معاني الأخبار

أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي [ الشيخ الصدوق ]

معاني الأخبار

المؤلف:

أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي [ الشيخ الصدوق ]


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار المعرفة للطباعة والنشر والتوزيع
المطبعة: دار المعرفة للطباعة والنشر
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٣٨

محمد بن عقبة ، عمن رواه ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قول الله عزوجل : « لا بثين فيها أحقابا (١) » قال : الأحقاب ثمانية أحقاب والحقبة (٢) ثمانون سنة ، والسنة ثلاثمائة وستون يوما ، واليوم كألف سنة مما تعدون.

( باب )

* ( معنى المشارق والمغارب ) *

١ ـ حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ، قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار ، عن العباس بن معروف ، عن الحجال ، عن عبد الله بن أبي حماد يرفعه إلى أمير المؤمنين عليه‌السلام في قول الله عزوجل : « قرب المشارق والمغارب (٣) » قال : لها ثلاث مائة وستون مشرقا ، وثلاث مائة وستون مغربا ، فيومها الذي تشرق فيه لا تعود فيه إلا من قابل (٤) ، ويومها الذي تغرب فيه لا تعود فيه إلا من قابل.

( باب )

* ( معنى العضباء والجدعاء ) *

١ ـ أبي ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن عبد الله ابن المغيرة ، عن السكوني ، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا يضحى بالعرجاء بين عرجها ، ولا بالعوراء بين عورها (٥) ، ولا بالعجفاء ، ولا بالجرباء (٦) ، ولا بالجدعاء ، ولا بالعضباء وهي المكسورة القرن ، والجدعاء المقطوعة الأذن.

__________________

(١) النباء : ٢٣.

(٢) في بعض النسخ [ الحقب ] وهو بضمتين بمعنى الدهر والمدة الطويلة من الزمان و « الحقبة » بالكسر أيضا مدة من الزمان.

(٣) المعارج : ٤٠.

(٤) أي من سنة آتية.

(٥) العرجاء التي لا يجزئ هي المتفاحش البين بحيث منعها من السير مع الغنم ومشاركتهن في المرعى.

(٦) العجفاء : الشاة التي ضعفت وذهب سمنها. والجرباء : الشاة التي أصابتها داء الجرب.

٢٢١

( باب )

* ( معنى الشرقاء والخرقاء والمقابلة والمدابرة ) *

١ ـ حدثنا محمد بن موسى المتوكل قال : حدثنا محمد بن يحيى العطار ، عن محمد بن أحمد ، قال : حدثني أبو نصر البغدادي ، عن أحمد بن يحيى المقري ، عن عبد الله بن موسى ، عن إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن شريح بن هاني ، عن علي عليه‌السلام قال : أمرنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في الأضاحي أن نستشرف العين والاذن ونهانا عن الخرقاء والشرقاء والمقابلة والمدابرة ، الخرقاء أن يكون في الاذن ثقب مستدير ، والشرقاء في الغنم المشقوقة الاذن باثنين حتى ينفذ إلى الطرف (١) ، والمقابلة أن يقطع من مقدم أذنها شئ يترك معلقا لا يبين كأنه زنمة (٢) ويقال مثل ذلك من الإبل : « المزنم » ويسمى ذلك المعلق « الرعل » والمدابرة أن يفعل ذلك بمؤخر اذن الشاة.

( باب )

* ( معنى الفرار إلى الله عزوجل ) *

١ ـ حدثنا أبي ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن سنان ، عن أبي الجارود زياد بن المنذر ، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهما‌السلام في قول الله تبارك وتعالى : « ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين » قال : حجوا إلى الله (٣).

( باب )

* ( معنى المحصور والمصدود ) *

١ ـ أبي ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، قال : حدثنا أيوب بن نوح قال : حدثنا محمد بن أبي عمير ، وصفوان بن يحيى جميعا رفعاه إلى أبي عبد الله عليه‌السلام أنه قال :

__________________

(١) بأن يشق أذنها طولا بحيث تصير شقين إلى طرفها من الرأس. ( م )

(٢) أي لا ينقطع. والزنمة : ما يقطع من اذن البعير أو الشاة فيترك معلقا وذلك يفعل بكرام الإبل فقط.

(٣) الذاريات : ٥٠. وذلك بيان لبعض مصاديق « الفرار إلى الله » المناسب فهم الراوي. ( م )

٢٢٢

المحصور غير المصدود ، وقال : المحصور هو المريض ، والمصدود هو الذي يرده المشركون كما ردوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ليس من مرض ، والمصدود تحل له النساء والمحصور لا تحل له النساء (١).

( باب )

* ( معنى ما روى فيمن ركب زاملة (٢) وسقط منها فمات أنه يدخل النار ) *

١ ـ حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل ـ رضي‌الله‌عنه ـ قال. حدثنا محمد بن يحيى العطار ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن محمد بن سنان ، عن المفضل بن عمر ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : من ركب زاملة ثم وقع منها فمات دخل النار.

