الأمالي

أبي جعفر محمّد بن الحسن بن علي بن الحسن الطّوسي [ شيخ الطائفة ]

الأمالي

المؤلف:

أبي جعفر محمّد بن الحسن بن علي بن الحسن الطّوسي [ شيخ الطائفة ]


المحقق: مؤسسة البعثة
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الثقافة للطباعة والنشر
الطبعة: ١
الصفحات: ٨٨٨

فسار ابن الأشتر حتى أتى المدائن ، ثم سار يريد ابن زياد ، فشخص المختار عن الكوفة لما أتاه ان ابن الأشتر فد ارتحل من المدائن ، وأقبل حتى نزل المدائن ، فلما نزل ابن الأشتر نهر الخازر بالموصل أقبل ابن زياد في الجموع ، ونزل على أربعة فراسخ من عسكر ابن الأشتر ، ثم التقوا فحض ابن الأشتر أصحابه وقال : يا أهل الحق وأنصار الدين ، هذا ابن زياد قاتل الحسين بن علي وأهل بيته عليهم‌السلام قد أتاكم الله به وبحزبه حزب الشيطان ، فقاتلوهم بنية وصبر ، لعل الله يقتله بأيديكم ، ويشفي صدوركم.

وتزاحفوا ونادى أهل العراق : يا لثارات الحسين ، فجال أصحاب ابن الأشتر جولة ، فناداهم : يا شرطة الله الصبر الصبر ، فتراجعوا فقال لهم عبد الله بن يسار بن أبي عقب الدؤلي : حدثني خليلي أنا نلقى أهل الشام على نهر يقال له الخازر ، فيكشفونا حتى نقول : هي هي ، ثم نكر عليهم فنقتل أميرهم ، فأبشروا واصبروا فإنكم لهم قاهرون.

ثم حمل ابن الأشتر رحمه‌الله عشيا فخالط القلب ، وكسرهم أهل العراق فركبوهم يقتلونهم ، فانجلت الغمة وقد قتل عبيد الله بن زياد وحصين بن نمير وشرحبيل ابن ذي الكلاع وابن حوشب وغالب الباهلي وعبد الله بن إياس السلمي وأبو الأشرس الذي كان على خراسان وأعيان أصحابه ( لعنهم الله ).

فقال ابن الا شتر : إني رأيت بعدما انكشفت الناس طائفة منهم قد صبرت تقاتل ، فأقدمت عليهم ، وأقبل رجل اخر في كبكبة كأنه بغل أقمر (١) ، يفري الناس ، لا يدنو منه أحد إلا صرعه ، فدنا مني فضربت يده فأبنتها ، وسقط على شاطئ النهر ، فشرقت يداه وغربت رجلاه ، فقتلته ووجدت منه ريح المسك ، وأظنه ابن زياد فاطلبوه ، فجاء رجل فنزع خفيه وتأمله ، فإذا هو ابن زياد ( لعنه الله ) على ما وصف ابن الأشتر ، فاحتز رأسه ، واستوقدوا عامة الليل بجسده ، فنظر إليه مهران مولى زياد وكان

__________________

(١) الكبكبة : جماعة الخيل ، الأقمر : الأبيض المشوب بكدرة ، وقيل : ما كان لونه إلى الخضرة.

٢٤١

يحبه حبا شديدا ، فحلف ألا يأكل شحما أبدا ، وأصبح الناس فحووا ما في العسكر وهرب غلام لعبيد الله إلى الشام ، فقال له عبد الملك بن مروان : متى عهدك بابن زياد؟ فقال : جال الناس وتقدم فقاتل ، وقال : ائتني بجرة فيها ماء ، فأتيته فاحتملها فشرب منها وصب الماء بين درعه وجسده ، وصب على ناصية فرسه فصهل ثم أقحمه ، فهذا آخر عهدي به.

قال : وبعث ابن الأشتر برأس ابن زياد إلى المختار وأعيان من كان معه ، فقدم بالرؤوس والمختار يتغدى ، فألقيت بين يديه ، فقال : الحمد لله رب العالمين ، وضع رأس الحسين بن علي عليه‌السلام بين يدي ابن زياد ( لعنه الله ) وهو يتغدى ، وأتيت برأس ابن زياد وأنا أتغدى.

قال : رأينا حية بيضاء تخلل الرؤوس حتى دخلت في أنف ابن زياد وخرجت من أذنه ، ودخلت في أذنه وخرجت من أنفه ، فلما فرغ المختار من الغداء قام فوطئ وجه ابن زياد بنعله ثم رمى بها إلى مولى له وقال : اغسلها فإني وضعتها على وجه نجس كافر.

وخرج المختار إلى الكوفة ، وبعث برأس ابن زياد ورأس حصين بن نمير ورأس شرحبيل بن ذي الكلاع مع عبد الرحمن بن أبي عمير الثقفي وعبد الله بن شداد الجشمي والسائب بن مالك الأشعري إلى محمد بن الحنفية بمكة وعلي بن الحسين عليه‌السلام يومئذ بمكة ، وكتب إليه معهم : « أما بعد ، فإني بعثت أنصارك وشيعتك إلى عدوك يطلبونه بدم أخيك المظلوم الشهيد ، فخرجوا محتسبين محنقين آسفين ، فلقوهم دون نصيبين فقتلهم رب العباد ، والحمد لله رب العالمين الذي طلب لكم الثأر ، وأدرك لكم رؤساء أعدائكم ، فقتلهم في كل فج وغرقهم في كل بحر ، فشفى بذلك صدور قوم مؤمنين ، وأذهب غيظ قلوبهم ».

وقدموا بالكتاب والرؤوس عليه ، فبعث برأس ابن زياد إلى علي بن الحسين عليهما‌السلام فأدخل عليه وهو يتغدى ، فقال علي بن الحسين عليهما‌السلام :

٢٤٢

أدخلت على ابن زياد وهو يتغذى ورأس أبي بين يديه ، فقلت : اللهم لا تمتني حتى تريني رأس ابن زياد وأنا أتغدى ، فالحمد لله الذي أجاب دعوتي. ثم أمر فرمي به ، فحمل إلى ابن الزبير ، فوضعه ابن الزبير على قصبة ، فحركتها الريح فسقط ، فخرجت حية من تحت الستار فأخذت بأنفه ، فأعادوا القصبة فحركتها الريح فسقط ، فخرجت الحية فأزمت (١) بأنفه ، فعل ذلك ثلاث مرات ، فامر ابن الزبير فالقي في بعض شعاب مكة.

