النّهاية - المقدمة

الشيخ آقا بزرك الطهراني

النّهاية - المقدمة

المؤلف:

الشيخ آقا بزرك الطهراني


الموضوع : الفقه
الطبعة: ١
الصفحات: ٧٨٩

١
٢

٣
٤

٥

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

في كل أفق من آفاق العالم الإسلامي أسماء رجال معدودين امتازوا بمواهب وعبقريات رفعتهم إلى الأوج الأعلى من آفاق العلم والمعرفة وسجلت أسماءهم في قائمة عظماء التاريخ ، وجهابذة العلم ، وأصبحوا نجوما لامعة ، ومصابيح ساطعة تتلألأ في كبد السماء كتلألؤ الجوزاء ، وتضي‌ء لأهل هذه الدنيا فتستفيد من نورها المجموعة البشرية ، كل حسب مكانته وعلى مقداره ، وبذلك بنوا لأنفسهم مجدا لا يطرأ عليه التلاشي والنسيان ، وخلد ذكرهم على مر السنين وتعاقب الزمان.

وثمة رجال ارتسمت أسماؤهم في كل أفق من تلك الآفاق ، وهم قليلون للغاية ، شذت بهم طبيعة هذا الكون فكان لهم من نبوغهم وعظمتهم ما جعلهم أفذاذا في دنيا الإسلام ، وشواذ لا يمكن أن يجعلوا مقياسا لغيرهم ، أو ميزانا توزن به مقادير الرجال ، إذ لا يمكنها أن تنال مراتبهم وان اشرأبت إليها أعناقهم وحدثتهم بها نفوسهم.

ومن تلك القلة شيخنا وشيخ الكل في الكل ، علامة الآفاق شيخ الطائفة الطوسي أعلى الله درجاته وأجزل أجرة ، فقد شاءت إرادة الله العليا أن تبارك في علمه وقلمه فتخرج منهما للناس نتاجا من أفضل النتاج ، فيه كل ما يدل على غزارة العلم وسعة الاطلاع ، وقد مازه الله تعالى بصفات بارزة ، وخصه بعناية فائقة ، وفضله على كثير ممن خلق تفضيلا.

٦

وقد كرّس ـ قدس الله نفسه ـ حياته طوال عمره لخدمة الدين والمذهب ، وبهذا استحق مكانته السامية من العالم الإسلامي عامة ، والشيعي خاصة ، وبانتاجه الغزير أصبح علما من أعظم أعلامه ، ودعامة من أكبر دعائمه ، يذكر اسمه مع كل تعظيم وإجلال وإكبار وإعجاب.

نسبه :

هو الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي بن الحسن الطوسي ، نسبة إلى طوس من مدن خراسان التي هي من أقدم بلاد فارس وأشهرها ، وكانت ـ ولا تزال ـ من مراكز العلم ومعاهد الثقافة ، لأن فيها قبر الامام علي الرضا عليه‌السلام ، ثامن أئمة الشيعة الاثني عشرية ، وهي لذلك مهوى أفئدتهم يقصدونها من الأماكن الشاسعة والبلدان النائية ، ويتقاطرون إليها من كل صوب وحدب ، للثم تلك العتبة المقدسة والتمرّغ في ذلك الثرى الطيب.

ومن أجل هذا وذاك أصبحت كغيرها من مراقد آل محمد عليهم‌السلام هدفا لأعدائهم ، فقد انتابتها النكبات ، وخربت ثلاث مرات ، هدمها للمرة الأولى الأمير سبكتكين ، وقوضها للمرة الثانية الغزنويون ، وأتلفتها للمرة الثالثة عاصفة الفتنة المغولية عام ٧١٦ ه‍ على عهد الطاغية جنكيزخان ، وقد تجددت أبنيتها وأعيدت آثارها بعد كل مرة ، وهي اليوم أبرز معاهد العلم عند الشيعة وفيها خزانة كتب للإمام الرضا عليه‌السلام يحق للعالم الشيعي أن يعدها من مفاخره.

ولادته ونشأته :

ولد شيخ الطائفة في طوس في شهر رمضان سنة ٣٨٥ هجرية ، أعني عام وفاة هارون بن موسى التلعكبري ، وبعد أربع سنين من وفاة الشيخ الصدوق ، وهاجر إلى العراق فهبط بغداد في سنة ٤٠٨ ه‍ وهو ابن ثلاثة وعشرين عاما ، وكانت زعامة المذهب الجعفري فيها يومذاك لشيخ الأمة وعلم الشيعة محمد بن