قال مصنف هذا الكتاب : معنى ذلك أن الناس كانوا يركبون الزوامل فإذا أراد أحدهم النزول وقع من زاملته من غير أن يتعلق بشئ من الرحل فنهوا عن ذلك لئلا يسقط أحدهم متعمدا فيموت فيكون قاتل نفسه ويستوجب بذلك دخول النار. وليس هذا الحديث بنهي عن ركوب الزوامل وإنما هو نهي عن الوقوع منها من غير أن يتعلق بالرحل ، والحديث الذي روي « أن من ركب زاملة فليوص » فليس ذلك أيضا بنهي عن ركوب الزاملة ، إنما هو الامر بالوصية كما قيل : « من خرج في حج أو جهاد فليوص » وليس ذلك بنهي عن الحج والجهاد ، وما كان الناس يركبون إلا الزوامل وإنما المحامل محدثة ، لم تعرف فيما مضى.

( باب )

* ( معنى العج والثج ) *

١ ـ حدثنا محمد بن أحمد الشيباني (٣) ـ رضي‌الله‌عنه ـ قال : حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي ، قال : حدثنا موسى بن عمران النخعي ، عن عمه الحسين بن يزيد ، عن إسماعيل

__________________

(١) المراد بالمحصور من منعه مرض ونحوه عن اتمام الحج بعد الاحرام فلا تحل له النساء لأنه محرم وهو الذي ذكر في قوله تعالى : « وأتموا الحج والعمرة لله فان أحصرتم فما استيسر من الهدى » والمصدود من منعه المشركون من دخول المسجد الحرام كما منعوا النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ومن معه قبل فتح مكة قال تعالى : « وصدوكم عن المسجد الحرام » ( م )

(٢) الزاملة : الدابة من الإبل وغيرها يحمل عليها.

(٣) مر الكلام فيه ص ١٣١.

٢٢٣

ابن مسلم ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي عليهم‌السلام قال : نزل جبرئيل على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : يا محمد مر أصحابك بالعج والثج. فالعج رفع الأصوات بالتلبية ، والثج نحر البدن.

( باب )

* ( معنى الدباء والمزفت والحنتم والنقير ) *

١ ـ أبي ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن يعقوب بن يزيد ، عن الحسن ابن محبوب ، عن خالد بن جرير ، عن أبي الربيع الشامي ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : سئل عن النرد والشطرنج ، قال : لا تقربهما. قلت : فالغناء؟ قال : لا خير فيه لا تفعلوا.

قلت : فالنبيذ؟ قال : نهى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عن كل مسكر وكل مسكر حرام. قلت : فالظروف التي يصنع فيها؟ قال : نهى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عن الدباء والمزفت والحنتم والنقير. قلت : وما ذاك؟ قال : الدباء : القرع ، والمزفت : الدنان (١) والحنتم : جرار الأردن ويقال : إنها الجرار الخضر ، والنقير : خشب كان أهل الجاهلية ينقرونها حتى يصير لها أجواف ينبذون فيها.

( باب )

* ( معنى الضحك ) *

١ ـ أبي ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن عبد الرحمن بن الحجاج ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قول الله عزوجل : « فضحكت فبشرناها بإسحاق (٢) » قال : حاضت.

( باب )

* ( معنى النافلة ) *

١ ـ أبي رحمه‌الله ـ قال : حدثنا أحمد بن إدريس ، عن محمد بن أحمد بن عيسى بن

__________________

(١) المزفت : الراقود. العظيم. وهو نوع من القار.

(٢) هود : ٧٤.

٢٢٤

محمد (١) ، عن علي بن مهزيار : عن أحمد بن محمد البزنطي ، عن يحيى بن عمران ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قوله الله عزوجل : « ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة (٢) » قال : ولد الولد نافلة.

( باب )

* ( معنى القط ) *

١ ـ أبي ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن سلمة بن الخطاب ، عن إبراهيم بن محمد الثقفي ، عن إبراهيم بن ميمون ، عن مصعب ، عن (٣) سعد ، عن الأصبغ ، عن علي عليه‌السلام في قول الله عزوجل : « وقالوا ربنا الله عجل لنا قطنا قبل يوم الحساب (٤) » قال : نصيبهم من العذاب.

( باب )

* ( معنى الكواشف والدواعي والبغايا وذوات الأزواج ) *

١ ـ أبي ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن داود بن إسحاق الحذاء ، عن محمد بن الفيض قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن المتعة ، فقال : نعم ، إذا كانت عارفة. قلت : جعلت فداك فإن لم تكن عارفة ، قال : فاعرض عليهما وقل لها فإن قبلت فتزوجها وإن أبت أن ترضى بقولك فدعها ، وإياكم والكواشف والدواعي و البغايا وذوات الأزواج. فقلت : ما الكواشف؟ قال : اللواتي يكاشفن وبيوتهن معلومة و يؤتين. قلت : فالدواعي؟ قال : اللواتي يدعين إلى أنفسهن وقد عرفن بالفساد. قلت : فالبغايا؟ قال : المعروفات بالزنا. قلت : فذوات الأزواج؟ قال : المطلقات على غير السنة (٥).

__________________

(١) في بعض النسخ [ أحمد بن محمد بن عيسى ].

(٢) الأنبياء : ٧١.

(٣) في بعض النسخ [ مصعب بن سعيد ].

(٤) ص : ١٥. والقط : القسط أي قسطنا من العذاب الذي توعدنا به وهو من قط إذا قطعه.

(٥) أي من أهل مذهبنا فلا ينافي قاعدة الالزام في قولهم عليهم‌السلام : « الزموهم بأحكامهم ».

