كنز العرفان في فقه القرآن - المقدمة

كنز العرفان في فقه القرآن - المقدمة

المؤلف:


الموضوع : الفقه
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤١٥

١

كلمة الناشر :

بسمه تعالى

الحمد للَّه ربّ العالمين ، والصّلاة والسّلام على محمّد وآله الطَّاهرين.

وبعد : فان كتاب كنز العرفان في فقه القرآن تأليف المحقّق الوجيه المدقّق النبيه ، الشيخ الفاضل الفقيه ، جمال الدين ، وشرف المعتمدين ، أبي عبد الله المقداد بن عبد الله السيوري المعروف عند الفقهاء الأعلام بالفاضل السيوريّ والفاضل المقداد ، لمّا كان من أحسن ما كتب في ذلك الفنّ ، مطلوب كلّ راغب ، وبغية كلّ طالب ، لكنّه مع عزّة نسخة المطبوعة ، وكثرة الطالبين لها ، لم يكن طبعاته مطبوع أهل الفضل ، عزمنا بحول الله وقوّته أن نطبعه بالطبعة الحروفيّة فطبعناه على أحسن ترتيب وأجمل صورة ، مزدانا بالتعاليق النافعة ، مذيّلاً بتخريج أحاديث والإشارة إلى مواضع آياته ، ليكون نفعه أتمّ وفيضه أعمّ.

فهذا هو المجلّد الأوّل منه بين يدي القرّاء الكرام ، من كتاب الطهارة إلى كتاب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وجاء بحمد الله يروق الناظرين ، يجده الطالب على ما كان يأمله من حسن النظم والتريب ، وجمال الطبع والأوراق.

وسننتشر المجلّد الثاني ـ إن شاء الله ـ من أوّل كتاب المكاسب إلى آخر الكتاب والله وليّ التوفيق ، وهو نعم الموفّق والرفيق.

الشيخ عبد الكريم المرتضوي

مدير المكتبة المرتضوية

٢

كلمة المحشّي :

باسمه تعالى الحمد لله ربّ العالمين ، والصّلاة والسّلام على محمّد وآله الطّاهرين.

وبعد فيقول الغريق في بحر العصيان ابن محمّد محمّد باقر المدعوّ بشريف‌زاده گلپايگانى : إنّه سألني الأخ العزيز الحاج الشّيخ عبد الكريم المرتضوي أيّده الله تعالى بتأييداته ، عند ما حاول تجديد الطبع لكتاب كنز العرفان للفاضل المقداد السيوريّ ، أن أشرح بعض مطالبه ، وانقح بعض مباحثه ، وأبيّن بعض المكنون من نفائس محتوياته ، فأجبته شاكرا إقدامه على طبع الكتب الدينيّة ، ونشره العلوم الإسلاميّة ، راجيا من القارئين الكرام أن يعذروني إن وقفوا على خطاء أو سهو ، ويقيلوني إن وجدوا عثرة أو زلّة ، وأن لا يضنّوا عليّ بملاحظاتهم القيّمة فانّي أتقبّلها مع الشّكر الجزيل ، وأسأل الله أن يجعل ذلك ذخرا لي ليوم المعاد.

٣

ترجمة المؤلّف

هو الشّيخ الفاضل الفقيه جمال الدّين وشرف المعتمدين أبو عبد الله المقداد بن عبد الله بن محمّد بن الحسين بن محمّد السيوريّ الحلّي الأسديّ الغرويّ المعروف بالفاضل السيوريّ والفاضل المقداد ، عند الفقهاء المتأخّرين ، كان من أجلّاء الأصحاب ، وعظماء مشايخ الرّجال جامعا بين المعقول والمنقول ، عالما فاضلا متكلّما محقّقا مدقّقا من أعاظم الفقهاء قد أثنى عليه كلّ من عنونه بالثناء الجميل ، والذّكر النبيل. أفاض الله على تربته سجال لطفه.

لكنّا لم نعثر في كتب الرّجال والتراجم على شرح حاله وكيفيّة حياته إلّا على أنّه سيوريّ ، أسديّ ، غرويّ من أجلّ تلامذة الشّهيد فالرّجل مع نبالته وعظم شأنه عند الأصحاب ، ورواج كتبه المؤلّفة في شتّى المواضيع ، لم يعرف إلّا بأنّه من سيور قرية من قرى حلّة (١) وأنّه كان من بني أسد المتوطّنين بالعراق

__________________

(١) قال في الرّوضات : ثمّ انّ السّيوري ، وهو بضم السّين مع الياء المخفّفة التحتانيّة ـ كما هو المشهور ـ نسبة الى سيور وهي قرية من قرى حلّة المجلّلة كما في الفهرست المنسوب الى شيخنا البهائي ـ غفر له ـ ويحتمل أيضا بعيدا أن يكون نسبة إلى سيور الّتي هي جمع السّير ، وهو ما يقدّ من الجلود المدبوغة لمصارف السّروج وأمثالها من الأدوات الصرميّة ، لكون أحد المذكورين في سلسلة نسبه معروفا ببيع ما ذكر ، والعمل فيه ، كما نسب إليه أيضا الحسين بن محمّد وعبد الملك بن أحمد السيوريّان المحدّثان ، فيما ذكره القاموس ، وهو نسبة الى بلد وقع في شرقي الجند ـ بالتحريك ـ الذي هو من جملة بلاد اليمن. انتهى

لكنّه خلط في نقل كلام صاحب القاموس حيث قال : والسّير بالفتح الّذي يقدّ من الجلد ج سيور واليه نسب المحدّثان الحسين بن محمّد وعبد الملك بن أحمد السيوريّان ود شرقي الجند منه يحيى بن أبي الخير السيري العمرانيّ إلخ. فالبلد الّذي هو في شرقي الجند هو السّير والنسبة إليه السيرىّ لا السيور ولا السيوريّ.