قال : وكان المختار رحمه‌الله قد سئل في أمان عمر بن سعد بن أبي وقاص ، فأمنه على أن لا يخرج من الكوفة فإن خرج منها فدمه هدر. قال : فأتى عمر بن سعد رجل فقال : إني سمعت المختار يحلف ليقتلن رجلا ، والله ما أحسبه غيرك. قال : فخرج عمر حتى أتى الحمام فقيل له : أترى هذا يخفى على المختار؟ فرجع ليلا فدخل داره ، فلما كان الغد غدوت فدخلت على المختار ، وجاء الهيثم بن الأسود فقعد ، فجاء حفص ابن عمر بن سعد ، فقال للمختار : يقول لك أبو حفص : أنزلنا بالذي كان بيننا وبينك قال : اجلس ، فدعا المختار أبا عمرة ، فجاء رجل قصير يتخشخش (٢) في الحديد فساره ، ودعا برجلين فقال : اذهبا معه ، فذهب فوالله ما أحسبه بلغ دار عمر بن سعد حتى جاء برأسه ، فقال المختار لحفص : أتعرف هذا؟ فقال : إنا لله وإنا إليه راجعون ، نعم. قال : يا أبا عمرة ألحقه به؟ فقتله. فقال المختار رحمه‌الله : عمر بالحسين ، وحفص بعلي بن الحسين ، ولا سواء.

قال : واشتد أمر المختار بعد قتل ابن زياد وأخاف الوجوه وقال : لا يسوغ لي طعام ولا شراب حتى أقتل قاتلة الحسين بن علي عليه‌السلام وأهل بيته ، وما من ديني أترك أحدا منهم حيا. وقال : أعلموني من شرك في دم الحسين وأهل بيته ، فلم يكن يؤتونه برجل فيقولون هذا من قتلة الحسين أو من أعان عليه إلا قتله ، وبلغه أن شمر

__________________

(١) أزمه : عضه.

(٢) تخشخش السلاح : سمع له صوت عند اصطكاكه.

٢٤٣

ابن ذي الجوشن ( لعنه الله ) أصاب مع الحسين (١) إبلا فأخذها ، فلما قدم الكوفة نحرها وقسم لحومها. فقال المختار : احصوا لي كل دار دخل فيها شئ من ذلك اللحم ، فأحصوها فأرسل إلى من كان أخذ منها شيئا فقتلهم وهدم دورا بالكوفة.

وأتي المختار بعبد الله بن أسيد الجهني ومالك بن الهيثم البدائي (٢) من كندة وحمل بن مالك المحاربي ، فقال : يا أعداء الله ، أين الحسين بن علي؟ قالوا : أكرهنا على الخروج إليه. قال : أفلا مننتم عليه وسقيتموه من الماء ، وقال للبدائي : أنت صاحب برنسه لعنك الله. قال : لا. قال : بلى. ثم قال : اقطعوا يديه ورجليه ، ودعوه يضطرب حتى يموت ، فقطعوه ، وأمر بالآخرين فضربت أعناقهما ، وأتى بقراد بن مالك وعمرو بن خالد وعبد الرحمن البجلي وعبد الله بن قيس الخولاني فقال لهم : يا قتلة الصالحين ، ألا ترون الله بريئا منكم ، لقد جاءكم الورس بيوم نحس ، فأخرجهم إلى السوق فقتلهم.

وبعث المختار معاذ بن هانئ الكندي وأبا عمرة كيسان إلى دار خولي بن يزيد الأصبحي ـ وهو الذي حمل رأس الحسين عليه‌السلام إلى ابن زياد ـ فأتوا داره فاستخفى في المخرج ، فدخلوا عليه فوجدوه قد أكب على نفسه قوصرة (٣) ، فأخذوه وخرجوا يريدون المختار ، فتلقاهم في ركب ، فردوه إلى داره ، وقتله عندها وأحرقه.

وطلب المختار شمر بن ذي الجوشن فهرب إلى البادية ، فسعي به إلى أبي عمرة ، فخرج إليه مع نفر من أصحابه فقاتلهم قتالا شديدا فأثخنته الجراحة ، فأخذه أبو عمرة أسيرا ، وبعث به إلى المختار فضرب عنقه ، وأغلى له دهنا في قدر وقذفه فيها فتفسخ ، ووطئ مولى لآل حارثة بن مضرب وجهه ورأسه ، ولم يزل المختار يتتبع قتلة الحسين عليه‌السلام وأهله حتى قتل منهم خلقا كثيرا ، وهرب الباقون فهدم دورهم ،

__________________

(١) كذا ، والظاهر من الحسين ، أو مع الحصين.

(٢) في تاريخ الطبري : مالك بن النسير البدي.

(٣) القوصرة : وعاء من قصب يرفع في التمر من البواري.

٢٤٤

وقتلت العبيد مواليهم الذين قاتلوا الحسين عليه‌السلام ، فأتوا المختار فأعتقهم.

٤٢٥ / ١٧ ـ أخبرنا محمد بن محمد ، قال : أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمد رضي‌الله‌عنه ، عن محمد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عن أبي الوليد ، عن الحسن بن زياد الصيقل ، قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : من صدق لسانه زكا عمله ، ومن حسنت نيته زيد في رزقه ، ومن حسن بره بأهل بيته زيد في عمره.

٤٢٦ / ١٨ ـ أخبرنا محمد بن محمد ، قال : أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد البزاز ، قال : حدثني أبو القاسم زكريا بن يحيى الكتنجي (١) ببغداد في شهر ربيع الأول سنة ثمان وعشرين وثلاث مائة ، وكان يذكر أن سنه في ذلك الوقت أربع وثمانون سنة ، قال : حدثني أبو هاشم داود بن القاسم بن إسحاق الجعفري ، قال : سمعت الرضا عليه‌السلام يقول : الأئمة علماء حلماء صادقون مفهمون محدثون.

