌السلام ، قال : حدثتني أسماء بنت عميس الخثعمية ، قالت : قبلت جدتك فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بالحسن والحسين عليه‌السلام. قالت : فلما ولدت الحسن عليه‌السلام جاء النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : يا أسماء هاتي ابني ، قالت : فدفعته إليه في خرقة صفراء ، فرمى بها وقال : ألم أعهد إليكن ألا تلفوا المولود في خرقة صفراء؟ ودعا بخرقة بيضاء فلفه فيها ، ثم أذن في أذنه اليمنى ، وأقام في أذنه اليسرى ، وقال لعلي عليه‌السلام : بم سميت ابنك هذا؟ قال : ما كنت لأسبقك باسمه يا رسول الله. قال : وأنا ما كنت لأسبق ربي ( عزوجل ). قال : فهبط جبرئيل. فقال : إن الله ( عزوجل ) يقرأ عليك السلام ، ويقول لك : يا محمد ، علي منك بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدك ، فسم ابنك باسم ابن هارون. قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله. يا جبرئيل ، وما اسم ابن هارون؟ قال جبرئيل : شبر قال : وما شبر؟ قال : الحسن. قالت أسماء : فسماه الحسن.

قالت أسماء : فلما ولدت فاطمة الحسين عليه‌السلام نفستها به ، فجاءني النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : هلمي ابني يا أسماء؟ فدفعته إليه في خرقة بيضا ، ففعل به كما فعل بالحسن عليه‌السلام ، قالت : وبكى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ثم قال : إنه سيكون لك حديث ، اللهم العن قاتله ، لا تعلمي فاطمة بذلك. قالت : فلما كان يوم سابعه جاءني النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : هلمي ابني ، فأتيته به ، ففعل به كما فعل بالحسن عليه‌السلام ، وعق عنه كما عق عن الحسن كبشا أملح ، وأعطى القابلة رجلا ، وحلق رأسه ، وتصدق بوزن الشعر ورقا (١) ، وخلق رأسه بالخلوق (٢) ، وقال : إن الدم من فعل الجاهلية. قالت : ثم وضعه في حجره ، ثم قال : يا أبا عبد الله ، عزيز علي ثم بكى

__________________

(١) الورق : الفضة.

(٢) الخلوق : ضرب من الطيب ، أعظم أجزائه الزعفران.

٣٦٧

فقلت : بأبي أنت وأمي فعلت في هذا اليوم وفي اليوم الأول ، فما هو؟ فقال : أبكي على ابني هذا ، تقتله فئة باغية كافرة من بني أمية ، لا أنالهم الله شفاعتي يوم القيامة ، يقتله رجل يثلم الدين ويكفر بالله العظيم ، ثم قال : اللهم إني أسألك فيهما ما سألك إبراهيم في ذريته ، اللهم أحبهما ، وأحب من يحبهما ، والعن من يبغضهما ملء السماء والأرض.

٧٨٢ / ٣٣ ـ وبهذا الاسناد ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في قوله ( عزوجل ) : ( ألقيا في جهنم كل كفار عنيد ) (١) قال : نزلت في وفي علي بن أبي طالب ، وذلك أنه إذا كان يوم القيامة شفعني ربي وشفعك يا علي ، وكساني وكساك يا علي ، ثم قال لي ولك يا علي : ألقيا في جهنم كل من أبغضكما ، وأدخلا الجنة كل من أحبكما ، فإن ذلك هو المؤمن.

٧٨٣ / ٣٤ ـ وبهذا الاسناد ، عن علي بن الحسين عليه‌السلام ، عن أم سلمة ، قالت : نزلت هذه الآية في بيتي وفي يومي ، كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عندي فدعا عليا وفاطمة والحسن والحسين عليه‌السلام وجاء جبرئيل عليه‌السلام فمد عليهم كساء فدكيا ، ثم قال : اللهم هؤلاء أهل بيتي ، اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا. قال جبرئيل : وأنا منكم يا محمد. فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : وأنت منا جبرئيل. قالت أم سلمة : فقلت : يا رسول الله ، وأنا من أهل بيتك ، وجئت لأدخل معهم. فقال : كوني مكانك يا أم سلمة ، إنك إلى خير ، أنت من أزواج نبي الله. فقال جبرئيل : اقرأ يا محمد ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) (٢) في النبي وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليه‌السلام.

