معاني الأخبار

أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي [ الشيخ الصدوق ]

معاني الأخبار

المؤلف:

أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي [ الشيخ الصدوق ]


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار المعرفة للطباعة والنشر والتوزيع
المطبعة: دار المعرفة للطباعة والنشر
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٣٨

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على محمد عبده ورسوله وعلى آله الطاهرين وسلم تسليما [ كثيرا ].

( أبواب الكتاب )

* ( الباب الذي من أجله سمينا هذا كتاب معاني الأخبار ) *

قال الشيخ أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه الفقيه القمي نزيل الري ، مصنف هذا الكتاب ـ رضي‌الله‌عنه ، وقدس روحه ـ : (١)

١ ـ حدثنا أبي ، ومحمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ـ رضي‌الله‌عنهما ـ قالا : حدثنا سعد بن عبد الله ، وعبد الله بن جعفر الحميري ، وأحمد بن إدريس ، ومحمد بن يحيى العطار ـ رحمهم‌الله ـ قالوا : حدثنا أحمد بن محمد بن خالد قال : حدثنا علي بن حسان الواسطي ، عمن ذكره ، عن داود بن فرقد قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : أنتم أفقه الناس إذا عرفتم معاني كلامنا ، إن الكلمة لتنصرف على وجوه ، فلو شاء إنسان لصرف كلامه كيف شاء ولا يكذب.

٢ ـ أبي ـ رحمه‌الله ـ قال حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن محمد بن عيسى ، عن محمد بن أبي عمير ، عن بريد الرزاز ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قال أبو جعفر عليه‌السلام : يا بني أعرف منازل الشيعة على قدر روايتهم ومعرفتهم ، فإن المعرفة هي الدراية للرواية و بالدرايات للروايات يعلو المؤمن إلى أقصى درجات الايمان ، إني نظرت في كتاب لعلي

__________________

(١) الظاهر أن الترضي زائد من الكتاب.

١

عليه‌السلام فوجدت في الكتاب أن قيمة كل امرء وقدره معرفته ، إن الله تبارك وتعالى يحاسب الناس على قدر ما آتاهم من العقول في دار الدنيا.

٣ ـ حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور ـ رضي‌الله‌عنه ـ قال. حدثنا الحسين بن محمد ابن عامر ، عن عمه عبد الله بن عامر ، عن محمد بن أبي عمير ، عن إبراهيم الكرخي ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام أنه قال : حديث تدريه خير من ألف حديث ترويه ، ولا يكون الرجل منكم فقيها حتى يعرف معاريض كلامنا ، وإن الكلمة من كلامنا لتنصرف على سبعين وجها لنا من جميعها المخرج.

( باب )

* ( معنى الاسم ) *

١ ـ أبي ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا أحمد بن إدريس ، عن الحسين بن عبد الله ، عن محمد ابن عبد الله ، وموسى بن عمر ، والحسن بن علي بن أبي عثمان ، عن ابن سنان قال : سألت أبا الحسن الرضا عليه‌السلام عن الاسم ما هو؟ فقال عليه‌السلام : [ فهو ] صفة لموصوف.

٢ ـ حدثنا أبي ـ رضي‌الله‌عنه ـ بهذا الاسناد ، عن محمد بن سنان ، عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام قال : سألته هل كان الله عزوجل عارفا بنفسه (١) قبل أن يخلق الخلق؟ قال عليه‌السلام : نعم. قلت : يراها ويسمعها؟ قال : ما كان محتاجا إلى ذلك لأنه لم يكن يسألها ولا يطلب منها ، هو نفسه ونفسه هو ، قدرته نافذة ، فليس يحتاج أن يسمى نفسه ، ولكنه اختار لنفسه أسماء لغيره يدعوه بها ، لأنه إذا لم يدع باسمه لم يعرف فأول ما اختار لنفسه « العلي العظيم » لأنه أعلى الأشياء كلها فمعناه « الله » واسمه « العلي العظيم » وهو أول أسمائه لأنه علي علا كل شئ.

__________________

(١) « عارفا بنفسه الخ » عرفانه بنفسه هو ظهور ذاته بذاته لذاته في مقام ذاته الذي هو عين ذاته دون العلم الحصولي الذي هو الصورة الحاصلة عن الشئ عند النفس حتى يكون الصورة الزائدة على الذات معلومة أولا وبالذات وذاته معلومة ثانيا وبالعرض. وقد ثبت في محله استحالة تعلق العلم الحصولي بذاته سبحانه لاستلزامه كونه تعالى ذا ماهية.

وحيث إن ذاك العرفان عين العارف فلا يحتاج إلى آلة كالبصر والسمع حسيين فرضا أو غيرهما ( م ).

٢

( باب )

* ( معنى بسم الله الرحمن الرحيم ) *

١ ـ حدثنا أبي ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن القاسم بن يحيى ، عن جده الحسن بن راشد ، عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : سألته عن « بسم الله الرحمن الرحيم » فقال عليه‌السلام. الباء بهاء الله ، والسين سناء الله ، والميم مجد الله ـ وروى بعضهم ملك الله ـ ، والله إله كل شئ ، [ و ] الرحمن لجميع العالم والرحيم بالمؤمنين خاصة.

٢ ـ حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ـ رضي‌الله‌عنه ـ قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار ، عن العباس بن معروف ، عن صفوان بن يحيى ، عمن حدثه ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام أنه سئل عن « بسم الله الرحمن الرحيم » فقال : الباء بهاء الله ، والسين سناء الله ، والميم ملك الله. قال : قلت : الله؟ قال : الألف آلاء الله على خلقه من النعم (١) بولايتنا ، واللام إلزام الله خلقه ولايتنا. قلت : فالهاء؟ فقال : هوان لمن خالف محمدا وآل محمد صلوات الله عليهم قلت : الرحمن؟ قال : بجميع العالم. قلت : الرحيم؟ قال : بالمؤمنين خاصة.

( باب آخر )

* ( في معنى بسم الله ) *

١ ـ حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني ـ رضي‌الله‌عنه ـ قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد مولى بني هاشم ، عن علي بن الحسن بن علي بن فضال ، عن أبيه قال : سألت الرضا علي بن موسى عليه‌السلام عن « بسم الله » فقال : معنى قول القائل : « بسم الله » أي أسم على نفسي سمة من سمات الله عزوجل وهي العبادة. قال : فقلت له : ما السمة؟ قال : هي (٢) العلامة.