٢٢٥

( باب )

* ( معنى الفقيه حقا ) *

١ ـ أبي ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا محمد بن أبي القاسم ، عن محمد بن علي الكوفي ، عن محمد بن خالد ، عن بعض رجاله ، عن داود الرقي ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : ألا أخبركم بالفقيه حقا؟ قالوا : بلى يا أمير المؤمنين قال : من لم يقنط الناس من رحمة الله ، ولم يؤمنهم من عذاب الله ، ولم يرخص لهم في معاصي الله ، ولم يترك القرآن رغبة عنه إلى غيره. ألا لا خير في علم ليس فيه تفهم ، ألا لا خير في قراءة ليس فيها تدبر ، ألا لا خير في عبادة ليس فيها تفقه.

( باب )

* ( معنى بلوغ الأشد والاستواء ) *

١ ـ حدثنا أبي ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا محمد بن يحيى ، عن محمد بن أحمد ، عن أحمد ابن هلال ، عن محمد بن سنان ، عن محمد بن عبد الله بن رباط ، عن محمد بن النعمان الأحول ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قول الله عزوجل : « ولما بلغ أشده واستوى آتيناه حكما وعلما (١) » قال : أشده ثمان عشر سنة ، واستوى : التحى (٢).

( باب )

* ( معنى الخريف ) *

١ ـ حدثنا أبي ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن الحسن بن علي الكوفي ، عن العباس بن عامر ، عن أحمد بن زرق ، عن يحيى بن أبي العلاء ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال : إن عبدا يمكث في النار سبعين خريفا ـ والخريف سبعون

__________________

(١) القصص : ١٣.

(٢) التحى أي نبتت لحيته.

٢٢٦

سنة ـ قال : ثم إنه سأل الله عزوجل بحق محمد وأهل بيته لما رحمتني ، قال : فأوحى الله عزوجل إلى جبرئيل عليه‌السلام أن اهبط إلى عبدي فأخرجه. قال : يا رب كيف لي بالهبوط في النار؟ قال : إني قد أمرتها أن تكون عيك بردا وسلاما. قال : يا رب فما علمي بموضعه؟ قال : إنه في جب من سجين. قال : فهبط في النار فوجده معقولا على وجهه. قال : فأخرجه إلى الله عزوجل فقال : يا عبدي كم لبثت تناشدني في النار؟ قال : ما أحصي يا رب. قال : أما وعزتي لولا ما سألتني به لأطلت هوانك في النار ولكنه حتم على نفسي أن لا يسألني عبد بحق محمد وأهل بيته إلا غفرت له ما كان بيني وبينه ، وقد غفرت لك اليوم.

( باب )

* ( معنى الفلق ) *

١ ـ أبي ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا محمد بن أبي القاسم ، عن محمد بن علي الكوفي ، عن عثمان بن عيسى ، عن معاوية بن وهب قال : كنا عند أبي عبد الله عليه‌السلام فقرأ رجل : « قل أعوذ برب الفلق » فقال الرجل : وما الفلق؟ قال : صدع (١) في النار فيه سبعون ألف دار ، في كل دار سبعون ألف بيت ، في كل بيت سبعون ألف أسود (٢) ، في جوف كل أسود سبعون ألف جرة (٣) سم لا بد لأهل النار أن يمروا عليها.

( باب )

* ( معنى شر الحاسد إذا حسد ) *

١ ـ أبي ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا أحمد بن إدريس ، عن محمد بن أحمد ، عن يعقوب بن

__________________

(١) الصدع : الشق في الشئ.

(٢) الأسود : الحية.

(٣) الجرة ـ بفتح الجيم وشد الراء ـ : إناء من خزف له بطن كبير وعروتان وفم واسع.

٢٢٧

يزيد ، عن ابن أبي عمير رفعه في قول الله عزوجل : « ومن شر حاسد إذا حسد (١) » قال : أما رأيته إذا فتح عينيه وهو ينظر إليك هو ذلك.

( باب )

* ( معنى قول الصادق عليه‌السلام « الشتاء ربيع المؤمن » ) *

١ ـ حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا محمد بن يحيى العطار ، عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري ، عن إبراهيم بن إسحاق النهاوندي عن محمد بن سليمان الديلمي ، عن أبيه ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : سمعته يقول : الشتاء ربيع المؤمن يطول فيه ليلة فيستعين به على قيامه ويقصر فيه نهاره فيستعين به على صيامه.

( باب )

* ( معنى ربيع القرآن ) *

١ ـ حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا علي بن الحسين السعد آبادي ، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، عن محمد بن سالم ، عن أحمد بن النضر الخزاز (٢) ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : لكل شئ ربيع وربيع القرآن شهر رمضان.

( باب )

* ( معنى الأفق المبين ) *

١ ـ حدثنا أبي ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا سعد بن عبد الله قال : حدثنا موسى بن جعفر البغدادي ، عن محمد بن جمهور ، عن عبد الله بن عبد الرحمن ، عن محمد بن أبي حمزة ، عن

__________________

(١) الفلق : ٥.

(٢) في بعض النسخ [ أحمد بن أبي نصر الخزاز ]. وهو تصحيف.