٤٢٧ / ١٩ ـ وعنه ، قال : سمعت الرضا عليه‌السلام يقول : لنا أعين لا تشبه أعين الناس ، وفيها نور ليس للشيطان فيها نصيب.

٤٢٨ / ٢٠ ـ أخبرنا محمد بن محمد ، قال : أخبرني المظفر بن محمد البلخي ، قال : حدثنا محمد بن جرير ، قال : حدثنا عيسى ، قال : حدثنا مخول بن إبراهيم ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن الأسود ، عن محمد بن عبيد الله ، عن عمر بن علي ، عن أبي جعفر عليه‌السلام عن آبائهعليهم‌السلام ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن الله عهد إلي عهدا فقلت : يا رب بينه لي؟ قال : اسمع. قلت : سمعت. قال : يا محمد ، إن عليا راية الهدى بعدك ، وإمام أوليائي ، ونور من أطاعني ، وهو الكلمة التي ألزمها الله المتقين ، فمن أحبه فقد أحبني ، ومن أبغضه فقد أبغضني ، فبشره بذلك.

٤٢٩ / ٢١ ـ أخبرنا محمد بن محمد ، قال : أخبرنا المظفر بن محمد ، قال : حدثنا

__________________

(١) كذا ، وفي أمالي المفيد ، المجلس (٣٣) : يحيى بن زكريا الكتنجي ، وفي رجال الشيخ ، باب من لم يرو عنهم : يحيى بن زكريا ، المعروف بالكنجي ، يكنى أبا القاسم ، روى عنه التلعكبري.

٢٤٥

أبو بكر محمد بن أحمد بن أبي الثلج ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا داود بن رشيد ، قال : حدثنا عطاء بن مسلم الخفاف ، قال : سمعت الوليد بن يسار يذكر عن عمران بن ميثم ، عن أبيه ميثم رحمه‌الله ، قال : قال سمعت عليا أمير المؤمنين عليه‌السلام وهو يجود بنفسه يقول : يا حسن. فقال الحسن : لبيك يا أبتاه. فقال : إن الله أخذ ميثاق أبيك على بغض كل منافق وفاسق ، وأخذ ميثاق كل منافق وفاسق على بغض أبيك.

٤٣٠ / ٢٢ ـ أخبرنا محمد بن محمد ، قال : أخبرني أبو حفص عمر بن محمد بن الزيات ، قال : حدثني علي بن العباس ، قال : حدثني أحمد بن منصور الرمادي ، قال : حدثنا محمد بن مصعب القرقساني ، قال : حدثنا الأوزاعي ، عن شداد أبي عمار ، عن واثلة بن الأصقع ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن الله اصطفى إسماعيل من ولد إبراهيم ، واصطفى كنانة من بني إسماعيل ، واصطفى قريشا من بني كنانة ، واصطفى هاشما من قريش ، واصطفاني من هاشم.

٤٣١ / ٢٣ ـ أخبرنا محمد بن محمد ، قال : أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد ابن الحسن بن الوليد ، عن أبيه ، عن محمد بن الحسن الصفار ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن زيد الشحام ، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما‌السلام أنه قال : أحسنوا جوار النعم ، واحذروا أن تنتقل عنكم إلى غيركم ، أما إنها لم تنتقل عن أحد قط فكادت أن ترجع إليه. قال : وكان أمير المؤمنين عليه‌السلام يقول : قل ما أدبر شئ فأقبل.

انتهت أخبار محمد بن محمد بن النعمان.

٤٣٢ / ٢٤ ـ أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن مهدي ، قال : أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة ، قال : حدثنا أحمد ابن الحسين بن عبد الملك الأودي ، قال : حدثنا إسماعيل بن عامر ، قال : حدثني كامل ابن العلاء ، عن عامر بن السمط ، عن سلمة بن كهيل ، عن أبي صادق ، عن عليم ، عن سلمان ، قال : إن أول هذه الأمة ورودا على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أولها إسلاما علي ابن أبي طالب عليه‌السلام.

٢٤٦

٤٣٣ / ٢٥ ـ أخبرنا أبو عمر ، قال : أخبرنا أبو العباس ، قال : حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا ، قال : حدثنا علي بن قادم ، قال : حدثنا إسرائيل ، عن عبد الله بن شريك ، عن سهم بن الحصين الأسدي ، قال : قدمت إلى مكة أنا وعبد الله بن علقمة ، وكان عبد الله بن علقمة سبابة لعلي عليه‌السلام دهرا.

قال : فقلت له : هل لك في هذا ـ يعني أبا سعيد الخدري ـ نحدث به عهدا؟ قال : نعم ، فأتيناه فقال : هل سمعت لعلي منقبة؟ قال : نعم إذا حدثتك فسل عنها المهاجرين وقريشا ، إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قام يوم غدير خم ، فأبلغ ثم قال : يا أيها الناس ، ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا : بلى. قالها ثلاث مرات ، ثم قال : ادن يا علي ، فرفع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يديه حتى نظرت إلى بياض آباطهما قال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، ثلاث مرات.

قال : فقال عبد الله بن علقمة : أنت سمعت هذا من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله؟ قال أبو سعيد : نعم ، وأشار إلى أذنيه وصدره ، قال : سمعته أذناي ووعاه قلبي.

قال عبد الله بن شريك : فقدم علينا عبد الله بن علقمة وسهم بن حصين ، فلما صلينا الهجير قام عبد الله بن علقمة فقال : إني أتوب إلى الله واستغفره من سب علي بن أبي طالب (صلوات الله عليه) ، ثلاث مرات.

٤٣٤ / ٢٦ ـ أخبرنا أبو عمر ، قال : حدثنا أبو العباس ، قال : حدثنا يحيى بن زكريا ابن شيبان الكندي ، قال : حدثنا إبراهيم بن الحكم بن ظهير ، قال : حدثني أبي ، عن منصور بن سلم بن سابور ، عن عبد الله بن عطاء ، عن عبد الله بن يزيد ، عن أبيه ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله. علي بن أبي طالب مولى كل مؤمن ومؤمنة ، وهو وليكم من بعدي.