__________________

(١) في بعض النسخ [ من النعيم ].

(٢) فقال هي ( نسخة ).

٣

( باب )

* ( معنى « الله » عزوجل ) *

١ ـ أبي ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن القاسم بن يحيى ، عن جده الحسن بن راشد ، عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما‌السلام ، قال سئل عن معنى « الله » عزوجل ، فقال : استولى على ما دق وجل (١).

٢ ـ حدثنا محمد بن القاسم الجرجاني المفسر ـ رضي‌الله‌عنه ـ قال : حدثنا أبو يعقوب يوسف بن محمد بن زياد ، وأبو الحسن علي بن محمد بن سيار وكانا من الشيعة الإمامية ، عن أبويهما ، عن الحسن بن علي بن محمد عليهم‌السلام في قول الله عزوجل : « بسم الله الرحمن الرحيم » قال : الله هو الذي يتأله إليه عند الحوائج والشدائد كل مخلوق وعند انقطاع الرجاء من كل من دونه وتقطع الأسباب من جميع من سواه ، تقول : « بسم الله » أي أستعين على أموري كلها بالله الذي لا تحق العبادة إلا له ، المغيث إذا استغيث. والمجيب إذا دعي ، وهو ما قال رجل للصادق عليه‌السلام : يا بن رسول الله دلني على الله ما هو (٢) فقد أكثر علي المجادلون وحيروني. فقال له : يا عبد الله هل ركبت سفينة قط؟ قال : نعم. قال : فهل

__________________

(١) رواه البرقي ـ رحمه‌الله ـ في المحاسن ص ٢٣٨ هكذا « سئل عن معنى قول الله : « الرحمن على العرش استوى » فقال : استولى على ما دق وجل وهكذا رواه الطبرسي ـ ره ـ في الاحتجاج ورواه الكليني ـ رحمه‌الله ـ في الكافي ج ١ ص ١١٥ كما في المتن وحاصل المعنى على ما ذكره العلامة المجلسي ـ رحمه‌الله ـ هو من قبيل تفسير الشئ بلازمه لان من لوازم الألوهية الاستيلاء على جميع الأشياء دقيقها وجليلها.

(٢) « دلني على الله ما هو » ان الله تبارك وتعالى أظهر الأشياء بل له الظهور كله « أيكون لغيرك من الظهور ما ليس لك حتى يكون هو المظهر لك » وأعرف الأشياء بل به يعرف الأشياء « بك عرفتك » لكن جهل الانسان وقصره النظر على الأسباب حجبه عن معرفته ومنعه عن قربه سبحانه فكلما أنفذ البصر من الأسباب إلى مسببها ومن الأشياء إلى قيومها ازداد معرفة ، وابتعادا من الظلمات ، واقترابا إلى عالم النور بإذن الله العزيز الحميد.

ويدلك على هذا توجه الانسان طبعا إلى عالم الغيب عند اليأس من الأسباب كما في المثال الذي ذكره الامام عليه أفضل الصلاة والسلام. ويظهر هذه الحقيقة كل الظهور يوما فيه تبلى السرائر وتقطعت بهم الأسباب وبرزوا لله جميعا لمن الملك اليوم؟ لله الواحد القهار. ( م )

٤

كسرت بك حيث لا سفينة تنجيك ، ولا سباحة تغنيك؟ قال : نعم. قال : فهل تعلق قلبك هنالك أن شيئا من الأشياء قادر على أن يخلصك من ورطتك؟ قال : نعم. قال الصادق عليه‌السلام : فذلك الشئ هو الله القادر على الانجاء حيث لا منجي ، وعلى الإغاثة حيث لا مغيث.

( باب )

* ( معنى الواحد ) *

١ ـ حدثنا أبي ـ رحمه‌الله ـ قال حدثنا محمد بن يحيى العطار ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن أبي هاشم الجعفري قال : سألت أبا جعفر الثاني عليه‌السلام ما معنى الواحد؟ قال : المجتمع عليه جميع الألسن (١) بالوحدانية.

٢ ـ حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب بن نضر بن عبد الوهاب بن عطاء بن واصل السجزي قال : أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبد الله بن ضمرة الشعراني العماري من ولد عمار ابن ياسر قال : حدثنا أبو محمد عبيد الله بن يحيى بن عبد الباقي الأذني بأذنة (٢) ، عن أبي المقدام ابن شريح بن هانئ ، عن أبيه قال ، إن أعرابيا قام يوم الجمل إلى أمير المؤمنين عليه‌السلام فقال : يا أمير المؤمنين أتقول ، إن الله واحد؟ قال : فحمل الناس عليه وقالوا : يا أعرابي أما ترى ما فيه أمير المؤمنين عليه‌السلام من تقسم القلب فقال أمير المؤمنين عليه‌السلام : دعوه ، فان الذي يريده الاعرابي هو الذي نريده من القوم ، ثم قال : يا أعرابي إن القول في أن الله واحد على أربعة أقسام : فوجهان منها لا يجوزان على الله عزوجل ، ووجهان يثبتان فيه.

فأما اللذان لا يجوزان عليه فقول القائل « واحد » يقصد به باب الاعداد ، فهذا ما لا

__________________

(١) في بعض النسخ [ بجميع الألسن ].

(٢) أذنة بفتح أوله وثانيه ، ونون ، بوزن حسنة ، أو بكسر الذال بوزن حسنة. قال السكوني : بحذاء توزجبل يقال له : الغمر شرقي ، ثم يمضى الماضي فيقع في جبل شرقية أيضا يقال له : أذنة.

وقال نصر : أذنة : خيال من أخيلة حمى فيد ، بينه وبين فيد نحو عشرين ميلا. وأذنة أيضا : بلد من الثغور قرب المصيصة مشهور. ( المراصد )

٥

يجوز لان ما لا ثاني له لا يدخل في باب الاعداد ، ألا ترى أنه كفر من قال : ثالث ثلاثة؟ وقول القائل هو واحد من الناس يريد النوع من الجنس فهذا ما لا يجوز لأنه تشبيه وجل ربنا عن ذلك وتعالى.

وأما الوجهان اللذان يثبتان فيه فقول القائل هو واحد ليس له في الأشياء شبه كذلك ربنا وقول القائل : « إنه عزوجل أحدي المعنى » يعني به أنه لا ينقسم في وجود ولا عقل ولا وهم كذلك ربنا عزوجل.