٤

وتتلمّذ عند الشّهيد وسمع منه عند ما ارتحل الشّهيد إلى النّجف الغريّ ، وتوفّي رحمه‌الله سنة ٨٢٦ الهجرية ودفن في مقابر النجف (١).

إلّا أنّه حيّ معروف بحياته العلميّة ، مذكور بكتبه القيّمة ، وقد اعتنى المترجمون بالبحث والتّنقيب عن كتبه ، والتطلّع على ما فيها من التحقيقات والعوائد ، والتدقيقات والفوائد ، يثنون عليه الثّناء الجميل. فليس لنا إلّا أن نعرّفه بحياته العلميّة ، ونسرد إليكم كتبه القيّمة الثمينة.

__________________

على أنّه قد ذكر شارح القاموس على ما في هامش طبعة مصر ج ٢ ص ٥٤ : قال شيخنا : وهذا ـ يعني النسبة إلى لفظ الجمع ـ على خلاف القياس وقيل انّهما ـ يعنى المحدّثين ـ منسوبان الى بلد اسمه سيور وصحّحه أقوام ، وفاته أبو القاسم عبد الخالق ابن عبد الوارث السيوريّ المغربيّ شيخ القيروان المتوفّى ٤٦٠. انتهى.

(١) قال في الرّوضات : ومن جملة ما يحتمل عندي قويّا هو أن يكون البقعة الواقعة في بريّة شهروان بغداد والمعروفة عند أهل تلك النّاحية بمقبرة مقداد ، مدفن هذا الرّجل الجليل الشّأن بناء على وقوع وفاته رحمه‌الله في ذلك المكان أو إيصائه بأن يدفن هناك لكونه على طريق القافلة الراحلة الى العتبات العاليات والّا فالمقداد بن أسود الكندي رحمه‌الله الّذي هو من كبار أصحاب النّبي صلى‌الله‌عليه‌وآله مرقده المنيف في أرض بقيع الغرقد الشّريف لما ذكره المؤرّخون المعتبرون من أنّه رضى الله عنه توفّي في أرضه بالجرف وهو على ثلاثة أميال من المدينة فحمل على الرّقاب حتى دفن بالبقيع. انتهى.

لكنّه من عجيب الاحتمال حيث انّ المسمّين بالمقداد كثيرون وليس لنا أن نقول بأنّ المقبرة المشهورة عندهم لمّا لم يكن للمقداد بن أسود الكندي فليكن للمقداد بن عبد الله السيوريّ بل الشّيخ المترجم له قد توفّى بالمشهد الغرويّ على ساكنه آلاف التّحية والثّناء ضحى نهار الأحد السّادس والعشرين من جمادى الآخرة سنة ٨٢٦ الهجريّة ودفن بمقابر المشهد المذكور ، على ما صرّح به تلميذه الشّيخ حسن بن راشد الحلّي.

بل هو نفسه ينقل عن بعض الأصحاب التّصريح بذلك حيث يقول فيه : وهو الّذي يعبر عنه في فقهيّات متأخّري أصحابنا بالفاضل السيوري وينقل عن كتابه في آيات الاحكام كثيرا وكنيته أبو عبد الله وفي بعض المواضع صفته أيضا بالغروي « نزلا » وكأنّه كان من جملة متوطّني ذلك المشهد المقدّس حيّا وميّتا.

٥

مشايخه

كان رحمه‌الله من أجلّاء تلامذة الشّهيد ، والرّاوين عنه ، وهو :

تاج الشّريعة ، وفخر الشّيعة ، علّامة المتقدّمين ، شمس الملّة والدّين ، أبو عبد الله محمّد بن الشّيخ جمال الدّين مكّيّ بن الشّيخ شمس الدّين محمّد بن حامد بن أحمد النبطيّ العامليّ الجزّينيّ ـ نسبة إلى جزّين من قرى جبل عامل ـ وهو المعروف بالشّهيد الأوّل قدّس الله سرّه ، ذو الفضل الباهر ، والثّناء العاطر ، أشهر وأعرف وأعظم من أن يعدّ فضائله في هذا المجال.

كان مؤلّفنا ـ أعلى الله مقامه ـ من مشاهير تلامذته والرّاوين عنه ، له اختصاص وحظوة عند الأستاذ ، وولع بالبحث والتّنقيب عنده ، ومن ذلك عمد إلى كتاب شيخه « القواعد الفقهيّة » فنضده ورتّبه على أحسن ترتيب وسمّاه « نضد القواعد » كما سيجي‌ء ، كما أنّه ساءله ـ أو كاتبه ـ في مسائل عديدة خلافيّة فأجاب عنها ، فسمّيت تلك المسائل مع أجوبتها بكتاب « المسائل المقداديّة » قال صاحب الرّوضات : وهو الّذي ينقل عنه في كتبنا الاستدلاليّة الفتاوي والخلافيّات وكان نسبة تلك المسائل إلى تلميذه الشّيخ مقداد السيوريّ قدس‌سره النوريّ (١).