٢٢٨

أبي عبد الله عليه‌السلام قال : من قال في كل يوم من شعبان سبعين مرة : « أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الرحمن الرحيم ، الحي القيوم وأتوب إليه » كتب في الأفق المبين. قال : قلت : وما الأفق المبين؟ قال : قاع (١) بين يدي العرش ، فيه أنهار تطرد فيه من القدحان عدد النجوم.

( باب )

* ( معنى الأفق من الناس ) *

١ ـ أبي ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا محمد بن أبي القاسم ، عن محمد بن علي الكوفي ، عن الحسن بن علي بن يوسف ، عن سيف بن عميرة ، عن سعيد بن الوليد ، قال : دخلنا مع أبان بن تغلب على أبي عبد الله عليه‌السلام ، فقال أبو عبد الله عليه‌السلام : لان أطعم مسلما حتى يشبع أحب إلي من أن أطعم أفقا من الناس. قلت : كم الأفق؟ قال : مائة ألف.

( باب )

* ( معنى الأسودين ) *

١ ـ أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن غالب ، قال : حدثنا أبو الفضل يعقوب بن يوسف ، قال : حدثنا عبد الرحمن ، قال : حدثنا معاذ بن هشام ، قال : حدثني أبي ، عن معمر ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن ضمضم ، عن أبي هريرة أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أمر بقتل الأسودين في الصلاة (٢). قال : معمر : قلت ليحيى : وما معنى الأسودين (٣)؟ قال : الحية والعقرب.

( باب )

* ( معنى تمام النعمة ) *

١ ـ حدثنا أبو نصر محمد بن أحمد بن تميم السرخسي الفقيه بها قال : حدثنا أبو لبيد

__________________

(١) القاع : الأرض السهلة.

(٢) أي حتى في حال الصلاة.

(٣) في بعض النسخ [ وما يعنى بالأسودين ].

٢٢٩

محمد بن إدريس الشامي ، قال : حدثنا محمد بن مهاجر البغدادي ، قال : حدثنا إسماعيل بن إبراهيم ، قال : حدثني الحريري ، عن أبي الورد بن تمامة ، عن اللجلاج ، عن معاذ بن جبل ، قال كنت مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فمر برجل يدعو وهو يقول : « اللهم إني أسألك الصبر » فقال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : سألت البلاء فاسأل الله العافية. ومر صلى‌الله‌عليه‌وآله برجل وهو يقول : « اللهم إني أسألك تمام النعمة ». فقال : ابن آدم وهل تدري ما تمام النعمة؟ الخلاص من النار ودخول الجنة. ومر صلى‌الله‌عليه‌وآله برجل وهو يدعو ويقول : « يا ذا الجلال والاكرام » فقال له : قد استجيب لك فسل.

( باب )

* ( معنى مطلوبات الناس ) *

١ ـ حدثنا أحمد بن الحسن القطان ، قال : حدثنا الحسن بن علي بن الحسين السكري ، قال : حدثنا محمد بن زكريا الجوهري ، قال : حدثنا جعفر بن محمد بن عمارة ، عن أبيه قال : قال الصادق جعفر بن محمد عليهما‌السلام ، : مطلوبات الناس في الدنيا الفانية أربعة : الغنى والدعة (١) وقلة الاهتمام والعز. فأما الغنى فموجود في القناعة فمن طلبه في كثرة المال لم يجده ، وأما الدعة فموجود في خفة الحمل فمن طلبها في ثقله لم يجدها ، وأما قلة الاهتمام فموجود في قلة الشغل فمن طلبها مع كثرته لم يجدها ، فأما العز فموجود في خدمة الخالق فمن طلبه في خدمة المخلوق لم يجده.

( باب )

* ( معنى قول الناقوس ) *

١ ـ حدثنا صالح بن عيسى العجلي ، قال : حدثنا أبو بكر محمد بن محمد بن علي الفقيه ، قال : حدثنا أبو نصر الشعراني في مسجد حميد قال : حدثنا سلمة بن صالح الوضاح (٢)

__________________

(١) الدعة : الراحة وخفض العيش.

(٢) الظاهر أنه سلمة بن صالح الأحمر الواسطي وهو مخلط كما نص عليه الشيخ في رجاله.

٢٣٠

عن أبيه ، عن أبي إسرائيل ، عن أبي إسحاق الهمداني ، عن عاصم بن ضمرة ، عن الحارث الأعور ، قال : بينا أنا أسير مع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام في الحيرة إذا نحن بديراني يضرب بالناقوس ، قال : فقال علي بن أبي طالب عليه‌السلام : يا حارث أتدري ما يقول هذا الناقوس؟ قلت : الله ورسوله وابن عم رسوله أعلم. قال : إنه يضرب الدنيا و خرابها ويقول : « لا إله إلا الله حقا حقا ، صدقا صدقا ، إن الدنيا قد غرتنا وشغلتنا و استهوتنا واستغوتنا ، يا ابن الدنيا مهلا مهلا ، يا ابن الدنيا دقا دقا ، يا ابن الدنيا جمعا جمعا ، تفني الدنيا قرنا قرنا ، ما من يوم يمضى عنا إلا وهن (١) منا ركنا ، قد ضيعنا دارا تبقى ، واستوطنا دارا تفنى لسنا ندري ما فرطنا فيها إلا لو قدمتنا. قال الحارث : يا أمير المؤمنين النصارى يعلمون ذلك؟ قال : لو علموا ذلك لما اتخذوا المسيح إلها من دون الله عزوجل ، قال : فذهبت إلى الديراني فقلت له : بحق المسيح عليك لما ضربت بالناقوس على الجهة التي تضربها. قال : فأخذ يضرب وأنا أقول حرفا حرفا حتى بلغ إلى قوله إلا لو قدمتنا. فقال : بحق نبيكم من أخبرك بهذا. قلت : قال الرجل الذي كان معي أمس ، قال : وهل بينه وبين النبي من قرابة؟ قلت : هو ابن عمه ، قال : بحق نبيكم أسمع هذا من نبيكم؟ قال : قلت : نعم. فأسلم ، ثم قال لي : والله إني وجدت في التوراة أنه يكون في آخر الأنبياء نبي وهو يفسر ما يقول الناقوس.

