الأمالي

أبي جعفر محمّد بن الحسن بن علي بن الحسن الطّوسي [ شيخ الطائفة ]

الأمالي

المؤلف:

أبي جعفر محمّد بن الحسن بن علي بن الحسن الطّوسي [ شيخ الطائفة ]


المحقق: مؤسسة البعثة
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الثقافة للطباعة والنشر
الطبعة: ١
الصفحات: ٨٨٨

وتصغيرا لهذا الرجل الذي هذه تربته ـ يعني الحسين عليه‌السلام ـ فما هو إلا أن استدخلها دبره حتى صاح : النار النار الطست الطست ، فجئناه بالطست فاخرج فيها ما ترى ، فانصرف الندماء وصار المجلس مأتما ، فأقبل علي سابور فقال : انظر هل لك فيه حيلة؟ فدعوت بشمعة ، فنظرت فإذا كبده وطحاله ورئته وفؤاده خرج منه في الطست ، فنظرت إلى أمر عظيم فقلت : ما لأحد في هذا صنع إلا أن يكون لعيسى الذي كان يحيي الموتى. فقال لي سابور : صدقت ولكن كن هاهنا في الدار إلى أن يتبين ما يكون من أمره ، فبت عندهم وهو بتلك الحال ما رفع رأسه ، فمات وقت السحر.

قال محمد بن موسى : قال لي موسى بن سريع : كان يوحنا يزور قبر الحسين عليه‌السلام وهو على دينه ، ثم أسلم بعد هذا وحسن إسلامه.

٦٥٠ / ٩٧ ـ أخبرنا ابن خشيش ، عن محمد بن عبد الله ، قال : حدثنا أبو الطيب علي بن محمد بن مخلد الجعفي الدهان بالكوفة ، قال. حدثنا أحمد بن ميثم بن أبي نعيم ، قال : حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني أملاه علي في منزله ، قال : خرجت أيام ولاية موسى بن عيسى الهاشمي في الكوفة من منزلي فلقيني أبو بكر بن عياش ، فقال لي : امض بنا يا يحيى إلى هذا ، فلم أدر من يعني ، وكنت أجل أبا بكر عن مراجعة ، وكان راكبا حمارا له ، فجعل يسير عليه وأنا أمشي مع ركابه ، فلما صرنا عند الدار المعروفة بدار عبد الله بن حازم التفت إلي فقال لي : يا بن الحماني ، إنما جررتك معي وجشمتك معي أن تمشي خلفي لأسمعك ما أقول لهذا الطاغية.

قال : فقلت : من هو ، يا أبا بكر؟ قال. هذا الفاجر الكافر موسى بن عيسى ، فسكت عنه ، ومض وأنا أتبعه حتى إذا صرنا إلى باب موسى بن عيسى وبصر به الحاجب وتبينه ، وكان الناس ينزلون عند الرحبة ، فلم ينزل أبو بكر هناك ، وكان عليه يومئذ قميص وإزار وهو محلول الإزار.

قال : فدخل على حمار ، وناداني : تعالى يا بن الحماني ، فمنعني الحاجب فزجره أبو بكر ، وقال له : أتمنعه يا فاعل وهو معي؟ فتركني ، فما زال يسير على حماره

٣٢١

حتى دخل الإيوان ، فبصر بنا موسى وهو قاعد في صدر الإيوان على سريره وبجنبي السرير رجال متسلحون وكذلك كانوا يصنعون ، فلما أن رآه موسى ، رحب به وقربه وأقعده على سريره ، ومنعت أنا حين وصلت إلى الإيوان أن أتجاوزه ، فلما استقر أبو بكر على السرير التفت فرآني حيث أنا واقف ، فناداني : تعال ويحك ، فصرت إليه ونعلي في رجلي ، وعلي قميص وإزار ، فأجلسني بين يديه ، فالتفت إليه موسى فقال : هذا رجل تكلمنا فيه؟ قال : لا ولكني جئت به شاهدا عليك. قال : في ماذا؟ قال : إني رأيتك وما صنعت بهذا القبر. قال : أي قبر؟ قال : قبر الحسين بن علي بن فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

وكان موسى قد وجه إليه من كربه وكرب جميع أرض الحائر وحرثها وزرع الزرع فيها ، فانتفخ موسى حتى كاد أن ينقد ، ثم قال : وما أنت وذا؟ قال : اسمع حتى أخبرك ، اعلم أني رأيت في منامي كأني خرجت إلى قومي بني غاضرة ، فلما صرت بقنطرة الكوفة اعترضني خنازير عشرة تريدني ، فأغاثني الله برجل كنت أعرفه من بني أسد فدفعها عني ، فمضيت لوجهي ، فلما صرت إلى شاهي ضللت الطريق ، فرأيت هناك عجوزا فقالت لي : أين تريد ، أيها الشيخ؟ قلت : أريد الغاضرية. قالت لي : تبطن (١) هذا الوادي ، فإنك إذا أتيت آخره اتضح لك الطريق.

فمضيت ففعلت ذلك فلما صرت إلى نينوى إذا أنا بشيخ كبير جالس هناك ، فقلت : من أين أنت أيها الشيخ؟ فقال لي : أنا من أهل هذه القرية. فقلت : كم تعد من السنين؟ فقال. ما أحفظ ما مض من سني وعمري ، ولكن أبعد ذكري أني رأيت الحسين بن علي عليه‌السلام ومن كان معه من أهله ومن تبعه يمنعون الماء الذي تراه ولا يمنع الكلاب ولا الوحوش شربه! فاستفظعت ذلك وقلت له : ويحك أنت رأيت هذا؟ قال : إي والذي سمك السماء ، لقد رأيت هذا أنها الشيخ وعاينته ، وإنك وأصحابك هم الذين يعينون على ما قد رأينا مما أقرح عيون المسلمين ، إن كان في

__________________

(١) تبطن الشئ : توسطه.

٣٢٢

الدنيا مسلم. فقلت : ويحك وما هو؟ قال : حيث لم تنكروا ما أجرى سلطانكم إليه. قلت : ما أجرى إليه؟ قال : أيكرب قبر ابن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وتحرث أرضه؟ قلت : وأين القبر؟ قال : ها هو ذا أنت واقف في أرضه ، فأما القبر فقد عمي عن أن يعرف موضعه.

قال أبو بكر بن عياش : وما كنت رأيت القبر قبل ذلك الوقت قط ولا أتيته في طول عمري ، فقلت : من لي بمعرفته؟ فمضى معي الشيخ حتى وقف بي على حير (١) له باب وآذن ، له إذا جماعة كثيرة على الباب فقلت للآذن : أريد الدخول على ابن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله. فقال : لا تقدر على الوصول في هذا الوقت. قلت : ولم؟ قال : هذا وقت زيارة إبراهيم خليل الله ومحمد رسول الله ومعهما جبرئيل وميكائيل في رعيل من الملائكة كثير.