٧٨ / ٣٥ ـ وبهذا الاسناد ، عن أمير المؤمنين عليه‌السلام ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا كان يوم القيامة ، وفرغ الله من حساب الخلائق ، دفع

__________________

(١) سورة ق ٥٠ : ٢٤.

(٢) الأحزاب ٣٣ : ٣٣.

٣٦٨

الخالق ( عزوجل ) مفاتيح الجنة والنار إلي فأدفعها إليك ، فيقول لك : احكم. قال علي عليه‌السلام : والله إن للجنة أحدا وسبعين بابا ، يدخل من سبعين منها شيعتي وأهل بيتي ، ومن باب واحد سائر الناس.

٧٨٥ / ٣٦ ـ وبهذا الاسناد ، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، أنه قال : أربعة نزلت من الجنة : العنب الرازقي ، والرطب المشاني (١) ، والرمان الإملاسي (٢) ، والتفاح الشعشعاني ـ يعني الشامي ـ وفي خبر آخر : والسفرجل.

٧٨٦ / ٣٧ ـ وبهذا الاسناد ، عن محمد بن علي عليه‌السلام ، قال : إن الأترج لثقيل ، فإذا أكل فإن الخبز (٣) اليابس يهضمه من المعدة.

٧٨٧ / ٣٨ ـ وبهذا الاسناد ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما من رمانة إلا وفيها حبة من الجنة ، قال : فأنا أحب ألا أترك منها شيئا.

٧٨٨ / ٣٩ ـ وبهذا الاسناد ، عن أمير المؤمنين عليه‌السلام ، أنه قال : أربعة من قصور الجنة في الدنيا : المسجد الحرام ، ومسجد الرسول ، ومسجد بيت المقدس ، ومسجد الكوفة.

٧٨٩ / ٤٠ ـ وبهذا الاسناد ، عن أمير المؤمنين عليه‌السلام ، أنه قال : الايمان إقرار باللسان ، ومعرفة بالقلب ، وعمل بالجوارح.

٧٩٠ / ٤١ ـ وبهذا الاسناد ، عن علي بن الحسين عليه‌السلام ، أنه قال : شيئان ما دخلا جوفا قط إلا أفسداه ، وشيئان ما دخلا جوفا قط إلا أصلحاه : فاما اللذان يصلحان جوف ابن آدم فالرمان والماء الفاتر ، وأما اللذان يفسدان فالجبن والقديد.

٧٩١ / ٤٢ ـ وبهذا الاسناد ، قال : قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا خير في علم إلا لمستمع واع ، وعالم

__________________

(١) يقال : رطب مشان ، بالإضافة : وهو ضرب من الرطب طيب. ومشان : بليدة قريبة من البصرة.

(٢) الرمان الإملاسي : حلو طيب لا عجم له.

(٣) في نسخة : الجبن.

٣٦٩

ناطق.

٧٩٢ / ٤٣ ـ وبهذا الاسناد ، قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : خير نسائكم الخمس فقيل : ما الخمس؟ قال : الهينة ، اللينة ، المؤاتية ، التي إذا غضب زوجها لم تكتحل عينها بغمض حتى يرضى ، والتي إذا غاب زوجها حفظته في غيبته ، فتلك عاملة من عمال الله ، وعامل الله لا يخيب.

٧٩٣ / ٤٤ ـ وبهذا الاسناد ، قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : النساء أربع : جامع مجمع ، وربيع مربع ، وكرب مقمع ، وغل قمل ، يجعله الله في عنق من يشاء ، وينتزعه منه إذا شاء.

٧٩٤ / ٤٥ ـ وبهذا الاسناد ، عن محمد بن علي عليهما‌السلام ، أنه قال : ( أنفقوا مما رزقناكم ) (١) قال : مما رزقكم الله على ما فرض الله عليكم فيما ملكت أيمانكم ، واتقوا الله في الضعيفين ـ يعني النساء واليتيم ـ وإنما هم عورة.