٤٣٥ / ٢٧ ـ أبو العباس ، قال : حدثنا عبد الله بن أحمد بن مستورد ، قال : حدثنا نصر بن مزاحم ، قال : حدثنا عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن تميم ، وعن أبي الطفيل ، عن بشر بن غالب ، وعن سالم بن عبد الله ، كلهم ذكروا عن ابن عباس : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : يا بني عبد المطلب ، إني سألت الله ( عزوجل ) ثلاثا أن يثبت قائلكم ،

٢٤٧

وأن يهدي ضالكم ، وأن يعلم جاهلكم ، وسألت الله ( تعالى ) أن يجعلكم جوداء نجباء رحماء ، فلو أن امرءا صفن (١) بين الركن والمقام فصلى وصام ، ثم لقي الله ( عزوجل ) وهو لأهل بيت محمد مبغض ، دخل النار (٢).

٤٣٦ / ٢٨ ـ أبو العباس ، قال : حدثنا أبو الفضل بن يوسف الجعفي ، قال : حدثنا محمد بن عكاشة ، قال : حدثنا أبو المغرا حميد بن المثنى ، عن يحيى بن طلحة النهدي ، عن أيوب بن الحر ، عن أبي إسحاق السبيعي ، عن الحارث ، عن علي (صلوات الله عليه) قال : إن فاطمة شكت إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : ألا ترضين أني زوجتك أقدم أمتي سلما ، وأحلمهم حلما ، وأكثرهم علما ، أما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة ، إلا ما جعل الله لمريم بنت عمران ، وأن ابنيك سيدا شباب أهل الجنة.

٤٣٧ / ٢٩ ـ أبو العباس ، قال : حدثنا الحسن بن عتبة الكندي ، قال : حدثنا بكار ابن بشر ، قال : حدثنا علي بن القاسم أبو الحسن الكندي ، عن محمد بن عبيد الله ، عن أبي عبيدة ، عن محمد بن عمار بن ياسر ، عن أبيه عمار بن ياسر ، قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : أوصي من آمن بي وصدقني بالولاية لعلي ، فإنه من تولاه تولاني ، ومن تولاني تولى الله ، ومن أحبه أحبني ، ومن أحبني أحب الله ، ومن أبغضه أبغضني ، ومن أبغضني فقد أبغض الله ( عزوجل ).

٤٣٨ / ٣٠ ـ أبو العباس ، قال : حدثنا يعقوب بن يوسف بن زياد ، قال : حدثنا محمد بن إسحاق بن عمار ، قال : حدثنا هلال أبو أيوب الصيرفي ، قال : سمعت عطية العوفي يذكر أنه سأل أبا سعيد الخدري عن قول الله ( تعالى ) : ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) (٣) فأخبره أنها نزلت في رسول

__________________

(١) صفن الرجل : صف قدميه.

(٢) تقدم في الحديث : ٢٦ والحديث : ١٨٤.

(٣) سورة الأحزاب ٣٣ : ٣٣.

٢٤٨

الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم‌السلام.

٤٣٩ / ٣١ ـ أبو العباس ، قال : حدثنا محمد بن سليمان بن بزيع ، قال : حدثنا نصر ، قال : حدثنا شريك ، عن إسماعيل المكي ، عن سليمان الأحول ، عن أبي رافع ، قال : بعث النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله عمر ساعيا على الصدقة ، فأتى العباس يطلب صدقة ماله ، فأتى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وذكر ذلك له ، فقال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا عمر ، أما علمت أن عم الرجل صنو أبيه ، إن العباس أسلفنا صدقته للعام عام أول.

٤٤٠ / ٣٢ ـ أبو العباس ، قال : حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن القطواني ، قال : حدثنا عباد بن ثابت ، قال : حدثنا علي بن صالح ، عن أبي إسحاق الشيباني ، قال : وحدثني يحيى بن عبد الملك بن أبي غنية ، وعباد بن الربيع ، وعبد الله بن أبي غنية ، عن أبي إسحاق الشيباني ، عن جميع بن عمير ، قال : دخلت مع أمي على عائشة فذكرت لها عليا عليه‌السلام ، فقالت : ما رأيت رجلا كان أحب إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله منه ، وما رأيت امرأة كانت أحب إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من امرأته.

٤٤١ / ٣٣ ـ أبو العباس ، قال : حدثنا الحسن بن علي بن بزيع ، قال : حدثنا عمرو ابن إبراهيم ، قال : حدثنا سوار بن مصعب الهمداني ، عن الحكم بن عتيبة ، عن يحيى ابن الجزار ، عن عبد الله بن مسعود ، قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : من زعم أنه آمن بي وبما جئت به ، وهو يبغض عليا ، فهو كاذب ليس بمؤمن.

٤٤٢ / ٣٤ ـ أبو العباس ، قال : حدثنا محمد بن إسماعيل الراشدي ، قال : حدثنا علي بن ثابت العطار ، قال : حدثنا عبد الله بن ميسرة أبو مريم الأنصاري ، عن وعدي بن ثابت ، عن البراء بن عازب ، قال : رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حامل الحسن وهو يقول : اللهم إني أحبه فأحبه.

٤٤٣ / ٣٥ ـ أبو العباس ، قال : حدثنا الحسن بن علي بن عفان ، قال : حدثنا الحسن ـ يعني ابن عطية ـ ، قال : حدثنا سعاد ، عن عبد الله بن عطاء ، عن عبد الله بن بريدة ، عن أبيه ، قال : بعث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله علي بن أبي طالب عليه‌السلام وخالد

٢٤٩

ابن الوليد كل واحد منهما وحده ، وجمعهما فقال : إذا اجتمعتما فعليكم علي. قال : فأخذنا يمينا أو يسارا. قال : وأخذ علي عليه‌السلام فأبعد فأصاب سبيا فأخذ جارية من الخمس.

