الأمالي

أبي جعفر محمّد بن الحسن بن علي بن الحسن الطّوسي [ شيخ الطائفة ]

الأمالي

المؤلف:

أبي جعفر محمّد بن الحسن بن علي بن الحسن الطّوسي [ شيخ الطائفة ]


المحقق: مؤسسة البعثة
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الثقافة للطباعة والنشر
الطبعة: ١
الصفحات: ٨٨٨

القمي ، قال : كنا عند أبي عبد الله عليه‌السلام إذ تذاكروا عنده الفتوة ، فقال : وما الفتوة ، لعلكم تظنون أنها بالفسوق والفجور! كلا إنما الفتوة طعام موضوع ، ونائل مبذول ، وبشر مقبول ، وعفاف معروف ، وأذى مكفوف ، وأما تلك فشطارة وفسوق.

ثم قال : وما المروءة؟ فقلنا : لا نعلم. قال : فقال : المروءة والله أن يضع الرجل خوانه بحسب غناه ، فإن المروءة مروءتان : مروءة في السفر ، ومروءة في الحضر ، فاما التي في الحضر فتلاوة القران ، ولزوم المساجد ، والمشي مع الاخوان في الحوائج ، والنعمة ترى على الخادم ، فإنها مما تسر الصديق ، وتكبت العدو؟ وأما التي في السفر فكثرة الزاد ، وطيبه ، وبذله لمن يكون معك ، وكتمانك على القوم بعد مفارقتك إياهم.

قال : والذي بعث محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله بالحق نبيا ، إن الله ( عزوجل ) يرزق العبد على قدر المروءة ، وان المعونة على قدر المؤونة ، وان الصبر لينزل على قدر شدة البلاء على المؤمن.

٥٩٥ / ٤٢ ـ وبهذا الاسناد ، عن أبي قتادة ، قال أبو عبد الله عليه‌السلام : ليس لحاقن (١) رأي ، ولا لملول صديق ، ولا لحسود غنى ، وليس بحازم من لم ينظر في العواقب ، والنظر في العواقب تلقيح القلوب.

٥٩٦ / ٤٣ ـ وبهذا الاسناد ، عن أبي قتادة ، قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام لمعلى ابن خنيس : يا معلى ، عليك بالسخاء وحسن الخلق ، فإنهما يزينان الرجل كما تزين الواسطة القلادة.

٥٩٧ / ٤٤ ـ وبهذا الاسناد ، عن أبي قتادة ، قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام لداود ابن سرحان : يا داود ، إن خصال المكارم بعضها مقيد ببعض ، يقسمها الله حيث يشاء ، تكون في الرجل ، ولا تكون في ابنه ، وتكون في العبد ، ولا تكون في سيده : صدق الحديث ، وصدق الناس ، واعطاء السائل ، والمكافأة بالصنائع ، وأداء الأمانة ، وصلة الرحم ، والتردد إلى الجار والصاحب ، وقرى الضيف ، ورأسهن الحياء.

__________________

(١) الحاقن : الذي احتبس بوله فتجمع.

٣٠١

٥٩٨ / ٤٥ ـ وبهذا الاسناد ، عن أبي قتادة ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : وصية ورقة بن نوفل لخديجة بنت خويلد عليها‌السلام إذا دخل عليها ، يقول لها : يا بنت أخي ، لا تماري جاهلا ولا عالما ، فإنك متى ماريت جاهلا آذاك ، ومتى ماريت عالما منعك علمه ، وإنما يسعد بالعلماء من أطاعهم.

أي بنية ، إنه لا فراق أبعد من الموت ، ولا حزن أطول من النساء (١) ، وتلقي من لا يجدي عليك الموت الأحمر.

أي بنية ، إياك وصحبة الأحمق الكذاب ، فإنه يريد نفعك فيضرك ، يقرب منك البعيد ، ويبعد منك القريب ، إن ائتمنته خانك ، وإن ائتمنك أهانك ، وإن حدثك كذبك ، وإن حدثته كذبك ، وأنت منه بمنزلة السراب الذي يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا.

واعلمي أن الشاب الحسن الخلق مفتاح للخير ، مغلاق للشر ، وإن الشاب الشحيح الخلق مغلاق للخير مفتاح للشر ، واعلمي أن الاجر إذا انكسر لم يشعب ، ولم يعد طينا.

٥٩٩ / ٤٦ ـ وبهذا الاسناد ، عن أبي قتادة ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : إن لله ( عزوجل ) وجوها خلقهم من خلقه وأرضه لقضاء حوائج إخوانهم ، يرون الحمد مجدا ، والله ( عزوجل ) يحب مكارم الأخلاق ، وكان فيما خاطب الله ( تعالى ) به نبيه عليه‌السلام ، أن قال له : يا محمد ( إنك لعلى خلق عظيم ) (٢). قال : السخاء ، وحسن الخلق.

٦٠٠ / ٤٧ ـ وبهذا الاسناد ، عن أبي قتادة ، عن داود بن سرحان ، قال : كنا عند أبي عبد الله عليه‌السلام إذ دخل عليه سدير الصيرفي ، فسلم وجلس ، فقال له : يا سدير ، ما كثر مال رجل قط إلا عظمت الحجة لله ( تعالى ) عليه ، فإن قدرتم أن تدفعوها عن

__________________

(١) كذا.

(٢) سورة القلم ٦٨ : ٤.

٣٠٢

أنفسكم فافعلوا.

فقال له. يا بن رسول الله ، بماذا؟ قال : بقضاء حوائج إخوانكم من أموالكم.

ثم قال : تلقوا النعم ـ يا سدير ـ بحسن مجاورتها ، واشكروا من أنعم عليكم ، وأنعموا على من شكركم ، فإنكم إذا كنتم كذلك استوجبتم من الله ( تعالى ) الزيادة ، ومن إخوانكم المناصحة؟ ثم تلا ( لئن شكرتم لأزيدنكم ) (١).

٦٠١ / ٤٨ ـ أبو قتادة ، عن داود ، قال : قال لي أبو عبد الله عليه‌السلام : ثلاث هن من السعادة : الزوجة المؤاتية ، والولد البار ، والرجل يرزق معيشة يغدو على إصلاحها ويروح إلى عياله.

٦٠٢ / ٤٩ ـ أبو قتادة ، قال : كنت عند أبي عبد الله عليه‌السلام فدخل عليه زياد القندي ، فقال له : يا زياد ، وليت لهؤلاء؟ قال : نعم يا بن رسول الله ، لي مروءة وليس وراء ظهري مال ، وإنما أواسي إخواني من عمل السلطان.

