معاني الأخبار

أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي [ الشيخ الصدوق ]

معاني الأخبار

المؤلف:

أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي [ الشيخ الصدوق ]


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار المعرفة للطباعة والنشر والتوزيع
المطبعة: دار المعرفة للطباعة والنشر
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٣٨

سئل أبو عبد الله عليه‌السلام عن السائبة فقال : الرجل يعتق غلامه ويقول : اذهب حيث شئت ليس لي من ميراثك شئ وليس علي من جريرتك شئ [ قال ] ويشهد شاهدين.

( باب )

* ( معنى الكبر ) *

١ ـ حدثنا أبي ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن محمد بن علي الكوفي ، عن علي بن النعمان ، عن عبد الله بن طلحة ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لن يدخل الجنة عبد في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر ، ولا يدخل النار عبد في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان. قلت : جعلت فداك إن الرجل ليلبس الثوب أو يركب الدابة فيكاد يعرف منه الكبر. قال : ليس بذاك إنما الكبر إنكار الحق ، والايمان الاقرار بالحق.

٢ ـ حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ـ رضي‌الله‌عنه ـ قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن إسماعيل بن مرار ، عن يونس بن عبد الرحمن عن أبي أيوب الخزاز ، عن محمد بن مسلم ، عن أحدهما ـ يعني أبا جعفر وأبا عبد الله عليهما‌السلام ـ قال : لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر. قال : قلت : إنا نلبس الثوب الحسن (١) فيدخلنا العجب؟ فقال : إنما ذلك بينه وبين الله عزوجل. (٢)

٣ ـ حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل ـ رضي‌الله‌عنه ـ قال : حدثنا علي بن الحسين السعد آبادي ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن ابن فضال ، عن عبد الله بن مسكان ، عن يزيد بن فرقد ، عمن سمع أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر ولا يدخل النار من في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان. قال : فاسترجعت (٣)

__________________

(١) في بعض النسخ [ الخشن ].

(٢) يأتي معنى العجب عن قريب إن شاء الله تعالى.

(٣) الاسترجاع : قول الانسان عند المصيبة : « إنا لله وإنا إليه راجعون ».

٢٤١

فقال : مالك تسترجع؟ فقلت : لما أسمع منك ، فقال : ليس حيث تذهب إنما أعني الجحود إنما هو الجحود.

٤ ـ وبهذا الاسناد ، عن ابن فضال ، عن علي بن عقبة ، عن أيوب بن حر ، عن عبد الأعلى ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : الكبر أن يغمص الناس ويسفه الحق (١).

٥ ـ أبي ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا سعد بن عبد الله قال : حدثنا أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن سيف (٢) عن عبد الأعلى بن أعين قال : قال أبو عبد الله عن آبائه عليهم‌السلام قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن أعظم الكبر غمص الخلق وسفه الحق. قلت : وما غمص الخلق وسفه الحق؟ قال : يجهل الحق ويطعن على أهله ومن فعل ذلك فقد نازع الله عزوجل رداءه.

٦ ـ حدثنا محمد بن علي ماجيلويه ـ رضي‌الله‌عنه ـ عن عمه محمد بن أبي القاسم ، عن محمد بن علي الكوفي ، عن ابن بقاح ، عن سيف بن عميرة ، عن عبد الملك ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : من دخل مكة مبرءا عن الكبر غفر ذنبه. قلت : وما الكبر؟ قال : غمص الخلق وسفه الحق. قلت : وكيف ذاك. قال : يجهل الحق ويطعن على أهله.

قال مصنف هذا الكتاب ـ رضي‌الله‌عنه ـ : في كتاب الخليل بن أحمد يقول : فلان غمص الناس وغمص النعمة إذا تهاون بها وبحقوقهم ، ويقال : إنه لمغموص عليه في دينه أي مطعون عليه ، وقد غمص النعمة. والعافية إذا لم يشكرها. وقال أبو عبيد في قوله عليه‌السلام : « سفه الحق » أن يرى الحق سفها وجهلا وقال الله تبارك وتعالى : « ومن يرعب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه (٣) ». وقال بعض المفسرين : « إلا من سفه نفسه » يقول سفهها. وأما قوله : « غمص الناس » فإنه الاحتقار لهم والازدراء بهم وما أشبه ذلك. قال : وفيه

__________________

(١) رواه الكليني في الكافي ج ١ ص ٣١٠ وفيه « الغمص » بالغين المعجمة ثم الصاد المهملة وهو بمعنى الاحتقار والاستصغار. لكن في بعض النسخ التي بأيدينا من الكتاب بالغين والضاد المعجمتين ويأتي معناه من المؤلف عن قريب وأما قوله : « يسفه الحق » السفة الجهل وأصله : الخفة والطيش ومعنى سفه الحق الاستخفاف به وان لا يراه على ما هو عليه من الرجحان والرزانة.

(٢) يعنى به سيف بن عميرة

(٣) البقرة : ١٣٠.