وقد نقل رحمه‌الله كيفيّة شهادة أستاذه وشيخه الشهيد ننقله بعين عبارته المنقولة المكتوبة :

قال العلامة المجلسي في بحار الأنوار (٢) : وجدت في بعض المواضع ما صورته : قال السيد عزّ الدّين بن حمزة بن محسن الحسينيّ رحمه‌الله : وجدت بخطّ شيخنا المرحوم المغفور له ، العالم العابد ، أبي عبد الله المقداد السيوريّ ما هذه صورته :

وقال صاحب اللؤلؤة (٣) : ورأيت بخطّ شيخنا العلّامة أبي الحسن الشيخ

__________________

(١) الروضات ص ٥٩٣.

(٢) راجع المستدرك ج ٣ ص ٤٣٨.

(٣) راجع الرّوضات ص ٥٩٢ ، لؤلؤة البحرين ص ١٤٥.

٦

سليمان بن عبد الله البحرانيّ ما صورته : وجدت في بعض المجموعات بخطّ من أثق به منقولا من خطّ الشيخ العلّامة جعفر بن كمال الدّين البحرانيّ ما هذه صورته :وجدت بخطّ شيخنا المرحوم المبرور ، العالم العامل ، أبي عبد الله المقداد السيوريّ ما هذه صورته :

كانت وفاة شيخنا الأعظم ، الشّهيد الأكرم ، أعني شمس الدّين محمّد بن مكّيّ قدّس في حظيرة القدس سرّه ، تاسع عشر جمادى الأولى سنة ستّ وثمانين وسبعمائة قتل بالسيف ، ثمّ صلب ، ثمّ رجم ، ثمّ أحرق ببلدة دمشق ، لعن الله الفاعلين لذلك والرّاضين به ، في دولة بيد مرو ، وسلطنة برقوق ، بفتوى المالكيّ ، يسمّى برهان الدّين وعباد بن جماعة الشافعيّ ، وتعصّب عليه في ذلك جماعة كثيرة بعد أن حبس في القلعة الدمشقيّة سنة كاملة.

وكان سبب حبسه أن وشى به تقيّ الدّين الجبليّ ـ أو الخياميّ ـ بعد ظهور أمارات الارتداد منه ، وأنّه كان عاملا ثمّ بعد وفاة هذا الواشي [ الفاجر ] ، فأقام على طريقته شخص اسمه يوسف بن يحيى ، وارتدّ عن مذهب الإماميّة ، وكتب محضرا شنّع فيه على الشّيخ شمس الدّين محمّد بن مكّي بأقاويل شنيعة ، ومعتقدات فضيعة وأنّه كان أفتى بها الشّيخ محمّد بن مكّيّ ، وكتب في ذلك المحضر سبعون نفسا من أهل الجبل ، ممّن كان يقول بالإمامة والتشيّع ، وارتدّوا عن ذلك ، وكتبوا خطوطهم تعصّبا مع يوسف بن يحيى في هذا الشّأن ، وكتب في هذا ما يزيد على ألف من أهل السّواحل من المتسنّين ، وأثبتوا ذلك عند قاضي بيروت ، وقيل قاضي صيدا ، وأتوا بالمحضر إلى القاضي عبّاد بن جماعة لعنه الله بدمشق ، فنفذه إلى القاضي المالكيّ وقال له : تحكّم فيه بمذهبك وإلّا عزلتك.

فجمع الملك بيد مرو الأمراء والقضاة والشّيوخ ، لعنهم الله جميعا ، وأحضروا الشّيخ رحمه‌الله وأحضروا المحضر وقرئ عليه ، فأنكر ذلك وذكر أنّه غير معتقد له ـ مراعيا للتقيّة الواجبة ـ فلم يقبل منه وقيل له قد ثبت ذلك شرعا ولا ينتقض حكم القاضي.

٧

فقال الشّيخ للقاضي عبّاد بن جماعة : إنّي شافعيّ المذهب وأنت إمام المذهب وقاضيه ، فاحكم في بمذهبك ، وإنّما قال الشّيخ ذلك لأنّ الشافعيّ يجوّز توبة المرتدّ ، فقال ابن جماعة لعنه الله : على مذهبي يجب حبسك سنة كاملة ثمّ استتابتك أمّا الحبس فقد حبست ، ولكن تب إلى الله واستغفر حتّى أحكم بإسلامك ، فقال الشّيخ : ما فعلت ما يوجب الاستغفار ـ خوفا من أن يستغفر فيثبت عليه الذنب ـ فاستغلظه ابن جماعة وأكّد عليه فأبى عن الاستغفار فسارّه ساعة ثمّ قال : قد استغفرت فثبت عليك الحقّ.