فقال : يا زياد ، أما إذا كنت فاعلا ذلك ، فإذا دعتك نفسك إلى ظلم الناس عند القدرة على ذلك فاذكر قدرة الله ( عزوجل ) على عقوبتك ، وذهاب ما أتيت إليهم عنهم ، وبقاء ما أتيت إلى نفسك عليك ، والسلام.

٦٠٣ / ٥٠ ـ أبو قتادة ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، عن أبيه عليه‌السلام أنه قال : ثلاث لم يسال الله ( عزوجل ) بمثلهن ، أن تقول : اللهم فقهني في الدين ، وحببني إلى المسلمين ، واجعل لي لسان صدق في الآخرين.

٦٠٤ / ٥١ ـ أبو قتادة ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، أنه قال : لست أحب أن أرى الشاب منكم إلا غاديا في حالين : إما عالما أو متعلما ، فإن لم يفعل فرط ، فإن فرط ضيع ، وان ضيع أثم ، وان أثم سكن النار ، والذي بعث محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله بالحق.

٦٥٥ / ٥٢ ـ أبو قتادة ، قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام. يا أبا قتادة ، أتتهادون؟ قال : نعم ، يا بن رسول الله. قال : فاستديموا الهدايا برد المزيد إلى أهلها.

__________________

(١) سورة إبراهيم ١٤ : ٧.

٣٠٣

٦٠٦ / ٥٣ ـ أبو قتادة ، قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : لكل شئ حلية ، وحلية الخوان البقل ، ولا ينبغي للمؤمن أن يجلس إلا حيث ينتهي به الجلوس ، فإن تخطي أعناق الرجال سخافة.

٦٠٧ / ٥٤ ـ أبو قتادة ، قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : إنما الحق منيف (١) فاعملوا به ، ومن سره طول العافية فليتق الله.

٦٠٨ / ٥٥ ـ أبو قتادة ، عن صفوان الجمال ، قال : دخل المعلى بن خنيس على أبي عبد الله عليه‌السلام يودعه وقد أراد سفرا ، فلما ودعه ، قال : يا معلى ، أعزز بالله يعززك.

قال : بماذا ، يا بن رسول الله؟ قال : يا معلى ، خف الله ( تعالى ) يخف منك كل شئ يا معلى ، تحبب إلى إخوانك بصلتهم ، فإن الله جعل العطاء محبة والمنع مبغضة ، فأنتم والله إن تسألوني وأعطيكم فتحبوني أحب إلي من ألا تسألوني فلا أعطيكم فتبغضوني ، ومهما أجرى الله ( عزوجل ) لكم من شئ على يدي فالمحمود الله ( تعالى ) ، ولا تبعدون من شكر ما أجرى الله لكم على يدي.

٦٠٩ / ٥٦ ـ أبو قتادة ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، أنه قال : حقوق شيعتنا علينا أوجب من حقوقنا عليهم.

قيل له : وكيف ذلك ، يا بن رسول الله؟ فقال : لأنهم يصابون فينا ، ولا نصاب فيهم

٦١٠ / ٥٧ ـ أبو قتادة ، قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة ، لأنهم في الآخرة ترجح لهم الحسنات فيجودون بها على أهل المعاصي.

آخر أخبار أبي قتادة. أحاديث الغضائري

__________________

(١) في نسخه : نتف.

٣٠٤

٦١١ / ٥٨ ـ أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله الغضائري ، قال : أخبرنا أبو محمد هارون بن موسى ، قال : حدثنا محمد بن همام ، قال : حدثنا علي بن الحسين الهمداني ، قال : حدثنا محمد بن خالد البرقي ، قال : حدثنا محمد بن سنان ، عن المفضل بن عمر ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : إن الله ( تعالى ) لم يجعل للمؤمن أجلا في الموت ، يبقيه ما أحب البقاء ، فإذا علم منه أنه سيأتي بما فيه بوار دينه قبضه إليه مكرما.

قال أبو علي : فذكرت هذا الحديث لأحمد بن علي بن حمزة مولى الطالبيين ـ وكان راوية للحديث ـ فحدثني عن الحسين بن أسد الطفاوي ، عن محمد بن القاسم بن الفضيل بن يسار ، عن أبيه ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، أنه قال : من يموت بالذنوب أكثر ممن يموت بالآجال ، ومن يعيش بالاحسان أكثر ممن يعيش بالاعمار.

٦١٢ / ٥٩ ـ أخبرنا الحسين بن عبيد الله ، قال : أخبرنا أبو محمد ، قال : حدثنا محمد بن همام ، قال : حدثنا علي بن الحسين الهمداني ، قال : حدثني محمد بن خالد البرقي ، قال : حدثنا محمد بن سنان ، عن المفضل بن عمر ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، عن ابائه عليهم‌السلام ، عن أمير المؤمنين عليه‌السلام ، قال : كان ذات يوم جالسا بالرحبة والناس حوله مجتمعون ، فقام إليه رجل فقال : يا أمير المؤمنين ، إنك بالمكان الذي أنزلك الله به ، وأبوك يعذب بالنار!

فقال له : مه فض الله الله فاك والذي بعث محمدا بالحق نبيا ، لو شفع أبي في كل مذنب على وجه الأرض لشفعه الله ( تعالى ) فيهم ، أبي يعذب بالنار وابنه قسيم النار!

ثم قال : والذي بعث محمدا بالحق نبيا ، إن نور أبي طالب يوم القيامة ليطفئ أنوار الخلق إلا خمسة أنوار : نور محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ونوري ، ونور فاطمة ، ونوري الحسن والحسين ومن ولده من الأئمة ، لان نوره من نورنا الذي خلقه الله ( عزوجل ) من قبل خلق ادم بألفي عام.

٦١٣ / ٦٠ ـ أخبرنا الحسين بن عبيد الله ، قال : أخبرنا أبو محمد ، قال : حدثنا ابن

٣٠٥

همام ، قال : حدثنا الحسين بن أحمد المالكي ، قال : حدثنا محمد بن عيسى بن عبيد ابن يقطين ، قال : حدثنا أبو أيوب يحيى بن زكريا ، قال : حدثنا داود بن كثير بن أبي خالد الرقي ، قال : حدثنا أبو عبد الله عليه‌السلام ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : قال الله ( عزوجل ) : لولا أني استحيي من عبدي المؤمن ، ما تركت عليه خرقة يتوارى بها ، وإذا أكملت له الايمان ابتليته بضعف في قوته وقلة في رزقه ، فإن هو جزع أعدت عليه ، وان صبر باهيت به ملائكتي ، ألا وقد جعلت عليا علما للناس ، فمن تبعه كان هاديا ، ومن تركه كان ضالا ، لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق.