٧

محمد بن النعمان الشهير بالشيخ المفيد عطر الله مثواه ، فلازمه ملازمة الظل ، وعكف على الاستفادة منه ، وأدرك شيخه الحسين بن عبيد الله ابن الغضائري المتوفى سنة ٤١١ ه‍ ، وشارك النجاشي في جملة من مشايخه ، وبقي على اتصاله بشيخه حتى اختار الله للأستاذ دار لقائه في سنة ٤١٣ ه‍ ، فانتقلت زعامة الدين ورئاسة المذهب إلى علامة تلاميذه علم الهدى السيد المرتضى طاب رمسه ، فانحاز شيخ الطائفة اليه ، ولازم الحضور تحت منبره ، وعني به المرتضى ، وبالغ في توجيهه وتلقينه ، واهتم له أكثر من سائر تلاميذه ، وعين له في كل شهر اثني عشر دينارا ، وبقي ملازما له طيلة ثلاث وعشرين سنة ، وحتى توفي السيد المعظم لخمس بقين من شهر ربيع الأول سنة ٤٣٦ ه‍ فاستقل شيخ الطائفة بالإمامة ، وظهر على منصة الزعامة ، وأصبح علما للشيعة ومنارا للشريعة ، وكانت داره في الكرخ مأوى الأمة ، ومقصد الوفاد ، يأتونها لحل المشاكل وإيضاح المسائل ، وقد تقاطر اليه العلماء والفضلاء للتلمذة عليه والحضور تحت منبره وقصدوه من كل بلد ومكان ، وبلغت عدة تلاميذه ثلاثمائة من مجتهدي الشيعة ، ومن العامة ما لا يحصى كثرة.

وقد اعترف كل فرد من هؤلاء بعظمته ونبوغه ، وكبر شخصيته وتقدمه على من سواه ، وبلغ الأمر من الاعتناء به والاكبار له أن جعل له خليفة الوقت القائم بأمر الله ـ عبد الله ـ ابن القادر بالله ـ أحمد ـ كرسي الكلام والإفادة ، وقد كان لهذا الكرسي يومذاك عظمة وقدر فوق الوصف ، إذ لم يسمحوا به إلا لمن برز في علومه ، وتفوق على أقرانه ، ولم يكن في بغداد يومذاك من يفوقه قدرا أو يفضل عليه علما فكان هو المتعين لذلك الشرف.

هجرته الى النجف الأشرف :

لم يفتأ شيخ الطائفة إمام عصره وعزيز مصره ، حتى ثارت القلاقل وحدثت الفتن بين الشيعة والسنة ، ولم تزل تنجم وتخبو بين الفينة والأخرى ، حتى اتسع نطاقها بأمر طغرل بيك أول ملوك السلجوقية ، فإنه ورد بغداد في سنة ٤٤٧ ه‍ ،

٨

وشن على الشيعة حملة شعواء ، وأمر بإحراق مكتبة الشيعة التي أنشأها أبو نصر سابور ابن أردشير وزير بهاء الدولة البويهي وكانت من دور العلم المهمة في بغداد ، بناها هذا الوزير الجليل والأديب الفاضل في محلة بين السورين في الكرخ سنة ٣٨١ ه‍ على مثال ( بيت الحكمة ) الذي بناه هارون الرشيد ، وكانت مهمة للغاية فقد جمع فيها هذا الوزير ما تفرق من كتب فارس والعراق ، واستكتب تآليف أهل الهند والصين والروم ، ونافت كتبها على عشرة آلاف من جلائل الآثار ومهام الاسفار ، وأكثرها نسخ الأصل بخطوط المؤلفين ، قال ياقوت الحموي : وبها كانت خزانة الكتب التي أوقفها الوزير أبو نصر سابور بن أردشير وزير بهاء الدولة بن عضد الدولة ولم يكن في الدنيا أحسن كتبا منها ، كانت كلها بخطوط الأئمة المعتبرة وأصولهم المحررة إلخ. وكان من جملتها مائة مصحف بخط ابن مقلة على ما ذكره ابن الأثير. وحيث كان الوزير سابور من أهل الفضل والأدب أخذ العلماء يهدون اليه مؤلفاتهم فأصبحت مكتبته من أغنى دور الكتب ببغداد ، وقد احترقت هذه المكتبة العظيمة فيما احترق من محال الكرخ عند مجي‌ء طغرل بيك ، وتوسعت الفتنة حتى اتجهت إلى شيخ الطائفة وأصحابه فأحرقوا كتبه وكرسيه الذي كان يجلس عليه للكلام.

قال ابن الجوزي في حوادث سنة ٤٤٨ ه‍ : وهرب أبو جعفر الطوسي ونهبت داره. ثمَّ قال في حوادث سنة ٤٤٩ ه‍ : وفي صفر في هذه السنة كبست دار أبي جعفر الطوسي متكلم الشيعة بالكرخ وأخذ ما وجد من دفاتره وكرسي كان يجلس عليه للكلام ، وأخرج إلى الكرخ وأضيف إليه ثلاث سناجيق بيض كان الزوار من أهل الكرخ قديما يحملونها معهم إذا قصدوا زيارة الكوفة فأحرق الجميع إلخ.