٢٤٢

لغة أخرى في غير هذا الحديث. وغمص بالصاد غير معجمة وهو معنى غمط ، والغمص في العين ، والقطعة سنة غمصة ، والغميصاء : كوكب (١) ، والغمص في المعاء : غلظة وتقطيع ووجع.

( باب )

* ( معنى التزكية التي نهى [ الله ] عنها ) *

١ ـ أبي ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن يعقوب بن يزيد ، عن محمد بن أبي عمير ، عن جميل بن دراج قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول الله عزوجل : « فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى (٢) » قال : قول الانسان : « صليت البارحة » و « صمت أمس » ونحو هذا. ثم قال عليه‌السلام : إن قوما كانوا يصبحون فيقولون صلينا البارحة ، وصمنا أمس ، فقال علي عليه‌السلام : لكني أنام الليل والنهار ولو أجد بينهما شيئا لنمته.

( باب )

* ( معنى العجب الذي يفسد العمل ) *

١ ـ حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن علي بن أسباط ، عن أحمد بن عمر الحلال عن علي بن سويد المديني ، عن أبي الحسن موسى عليه‌السلام قال سألته عن العجب الذي يفسد العمل ، فقال : العجب درجات ، منها أن يزين للعبد سوء عمله فيراه حسنا فيعجبه ويحسب أنه يحسن صنعا ، ومنها أن يؤمن العبد بربه فيمن على الله تبارك وتعالى ولله

__________________

(١) الغميصاء ـ كحميراء ـ.

(٢) النجم : ٣٣. أي لا تثنوا على أنفسكم بزكاء العمل وزيادة الخير أو بالطهارة من المعاصي والرذائل.

٢٤٣

تعالى عليه فيه المن. (١)

٢ ـ أبي ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد ، عن بعض أصحابه رفعه إلى أبي عبد الله عليه‌السلام قال : من لا يعرف لأحد الفضل فهو المعجب برأيه.

( باب )

* ( معنى الحسد ) *

١ ـ حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ـ رضي‌الله‌عنه ـ قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار ، عن العباس بن معروف ، عن سعدان بن مسلم ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام أنه سئل عن الحسد فقال : لحم ودم يدور في الناس حتى إذا إنتهى إلينا يئس (٢) وهو الشيطان.

( باب )

* ( معنى الفقر ) *

١ ـ أبي ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن بعض أصحابنا بلغ به سعد بن طريف ، عن الأصبغ بن نباتة ، عن الحارث الأعور ، قال : كان فيما سأل عنه علي بن أبي طالب ابنه الحسن عليهما‌السلام ، أنه قال له : ما الفقر؟ قال : الحرص والشره.

__________________

(١) العجب : الزهو ، ورجل معجب من هو بما يكون منه حسنا أو قبيحا يزهو وفى العبادة استعظام العمل الصالح واستكباره والابتهاج والادلال به وأن يرى نفسه خارجا عن حد التقصير و هذا هو العجب المفسد للعبادة لأنه حجاب للقلب عن الرب تبارك وتعالى ومانع عن رؤية منه و احسانه ونعمه وفضله وتوفيقه ومعونته واما الكبر هو ان يرجح نفسه على غيره بعمله أو نسبه أو علمه أو قدرته وجماله. وان يرى لنفسه مرتبة ولغيره مرتبه ويرى مرتبته فوق مرتبة الغير. والعجب بين الانسان وربه والكبر بين الانسان وأبناء نوعه.

(٢) في بعض النسخ [ يبس ].

(٣) الشره أيضا بمعنى الحرص وشدة الميل إلى شئ وتمام الحديث رواه الحسن بن علي بن شعبة الحراني في تحف العقول باب ما روى عن الحسن بن علي عليما السلام.

٢٤٤

( باب )

* ( معنى البخل والشح ) *

١ ـ أبي ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن القاسم بن محمد الأصبهاني ، عن سليمان بن داود المنقري ، عن الفضيل بن عياض ، قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : أتدري من الشحيح؟ فقلت : هو البخيل؟ فقال : الشحيح أشد من البخيل إن البخيل يبخل بما في يديه وإن الشحيح يشح بما في أيدي الناس وعلى ما في يديه حتى لا يرى في أيدي الناس شيئا إلا تمنى أن يكون له بالحل والحرام ، ولا يشبع ولا يقنع بما رزقه الله تعالى.

٢ ـ أبي ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا أحمد بن إدريس ، عن أحمد بن محمد ، عن أبيه ، عن النضر بن سويد ، عن عبد الأعلى الأرجاني ، عن عبد الأعلى بن أعين ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : إن البخيل من كسب مالا من غير حلة وأنفقه في غير حقه.

٣ ـ حدثنا محمد بن علي ماجيلويه ـ رضي‌الله‌عنه ـ ، عن أبيه ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن بعض أصحابنا بلغ به سعد بن طريف ، عن الأصبغ بن نباتة ، عن الحارث الأعور ، قال : فيما سأل علي صلوات الله عليه ابنه الحسن عليه‌السلام أن قال له : ما الشح؟ فقال : أن ترى ما في يدك شرفا وما أنفقت تلفا.