قال بريدة : وكنت أشد الناس بغضا لعلي عليه‌السلام وقد علم ذلك خالد بن الوليد ، فأتى رجل خالدا فأخبره أنه أخذ جارية من الخمس ، فقال : ما هذا؟ ثم جاء آخر ، ثم أتى آخر ، ثم تتابعت الاخبار على ذلك ، فدعاني خالد فقال : يا بريدة ، قد عرفت الذي صنع ، فانطلق بكتابي هذا إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فأخبره ، وكتب إليه ، فانطلقت بكتابه حتى دخلت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأخذ الكتاب فأمسكه بشماله ، وكان كما قال الله ( عزوجل ) لا يكتب ولا يقرأ ، وكنت رجلا إذا تكلمت طأطأت رأسي حتى أفرغ من حاجتي ، فطأطأت أو فتكلمت ، فوقعت في علي حتى فرغت ، ثم رفعت رأسي فرأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قد غضب غضبا شديدا لم أره غضب مثله قط إلا يوم قريظة والنضير ، فنظر إلي فقال : يا بريدة ، إن عليا وليكم بعدي ، فأحب عليا فإنما يفعل ما يؤمر. قال : فقمت وما أحد من الناس أحب إلي منه.

وقال عبد الله بن عطاء : حدثت بذلك أبا حرب بن سويد بن غفلة ، فقال : كتمك عبد الله بن بريدة بعض الحديث أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال له : أنافقت بعدي يا بريدة؟

٤٤٤ / ٣٦ ـ أبو العباس ، قال : حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن القطواني ، قال : حدثنا مخلد بن شداد ، قال : حدثنا محمد بن عبيد الله ، عن أبي سخيلة ، قال : حججت أنا وسلمان فنزلنا بأبي ذر ، فكنا عنده ما شاء الله ، فلما حان منا خفوف قلت : يا أبا ذر ، إني أرى أمورا قد حدثت ، وأنا خائف أن يكون في الناس اختلاف ، فإن كان ذلك ، فما تأمرني؟ قال : الزم كتاب الله وعلي بن أبي طالب عليه‌السلام ، واشهد أني سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول. علي أول من آمن بي ، وأول من يصافحني يوم القيامة ، وهو الصديق الأكبر ، وهو الفاروق يفرق بين الحق والباطل.

٤٤٥ / ٣٧ ـ أخبرنا أبو عمر ، قال : أخبرنا أبو العباس ، قال : حدثنا فضل بن

٢٥٠

يوسف ، قال : حدثنا محمد بن عكاشة ، قال : حدثنا أبو المغرا حميد بن المثنى ، عن منصور بن حازم ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال : قال عمر : علي أقضانا.

٤٤٦ / ٣٨ ـ أخبرنا أبو عمر ، قال : أخبرنا ، أحمد بن محمد ، قال : حدثنا يحيى ابن زكريا بن شيبان ، قال : حدثنا أرطاة بن حبيب ، قال : حدثنا أيوب بن واقد ، عن يونس بن خباب ، عن أبي ـ حازم ، عن أبي هريرة ، قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : من أحب الحسن والحسين فقد أحبني ، ومن أبغضهما فقد أبغضني.

٤٤٧ / ٣٩ ـ أخبرنا أبو عمر ، قال : أخبرنا أحمد بن محمد ، قال : حدثنا الحسين ابن عبد الرحمن بن محمد الأزدي ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا عبد النور بن عبد الله ابن شيبان ، قال : حدثنا سليمان بن قرم ، قال : حدثني أبو الجحاف وسالم بن أبي حفصة ، عن نفيع أبي داود ، عن أبي الحمراء ، قال : شهدت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أربعين صباحا يجئ إلى باب علي وفاطمة عليهما‌السلام فيأخذ بعضادتي الباب ، ثم يقول : السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته ، الصلاة يرحمكم الله ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) (١).

٤٤٨ / ٤٠ ـ أخبرنا أبو عمر ، قال : أخبرنا أحمد ، قال : حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن القطواني ، قال : حدثنا إبراهيم بن أنس الأنصاري ، قال : حدثنا إبراهيم بن جعفر بن عبد الله بن محمد بن سلمة ، عن أبي الزبير ، عن جابر بن عبد الله ، قال : كنا عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فأقبل علي بن أبي طالب عليه‌السلام فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله.

قد أتاكم أخي ، ثم التفت إلى الكعبة فضربها بيده ، ثم قال : والذي نفسي بيده ، إن هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة ، ثم قال : إنه أولكم إيمانا معي ، وأوفاكم بعهد الله ، وأقومكم بأمر الله ، وأعدلكم في الرعية ، وأقسمكم بالسوية ، وأعظمكم عند الله مزية ،

__________________

(١) سورة الأحزاب ٣٣ : ٣٣.

٢٥١

قال : فنزلت ( إن الذين امنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية ) (١) قال : وكان أصحاب محمد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا أقبل علي عليه‌السلام قالوا : قد جاء خير البرية.

٤٤٩ / ٤١ ـ أخبرنا أبو عمر ، قال : أخبرنا أحمد ، قال : حدثنا أحمد بن الحسين ابن عبد الملك ، قال : حدثنا إسماعيل بن عامر ، قال : حدثنا الحكم بن محمد بن القاسم الثقفي ، قال : حدثني أبي ، عن أبيه : أنه حضر عبيد الله بن زياد حين أتي برأس الحسين (صلوات الله عليه) ، فجعل ينكت بقضيب ثناياه ويقول : إنه كان لحسن الثغر. فقال له زيد بن أرقم : ارفع قضيبك ، فطالما رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يلثم موضعه. قال : إنك شيخ قد خرفت. فقام زيد يجر ثيابه ، ثم عرضوا عليه ، ثم أمر بضرب عنق علي بن الحسين عليهما‌السلام فقال له علي عليه‌السلام : إن كان بينك وبين هؤلاء النساء رحم فأرسل معهن من يؤديهن ، فقال تؤديهن أنت ، وكأنه استحيا ، وصرف الله ( عزوجل ) عن علي بن الحسين عليه‌السلام القتل. قال القاسم بن محمد : ما رأيت منظرا قط أفزع من إلقاء رأس الحسين عليه‌السلام بين يديه وهو ينكته.