ولما رأى الشيخ الخطر محدقا به هاجر بنفسه إلى النجف الأشرف لائذا بجوار مولانا أمير المؤمنين عليه‌السلام وصيرها مركزا للعلم وجامعة كبرى للشيعة الإمامية ، وعاصمة للدين الإسلامي والمذهب الجعفري ، وأخذت تشد

٩

إليها الرحال وتعلق بها الآمال ، وأصبحت مهبط رجال العلم ومهوى افئدتهم وقام فيها بناء صرح الإسلام ، وكان الفضل في ذلك لشيخ الطائفة نفسه فقد بث في إعلام حوزته الروح العلمية ، وغرس في قلوبهم بذور المعارف الإلهية ، فحسروا للعلم عن سواعدهم ووصلوا فيه ليلهم بنهارهم عاكفين على دروسهم خائضين عباب العلم غائصين على أسراره موغلين في استبطان دخائله واستخراج مخبآته ، وكيف لا يكونون كذلك وقد شرح الله للعلم والعمل صدورهم ، وصقل أذهانهم وأرهف طباعهم فحموا وطيس العلم ، وبان فضل النجف على ما سواها من المعاهد العلمية ، وخلفوا الذكر الجميل على مر الدهور والأعصار ، أعلى الله في الفردوس درجاتهم.

تلك هي جامعة النجف العظمى التي شيد شيخ الطائفة ركنها الأساسي ووضع حجرها الأول ، وقد تخرج منها خلال هذه القرون المتطاولة آلاف مؤلفة من أساطين الدين وأعاظم الفقهاء ، وكبار الفلاسفة ونوابغ المتكلمين ، وأفاضل المفسرين وأجلاء اللغويين ، وغيرهم ممن خبروا العلوم الإسلامية بأنواعها وبرعوا فيها أيما براعة ، وليس أدل على ذلك من آثارهم المهمة التي هي في طليعة التراث الإسلامي ولم تزل زاهية حتى هذا اليوم ، يرتحل إليها رواد العلوم والمعارف من سائر الأقطار والقارات فيرتوون من مناهلها العذبة وعيونها الصافية ( والمنهل العذب كثير الزحام ).

وقد استدل بعض الكتاب المحدثين على وجود الجامعة العلمية في النجف قبل هجرة شيخ الطائفة إليها ، وذلك اعتمادا على استجازة الشيخ أبي العباس النجاشي من الشيخ أبي عبد الله الخمري فقد قال في كتاب رجاله المطبوع ص ٥٠ عن كتاب « عمل السلطان » للبوشنجي ما لفظه : أجازنا بروايته أبو عبد الله الخمري الشيخ الصالح في مشهد مولانا أمير المؤمنين عليه‌السلام سنة أربعمائة.

وهذا لا يكفي للتدليل فالنجف مشهد يقصد للزيارة فربما تلاقيا في النجف

١٠

زائرين فحصلت الاستجازة كما هو الحال في المحقق الحلي صاحب « الشرائع » فقد أجاز البعض في النجف أيام ازدهار العلم في الحلة وفتوره في النجف ، فهل يمكن عند المحقق من سكنة النجف؟ وقد استجزت انا بعض المشايخ في كربلاء ومشهد الكاظمين ومكة والمدينة والقاهرة وغيرها ، وأجزت جمعا من العلماء في الري ومشهد الرضا عليه‌السلام بخراسان وغير ذلك من البلاد ، ودوّن بعض ذلك في بعض المؤلفات فهل ينبغي عدي أو عد المجازين في علماء فارس أو الحجاز أو مصر؟

ثمَّ إنني أذهب إلى القول بأن النجف كانت مأوى للعلماء وناديا للمعارف قبل هجرة الشيخ إليها ، وان هذا الموضع المقدس أصبح ملجأ للشيعة منذ أنشئت فيه العمارة الأولى على مرقد الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام ، لكن حيث لم تأمن الشيعة على نفوسها من تحكمات الأمويين والعباسيين ، ولم يستطيعوا بث علومهم ورواياتهم كان الفقهاء والمحدثون لا يتجاهارون بشي‌ء مما عندهم ، وكانوا متبددين حتى عصر الشيخ الطوسي وإلى أيامه ، وبعد هجرته انتظم الوضع الدراسي وتشكلت الحلقات كما لا يخفى على من راجع ( أمالي الشيخ الطوسي ) الذي كان يمليه على تلامذته.