٧٩٥ / ٤٦ ـ وبهذا الاسناد : أن امرأة سألت أبا جعفر عليه‌السلام فقالت : أصلحك الله إني متبتلة. قال لها : وما التبتل عندك؟ قالت : لا أريد التزويج أبد. قال : ولم؟ قالت : ألتمس في ذلك الفضل. فقال : انصرفي ، فلو كان في ذلك فضل لكانت فاطمة عليها‌السلام أحق به منك ، إنه ليس أحد يسبقها إلى الفضل.

٧٩٦ / ٤٧ ـ وبهذا الاسناد ، عن أبي جعفر عليه‌السلام أنه قال لخيثمة : أبلغ شيعتنا أنه لا ينال ما عند الله إلا بالعمل ، وأبلغ شيعتنا أن أعظم الناس حسرة يوم القيامة من وصف عدلا ثم خالفه إلى غيره ، وأبلغ شيعتنا أنهم إذا قاموا بما أمروا أنهم هم الفائزون يوم القيامة.

٧٩٧ / ٤٨ ـ وبهذا الاسناد ، عن أمير المؤمنين عليه‌السلام : لا ترفعوا الطست حتى تنطف (٢) ، اجمعوا وضوءكم جمع الله شملكم.

__________________

(١) سورة البقرة ٢ : ٢٥٤.

(٢) أي تمتلئ فيسيل منها الماء.

٣٧٠

٧٩٨ / ٤٩ ـ وبهذا الاسناد ، عن محمد بن علي عليهما‌السلام ، أنه قال : إذا أصبحت فقل : ( اللهم اجعل لي سهما وافرا في كل حسنة أنزلتها من السماء إلى الأرض في هذا اليوم ، واصرف عني كل مصيبة أنزلتها من السماء إلى الأرض في هذا اليوم ، وعافني من طلب ما لم يقدر لي من رزق ، وما قدرت لي من رزق فسقه إلي في يسر منك وعافية آمين ) ، ثلاث مرات.

٧٩٩ / ٥٠ ـ وبهذا الاسناد ، عن موسى بن جعفر ، قال : سمعت أبي جعفر بن محمد عليه‌السلام يقول إذا أمسى : ( أمسينا وأمسى الملك لله الواحد القهار ، والحمد لله رب العالمين الذي أذهب بالنهار وجاء بالليل ونحن في عافية منه ، اللهم هذا خلق جديد قد غشانا ، فما عملت فيه من خيبر فسهله وقيضه واكتبه أضعافا مضاعفة وما عملت فيه من شر فتجاوز عنه برحمتك ، أمسيت لا أملك ما أرجو ، ولا أدفع شر ما أخشى ، أمسى الامر لغيري ، وأمسيت مرتهنا بكسبي ، وأمسيت لا فقير أفقر مني ، فلتسع لفقري من سعتك مما كتبت على نفسك التقوى ما أبقيتني ، والكرامة إذا توفيتني ، والصبر على ما ابتليتني ، والبركة فيما رزقتني ، والعزم على طاعتك فيما بقي من عمري ، والشكر لك فيما أنعمت به علي ).

وقال : إذا خرجت من منزلك فقل : ( بسم الله ، توكلت على الله ، ما شاء الله ، لا قوة إلا بالله ، اللهم إني أسألك خير ما خرجت له ، وأعوذ بك من شر ما خرجت إليه ، اللهم أوسع على من فضلك ، وأتم على نعمتك ، واستعملني في طاعتك ، واجعلني راغبا فيما عندك ، وتوفني في سبيلك وعلى ملتك وملة رسولك صلى‌الله‌عليه‌وآله.

وكان يقول إذا خرج إلى الصلاة : ( اللهم إني أسألك بحق السائلين لك ، وبحق مخرجي عن هذا ، فإني لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا رياء ولا سمعة ، ولكن خرجت ابتغاء رضوانك واجتناب سخطك ، فعافني بعافيتك من النار ).