( باب )

* ( معنى الصمد ) *

١ ـ حدثنا أبي ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا سعد بن عبد الله قال : حدثنا محمد بن عيسى ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عن الربيع بن مسلم قال : سمعت أبا الحسن عليه‌السلام حين سئل عن الصمد ، فقال : الصمد الذي لا جوف له.

٢ ـ حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق ـ رضي‌الله‌عنه ـ قال : حدثنا محمد بن يعقوب ، عن علي بن محمد ، عن سهل بن زياد ، عن محمد بن الوليد ـ ولقبه شباب الصيرفي ـ عن داود بن القاسم الجعفري قال : قلت لأبي جعفر عليه‌السلام : جعلت فداك ، ما الصمد؟ قال : السيد المصمود إليه في القليل والكثير.

٣ ـ حدثنا أبو محمد جعفر بن علي بن أحمد الفقيه القمي ثم الإيلاقي (١) ـ رضي الله عنه ـ قال : حدثنا أبو سعيد عبدان بن الفضل قال : حدثني أبو الحسن محمد بن يعقوب بن محمد بن يونس بن جعفر بن (٢) إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب بمدينة خجندة قال : حدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بن شجاع الفرغاني (٢) قال : حدثني أبو محمد

__________________

(١) إيلاق : مدينة من بلاد الشاش المتصل ببلاد الترك على عشر فراسخ من الشاش وهو عمل برأسه ويتصل بفرغانة. وأيضا بليدة من نواحي نيشابور. وأيضا قرية من قرى بخارى. ( مراصد الاطلاع ).

(٢) في بعض النسخ [ محمد بن سيف بن جعفر ] وفى بعضها [ محمد بن يوسف بن جعفر ]

(٣) يأتي تعريف فرغانة وخجندة في باب ٣٨ « معنى ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا ـ الآية ـ ».

٦

الحسن بن حماد العنبري بمصر ، قال : حدثني إسماعيل بن عبد الجليل البرقي ، عن أبي البختري وهب بن وهب القرشي ، عن أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمد عليهما‌السلام قال : قال الباقر : حدثني أبي زين العابدين عن أبيه الحسين بن علي عليهم‌السلام أنه قال : الصمد الذي لا جوف له ، والصمد الذي به (١) انتهى سؤدده ، والصمد الذي لا يأكل ولا يشرب ، والصمد الذي لا ينام ، والصمد الذي لم يزل ولا يزال.

قال الباقر عليه‌السلام : كان محمد بن الحنيفة ـ قدس الله روحه ـ يقول : الصمد القائم بنفسه الغني عن غيره. وقال غيره : الصمد المتعالي عن الكون والفساد ، والصمد الذي لا يوصف بالتغاير.

قال الباقر عليه‌السلام : الصمد السيد المطاع الذي ليس فوقه آمر ولا ناه.

قال : وسئل علي بن الحسين زين العابدين عليهما‌السلام عن الصمد ، فقال : الصمد الذي لا شريك له ولا يؤوده حفظ شئ ولا يعزب عنه شئ. قال : وهب بن وهب القرشي : قال زيد بن علي بن عليهما‌السلام : الصمد الذي إذا أراد شيئا قال له : كن فيكون ، والصمد الذي أبدع الأشياء فخلقها أضدادا وأشكالا وأزواجا وتفرد بالوحدة بلا ضد ولا شكل ولا مثل ولا ند.

وقال وهب بن وهب القرشي : سمعت الصادق عليه‌السلام يقول : قدم وفد من فلسطين على الباقر عليه‌السلام فسألوه عن مسائل فأجابهم ، ثم سألوه عن الصمد ، فقال عليه‌السلام : تفسيره فيه ، الصمد خمسة أحرف فالألف دليل على إنيته وهو قوله عزوجل : « شهد الله أنه لا إله إلا هو » وفي ذلك تنبيه وإشارة إلى الغائب عن درك الحواس ، واللام دليل على إلهيته أنه هو الله ، والألف واللام مدغمان لا يظهران على اللسان ولا يقعان في السمع ويظهران في الكتابة دليلان على أن إلهيته بلطفه (٢) خافية ، لا تدرك بالحواس ولا تقع في لسان واصف ولا اذن سامع ، لان تفسير الاله هو الذي أله الخلق عن درك ماهيته وكيفيته بحس أو بوهم ، لا بل هو مبدع الأوهام وخالق الحواس ، وإنما يظهر ذلك عند الكتابة دليلا على أن الله سبحانه أظهر ربوبيته في إبداع الخلق وتركيب أرواحهم اللطيفة في

__________________

(١) في بعض النسخ [ قد انتهى ].

(٢) في بعض النسخ [ لطيفة ].

٧

أجسادهم الكثيفة فإذا نظر عبد إلى نفسه لم ير روحه كما أن لام الصمد لا تتبين ولا تدخل في حاسة من حواسه الخمس ، فإذا نظر إلى الكتابة ظهر له ما خفي ولطف. فمتى تفكر العبد في ماهية البارئ وكيفيته أله فيه وتحير ولم تحط فكرته بشئ يتصور له لأنه عزوجل خالق الصور ، فإذا نظر إلى خلقه ثبت له أنه عزوجل خالقهم ومركب أرواحهم في أجسادهم. وأما الصاد فدليل على أنه عزوجل صادق ، وقوله صدق ، وكلامه صدق ، ودعا عباده إلى اتباع الصدق بالصدق ، ووعد بالصدق دار الصدق. وأما الميم فدليل على ملكه وأنه عزوجل الملك الحق لم يزل ولا يزال ، ولا يزول ملكه وأما الدال فدليل على دوام ملكه وأنه عزوجل دائم ، تعالى عن الكون والزوال بل هو عزوجل مكون الكائنات ، الذي كان بتكوينه كل كائن.

وقد أخرجت هذا الحديث بتمامه في تفسير « قل هو الله أحد » في كتاب التوحيد (١)

( باب )

* ( معنى قول الأئمة عليهم‌السلام ان الله تبارك وتعالى شئ ) *

١ ـ أبي ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن العباس بن عمرو الفقيمي ، عن هشام بن الحكم ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام أنه قال للزنديق ـ حين سأله عن الله ما هو؟ ـ قال : هو شئ بخلاف الأشياء ارجع بقولي شئ إلى إثبات معنى وأنه شئ بحقيقة الشيئية غير أنه لا جسم ولا صورة (٢).

٢ ـ أبي ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا سعد بن عبد الله قال : حدثنا أحمد بن محمد بن خالد عن محمد بن عيسى ، عمن ذكره ، رفعه إلى أبي جعفر عليه‌السلام أنه سئل أيجوز أن يقال : إن

__________________

(١) راجع كتاب التوحيد للمؤلف ص ٩٢.

