معاني الأخبار

أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي [ الشيخ الصدوق ]

معاني الأخبار

المؤلف:

أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي [ الشيخ الصدوق ]


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار المعرفة للطباعة والنشر والتوزيع
المطبعة: دار المعرفة للطباعة والنشر
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٣٨

ابن يزيد الأنباري الكاتب ، عن أبي محمد عبد الله بن محمد الغفاري ، عن الحسين بن ( ي ) زيد ، عن الصادق أبي عبد الله جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من أحبنا أهل البيت فليحمد الله تعالى على أول النعم. قيل : وما أول النعم؟ قال : طيب الولادة ولا يحبنا إلا من طابت ولادته ولا يبغضنا إلا من خبثت ولادته.

٢ ـ حدثنا علي بن أحمد بن عبد الله ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا أبي ، عن جده أحمد بن أبي عبد الله ، عن محمد بن عيسى بن عبيد ، عن أبي محمد الأنصاري ، عن غير واحد ، عن أبي جعفر الباقر عليهما‌السلام ، قال : من أصبح يجد برد حبنا على قلبه فليحمد الله على بادئ النعم قيل : وما بادئ النعم؟ قال : طيب المولد.

٣ ـ حدثنا الحسين بن إبراهيم بن تاتانة ، قال : حدثنا علي بن إبراهيم ، عن أبيه إبراهيم بن هاشم ، عن محمد بن أبي عمير ، عن زياد النهدي ، عن عبد الله بن صالح ، عن زيد ابن علي ، عن أبيه ، عن علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن علي ، عن أبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا علي من أحبني وأحبك وأحب الأئمة من ولدك فليحمد الله على طيب مولده فإنه لا يحبنا إلا من طابت ولادته ولا يبغضنا إلا من خبثت ولادته.

٤ ـ حدثنا محمد بن علي ماجيلويه ـ رضي‌الله‌عنه ـ عن عمه محمد بن أبي القاسم ، عن محمد بن علي الكوفي ، عن محمد بن سنان ، عن المفضل بن عمر قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : من وجد برد حبنا على قلبه فليكثر الدعاء لامه فإنها لم تخن أباه.

( باب )

* ( معنى أولي الإربة من الرجال ) *

١ ـ أبي ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن يعقوب بن يزيد ، عن صفوان ابن يحيى ، عن عبد الله بن مسكان ، عن زرارة ، قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن قول الله عز وجل : « أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال (١) » إلى آخر الآية فقال : الأحمق الذي لا يأتي النساء.

__________________

(١) النور : ٣١.

١٦١

٢ ـ حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ـ رحمه‌الله قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسن بن علي الوشاء ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن « التابعين غير أولي الإربة من الرجال » قال : هو الأبلة المولى عليه الذي لا يأتي النساء.

( باب )

* ( معنى الأربعاء والنطاف ) *

١ ـ أبي ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا محمد بن يحيى (١) العطار ، عن محمد بن علي بن محبوب ، عن علي بن السندي ، عن صفوان ، عن إسحاق بن عمار ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : لا تستأجر الأرض بالتمر ولا بالحنطة ولا بالشعير ولا بالأربعاء ولا بالنطاف : قلت : وما الأربعاء؟ قال : الشرب ، والنطاف فضل الماء ولكن تقبلها بالذهب والفضة والنصف والثلث والربع.

( باب )

* ( معنى الخبء الذي ما عبد الله بشئ أحب إليه منه ) *

١ ـ أبي ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا علي بن بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس ابن عبد الرحمن ، عن هشام بن سالم ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : ما عبد الله بشئ أحب إليه من الخبء. قلت : وما الخبء؟ قال : التقية.

( باب )

* ( معنى تسليم الرجل على نفسه ) *

١ ـ أبي ـ رحمه‌الله ـ قال حدثنا سعد بن عبد الله ، عن محمد بن الحسين ، عن محمد بن الفضيل ، عن أبي الصباح ، قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن قول الله عزوجل : « فإذا دخلتم

__________________

(١) في بعض النسخ [ أحمد بن الحسن ].

١٦٢

بيوتا فسلموا على أنفسكم ـ الآية ـ ». (١) فقال : هو تسليم الرجل على أهل البيت حين يدخل ثم يردون عليه ، فهو سلامكم على أنفسكم.