قال أبو بكر بن عياش : فانتبهت وقد دخلني روع شديد وحزن وكآبة ، ومضت بي الأيام حتى كدت أن أنسى المنام ، ثم اضطررت إلى الخروج إلى بني غاضرة لدين كان لي على رجل منهم ، فخرجت وأنا لا أذكر الحديث حتى إذ صرت بقنطرة الكوفة لقيني عشرة من اللصوص ، فحين رأيتهم ذكرت الحديث ورعبت من خشيتي لهم ، فقالوا لي : الق ما معك وانج بنفسك ، وكانت معي نفيقة ، فقلت : ويحكم أنا أبو بكر بن عياش ، وإنما خرجت في طلب دين لي ، والله الله لا تقطعوني عن طلب ديني وتضروا بي في نفقتي ، فإني شديد الإضاقة ، فنادى رجل منهم : مولاي ورب الكعبة لا يعرض له. ثم قال لبعض فتيانهم : كن معه حتى تصير به إلى الطريق الأيمن.

قال أبو بكر : فجعلت أتذكر ما رأيته في المنام ، وأتعجب من تأويل الخنازير حتى صرت إلى نينوى ، فرأيت والله الذي لا إله إلا هو الشيخ الذي كنت رأيته في منامي بصورته وهيئته ، رأيته في اليقظة كما رأيته في المنام سواء ، فحين رأيته ذكرت الامر والرؤيا ، فقلت : لا إله إلا الله ما كان هذا إلا وحيا ، ثم سألته كمسألتي إياه في

__________________

(١) الحير : الحمى ، ويراد به الحائر : وهو موضع فيه مشهد الإمام الحسين عليه‌السلام سمي لتحير الماء فيه.

٣٢٣

المنام ، فأجابني ثم قال لي : امض بنا؟ فمضيت فوقفت معه على الموضع وهو مكروب ، فلم يفتني شئ في منامي إلا الآذن والحير فإني لم أر حيرا ولم أر آذنا ، فاتق الله أيها الرجل ، فإني قد آليت على نفسي ألا أدع إذاعة هذا الحديث ، ولا زيارة ذلك الموضع وقصده وإعظامه ، فإن موضعا يأتيه إبراهيم ومحمد وجبرئيل وميكائيل عليهم‌السلام لحقيق بأن يرغب في إتيانه وزيارته ، فإن أبا حصين حدثني أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : من رآني في المنام فإياي رأى ، فإن الشيطان لا يتشبه بي.

فقال له موسى : إنما أمسكت عن إجابة كلامك لأستوفي هذه الحمقة التي ظهرت منك ، وبالله لئن بلغني بعد هذا الوقت أنك تتحدث بهذا لأضربن عنقك وعنق هذا الذي جئت به شاهدا علي.

فقال أبو بكر. إذن يمنعني الله وإياه منك ، فإني إنما أردت الله بما كلمتك به فقال له : أتراجعني يا عامر؟ وشتمه ، فقال له : اسكت أخزاك الله وقطع لسانك ، فأرعد موسى على سريره ، ثم قال : خذوه ، فأخذ الشيخ عن السرير وأخذت أنا ، فوالله لقد مر بنا من السحب والجر والضرب ما ظننت أننا لا نكثر الأحياء أبدا ، وكان أشد ما مر بي من ذلك أن رأسي كان يجر على الصخر ، وكان بعض مواليه يأتيني فينتف لحيتي ، وموسى يقول : اقتلوهما بني كذا وكذا؟ بالزاني لا يكنى ، وأبو بكر يقول له : أمسك قطع الله لسانك وانتقم منك ، اللهم إياك أردنا ، ولولد وليك غضبنا ، وعليك توكلنا.

فصير بنا جميعا إلى الحبس ، فما لبثنا في الحبس إلا قليلا ، فالتفت إلي أبو بكر ورأي ثيابي قد خرقت وسالت دمائي ، فقال : يا حماني قد قضينا لله حقا ، واكتسبنا في يومنا هذا أجرا ، ولن يضيع ذلك عند الله ولا عند رسوله ، فما لبثنا إلا مقدار غدائه ونومة حتى جاءنا رسوله فأخرجنا إليه ، وطلب حمار أبي بكر فلم يوجد ، فدخلنا عليه فإذا هو في سرداب له يشبه الدور سعة وكبرا ، فتعبنا في المشي إليه تعبا شديدا ، وكان أبو بكر إذا تعب في مشيه جلس يسيرا ثم يقول. اللهم إن هذا فيك فلا تنسه ، فلما دخلنا على موسى ، وإذا هو على سرير له ، فحين بصر بنا ، قال. لا حيا الله ولا قرب من جاهل أحمق يتعرض لما يكره ، ويلك يا دعي ما دخولك فيما بيننا معشر بني هاشم.

٣٢٤

فقال له أبو بكر : قد سمعت كلامك والله حسبك. فقال له : اخرج قبحك الله ، والله لئن بلغني أن هذا الحديث شاع أو ذكر عنك لأضربن عنقك.

ثم التفت إلي وقال : يا كلب ، وشتمني ، وقال : إياك ثم إياك أن تظهر هذا ، فإنه إنما خيل لهذا الشيخ الأحمق شيطان يلعب به في منامه ، أخرجا عليكما لعنة الله وغضبه ، فخرجنا وقد يئسنا من الحياة ، فلما وصلنا إلى منزل الشيخ أبي بكر وهو يمشي وقد ذهب حماره ، فلما أراد أن يدخل منزله التفت إلي وقال : احفظ هذا الحديث وأثبته عندك ، ولا تحدثن هؤلاء الرعاع ، ولكن حدث به أهل العقول والدين.

٦٥١ / ٩٨ ـ أخبرنا ابن خشيش ، عن محمد بن عبد الله ، قال : حدثنا محمد بن علي بن هاشم الابلي ، قال. حدثنا الحسن بن أحمد بن النعمان الوجيهي الجوزجاني نزيل قومس وكان قاضيها ، قال : حدثني يحيى بن المغيرة الرازي ، قال : كنت عند جرير ابن عبد الحميد إذ جاءه رجل من أهل العراق ، فسأله جرير عن خبر الناس ، فقال : تركت الرشيد وقد كرب قبر الحسين عليه‌السلام وأمر أن تقطع السدرة التي فيه فقطعت.