٤٥٠ / ٤٢ ـ أخبرنا أبو عمر ، قال : أخبرنا أحمد ابن عقدة ، قال : حدثنا أحمد بن الحسين ، قال : حدثنا إسماعيل بن عامر ، قال : حدثنا الحكم بن محمد بن القاسم ، قال : حدثنا أبو إسحاق السبيعي. أن زيد بن أرقم خرج من عنده يومئذ وهو يقول : أما والله لقد سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : اللهم إني استودعكه وصالح المؤمنين ، فكيف حفظكم لوديعة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله؟

٤٥١ / ٤٣ ـ أخبرنا أبو عمر ، قال : أخبرنا أحمد ، قال : حدثنا الحسين بن عبد الرحمن بن محمد الأزدي ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا عبد النور بن عبد الله بن المغيرة القرشي ، عن إبراهيم بن عبد الله بن معبد ، عن ابن عباس ، قال : بات علي عليه‌السلام ليلة خرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى المشركين على فراشه ليعمي

__________________

(١) سورة البينة ٩٨ : ٧.

٢٥٢

على قريش ، وفيه نزلت هذه الآية « ومن الناس من يشرى نفسه ابتغاء مرضات الله » (١).

٤٥٢ / ٤٤ ـ أخبرنا أبو عمر ، قال : أخبرنا أحمد ، قال : حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا ، قال : حدثنا إسماعيل بن أبان ، قال : حدثنا أبو مريم ، عن أبي إسحاق ، عن حبشي بن جنادة السلولي ، قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول لعلي عليه‌السلام : أنت مني بمنزلة هارون من موسى ، إلا أنه لا نبي بعدي.

٤٥٣ / ٤٥ ـ أخبرنا أبو عمر ، قال : أخبرنا أحمد ، قال : حدثنا أحمد بن يحيى ، قال : حدثنا إسماعيل بن أبان ، قال : حدثنا أبو عبد الله المحلمي ، عن سماك ، عن جابر ابن سمرة ، قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول لعلي عليه‌السلام : أنت مني بمنزلة هارون من موسى ، إلا أنه لا نبي بعدي.

٤٥٤ / ٤٦ ـ أخبرنا أبو عمر ، قال : أخبرنا أحمد ، قال : حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ، قال : حدثنا يوسف بن عدي ، قال : حدثنا حماد بن مختار الكوفي ، قال : حدثنا عبد الملك بن عمير ، عن أنس بن مالك ، قال : أهدي لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله طائر ، فوضع بين يديه ، فقال : اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي ، فجاء علي بن أبي طالب عليه‌السلام فدق الباب ، فقلت : من ذا؟ فقال : أنا علي. فقلت : إن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله على حاجة ، حتى فعل ذلك ثلاثا ، فجاء الرابعة فضرب الباب برجله فدخل ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما حبسك؟ قال : قد جئت ثلاث مرات. فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما حملك على ذلك؟ قال : قلت : كنت أحب أن يكون رجلا من قومي.

٤٥٥ / ٤٧ ـ أخبرنا أبو عمر ، قال : أخبرنا أحمد ، قال : حدثنا الحسن بن عتبة الكندي ، قال : حدثنا بكار بن بشر ، قال : حدثنا حمزة الزيات ، عن عبد الله بن شريك ، عن بشر بن غالب ، عن الحسين بن علي عليه‌السلام ، قال : من أحبنا لله وردنا نحن وهو

__________________

(١) سورة البقرة ٢ : ٢٠٧.

٢٥٣

على نبينا صلى‌الله‌عليه‌وآله هكذا ـ وضم إصبعيه ـ ومن أحبنا للدنيا فإن الدنيا تسع البر والفاجر.

٤٥٦ / ٤٨ ـ أخبرنا أبو عمر ، قال : أخبرنا أحمد ، قال : حدثنا الحسن بن جعفر بن مدرار ، قال : حدثني عمي طاهر بن مدرار ، قال : حدثنا معاوية بن ميسرة بن شريح ، قال : حدثني الحكم بن عتيبة ، وسلمة بن كهيل ، قالا : حدثنا حبيب ـ وكان إسكافا في بني بدي ، وأثنى عليه خيرا ـ أنه سمع زيد بن أرقم يقول : خطبنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يوم غدير خم ، فقال : من كنت مولاه فهذا علي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه.

٤٥٧ / ٤٩ ـ أخبرنا أبو عمر ، قال : أخبرنا أحمد ، قال : حدثنا يعقوب بن يوسف ابن زياد ، قال : حدثنا نصر بن مزاحم ، قال : حدثنا محمد بن مروان ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس ، قال : ( بفضل الله وبرحمته ) (١) ، ( بفضل الله ) النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله و ( برحمته ) علي عليه‌السلام.

٤٥٨ / ٥٠ ـ أخبرنا أبو عمر ، قال : حدثنا أحمد ، قال : حدثنا يعقوب بن يوسف ابن زياد ، قال : حدثنا أحمد بن حماد الهمداني ، قال : حدثنا فطر بن خليفة وبريد بن معاوية العجلي ، عن إسماعيل بن رجاء ، عن أبيه ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : خرج إلينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وقد انقطع شسع نعله ، فدفعها إلى علي عليه‌السلام يصلحها ، ثم جلس وجلسنا حوله كأنما على رؤوسنا الطير ، فقال : إن منكم من يقاتل على تأويل القرآن ، كما قاتلت الناس على تنزيله. فقال أبو بكر : أنا هو ، يا رسول الله؟ قال : لا. فقال عمر : أنا هو ، يا رسول الله؟ فقال : لا ، ولكنه خاصف النعل.

قال : فأتينا عليا نبشره بذلك ، فكأنه لم يرفع به رأسا ، وكأنه قد سمعه قبل.

قال إسماعيل بن رجاء : فحدثني أبي ، عن جدي أبي أمي حزام بن زهير : أنه كان عند علي عليه‌السلام في الرحبة ، فقام إليه رجل فقال له : يا أمير المؤمنين ، هل كان

__________________

(١) سورة يونس ١٠ : ٥٨.

٢٥٤

في النعل حديث؟ فقال : اللهم إنك تعلم أنه مما كان يسره إلي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأشار بيديه ورفعهما.