( باب )

* ( معنى الاستيناس ) *

١ ـ حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، ومحسن بن أحمد ، عن أبان بن الأحمر ، عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قوله الله عزوجل : « لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها (٢) » قال : الاستيناس وقع النعل والتسليم.

( باب )

* ( معنى قول أمير المؤمنين عليه‌السلام « لا يأبى الكرامة الا حمار » ) *

١ ـ أبي ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن محمد بن علي الكوفي ، عن أحمد بن محمد البزنطي ، قال : قال أبو الحسن الرضا عليه‌السلام : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : لا يأبى الكرامة إلا حمار ، قلت : وما معنى ذلك؟ فقال : ذلك في الطيب يعرض عليه ، والتوسعة في المجلس ، من أباهما كان كما قال.

( باب )

* ( معنى طينة خبال ) *

١ ـ أبي ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري ، عن أحمد بن محمد ، عن

__________________

(١) النور : ٦١.

(٢) النور : ٢٧.

١٦٣

الحسن بن محبوب ، عن مالك بن عطية ، عن ابن أبي يعفور ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : من باهت مؤمنا أو مؤمنة بما ليس فيهما حبسه الله عزوجل يوم القيامة في طينة خبال حتى يخرج مما قال ، قلت : وما طينة خبال؟ قال : صديد يخرج من فروج المومسات (١) يعني الزواني.

٢ ـ حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن مهران بن محمد ، عن سعد الإسكاف عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : من شرب الخمر (٢) أو مسكرا لم تقبل صلاته أربعين صباحا فإن عاد سقاه الله طينة خبال ، قلت : وما طينة خبال؟ قال : صديد يخرج من فروج الزناة.

( باب )

* ( معنى العقدين ) *

١ ـ حدثنا محمد بن علي ماجيلويه ـ رحمه‌الله ـ عن عمه محمد بن أبي القاسم ، عن محمد ابن علي الكوفي ، عن عيسى بن عبد الله العمري ، عن أبيه ، عن جده ، عن أبيه ، عن علي عليه‌السلام ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : لا يصلين أحدكم وبه أحد العقدين يعني البول والغائط.

( باب )

* ( معنى الدعابة ) *

١ ـ أبي ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن أبي عبد الله قال : حدثني شريف بن سابق أبو محمد التفليسي ، عن الفضل بن أبي قرة ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : ما من مؤمن إلا فيه دعابة. قلت : وما الدعابة؟ قال : المزاح.

__________________

(١) خبال ـ بفتح الخاء والباء ـ والمومسة : المرأة المجاهرة بالفجور.

(٢) في بعض النسخ [ خمرا ].

١٦٤

( باب )

* ( معنى قول أبي ذر رحمة الله عليه ثلاثة يبغضها الناس وأنا أحبها ) *

١ ـ أبي ـ رحمه‌الله ـ قال حدثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن فضال ، عن يونس بن يعقوب ، عن شعيب العقرقوفي قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : شئ يروى ، عن أبي ذر ـ رحمة الله عليه ـ أنه كان يقول : ثلاثة يبغضها الناس وأنا أحبها : أحب الموت ، وأحب الفقر ، وأحب البلاء ، فقال : إن هذا ليس على ما يرون (١) ، إنما عنى : الموت في طاعة الله أحب إلي من الحياة في معصية الله ، والفقر في طاعة الله أحب إلي من الغنا في معصية الله ، والبلاء في طاعة الله أحب إلي من الصحة في معصية الله.

( باب )

* ( معنى قول الصادق عليه‌السلام الكذبة تفطر الصائم ) *

١ ـ أبي ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن منصور بن يونس ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : سمعته يقول : الكذبة تفطر الصائم. قال : فقلت له : هلكنا ، قال : لا ، إنما أعني الكذب على الله عزوجل وعلى رسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله وعلى الأئمة عليهم‌السلام.

( باب )

* ( معنى الجار وحد المجاورة ) *

١ ـ أبي ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عن محمد بن أبي عمير ، عن معاوية بن عمار ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قلت له : جعلت فداك ، ما حد الجار؟ قال : أربعين دارا من كل جانب.

__________________

(١) في بعض النسخ [ يروون ].

١٦٥

( باب )

* ( معنى ما روى أن من كان يحبنا وهو في موضع لا يشينه فهو ) *

* ( من خالص الله عزوجل ) *

١ ـ أبي ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن القاسم بن يحيى ، عن جده الحسن بن راشد ، عن ابن بكير ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : من كان يحبنا وهو في موضع لا يشينه فهو من خالص الله تبارك وتعالى. قلت : جعلت فداك وما الموضع الذي لا يشينه؟ قال : لا يرمى في مولده. ـ وفي خبر آخر : لم يجعل ولد زنا ـ.