٨٠٠ / ٥١ ـ وبهذا الاسناد ، عن أمير المؤمنين عليه‌السلام ، أنه كان يوم الجمعة يخطب على المنبر ، فقال : والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ، ما من رجل من قريش جرت عليه المواسي إلا وقد نزلت فيه آية من كتاب الله ( عزوجل ) ، أعرفها كما أعرفه. فقام إليه

٣٧١

رجل فقال : يا أمير المؤمنين ، ما آيتك التي نزلت فيك؟ فقال : إذا سالت فافهم ولا عليك ألا تسال عنها غيري ، أقرأت سورة هود؟ قال : نعم يا أمير المؤمنين. قال : فسمعت الله ( عزوجل ) يقول : ( أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه ) (١)؟ قال نعم. قال : فالذي على بينة من ربه محمد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله والذي يتلوه شاهد منه ، وهو الشاهد وهو منه ، علي بن أبي طالب ، وأنا الشاهد ، وأنا منه صلى‌الله‌عليه‌وآله.

٨٠٩ / ٥٢ ـ وبهذا الاسناد ، عن أمير المؤمنين عليه‌السلام ، أنه قال : تعطروا بالاستغفار لا تفضحكم روائح الذنوب.

٨٠٢ / ٥٣ ـ أخبرنا الحفار ، قال : حدثنا أبو القاسم الدعبلي ، قال : حدثنا أبي قال : حدثنا أخي دعبل بن علي ، قال : حدثنا محمد بن إسماعيل وسعيد بن سفيان الأسلمي ، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد ، عن أبيه عليهما‌السلام ، عن عبد الله بن جعفر ابن أبي طالب رضي‌الله‌عنه : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : إن الله مع الدائن حتى يقضي دينه ، ما لم يكن في أمر يكرهه الله.

قال : وكان عبد الله بن جعفر يقول لجاريته : اذهبي فخذي لي بدين ، فإني أكره أن أبيت ليلة إلا والله معي بعد الذي سمعته من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله

٨٠٣ / ٥٤ ـ أخبرنا الحفار ، قال : حدثنا أبو القاسم الدعبلي ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا أخي دعبل ، قال : حدثنا محمد بن سلامة الشامي ، عن زرارة بن أعين ، عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما‌السلام ، عن ابن عباس ، وعن محمد ، عن أبيه ، عن جده عليه‌السلام ، قال : ذكرت الخلافة عند أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام فقال :

( والله لقد تقمصها ابن أبي قحافة ، وإنه ليعلم أن محلي منها محل القطب من الرحا ، ينحدر عني السيل ، ولا يرقى إلي الطير ، ولكني سدلت دونها ثوبا ، وطويت

__________________

(١) سورة هود ١١ : ١٧.

٣٧٢

عنها كشحا ، وقد طفقنا عنها برهة بين أن أصول بيد جذاء أو أصبر على طخية (١) عمياء يرضع فيها الصغير ويدب فيها الكبير.

فرأيت الصبر على هاتا أحجى (٢) ، فصبرت وفي العين قذى ، وفي الحلق شجا ، بين أن أرى تراث محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله نهبا. إلى أن حضرته الوفاة فادلى بها إلى عمر ، فيا عجبا! بينا هو يستقيلها في حياته ، إذ عهد بها وعقدها لآخر بعد وفاته! لشد ما شاطرا ضرعيها ، ثم تمثل :

شتان ما يومي على كورها

ويوم حيان أخي جابر

فعقدها والله في ناحية خشناء ، يخشن مسها ويغلظ كلمها (٣) ، ويكثر العثار والاعتذار فيها ، صاحبها منها كراكب الصعبة ، إن أشنق لها (٤) خرم ، وإن أسلس لها عسفت به ، فمني الناس ـ لعمر الله ـ بخباط وشماس وتلون واعتراس ، إلى أن مضى لسبيله ، فجعلها شورى بين ستة زعم أني أحدهم ، فيا للشورى ولله! متى اعترض الريب في مع الأولين فأنا الآن أقرن إلى هذه النظائر! ولكني أسففت (٥) مع القوم حيث أسفوا ، وطرت مع القوم حيث طاروا ، صبرا لطول المحنة وانقضاء المدة ، فمال رجل لضغنه وأصغى آخر إلى صهره مع هن وهن (٦) ، إلى أن قام الثالث نافجا حضنيه بين نثيله (٧) ومعتلفه منها ، وأسرع معه بنو أبيه في مال الله يخضمونه خضم الإبل نبتة الربيع ، حتى انتكثت به بطانته ، وأجهز عليه عمله.

فما راعني من الناس إلا وهم رسل كعرف الضبع ، يسألوني أن أبايعهم وآبى

__________________

(١) الطخية : الظلمة.