٦١٤ / ٦١ ـ أخبرنا الحسين بن عبيد الله ، قال : أخبرنا أبو محمد ، قال : أخبرنا ابن همام ، قال : حدثنا الحسين بن أحمد المالكي ، قال : حدثنا محمد بن عيسى بن عبيد ، قال : حدثنا أبو أيوب يحيى بن زكريا بن بشر بن محارب بن إسماعيل بن غنام بن خالد ابن زيد أبي أيوب الأنصاري ، عن داود بن كثير الرقي ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله. إن الله ( عزوجل ) خلق المؤمن من عظمة جلاله وقدرته ، فمن طعن عليه ، أو رد عليه قوله ، فقد رد على الله ( عزوجل ).

أحاديث محمد بن أحمد بن أبي الفوارس

٦١٥ / ٦٢ ـ حدثنا أبو الفتح محمد بن أحمد بن أبي الفوارس الحافظ إملاء في مسجد الرصافة جانب الشرقي ببغداد ، في ذي القعدة سنة إحدى عشرة وأربع مائة ، قال : حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم ، قال : حدثنا الحسن بن عتير الوشاء ، قال : حدثنا محمد بن الوزير الواسطي ، قال : حدثنا محمد بن معدان العبدي ، عن ثور بن يزيد ، عن خالد بن معدان ، عن معاذ بن جبل ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله. ما عظمت نعمة الله على عبد إلا عظمت مؤنة الناس عليه ، فمن لم يحتمل تلك المؤنة فقد عرض تلك النعمة للزوال.

٦١٦ / ٦٣ ـ حدثنا أبو الفتح محمد بن أحمد بن أبي الفوارس ، قال : أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد الصائغ ، قال : حدثنا محمد بن إسحاق السراج ، قال : حدثنا قتيبة بن سعيد ، قال : حدثنا حاتم عن بكير بن مسمار ، عن عامر بن سعد ، عن أبيه ،

٣٠٦

قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآلهيقول لعلي عليه‌السلامثلاثا ، فلان تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم ، سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول لعلي ، وخلقه في بعض مغازيه ، فقال : يا رسول الله ، تخلفني مع النساء والصبيان؟ فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أما ترض أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي؟ وسمعته يقول يوم خيبر : لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله. قال : فتطاولنا لها ، قال : ادعوا لي عليا ، فاتى علي أرمد العينين ، فبصق في عينيه ، ودفع إليه الراية ففتح عليه ، ولما نزلت هذه الآية ( ندع أبناءنا وأبناءكم ) (١) دعا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عليا وفاطمة وحسنا وحسينا عليهم‌السلام وقال : اللهم هؤلاء أهلي.

أحاديث أبي منصور السنكري

٦١٧ / ٦٤ ـ حدثنا أبو منصور السكري ، قال : حدثنا جدي علي بن عمر ، قال : حدثنا أبو الفضل عبد الله بن أحمد بن العباس ، قال : حدثنا مهنا بن يحيى ، قال : حدثنا عبد الرزاق ، عن أبيه ، عن مينا ، عن ابن مسعود ، قال : ليلة الجن قال لي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا بن مسعود ، نعيت إلي نفسي. فقلت : استخلف ، يا رسول الله. قال : من؟ قلت : أبا بكر. فاعرض عني ثم قال : يا بن مسعود ، نعيت إلي نفسي. قلت : استخلف. قال : من؟ قلت : عمر. فأعرض عني ، ثم قال : يا بن مسعود ، نعيت إلي نفسي. قلت : استخلف. قال : من؟ قلت عليا. قال : أما إنهم إن أطاعوه دخلوا الجنة أجمعون أكتعون.

٦١٨ / ٦٥ ـ حدثنا أبو منصور السكري ، قال : حدثنا جدي ، قال : حدثنا عيسى ابن سليمان الرزاق ، قال : حدثنا محمد بن حميد ، قال : حدثنا زافر بن سليمان ، قال : حدثنا المسلم بن سعيد ، عن الحكم بن أبان ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما ولد بار نظر في كل يوم إلى أبويه برحمة إلا كان له بكل

__________________

(١) سورة آل عمران ٣ : ٦١.

٣٠٧

نظر في حجة مبرورة. قالوا : يا رسول الله ، وان نظر في كل يوم مائة نظرة؟ قال : نعم الله أكثر وأطيب.

٦١٩ / ٦٦ ـ حدثنا أبو منصور السكري ، قال : حدثني جدي علي بن عمر ، قال : حدثني العباس بن يوسف الشكلي ، قال : حدثنا عبد الله بن هشام ، قال : حدثنا محمد ابن مصعب القرقساني ، قال : حدثنا الهيثم بن جماز ، عن يزيد الرقاشي ، عن أنس بن مالك ، قال : رجعنا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قافلين من تبوك ، فقال لي في بعض الطريق : ألقوا لي الأحلاس والأقتاب ، ففعلوا فصعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فخطب ، فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ، ثم قال : معاشر الناس ، مالي إذا ذكر ال إبراهيم عليه‌السلام تهللت وجوهكم ، وإذا ذكر ال محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله كأنما يفقأ في وجوهكم حب الرمان ، فوالذي بعثني بالحق نبيا ، لو جاء أحدكم يوم القيامة باعمال كأمثال الجبال ولم يجئ بولاية علي بن أبي طالب لأكبه الله ( عزوجل ) في النار.

٦٢٠ / ٦٧ ـ حدثنا أبو منصور السكري ، قال : حدثني جدي علي بن عمر ، قال : حدثنا أبو العباس إسحاق بن مروان القطان ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا عبيد بن مهران العطار ، قال : حدثنا يحيى بن عبد الله بن الحسن ، عن أبيه ، وعن جعفر بن محمد عليهما‌السلام ، عن أبيهما ، عن جدهما ، قالا : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن في الفردوس لعينا أحلى من الشهد ، وألين من الزبد ، وأبرد من الثلج ، وأطيب من المسك ، فيها طينة خلقنا الله ( عزوجل ) منها ، وخلق منها شيعتنا ، فمن لم يكن من تلك الطينة فليس منا ، ولا من شيعتنا ، وهي الميثاق الذي أخذ الله ( عزوجل ) عليه ولاية علي بن أبي طالب. قال عبيد : فذكرت لمحمد بن علي بن الحسين بن علي هذا الحديث ، فقال صدقك يحيى بن عبد الله ، هكذا أخبرني أبي عن جدي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله (١).