( باب )

* ( معنى قول الأنبياء عليهم‌السلام إذا قيل لهم يوم القيامة : « ماذا ) *

* ( أجبتم قالوا : لا علم لنا » ) *

١ ـ حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الرحمن المقري ، قال : حدثنا أبو عمرو محمد بن جعفر المقري الجرجاني قال : حدثنا أبو بكر محمد بن الحسن الموصلي ببغداد ، قال : حدثنا محمد بن عاصم الطريفي ، قال : حدثنا أبو زيد عياش (٢) بن يزيد بن الحسن بن علي الكحال مولى زيد بن علي قال : حدثني أبي ، يزيد بن الحسن ، قال : حدثني موسى بن جعفر عليهما‌السلام ،

__________________

(١) في بعض النسخ « أوهى » وكلاهما بمعنى.

(٢) في بعض النسخ [ عباس ].

٢٣١

قال قال الصادق عليه‌السلام في قول الله عزوجل : « يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا أجبتم قالوا لا علم لنا » (١) قال : يقولون : لا علم لنا بسواك.

قال : وقال الصادق عليه‌السلام : القرآن كله تقريع وباطنه تقريب (٢).

قال مصنف هذا الكتاب : يعني بذلك أنه من وراء آيات التوبيخ والوعيد آيات الرحمة والغفران.

( باب )

* ( معنى الأخلاء الثلاثة للمرء المسلم ) *

١ ـ حدثنا محمد بن علي ماجيلويه ـ رضي‌الله‌عنه ـ قال : حدثنا عمي محمد بن أبي القاسم ، قال : حدثنا هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن زياد ، عن الصادق جعفر بن محمد عليهما‌السلام ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال علي عليه‌السلام : إن للمرء المسلم ثلاثة أخلاء فخليل يقول له : « أنا معك حيا وميتا » وهو عمله ، وخليل يقول له : « أنا معك حتى تموت » وهو ماله ، فإذا مات صار للورثة ، وخليل يقول له : « أنا معك إلى باب قبرك ثم أخليك » وهو ولده.

( باب )

* ( معنى القرين الذي يدفن مع الانسان وهو حي والانسان ميت ) *

١ ـ حدثنا أبو أحمد الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري ، قال : حدثنا أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد ، قال : أخبرنا أبو حاتم ، عن العتبي يعني محمد بن عبد الله (٤) ، عن

__________________

(١) المائدة : ١٠٨.

(٢) في بعض النسخ « تقرير » والتقريع هو العتاب الشديد وظاهر الرواية بل صريحها ان باطن ما يكون تقريعا بعينه تقريب فما ذكره المؤلف ـ رحمه‌الله ـ في غاية البعد ولعل المراد أن ظاهر كثير من الآيات العتاب والتوبيخ والايعاد لكن الغرض منها انتهاء المخاطبين وانتباه الغافلين ورجوع العاصين فباطن هذه الخطابات المشتملة على الوعيد والتوبيخ هو الرأفة والرحمة وسوق الناس إلى السعادة وتقريبهم إلى غاية الخلقة وعلي هذا فقوله « القرآن كله الخ » من باب التغليب. ( م )

(٣) في بعض النسخ [ محمد بن عبيد الله ].

٢٣٢

أبيه ، وأخبرنا محمد بن عبد الله بن شبيب البصري. قال : حدثنا زكريا بن يحيى المنقري (١) ، قال : حدثنا العلاء بن فضيل ، عن أبيه ، عن جده ، قال : قال قيس بن عاصم : وفدت مع جماعة من بني تميم إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فدخلت عليه وعنده الصلصال بن الدلهمس (٢) فقلت : يا نبي الله عظنا موعظة ننتفع بها فإنا قوم نعير (٣) بالبرية. فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا قيس إن مع العز ذلا ، وإن مع الحياة موتا ، وإن مع الدنيا آخرة ، وإن لكل شئ حسيبا وعلى كل شئ رقيبا ، وإن لكل حسنة ثوابا ، ولكل سيئة عقابا ، ولكل أجل كتابا ، وإنه لابد لك يا قيس من قرين يدفن معك وهو حي وتدفن معه وأنت ميت فإن كان كريما أكرمك وإن كان لئيما أسلمك. ثم لا يحشر إلا معك ، ولا تبعث إلا معه ، ولا تسأل إلا عنه ، ولا تجعله إلا صالحا فإنه إن صلح آنست به وإن فسد لا تستوحش إلا منه وهو فعلك ، فقلت : يا نبي الله أحب أن يكون هذا الكلام في أبيات شعر (٤) نفخر به على من يلقينا (٥) من العرب وندخره فأمر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله من يأتيه بحسنان. قال : فأقبلت أفكر فيما أشبه هذه العظة من الشعر فاستتب (٦) لي القول قبل مجيئ حسان فقلت : يا رسول الله قد حضرتني أبيات أحسبها توافق ما نريد [ فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : قل يا قيس ] فقلت :