(٢) « هو شئ بخلاف الأشياء » أي موجود لا كسائر الموجودات التي هي ممكنات بل بحقيقة الشيئية وهي حقيقة الوجود التي لا تقتضي حدا ولا نهاية والحدود والنقائص إنما هي من لوازم المهيات الممكنة ، وحيث انه وجود صرف وشيئية محضة وإنية بحتة لا يقتضى حدا ولا ينتهى إلى طرف فليس بمادة ولا صورة منطبعة فيها ولا مفارقة إياها. ( م )

٨

الله شئ؟ قال : نعم ، يخرجه من الحدين : حد التعطيل ، وحد التشبيه. (١)

( باب )

* ( معنى سبحان الله ) *

١ ـ حدثنا أبي ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن محمد بن عيسى ابن عبيد ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عن هشام بن عبد الملك قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن معنى « سبحان الله » فقال : أنفة الله (٢).

٢ ـ حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ـ رضي‌الله‌عنه ـ قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن علي بن أسباط ، عن سليم مولى طربال ، عن هشام الجواليقي ، قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول الله عزوجل « سبحان الله » ما يعني به؟ قال : تنزيه.

٣ ـ حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب قال : أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبد الله بن حمزة الشعراني العماري من ولد عمار بن ياسر ، قال : حدثنا أبو محمد عبيد الله بن يحيى بن عبد الباقي الأذني بأذنة (٣) ، قال : حدثنا علي بن الحسن المعاني ، قال : حدثنا عبد الله بن يزيد ، عن يحيى بن عقبة بن أبي العيزار ، قال حدثنا محمد بن حجار عن يزيد بن الأصم (٤) ، قال : سأل رجل عمر بن الخطاب فقال : يا أمير المؤمنين ما تفسير « سبحان الله »؟

__________________

(١) « حد التعطيل » عدم اثبات الوجود والصفات الكمالية والفعلية والإضافية له و « حد التشبيه » الحكم بالاشتراك مع الممكنات في حقيقة الصفات وعوارض الممكنات « كذا ذكره العلامة المجلسي ـ رحمه‌الله ـ ».

(٢) أنف ـ بكسر النون ـ أنفا ـ بفتحها ـ ترفع وتنزه والاسم « الأنفة » بالفتحات. ( م ) يعنى تنزيه لذاته الأحدية عن كل ما لا يليق بجنابه.

(٣) أذني ـ بفتح أوله وثانيه ونون بوزن حسنة قال في اللباب : هذه النسبة إلى أذنة وهي من مشاهير البدان بساحل الشام عند طرطوس. وقال في المراصد : قال السكوني : بحذاء توز جبل يقال له : الغمر شرقي ، ثم يمضى الماضي فيقع في جبل شرقية أيضا يقال له : أذنة وقال أبو نصر : أذنة : خيال من أخيلة حمى فيد بينه وبين فيد نحو عشرين ميلا. وأذنه أيضا بلد من الثغور قرب المصيصة مشهور. انتهى وقد مر

(٤) في بعض النسخ [ عن زيد بن الأصم ]

٩

قال : إن في هذا الحائط رجلا كان إذا سئل أنبأ ، وإذا سكت ابتدء. فدخل الرجل فإذا هو علي بن أبي طالب عليه‌السلام فقال : يا أبا الحسن ما تفسير « سبحان الله »؟ قال : هو تعظيم جلال الله عزوجل وتنزيهه عما قال فيه كل مشرك ، فإذا قاله العبد صلى عليه كل ملك.

( باب )

* ( معنى التوحيد والعدل ) *

١ ـ حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عيسى بن أحمد بن [ علي بن الحسين بن ] علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام ، قال : حدثنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن أسباط ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن زياد القطان ، قال : حدثنا أبو الطيب أحمد بن محمد بن عبد الله قال : حدثني عيسى بن جعفر بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام عن آبائه ، عن عمر بن علي ، عن أبيه علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : التوحيد ظاهره في باطنه وباطنه في ظاهره ، ظاهره موصوف لا يرى ، وباطنه موجود لا يخفى ، يطلب بكل مكان ، ولم يخل منه مكان طرفة عين ، حاضر غير محدود ، وغائب غير مفقود. (١)

__________________

(١) الأوصاف التي يوصف سبحانه بها لها ظواهر هي مفاهيمها التي ينالها العقل ويثبتها البرهان وباطن مكنون لا يعلمه الا الله أو من علمه من لدنه من المخلصين .. قال تعالى : « سبحان الله عما يصفون الا عباد الله المخلصين ». والسر في ذلك أن وجوده تبارك وتعالى فوق التمام وفوق ما لا يتناهى بما لا يتناهى ولا يحدد بوجه من الوجوه وشأن المفهوم التناهي والمحدودية فان كل مفهوم فرض فإنه منعزل عن سائر المفاهيم بالذات ومبائن لها بما أنه مفهوم فلأجل ذلك لا ينطبق عليه تعالى أي مفهوم فرض حق الانطباق وان وسع وساعة ، فساحة قدسه أمنع من أن ينالها الحد المفهومي ، ونوره أبهى من أن يعوق عن تجليه غمام التناهي وقد ملأت أسماؤه أركان كل شئ وأضاء نوره وجه كل شئ فلا يمكن فرض شئ يفقده تعالى في حاق وجوده ولب ثبوته وإلا لانعزل عنه وحدد به ، فهو سبحانه بوحدته وبساطته موجود عند كل شئ « وهو معكم أينما كنتم » وكل شئ قائم به حاضر لديه فلا يغيب عن شئ ولا يفقده شئ ولا يخلو منه مكان طرفة عين دون أن يحيط به مكان أو

١٠

٢ ـ حدثنا أبو الحسن محمد بن سعيد بن عزيز (١) السمرقندي الفقيه بأرض بلخ. قال : حدثنا أبو أحمد الزاهد السمرقندي بإسناده رفعه إلى الصادق عليه‌السلام أنه سأله رجل فقال له : إن أساس الدين التوحيد والعدل وعلمه كثير ولا بد لعاقل منه فاذكر ما يسهل الوقوف عليه ويتهيأ حفظه؟ فقال أما التوحيد فأن لا تجوز على ربك ما جاز عليك ، وأما العدل فألا تنسب إلى خالقك ما لامك عليه.