ثمّ قال للمالكيّ : قد استغفر والآن ما عاد الحكم إليّ ، غدرا منه وعنادا لأهل البيت عليهم‌السلام ، ثمّ قال عبّاد : الحكم عاد إلى المالكيّ فقام المالكيّ وتوضّأ وصلّى ركعتين ثمّ قال : قد حكمت بإهراق دمه ، فألبسوه اللباس ، وفعل به ما قلناه من القتل ، والصّلب ، والرّجم ، والإحراق ، وساعد في إحراقه شخص يقال له محمّد بن الترمذيّ مع أنّه ليس من أهل العلم وإنّما كان تاجرا فاجرا. انتهى

تلامذته والرّاوون عنه

كان ـ رحمه‌الله ـ علما من الأعلام ، ووجها من وجوه أصحابنا ، يرود إليه طلّاب العلم ، وروّاد الفضل ، فهو شيخ من المشايخ العظام ، أسطوانة للفقه والكلام قد تخرّج عليه جمع من الفقهاء ، وسمع منه كثير من مشايخ الإجازة :

منهم : شيخ مشايخ الإماميّة في عصره ، أبو الحسن علي بن هلال الجزائري مولدا العراقيّ أصلا ومحتدا ، ففي إجازة المحقّق الكركيّ للقاضي صفيّ الدّين عيسى ، قال بعد ما أثنى على شيخه أبي الحسن عليّ بن هلال الجزائريّ ثناء بالغا :وهذا الشيخ الجليل يروي عن جماعة من الأساطين من أجلّاء تلامذة الشهيد الأوّل وفخر المحقّقين منهم الشّيخ مقداد بن عبد الله السيوريّ عن الشهيد (١).

__________________

(١) المستدرك ج ٣ ص ٤٣٥ ، الرّوضات ص ٦٣٩.

٨

٢ ـ الشّيخ شمس الدّين محمّد بن الشجاع القطّان الأنصاريّ الحلّي العالم الكامل صاحب كتاب معالم الدّين في فقه آل ياسين المعروف بابن القطّان.

٣ ـ رضيّ الدّين عبد الملك بن شمس الدّين إسحاق بن عبد الملك بن محمّد بن محمّد بن فتحان الحافظ القميّ محتدا القاسانيّ مولدا.

٤ ـ الشّيخ الصالح العالم الفاضل زين الدّين عليّ بن الحسن بن علالة وكان من تلامذته أيضا أجازه في ثاني جمادى الآخرة سنة ٨٢٢ قال صاحب الرّياض : رأيت كتاب الأربعين حديثا للمقداد رحمه‌الله في أردبيل في مجموعة بخطّ تلميذ المصنّف وعليه إجازته له صورتها :

« أنهى قراءة هذه الأحاديث الشّيخ الصالح العالم الفاضل زين الدّين عليّ بن حسن بن علالة وأجزت له روايتها عنّي عن مشايخي قدّس أرواحهم وكتب المقداد ابن عبد الله السيوريّ في الخامس والعشرين من جمادى الأولى سنة ٨٢٢ (١).

٥ ـ الفاضل الفقيه والشاعر الأديب الشّيخ حسن بن راشد الحلّيّ ، وكان من تلامذته أيضا ، له ارجوزة في تاريخ الملوك والخلفاء ، وارجوزة في تاريخ القاهرة ، وارجوزة نظم فيها ألفيّة الشّهيد قدس‌سره المسمّاة « بالجمانة البهيّة في شرح الألفيّة » فرغ من نظمها سنة ٨٢٥ وعدد الأبيات ٦٥٣ ، وقد قرّظ منظومته الجمانة هذه شيخه المقداد تقريظا لطيفا ، وهو الّذي أرّخ وفاة شيخه المقداد لسنة ٨٢٦ ، له أيضا قصائد تعرف بالحلّيّات وغير ذلك (٢).

وكان رحمه‌الله معاصرا للشيخ فخر الدّين أحمد بن عبد الله بن سعيد بن المتوّج البحرانيّ صاحب المؤلّفات الكثيرة الّتي منها « النّهاية في تفسير الخمسمائة آية » وهي آيات أحكام القرآن بمقتضى حصر الفقهاء المحقّقين (٣). قال في اللؤلؤة عند

__________________

(١) الذّريعة ج ١ ص ٤٢٩.

(٢) الاعلام للزركلى ج ٢ ص ٢٠٤. الذّريعة ج ١ ص ٤٢٩ و ٤٦٥.

(٣) الرّوضات ص ٢٠ ، المستدرك ج ٣ ص ٤٣٥.

٩

ذكره لابن المتوّج : كان معاصرا للشّيخ المقداد صاحب كنز العرفان وهو المعنيّ بقوله قال المعاصر (١)

أقول : قد عبّر المصنّف رحمه‌الله عنه بقوله : قال المعاصر في ص ١٠٨ و ١٤٣ و ٢٢٢ و ٣٩٠ وغير ذلك من طبعتنا هذه وكأنّه ينقل عن كتابه النّهاية في آيات الأحكام وهذا دليل على أنّ كتابه النّهاية كان عند المصنّف رحمه‌الله يطالعه فيبحث عنه ولذلك يقول : قال المعاصر. وأمّا ما ذكره الرّوضات : « والمعني بقوله فيه ( يعنى كتاب النّهاية ) قال المعاصر هو الشّيخ شرف الدّين مقداد بن عبد الله السيوريّ في كنز العرفان (٢) » فالظاهر أنّه خلط لكلام صاحب اللؤلؤة كما لا يخفى.