مكانته العلمية :

من البديهيات أن مكانة شيخ الطائفة المعظم وثروته العلمية الغزيرة في غنى عن البيان والإطراء ، وليس في وسع الكاتب ـ مهما تكلف ـ استكناه ما له من الأشواط البعيدة في العلم والعمل ، والمكانة الرأسية عند الطائفة ، والمنزلة الكبرى في رئاسة الشيعة ، ودون مقام الشيخ المعظم كلما ذكره الاعلام في تراجمهم له من عبارات الثناء والاكبار ، فمن سبر تأريخ الإمامية ومعاجمهم ، وأمعن النظر في مؤلفات الشيخ العلمية المتنوعة علم أنه أكبر علماء الدين ، وشيخ كافة مجتهدي المسلمين ، والقدوة لجميع المؤسسين ، وفي الطليعة من فقهاء الاثني عشرية ، فقد أسس طريقة الاجتهاد المطلق في الفقه وأصوله ،

١١

وانتهى اليه أمر الاستنباط على طريقة الجعفرية المثلي ، وقد اشتهر بالشيخ فهو المراد به إذا أطلق في كلمات الأصحاب ، من عصره إلى عصر زعيم الشيعة بوقته مالك أزمة التحقيق والتدقيق الحجة الكبرى أبي ذر زمانه الشيخ مرتضى الأنصاري المتوفى سنة ١٢٨١ ه‍ فقد يطلق الشيخ في عصرنا هذا وقبيله ويكون المراد به الشيخ الأنصاري ، أما في كتب القدماء والسلف فالمراد هو شيخ الطائفة قدس الله نفسه.

مضت على علماء الشيعة سنون متطاولة وأجيال متعاقبة ولم يكن من الهين على أحد منهم أن يعدو نظريات شيخ الطائفة في الفتاوى ، وكانوا يعدون أحاديثه أصلا مسلما ، ويكتفون بها ، ويعدون التأليف في قبالها ، وإصدار الفتوى مع وجودها تجاسرا على الشيخ وإهانة له ، واستمرت الحال على ذلك حتى عصر الشيخ ابن إدريس فكان ـ أعلى الله مقامه ـ يسميهم بالمقلدة ، وهو أول من خالف بعض آراء الشيخ وفتاواه وفتح باب الرد على نظرياته ، ومع ذلك فقد بقوا على تلك الحال حتى ان المحقق وابن أخته العلامة الحلي ومن عاصرهما بقوا لا يعدون راي شيخ الطائفة ، قال الحجة الفقيه الشيخ أسد الله الدزفولي التستري في « المقابس » ما لفظه : حتى ان كثيرا ما يذكر مثل المحقق والعلامة أو غيرهما فتاويه من دون نسبتها اليه ، ثمَّ يذكرون ما يقتضي التردد أو المخالفة فيها فيتوهم التنافي بين الكلامين مع أن الوجه فيهما ما قلناه.

نعم لما ألف المحقق الحلي « شرائع الإسلام » استعاضوا به عن مؤلفات شيخ الطائفة ، وأصبح من كتبهم الدراسية ، بعد أن كان كتاب « النهاية » هو المحور وكان بحثهم وتدريسهم وشروحهم غالبا فيه وعليه.

وليس معنى ذلك أن مؤلفات شيخ الطائفة فقدت أهميتها أو أصبحت لغوا لا يحتفل بها ، كلا بل لم تزل أهميتها تزداد على مرور الزمن شيئا فشيئا ولن تجد في تأريخ الشيعة ومعاجمهم ذكر عظيم طار اسمه في البلدان واعترف له خصومة بالجلالة ، الا ووجدته يتضاءل أمام عظمة الشيخ الطوسي ، ويعترف بأعلميته وأفضليته وسبقه وتقدمه.

١٢

هذا النابغة الفذ الشيخ جمال الدين أبو منصور الحسن بن يوسف الحلي المتوفى سنة ٧٢٦ ه‍ الشهير بالعلامة ، الذي طبقت العالم الإسلامي شهرته ، والذي تضلع من سائر العلوم ونبغ في كافة الفنون وانتهت إليه رئاسة علماء عصره في المعقول والمنقول وألف في كل علم عدة كتب ، ولم يشك أحد في أنه من عظماء العالم ونوادر الدهر ، هذا الرجل الذي مر عليك بعض وصفه ذكر شيخ الطائفة في كتابه « خلاصة الأقوال في معرفة أحوال الرجال » ص ٧٣ ووصفه بقوله :

شيخ الإمامية ووجههم ، ورئيس الطائفة ، جليل القدر ، عظيم المنزلة ، ثقة ، عين ، صدوق ، عارف بالأخبار والرجال والفقه والأصول والكلام والأدب ، وجميع الفضائل تنسب اليه ، صنف في كل فنون الإسلام ، هو المهذب للعقائد في الأصول والفروع ، الجامع لكمالات النفس في العلم والعمل إلخ.

وكذا الحجة الكبير والعالم العظيم محيي علوم أهل البيت الشيخ محمد باقر المجلسي صاحب دائرة المعارف الكبرى « بحار الأنوار » والمتوفى سنة ١١١١ ه‍ فقد ذكر شيخ الطائفة في كتابه « الوجيزة » ص ١٦٣ فقال ما بعضه :

فضله وجلالته أشهر من أن يحتاج إلى البيان إلخ.