قال : فرفع جرير يديه ، فقال : الله أكبر ، جاءنافيه حديث عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال : لعن الله قاطع السدرة ، ثلاثا ، فلم نقف على معناه حتى الآن ، لأن القصد بقطعه تغيير مصرع الحسين عليه‌السلام حتى لا يقف الناس على قبره.

٦٥٢ / ٩٩ ـ أخبرنا ابن خشيش ، قال : حدثنا محمد بن عبد الله ، قال. حدثنا محمد بن جعفر بن محمد بن فرج الرخجي ، قال : حدثني أبي ، عن عمه عمر بن فرج ، قال. أنفذني المتوكل في تخريب قبر الحسين عليه‌السلام فصرت إلى الناحية ، فأمرت بالبقر فمر بها على القبور ، فمرت عليها كلها ، فلما بلغت قبر الحسين عليه‌السلام لم تمر عليه.

قال عمي عمر بن فرج : فأخذت العصا بيدي ، فما زلت أضربها حتى تكسرت العصا في يدي ، فوالله ما جازت على قبره ولا تخطته.

قال لنا محمد بن جعفر : كان عمر بن فرج شديد الانحراف عن آل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله فأنا أبرأ إلى الله منه ، وكان جدي أخوه محمد بن فرج شديد

٣٢٥

المودة لهم ( رحمه‌الله ورضي عنه ) ، فأنا أتولاه لذلك وأفرح بولادته.

٦٥٣ / ١٠٠ ـ أخبرنا ابن خشيش ، عن محمد بن عبد الله ، قال : حدثنا أحمد بن عبد الله بن محمد بن عمار الثقفي الكاتب ، قال. حدثنا علي بن محمد بن سليمان النوفلي ، عن أبي علي الحسين بن محمد بن مسلمة بن أبي عبيدة بن محمد بن عمار ابن ياسر ، قال : حدثني إبراهيم الديزج ، قال : بعثني المتوكل إلى كربلاء لتغيير قبر الحسين عليه‌السلام ، وكتب معي إلى جعفر بن محمد بن عمار القاضي : أعلمك أني قد بعثت إبراهيم الديزج إلى كربلاء لنبش قبر الحسين ، فإذا قرأت كتابي فقف على الامر حتى تعرف فعل أو لم يفعل.

قال الديزج : فعرفني جعفر بن محمد بن عمار ما كتب به إليه ، ففعلت ما أمرني به جعفر بن محمد بن عمار ثم أتيته ، فقال لي. ما صنعت؟ فقلت : قد فعلت ما أمرت به ، فلم أر شيئا ولم أجد شيئا. فقال. لي : أفلا عمقته؟ قلت : قد فعلت وما رأيت ، فكتب إلى السلطان : إن إبراهيم الديزج قد نبش فلم يجد شيئا وأمرته فمخره بالماء ، وكربه بالبقر.

قال أبو علي العماري : فحدثني إبراهيم الديزج ، وسألته عن صورة الامر ، فقال لي. أتيت في خاصة غلماني فقط ، وإني نبشت فوجدت بارية جديدة وعليها بدن الحسين بن علي ووجدت منه رائحة المسك ، فتركت البارية على حالتها وبدن الحسين على البارية ، وأمرت بطرح التراب عليه ، وأطلقت عليه الماء ، وأمرت بالبقر لتمخره وتحرثه فلم تطأه البقر ، وكانت إذا جاءت إلى الموضع رجعت عنه ، فحلفت لغلماني بالله وبالايمان المغلظة لئن ذكر أحد هذا لأقتلنه.

٦٥٤ / ١٠١ ـ أخبرنا ابن خشيش ، عن محمد بن عبد الله ، قال : حدثني محمد ابن إبراهيم بن أبي السلاسل الأنباري الكاتب ، قال : حدثني أبو عبد الله الباقطاني ، قال : ضمني عبيد الله بن يحيى بن خاقان إلى هارون المعري ، وكان قائدا من قواد السلطان ، أكتب له ، وكان بدنه كله أبيض شديد البياض حتى يديه ورجليه كانا كذلك ، وكان وجهه أسود شديد السواد كأنه القير ، وكان يتفقأ مع ذلك مدة (١) منتنة.

__________________

(١) المدة : القيح.

٣٢٦

قال : فلما آنس بي سألته عن سراد وجهه فأبى أن يخبرني ، ثم إنه مرض مرضه الذي مات فيه ، فقعدت فسألته ، فرأيته كأنه يحب أن يكتم عليه ، فضمنت له الكتمان فحدثني ، قال : وجهني المتوكل أنا والديزج لنبش قبر الحسين عليه‌السلام وإجراء الماء عليه ، فلما عزمت على الخروج والمسير إلى الناحية رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في المنام ، فقال : لا تخرج مع الديزج ولا تفعل ما أمرتم به في قبر الحسين. فلما أصبحنا جاءوا يستحثونني في المسير ، فسرت معهم حتى وافينا كربلاء ، وفعلنا ما أمرنا به المتوكل ، فرأيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في المنام فقال : ألم آمرك ألا تخرج معهم ولا تفعل فعلهم ، فلم تقبل حتى فعلت ما فعلوا؟! ثم لطمني وتفل في وجهي ، فصار وجهي مسودا كما ترى ، وجسمي على حالته الأولى.

٦٥٥ / ١٠٢ ـ أخبرنا ابن خشيش ، قال : حدثنا محمد بن عبد الله ، قال : حدثنا سعيد بن أحمد بن العراد أبو القاسم الفقيه ، قال : حدثني أبو برزة الفضل بن محمد بن عبد الحميد ، قال : دخلت على إبراهيم الديزج ، وكنت جاره ، أعوده في مرضه الذي مات فيه ، فوجدته بحال سوء ، وإذا هو كالمدهوش وعنده الطبيب ، فسألته عن حاله ، وكانت بيني وبينه خلطة وأنس يوجب الثقة بي والانبساط إلي ، فكاتمني حاله ، وأشار لي إلى الطبيب ، فشعر الطبيب بإشارته ، ولم يعرف من حاله ما يصف له من الدواء ما يستعمله ، فقام فخرج وخلا الموضع ، فسألته عن حاله فقال : أخبرك والله واستغفر الله أن المتوكل أمرني بالخروج إلى نينوى إلى قبر الحسين عليه‌السلام ، فأمرنا أن نكربه ونطمس أثر القبر ، فوافيت الناحية مساء معنا الفعلة والروزكاريون معهم المساحي والمرور (١) ، فتقدمت إلى غلماني وأصحابي أن يأخذوا الفعلة بخراب القبر وحرث أرضه ، فطرحت نفسي لما نالني من تعب السفر ونمت ، فذهب بي النوم فإذا ضوضاء شديدة وأصوات عالية ، وجعل الغلمان ينبهونني ، فقمت وأنا ذعر فقلت للغلمان : ما شأنكم؟ قالوا : أعجب شأن. قلت : وما ذاك.؟ قالوا : إن بموضع القبر قوما قد حالوا بيننا وبين القبر ، وهم يرموننا مع ذلك بالنشاب ، فقمت معهم لأتبين الامر ، فوجدته كما

__________________

(١) المرور : جمع مر ، وهو المسحاة أو ما كان نحوها.