( باب )

* ( معنى الله أكبر ) *

١ ـ حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ـ رضي‌الله‌عنه ـ قال : حدثنا محمد بن يحيى العطار ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن أبيه ، عن مروك بن عبيد ، عن جميع بن عمير ، قال : قال لي أبو عبد الله عليه‌السلام : أي شئ الله أكبر؟ فقلت : الله أكبر من كل شئ ،. فقال : فكان ثم شئ فيكون أكبر منه؟ فقلت : فما هو؟ قال : الله أكبر من أن يوصف (٢).

٢ ـ حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل ، قال : حدثني محمد بن يحيى العطار ، عن سهل بن زياد ، عن ابن محبوب ، عمن ذكره ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قال رجل عنده : « الله أكبر » فقال : الله أكبر من أي شئ؟ فقال : من كل شئ. فقال أبو عبد الله عليه‌السلام : حددته!

__________________

يحده زمان وهو على كل شئ شهيد وبكل شئ محيط.

ومن صفاته العليا وأسمائه الحسنى بل أعلاها وأحسنها وكلها عال حسن « الوحدة » وهي ليست من سنخ الوحدات التي تتصف بها الممكنات من الشخصية العددية والنوعية والجنسية وغيرها بل وحدة لا يمكن فرض كثيرة في قبالها وهي الوحدة الحقة الحقيقية ووجوده الغير المتناهي وإن كان قد وسع كل شئ فكان ثبوت كل شئ حتى المفاهيم الواقعة عليه بن لكن لبساطة حقيقته ووحدته تلك الوحدة لا سبيل إليه للكثيرة والتجزئة بوجه فلا تغاير ولا تفارق بين ظاهره وباطنه بل « ظاهره في باطنه وباطنه في ظاهره » فافهم. ( م )

(١) في بعض النسخ [ عزير ] ـ بضم العين والراء المهملة الأخيرة ـ.

(٢) يأتي توضيح له ذيل الحديث الآتي.

١١

فقال الرجل : وكيف أقول؟ فقال : الله أكبر من أن يوصف (١).

( باب )

* ( معنى الأول والآخر ) *

١ ـ حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل ـ رضي‌الله‌عنه ـ قال : حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن أذينة ، عن محمد بن حكيم ، عن ميمون البان قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام وقد سئل عن قوله عزوجل « هو الأول والآخر » فقال : الأول لاعن أول قبله ولا عن بدء سبقه ، وآخر لا عن نهاية كما يعقل من صفات المخلوقين ولكن قديم أول [ و ] آخر لم يزل ولا يزال بلا بدء ولا نهاية ، لا يقع عليه الحدوث ، ولا يحول من حال إلى حال ، خالق كل شئ. (٢)

( باب )

* ( معاني ألفاظ وردت في الكتاب والسنة في التوحيد ) *

١ ـ حدثنا أبي ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى ، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع ، عن منصور بن يونس ، عن جليس لأبي حمزة ، عن أبي حمزة قال : قلت لأبي جعفر عليه‌السلام : قول الله تعالى « كل شئ هالك إلا وجهه » قال : فيهلك كل شئ ويبقى الوجه ، إن الله عزوجل أعظم من أن يوصف بالوجه ، ولكن معناه كل شئ هالك إلا دينه والوجه الذي يؤتي منه.

__________________

(١) « حددته » أي جعلت له حدا وذلك بان فرضته في طرف والأشياء في طرف آخر ثم وصفته بأنه أكبر منها وهذا يستلزم كونه تعالى مفارقا لخلقه مع أنه تعالى مع كل شئ معيه قيومية وهو معكم أينما كنتم وكان الله بكل شئ محيطا. ( م )

(٢) الأولية والآخرية وصفان إضافيان ، وهما تقدم أحد شيئين زمانيين أو مكانيين على الاخر في امتداد الزمان والمكان وتأخره عنه. وهذا مما يستحيل اثباته في حقه تعالى ، ولا نسبة بين الزمان والمكان وبين غيرهما كما لا يخفى فمعنى أوليته تعالى هو تقدمه العلى والوجودي على كل ما سواه ، ومعنى آخريته تعالى كونه غاية لكل شئ ومنتهاه « فان إلى ربك المنتهى ». ( م )

١٢

٢ ـ حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل ، قال : حدثنا علي بن الحسين السعد آبادي ، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، عن أبيه ، عن ربيع الوراق ، عن صالح بن سهل عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قول الله عزوجل « كل شئ هالك إلا وجهه » قال : نحن. (١)

٣ ـ حدثنا محمد بن إبراهيم بن أحمد بن يونس المعاذي ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي الهمداني ، قال : حدثنا علي بن الحسن فضال ، عن أبيه ، قال : سألت الرضا علي بن موسى عليهما‌السلام عن قول الله عزوجل « كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون (٢) » فقال : إن الله تبارك وتعالى لا يوصف بمكان يحل فيه فيحجب عنه فيه عباده ، ولكنه عزوجل يعني أنهم عن ثواب ربهم محجوبون. وسألته عن قول الله عز وجل « وجاء ربك والملك صفا صفا (٣) » فقال : إن الله عزوجل لا يوصف بالمجئ والذهاب ، تعالى عن الانتقال ، إنما يعني بذلك : وجاء أمر ربك والملك صفا صفا. وسألته عن قول الله عزوجل : « هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة (٤) » قال : يقول : هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله بالملائكة في ظلل من الغمام ، وهكذا نزلت وسألته عن قول الله عزوجل : « سخر الله منهم » وعن قوله : « الله يستهزئ بهم (٥) » وعن قوله : « ومكروا ومكر الله (٦) » وعن قوله : « يخادعون الله وهو خادعهم (٧) » فقال : إن الله تبارك وتعالى لا يسخر ولا يستهزئ ولا يمكر ولا يخادع ولكن الله عزوجل : يجازيهم جزاء السخرية وجزاء الاستهزاء وجزاء المكر وجزاء الخديعة تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا.

__________________

(١) وجه الشئ ما يوجهك به. ومواجهة الحق تعالى خلقه اما في التكوين والايجاد واما في التشريع والهداية أما في التكوين فنورهم واسطة الايجاد فبهم يواجه سبحانه سائر الممكنات.

واما في التشريع فهم هداة الخلق ودعاتهم إلى الحق فيواجه تعالى عباده بهم ويخاطبهم ويهديهم بواسطتهم صلوات الله وسلامه عليهم وهذا معنى محقق عقلا ونقلا. والآية في سورة القصص : ٨٨ ( م ).