٦٢١ / ٦٨ ـ حدثنا أبو منصور السكري ، قال : حدثنا جدي علي بن عمر ، قال : حدثني محمد بن محمد الباغندي ، قال : حدثنا أبو ثور هاشم بن ناجية ، قال : حدثنا

__________________

(١) يأتي في الحديث : ١٣٥٦.

٣٠٨

عطاء بن مسلم الخفاف ، قال : سمعت الوليد بن يسار يذكر عن عمران بن ميثم ، عن أبيه ميثم ، قال : شهدت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام وهو يجود بنفسه ، فسمعته يقول : يا حسن. قال الحسن عليه‌السلام : لبيك يا أبتاه. قال : إن الله ( تعالى ) أخذ ميثاق أبيك ـ وربما قال : أعطى ميثاقي وميثاق كل مؤمن ـ على بغض كل منافق وفاسق ، وأخذ ميثاق كل منافق وفاسق على بغض أبيك.

٦٢٢ / ٦٩ ـ حدثنا أبو منصور السكري ، قال : حدثني جدي علي بن عمر ، قال : حدثنا إسحاق بن مروان ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا حماد بن كثير السراج ، عن أبي خالد ، عن سعد بن طريف ، عن الأصبغ بن نباتة ، عن علي عليه‌السلام ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أنا مدينة الجنة وأنت بابها يا علي ، كذب من زعم أنه يدخلها من غير بابها.

٦٢٣ / ٧٠ ـ حدثنا أبو منصور ، قال : حدثني جدي علي بن عمر ، قال : حدثنا أبو الأزهر أحمد بن الأزهر ، قال : حدثنا عبد الرزاق ، عن معمر ، عن الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله ، عن ابن عباس ، قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي عليه‌السلام : يا علي ، أنت سيد في الدنيا وسيد في الآخرة ، من أحبك فقد أحبني ، ومن أحبني فقد أحب الله ، ومن أبغضك فقد أبغضني ، ومن أبغضني فقد أبغض الله ( عزوجل ).

أحاديث ابن خشيش

٦٢٤ / ٧١ ـ حدثنا محمد بن علي بن خشيش بن نصر بن جعفر ـ بن إبراهيم التميمي في بني فزارة ، قال : حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن علي بن عبد الوهاب الأسفراييني إملاء ، في المسجد الحرام ، في ذي الحجة من سنة ثمان وسبعين وثلاث مائة ، قال : حدثنا أبو سعيد المنذر بن محمد بن المنذر بهراة ، قال : حدثنا يوسف بن موسى المروزي ، قال : حدثنا الحسن بن علي المعاني أبو عبد الله العيني ، قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا مالك ، عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا كان يوم عرفة غفر الله ( تعالى ) للحاج الخلص ، وإذا كان ليلة المزدلفة غفر الله ( تعالى ) للتجار ، وإذا كان يوم منى غفر الله للجمالين ، وإذا كان عند جمرة

٣٠٩

العقبة غفر الله للسؤال ، فلا يشهد خلق ذلك الموقف ممن قال « لا إله إلا الله » إلا غفر الله له.

٦٢٥ / ٧٢ ـ حدثنا محمد بن علي بن خشيش ، قال : حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن ( علي بن ) عبد الوهاب الأسفراييني ، قال : حدثنا أبو عبد الله محمد بن علي ابن خلف البلخي ، قال : حدثنا الحسن بن العلاء ، قال : حدثنا مكي بن إبراهيم ، عن ابن جريج ، عن عطاء ، عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ليس من مات فاستراح بميت ، إنما الميت ميت الاحياء (١).

٦٢٦ / ٧٣ ـ حدثنا محمد بن علي بن خشيش ، قال : حدثنا محمد ، قال : حدثنا محمد بن علي بن الحسين ، قال : حدثنا علي بن عبد الله ، قال : حدثنا محمد بن إسحاق الضبي ، قال : حدثنا نصر بن حماد ، قال : حدثنا شعبة ، عن السدي ، عن مقسم ، عن ابن عباس ، قال : وقف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله على قتلى بدر فقال : جزاكم الله من عصابة شرا ، لقد كذبتموني صادقا وخونتم أمينا. ثم التفت إلى أبي جهل بن هشام ، فقال : إن هذا أعتى على الله من فرعون ، إن فرعون لما أيقن بالهلاك وحد الله ، وان هذا لما أيقن بالهلاك دعا باللات والعزى.

٦٢٧ / ٧٤ ـ حدثنا محمد بن علي بن خشيش ، قال : حدثنا أبو إسحاق إبراهيم ابن محمد بن أحمد بن عثمان الدينوري ، نزيل مكة بها ، قال : حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ، قال : حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني ، قال : حدثنا إسحاق بن سعيد ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قال : أتى رجل إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال : ما عمل إن عملت به دخلت الجنة؟ قال : اشتر سقاء جديدا ، ثم اسق فيه حتى تخرقه ، فإنك لا تخرقه حتى تبلغ به عمل الجنة.

٦٢٨ / ٧٥ ـ حدثنا محمد بن علي بن خشيش ، قال : حدثنا أبو محمد عبد الغني بن سعيد الأزدي المصري الحافظ إملاء من حفظه ، في المسجد الحرام ،

__________________

(١) الظاهر أنه مطابق للشعر من غير قصد.

٣١٠

في ذي الحجة سنة ثمان وسبعين وثلاث مائة ، قال : حدثنا عثمان بن محمد السمرقندي ، قال : حدثنا محمد بن حماد الظهراني ، قال : حدثنا عبد الرزاق ، عن سفيان الثوري ، عن أبي معشر ، عن سعيد المقبري ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال : دعوة المظلوم مستجابة وان كانت من فاجر مخوف على نفسه. قال عبد الرزاق : ثم لقيت أبا معشر فحدثني به.