٣٢٧

وصفوا ، وكان ذلك في أول الليل من ليالي البيض فقلت : ارموهم ، فرموا فعادت سهامنا إلينا ، فما سقط سهم منها إلا في صاحبه الذي رمي به فقتله ، فاستوحشت لذلك وجزعت وأخذتني الحمى والقشعريرة ، ورحلت عن القبر لوقتي ووطنت نفسي على أن يقتلني المتوكل لما لم أبلغ في القبر جميع ما تقدم إلي به.

قال أبو برزة : فقلت له : قد كفيت ما تحذر من المتوكل ، قد قتل بارحة الأولى وأعان عليه في قتله المنتصر؟ فقال لي : قد سمعت بذلك وقد نالني في جسمي ما لا أرجو معه البقاء. قال أبو برزة : كان هذا في أول النهار ، فما أمسى الديزج حتى مات.

قال ابن خشيش : قال أبو الفضل : إن المنتصر سمع أباه يشتم فاطمة عليها‌السلام ، فسأل رجلا من الناس عن ذلك ، فقال له : قد وجب عليه القتل ، إلا أنه من قتل أباه لم يطل له عمر.

قال : ما أبالي إذا أطعت الله بقتله أن لا يطول لي عمر ، فقتله وعاش بعده سبعة أشهر.

٦٥٦ / ١٠٣ ـ أخبرنا ابن خشيش ، عن محمد بن عبد الله ، قال : حدثني علي بن عبد المنعم بن هارون الخديجي الكبير من شاطي النيل ، قال : حدثني جدي القاسم ابن أحمد بن معمر الأسدي الكوفي ، وكان له علم بالسيرة وأيام الناس ، قال : بلغ المتوكل جعفر بن المعتصم أن أهل السواد يجتمعون بأرض نينوى لزيارة قبر الحسين عليه‌السلام ، فيصير إلى قبره منهم خلق كثير ، فأنفذ قائدا من قواده ، وضم إليه كتفا من الجند كثيرا ليشعب (١) قبر الحسين عليه‌السلام ، ويمنع الناس من زيارته والاجتماع إلى قبره.

فخرج القائد إلى الطف ، وعمل بما أمر ، وذلك في سنة سبع وثلاثين ومائتين ، فثار أهل السواد به واجتمعوا عليه وقالوا : لو قتلنا عن آخرنا لما أمسك من بقي منا عن زيارته ، ورأوا من الدلائل ما حملهم على ما صنعوا ، فكتب بالامر إلى الحضرة ، فورد كتاب المتوكل إلى القائد بالكف عنهم والمسير إلى الكوفة مظهرا أن مسيره إليها في

__________________

(١) في نسخة : ليشعث.

٣٢٨

مصالح أهلها والانكفاء إلى المصر.

فمضى الامر على ذلك حتى كانت سنة سبع وأربعين ، فبلغ المتوكل أيضا مصير الناس من أهل السواد والكوفة إلى كربلاء لزيارة قبر الحسين عليه‌السلام ، وأنه قد كثر جمعهم كذلك ، وصار لهم سوق كبير ، فأنفذ قائدا في جمع كثير من الجند ، وأمر مناديا ينادي ببراءة الذمة ممن زار قبر الحسين ، ونبش القبر وحرث أرضه ، وانقطع الناس عن الزيارة ، وعمل على تتبع آل أبي طالب عليهم‌السلام والشيعة ( رضي‌الله‌عنهم ) ، فقتل ولم يتم له ما قدر.

٦٥٧ / ١٠٤ ـ أخبرنا ابن خشيش ، قال : حدثني أبو الفضل ، قال : حدثني عبد الرزاق بن سليمان بن غالب الأزدي بأرتاح ، قال. حدثني عبد الله بن دانية الطوري ، قال : حججت سنة سبع وأربعين ومائتين ، فلما صدرت من الحج صرت إلى العراق فزرت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام على حال خيفة من السلطان ، وزرته ثم توجهت إلى زيارة الحسين عليه‌السلام ، فإذا هو قد حرثت أرضه ومخر فيها الماء ، وأرسلت الثيران العوامل في الأرض ، فبعيني وبصري كنت أرى الثيران تساق في الأرض فتنساق لهم حتى إذا حاذت مكان القبر حادت عنه يمينا وشمالا ، فتضرب بالعصي الضرب الشديد فلا ينفع ذلك فيها ، ولا تطأ القبر بوجه ولا سبب ، فما أمكنني الزيارة ، فتوجهت إلى بغداد ، وأنا أقول في ذلك :

تالله ان كانت أمية قد أتت

قتل ابن بنت نبيها مظلوما

فلقد أتاك بنو أبيه بمثلها

هذا لعمرك قبره مهدوما

أسفوا على أن لا يكونوا شايعوا

في قتله فتتبعوه رميما

فلما قدمت بغداد سمعت الهائعة (١) ، فقلت : ما الخبر؟ قالوا : سقط الطائر بقتل جعفر المتوكل ، فعجبت لذلك وقلت : إلهي ليلة بليلة.

٦٥٨ / ١٠٥ ـ أخبرنا ابن خشيش ، قال : أخبرنا أبو زيد الحسين بن الحسن بن عامر ، قال : حدثنا أبو بكر محمد بن دليل بن بشر بن سابق البغدادي ، قال : حدثنا علي

__________________

(١) الهائعة : الصوت المفزع.

٣٢٩

ابن سهل ، قال : حدثنا مؤمل ، عن عمارة بن زاذان ، عن ثابت ، عن أنس بن مالك : أن ملك المطر استأذن أن يأتي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لأم سلمة : املكي علينا الباب لا يدخل علينا أحد؟ فجاء الحسين عليه‌السلام ليدخل فمنعته ، فوثب حتى دخل ، فجعل يثب على منكبي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ويقعد عليهما. فقال له الملك : أتحبه؟ قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : نعم. قال : فإن أمتك ستقتله ، فإن شئت أريتك المكان الذي يقتل به ، فمد يده فإذا طينة حمراء ، فأخذتها أم سلمة فصيرتها إلى طرف خمارها.