٤ ـ حدثنا محمد بن علي ماجيلويه ، عن عمه محمد بن أبي القاسم ، عن محمد بن علي الكوفي ، عن أبي جميلة ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ليس البخيل من يؤدي ـ أو الذي يؤدي ـ الزكاة المفروضة من ماله ويعطي البائنة في قومه (١) وإنما البخيل حق البخيل الذي يمنع الزكاة المفروضة من ماله ويمنع البائنة في قومه و هو في ما سوى ذلك يبذر.

__________________

(١) البائنة : العطية ، سميت بها لأنها ابنت من المال. وقال الجزري. في حديث نحلة النعمان : « هل ابنت كل واحد منهم مثل الذي ابنت هذا » أي هل أعطيتهم مثله مالا تبينه به أي تفرده ، والاسم البائنة ، يقال : طلب فلان البائنة إلى أبويه أو إلى أحدهما ولا يكون من غيرهما. انتهى

٢٤٥

٦ ـ حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ـ رضي‌الله‌عنه ـ قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار ، عن أحمد بن محمد ، عن أبيه ، عن حماد بن عيسى ، عن حريز ، عن زرارة ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : إنما الشحيح من منع حق الله وأنفق في غير حق الله عزوجل.

٧ ـ وبهذا الاسناد ، عن أحمد بن محمد ، عن أبيه ، عن أبي الجهم ، عن موسى بن بكر عن أحمد بن سليمان (١) ، عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما‌السلام ، قال : البخيل من بخل بما افترض الله عليه.

٨ ـ أبي ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن فضال ، عن معاوية بن وهب ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : البخيل من بخل بالسلام.

٩ ـ حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الرحمن المقري ، قال : حدثنا أبو الحسن علي بن الحسن بن بندار بن المثنى التميمي الطبري ، قال : حدثنا أبو نصر محمد بن الحجاج المقري الرقي ، قال : حدثنا أحمد بن العلاء بن هلال ، قال : حدثنا أبو زكريا ، قال : حدثنا سليمان بن بلال ، عن عمارة بن غزية ، عن عبد الله بن علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن جده عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : البخيل حقا من ذكرت عنده فلم يصل علي.

( باب )

* ( معنى سوء الحساب ) *

١ ـ أبي ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد ، عن أبيه ، عن محمد بن يحيى ، عن حماد بن عثمان ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام أنه قال لرجل : يا فلان مالك ولأخيك؟ قال : جعلت فداك كان لي عليه شئ فاستقصيت في حقي ، فقال أبو عبد الله عليه‌السلام : أخبرني عن قول الله عزوجل : « ويخافون سوء الحساب (٢) » أتراهم خافوا أن يجور عليهم أو يظلمهم؟ لا ، ولكنهم خافوا الاستقصاء والمداقة.

__________________

(١) في بعض نسخ الكافي [ أحمد بن سلمة ].

(٢) تمام الآية في سورة الرعد : ٢١ هكذا « والذين يصلون ما أمر الله به ان يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب ».

٢٤٦

( باب )

* ( معنى السفه ) *

١ ـ أبي ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا الحميري ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن بعض أصحابنا بلغ به سعد بن طريف ، عن الأصبغ بن نباتة ، ، عن الحارث الأعور الهمداني ، قال : قال علي للحسن ابنه عليهما‌السلام ، في مسائلة التي سأله عنها : يا بني ما السفه؟ فقال : اتباع الدناة ومصاحبة الغواة.

( باب )

* ( معنى قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله « نعم العيد الحجامة » ) *

١ ـ حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار ، عن أحمد بن أبي عبد الله بإسناده رفعه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : نعم العيد الحجامة ـ يعني العادة ـ تجلو البصر وتذهب بالداء.

( باب )

* ( معنى الحجامة النافعة والمغيثة والمنقذة ) *

١ ـ أبي ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن أبي عبد الله رفعه إلى أبي عبد الله جعفر بن محمد ، عن أبيه عليهما‌السلام ، قال : احتجم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في رأسه وبين كتفيه وفي قفاه ثلاثا ، سمى واحدة « النافعة » والأخرى « المغيثة » والثالثة « المنقذة ».

٢ ـ وبهذا الاسناد ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن الحسن بن علي ، عن أحمد بن عائذ ، عن ابن سلمة ـ وهو أبو خديجة واسمه سالم بن مكرم ـ عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : الحجامة على الرأس على شبر من طرف الأنف وفتر بين الحاجبين (١) ، فكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يسميها

__________________

(١) الشبر ـ بكسر الشين وسكون الباء ـ ما بين طرف الابهام وطرف الخنصر ممتدين. والفتر أيضا ـ بكسر الفاء وسكون التاء ـ : ما بين طرف الابهام وطرف السبابة إذا فتحها. وفى بعض النسخ [ وفتر من الحاجبين ].

٢٤٧

بالمنقذة. وفي حديث آخر قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يحتجم على رأسه ويسميها المغيثة أو المنقذة.