٦٢٩ / ٧٦ ـ حدثنا محمد بن علي بن خشيش ، قال : حدثنا أحمد ، قال : حدثنا سليمان بن أحمد الطبراني بأصبهان ، قال : حدثنا عمرو بن ثور الجذامي ، قال : حدثنا محمد بن يوسف الفريابي ، قال : حدثنا سفيان الثوري ، عن عبد الرحمن بن القاسم ، عن أبيه ، عن عائشة ، قالت : ما شبع آل محمد عليهم‌السلام ثلاثة أيام تباعا حتى لحق بالله ( عزوجل ).

٦٣٠ / ٧٧ ـ حدثنا محمد بن علي بن خشيش ، قال : حدثنا أحمد ، قال : حدثنا الحسن بن أبي الحسن العسكري بمصر ، قال : حدثنا الحسين بن حميد العكي ، قال : حدثنا زهير بن عباد الرواسي ، قال : حدثنا أبو بكر بن شعيب ، قال : حدثنا مالك بن أنس ، عن الزهري ، عن عمرو بن الشريد ، عن فاطمة ، قالت : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من تختم بالعقيق لم يزل يرى خيرا.

٦٣١ / ٧٨ ـ حدثنا محمد بن علي بن خشيش ، قال : حدثنا محمد ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله ، قال : حدثنا عبد الله بن محمود ، قال : حدثنا صخر ابن محمد الحاجبي ، قال : حدثنا الليث بن سعد ، عن الزهري ، عن أنس ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : بجلوا المشايخ ، فإن من إجلال الله تبجيل المشايخ.

٦٣٢ / ٧٩ ـ حدثنا محمد بن علي بن خشيش ، قال : حدثنا أبو إسحاق إبراهيم ابن أحمد الدينوري بمكة ، قال : حدثنا عبد الله بن حمدان بن وهب ، قال : حدثنا أبو سعيد الأشج ، قال : حدثنا عقبة بن خالد ، قال : حدثنا موسى بن محمد بن إبراهيم التيمي ، عن أبيه ، عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا أكلتم فاخلعوا نعالكم ، فإنه أروح لأقدامكم.

٣١١

٦٣٣ / ٨٠ ـ حدثنا محمد بن علي بن خشيش ، قال : حدثنا أبو ذر ، قال : حدثنا عبد الله ، قال : حدثني الأحمسي ، قال : حدثنا ابن أبي حماد قال : حدثنا يحيى بن سلمة ، عن أبيه ، عن أبي صادق ، عن عليم ، قال : سمعت سلمان يقول ، إن أول هذه الأمة ورودا على نبيها أولها إسلاما علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، وإن خراب هذا البيت على يد رجل من آل فلان.

٦٣٤ / ٨١ ـ حدثنا محمد بن علي بن خشيش ، قال : حدثنا أبو ذر ، قال : حدثنا عبد الله ، قال : حدثنا الفضل بن يوسف ، قال : حدثنا مخول ، قال : حدثنا منصور ـ يعني أبى أبي الأسود ـ عن أبيه ، عن الشعبي ، عن الحارث ، عن علي عليه‌السلام ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة.

٦٣٥ / ٨٢ ـ حدثنا محمد بن خشيش ، قال : حدثنا أبو الحسين يحيى ابن الحسين بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن العلاء بن الحسين بن عبد الله ابن المغيرة بن العلا بن أبي ربيعة بن علقمة بن المطلب بن عبد المناف ، في منزلة بمدينة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : حدثنا أبو طاهر أحمد بن عمرو المديني ، قال : حدثنا يونس بن عبد الاعلي الصدفي ، قال : حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري ، عن أنس بن مالك : أن رجلا سأل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عن الساعة ، فقال : ما أعددت لها؟ قال : حب الله ورسوله ، قال : أنت مع من أحببت.

٦٣٦ / ٨٣ ـ حدثنا محمد بن علي بن خشيش ، قال : حدثنا محمد بن أحمد بن ( علي بن ) عبد الوهاب ، قال : حدثنا محمد بن محمد بن يحيى ، قال : حدثنا الحسن بن علي ، قال : حدثنا اللؤلؤي ، قال حدثنا شعبة عن توبة العنبري ، عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : عليكم بالوجوه الملاح والحدق السود ، فإن الله يستحي أن يعذب الوجه المليح بالنار.

٦٣٧ / ٨٤ ـ حدثنا محمد بن علي بن خشيش ، قال : حدثنا أبو الحسن علي بن القاسم بن يعقوب بن عيسى بن الحسن بن جعفر بن إبراهيم القيسي الخزاز إملاء في منزلة ، قال : حدثنا أبو زيد محمد بن الحسين بن مطاع المسلي إملاء ، قال : حدثنا أبو

٣١٢

العباس أحمد بن جبر القواس خال ابن كردي ، قال : حدثنا محمد بن سلمة الواسطي ، قال : حدثنا يزيد بن هارون ، قال : حدثنا ثابت ، عن أنس ابن مالك ، قال : ركب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ) ذات يوم بغلته ، فانطلق إلى جبل آل فلان ، وقال : يا أنس ، خذ البغلة وانطلق إلى موضع كذا وكذا ، تجد عليا جالسا يسبح بالحصى ، فاقرأه مني السلام واحمله على البغلة وآت به إلي.

قال أنس : فذهبت فوجدت عليا عليه‌السلام كما قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فحملته على البغلة فأتيت به إليه ، فلما أن بصر به رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ) قال : السلام عليك يا رسول الله ، قال : وعليك السلام يا أبا الحسن ، فإن هذا موضع قد جلس فيه سبعون نبيا مرسلا ، ما جلس فيه من الأنبياء أحد إلا وأنا خير منه ، وقد جلس في موضع كل نبي أخ له ما جلس من الاخوة أحد إلا وأنت خير منه.

قال أنس : فنظرت إلى سحابة قد أظلتهما ودنت من رؤوسهما ، فمد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يده إلى السحابة ، فتناول عنقود عنب فجعله بينه وبين علي ، وقال : كل يا أخي ، فهذه هدية من الله ( تعالى ) إلى ثم إليك.