وكان للمقداد رحمه‌الله ولد يسمّى عبد الله ولأجل ذلك كنّوه بأبي عبد الله وهو الّذي ألّف له المقداد كتاب الأربعين حديثا ، على ما صرّح به في رياض العلماء (٣).

تآليفه

كان ـ رحمه‌الله ـ فاضلا محقّقا مدقّقا أديبا ، ذا رأى بديع ، وذوق لطيف فأتقن تآليفه وكتبه أحسن إتقان ، ورتّبها على أجمل ترتيب وأقوم برهان ، أودع فيها من لطائف التّحقيقات ، وبدائع الفوائد ، ما يروق النّاظر ، ويفيد الطّالب ، ويهديه إلى بغيته المطلوبة.

فمنها رسالة آداب الحجّ. قال في الرّياض : رأيته في مجموعة بخطّ تلميذ المصنّف رحمه‌الله الشيخ زين الدّين عليّ بن الحسن بن علالة ، وعلى ظهره إجازة المصنّف لتلميذه الكاتب المذكور ، وتاريخ الإجازة الخامس والعشرون من جمادى الآخرة سنة ٨٢٢ (٤).

__________________

(١) اللؤلؤة ص : ١٧٦.

(٢) الرّوضات ص ٢٠.

(٣) الرّوضات ص ٦٩٣.

(٤) الذّريعة ج ١ ص ١٧.

١٠

ومنها الأدعية الثّلاثون. يحوي ثلاثين دعاء من أدعية النّبيّ والأئمّة المعصومين عليهم‌السلام ، قال في الذّريعة (١) : رأيت نسخة منه بخطّ جعفر بن محمّد بن بكّة الحسينيّ سنة ٩٤٠ في كتب السّيد محمّد علي السّبزواري بالكاظميّة.

ومنها الأربعون حديثا. قال صاحب الرّياض : رأيته في أردبيل في مجموعة بخطّ تلميذ المصنّف ـ ره ـ وعليه إجازته له وقد ألّفه لولده الشّيخ عبد الله كما مرّ الإشارة إليه.

ومنها إرشاد الطّالبين : إلى نهج المسترشدين. هو شرح نهج المسترشدين في أصول الدّين تأليف العلامة الحلّي. شرحه المترجم له رحمه‌الله بعنوان « قال :أقول : » فرغ منه آخر نهار الخميس الحادي والعشرين من شعبان سنة ٧٩٢ ، وطبع ببمبئى سنة ١٣٠٣ (٢).

ومنها شرح ألفيّة الشّهيد قدس‌سره (٣) قال في اللؤلؤة نسبه إليه بعض مشايخنا المعاصرين نوّر الله مراقدهم (٤).

ومنها الأنوار الجلاليّة : في شرح الفصول النصيريّة لخواجه نصير الدّين الطوسيّ. والفصول أصله فارسيّ قد ترجمه إلى العربيّة ركن الدّين محمّد بن عليّ الجرجانيّ تلميذ العلّامة الحلّي والمؤلّف رحمه‌الله قد شرح تلك النسخة المعرّبة بعنوان « قال أقول » وصدّره باسم الملك جلال الدّين عليّ بن شرف الدّين المرتضى العلويّ الحسيني الآوي ، وسمّاه باسمه. قال في الذّريعة : رأيت منه نسخا منها نسخة بخطّ عليّ بن هلال والظّاهر أنّه الكركيّ (٥) المجاز من المحقّق الكركيّ

__________________

(١) ج ١ ص ٣٩٦.

(٢) الذّريعة ج ١ ص ٥١٥.

(٣) الذّريعة ج ٢ ص ٢٩٧.

(٤) الرّوضات ص ٦٣٩.

(٥) بل هو على بن هلال الجزائري المجاز من المحقّق الكركي كما مرّ في تلامذته وكأنّه من سهو الكاتب أو الطّابع. راجع الذّريعة ج ٢ ص ٤٢٣.

١١

تاريخ كتابتها سنة ٩٨٠ ، وقال في الرّوضات : وإنّما نقله إلى العربيّة ( يعني الفصول النصيريّة ) قريبا من عصر المصنّف شيخنا المحقّق ، المتقن المنصف ، ركن الملّة والدّين ، محمّد بن عليّ الفارسيّ الجرجانيّ الأصل والمحتد ، والأستراباديّ المنشأ والمولد ، كما استفيد لنا من شرحه الرّشيق الّذي كتبه على سبيل التّحرير والتّحقيق الشّيخ مقداد بن عبد الله السيوريّ الحلّيّ فيما وجدنا النسبة إليه ـ رحمه‌الله ـ على ظهر بعض نسخه الّذي شاهدناه ، وفيه أيضا أنّ قلم هذا الشّارح المؤيّد المسدّد ، خدم بشرحه ذلك جناب صاحب البلد ، والملك الأوحد الأمجد ، والرئيس الأجلّ الأنجب الأرشد الأسعد ، الأمير جلال الدّين أبي المعالي عليّ بن شرف الدّين المرتضى العلويّ الحسينيّ الآويّ ، وسمّاه من هذه الجهة ، والعلّة الغائيّة ، بالأنوار الجلاليّة للفصول النصيرية (١).