(٢) المطففين : ١٥.

(٣) الفجر : ٢٤. « صفا » مصدر وضع موضع الحال أي مصففين.

(٤) البقرة : ٢٠٦.

(٥) البقرة : ١٥

(٦) آل عمران : ٥٤.

(٧) النساء : ١٤١.

١٣

٤ ـ حدثنا محمد بن محمد بن عصام الكليني ـ رضي‌الله‌عنه ـ قال : حدثنا محمد بن يعقوب الكليني قال : حدثنا علي بن محمد المعروف بعلان الكليني قال : حدثنا محمد بن عيسى بن عبيد قال : سألت أبا الحسن علي بن محمد العسكري عليهما‌السلام عن قول الله عزوجل « والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه (١) » فقال : ذلك تعيير الله تبارك و تعالى لمن شبهه بخلقه ، ألا ترى أنه قال : « وما قدروا الله حق قدره ـ إذ (٢) قالوا : إن ـ الأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه » كما قال عزوجل : « وما قدروا الله حق قدره إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شئ (٢) » ثم نزه عزوجل نفسه عن القبضة واليمين فقال : « سبحانه وتعالى عما يشركون ».

٥ ـ حدثنا محمد بن محمد عصام الكليني ، قال : حدثنا محمد بن يعقوب الكليني قال : حدثنا علي بن محمد المعروف بعلان ، قال : حدثنا أبو حامد عمران بن موسى بن إبراهيم ، عن الحسين بن القاسم الرقام ، عن القاسم بن مسلم ، عن أخيه عبد العزيز بن مسلم ، قال : سألت الرضا عليه‌السلام عن قول الله عزوجل « نسوا الله فنسيهم (٤) » فقال إن الله تبارك و تعالى لا ينسى ولا يسهو وإنما ينسى ويسهو وإنما ينسى ويسهو المخلوق المحدث ألا تسمعه عزوجل يقول : « وما كان ربك نسيا (٥) » وإنما يجازي من نسيه ونسي لقاء يومه بأن ينسيهم أنفسهم كما قال عزوجل : « ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنسيهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون (٦) »

__________________

(١) الزمر : ٦٧.

(٢) الآية في سورة الزمر (٦٧) وهي هكذا : « وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته ـ الآية » فلعل المراد بيان معناها وأن جملة « والأرض جميعا ـ الآية ـ » مقولة للغير كما صرح بذلك في تلك الآية « إذا قالوا ما أنزل الله على بشر » والمنقول في البحار هكذا : « وما قدروا الله حق قدره » ومعناه : إذ قالوا إن الأرض جميعا ( الخ ، لكن النسخ التي بأيدينا من الكتاب موافقة للمتن. وكيف كان فهذا المعنى لا يوافق ظاهر الآية كما لا يخفى ( م )

(٣) الانعام : ٩١.

(٤) التوبة : ٦٧.

(٥) مريم ٦٤.

(٦) الحشر : ١٩.

١٤

وقوله عزوجل « فاليوم ننسيهم كما نسوا لقاء يومهم هذا (١) » أي نتركهم كما تركوا الاستعداد للقاء يومهم هذا.

٦ ـ حدثنا أبي ـ رضي‌الله‌عنه ـ قال حدثنا سعد بن عبد الله ، عن يعقوب بن يزيد ، عن العباس بن هلال قال : سألت الرضا عليه‌السلام عن قول الله عزوجل : « الله نور السماوات والأرض (٢) »؟ فقال : هاد لأهل السماء ، وهاد لأهل الأرض.

وفي رواية البرقي. هدى من في السماوات ، وهدى من في الأرض.

٧ ـ حدثنا إبراهيم بن هارون الهيسي بمدينة السلام قال : حدثنا محمد بن أحمد بن أبي الثلج ، قال : حدثنا الحسين بن أيوب ، عن محمد بن غالب ، عن علي بن الحسين ، عن الحسن بن أيوب ، عن الحسين بن سليمان ، عن محمد بن مروان الذهلي ، عن الفضيل بن يسار ، قال : قلت لأبي عبد الله الصادق عليه‌السلام : « الله نور السماوات والأرض » قال : كذلك الله عزوجل. قال ، قلت : « مثل نوره »؟ قال لي : محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله. قلت : « كمشكاة »؟ قال صدر محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله. قلت :؟ « فيها مصباح »؟ قال فيه نور العلم يعني النبوة. قلت : « المصباح في زجاجة »؟ قال : علم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله صدر إلى قلب علي عليه‌السلام. قلت : « كأنها »؟ قال : لأي شئ تقرء « كأنها »؟ قلت : وكيف أقرء جعلت فداك؟ قال : « كأنه (٣) كوكب دري » قلت : « توقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية »؟ قال : ذلك أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، لا يهودي ولا نصراني. قلت : « يكاد زيتها يضيئ ولو لم تمسسه نار »؟ قال : يكاد العلم يخرج من فم العالم من آل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وعليهم من قبل أن ينطق به. قلت : « نور على نور »؟ قال : الامام على أثر الامام.

٨ ـ حدثنا علي بن أحمد بن محمد ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي قال حدثنا محمد بن إسماعيل ، قال : حدثنا الحسين بن الحسن ، قال : حدثنا بكر (٤) ، عن

__________________

(١) الأعراف : ٥١.

(٢) النور : ٣٥.

(٣) لعل تذكير الضمير لمناسبة تأويله على ما في هذه الرواية. ( م )

(٤) المراد بكر بن صالح الرازي الضبي مولى بنى ضبة الذي روى عنه الحسين بن سعيد الأهوازي والحسين بن برد الدينوري ، وهو الذي روى عنه محمد بن إسماعيل البرمكي كما صرح به الكليني رحمه‌الله في باب حدوث العالم من الكافي ومحمد بن أبي عبد الله الكوفي هو محمد بن جعفر الأسدي الذي روى عن البرمكي.

١٥

أبي عبد الله البرقي ، عن عبد الله بن يحيى ، عن أبي أيوب الخزاز ، عن محمد بن مسلم ، قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام فقلت : قوله عزوجل : « يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي (١) » فقال : اليد في كلام العرب القوة والنعمة ، قال : « واذكر عبدنا داود ذا الأيد (٢) » وقال : « والسماء بنيناها بأيد (٣) » أي بقوة ، وقال : « وأيدهم بروح منه (٤) » أي قواهم ، ويقال : « لفلان عندي يد بيضاء » أي نعمة.