قال أنس : فقلت : يا رسول الله ، علي أخوك؟ قال : نعم ، علي أخي ، فقلت يا رسول الله ، صف لي كيف علي أخوك؟ قال : إن الله ( عزوجل ) خلق ماء تحت العرش قبل أن يخلق آدم بثلاثة آلاف عام ، وأسكنه في لؤلؤة خضراء في غامض علمه إلى أن خلق آدم ، فلما أن خلق آدم نقل ذلك الماء من اللؤلؤة فأجراه في صلب آدم إلى أن قبضه الله ، ثم نقله إلى صلب شيث ، فلم يزل ذلك الماء ينتقل من ظهر إلى ظهر حتى صار في صلب عبد المطلب ، ثم شقه الله ( عزوجل بنصفين ، فصار نصفه في أبي عبد الله بن عبد المطلب ، ونصف في أبي طالب ، فأنا من نصف الماء وعلي بن النصف الآخر ، فعلي أخي في الدنيا والآخرة ، ثم قرأ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ( وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا ) (١).

__________________

(١) سورة الفرقان ٢٥ : ٥٤

٣١٣

٦٣٨ / ٨٥ ـ أخبرنا ابن خشيش ، عن أبي المفضل محمد بن عبيد الله بن المطلب الشيباني ، قال : حدثنا محمد بن علي بن معمر الكوفي بواسط ، قال : حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، قال : حدثنا محمد بن أبي عمير ومحمد بن سنان ، عن هارون بن خارجة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : سمعته يقول : بينا الحسين عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إذ أتاه جبرئيل عليه‌السلام ، فقال : يا محمد ، أتحبه؟ قال : نعم ، قال : أما إن أمتك ستقتله ، فحزن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لذلك حزنا شديدا ، فقال جبرئيل عليه‌السلام : أيشرك إن أريك التربة التي يقتل فيها؟ قال : نعم ، قال : فخسف جبرئيل عليه‌السلام ما بين مجلس رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى كربلاء حتى التقت القطعتان هكذا ـ وجمع بين السبابتين ـ فتناول بجناحيه من التربة فناولها لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ثم دحا الأرض من طرف العين ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : طوبى لك من تربة ، وطوبى لمن يقتل فيك.

٦٣٩ / ٨٦ ـ أخبرنا ابن خشيش ، قال : حدثنا محمد بن عبد الله ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد أبو العباس الهمداني ، قال : حدثنا إبراهيم بن عبد الله الخصاف النحوي ، قال : حدثنا محمد بن سلمة بن أرتبيل ، قال : حدثنا يونس بن أرقم ، عن الأعمش ، عن سالم بن أبي الجعد ، عن أنس بن مالك : أن عظيما عن عظماء الملائكة استأذن ربه ( عزوجل ) في زيارة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فأذن له ، فبينما هو عنده إذ دخل عليه الحسين عليه‌السلام فقبله النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وأجلسه في حجره ، فقال له الملك : أتحبه؟ قال : أجل أشد الحب ، إنه ابني ، قال له : إن أمتك ستقتله ، قال : أمتي تقتل ابني هذا؟ قال : نعم ، وإن شئت أريتك من التربة التي يقتل عليها ، قال نعم ، فأراه تربة حمراء طيبة الريح ، فقال : إذا صارت هذه التربة دما عبيطا فهو علامة قتل ابنك هذا ، قال سالم بن أبي الجعد : أخبرت أن الملك كان ميكائيل عليه‌السلام.

٦٤٠ / ٨٧ ـ أخبرنا ابن خشيش ، قال : حدثنا محمد بن عبد الله ، قال : حدثنا علي بن محمد بن مخلد الجعفي من أصل كتابه بالكوفة ، قال : حدثنا محمد بن سالم ابن عبد الرحمن الأزدي ، قال : حدثني غوث بن مبارك الخثعمي ، قال : حدثنا عمرو

٣١٤

ابن ثابت ، عن أبيه أبي المقدام ، عن سعيد بن جبير ، عن عبد الله بن عباس ، قال : بينا أنا راقد في منزلي إذ سمعت صراخا عظيما عاليا من بيت أم سلمة زوج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فخرجت يتوجه بن قائدي إلى منزلها ، وأقبل أهل المدينة إليها الرجال والنساء ، فلما انتهيت إليها قلت : يا أم المؤمنين ، ما بالك تصرخين وتغوثين؟ فلم تجبني ، وأقبلت على النسوة الهاشميات وقالت : يا بنات عبد المطلب اسعدنني وابكين معي ، فقد والله قتل سيدكن وسيد شباب أهل الجنة ، قد والله قتل سبط رسول الله وريحانته الحسين.

فقيل : يا أم المؤمنين ، ومن أين علمت ذلك؟ قالت : رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في المنام الساعة شعثا مذعورا ، فسألته عن شأنه ذلك ، فقال : قتل ابني الحسين وأهل بيته اليوم فدفنتهم ، والساعة فرغت من دفنهم ، قالت : فقمت حتى دخلت البيت وأنا لا أكاد أن أعقل ، فنظرت فإذا بتربة الحسين التي أتى بها جبرئيل من كربلاء ، فقال : إذا صارت هذه التربة دما فقد قتل ابنك ، وأعطانيها النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال : اجعلني هذه التربة في زجاجة ـ أو قال : في قارورة ـ ولتكن عندك ، فإذا صارت دما عبيطا فقد قتل الحسين ، فرأيت القارورة الان وقد صارت دما عبيطا تفور.

قال : وأخذت أم سلمة من ذلك الدم فلطخت به وجهها ، وجعلت ذلك اليوم مأتما ومناحة على الحسين عليه‌السلام ، فجاءت الركبان بخبره ، وأنه قتل في ذلك اليوم.

قال عمرو بن ثابت قال أبي : فدخلت على أبي جعفر محمد بن علي عليه‌السلام ، منزلة ، فسألته عن هذا الحديث ، وذكرت له رواية سعيد بن جبير هذا الحديث عن عبد الله بن عباس ، فقال : أبو جعفر عليه‌السلام : حدثنيه عمر بن أبي سلمة ، عن أمة أم سلمة.

قال ابن عباس : في رواية سعيد بن جبير عنه قال : فلما كانت الليلة رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في منامي أغبر أشعث ، فذكرت له ذلك وسألته عن شأنه ، فقال لي : ألم تعلمي أني فرغت من دفن الحسين وأصحابه.

٣١٥

قال عمرو بن أبي المقدام : فحدثني سدير ، عن أبي جعفر عليه‌السلام : أن جبرئيل جاء إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بالتربة التي يقتل عليها الحسين عليه‌السلام ، قال أبو جعفر : فهي عندنا.