قال ثابت : فبلغني أنه المكان الذي قتل به بكربلاء.

٦٥٩ / ١٠٦ ـ أخبرنا ابن خشيش ، قال : أخبرنا الحسين بن الحسن ، قال : حدثنا محمد بن دليل ، قال : حدثنا علي بن سهل ، قال : حدثنا مؤمل ، عن حماد بن سلمة عن عمار بن أبي عمار ، قال : أمطرت السماء يوم قتل الحسين عليه‌السلام دما عبيطا.

٦٦٥ / ١٠٧ ـ أخبرنا ابن خشيش ، عن القاضي نذير بن جناح بن إسحاق المحاربي ، قال : حدثنا عبد الله بن زيدان بن يزيد البجلي ، قال : حدثنا عباد بن يعقوب ، قال : أخبرنا يوسف بن كليب ، عن هارون بن الحسن ، عن أبي سلام مولى قيس ، قال : خرجت مع مولاي قيس إلى المدائن ، قال : سمعت سعد بن حذيفة يقول : سمعت أبي حذيفة يقول : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : ما من عبد ولا أمة يموت وفي قلبه مثقال حبة من خردل من حب علي عليه‌السلام إلا أدخله الله الجنة.

تم المجلس الحادي عشر ، ويتلوه المجلس الثاني عشر ، من أمالي

الشيخ السعيد السديد الفقيه الحبر البحر محمد بن الحسن بن

علي أبي جعفر الطوسي تغمده الله بغفرانه.

٣٣٠

[١٢]

المجلس الثاني عشر

فيه أحاديث أحمد بن محمد بن الصلت الأهوازي ،

وفيه بعض أحاديث أبي الفتح هلال بن محمد الحفار.

بسم الله الرحمن الرحيم

٦٦١ / ١ ـ أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن هارون بن الصلت الأهوازي سماعا منه في مسجده بشارع دار الرقيق ببغداد ، في سلخ شهر ربيع الأول من سنة تسع وأربع مائة ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة إملاء ، قال : حدثنا عبد الله بن أحمد بن المستورد ، قال : حدثنا يوسف بن كليب ، قال : حدثني يحيى بن سالم ، قال : حدثنا صباح المزني ، عن العلاء بن المسيب ، عن أبي داود ، عن بريدة ، قال : أمرنا النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أن نسلم على علي عليه‌السلام بإمرة المؤمنين.

٦٦٢ / ٢ ـ أخبرنا ابن الصلت ، قال. أخبرنا أحمد بن محمد ، قال : حدثنا أحمد ابن يحيى بن زكريا ، قال. حدثنا إسماعيل بن أبان ، قال : حدثنا عبد الله بن مسلم الملائي ، عن الأجلح ، عن أبي الزبير ، عن جابر : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله دعا عليا عليه‌السلام وهو محاصر الطائف ، فكان القوم استشرفوا لذلك وقالوا : لقد طال نجواك له منذ اليوم. فقال : ما أنا انتجيته ، ولكن الله انتجاه.

٦٦٣ / ٣ ـ أخبرنا أحمد بن محمد بن الصلت ، قال : أخبرنا أحمد بن محمد ،

٣٣١

قال : حدثنا يعقوب بن يوسف الضبي ، قال : حدثنا عبيد الله بن موسى ، قال : حدثنا جعفر الأحمر ، عن الشيباني ، عن جميع بن عمير ، قال : قالت عمتي لعائشة وأنا أسمع : أرأيت مسيرك إلى علي عليه‌السلام ما كان؟ قالت : دعينا منك ، إنه ما كان من الرجال أحب إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من علي عليه‌السلام ، ولا من النساء أحب إليه من فاطمة عليها‌السلام.

٦٦٤ / ٤ ـ أخبرنا أحمد بن محمد بن الصلت ، قال : أخبرنا أحمد بن محمد ، قال : حدثنا أحمد بن يحيى ، قال. حدثنا علي بن ثابت ، قال : حدثنا منصور بن أبي الأسود ، عن مسلم الملائي ، عن أنس بن مالك ، أنه سمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول يوم غدير خم : أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، وأخذ بيد علي عليه‌السلام ، فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه.

٦٦٥ / ٥ ـ أخبرنا أحمد بن محمد بن الصلت ، قال : أخبرنا أحمد ، قال : حدثنا محمد بن سليمان بن بزيع ، قال : حدثنا إسماعيل بن أبان ، قال : حدثنا عبد الله بن مسلم الملائي ، عن أبيه ، عن إبراهيم بن علقمة والأسود ، عن عائشة ، قالت : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لما حضره الموت : ادعوا لي حبيبي. فقلت لهم : ادعوا له ابن أبي طالب ، فوالله ما يريد غيره ، فلما جاءه فرج الثوب الذي كان عليه ثم أدخله فيه ، فلم يزل يحتضنه حتى قبض ويده عليه.

٦٦٦ / ٦ ـ أخبرنا أحمد بن محمد بن الصلت ، عن أحمد بن محمد ، قال : حدثنا الحسن بن علي بن عفان ، قال : حدثنا عبد العزيز بن الخطاب ، قال : حدثنا ناصح ، عن زكريا ، عن أنس ، قال : اتكأ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله على علي عليه‌السلامفقال : يا علي ، أما ترضى أن تكون أخي وأكون أخاك ، وتكون وليي ووصيي ووارثي؟ تدخل رابع أربعة الجنة : أنا وأنت والحسن والحسين وذريتنا خلف ظهورنا ، ومن تبعنا من أمتنا عن أيمانهم وشمائلهم؟ قال : بلى يا رسول الله.

٦٦٧ / ٧ ـ أخبرنا أحمد بن محمد بن الصلت ، قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد إجازة ، قال : حدثنا علي بن محمد بن حبيبة الكندي ، قال : حدثنا حسن بن

٣٣٢

حسين ، قال : حدثنا أبو غيلان سعد بن طالب الشيباني ، عن إسحاق ، عن أبي الطفيل ، قال : كنت في البيت يوم الشورى وسمعت عليا عليه‌السلام يقول : أنشدكم بالله جميعا أفيكم أحد صلى القبلتين مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله غيري؟ قالوا : اللهم لا. قال : أنشدكم بالله جميعا هل فيكم أحد وحد الله قبلي؟ قالوا : اللهم لا. قال : فأنشدكم بالله جميعا هل فيكم أحد أخو رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله غيري؟ قالوا : اللهم لا. قال أنشدكم بالله هل فيكم أحد له زوجة مثل زوجتي فاطمة سيدة نساء أهل الجنة؟ قالوا : اللهم لا قال : أنشدكم بالله هل فيكم أحد له أخ مثل أخي جعفر؟ قالوا : اللهم لا. قال : فأنشدكم بالله هل فيكم أحد له سبطان مثل سبطي الحسن والحسين ابني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله سيدي شباب أهل الجنة؟ قالوا : اللهم لا.