ومنها تجويد البراعة : في شرح تجريد البلاغة. في علمي المعاني والبيان المتن تأليف الشّيخ كمال الدّين ميثم بن عليّ بن ميثم البحرانيّ المتوفّى ٦٧٩ ويقال له أصول البلاغة. وبلحاظ الجناس سمّى الفاضل المقداد شرحه له بتجويد البراعة في شرح تجريد البلاغة (٢).

ومنها التنقيح الرائع : في شرح مختصر الشرائع. قال صاحب الرّوضات :وأمّا كتابه التنقيح ، الّذي هو في الحقيقة معلمه الوضيع ، فهو أمتن كتاب في الفقه الاستدلاليّ ، وأرزن خطاب ينتفع به الدّاني والعالي ، وفيه من الفوائد الخارجة شي‌ء كثيرا ومن الزوائد النافجة نبذ غفير ، منها ما نقل فيه عن ابن الجوزيّ أنّه قال في وجه تسمية أيّام البيض من أقسام الآونة في الشّهور : سمّيت بذلك لبياض لياليها والعامّة تقول : الأيّام البيض. حتّى أنّ بعض الفقهاء جرى في كتبه على طريق العامّة في ذلك وهو خطأ فإنّ الأيّام كلّها بيض لكنّ العرب يسمّي كلّ ثلاث ليال من الشّهر باسم وسيأتي تفصيلها في النكاح.

__________________

(١) الرّوضات ص ٥٨١ و ٥٨٢.

(٢) الذّريعة ج ٣ ص ٣٥٢.

١٢

ثمّ ذكر في كتاب النّكاح أنّ العرب تسمّي كلّ ثلاث ليال من الشّهر باسم فلها حينئذ عشرة أسماء : غرر ، ثمّ نفل ، ثمّ تسع ، ثمّ عشر ، ثمّ بيض ، ثمّ درع ثمّ ظلم ، ثمّ حنادس ، ثمّ الدادي ، ثمّ محاق. » فذكر وجه تسمية الأيّام بتلك الأسماء فراجع (١)

وقال في الذريعة : التّنقيح الرائع من المختصر النافع الّذي هو اختصار الشّرائع. والتّنقيح شرح وبيان لوجه تردّداته في المختصر الّذي هو كأصله للمحقّق الحلّيّ المتوفّى ٦٧٦ والشّرح للفاضل المقداد وهو شرح تامّ من الطهارة إلى الدّيات في مجلّدين بعنوان « قوله : قوله : » فرغ منه في تاسع ربيع الأوّل سنة ٨١٨ ونسخة عصر المؤلّف توجد في الخزانة الرضويّة كما في فهرسها كتبت في ٨٢١ (٢)

ومنها الجامع الفوائد : في تلخيص القواعد. كما نسب إليه قدس‌سره (٣) وكأنّه بعد ما نضّد كتاب شيخه الشهيد القواعد الفقهيّة وسماه نضد القواعد على ما يأتي ، لخّصه ثانيا وسمّاه الجامع الفوائد في تلخيص القواعد

ومنها شرح سى فصل : لخواجه نصير الدّين الطوسيّ في النجوم والتّقويم الرقميّ (٤)

ومنها كنز العرفان : في فقه القرآن وسيأتي تمام البحث فيه.

ومنها اللّوامع الإلهيّة : في المباحث الكلاميّة قال في الرّوضات : من أحسن ما كتب في فنّ الكلام ، على أجمل الوضع وأسدّ النظام ، وهو في نحو من أربعة آلاف بيت ، ليس فيه موضع ليت كان كذا وليت (٥).

ومنها النّافع يوم الحشر : في شرح الباب الحادي عشر ، للعلامة. وهو المتداول عند الطلاب المطبوع مرارا من بين الشّروح ، وقد كتبت عليه حواشي وتعليقات (٦).

__________________

(١) الرّوضات ص ٦٣٩.

(٢) الذّريعة ج ٤ ص ٤٦٣.

(٣) ريحانة الأدب ج ٣ ص ١٨٢. الاعلام للزركلى ج ٨ ص ٢٠٨.

(٤) ريحانة الأدب ج ٣ ص ١٨٢. الاعلام للزركلى ج ٨ ص ٢٠٨.

(٥) الرّوضات ص ٦٣٩.

(٦) الذّريعة ج ٣ ص ٧.

١٣

ومنها نضد القواعد الفقهيّة : على مذهب الإماميّة. قال في الرّوضات :

وهو كتاب بديع رتّب فيه قواعد شيخه الشّهيد على ترتيب أبواب الفقه والأصول من غير زيادة شي‌ء على أصل ذلك الكتاب ، غير ما رسّمه في مسألة القسمة منه.