٩ ـ أبي ـ رحمه‌الله ـ قال حدثنا سعد بن عبد الله ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن علي الخزاز ، عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام قال : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يوم القيامة آخذ بحجزة الله (٥) ، ونحن آخذون بحجزة نبينا ، وشيعتنا آخذون بحجزتنا ثم قال ، الحجزة النور.

١٠ ـ أبي ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن فضالة بن أيوب ، عن أبان بن عثمان ، عن محمد بن مسلم ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : إن لله عزوجل خلقا خلقهم من نوره ، ورحمة من رحمته لرحمته ، فهم عين الله الناظرة ، وأذنه السامعة ، ولسانه الناطق في خلقه باذنه ، وامناؤه على ما أنزل من عذر أو نذر أو حجة ، فبهم يمحو الله السيئات ، وبهم يدفع الضيم (٦) ، وبهم ينزل الرحمة ، وبهم يحيي ميتا ويميت حيا ، وبهم يبتلي خلقه ، وبهم يقضي في خلقه قضية. قلت : جعلت فداك من هؤلاء؟ قال : الأوصياء.

١١ ـ أبي ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن عمر بن أذينة ، عن محمد بن مسلم ، قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن قول الله

__________________

(١) ص : ٧٥.

(٢) ص : ١٧.

(٣) الذاريات : ٤٧.

(٤) المجادلة : ٢٢.

(٥) الحجزة : معقد الإزار ، والاخذ بالحجزة استعارة للتعلق والتمسك. ( م )

(٦) الضيم : الظلم.

١٦

عزوجل « ونفخت فيه من روحي (١) » قال ، روح اختاره الله واصطفاه وخلقه وأضافه إلى نفسه وفضله على جميع الأرواح فأمر فنفخ منه في آدم عليه‌السلام.

١٢ ـ حدثني غير واحد من أصحابنا ، عن محمد بن أبي عبد الله الكوفي ، عن محمد بن إسماعيل ، قال : حدثنا الحسين بن الحسن ، قال حدثنا بكر ، عن القاسم بن عروة ، عن عبد الحميد الطائي ، عن محمد بن مسلم ، قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن قول الله عزوجل : « ونفخت فيه من روحي (١) » كيف هذا النفخ؟ فقال : إن الروح متحرك كالريح ، وإنما سمي روحا لأنه اشتق اسمه من الريح ، وإنما أخرجه على لفظة الروح لان الروح مجانس للريح ، وإنما أضافة إلى نفسه لأنه اصطفاه على سائر الأرواح كما اصطفى بيتا من البيوت فقال : « بيتي » وقال لرسول من الرسل : « خليلي » وأشباه ذلك [ وكل ذلك ] مخلوق مصنوع محدث مربوب مدبر.

١٣ ـ وبهذا الاسناد : عن محمد بن إسماعيل ، قال : حدثنا علي بن العباس ، قال : حدثنا عبيس (٢) بن هشام ، عن عبد الكريم بن عمرو ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قوله عزوجل : « فإذا سويته ونفخت فيه من روحي » قال : من قدرتي.

١٤ ـ حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ـ رضي‌الله‌عنه ـ قال : حدثنا الحسين ابن الحسن أبان ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن ابن سنان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : أمير المؤمنين عليه‌السلام في خطبته (٣) : أنا الهادي ، أنا المهتدي ، وأنا أبو اليتامى والمساكين ، وزوج الأرامل ، وأنا ملجأ كل ضعيف ، ومأمن كل خائف ، وأنا قائد المؤمنين [ إلى الجنة ] ، وأنا حبل الله المتين ، وأنا عروة الله الوثقى ، وكلمة الله التقوى ، وأنا عين الله ، ولسانه الصادق ، ويده ، وأنا جنب الله الذي يقول : « أن تقول نفس يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله (٤) » وأنا يد الله المبسوطة على عباده بالرحمة

__________________

(١) الحجر : ٢٩.

(٢) في بعض النسخ [ عبيد ] وفى بعضها [ عيسى ].

(٣) في بعض النسخ [ خطبة ]

(٤) الزمر : ٥٦ الجنب : القرب. وقوله : « يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله » أي في قربه وجواره ومنه قوله تعالى : « والصاحب بالجنب » وهو الرفيق في السفر الذي يصحب الانسان.

وكنى عنه بالجنب لكونه قريبا منه ملاصقا له. وقال عليه‌السلام : أنا جنب الله لشدة قربه منه تعالى.

١٧

والمغفرة ، وأنا باب حطة من عرفني وعرف حقي فقد عرف ربه لأني وصي نبيه في أرضه وحجته على خلقه ، لا ينكر هذا إلا راد على الله وعلى رسوله.

١٥ ـ أبي ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، قال : حدثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، عن أبيه ، عن علي بن النعمان ، عن إسحاق بن عمار ، عمن سمعه ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام أنه قال : في قول الله عزوجل : « وقالت اليهود يد الله مغلولة (١) » لم يعنوا أنه هكذا ، ولكنهم قالوا : قد فرغ من الامر فلا يزيد ولا ينقص (٢). فقال الله جل جلاله تكذيبا لقولهم : « غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء » ألم تسمع الله عزوجل يقول : « يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب (٣) ».

١٦ ـ حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ـ رضي‌الله‌عنه ـ عن محمد بن الحسن الصفار ، عن محمد بن عيسى ، عن المشرقي ، عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام قال : سمعته يقول : « بل يداه مبسوطتان ». فقلت له : يدان هكذا ـ وأشرت بيدي إلى يديه ـ فقال : لا ، لو كان هكذا لكان مخلوقا (٤).

( باب )

* ( معنى رضى الله عزوجل وسخطه ) *

١ ـ أبي ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا أحمد بن إدريس ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن محمد بن عيسى اليقطيني ، عن المشرقي حمزة بن الربيع ، عمن ذكره ، قال : كنت في مجلس

__________________

(١) المائدة : ٦٤.

(٢) أراد اليهود بقولهم « يد الله مغلولة » انه تعالى خلق الخلق وقضى قضاءا حتما لا راد له ولا بداء فيه وفرغ من الامر واستراح من التدبير ولا يتصرف بعد في العالم شيئا فرد الله تعالى عليهم بقوله : « بل يداه مبسوطتان » يريد أن كل شئ في كل شأن من شؤونه تحت قدرته وتدبيره وتصرفه وله القدرة المطلقة والسلطنة العامة على ما سواه يتصرف في العالم بما يشاء كيف يشاء. ( م )

(٣) الرعد : ٣٩.