قال : فأنشدكم بالله هل فيكم أحد ناجى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقدم بين يدي نجواه صدقة غيري؟ قالوا : اللهم لا. قال : فأنشدكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ( من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ) غيري؟ قالوا : اللهم لا. قال : فأنشدكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ( أنت مني بمنزلة هارون من موسى ) غيري؟ قالوا : اللهم لا. قال : أنشدكم بالله هل فيكم أحد أتي النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بطير فقال : ( اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر ) ، فدخلت عليه فقال ( اللهم وإلي ). فلم يأكل معه أحد غيري؟ قالوا : اللهم لا. قال : اللهم اشهد.

٦٦٨ / ٨ ـ أخبرنا أحمد بن محمد بن الصلت ، قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد ، قال. حدثنا أحمد بن يحيى ، قال : حدثنا إسماعيل بن أبان ، قال : حدثنا نصير ابن زياد ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام أنه قال : إنا ولد فاطمة مغفور لنا.

٦٦٩ / ٩ ـ حدثنا أحمد بن محمد بن الصلت ، قال : حدثنا أحمد بن محمد ، قال : حدثنا يعقوب بن يوسف الضبي ، قال : حدثنا عبيد الله بن موسى ، قال : حدثنا زكريا ، عن فراس ، عن مسروق ، عن عائشة ، قالت : أقبلت فاطمة عليها‌السلام تمشي ، لا والله الذي لا إله إلا هو ما مشيتها تخرم من مشية رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فلما رآها

٣٣٣

قال : مرحبا بابنتي ، مرتين ، قالت فاطمة عليها‌السلام : فقال لي : أما ترضين أن تأتي يوم القيامة سيدة نساء المؤمنين أو سيدة نساء هذه الأمة؟

٦٧٠ / ١٠ ـ أخبرنا أحمد بن محمد بن الصلت ، قال. أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد ، قال : حدثنا يعقوب بن يوسف الضبي ، قال : حدثني محمد بن إسحاق بن عمار الصيرفي ، قال : حدثنا هلال بن أيوب الصيرفي ، عن عبد الكريم أبي أمية ، عن مجاهد ، قال : قلت لابن عباس رضي‌الله‌عنه : من الذين أراد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أن يباهل بهم؟

قال : علي وفاطمة والحسن والحسين ( صلوات الله عليهم ) ، والأنفس النبي وعلي عليهما‌السلام.

٦٧١ / ١١ ـ أخبرنا أحمد بن محمد بن الصلت ، قال : أخبرنا أحمد بن محمد ، قال : حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا؟ قال : حدثنا عبيد الله بن موسى ، قال : حدثنا فطر ، عن أنس ، قال. قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن أخي ووزيري ووصيي في أهلي علي ابن أبي طالب.

٦٧٢ / ١٢ ـ أخبرنا أحمد بن محمد بن الصلت ، قال : حدثنا أحمد بن محمد ، قال : حدثنا الحسن بن علي بن عفان ، قال. حدثنا عبيد الله بن موسى ، قال : حدثنا هانئ بن أيوب ، عن طلحة بن مصرف ، عن عميرة بن سعد؟ أنه سمع عليا عليه‌السلام في الرحبة وهو ينشد الناس : من سمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : ( من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ) فقام بضعة عشر فشهدوا.

٦٧٣ / ١٣ ـ أخبرنا أحمد بن محمد بن الصلت ، قال : أخبرنا أحمد بن محمد ، قال : حدثنا جعفر بن محمد المحمدي ، قال : حدثنا إسماعيل بن مزيد مولى بني هاشم ، قال : حدثنا عيسى بن عبد الله ، قال : حدثني أبي ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي عليه‌السلام ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : حق علي على المسلمين كحق الوالد

٣٣٤

على ولده (١).

٦٧٤ / ١٤ ـ حدثنا أحمد بن محمد بن الصلت ، قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد ، قال : حدثنا علي بن الحسين بن عبيد ، قال : حدثنا إسماعيل بن أبان ، قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، عن أبي هارون ، عن أبي سعيد ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : علي مني وأنا منه. فقال جبرئيل : يا محمد ، وأنا منكما.

٩٧٥ / ١٥ ـ أخبرنا أحمد بن محمد بن الصلت ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد ، قال : حدثنا الحسن بن علي بن بزيع ، قال : حدثنا إسماعيل بن أبان ، قال : حدثنا صباح بن يحيى ، عن جابر ، عن عبد الله بن نجي ، عن علي عليه‌السلام قال : إن ابني فاطمة يشرك في حبهما البر والفاجر ، وإني كتب لي أن يحبني كل مؤمن ، ويبغضني كل منافق.

٦٧٦ / ١٦ ـ أخبرنا أحمد بن محمد ، عن أحمد بن محمد بن سعيد ، قال : حدثنا محمد بن إسماعيل ، عن عمر التمار ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن هلقام ، قال : حدثنا شعبة ، عن الأعمش وعبيد بن إبراهيم (٢) ، عن عطية العوفي ، قال : سألت جابر ابن عبد الله عن علي بن أبي طالب عليه‌السلام؟ فقال : ذاك خير البشر.

٦٧٧ / ١٧ ـ أخبرنا أحمد بن محمد بن الصلت ، قال : أخبرنا أحمد بن محمد ابن سعيد ، قال : أخبرنا محمد بن الفضل بن إبراهيم الأشعري ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا نصر بن قابوس ، عن جابر ، عن محمد بن علي ، قال. قال ابن عباس : ما وطئت الملائكة فرش أحد من الناس غير فرشنا.

٦٧٨ / ١٨ ـ أخبرنا أحمد بن محمد بن الصلت ، قال. أخبرنا أحمد بن محمد ابن سعيد ، قال : حدثنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن موسى بن جعفر بن محمد ، قال : حدثني عم أبي عبد الله بن موسى ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي بن الحسين ، عن

__________________

(١) تقدم نحوه في الحديثين : ٧٢ و ٥٠٣.

(٢) في نسخة : وعمير بن عبد الله.

٣٣٥

أبيه عليهم‌السلام ، قال : قال عمر بن الخطاب : عيادة بني هاشم سنة ، وزيارتهم نافلة.