(٢) أحجى : ألزم.

(٣) الكلم : الجرح.

(٤) أي كفها بالزمام.

(٥) أسف الطائر : دنا من الأرض.

(٦) أي مع أغراض يكره ذكرها.

(٧) النثيل : الروث.

٣٧٣

ذلك ، وانثالوا علي حتى لقد وطئ الحسنان (١) وشق عطافي ، فلما نهضت بها وبالأمر فيها نكثت طائفة ، ومرقت طائفة ، وقسط آخرون ، كأنهم لم يسمعوا الله يقول : ( تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين ) (٢) ، بلى والله لقد سمعوها ، ولكن راقتهم دنياهم وأعجبهم زبرجها.

أما والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ، لولا حضور الناصر ، ولزوم الحجة وما أخذ الله من أولياء الامر من أن لا يقاروا (٣) على كظة ظالم وسغب مظلوم ، لألقيت حبلها على غاربها ، ولسقيت آخرها بكأس أولها ، ولألفوا دنياهم أزهد عندي من عفطة عنز ).

فناوله رجل من أهل السواد كتابا فانقطع كلامه ، فما أسفت على شئ كأسفي على ما فات من كلامه ، فلما فرغ من قراءته قلت له : يا أمير المؤمنين ، لو اطردت مقالتك من حيث أفضيت إليه منها. فقال. هيهات يا بن عباس ، تلك شقشقة (٤) هدرت ثم قرت.

٨٠٤ / ٥٥ ـ أخبرنا الحفار ، قال. حدثنا الدعبلي ، قال : حدثنا أحمد بن علي الخزاز ببغداد بالكرخ بدار كعب ، قال : حدثنا أبو سهل الرفاء ، قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال الدعبلي : وحدثنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الدبري بصنعاء اليمن في سنة ثلاث وثمانين ومائتين ، قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود ، عن ابن عباس ، قال : دخلت نسوة من المهاجرين والأنصار على فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يعدنها في علتها ، فقلن لها : السلام عليك يا بنت رسول الله ، كيف أصبحت؟ فقالت : أصبحت والله عائفة لدنياكن ، قالية لرجالكن ، لفظتهم بعد إذ عجمتهم ، وسئمتهم بعد إذ سبرتهم ، فقبحا

__________________

(١) قيل : هما الابهامان.

(٢) سورة القصص ٢٨ : ٨٣.

(٣) أي يرافقوا مقرين.

(٤) الشقشقة : شئ كالرئة يخرجه البعير من فيه إذا هاج.

٣٧٤

لأفون الرأي وخطل القول وخور القناة ، و ( لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفى العذاب هم خالدون ) ، (١) ولا جرم والله لقد قلدتهم ربقتها ، وشننت عليهم عارها ، فجدعا ورغما للقوم الظالمين.

ويحهم ، أنى زحزحوها عن أبي الحسن! ما نقموا والله منه إلا نكير سيفه ، ونكال وقعه ، وتنمره في ذات الله ، وتالله لو تكافوا عليه عن زمام نبذه إليه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لاعتلقه ، ثم لسار بهم سيرا سجحا (٢) ، فإنه قواعد الرسالة ، ورواسي النبوة ، ومهبط الروح الأمين والبطين بأمر الدين في الدنيا والآخرة ( ألا ذلك هو الخسران المبين ) (٣).

والله لا يكتلم خشاشة ، ولا يتعتع راكبه ، ولأوردهم منهلا رويا فضفاضا ، تطفح ضفته ، ولأصدرهم بطانا قد خثر بهم الري غير متحل بطائل إلا بغمر الناهل وردع سورة الساغب (٤) ، ولفتحت عليهم بركات من السماء والأرض وسيأخذهم الله بما كانوا يكسبون.

فهلم فاسمع ، فما عشت أراك الدهر العجب ، وإن تعجب بعد الحادث ، فما بالهم بأي سند استندوا ، أم بأية عروة تمسكوا؟ ( لبئس ، لمولى ولبئس العشير ) (٥) وبئس للظالمين بدلا.

استبدلوا الذنابى بالقوادم ، والحرون بالقاحم ، والعجز بالكاهل ، فتعسا لقوم ( يحسبون أنهم يحسنون صنعا ) (٦) ، ( ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا

__________________

(١) سورة المائدة ٥ : ٨٠.