قال قدس‌سره في ديباجة كتابه ذلك : أمّا بعد فإنّ اتباع الحسنة بالحسنة في العمر الّذي سنه منه سنة ، من أعظم الرغائب ، وأسنى المواهب ، ولمّا وفّق الله لزبر كتاب اللّوامع الإلهيّة ، في المباحث الكلاميّة ، رأيت اتباعه بكتاب في المسائل الفقهيّة ، والمباحث الفروعيّة ، إحدى الحسنيين ، وأجدى الموهبتين ، وكان شيخنا الشّهيد قدس‌سره قد جمع كتابا مشتملا على قواعد وفوائد في الفقه تأنيسا للطلبة بكيفيّة استخراج المنقول من المعقول ، وتدريبا لهم في اقتناص الفروع من الأصول لكنّه غير مرتّب ترتيبا يحصّله كلّ طالب ، وينتهز فرصة كلّ راغب ، فصرفت عنان العزم إلى ترتيبه وتهذيبه ، وتقرير ما اشتمل عليه وتقريبه ، وسمّيته نضد القواعد الفقهيّة على مذهب الإماميّة إلخ (١)

وقد رتّبه على مقدّمة في تعريف الفقه وما يتعلّق بذلك ، وقطبين : الأوّل منهما في العبادات والثّاني في المعاملات وفيه أحكام العقود والإيقاعات.

وقد كان عندنا نسخة منه تفضّل بها الفاضل المحترم الأستاذ المكرّم مرتضى المدرّسيّ الچاردهيّ ، فنقلنا قاعدتين منه الاولى في ص ١٣٥ والثانية في ص ١٩٨ حيث أحال المصنّف رحمه‌الله توضيح المرام إلى كتابه النضد. فراجع.

ومنها نهج السّداد : في شرح واجب الاعتقاد ، للعلامة (٢).

ومنها شرح مبادئ الأصول : للعلامة (٣).

ومنها تفسير مغمضات القرآن (٤).

__________________

(١) الرّوضات ص ٦٣٩.

(٢) الرّوضات ص ٦٣٩.

(٣) الرّوضات ص ٦٣٩.

(٤) ريحانة الأدب ج ٣ ص ١٨٢.

١٤

التّعريف بالكتاب

كنز العرفان؟

قد ألّف الباحثون المدقّقون من أصحابنا رضوان الله عليهم مؤلّفات كثيرة في آيات الأحكام قديما وحديثا لكنّه لم يرزق واحد منها من الشّهرة والرّغبة والتّنافس في أخذه ونسخه وبحثه والتطلع عليه مثل ما رزق هذا السفر القيّم الّذي ألّفه الفاضل الفقيه ، والمحقّق النبيه ، الشيخ جمال الدّين ، وشرف المعتمدين ، أبو عبد الله المقداد بن عبد الله السيوريّ المعروف بالفاضل السيوريّ والفاضل المقداد ، وليس ذلك إلّا لفضله الباهر ، وبيانه القاهر ، وتحقيقاته العميقة ، وفوائده العامّة الأنيقة.

فطار صيت هذا المؤلّف كفضل مؤلّفه بين العامّ والخاصّ وتعاطي نسخه وكتابته الفضلاء والعلماء ، ورغب فيه كلّ باحث وطالب ، فترى نسخه الخطيّة وافرا موجودا في كلّ مكتبة ، وعندنا منه ثلاث نسخ خطيّة قابلنا عليها نسختنا المطبوعة هذه وسنعرّفها بعيد هذا.

وهذا السفر القيّم كنز العرفان في فقه القرآن في فضله واشتهار صيته يشبه مجمع البيان في تفسير القرآن لأمين الدّين الفضل بن الحسن الطبرسيّ. كما أنّه يشبهه في نسقه وترتيبه ، ونقل الأقوال ، وحسن الانسجام ، وبديع الجمال.

وقد اعتمد عليه مؤلّفنا أعلى الله مقامه فأكثر النقل منه عند بيان الأقوال ، ونقل الأحاديث والرّوايات (١) وشأن نزول الآيات ، كما ستعرف ذلك عند سبر

__________________

(١) وقد نقل منه رحمه‌الله الأقوال في قوله تعالى ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفاضَ النّاسُ الآية فنقل فيه عن المجمع على ما هو الظّاهر من عبارتيهما قولين : أوّلهما عن الباقر عليه‌السلام وابن عبّاس وجماعة أن المراد إفاضة عرفات وثانيهما عن الصّادق عليه‌السلام والجبائي أن المراد إفاضة المشعر. قال وهو الّذي يقوى في نفسي لأنّه ذكر إفاضة عرفات

١٥

أوراق الكتاب مع ما أشرنا إليه في ذيلها من المصادر والمآخذ.

وكما اشتهر عند العامّة تفسير مجمع البيان للطبرسيّ اشتهر عندهم كنز العرفان للفاضل السيوريّ ، وقد عنونه بعض المتأخّرين من المعاصرين في كتابه « التّفسير والمفسّرون (١) ».

فجعل كتابه رابع أربعة بعد كتاب أحكام القرآن للجصّاص وابن العربيّ وقال : مؤلّف هذا التفسير هو مقداد بن عبد الله بن محمّد بن الحسين بن محمّد السيوريّ أحد علماء الإماميّة الاثنى عشريّة ، والمعروف بينهم بالعلم والفضل ، والتّحقيق والتّدقيق ، وله مؤلّفات كثيرة.