٦٧٩ / ١٩ ـ أخبرنا أحمد بن محمد بن الصلت ، قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد ، قال : حدثنا يعقوب بن يوسف بن زياد ، قال : حدثنا أحمد بن حمدان الهمداني ، قال : حدثنا مختار التمار ، عن أبي حيان ، عن أبيه ، عن علي عليه‌السلام ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من تولى عليا فقد تولاني ، ومن تولاني فقد تولى الله ( عزوجل ).

٦٨٠ / ٢٠ ـ أخبرنا ابن الصلت ، قال : حدثنا ابن عقدة ، قال : حدثنا إبراهيم بن محمد بن إسحاق بن يزيد الطائي ، قال : حدثنا إسحاق بن يزيد ، قال : حدثنا صباح ، عن السدي ، عن صبيح ، عن زيد بن أرقم ، قال : خرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فإذا علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم‌السلام فقال : أنا حرب لمن حاربكم ، وسلم لمن سالمكم.

٦٨١ / ٢١ ـ أخبرنا ابن الصلت ، قال : أخبرنا ابن عقدة ، قال : أخبرني علي بن محمد بن علي أبو الحسن الحسيني قراءة عليه ، قال : حدثنا جعفر بن محمد بن عيسى ، قال : حدثنا عبد الله بن علي ، قال : حدثنا علي بن موسى ، عن أبيه ، عن جده ، عن آبائه ، عن علي عليهم‌السلام ، قال : كلما ألهى عن ذكر الله فهو من الميسر.

٦٨٢ / ٢٢ ـ أخبرنا ابن الصلت ، قال : أخبرنا ابن عقدة ، قال : حدثنا علي بن محمد ، قال : حدثنا داود ، قال : حدثني علي بن موسى ، عن أبيه ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي عليهم‌السلام ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا كان يوم القيامة يقول الله ( تبارك وتعالى ) لملك الموت : وعزتي وجلالي وارتفاعي في علو مكاني لأذيقنك طعم الموت كما أذقت عبادي.

٦٨٣ / ٢٣ ـ أخبرنا ابن الصلت ، قال : أخبرني ابن عقدة ، قال. حدثني الحسن بن القاسم ، قال : حدثنا بشير بن إبراهيم ، قال. حدثنا سليمان بن بلال ، قال : حدثني علي ابن موسى ، عن أبيه ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم‌السلام ، قال : دخل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يوم فتح مكة والأصنام حول الكعبة وكانت ثلاث مائة وستين

٣٣٦

صنما ، فجعل يطفها بمخصرة في يده ، ويقول : جاء الحق وزهق الباطل ، إن الباطل كان زهوقا ، جاء الحق وما يبدي الباطل وما يعيد ، فجعلت تكبب لوجوهها.

٦٨٤ / ٢٤ ـ أخبرنا ابن الصلت ، عن ابن عقدة ، قال : حدثنا علي بن محمد ، قال : حدثنا داود بن سليمان ، قال : حدثني علي بن موسى ، عن أبيه ، عن جعفر ، عن أبيه ، عن علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : هل تدرون ما تفسير هذه الآية ( كلا إذا دكت الأرض دكا ) (١)؟ قال : إذا كان يوم القيامة تقاد جهنم بسبعين ألف زمام بيد سبعين ألف ملك ، فتشرد شردة لولا أن الله ( تعالى ) حبسها لأحرقت السماوات والأرض.

٦٨٥ / ٢٥ ـ أخبرنا ابن الصلت ، قال : أخبرنا ابن عقدة ، قال. حدثني المنذر بن محمد قراءة ، قال : حدثنا أحمد بن يحيى الضبي ، قال : حدثنا موسى بن القاسم ، عن أبي الصلت ، عن علي بن موسى ، عن آبائه عليهم‌السلام ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا قول إلا بعمل ، ولا قول وعمل إلا بنية ، ولا قول وعمل ونية إلا بإصابة السنة.

٦٨٦ / ٢٦ ـ أخبرنا ابن الصلت ، قال : أخبرنا ابن عقدة ، قال : أخبرنا محمد بن عبد الملك ، قال : حدثنا هارون بن عيسى ، قال : حدثنا جعفر بن محمد بن علي بن جعفر بن محمد ، قال : حدثني أبي ، قال : أخبرني علي بن موسى ، عن أبيه ، عن أبي عبد الله ، عن أبيه عليهم‌السلام ، عن جابر بن عبد الله : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال في خطبته : إن أحسن الحديث كتاب الله ، وخير الهدى هدى محمد ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة.

وكان إذا خطب قال في خطبته : أما بعد. فإذا ذكر الساعة اشتد صوته واحمرت وجنتاه ، ثم يقول. صبحتكم الساعة أو مستكم ، ثم يقول : بعثت أنا والساعة كهذه من هذه ـ ويشير بإصبعيه ـ.

__________________

(١) سورة الفجر ٨٩ : ٢١.

٣٣٧

٦٨٧ / ٢٧ ـ أخبرنا ابن الصلت ، قال : أخبرنا ابن عقدة ، قال. أخبرنا موسى بن القاسم ، قال : أخبرني إسماعيل بن همام ، عن علي بن موسى ، عن أبيه ، عن جده عليهم‌السلام : أن عليا عليه‌السلام قال : يا رسول الله ، إنك تبعثني في الامر ، أفأكون فيه كالسكة المحماة أم الشاهد يرى ما لا يرى الغائب؟ قال : بل الشاهد يرى ما لا يرى الغائب.

٦٨٨ / ٢٨ ـ أخبرنا ابن الصلت ، قال : أخبرني ابن عقدة ، قال : أخبرني أبو عبيد الله بن علي ، قال : هذا كتاب جدي عبيد الله ، فقرأت فيه : أخبرني أبي ، عن علي ابن مرسى ، عن أبيه ، عن جده جعفر بن محمد ، عن آبائه ، عن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام ، قال : لما صرفت القبلة أتى رجل قوما في الصلاة ، فقال : إن القبلة قد صرفت ، فتحولوا وهم ركوع.

٦٨٩ / ٢٩ ـ حدثنا ابن الصلت ، قال : أخبرنا ابن عقدة ، قال. أخبرنا علي بن محمد الحسيني ، قال : حدثنا جعفر بن محمد بن عيسى ، قال : حدثنا عبيد الله بن علي ، قال : حدثنا علي بن موسى ، عن أبيه ، عن جده ، عن آبائه ، عن علي ذ عليهم‌السلام ، قال : رؤيا الأنبياء وحي.