( باب )

* ( معنى الاحداث في الوضوء ) *

١ ـ أبي ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا عبد الله جعفر الحميري ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن عثمان بن عيسى ، عن منصور بن حازم ، عن إبراهيم ابن معرض ، قال : قلت لأبي جعفر عليه‌السلام : إن أهل الكوفة يروون ، عن علي عليه‌السلام أنه كان بالكوفة فبال حتى رغا (١) ثم توضأ ثم مسح على نعليه ثم قال : هذا وضوء من لم يحدث. فقال : نعم ، قد فعل ذلك. قال : فأي حدث أحدث من البول؟ فقال : إنما يعني بذلك التعدي في الوضوء أن يزيد على حد الوضوء (٢).

( باب )

* ( معنى قول علي بن الحسين عليهما‌السلام « ويل لمن غلبت ) *

* ( آحاده أعشاره » ) *

١ ـ أبي ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : كان علي بن الحسين صلوات الله عليهما يقول : ويل لمن غلبت آحاده أعشار. فقلت له : وكيف هذا؟ فقال : أما سمعت الله عزوجل يقول : « من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزي إلا مثلها (٣) » فالحسنة الواحدة إذا عملها كتبت له عشرا ، والسيئة الواحدة إذا عملها كتبت له واحدة فنعوذ بالله ممن يرتكب في يوم واحد عشر سيئات ولا تكون له حسنة واحدة فتغلب حسناته سيئاته.

__________________

(١) رغا ورغى وأرغى : صار ذا رغوة أي زبد.

(٢) الخبر محمول على التقية راجع مصباح الفقيه ص ١٦٢.

(٣) أنعام : ١٦٠.

٢٤٨

( باب )

* ( معنى الصاع والمد والفرق بين صاع الماء ومده وبين ) *

* ( صاع الطعام ومده ) *

١ ـ أبي ومحمد بن الحسن ـ رحمهما‌الله ـ قالا : حدثنا أحمد بن إدريس ، ومحمد بن يحيى العطار ، عن محمد بن أحمد ، عن علي بن محمد ، عن رجل ، عن سليمان بن حفص المروزي قال : قال أبو الحسن عليه‌السلام : الغسل صاع من ماء والوضوء مد من ماء وصاع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله خمسة أمداد والمد وزن مائتي وثمانين درهما والدرهم وزن ستة دوانيق والدانق ستة حبات والحبة وزن حبتي شعير من أوساط الحب لا من صغاره ولا من كباره.

٢ ـ وبهذا الاسناد ، عن محمد بن أحمد ، عن جعفر بن إبراهيم بن محمد الهمداني ـ قال : وكان معنا حاجا ـ قال : كتبت إلى أبي الحسن عليه‌السلام على يد أبي : جعلت فداك إن أصحابنا اختلفوا في الصاع ، بعضهم يقول : الفطرة بصاع المدينة ، وبعضهم يقول : بصاع العراق. فكتب إلي : الصاع ستة أرطال بالمدني وتسعة أرطال بالعراقي. قال : وأخبرني فقال : إنه بالوزن يكون ألفا ومائة وسبعين وزنا.

٣ ـ وبهذا الاسناد ، عن محمد بن أحمد ، عن محمد بن عبد الجبار ، عن أبي القاسم الكوفي أنه جاء بمد وذكر أن ابن أبي عمير أعطاه ذلك المد وقال : أعطانيه فلان رجل من أصحاب أبي عبد الله عليه‌السلام وقال : أعطانيه أبو عبد الله عليه‌السلام وقال : هذا مد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فعيرناه (١) فوجدناه أربعة أمداد وهو قفيز وربع بقفيزنا هذا.

( باب )

* ( معنى النامصة والمنتمصة والواشرة والمستوشرة (٢) و ) *

* ( الواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة ) *

١ ـ حدثنا أحمد بن محمد بن الهيثم العجلي ـ رضي‌الله‌عنه ـ قال : حدثنا أحمد بن

__________________

(١) عير المكيال وشبهه وعايره : قايسه وامتحنه.

(٢) في بعض النسخ [ المتوشرة ] وكذا في متن الحديث أيضا.

٢٤٩

يحيى بن زكريا القطان ، قال : حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب ، قال : حدثنا تميم بن بهلول ، عن أبيه ، عن علي بن غراب ، قال : حدثني خير الجعافر جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن علي ، عن أبيه علي بن أبي طالب عليهم‌السلام قال : لعن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله النامصة والمنتمصة والواشرة والمستوشرة والواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة.

قال علي بن غراب : النامصة التي تنتف الشعر من الوجه ، والمنتمصة التي يفعل ذلك بها ، والواشرة التي تشر أسنان المرأة وتفلجها وتحددها ، والمستوشرة التي يفعل ذلك بها ، والواصلة التي تصل شعر المرأة بشعر امرأة غيرها ، والمستوصلة التي يفعل ذلك بها ، والواشمة التي تشم وشما في يد المرأة أو في شئ من بدنها وهو أن تغرز يديها (١) أو ظهر كفها أو شيئا من بدنها بإبرة حتى تؤثر فيه ثم تحشوه بالكحل أو بالنورة فيخضر ، والمستوشمة التي يفعل ذلك بها

( باب )

* ( معنى آخر للواصلة والمستوصلة ) *

١ ـ حدثنا الحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المكتب ، قال حدثنا علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن محمد بن أبي عمير ، عن إبراهيم بن زياد الكرخي قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : لعن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الواصلة والمستوصلة يعني الزانية والقوادة.