(٢) أي سهلا لينا ، وفي نسخة : سجسجا.

(٣) الزمر ٣٩ : ١٥.

(٤) في نسخة : شغب.

(٥) سورة الحج ٢٢ : ١٣.

(٦) سورة الكهف ١٨ : ١٠٤.

٣٧٥

يشعرون ) (١) ، ( أفمن يهدى إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدى إلا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون ) (٢)؟

لقحت فنظرة ريثما تنتج ، ثم احتلبوا طلاع القعب دما عبيطا وذعافا ممضا ، هنالك يخسر المبطلون ويعرف التالون غب ما أسس الأولون ، ثم طيبوا بعد ذلك عن أنفسكم لفتنتها ، ثم اطمئنوا للفتنة جأشا ، وأبشروا بسيف صارم وهرج دائم شامل واستبداد من الظالمين ، يدع فيئكم زهيدا ، وجمعكم حصيدا ، فيا حسرة لهم وقد عميت عليهم الأنباء ( أنلزمكموها وأنتم لها كارهون ) (٣).

٨٠٥ / ٥٦ ـ قرئ على أبي الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفار وأنا أسمع ، قيل له : حدثكم أبو القاسم إسماعيل بن علي بن علي بن رزين بن عثمان بن عبد الرحمن الخزاعي ابن أخي دعبل فأقر به ، قال : حدثني أبي علي بن علي ، قال : حدثنا أبي علي بن رزين ، عن أبيه رزين بن عثمان ، عن أبيه عثمان بن عبد الرحمن عن أبيه عبد الرحمن بن عبد الله ، عن أبيه عبد الله بن بديل بن ورقاء ، قال : سمعت أبي بديل بن ورقاء الخزاعي يقول : لما كان يوم الفتح أوقفني العباس بين يدي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال : يا رسول الله ، هذا يوم قد شرفت فيه قوما ، فما بال خالك بديل بن ورقاء وهو قعيد حيه؟ قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : احسر عن حاجبيك يا بديل؟ فحسرت عنهما وحدرت لثامي فرأى سوادا بعارضي ، فقال : كم سنوك يا بديل؟ فقلت : سبع وتسعون يا رسول الله. فتبسم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وقال : زادك الله جمالا وسوادا وأمتعك وولدك ، لكن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قد نيف على الستين ، وقد أسرع الشيب فيه ، اركب جملك هذا الأورق ، فناد في الناس : إنها أيام أكل وشرب ، وكنت جهيرا ، فرأيتني بين خيامهم ، وأنا أقول : أنا رسول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول

__________________

(١) سورة البقرة ٢ : ١٢.

(٢) سورة يونس ١٠ : ٣٥.

(٣) سورة هود ١١ : ٢٨.

٣٧٦

لكم : إنها أيام أكل وشرب ، وهي لغة خزاعة يعني الاجتماع ، ومن هاهنا قرأ أبو عمرو ( فشاربون شرب الهيم ) (١).

٨٥٦ / ٥٧ ـ أخبرنا الحفار ، قال : حدثنا إسماعيل ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا أبو مقاتل الكشي ببغداد ، قدم علينا سنة أربع وسبعين ومائتين في قطيعة الربيع ، قال : حدثنا أبو مقاتل السمرقندي ، قال : حدثنا مقاتل بن حيان ، قال : حدثنا الأصبغ بن نباتة ، عن علي بن أبي طالب عليه‌السلام قال : لنا نزلت على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : ( فصل لربك وأنحر ) (٢) قال : يا جبرئيل ، ما هذه النحيرة التي أمر بها ربي؟ قال : يا محمد ، إنها ليست نحيرة ، ولكنها رفع الأيدي في الصلاة.

٨٠٧ / ٥٨ ـ أخبرنا الحفار ، قال : حدثنا إسماعيل ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا أخي دعبل ، قال : حدثنا شعبة بن الحجاج ، عن علقمة بن مرثد ، عن سعد بن عبدة عن البراء بن عازب ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، في قوله ( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفى الآخرة ) (٣) قال : في القبر إذا سئل الموتى.