ثمّ قال : تحت عنوان « التّعريف بهذا التّفسير وطريقة مؤلّفة فيه » :

يتعرّض هذا التفسير لآيات الأحكام فقط ، وهو لا يتمشّى مع القرآن سورة سورة على حسب ترتيب المصحف ، ذاكرا ما في كلّ سورة من آيات الأحكام كما فعل الجصّاص وابن العربيّ مثلا ، بل طريقته في تفسيره : أنّه يعقد أبوابا كأبواب

__________________

أوّلا. لكنّه كما ذكرنا في الذّيل لا يعثر على رواية تشعر بذلك النّقل عن أبى عبد الله عليه‌السلام كما اعترف به الجزائري في قلائد الدّرر والأردبيليّ في زبدة البيان.

وعندي أنّه اشتبه عليه كلام صاحب المجمع عند النّقل منه أو كان نسخته ناقصة أو سقيمة بالتّقديم والتّأخير فإنّه قال :

والثّاني أنّ المراد به الإفاضة من المزدلفة إلى منى يوم النّحر قبل طلوع الشّمس للرّمي والنّحر عن الجبائي قال : والآية تدلّ عليه لأنّه قال فَإِذا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفاتٍ ثمّ قال ثُمَّ أَفِيضُوا فوجب أن يكون إفاضة ثانية. والنّاس المراد به إبراهيم وقيل انّ النّاس إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ومن بعدهم من الأنبياء عن أبى عبد الله عليه‌السلام. انتهى.

وقد يؤيّد كون منشأ الاشتباه سقامة النسخة ، أنّ المؤلّف نقل الاختلاف في المراد من النّاس بعد نقله القول الأوّل مع أنّ الطّبرسي نقله بعد القول الثّاني. فكأنّ قوله « عن أبى عبد الله عليه‌السلام » كانت في نسخته موصولة بقول الجبائي فتوهّم نسبته الى أبى عبد الله عليه‌السلام. فراجع.

(١) ج ٢ ص ١٣١.

١٦

الفقه ، ويدرج في كلّ باب منها الآيات الّتي تدخل تحت موضوع واحد ، فمثلا يقول : باب الطّهارة ثمّ يذكر ما ورد في الطّهارة من الآيات القرآنيّة ، شارحا كلّ آية منها على حدة ، مبيّنا ما فيها من الأحكام ، على حسب ما يذهب إليه الإماميّة الاثنا عشريّة في فروعهم ، مع تعرّضه للمذاهب الأخرى وردّه على من يخالف ما يذهب إليه الإماميّة الاثنا عشريّة ، إلى آخر ما قال.

وقد اعتمدنا في تصحيح الكتاب ومقابلته على النسختين المطبوعتين من قبل إحداهما المستقلّة المطبوعة بالقطع الوزيري ، وثانيهما المطبوعة في هامش تفسير محمّد ابن القاسم الأستراباديّ المنسوب إلى الامام العسكري عليه‌السلام بالقطع الكبير.

وعلى نسخ خطّيّة نذكر منها ثلاث نسخ مصحّحة مع صورتها الفتوغرافيّة :

١ ـ نسخة عتيقة مصحّحة وعليها حواشي كثيرة غير أنّها ناقصة من ورق ١٢٥ إلى ورق ١٣٣ ومن ورق ٢٦٧ إلى ورق ٢٨٣ وهو آخر الكتاب وهكذا قد ضاع قدر سطر أو سطرين من ورق ١٨٤ إلى ورق ٢٦٧ آخر النسخة العتيقة فرقّعها الوصّال وكتب عليها بخطّ آخر.

وقد كتب على ظهر النسخة محمّد الموسويّ الجزائريّ في ١١ شعبان ١٣٨٣ ما هذا لفظه :

هذا كتاب كنز العرفان في شرح آيات الأحكام للفاضل المقداد قدس‌سره وهو مطبوع ، والنسخة تمتاز بالتعليقات الّتي عليها للعلامة الشيخ يعقوب بن إبراهيم البختياري الحويزيّ المتوفّى حدود سنة ١١٥٠ المترجم في الإجازة الكبيرة لمعاصره العلّامة النابغة السيد عبد الله الجزائريّ المتوفى ١١٧٣ وقد كانت ناقصة فكمّلها الفاضل الشيخ حسين بن الحسن بن عليّ بن عليّ النجّار التستريّ ، والد العلّامة المجتهد الواعظ الشيخ جعفر الشهير وكانت لي فوهبتها لشيخنا العلّامة التقيّ ، الحاجّ الشيخ محمّد تقيّ حفيد الشّيخ المزبور وأرجو منه القبول ، وألتمس منه الدعاء. انتهى

١٧

٢ ـ نسخة مصحّحة مخطوطة بخطّ جيّد كتبه مسعود بن حيدر الحسنيّ الزواري فرغ منها ليلة الأربعاء الرابع عشر من شهر رمضان المبارك سنة تسع وتسعين وتسعمائة. (٩٧٩). وعليها حواشي متفرّقة وفي أوّلها لوحة مذهّبة.

٣ ـ نسخة مصحّحة مخطوطة بخطّ علي أكبر بن عين الله الويسي فرغ منها في شهر جمادى الآخرة من سنة ١٠٤١ وعليها أيضا حواشي متفرّقة.

وهاتان النسختان لمكتبة آية الله العلّامة الأستاذ أبي المعالي السيّد شهاب الدّين الحسينيّ المرعشيّ النجفيّ دامت بركاته.

والحمد لله أوّلا وآخرا

ربيع الثّاني ١٣٨٤

محمد الباقر البهبودى

١٨

١٩

٢٠