وكذا العلامة الشهير الحجة السيد مهدي الطباطبائي الملقب ببحر العلوم والمتوفى سنة ١٢١٢ ه‍ فقد ترجم لشيخ الطائفة في كتابه « الفوائد الرجالية » فقال ما ملخصه :

شيخ الطائفة المحقة ، ورافع أعلام الشريعة الحقة ، إمام الفرقة بعد الأئمة المعصومين ـ عليهم‌السلام ـ ، وعماد الشيعة الإمامية في كل ما يتعلق بالمذهب والدين ، محقق الأصول والفروع ، ومهذب فنون المعقول والمسموع ، شيخ الطائفة على الإطلاق ، ورئيسها الذي تلوي اليه الأعناق ، صنف في جميع علوم الإسلام ، وكان القدوة في ذلك والامام.

١٣

ومثلهم شيخنا وأستاذنا حجة العلماء وشيخ المجتهدين الشيخ ميرزا حسين النوري المتوفى سنة ١٣٢٠ ه‍ فقد ذكره في كتابه « مستدرك وسائل للشيعة » فأطراه وبالغ في الثناء عليه ، إلى غير ذلك من عشرات الرجال من الشيعة والسنة ، وسنذكر قسما منهم في هذه الترجمة.

ومن هذه الأقوال البليغة وغيرها التي صدرت من عظماء الشيعة وكبرائهم نعرف مكانة الشيخ ونستغني عن سرد فضائله ومناقبه الكثيرة.

آثاره ومئاثره :

لم تزل مؤلفات شيخ الطائفة تحتل المكانة السامية بين آلاف الأسفار الجليلة التي أنتجتها عقول علماء الشيعة الجبارة ، ودبجتها يراعة أولئك الفطاحل الذين عز على الدهر أن يأتي لهم بمثيل ، ولم تزل أيضا غرة ناصعة في جبين الدهر وناصية الزمن وكيف لا وقد جمعت معظم العلوم الإسلامية أصلية وفرعية ، وتضمنت حل معضلات المباحث الفلسفية والكلامية التي لم تزل آراء العباقرة والنياقدة حائمة حولها ، كما احتضنت كل ما يحتاج اليه علماء المسلمين على اختلاف مشاربهم ومذاهبهم ، وحسب الشيخ عظمة أن كتابيه ( التهذيب ) و ( الاستبصار ) من الأصول المسلمة في مدارك الفقه ، ومن الكتب الأربعة التي عليها المدار ـ على مرور الأعصار ـ في استنباط أحكام الدين بعد كتاب الله المبين.

لم يكن خلود الشيخ في التاريخ وحصوله على هذه المرتبة الجليلة إلا نتيجة لإخلاصه وتبتله الواقعي ، حيث لم يؤلف طلبا للشهرة أو حبا للرئاسة أو استمالة لقلوب الناس وجلبا لهم ، أو مباهاة لعالم من معاصريه ، وانما كان في ذلك كله قاصدا وجه الله تعالى شأنه ، راغبا في حسن جزائه طالبا لجزيل ثوابه ، حريصا على حماية الدين واحياء شريعة سيد المرسلين ومحو آثار المفسدين ، ولذلك كان مؤيدا في أعماله مسددا في أقواله وأفعاله ، وقضية واحدة تدلنا على شدة إخلاص الشيخ نثبتها بنصها عبرة للمعتبرين.

قال شيخنا ومولانا الحجة خاتمة المحدثين الميرزا حسين النوري أعلى الله

١٤

مقامه في « مستدرك الوسائل » ج ٣ ص ٥٠٦ ما لفظه :

وعثرت على نسخة قديمة من كتاب « النهاية » وفي ظهره بخط الكتاب ، وفي موضع آخر بخط بعض العلماء ما لفظه : قاله للشيخ الفقيه نجيب الدين أبو طالب الأسترابادي رحمة الله : وجدت على كتاب « النهاية » بـ ( خزانة مدرسة الري ) قال : حدثنا جماعة من أصحابنا الثقات أن المشايخ الفقهاء الحسين بن المظفر الحمداني القزويني ، وعبد الجبار بن علي المقرئ الرازي ، والحسن بن الحسين بن بابويه المدعو بـ ( حسكا ) المتوطن بالري رحمهم‌الله كانوا يتحادثون ببغداد ويتذاكرون كتاب « النهاية » وترتيب أبوابه وفصوله ، فكان كل واحد منهم يعارض الشيخ الفقيه أبا جعفر محمد بن الحسن الطوسي رحمه‌الله عليه في مسائل ، ويذكر أنه لا يخلو من خلل ، ثمَّ اتفق أنهم خرجوا لزيارة المشهد المقدس بالغري على صاحبه السلام ، وكان ذلك على عهد الشيخ الفقيه أبي جعفر الطوسي رحمه‌الله وقدس روحه ، وكان يتخالج في صدورهم من ذلك ما يتخالج قبل ذلك ، فأجمع رأيهم على أن يصوموا ثلاثا ويغتسلوا ليلة الجمعة ، ويصلوا ويدعوا بحضرة مولانا أمير المؤمنين عليه‌السلام على جوابه فلعله يتضح لهم ما اختلفوا فيه ، فسنح لهم أمير المؤمنين عليه‌السلام في النوم ، وقال :

لم يصنف مصنّف في فقه آل محمد عليهم‌السلام كتابا أولى بأن يعتمد عليه ويتخذ قدوة ويرجع إليه ، أولى من كتاب النهاية الذي تنازعتم فيه ، وانما كان ذلك لأن مصنفه اعتمد فيه على خلوص النية لله ، والتقرب والزلفى لديه فلا ترتابوا في صحة ما ضمنه مصنفه ، واعلموا به وأقيموا مسائله ، فقد تعنى في تهذيبه وترتيبه والتحري بالمسائل الصحيحة بجميع أطرافها.