تخير قرينا من فعالك إنما

قرين الفتى في القبر ما كان يفعل

ولابد بعد الموت من أن تعده

ليوم ينادى المرء فيه فيقبل

فإن كنت مشغولا بشئ فلا تكن

بغير الذي يرضى به الله تشتغل

فلن يصحب الانسان من بعد موته

ومن قبله إلا الذي كان يعمل

ألا إنما الانسان ضيف لأهله

يقيم قليلا بينهم ثم يرحل

__________________

(١) في بعض النسخ [ المقرئ ].

(٢) في بعض النسخ [ الصلصال بن الدلهمش ].

(٣) أي تذهب ونجئ ونتردد في البرية ، وفى بعض النسخ [ نعبر ].

(٤) في بعض النسخ [ من الشعر ].

(٥) في بعض النسخ [ يلينا ].

(٦) أي استقام ، وفى بعض النسخ [ استبان ] أي ظهر.

٢٣٣

( باب )

* ( معنى عقول النساء وجمال الرجال ) *

١ ـ حدثنا محمد بن عمر بن محمد بن سالم بن البراء الجعابي الحافظ البغدادي ، قال : حدثني أحمد بن عبيد الله الثقفي أبو العباس قال : حدثنا عيسى بن محمد الكاتب ، قال : حدثني المدائني ، عن غياث بن إبراهيم ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده عليهم‌السلام قال : قال علي بن أبي طالب صلوات الله عليه : عقول النساء في جمالهن ، وجمال الرجال في عقولهم.

( باب )

* ( معنى قول سلمان ـ رضي‌الله‌عنه ـ لما قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ) * * ( أيكم يصوم الدهر؟ وأيكم يحيى الليل؟ وأيكم يختم القرآن ) * * ( في كل يوم؟ فقال في كل ذلك : أنا ) *

١ ـ حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار ـ رضي‌الله‌عنه ـ قال حدثنا أبي ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن نوح بن شعيب العقرقوفي ، عن شعيب ، عن أبي بصير ، قال : سمعت الصادق جعفر بن محمد عليهما‌السلام ، يحدث ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يوما لأصحابه : أيكم يصوم الدهر؟ فقال سلمان ـ رحمة الله عليه ـ : أنا يا رسول الله فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : فأيكم يحيي الليل؟ قال سلمان أنا يا رسول الله. قال : فأيكم يختم القرآن في كل يوم؟ فقال سلمان : أنا يا رسول الله. فغضب بعض أصحابه فقال : يا رسول الله إن سلمان رجل من الفرس يريد أن يفتخر علينا! قلت : أيكم يصوم الدهر؟ قال : أنا ، وهو أكثر أيامه يأكل ، وقلت أيكم يحيي الليل؟ فقال : أنا ، وهو أكثر ليله نائم ، وقلت : أيكم يختم القرآن في كل يوم؟ فقال : أنا ، وهو أكثر أيامه صامت! فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : مه يا فلان أنى لك بمثل لقمان الحكيم! سله فإنه ينبئك. فقال الرجل لسلمان : يا عبد الله أليس زعمت أنك تصوم الدهر؟ فقال ، نعم. فقال : رأيتك في أكثر نهارك تأكل؟ فقال : ليس حيث تذهب إني أصوم الثلاثة في الشهر وقال الله عزوجل :

٢٣٤

« من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها (١) » وأصل شعبان بشهر رمضان فذلك صوم الدهر. فقال : أليس زعمت أنك تحيي الليل؟ فقال : نعم. فقال : إنك أكثر ليلك نائم. فقال : ليس حيث تذهب ، ولكني سمعت حبيبي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : « من بات على طهر فكأنما أحيا الليل » فأنا أبيت على طهر. فقال : أليس زعمت أنك تختم القرآن في كل يوم؟ قال : نعم ، قال : فأنت أكثر أيامك صامت ، فقال : ليس حيث تذهب ، ولكني سمعت حبيبي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول لعلي عليه‌السلام : « يا أبا الحسن مثلك في أمتي مثل قل هو الله أحد فمن قرأها مرة فقد قرأ ثلث القرآن ومن قرأها مرتين فقد قرأ ثلثي القرآن ومن قرأها ثلاثا فقد ختم القرآن ، فمن أحبك بلسانه فقد كمل له ثلث الايمان ، ومن أحبك بلسانه وقلبه فقد كمل له ثلثا الايمان ، ومن أحبك بلسانه وقلبه ونصرك بيده فقد استكمل الايمان. والذي بعثني بالحق يا علي لو أحبك أهل الأرض كمحبة أهل السماء لك لما عذب أحد بالنار » وأنا أقر أقل هو الله أحد في كل يوم ثلاث مرات. فقام فكأنه قد ألقم حجرا (٢).