٤٥٩ / ٥١ ـ أخبرنا أبو عمر ، قال : أخبرنا أحمد ، قال : حدثنا الحسن بن علي بن عفان ، قال : حدثنا عبيد الله ، عن فطر ، عن أبي إسحاق ، عن عمرو ذي مر ، وسعيد بن وهب ، وعن زيد بن نفيع ، قالوا : سمعنا عليا عليه‌السلام يقول في الرحبة : أنشد الله من سمع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول يوم غدير خم ما قال إلا قام ، فقام ثلاثة عشر ، فشهدوا أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، قالوا : بلى يا رسول الله ، فأخذ بيد علي فقال : من كنت مولاه فهذا علي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وأحب من أحبه ، وأبغض من أبغضه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله. قال أبو إسحاق حين فرغ من الحديث : يا أبا بكر ، أي أشياخ هم؟.

٤٦٠ / ٥٢ ـ أخبرنا أبو عمر ، قال : أخبرنا أحمد ، قال : حدثنا عبد الله بن أحمد ابن المستورد ، قال : حدثنا إسماعيل بن صبيح ، قال : حدثنا سفيان ـ وهو ابن إبراهيم ـ ، عن عبد المؤمن ـ وهو ابن القاسم ـ ، عن الحسن بن عطية العوفي ، عن أبيه ، عن أبي سعيد الخدري : أنه سمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : إني تارك فيكم الثقلين ، ألا إن أحدهما أكبر من الاخر : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، وانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض. وقال : ألا إن أهل بيتي عيبتي (١) التي آوي إليها ، وان الأنصار كرشي (٢) ، فاعفوا عن مسيئهم ، وأعينوا محسنهم.

٤٦١ / ٥٣ ـ أخبرنا أبو عمر ، قال : أخبرنا أحمد ، قال : حدثنا يعقوب بن يوسف ابن زياد ، قال : حدثنا حسين بن حماد ، عن أبيه ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، في قوله : ( يا أيها الذين امنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ) (٣) قال : مع علي بن

__________________

(١) العيبة : ما يوضع فيه الثياب ، أراد موضع سره وأمانته.

(٢) أراد أنهم بطانته ، وقيل : جماعته وصحابته.

(٣) سورة التوبة ٩ : ١١٩.

٢٥٥

أبي طالب عليه‌السلام.

٤٦٢ / ٥٤ ـ أخبرنا أبو عمر ، قال : أخبرنا أحمد ، قال : حدثنا الحسين بن عبد الرحمن بن محمد الأزدي ، قال : حدثنا أبي ، وعثمان بن سعيد الأحول ، قالا : حدثنا عمرو بن ثابت ، عن صباح المزني ، عن الحارث بن حصيرة ، عن أبي صادق ، عن ربيعة بن ناجذ ، عن علي عليه‌السلام قال : دعاني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : يا علي ، إن فيك شبها من عيسى بن مريم ، أحبته النصارى حتى أنزلوه بمنزلة ليس بها ، وأبغضته اليهود حتى بهتوا أمه.

قال : وقال علي عليه‌السلام : يهلك في رجلان محب مفرط بما ليس في ، ومبغض يحمله شنآني على أن يبهتني.

تم المجلس التاسع ، ويتلوه المجلس العاشر من أمالي الشيخ السعيد

السديد الفاضل العالم أبي جعفر الطوسي رحمه‌الله.

٢٥٦

[١٠]

المجلس العاشر

وفيه بقية أحاديث ابن مهدي ، وبعض أحاديث أبي محمد

الفحام السر من رائي ، رواية محمد بن الحسن بن علي الطوسي.

بسم الله الرحمن الرحيم

٤٦٣ / ١ ـ أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن مهدي سنة عشر وأربع مائة في منزله ببغداد في درب الزعفراني ، رحبة بن مهدي ، قال : أخبرني أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرحمن بن عقدة الحافظ ، قال : حدثني الحسين ، قال : حدثنا حسن بن حسين ، قال : حدثنا عمرو بن ثابت ، عن الحارث بن حصيرة : مثله ، ولم يذكر صباح.

٤٦٤ / ٢ ـ أخبرنا أبو عمر ، قال : أخبرنا أحمد ، قال : حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ، قال : حدثنا موسى بن إبراهيم المروزي ، قال : حدثنا موسى بن جعفر ، عن أبيه ، عن جده عليهم‌السلام ، عن جابر بن عبد الله ، قال : لما زوج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فاطمة عليها‌السلام من علي عليه‌السلام أتاه ناس من قريش فقالوا : إنك زوجت عليا بمهر خسيس؟ فقال : ما أنا زوجت عليا ، ولكن الله ( عزوجل ) زوجه ، ليلة أسري بي عند سدرة المنتهى ، أوحى الله إلى السدرة : أن انثري ما عليك ، ونثرت الدر والجواهر والمرجان ، فابتدر الحور العين فالتقطن ، فهن يتهادينه ويتفاخرن به ويقلن : هذا من نثار فاطمة

٢٥٧

بنت محمد عليهما‌السلام.

فلما كانت ليلة الزفاف أتى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ببغلته الشهباء ، وثنى عليها قطيفة ، وقال لفاطمة : اركبي ، وأمر سلمان أن يقودها والنبي عليه‌السلام يسوقها ، فبينما هو في بعض الطريق إذ سمع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وجبة (١) ، فإذا بجبرئيل عليه‌السلام في سبعين ألفا ، وميكائيل في سبعين ألفا ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما أهبطكم إلى الأرض؟ قالوا : جئنا نزف فاطمة إلى زوجها علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، فكبر جبرئيل ، وكبر ميكائيل ، وكبرت الملائكة ، وكبر محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فوقع التكبير على العرائس من تلك الليلة.

٤٦٥ / ٣ ـ أخبرنا أبو عمر ، قال : أخبرنا أحمد ، قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن يحيى الجعفي الحازمي ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا زياد بن خيثمة وزهير بن معاوية ، عن الأعمش ، عن عدي بن ثابت ، عن زر بن حبيش ، عن علي عليه‌السلام ، قال : إن فيما عهد إلي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا يحبك إلا مؤمن ، ولا يبغضك إلا منافق.

٤٦٦ / ٤ ـ أخبرنا أبو عمر ، قال : أخبرنا أحمد ، قال : حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ، قال : حدثنا خزيمة بن ماهان المروزي ، قال : حدثنا عيسى بن يونس ، عن الأعمش ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يأتي على الناس يوم القيامة وقت ما فيه راكب إلا نحن أربعة.