( باب )

* ( معنى إطابة الكلام ، وإطعام الطعام ، وإفشاء السلام ، وإدامة الصيام ) *

* ( والصلاة بالليل والناس نيام ) *

١ ـ حدثني أحمد بن محمد بن يحيى العطار ـ رضي‌الله‌عنه ـ قال : حدثنا سعد بن

__________________

(١) في بعض النسخ [ يدها ]. وغرزه بالإبرة ـ بالغين المعجمة والراء المهملة ثم الزاي المعجمة ـ نخسه وغرز الإبرة فيه أدخلها.

٢٥٠

عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن أبيه ، عن محمد بن أبي عمير ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن الصادق جعفر بن محمد ، عن آبائه ، عن علي عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن في الجنة غرفا يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها يسكنها من أمتي من أطاب الكلام ، وأطعم الطعام ، وأفشى السلام ، وأدام الصيام ، وصلى بالليل والناس نيام ، فقال علي عليه‌السلام : يا رسول الله ومن يطيق هذا من أمتك؟ فقال عليه‌السلام : يا علي أو ما تدري ما إطابة الكلام؟ من قال إذا أصبح وأمسى : « سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر » ـ عشر مرات ـ ، وإطعام الطعام نفقه الرجل على عياله ، وأما إدامة الصيام فهو أن يصوم الرجل شهر رمضان وثلاثة أيام في كل شهر يكتب له صوم الدهر ، وأما الصلاة بالليل والناس نيام فمن صلى المغرب وصلاة العشاء الآخرة وصلاة الغداة في المسجد في جماعة فكأنما أحيا الليل كله ، وإفشاء السلام أن لا يبخل بالسلام على أحد من المسلمين.

( باب )

* ( معنى الزهد ) *

١ ـ أبي ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قيل لأمير المؤمنين عليه‌السلام : ما الزهد في الدنيا؟ قال : تنكب حرامها (١).

٢ ـ حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ـ رضي‌الله‌عنه ـ قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عن محمد بن سنان ، عن مالك بن عطية الأحمسي ، عن معروف بن خربوذ ، عن أبي الطفيل ، قال : سمعت أمير المؤمنين صلوات الله عليه يقول : الزهد في الدنيا قصر الامل. وشكر كل نعمة والورع عما حرم الله عليك.

٣ ـ وبهذا الاسناد ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، قال : حدثني الجهم بن الحكم ، عن إسماعيل بن مسلم ، قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : ليس الزهد في الدنيا بإضاعة المال ولا

__________________

(١) تنكبه : تجنبه واعتزله.

٢٥١

بتحريم الحلال بل الزهد في الدنيا أن لا تكون بما في يدك أوثق منك بما في يد الله عز وجل.

٤ ـ حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ـ رضي‌الله‌عنه ـ قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن القاسم بن محمد الأصبهاني ، عن سليمان بن داود المنقري ، عن علي بن هاشم البريد ، عن أبيه ، عن أبي جعفر عليه‌السلام أن رجلا سأله عن الزهد فقال : الزهد عشرة أشياء فأعلى درجات الزهد أدنى درجات الورع ، وأعلى درجات الورع أدنى درجات اليقين وأعلى درجات اليقين أدنى درجات الرضا. ألا وإن الزهد في آية من كتاب الله عز و جل : « لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتكم » (١).

٥ ـ أبي ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن علي بن حديد ، عمن ذكره ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قال عيسى ابن مريم عليه‌السلام في خطبة قام بها في بني إسرائيل : أصبحت فيكم وإدامي الجوع ، وطعامي ما تنبت الأرض للوحوش والانعام ، وسراجي القمر ، وفراشي التراب ، ووسادتي الحجر ، ليس لي بيت يخرب ولا مال يتلف ولا ولد يموت ولا امرأة تحزن ، أصبحت. وليس لي شئ وأمسيت (٢) وليس لي شئ ، وأنا أغنى ولد آدم.

( باب )

* ( معنى الورع من الناس ) *

١ ـ أبي ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن القاسم بن محمد الأصبهاني ، عن سليمان بن داود المنقري ، عن فضيل بن عياض ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قلت له : من الورع من الناس؟ فقال : الذي يتورع من محارم الله ويجتنب (٣) هؤلاء. وإذا لم يتق الشبهات وقع في الحرام وهو لا يعرفه ، وإذا رأى المنكر فلم ينكره وهو يقوى عليه فقد

__________________

(١) الحديد : ٢٣.

(٢) في بعض النسخ : أصبح وأمسي بدل أصبحت وأمسيت.

(٣) في بعض النسخ [ يتجنب ].