( باب )

* ( معنى المنتقمة من البقاع ) *

١ ـ حدثنا الحسين بن إبراهيم بن ناتانة ـ رضي‌الله‌عنه ـ قال : حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن جعفر بن سلمة الأهوازي ، عن إبراهيم بن محمد الثقفي ، قال : حدثني أبو الحسين علي بن معلى الأسدي قال : أنبئت عن الصادق جعفر بن محمد عليهما‌السلام ، أنه قال : إن لله عزوجل بقاعا تسمى « المنتقمة » فإذا أعطى الله عبدا مالا لم يخرج حق الله عزوجل منه سلطه الله على بقعة من تلك البقاع فأتلف ذلك المال فيها ثم مات وتركها.

( باب )

* ( معنى القول الصالح والعمل الصالح ) *

١ ـ حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل ـ رضي‌الله‌عنه ـ قال : حدثنا علي بن الحسين

__________________

(١) أنعام : ١٦٠.

(٢) ألقمه حجرا : أسكته في الخصام.

٢٣٥

السعد آبادي ، قال : حدثنا أحمد بن أبي البرقي ، عن أبيه ، عن محمد بن زياد ، عن أبان ، وغيره ، عن الصادق جعفر بن محمد عليهما‌السلام ، قال : من ختم صيامه بقول صالح وعمل صالح تقبل الله عزوجل منه صيامه. فقيل له : يا ابن رسول الله ما القول الصالح؟ قال : شهادة أن لا إله إلا الله ، والعمل الصالح إخراج الفطرة.

( باب )

* ( معنى ما روى أن من أحب لقاء الله تعالى أحب الله تعالى لقاءه ) * * ( ومن أبغض لقاء الله أبغض الله عزوجل لقاءه ) *

١ ـ حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ـ رضي‌الله‌عنه ـ قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار ، عن العباس بن معروف ، عن علي بن مهزيار ، عن القاسم بن محمد ، عن عبد الصمد بن بشير ، عن بعض أصحابه ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قلت له : أصلحك الله من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن أبغض لقاء الله أبغض الله لقاءه؟ قال : نعم. فقلت : فوالله إنا لنكره الموت. فقال : ليس ذلك حيث تذهب ، إنما ذلك عند المعاينة إذا رأى ما يحب فليس شئ أحب إليه من أن يتقدم والله يحب لقاءه وهو يحب لقاء الله حينئذ ، وإذا رأى ما يكره فليس شئ أبغض إليه من لقاء الله والله عزوجل يبغض لقاءه.

٢ ـ وبهذا الاسناد ، عن علي بن مهزيار ، عن فضالة بن أيوب ، عن معاوية بن وهب ، عن يحيى بن سابور ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام في الميت تدمع عند الموت. فقال : ذاك عند معاينة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فيرى ما يسره [ وما يحبه ]. قال : ثم قال : أما ترى الرجل يرى ما يسره وما يحب فتدمع عينه ويضحك؟.

( باب )

* ( معنى ما روى أن الصلاة حجزة الله في الأرض ) *

١ ـ حدثني محمد بن علي ماجيلويه ـ رضي‌الله‌عنه ـ عن عمه محمد بن أبي القاسم ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عن محمد بن سنان ، عن المفضل بن عمر ، عن يونس بن

٢٣٦

ظبيان ، قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : اعلم أن الصلاة حجزة الله في الأرض ، فمن أحب أن يعلم ما أدرك من نفع صلاته فلينظر فإن كانت صلاته حجزته عن الفواحش والمنكر فإنما أدرك من نفعها بقدر ما احتجز ، ومن أحب أن يعلم ماله عند الله فليعلم ما لله عنده ومن خلا بعمل فلينظر فيه فإن كان حسنا جميلا فليمض عليه وإن كان سيئا قبيحا فليجتنبه فإن الله عزوجل أولى بالوفاء والزيادة ، ومن عمل سيئة في السر فليعمل حسنة في السر ومن عمل سيئة في العلانية فليعمل حسنة في العلانية.

( باب )

* ( معنى الحاقن والحاقب والحاذق ) *

١ ـ أبي ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن يعقوب بن يزيد ، عن يحيى ابن المبارك ، عن عبد الله بن جبلة ، عن إسحاق بن عمار ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : لا صلاة لحاقن ولا لحاقب ولا لحاذق. والحاقن الذي به البول ، والحاقب الذي به الغائط. والحاذق الذي به ضغطة الخف.

( باب )

* ( معنى المجنون ) *

١ ـ حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني ـ رضي‌الله‌عنه ـ قال : حدثنا عبد العزيز بن يحيى البصري الجلودي بالبصرة قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن زكريا الجوهري ، قال : حدثنا جعفر بن محمد بن عمارة ، عن أبيه ، عن جابر بن يزيد الجعفي ، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهما‌السلام ، قال : سمعت جابر بن عبد الله الأنصاري يقول : مر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله برجل مصروع وقد اجتمع عليه الناس ينظرون إليه فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : على ما اجتمع هؤلاء؟ فقيل له : على مجنون يصرع فنظر إليه. فقال : ما هذا بمجنون ، ألا أخبركم بالمجنون حق المجنون؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : إن المجنون حق المجنون

٢٣٧

المتبختر في مشيته ، الناظر في عطفيه ، المحرك جنبيه بمنكبيه ، فذاك المجنون وهذا المبتلى.