فقال له العباس بن عبد المطلب عمه : فداك أبي وأمي ، ومن هؤلاء الأربعة؟ قال : أنا على البراق ، وأخي صالح على ناقة الله التي عقرها قومه ، وعمي حمزة أسد الله وأسد رسوله على ناقتي العضباء ، وأخي علي بن أبي طالب على ناقة من نوق الجنة ، مدبجة الجنبين ، عليه جنتان خضراوان من كسوة الرحمن ، على رأسه تاج من نور ، لذلك التاج سبعون ركنا ، على كل ركن ياقوتة حمراء تضئ للراكب مسيرة ثلاثة أيام ، وبيده لواء الحمد ينادي : لا إله إلا الله محمد رسول الله ، فيقول الخلائق : من هذا ،

__________________

(١) الوجبة : السقطة مع الهدة ، أو صوت الساقط.

٢٥٨

ملك مقرب ، أو نبي مرسل ، أو حامل عرش؟ فينادي مناد من بطن العرش : ليس بملك مقرب ، ولا نبي مرسل ، ولا حامل عرش ، هذا علي بن أبي طالب وصي رسول رب العالمين ، وأمير المؤمنين ، وقائد الغر المحجلين في جنات النعيم.

٤٦٧ / ٥ ـ أخبرنا أبو عمر ، قال : أخبرنا أحمد ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى الجعفي ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا الحسين بن عبد الكريم ـ وهو أبو هلال الجعفي ـ ، قال : حدثنا جابر بن الحر النخعي ، قال : حدثني عبد الرحمن بن ميمون أبو عبد الله ، عن أبيه ، قال : سمعت ابن عباس يقول : أول من امن برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من الرجال علي ، ومن النساء خديجة ( رضي‌الله‌عنهما ).

٤٦٨ / ٦ ـ أخبرنا أبو عمر ، قال : أخبرنا أحمد ، قال : أخبرنا الحسن بن علي بن بزيع ، قال : حدثنا قاسم بن الضحاك ، قال : حدثني شهر بن حوشب أخو العوام ، عن أبي سعيد الهمداني ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ( إلا من تاب وامن وعمل صالحا ) (١).

قال : والله لو أنه تاب وامن وعمل صالحا ، ولم يهتد إلى ولايتنا ومودتنا ومعرفة فضلنا ، ما أغنى عنه ذلك شيئا.

٤٦٩ / ٧ ـ أخبرنا أبو عمر ، قال : أخبرنا أحمد ، قال : أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا هاشم بن المنذر ، عن الحارث بن حصيرة ، عن أبي صادق ، عن ربيعة بن ناجذ ، عن علي عليه‌السلام قال : خرج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حين خرج لمباهلة النصارى بي وبفاطمة والحسن والحسين عليهم‌السلام.

٤٧٠ / ٨ ـ أخبرنا أبو عمر ، قال : حدثنا أحمد ، قال : حدثنا الحسن بن علي بن بزيع ، قال : حدثنا إسماعيل بن صبيح ، قال : حدثنا خباب بن قسطاس ، عن موسى بن عبيدة ، قال : حدثني إياس بن سلمة ، عن أبيه ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : النجوم أمان لأهل السماء ، وأهل بيتي أمان لامتي.

٤٧١ / ٩ ـ أخبرنا أبو عمر ، قال : أخبرنا أحمد ، قال : حدثنا أحمد بن يحيى

__________________

(١) سورة مريم ١٩ : ٦٠.

٢٥٩

الصوفي ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن شريك بن عبد الله النخعي ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا عاصم بن عبد الرحمن (١) بن أبي عمرة ، عن أبيه ، قال : كنا بإزاء الروم ، فأصاب الناس جوع ، فجاءت الأنصار إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فاستأذنوه في نحر الإبل ، فأرسل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى عمر بن الخطاب ، فقال : ما ترى؟ قال : الأنصار قد جاءوا يستأذنوني في نحر الإبل. فقال : يا نبي الله ، فكيف لنا إذا لقينا العدو غدا رجالا جياعا. فقال : ما ترى؟ قال : مر أبا طلحة فليناد في الناس بعزمة منك : لا يبقى أحد عنده طعام إلا جاء به ، وبسط الأنطاع فجعل الرجل يجئ بالمد ونصف المد وثلث المد ، فنظرت إلى جميع ما جاءوا به فقلت : سبع وعشرون صاعا أو ثمانية وعشرون صاعا لا يجاوز الثلاثين ، واجتمع الناس يومئذ إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وهم يومئذ أربعة آلاف رجل ، فدعا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بأكثر دعاء سمعته قط ، ثم أدخل يده في الطعام ثم قال للقوم : لا يبادرن أحدكم صاحبه ، ولا يأخذن أحدكم حتى يذكر اسم الله ، فقامت أول دفقة فقال : اذكروا اسم الله ثم خذوا ، فاخذوا فملؤوا كل وعاء وكل شئ ، ثم قام الناس فأخذوا فملؤوا كل وعاء وكل شئ ، ثم بقي طعام كثير ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا عبده ورسوله ، والذي نفسي بيده لا يقولها أحد إلا حرمه الله على النار.

٤٧٢ / ١٠ ـ أخبرنا أبو عمر ، قال : أخبرنا أحمد ، قال : حدثنا أحمد بن يحيى ، قال : حدثنا عبد الرحمن ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثني الأجلح بن عبد الله الكندي ، عن أبي الزبير ، عن جابر ، قال : ناجى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله علي بن أبي طالب عليه‌السلام يوم الطائف فأطال مناجاته ، فرأى الكراهة في وجوه رجال ، فقالوا : قد أطال مناجاته منذ اليوم. فقال : ما أنا انتجيته ، ولكن الله ( عزوجل ) انتجاه.

٤٧٣ / ١١ ـ أخبرنا أبو عمر ، قال : أخبرنا أحمد ، قال : حدثنا أحمد ، قال : حدثنا

__________________

(١) في نسخة : عاصم بن عبد الله بن عاصم بن عبد الرحمن ، وروى الواقدي نحوه في دلائل النبوة ٦ : ١٢١ دار الكتب العلمية ، باسناده عن عبد الرحمن بن أبي عمرة ، عن أبيه.

٢٦٠