٦٤١ / ٨٨ ـ أخبرنا ابن خشيش ، عن محمد بن عبد الله ، قال : حدثنا هاشم بن نقية الموصلي الدقاق ، قال : حدثنا جعفر بن محمد بن جعفر المدائني الثقفي ، قال : حدثنا زياد بن عبد الله البكائي ، عن ليث بن أبي سليم ، عن جدير ـ أو جد مر ـ بن عبد الله المازني ، عن زيد مولى زينب بنت جحش ، عن زينب بنت جحش ، قالت : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ذات يوم عندي نائما ، فجاء الحسين عليه‌السلام فجعلت أعلله مخافة أن يوقظ النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فغفلت عنه ، فدخل واتبعته ، فوجدته وقد قعد على بطن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فوضع زبيبته في سرة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : فجعل يبول عليه ، فأردت أن آخذه عنه ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : دعي ابني يا زينب حتى يفرغ من بوله ، فلما فرغ توضأ النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وقام يصلي ، فلما سجد ارتحله الحسين عليه‌السلام فلبث البني صلى‌الله‌عليه‌وسلم بحاله حتى نزل ، فلما قام عاد الحسين عليه‌السلام فحمله حتى فرغ من صلاته ، فبسط لا نبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يده وجعل يقول : أرني أرني ، يا جبرئيل.

فقلت : يا رسول الله ، لقد رأيتك اليوم صنعت شيئا ما رأيتك صنعته قط ، قال : نعم ، جاءني عليه‌السلام فعزاني في ابني الحسين ، وأخبرني أن أمتي تقتله ، وأتاني بتربة حمراء.

قال زياد بن عبد الله : أنا شككت في اسم الشيخ جدير أو جد مر بن عبد الله ، وقد أثنى عليه ليث خيرا ، وذكر من فضله.

٦٤٢ / ٨٩ ـ أخبرنا ابن خشيش ، قال : أخبرنا محمد بن عبد الله ، قال : حدثنا أبو الخليل العباس بن خليل بن جابر الطائي إمام حمص ، قال : حدثنا محمد بن هاشم البعلبكي ، قال : حدثنا سويد بن عبد العزيز ، عن داود بن عيسى الكوفي ، عن عمارة بن غزية ، عن محمد بن إبراهيم ، عن أبي سلمة ، عن عائشة : أن رسول

٣١٦

الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أجلس حسينا على فخذه فجعل يقبله ، فقال جبرئيل : أتحب ابنك هذا؟ قال : نعم ، قال : فإن أمتك ستقتله بعدك ، فدمعت عينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال له : إن شئت أريتك من تربته التي يقتل عليها؟ قال : نعم ، فأراه جبرئيل عليه‌السلام تراب من تراب الأرض التي يقتل عليها وقال : تدعي الطف.

٦٤٣ / ٩٠ ـ أخبرنا ابن خشيش ، عن محمد بن عبد الله ، قال حدثنا محمد بن القاسم بن زكريا المحاربي قال : حدثنا الحسن بن محمد بن عبد الواحد الخزاز ، قال : حدثني يوسف بن كليب المسعودي ، عن عامر بن كثير ، عن أبي الجارود ، قال حفر عند قبر الحسين عليه‌السلام عند رأسه وعند رجليه أول ما حفر فأخرج مسلك أذفر لم يشكوا فيه.

٦٤٤ / ٩١ ـ أخبرنا ابن خشيش ، عن محمد بن عبد الله ، قال : محمد بن محمد بن معقل العجلي القرميسيني بسهرورد ، قال : حدثنا محمد بن أبي الصهبان الذهلي ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي ، عن كرام بن عمرو الخثعمي ، عن محمد بن مسلم ، قال : سمعت أبا جعفر وجعفر بن محمد عليهما‌السلام يقولان : أن الله ( تعالى ) عوض الحسين عليه‌السلام من قتله أن جعل الإمامة في ذريته ، والشفاء في تربته ، وإجابة الدعا عند قبره ، ولا تعد أيام زائريه جائيا وراجعا من عمره.

قال محمد بن مسلم : فقلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : هذا الجلال ينال بالحسين عليه‌السلام فماله في نفسه؟ قال : إن الله ( تعالى ) ألحقه بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فكان معه في درجته ومنزلته ، ثم تلا أبو عبد الله ( والذين امنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم ) (١) الآية.

٦٤٥ / ٩٢ ـ أخبرنا ابن خشيش ، عن محمد بن عبد الله ، قال : حدثنا حميد بن زيادالدهقان إجازة بخطه في سنة تسع وثلاث مائة ، قال : حدثنا عبيدالله بن أحمد بن

__________________

(١) سورة الطور ٥٢ : ٢١

٣١٧

نهيك أبو العباس الدهقان ، قال : حدثن سعيد بن صالح ، قال : حدثنا الحسن بن علي ابن أبي المغيرة ، عن الحارث بن المغيرة النصري ، قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : إني رجل كثير العلل والأمراض ، وما تركت دواء تداويت به فما انتفعت بشئ منه.

فقال لي أين أنت عن طين قبر الحسين بن علي عليه‌السلام ، فإن فيه شفاء من كل داء ، وأمنا من كل خوف ، فإذا أخذته فقل هذا الكلام : « اللهم إني أسألك بحق هذه الطينة ، وبحق الملك الذي أخذها ، وبحق النبي الذي قبضها ، وبحق الوصي الذي حل فيها ، صلى على على محمد وأهل بيته ، وافعل بي كذا وكذا ».

قال : ثم قال لي أبو عبد الله عليه‌السلام : أما الملك الذي قبضها فهو جبرئيل عليه‌السلام ، وأراها النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : هذه تربة ابنك الحسين ، تقتله أمتك من بعدك ، والذي قبضها فهو محمد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأما الوصي الذي حل فهيا فهو الحسن عليه‌السلام والشهداء ( رضي‌الله‌عنهم ).

قلت : قد عرفت ـ جعلت فداك ـ الشفاء من كل داء فكيف الامن من كل خوف؟ فقال : إذا خفت سلطانا أو غير سلطان فلا تخرجن من منزلك إلا ومعك من طين قبر الحسين عليه‌السلام ، فتقول : « اللهم إني أخذته من قبر وليك وابن وليك ، فاجعله لي أمنا وحرزا لما أخاف وما لا أخاف » فإنه قد يرد ما لا يخاف.