٢ ـ حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ـ رضي‌الله‌عنه ـ قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار ، قال : حدثنا إبراهيم بن هاشم ، عن محمد بن أبي عمير ، عن حمزة بن حمران قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : إن من أجاب في كل ما يسأل (١) عنه لمجنون.

( باب )

* ( معنى الحمية ) *

١ ـ أبي ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا محمد بن يحيى العطار ـ رضي‌الله‌عنه ـ عن أحمد ابن محمد ، عن إبراهيم بن إسحاق ، عن عبد الله بن أحمد ، عن إسماعيل ، عن الخراساني ـ يعني الرضا عليه‌السلام ـ قال : ليس الحمية من الشئ تركه ، إنما الحمية من الشئ الاقلال منه.

( باب )

* ( معنى « دبقا » (٢) ) *

١ ـ أبي ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا محمد بن يحيى العطار ، عن أحمد بن محمد ، عن إبراهيم ابن إسحاق ، عن عبد الله بن أحمد ، عن علي بن جعفر بن الزبير ، عن جعفر بن إسماعيل ، عن رجل ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : سألته كم يحمي المريض؟ فقال : دبقا. فلم أدر كم دبقا فسألته فقال : عشرة أيام. وفي حديث آخر : أحد عشر دبقا و « دبق صباح » بكلام الرومي أعني أحد عشر صباحا.

( باب )

* ( معنى الخائف ) *

١ ـ أبي ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن علي

__________________

(١) في بعض النسخ [ ما سئل ].

(٢) في بعض النسخ بالراء في جميع المواضع.

٢٣٨

ابن محمد القاساني ، عمن ذكره ، عن عبد الله بن القاسم الجعفي ، (١) عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : سمعته يقول : الخائف من لم يدع له الرهبة لسانا ينطق به.

( باب )

* ( معنى الكفؤ ) *

١ ـ أبي ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، قال : حدثني إبراهيم بن هاشم عن إسماعيل بن مرار ، عن يونس بن عبد الرحمن ، قال : حدثني جماعة من أصحابنا ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : الكفؤ أن يكون عفيفا وعنده يسار.

( باب )

* ( معنى المسلم والمؤمن والمهاجر والعربي والمولى ) *

١ ـ أبي ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عن محمد بن أبي عمير ، عن بعض أصحابه ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام أنه قال : المسلم من سلم الناس من يده ولسانه ، والمؤمن من ائتمنه الناس على أموالهم وأنفسهم.

٢ ـ وروي في حديث آخر أن المؤمن من أمن جاره بوائقه (٢).

٣ ـ وروي أن الصادق عليه‌السلام قال : من ولد في الاسلام فهو عربي ، ومن دخل فيه بعدما كبر فهو مهاجر ، ومن سبي واعتق فهو مولى ومولى القوم من أنفسهم.

( باب )

* ( معنى العقل ) *

١ ـ أبي ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا محمد بن يحيى العطار ، عن محمد بن أحمد بن يحيى ، عن محمد بن عبد الجبار ، عن بعض أصحابنا رفعه إلى أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قلت له : ما

__________________

(١) في بعض النسخ [ عبد الله بن القاسم الجعفري ].

(٢) بوائق جمع بائقة وهي الشر والداهية ، ويقال : « رفعت عنك بائقة فلان » أي غائلته وشره.

٢٣٩

العقل؟ قال : ما عبد به الرحمن واكتسب به الجنان (١). قال : قلت : فالذي كان في معاوية؟ قال : تلك النكراء ، تلك الشيطنة (٢) ، وهي شبيهة بالعقل وليست بعقل. وسئل الحسن ابن علي عليهما‌السلام فقيل له : ما العقل؟ فقال : التجرع للغصة حتى تنال الفرصة.

( باب )

* ( معنى اتقاء الله حق تقاته ) *

١ ـ حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ـ رضي‌الله‌عنه ـ قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار ، عن أحمد بن محمد ، عن أبيه ، عن النضر ، عن أبي الحسين ، عن أبي بصير ، قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول الله عزوجل : « اتقوا الله حق تقاته (٣) » قال : يطاع فلا يعصى ويذكر فلا ينسى ، ويشكر فلا يكفر.

( باب )

* ( معنى العبادة ) *

١ ـ أبي ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا سعد بن عبد الله : عن أحمد بن محمد ، عن أبيه ، عمن ذكره ، عن خيثمة بن عبد الرحمن الجعفي قال : سأل عيسى بن عبد الله القمي أبا عبد الله عليه‌السلام وأنا حاضر فقال : ما العبادة؟ قال : حسن النية بالطاعة من الوجه الذي يطاع الله منه.

( باب )

* ( معنى السائبة ) *

١ ـ حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل قال : حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري أحمد بن محمد ، عن الحسن بن محبوب ، عن خالد بن جرير ، عن أبي الربيع الشامي ، قال :

__________________

(١) يعنى ملكة وحالة في النفس تدعو إلى اختيار الخيرات والمنافع واجتناب الشرور ومضارها وهو أحد معاني العقل.

(٢) النكراء : الدهاء والفطنة وهي جودة الرأي وحسن الفهم وإذا استعملت في مشتهيات جنود الجهل يقال لها : الشيطنة.

(٣) آل عمران : ١٠٢.

٢٤٠