٢٥٢

أحب أن يعصى الله ، ومن أحب أن يعصى الله فقد بارز الله بالعداوة ، ومن أحب بقاء الظالمين فقد أحب أن يعصى الله ، إن الله تبارك وتعالى حمد نفسه على [ إ ] هلاك الظلمة فقال : « فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين » (١).

( باب )

* ( معنى حسن الخلق وحده ) *

١ ـ حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل ، قال : حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن بعض أصحابنا قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : ما حد حسن الخلق. قال : تلين جانبك وتطيب كلامك وتلقي أخاك ببشر حسن.

( باب )

* ( معنى الخلاق والخلق ) *

١ ـ أبي ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن بعض أصحابنا رفعه قال : قال لقمان لابنه : يا بني صاحب مائة ولا تعاد واحدا ، يا بني إنما هو خلاقك (٢) وخلقك فخلاقك دينك وخلقك بينك وبين الناس فلا تتبغض إليهم وتعلم محاسن الأخلاق ، يا بني كن عبد للأخيار ولا تكن ولدا للأشرار ، يا بني أد الأمانة تسلم لك دنياك وآخرتك ، وكن أمينا تكن غنيا.

( باب )

* ( معنى الشكاية من المرض ) *

١ ـ أبي ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد ، عن أبيه ، عن حماد بن عيسى ، عن بعض أصحابه ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : ليست الشكاية أن يقول الرجل : مرضت البارحة أو وعكت البارحة (٣) ولكن الشكاية أن يقول : بليت بما لم يبتل (٤) به أحد.

__________________

(١) الانعام : ٤٤.

(٢) الخلاق ـ بفتح الخاء المعجمة ـ : النصيب الوافر من الخير.

(٣) وعك الرجل يعك كوعد بعد : أصابه ألم من شدة المرض.

(٤) في أكثر النسخ [ لم يبل ] وقوله عليه‌السلام هذا من باب المثال كما هو غير خفى. ( م )

٢٥٣

( باب )

* ( معنى قول العالم عليه‌السلام : « من دخل الحمام فلير عليه أثره » ) *

١ ـ أبي ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبيه رفعه قال : نظر أبو عبد الله عليه‌السلام إلى رجل قد خرج من الحمام مخضوب اليدين فقال له أبو عبد الله عليه‌السلام : أيسرك أن يكون الله عزوجل خلق يديك هكذا. قال : لا والله ، وإنما فعلت ذلك لأنه بلغني عنكم أنه من دخل الحمام فلير عليه أثره يعني الحناء. فقال : ليس حيث ذهبت ، إنما معنى ذلك : إذا خرج أحدكم من الحمام وقد سلم فليصل ركعتين شكرا.

قال سعد : وأخبرني أحمد بن أبي عبد الله ورواه نوح بن شعيب رفعه قال : فليحمد الله عزوجل.

( باب )

* ( معنى قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : « الفرار من ) *

* ( الطاعون كالفرار من الزحف » (١) ) *

١ ـ حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ـ رضي‌الله‌عنه ـ قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار ، عن أحمد بن محمد ، عن أبيه ، عن فضالة ، عن أبان الأحمر قال : سأل بعض أصحابنا أبا الحسن عليه‌السلام عن الطاعون يقع في بلدة وأنا فيها أتحول عنها؟ قال : نعم.

قال : ففي القرية وأنا فيها أتحول عنها؟ قال : نعم. قال : ففي الدار وأنا فيها أتحول عنها؟ قال : نعم. قلت : وأنا نتحدث أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : الفرار من الطاعون كالفرار من الزحف. قال : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إنما قال هذا في قوم كانوا يكونون في الثغور في نحو العدو فيقع الطاعون فيخلون أماكنهم ويفرون منها فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ذلك فيهم.

__________________

(١) الطاعون مرض معروف ، والزحف : مشى العسكر إلى العدو للجهاد والفرار منه من الكبائر. ( م )

٢٥٤

وروي أنه إذا وقع الطاعون في أهل مسجد فليس لهم أن يفروا منه إلى غيره.

( باب )

* ( معنى قول العالم عليه‌السلام « عورة المؤمن على المؤمن حرام » ) *

١ ـ أبي ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن أبيه ، عن محمد بن سنان ، عن الحسين بن مختار ، عن زيد الشحام ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قوله : « عورة المؤمن على المؤمن حرام » قال : ليس هو أن ينكشف ويرى منه شيئا إنما هو أن يروي عليه.

٢ ـ حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل ، قال : حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسن بن محبوب عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قال له : عورة المؤمن على المؤمن حرام؟ قال : نعم. قلت : يعني سفليه؟ قال : ليس هو حيث تذهب (١) إنما هو إذاعة سره.

٣ ـ أبي ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عن محمد بن سنان : عن حذيفة بن منصور قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : شئ يقوله الناس : « عورة المؤمن على المؤمن حرام » قال : ليس حيث تذهب ، إنما عورة المؤمن أن يراه يتكلم بكلام يعاب عليه فيحفظه عليه ليعيره به يوما إذا غضب.