فلما قاموا من مضاجعهم أقبل كل واحد منهم على صاحبه ، فقال : رأيت الليلة رؤيا تدل على صحة « النهاية » والاعتماد على مصنفها فاجمعوا على أن يكتب كل واحد منهم رؤياه على بياض قبل التلفظ ، فتعارضت ـ كذا ـ الرؤيا لفظا ومعنى ، وقاموا متفرقين مغتبطين بذلك فدخلوا على شيخهم

١٥

أبي جعفر الطوسي قدس الله روحه ، فحين وقعت عينه عليهم قال لهم : لم تسكنوا إلى ما كنت أوقفتكم عليه في كتاب ( النهاية ) حتى سمعتم من لفظ مولانا أمير المؤمنين عليه‌السلام ، فتعجبوا من قوله وسألوه عما استقبلهم به من ذلك ، فقال : سنح لي أمير المؤمنين عليه‌السلام كما سنح لكم فأورد عليّ ما قاله لكم ، وحكى رؤياه على وجهها وبهذا الكتاب يفتي الشيعة فقهاء آل محمد عليهم‌السلام والحمد لله وحده وصلى الله على محمد وآله الطاهرين انتهى. انتهى ما في مستدرك شيخنا النوري.

وهذه القضية وحدها كافية للتدليل على إخلاص شيخ الطائفة وصدق خدمته ، وحسبه ذخرا يوم العرض شهادة أمير المؤمنين عليه‌السلام : بأنه لم يقصد بتأليف الكتاب غير وجه الله. ولِمِثْلِ هذا فَلْيَعْمَلِ الْعامِلُونَ ، إِنَّ اللهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ.

لقد طال بنا الكلام وخرجنا عما نحن بصدده فنعود الآن إلى ذكر مؤلفات الشيخ فنقول : إن في مؤلفات شيخ الطائفة ميزة خاصة لا توجد فيما عداها من مؤلفات السلف ، وذلك لأنها المنبع الأول والمصدر الوحيد لمعظم مؤلفي القرون الوسطى ، حيث استقوا منها مادتهم وكونوا كتبهم ، ولأنها حوت خلاصة الكتب المذهبية القديمة وأصول الأصحاب ، فقد مر عليك عند ذكر هجرة الشيخ إلى النجف الأشرف أن مكتبة سابور في الكرخ كانت تحتضن الكتب القديمة الصحيحة التي هي بخطوط مؤلفيها أو بلاغاتهم ، وقد صارت كافة تلك الكتب طعمة للنار كما ذكرناه ، ولم نفقد بذلك ـ والحمد لله ـ سوى أعيانها الشخصية وهيئاتها التركيبية الموجودة في الخارج ، وأما محتوياتها وموادها الأصلية فهي باقية على حالها دون زيادة حرف ولا نقيصة حرف ، لوجودها في المجاميع القديمة التي جمعت فيها مواد تلك الأصول قبل تاريخ إحراق المكتبة بسنين كثيرة ، حيث ألف جمع من أعاظم العلماء كتبا متنوعة ، واستخرجوا جميع ما في كتبهم من تلك الأصول وغيرها مما كان في المكتبات الأخرى ، وتلك الكتب التي ألفت عن تلك الأصول موجودة بعينها حتى هذا اليوم ،

١٦

وأكثر أولئك استفادة من تلك المكتبة وغيرها شيخ الطائفة الطوسي ـ رحمه‌الله عليه ـ لأنها كانت تحت يده وفي تصرفه ، وهو زعيم الشيعة ومقدمهم يومذاك ، فلم يدع كتابا فيها إلا وعمد إلى مراجعته واستخراج ما يخص مواضيعه منه.

وهناك مكتبة أخرى كانت في متناول يده ، وهي مكتبة أستاذه السيد المرتضى الذي صحبه ثماني وعشرين سنة ، وكانت تشتمل على ثمانين ألف كتاب سوى ما أهدي منها إلى الرؤساء كما صرح به كل من ترجم له ، وذلك أحد وجوه تلقيبه بالثمانيني.