٨٠٨ / ٥٩ ـ أخبرنا الحفار ، قال : حدثنا إسماعيل ، قال : حدثنا أبو جعفر محمد ابن غالب بن حرب التمتام ، قال : حدثنا علي بن أبي طالب البزاز بالبصرة ، قال : حدثني موسى بن عمير الكوفي ، عن الحكم بن إبراهيم ، عن الأسود بن يزيد ، عن عبد الله بن مسعود ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أيما رجل أتاه الله علما فكتمه وهو يعلمه ، لقي الله ( عزوجل ) يوم القيامة ملجما بلجام من نار.

٨٠٩ / ٦٠ ـ أخبرنا الحفار ، قال : حدثنا إسماعيل ، قال : حدثنا محمد بن غالب ابن حرب التمتام ، قال : حدثنا أبو عمر الحوضي ، قال : حدثنا الحسن بن أبي جعفر ، عن معمر ، عن الزهري ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول

__________________

(١) سورة الواقعة ٥٦ : ٥٥.

(٢) سورة الكوثر ١٠٨ : ٢.

(٣) سورة إبراهيم ١٤ : ٢٧.

٣٧٧

الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : حريم البئر خمسة وعشرون ذراعا ، وحريم البئر العادية خمسون ذراعا ، وحريم عين السائحة ثلاث مائة ذراع ، وحريم بئر الزرع ست مائة ذراع.

٨١٠ / ٦١ ـ أخبرنا الحفار ، قال : حدثنا إسماعيل ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا دعبل ، قال : حدثنا مجاشع بن عمر ، عن ميسرة بن عبيد الله ، عن عبد الكريم الجزري ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس : أنه سئل عن قول الله ( عزوجل ) ( وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأخرا عظيما ) (١) قال : سأل قوم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقالوا : فيمن نزلت هذه الآية ، يا نبي الله؟ قال : إذا كان يوم القيامة عقد لواء من نور أبيض ونادى مناد : ليقم سيد المؤمنين ومعه الذين آمنوا ، فقد بعث محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فيقوم علي بن أبي طالب فيعطي الله اللواء من النور الأبيض بيده ، تحته جميع السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار ولا يخالطهم غيرهم ، حتى يجلس على منبر من نور رب العزة ، ويعرض الجميع عليه رجلا رجلا فيعطى أجره ونوره ، فإذا أتى على آخرهم قيل لهم : قد عرفتم موضعكم ومنازلكم من الجنة ، إن ربكم يقول لكم : عندي لكم مغفرة وأجر عظيم ، ـ يعني الجنة ـ فيقوم علي بن أبي طالب والقوم تحت لوائه معه حتى يدخل الجنة ، ثم يرجع إلى منبره ولا يزال يعرض عليه جميع المؤمنين ، فيأخذ نصيبه منهم إلى الجنة ، ويترك أقواما على النار ، فذلك قوله ( عزوجل ) ( والذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجرهم ونورهم ) (٢) يعني السابقين الأولين والمؤمنين وأهل الولاية له ، وقوله : ( والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم ) (٣) هم الذين قاسم عليهم النار فاستحقوا الجحيم.

٨١١ / ٦٢ ـ أخبرنا الحفار ، قال : حدثنا إسماعيل ، قال : حدثنا أبي وإسحاق بن إبراهيم الدبري ، قالا : حدثنا عبد الرزاق ، قال : حدثنا أبي ، عن مينا مولى عبد الرحمن

__________________

(١) سورة الفتح ٤٨ : ٢٩.

(٢) الذي في سورة الحديد : ١٩ ( والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم ).

(٣) سورة الحديد ٥٧ : ١٩.

٣٧٨

ابن عوف ، عن عبد الله بن مسعود ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أنا دعوة أبي إبراهيم.

فقلنا : يا رسول الله ، وكيف صرت دعوة أبيك إبراهيم؟ قال : أوحى الله ( عزوجل ) إلى إبراهيم أني جاعلك للناس إماما؟ فاستخف إبراهيم الفرح ، فقال : يا رب ، ومن ذريتي أئمة مثلي؟ فأوحى الله ( عزوجل ) إليه : أن يا إبراهيم ، إني لا أعطيك عهدا لا أفي لك به. قال : يا رب ، ما العهد الذي لا تفي لي به؟ قال : لا أعطيك لظالم من ذريتك. قال : يا رب ، ومن الظالم من ولدي الذي لا ينال عهدك؟ قال : من سجد لصنم من دوني لا أجعله إماما أبدا ، ولا يصح أن يكون إماما. قال إبراهيم : واجنبني وبني أن نعبد الأصنام ، رب إنهن أضللن كثيرا من الناس.

قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : فانتهت الدعوة إلي وإلى أخي علي لم يسجد أحد منا لصنم قط ، فاتخذني الله نبيا ، وعليا وصيا.

٨١٢ / ٦٣ ـ أخبرنا الحفار ، قال : حدثنا إسماعيل ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا أخي دعبل ، فال : حدثنا حفص بن غياث ، عن أبيه ، عن جابر وأبي موسى الأشعري وابن عباس ، قالوا : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : النجوم أمان لأهل السماء ، وأهل بيتي أمان لأمتي ، فإذا ذهبت النجوم ذهب أهل السماء ، وإذا ذهب أهل بيتي ذهب أهل الأرض.

٨١٣ / ٦٤ ـ أخبرنا الحفار ، قال : حدثنا إسماعيل ، قال : حدثنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بصنعاء اليمن سنة ست وسبعين ومائتين ، قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن الزهري ، عن عروة وأبي سلمة جميعا ، عن عائشة ، قالت : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما أسكر كثيره فالجرعة منه خمر.

٨١٤ / ٦٥ ـ أخبرنا الحفار ، قال : حدثنا إسماعيل ، قال : حدثنا أبو عبد الله محمد ابن إبراهيم بن كثير الصيرفي ببغداد بباب الشام سنة ثلاث وسبعين ومائتين ، قال : حدثنا أبو نؤاس الحسن بن هانئ ، قال : حدثنا حماد بن سلمة ، عن يزيد الرقاشي ، عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا يموتن أحدكم حتى يحسن ظنه

٣٧٩

بالله ( عزوجل ) ، فإن حسن الظن بالله ثمن الجنة.

٨١٥ / ٦٦ ـ أخبرنا الحفار ، قال : حدثنا إسماعيل بن علي الدعبلي ، قال : حدثنا محمد بن إبراهيم بن كثير ، قال : دخلنا على أبي نؤاس الحسن بن هانئ نعوده في مرضه الذي مات فيه ، فقال له عيسى بن موسى الهاشمي : يا أبا علي ، أنت في آخر يوم من أيام الدنيا ، وأول يوم من أيام الآخرة ، وبينك وبين الله هنات ، فتب إلى الله ( عزوجل ).

قال أبو نؤاس : أسندوني ، فلما استوى جالسا قال : إياي تخوف بالله ، وقد حدثني حماد بن سلمة ، عن ثابت البناني ، عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لكل نبي شفاعة ، وإني خبأت شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي يوم القيامة؟ أفترى لا أكون منهم!

٨١٦ / ٦٧ ـ أخبرنا الحفار ، قال : حدثنا إسماعيل الدعبلي ، قال : حدثنا أبي علي بن علي ، عن أبيه ، قال : حدثنا الرضا علي بن موسى ، عن أبيه ، عن آبائه عليه‌السلام ، قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يقول الله ( عزوجل ) : من آمن بي وبنبيي وبوليي ، أدخلته الجنة على ما كان من عمله (١).

انتهت أحاديث الحفار.

٨١٧ / ٦٨ ـ أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر بن حفص المقرئ المعروف بابن الحمامي قراءة عليه ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن سلمان ـ بن الحسن الفقيه قراءة عليه قال : حدثنا معاذ بن المثنى ، قال : حدثنا مسدد ، قال : حدثنا أبو عوانة ، عن سهيل ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، قال. قال رسول الله : لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله ، لا يرجع حتى يفتح الله عليه. قال عمر : ما أحببت الامارة قبل يومئذ ، فدعا عليا عليه‌السلام فبعثه ، فقال : اذهب. فقاتل : حتى يفتح الله ( عزوجل ) عليك ، ولا تلتفت؟ فمشى ساعة ـ أو قال : قليلا ـ ثم وقف ولم يلتفت ، فقال :

__________________

(١) تقدم نحوه في الحديث : ٧٧٨.

٣٨٠