( باب )

* ( معنى السخاء وحده ) *

١ ـ أبي ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسن بن محبوب ، عن بعض أصحابنا ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قلت له : ما حد السخاء؟ قال :

__________________

(١) الحصر في قوله : « إنما هو إذاعة سره » باعتبار الأهمية أي قبح إذاعة السر الذي هو العورة الباطنة بمكان : لا يقاس به قبح كشف العورة الظاهرة وإلا فحرمة العورة الظاهرة أظهر من أن يخفى. ( م )

٢٥٥

تخرج من مالك الحق الذي أوجبه الله عليك فتضعه في موضعه.

وحدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ـ رضي‌الله‌عنه ـ عن محمد بن الحسن الصفار ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن ابن فضال ، عن علي بن عقبة ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام.

٢ ـ أبي ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن حماد بن عيسى ، عن حريز بن عبد الله ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : السخي الكريم ، الذي ينفق ماله في حق.

٣ ـ حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل ، قال : حدثنا علي بن الحسين السعد آبادي ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عن أحمد بن النضر ، عن علي بن عوف الأزدي قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : السخاء أن تسخو نفس العبد عن الحرام أن تطلبه فإذا ظفر بالحلال طابت نفسه أن ينفقه في طاعة الله عزوجل.

٤ ـ وبهذا الاسناد ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن ابن فضال ، عن رجل ، عن حفص بن غياث ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : السخاء شجرة في الجنة أصلها وهي مظلة على الدنيا ، من تعلق بغصن من اجتره إلى الجنة.

( باب )

* ( معنى السماحة ) *

١ ـ أبي ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، قال : حدثنا بعض أصحابنا بلغ به سعد بن طريف ، عن الأصبغ بن نباتة ، عن الحارث الأعور ، قال : قال أمير المؤمنين للحسن ابنه عليهما‌السلام في بعض ما سأله عنه : يا بني ما السماحة؟ قال : البذل في العسر واليسر.

( باب )

( معنى الجواد ) *

١ ـ أبي ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن أبيه ، عن أبي الجهم ، عن موسى بن بكر ، عن أحمد بن مسلم ، قال : سأل رجل أبا الحسن

٢٥٦

عليه‌السلام وهو في الطواف فقال له : أخبرني عن الجواد. فقال : إن لكلامك وجهين ، فإن كنت تسأل عن المخلوق فإن الجواد : الذي يؤدي ما افترض الله عليه. وإن كنت تسأل عن الخالق فهو الجواد إن أعطى وهو الجواد إن منع لأنه إن أعطاك أعطاك ما ليس لك وإن منعك منعك ما ليس لك.

( باب )

* ( معنى المروءة ) *

١ ـ حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ، قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار ، قال : حدثنا أحمد بن أبي عبد الله ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن العباس بن الفضل بن العباس ابن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب ، عن صباح بن خاقان ، عن عمرو بن عثمان التميمي القاضي ، قال : خرج أمير المؤمنين صلوات الله عليه على أصحابه وهم يتذاكرون المروءة. فقال : أين أنتم من كتاب الله؟ قالوا : يا أمير المؤمنين في أي موضع؟ فقال : في قوله عز و جل : « إن الله يأمر بالعدل والاحسان (١) » فالعدل الانصاف ، والاحسان التفضل.

٢ ـ قال عبد الرحمن بن العباس ـ ورفعه ـ قال : سأل معاوية الحسن بن علي عليهما‌السلام عن المروءة فقال : شح الرجل على دينه ، وإصلاحه ماله ، وقيامه بالحقوق. فقال معاوية : أحسنت يا أبا محمد أحسنت يا أبا محمد. قال : فكان معاوية يقول بعد ذلك : وددت أن يزيد قالها وإنه كان أعور.

٣ ـ حدثنا أبي ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن خالد عن إسماعيل بن مهران ، عن أيمن بن محرز ، عن معاوية بن وهب ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : كان الحسن بن علي عليهما‌السلام في نفر من أصحابه عند معاوية فقال له : يا أبا محمد أخبرني عن المروءة فقال : حفظ الرجل دينه ، وقيامه في إصلاح ضيعته ، وحسن منازعته ، وإفشاء السلام ، ولين الكلام ، والكف ، والتحبب إلى الناس.

٤ ـ وبهذا الاسناد ، عن أحمد بن محمد ، عن بعض أصحابنا رفعه إلى سعد بن طريف ،

__________________

(١) النحل : ٩٠.

٢٥٧

عن الأصبغ بن نباتة ، عن الحارث الأعور ، قال : قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه للحسن ابنه عليه‌السلام : يا بني ما المروءة؟ فقال : العفاف وإصلاح المال.

٥ ـ وبهذا الاسناد ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن حفص الجوهري ولقبه القرشي عن رجل من الكوفيين من أصحابنا يقال له : إبراهيم قال : سئل الحسن عليه‌السلام عن المروءة فقال : العفاف في الدين ، وحسن التقدير في المعيشة ، والصبر على النائبة. (١)

٦ ـ وبهذا الاسناد ، عن أحمد بن محمد ، عن إسماعيل بن مهران ، عن صالح بن سعيد ، عن أبان بن تغلب ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : المروءة استصلاح المال.