قال الحارث بن المغيرة : فأخذت كما أمرني ، وقلت ما قال لي فصح جسمي ، وكان لي أمانا من كل ما خفت وما لم أخف ، كما قال أبو عبد الله عليه‌السلام ، فما رأيت مع ذلك بحمد الله مكروها ولا محذورا.

٦٤٦ / ٩٣ ـ أخبرنا ابن خشيش ، عن محمد بن عبد الله ، قال : حدثني محمد بن محمد بن معقل القرميسيني العجلي ، قال : حدثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي الأحمري ، قال : حدثنا عبد الله بن حماد الأنصاري ، عن زيد أبي أسامة ، قال : كنت في جماعة من عصابتنا بحضرة سيدنا الصادق عليه‌السلام ، فأقبل علينا أبو عبد الله عليه‌السلام ، فقال : إن الله ( تعالى ) جعل تربة جدي الحسين عليه‌السلام شفاءمن كل داء وأمانا من كل خوف ، فإذا تناولها أحدكم فليقبلها وليضعها على عينيه ، وليمرها

٣١٨

على سائر جسده ، وليقل : ( اللهم بحق هذه التربة ، وبحق من حل بها وثوى فيها ، وبحق أبيه وأمه وأخيه والأئمة من ولده ، وبحق الملائكة الحافين به إلا جعلتها شفاء من كل داء ، وبرءا من كل مرض ، ونجاة من كل آفة ، وحرزا مما أخاف وأحذر ) ثم يستعملها.

قال أبو أسامة : فإني استعملتها من دهري الأطول ، كما قال ووصف أبو عبد الله ، فما رأيت بحمد الله مكروها.

٦٤٧ / ٩٤ ـ أخبرنا ابن خشيش ، عن محمد بن عبد الله ، قال : حدثني أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني ، قال : حدثنا علي بن الحسن بن علي بن فضال ، قال : حدثنا جعفر بن إبراهيم بن ناجية ، قال : حدثنا سعد بن سعيد الأشعري ، عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام ، قال. سألته عن الطين الذي يؤكل يأكله الناس.

فقال : كل طين حرام كالميتة والدم وما أهل لغير الله به ما خلا طين قبر الحسين عليه‌السلام ، فإنه شفاء من كل داء.

٦٤٨ / ٩٥ ـ أخبرنا ابن خشيش ، عن محمد بن عبد الله ، قال. حدثنا عمر بن الحسين بن علي بن مالك القاضي الشيباني ببغداد ، قال : حدثنا المنذر بن محمد القابوسي ، قال : حدثنا الحسين بن محمد أبو عبد الله الأزدي ، قال : حدثنا أبي ، قال : صليت في جامع المدينة وإلى جانبي رجلان على أحدهما ثياب السفر ، فقال أحدهما لصاحبه : يا فلان ، أما علمت أن طين قبر الحسين عليه‌السلام شفاء من كل داء ، وذلك أنه كان بي وجع الجوف فتعالجت بكل دواء فلم أجد فيه عافية ، وخفت على نفسي وأيست منها ، وكانت عندنا امرأة من أهل الكوفة عجوز كبيرة ، فدخلت علي وأنا في أشد ما بي من العلة ، فقالت لا : يا سالم ، ما أرى علتك كل يوم إلا زائدة؟ فقلت لها : نعم. قالت : فهل لك أن أعالجك فتبرأ بإذن الله ( عزوجل )؟ فقلت لها : ما أنا إلى شئ أحوج مني إلى هذا؟ فسقتني ماء في قدح ، فسكتت عني العلة ، وبرأت حتى كأن لم تكن بي علة قط.

فلما كان بعد أشهر دخلت علي العجوز فقلت لها : بالله عليك يا سلمة ـ وكان اسمها سلمة ـ بماذا داويتني؟ فقالت : بواحدة مما في هذه السبحة ـ من سبحة كانت

٣١٩

في يدها ـ فقلت : وما هذه السبحة؟ فقالت : إنها من طين قبر الحسين عليه‌السلام. فقلت لها : يا رافضية داويتني بطين قبر الحسين! فخرجت من عندي مغضبة ورجعت والله علتي كأشد ما كانت وأنا أقاسي منها الجهد والبلاء ، وقد والله خشبت على نفسي ، ثم أذن المؤذن فقاما يصليان وغابا عني.

٦٤٩ / ٩٦ ـ خبرنا ابن خشيش ، قال : حدثني محمد بن عبد الله ، قال : حدثني الفضل بن محمد بن أبي طاهر الكاتب ، قال : حدثنا أبو عبد الله محمد بن موسى السريعي الكاتب ، قال : حدثني أبي موسى بن عبد العزيز ، قال : لقيني يوحنا بن سراقيون النصراني المتطبب في شارع أبي أحمد فاستوقفني ، وقال لي : بحق نبيك ودينك ، من هذا الذي يزور قبره قوم منكم بناحية قصر ابن هبيرة ، من هو من أصحاب نبيكم؟ قلت : ليس هو من أصحابه هو ابن بنته ، فما دعاك إلى المسألة عنه؟ فقال : له عندي حديث طريف. فقلت : حدثني به.

فقال : وجه إلي سابور الكبير الخادم الرشيدي في الليل ، فصرت إليه فقال لي : تعال معي ، فمضى وأنا معه حتى دخلنا على موسى بن عيسى الهاشمي ، فوجدناه زائل العقل متكئا على وسادة ، وإذا بين يديه طست فيها حشو جوفه ، وكان الرشيد استحضره من الكوفة ، فأقبل سابور على خادم كان من خاصة موسى ، فقال له : ويحك ما خبره؟ فقال له : أخبرك أنه كان من ساعة جالسا وحوله ندماؤه ، وهو من أصح الناس جسما وأطيبهم نفسا ، إذ جرى ذكر الحسين بن علي عليه‌السلام قال يوحنا : هذا الذي سألتك عنه.

فقال موسى : إن الرافضة لتغلو فيه حتى إنهم فيما عرفت يجعلون تربته دواء يتداوون به. فقال له رجل من بني هاشم كان حاضرا : قد كانت بي علة غليظة فتعالجت لها بكل علاج ، فما نفعني ، حتى وصف لي كاتبي أن آخذ من هذه التربة ، فأخذتها فنفعني الله بها ، وزال عني ما كنت أجده.

قال : فبقي عندك منها شئ؟ قال : نعم. فوجه فجاءوه منها بقطعة فناولها موسى بن عيسى فاخذها موسى فاستدخلها دبره استهزاء بمن تداوى بها واحتقارا

٣٢٠