نعم كان شيخ الطائفة متمكنا من هاتين الخزانتين العظيمتين ، وكأن الله ألهمه الأخذ بحظه منهما قبل فوات الفرصة ، فقد اغتنمها أجزل الله أجره ، وغربل كوم الكتب فأخذ منها حاجته وظفر فيها بضالته المنشودة ، وألف كتابيه الجليلين ( التهذيب ) و ( الاستبصار ) اللذين هما من الكتب الأربعة ، والمجاميع الحديثية التي عليها مدار استنباط الأحكام الشرعية عند الفقهاء الاثني عشرية منذ عصر مؤلفه حتى اليوم ، وألف أيضا غيرهما من مهام الأسفار قبل أن يحدث شي‌ء مما ذكرنا ، وكذا غيره من الحجج فقد أجهدوا نفوسهم وتفننوا في حفظ تراث آل محمد عليه وعليهم‌السلام ، فكان لهم بحمد الله ما أرادوا.

وهكذا استقى شيخ الطائفة مادة مؤلفاته من تصانيف القدماء ، وكتب في كافة العلوم من الفقه وأصوله ، والكلام والتفسير ، والحديث والرجال ، والأدعية والعبادات ، وغيرها ، وكانت ولم تزل مؤلفاته في كل علم من العلوم مئاخذ علوم الدين بأنوارها يستضيئون ومنها يقتبسون وعليها يعتمدون ولهذه الناحية فان لشيخ الطائفة على الشيعة حقا لا ينكر وفضلا لا يستر ، على أن جمعا من علماء الشيعة القدماء عملوا ما عمله ، فان الشيخين الكليني والصدوق ألفا ( الكافي ) و ( من لا يحضره الفقيه ) اللذين هما من الكتب

١٧

الأربعة أيضا ، وكذا غيرهما من الأقطاب ، وإنا لا ننكر فضلهم بل نشكرهم على حسن صنيعهم ونقدر مجهودهم ونسأل الله لهم الأجر والثواب الجزيل ، إلا أنه لا بد لنا من الاعتراف بأن شيخ الطائفة بمفرده قام بما لا تقوم به الجماعة ، ونهض بأعباء ثقيلة لم يكن من السهل على غيره النهوض بها لو لا العناية الربانية التي شدت عضده ، فان الغير ممن أجهد نفسه الكريمة فكتب وألف قد خص موضوعا واحدا كالفقه أو الحديث أو الدعاء أو غير ذلك بينما لم يدع شيخ الطائفة بابا إلا طرقه ، ولا طريقا إلا سلكها ، وقد ترك لنا نتاجا طيبا متنوعا غذّى عقول فطاحل عدة قرون وأجيال.

ومع ما ذكرناه مما حل بكتب الشيعة من حريق وتلف وتدمير ، فقد شذت مجموعة نادرة منها ، وبقيت عدة من تلك الكتب بهيئاتها إلى أوائل القرن الثامن ، ومنها عدد كثير من كتب الأدعية ، فقد حصلت جملة وافية للسيد جمال السالكين رضي الدين أبي القاسم علي بن موسى بن محمد الطاووسي الحسيني الحلي المتوفى سنة ٦٦٤ ه‍ ، كما يظهر ذلك من النقل عنها في أثناء تصانيفه ، فقد ذكر في الفصل الثاني والأربعين بعد المائة من كتابه ( كشف المحجة ) الذي ألفه سنة ٦٤٩ ه‍ بعد ترغيب ولده إلى تعلم العلوم ما لفظه : ( هيأ الله جل جلاله لك على يدي كتبا كثيرة ـ إلى قوله بعد ذكر كتب التفسير ـ : وهيأ الله جل جلاله عندي عدة مجلدات في الدعوات أكثر من ستين مجلدا ).

وبعد هذه السنة حصلت عنده عدة كتب أخرى ، فقال في آخر كتابه ( مهج الدعوات ) الذي فرغ منه يوم الجمعة ٧ جمادى الأولى سنة ٦٦٢ ه‍ يعني قبل وفاته بسنتين تقريبا : ( فان في خزانة كتبنا هذه الأوقات أكثر من سبعين مجلدا في الدعوات ).

أقول : وأما سائر كتبه فقد جاء في ( مجموعة الشهيد ) ، أنه جرى ملكه في سنة تأليفه ( الإقبال ) ـ وهي سنة ٦٥٠ ه‍ ـ على ألف وخمسمائة كتاب. والله أعلم بما زيد عليها من هذا التاريخ إلى وفاته في سنة ٦٦٤ ه‍ وهذه النيف والسبعون مجلدا من كتب الدعوات التي عنده كلها كانت من كتب المتقدمين

١٨

على الشيخ الطوسي ـ الذي توفي سنة ٤٦٠ ه‍ ـ لأن الشيخ منتجب الدين بن بابويه القمي جمع تراجم المتأخرين عن الشيخ الطوسي إلى ما يقرب من مائة وخمسين سنة وذكر تصانيفهم ، ولا نجد في تصانيفهم من كتب الدعاء إلا قليلا ، وذلك لما ذكرناه من أن علماء الشيعة بعده إلى مائة سنة أو أكثر كانوا مكتفين بمؤلفاته ومتحاشين عن التأليف في قبالها ، والحديث في هذا الباب طويل تكاد تضيق عن الإحاطة به هذه الصحائف ، فلنمسك عنان القلم محيلين طالب التفصيل إلى مقالتين مبسوطتين كتبناهما في ( الذريعة ) الأولى في ج ١ ص ١٢٥ ـ ١٣٥ والثانية في ج ٨ ص ١٧٢ ـ ١٨١ وإليك الآن فهرس ما وصل إلينا من مؤلفات شيخ الطائفة مرتبا على حروف الهجاء :