٧ ـ وبهذا الاسناد ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن عيسى ، عن عبد الله بن عمر بن حماد الأنصاري رفعه قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : تعاهد الرجل ضيعته من المروءة.

٨ ـ وبهذا الاسناد ، عن أحمد بن محمد ، عن الهيثم بن عبد الله النهدي ، عن أبيه ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : المروءة مروءتان : مروءة الحضر ، ومروءة السفر فأما مروءة الحضر فتلاوة القرآن ، وحضور المساجد ، وصحبة أهل الخير ، والنظر في الفقه. وأما مروءة السفر فبذل الزاد ، والمزاح في غير ما يسخط الله ، وقلة الخلاف على من صحبك ، وترك الرواية عليهم إذا أنت فارقتهم.

٩ ـ حدثنا أبي ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن محمد بن خالد البرقي ، عن أبي قتادة القمي رفعه إلى أبي عبد الله عليه‌السلام أنه قال : ما المروءة؟ فقلنا : لا نعلم. قال : المروءة أن يضع الرجل خوانه بفناء داره ، والمروءة مروتان ـ فذكر نحو الحديث الذي تقدم ـ.

( باب )

* ( معنى سبحة الحديث والتحريف ) *

١ ـ حدثنا أبي ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن النوفلي عن السكوني ، عن أبي عبد الله ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن أحب السبحة إلى الله عزوجل سبحة الحديث ، وأبغض الكلام إلى الله عزوجل التحريف. قيل :

__________________

(١) النائبة : الداهية والمصيبة.

٢٥٨

يا رسول الله وما سبحة الحديث؟ قال : الرجل يسمع حرص الدنيا وباطلها فيغتم عند ذلك فيذكر الله عزوجل ، وأما التحريف فكقول الرجل : إني لمجهود ومالي وما عندي.

( باب )

* ( معنى ظهر القرآن وبطنه ) *

١ ـ حدثنا أبي ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن أبي عبد الله عن محمد بن خالد الأشعري ، عن إبراهيم بن محمد الأشعري ، عن ثعلبة بن ميمون ، عن أبي خالد القماط ، عن حمران بن أعين ، قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن ظهر القرآن و بطنه. فقال : ظهره الذين نزل فيهم القرآن ، وبطنه الذين عملوا بمثل أعمالهم يجري فيهم ما نزل في أولئك (١).

( باب )

* ( معنى الفقر الذي هو الموت الأحمر ) *

١ ـ حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن محمد بن عيسى بن عبيد اليقطيني ، عن صفوان بن يحيى ، عن ذريح بن يزيد المحاربي عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : الفقر الموت الأحمر. فقيل : الفقر من الدنانير والدراهم؟ قال : لا ولكن من الدين.

__________________

(١) لا ينحصر معنى الظهر والبطن بما في هذا الخبر فان هناك اخبارا جمة تدل على أن للقرآن معاني طولية حسب اختلاف الافهام ودرجات الايمان والمعرفة وفى بعضها ان لبطنه بطنا إلى سبعة أبطن أو سبعين بطنا. ( م )

أقول : الظاهر أن المراد بالبطن في هذا الخبر التأويل وكما أن المراد بالظاهر التنزيل فكذلك المراد بالباطن التأويل وهذا هو المصرح به في بعض الأخبار رواه العياشي وغيره ومعنى التأويل هو إرادة بعض افراد معنى العام الذي يفهم من الآية وهو مما بطن عن الافهام الساذجة فعلى هذا لا ينافي الاخبار الذي روى : أن للقرآن بطنا ولبطنه بطنا.

٢٥٩

( باب )

* ( معنى الحديث الذي روى أنه إذا منعت الزكاة ساءت ) *

* ( حال الفقير والغنى ) *

١ ـ حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ـ رضي‌الله‌عنه ـ قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن بعض من رواه يرفعه قال : إذا منعت الزكاة ساءت حال الفقير والغني. قلت : هذا الفقير تسوء حاله لما منع من حقه ، فكيف تسوء حال الغني ، قال : الغني المانع للزكاة تسوء حاله في الآخرة.

( باب )

* ( معنى ما روى أن من رضى من الله عزوجل باليسير من الرزق ) *

* ( رضى الله تعالى عنه باليسير من العمل ) *

١ ـ أبي ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبيه عن محمد بن عمر ، عن أبيه ، عن النصر بن قابوس ، قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن معنى الحديث « من رضي من الله تعالى باليسير من الرزق رضي الله تعالى عنه باليسير من العمل » قال : يطيعه في بعض ويعصيه في بعض.

( باب )

* ( معنى التوكل على الله عزوجل والصبر والقناعة والرضا ) *

* ( والزهد والاخلاص واليقين ) *

١ ـ حدثنا أبي ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبيه في حديث مرفوع إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : جاء جبرئيل عليه‌السلام إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : يا رسول الله إن الله تبارك وتعالى أرسلني إليك بهدية لم يعطها أحدا قبلك ، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : قلت : وما هي؟ قال : الصبر وأحسن منه ، قلت : وما هو؟ قال : الرضا و

٢٦٠