٦٩٠ / ٣٠ ـ ابن الصلت ، عن ابن عقدة ، قال : أخبرنا جعفر بن عنبسة بن عمرو ، قال : حدثنا سليمان بن يزيد ، قال : حدثنا علي بن موسى ، قال : حدثني أبي ، عن أبيه أبي عبد الله ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن علي عليهم‌السلام ، قال : الذبيح إسماعيل.

٦٩١ / ٣١ ـ أخبرنا ابن الصلت ، قال : أخبرنا ابن عقدة ، قال : أخبرني علي بن محمد الحسيني ، قال : حدثنا جعفر بن محمد بن عيسى ، قال : حدثنا عبيد الله بن علي ، قال : حدثنا علي بن موسى ، عن أبيه ، عن جده ، عن آبائه ، عن علي عليه‌السلام ، قال : كان إبراهيم أول من أضاف الضيف ، وأول من شاب ، فقال : ما هذا؟ قيل : وقار في الدنيا ، ونور في الآخرة.

٦٩٢ / ٣٢ ـ أخبرنا ابن الصلت ، قال : أخبرنا ابن عقدة ، قال : حدثني الحسن بن القاسم ، قال : حدثنا ثبير بن إبراهيم ، قال : حدثنا سليمان بن بلال المدني ، قال :

٣٣٨

حدثني علي بن موسى الرضا ، عن أبيه ، عن جعفر بن محمد ، عن آبائه عليهم‌السلام : أن إبليس كان يأتي الأنبياء عليهم‌السلام من لدن آدم عليه‌السلام إلى أن بعث الله المسيح عليه‌السلام يتحدث عندهم ويسائلهم ، ولم يكن بأحد منهم أشد أنسا منه بيحيى بن زكريا ، فقال له يحيى : يا أبا مرة إن لي إليك حاجة. فقال له : أنت أعظم قدرا من أن أردك بمسألة فسلني ما شئت ، فإني غير مخالفك في أمر تريده.

فقال يحيى : يا أبا مرة ، أحب أن تعرض علي مصائدك وفخوخك التي تصطاد بها بني آدم. فقال له إبليس : حبا وكرامة؟ وواعده لغد.

فلما أصبح يحيى عليه‌السلام قعد في بيته ينتظر الموعد وأجاف (١) عليه الباب إغلاقا ، فما شعر حتى ساواه من خوخة (٢) كانت في بيته ، فإذا وجهه صورة وجه القرد ، وجسده على صورة الخنزير ، وإذا عيناه مشقوقتان طولا ، وفمه مشقوق طولا ، وإذا أسنانه وفمه عظما واحدا بلا ذقن ولا لحية وله أربعة أيد : يدان في صدره ويدان في منكبه ، وإذا عراقيبه قوادمه وأصابعه خلفه ، وعليه قباء ، وقد شد وسطه بمنطقة ، فيها خيوط معلقة من بين أحمر وأخضر وأصفر وجميع الألوان ، وإذا بيده جرس عظيم ، وعلى رأسه بيضة ، وإذا في البيضة حديدة معلقة شبيهة بالكلاب.

فلما تأمله يحيى عليه‌السلام قال له : ما هذه المنطقة التي في وسطك؟ فقال : هذه المجوسية أنا الذي سننتها وزينتها لهم. فقال له. فما هذه الخيوط الألوان؟ قال : هذه جميع أصباغ النساء ، لا تزال المرأة تصبغ الصبغ حتى يقع مع لونها فافتتن الناس بها فقال له : فما هذا الجرس الذي بيدك؟ قال : هذا مجمع كل لذة من طنبور وبربط (٣) ومعزفة وطبل وناي وصرناي ، وان القوم ليجلسون على شرابهم فلا يستلذونه فأحرك الجرس فيما بينهم ، فإذا سمعوه استخفهم الطرب ، فمن بين من يرقص ، ومن بين من

__________________

(١) أجاف الباب : رده.

(٢) الخوخة : كوة تؤدي الضوء إلى البيت.

(٣) البربط : العود.

٣٣٩

يفرقع أصابعه ، ومن بين من يشق ثيابه.

فقال له : وأي الأشياء أقر لعينك؟ قال : النساء ، هن فخوخي ومصائدي ، فإني إذا اجتمعت علي دعوات الصالحين ولعناتهم صرت إلى النساء فطابت نفسي بهن فقال له يحيى عليه‌السلام : فما هذه البيضة على رأسك؟ قال : بها أتوقى دعوة المؤمنين قال : فما هذه الحديدة التي أراها فيها؟ قال : بهذه أقلب قلوب الصالحين.

قال يحيى عليه‌السلام : فهل ظفرت بي ساعة قط؟ قال : لا ، ولكن فيك خصلة تعجبني. قال يحيى : فما هي؟ قال : أنت رجل أكول ، فإذا أفطرت أكلت وبشمت فيمنعك ذلك من بعض صلاتك وقيامك بالليل. قال يحيى عليه‌السلام : فاني أعطي الله عهدا أني لا أشبع من الطعام حتى ألقاه. قال له إبليس : وأنا أعطي الله عهدا أني لا أنصح مسلما حتى ألقاه ، ثم خرج فما عاد إليه بعد ذلك.

٦٩٣ / ٣٣ ـ أخبرنا ابن الصلت ، قال : أخبرنا ابن عقدة ، قال : أخبرني المنذر بن محمد قراءة ، قال : حدثنا أحمد بن يحيى الضبي ، قال : حدثنا موسى بن القاسم ، عن علي بن جعفر ، عن علي بن موسى بن جعفر ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم‌السلام ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن الله أخرجني ورجلا معي من طهر إلى طهر ، من صلب آدم حتى خرجنا من صلب أبينا ، فسبقته بفضل هذه على هذه ـ وضم بين السبابة والوسطى ـ وهو النبوة. فقيل له : ومن هو ، يا رسول الله؟ قال : علي بن أبي طالب.

٦٩٤ / ٣٤ ـ أخبرنا ابن الصلت ، قال : أخبرنا ابن عقدة ، قال : أخبرنا علي بن محمد بن علي العلوي ، قال : حدثني جعفر بن محمد بن عيسى؟ قال : حدثنا عبيد الله ابن علي ، قال : حدثنا علي بن موسى ، عن أبيه ، عن جده ، عن آبائه ، عن علي عليهم‌السلام ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : كل نسب وصهرمنقطع يوم القيامة إلا نسبي وسببي.

٦٩٥ / ٣٥ ـ أخبرنا ابن الصلت ، قال : أخبرنا ابن عقدة ، قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن قسي قراءة ، قال. حدثنا محمد بن عيسى المعبدي ، قال : حدثنا مولى علي بن موسى ، عن علي بن موسى ، عن أبيه موسى ، عن جعفر ، عن

٣٤٠