مؤلفاته :

١ ـ الأبواب : سمي بذلك لأنه مرتب على أبواب بعدد رجال أصحاب النبي (ص) وأصحاب كل واحد من الأئمة (ع) ويسمى بـ ( رجال شيخ الطائفة ) وقد ذكرناه بالعنوانين في ( الذريعة ) في ج ١ ص ٧٣ وج ١٠ ص ١٢٠ وهو أحد الأصول الرجالية المعتمدة عند علمائنا ، وقد انتخبه شيخنا العلامة الحجة السيد محمد علي الشاه عبد العظيمي النجفي المتوفى سنة ١٣٣٤ ه‍ كما انتخب فهرست الشيخ ورجال كل من الكشي والنجاشي وخلاصة العلامة الحلي. وسمى الجميع ( منتخب الرجال ) وقد طبع أيضا.

٢ ـ اختيار الرجال : هو كتاب رجال الكشي الموسوم بـ ( معرفة الناقلين ) لأبي عمرو محمد بن عمر بن عبد العزيز الكشي معاصر ابن قولويه المتوفى سنة ٣٦٩ ه‍ والراوي كل منهما عن الآخر ، وكان كتاب رجاله كثير الأغلاط كما ذكره النجاشي لذلك عمد شيخ الطائفة إلى تهذيبه وتجريده من الأغلاط وسماه بذلك ، وأملاه على تلاميذه في المشهد الغروي وكان بدء إملائه يوم الثلاثاء ٢٦ صفر سنة ٤٥٦ ه‍ كما حكاه السيد رضي الدين بن طاوس في ( فرج المهموم ) راجع تفصيله في ( الذريعة ) ج ١ ص ٣٦٥ ـ ٣٦٦ ،

١٩

والنسخة المطردة المعروفة برجال الكشي هي عين اختيار شيخ الطائفة ، وأما الأصل فلم نجد له أثرا.

٣ ـ الاستبصار فيما اختلف من الأخبار : هو أحد الكتب الأربعة والمجاميع الحديثية التي عليها مدار استنباط الأحكام الشرعية عند الفقهاء الاثني عشرية منذ عصر المؤلف حتى اليوم ، جز آن منه في العبادات والثالث في بقية أبواب الفقه من العقود والإيقاعات والاحكام إلى الحدود والديات ، وهو مشتمل على عدة كتب التهذيب غير أنه مقصور على ذكر ما اختلف فيه من الأخبار وطريق الجمع بينهما ، والتهذيب جامع للخلاف والوفاق ، وقد حصر الشيخ نفسه أحاديث الاستبصار في آخره في ٥٥١١ حديثا ، وقال : حصرتها لئلا تقع فيها زيادة أو نقصان إلخ. وقد طبع في المطبعة الجعفرية في لكنهو ( الهند ) سنة ١٣٠٧ ه‍ وطبع ثانيا في طهران سنة ١٣١٧ ه‍ وطبع ثالثا في النجف الاشراف سنة ١٣٧٥ على نفقة الفاضل الشيخ علي الآخوندي ، وقد قوبل بثلاث نسخ مخطوطة ، وفاتهم مقابلة النسخة المقابلة بخط شيخ الطائفة نفسه الموجودة في ( مكتبة العلامة الشيخ هادي آل كاشف الغطاء ) في النجف الأشرف ، كما ذكرتها تفصيلا عند ذكر الكتاب في ( الذريعة ) ج ٢ ص ١٤ ـ ١٦ ، وعلى ( الاستبصار ) شروح وتعليقات ذكرنا منها ثمانية عشر وقد أشار إليها العلامة السيد محمد صادق آل بحر العلوم في مقدمة ( الفهرست ) الذي طبع بإشرافه ، ونقلها عنا برمتها العلامة الشيخ محمد علي الاوردبادي في مقدمته للاستبصار طبع النجف.

وكتب لنا بعد ذلك السيد شهاب الدين التبريزي أنه حصل على نسخة من حواشي الاستبصار للعلامة المحقق الملقب بمجذوب كتبها بخطه السيد محمد هاشم الحسيني ابن مير خواجه بيك الكججي وذكر الكاتب أن المحشي كان أستاذه وكان حيا في سنة ١٠٣٨ ه‍ ، ويعبر المحشي عن المولى عبد الله التستري المتوفى سنة ١٠٢١ ه‍ بشيخنا ومولانا الأستاذ ، فرغ الكاتب من النسخة في سنة ١٠٨٣ ه‍.

٢٠