(٤) اثبات اليد أو غيرها له تعالى زائد على ذاته البسيطة بأي نحو غرض اثبات لصفة من صفات المخلوق بما انه مخلوق له سبحانه لاستلزامه احتياجه تعالى إليه : سبحانه وتعالى عما يشركون. فالمراد بما ورد في الشرع ما يرجع إلى صفاته كما في خبر محمد بن مسلم. ( م )

١٨

أبي جعفر عليه‌السلام إذ دخل عليه عمرو بن عبيد فقال له : جعلت فداك قول الله عزوجل : « ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى (١) » ما ذلك الغضب؟ فقال : أبو جعفر عليه‌السلام هو العقاب يا عمرو إنه من زعم أن الله عزوجل قد زال من شئ إلى شئ فقد وصفه صفة مخلوق (٢) فإن الله عزوجل لا يتنفره شئ ولا يعزه شئ (٣).

٢ ـ وبهذا الاسناد ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبيه رفعه (٤) إلى أبي عبد الله عليه‌السلام في قول الله عزوجل : « فلما آسفونا انتقمنا منهم (٥) » قال : إن الله تبارك وتعالى لا يأسف كأسفنا ولكنه خلق أولياء لنفسه يأسفون ويرضون وهم مخلوقون مدبرون فجعل رضاهم لنفسه رضى وسخطهم لنفسه سخطا (٦) وذلك لأنه جعلهم الدعاة إليه والأدلاء عليه ، و لذلك صاروا كذلك وليس أن ذلك يصل إلى الله عزوجل كما يصل إلى خلقه ، ولكن هذا معنى ما قال من ذلك ، وقد قال أيضا : من أهان لي وليا فقد بارزني بالمحاربة ودعاني إليها. وقال أيضا : « من يطع الرسول فقد أطاع الله (٧) » وقال : أيضا « إن الذين يبايعونك

__________________

(١) طه : ٨١. وقوله : « فقد هوى » أي هلك.

(٢) الرضا والغضب كيفيان نفسيان يعرضان للنفس بسبب ادراك الملائم وغير الملائم وعروضهما إنما يكون لشئ يتعلق بالمادة المتغيرة المتحولة من حال إلى حال. فمن زعم أنه تعالى يعرض له الغضب لما يرى من ذنوب العباد فيحل غضبه على المذنب فقد وصفه بصفة عارضة زائلة تختص بنفوس متعلقة بأبدان مادية متحولة. ( م )

(٣) في بعض النسخ [ لا يستفزه شئ ولا يغيره ] أي لا يستخفه ولا يزعجه. وقيل : أي لا يجد خاليا عما يكون قابلا له فيغيره للحصول له تغير الصفة لموصوفها.

(٤) في بعض النسخ [ يرفعه ].

(٥) الزخرف : ٥٥.

(٦) قد عرفت أن الرضا والغضب وما ضاها هما تعرض الانسان إذ هو ذو نفس متعلقة بالبدن المادي وفى نسبتها إليه تعالى سر أفشاه تعالى بقوله : « وما يشاؤون الا ان يشاء الله » « وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى » وذلك أن بعض أفراد الانسان كالنبي والولي يصل من العبودية إلى مقام يندك إرادته في إرادة الله تعالى فلا يريد الا ما يريده سبحانه وحيث إن تقوم الفعل الاختياري بالإرادة فالأفعال التي تصدر عنه. وان كانت قائمة به ومسندة إليه بوجه لكنها يصح اسنادها إلى الله سبحانه لكون ارادته هي الأصيلة المتبوعة. ( م )

(٧) النساء : ٨٠.

١٩

إنما يبايعون الله (١) » وكل هذا وشبهه على ما ذكرت لك ، وهكذا الرضا والغضب و غيرهما من الأشياء مما يشاكل ذلك. ولو كان يصل إلى المكون ، الأسف والضجر وهو الذي أحدثهما وأنشأهما لجاز لقائل أن يقول : إن المكون يبيد يوما ما لأنه إذا دخله الضجر والغضب دخله التغيير وإذا دخله التغيير لم يؤمن عليه الإبادة (٢) ، ولو كان ذلك كذلك لم يعرف الخالق من المخلوق ، وتعالى الله عن هذا القول علوا كبيرا. هو الخالق للأشياء لا لحاجة فإذا كان لا لحاجة استحال الحد والكيف فيه فافهم ذلك إن شاء الله.

٣ ـ حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل ، قال : حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن العباس بن عمرو الفقيمي ، عن هشام بن الحكم أن رجلا سأل أبا عبد الله عليه‌السلام عن الله تبارك وتعالى له رضى وسخط؟ قال : نعم ، وليس ذلك على ما يوجد من المخلوقين وذلك أن الرضا والغضب دخال يدخل عليه فينقله من حال إلى حال معتمل مركب (٣) للأشياء فيه مدخل ، وخالقنا لا مدخل للأشياء فيه ، واحد ، واحدي الذات ، واحدي المعنى ، فرضاه ثوابه وسخطه عقابه من غير شئ يتداخله فيهيجه وينقله من حال إلى حال فإن ذلك صفة المخلوقين العاجزين المحتاجين (٤) ، وهو تبارك وتعالى القوي العزيز لا حاجة له (٥) إلى شئ مما خلق وخلقه جميعا محتاجون إليه ، إنما خلق الأشياء لا من حاجة ولا سبب اختراعا وابتداعا.

( باب )

* ( معنى الهدى والضلال والتوفيق والخذلان من الله تبارك وتعالى ) *

١ ـ حدثنا علي بن عبد الله الوراق ، ومحمد بن أحمد بن الشيباني ، وعلي بن أحمد بن محمد ـ رضي‌الله‌عنهم ـ قالوا : حدثنا أبو العباس أحمد بن يحيى بن زكريا القطان ، قال :

__________________

(١) الفتح : ١٠.

(٢) الإبادة : الهلاك.

(٣) بالفتح أي مصنوع ركب فيه الاجزاء والقوى.

(٤) تغير الشئ من حال إلى حال أن يجد ما لم يكن واجدا له قبل. وحيث أن ما يجده خارج عن ذاته وإلا لما فقده فذاته محتاجة في وجدانه إليه فكل متغير محتاج وكل محتاج مخلوق. ( م )

(٥) في بعض النسخ [ به ].

٢٠