( باب )

* ( معنى الاكراه والإجبار ) *

١ ـ حدثنا محمد بن علي ماجيلويه ، عن عمه محمد بن أبي القاسم ، عن محمد بن علي الكوفي ، عن موسى بن سعدان ، عن عبد الله بن القاسم ، عن عبد الله بن سنان قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : لا يمين في غضب ولا في إجبار ولا في إكراه. قلت : أصلحك الله ، فما الفرق بين الاكراه والاجبار؟ قال : الاجبار من السلطان ، والاكراه يكون من الزوجة والام والأب وليس بشئ.

( باب )

* ( معنى النومة ) *

١ ـ حدثني محمد بن علي ماجيلويه ـ رحمه‌الله ـ عن عمه محمد بن أبي القاسم ، عن محمد بن علي القرشي ، عن الحسين بن سفيان الجريري ، عن سلام بن أبي عمره الأزدي ، عن معروف ابن خربوز ، عن أبي الطفيل أنه سمع أمير المؤمنين عليه‌السلام يقول : إن بعدي فتنا مظلمة عمياء مشككة لا يبقى فيها إلا النومة. قيل : وما النومة يا أمير المؤمنين؟ قال : الذي لا يدري الناس ما في نفسه.

١٦٦

( باب )

* ( معنى سبيل الله ) *

١ ـ أبي ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن محمد بن الحسين عن محمد بن سنان ، عن عمار بن مروان ، عن المنخل ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : سألته عن هذه الآية في قول الله عزوجل : « ولئن قتلتم في سبيل الله أو متم » (١) قال : فقال : أتدري ما سبيل الله؟ قال : قلت : لا والله إلا أن أسمعه منك. قال : سبيل الله [ هو ] علي عليه‌السلام وذريته ، [ وسبيل الله ] من قتل في ولايته قتل في سبيل الله ، ومن مات في ولايته مات في سبيل الله.

٢ ـ أبي ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثني محمد بن يحيى ، عن محمد بن أحمد ، عن العبيدي ، عن محمد بن سليمان البصري ، عن الحسين بن عمر قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : إن رجلا أوصى إلي في السبيل. قال : فقال لي : اصرفه في الحج. قال : قلت : إنه أوصى إلي في السبيل. قال : اصرفه في الحج فإني لا أعرف سبيلا من سبله أفضل من الحج.

٣ ـ حدثنا أبي ـ رضي‌الله‌عنه ـ قال : حدثا أحمد بن إدريس ، قال : حدثنا محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري ، عن محمد بن عيسى بن عبيد ، عن الحسن بن راشد ، قال : سألت أبا الحسن العسكري عليه‌السلام بالمدينة عن رجل أوصى بماله في سبيل الله. قال : سبيل الله شيعتنا.

( باب )

* ( معنى الرمي بالصلعاء ) *

١ حدثني محمد بن علي ماجيلويه ـ رحمه‌الله ـ ، عن عمه محمد بن أبي القاسم ، عن محمد بن علي القرشي ، عن سفيان الجريري ، عن علي بن الحزور ، عن الأصبغ بن نباتة

__________________

(١) آل عمران : ١٥٧.

١٦٧

قال : لما أقبل أمير المؤمنين عليه‌السلام من البصرة تلقاه أشراف الناس فهنؤوه (١) وقالوا : إنا نرجو أن يكون هذا الامر فيكم ولا ينازعكم فيه أحد أبدا فقال : هيهات ـ في كلام له ـ أنى ذلك ولما ترمون بالصلعاء (٢). قالوا : يا أمير المؤمنين وما الصلعاء؟ قال : تؤخذ أموالكم قسرا فلا تمنعون.

( باب )

* ( معنى الصليعاء والقريعاء ) *

١ ـ أبي ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي ، قال : حدثني مفضل بن سعيد (٣) ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : جاء أعرابي أحد بني عامر إلي النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فسأله وذكر حديثا طويلا يذكر في آخره أنه سأله الاعرابي عن الصليعاء والقريعاء وخير بقاع الأرض وشر بقاع الأرض.

فقال بعد أن أتاه جبرئيل فأخبره : إن الصليعاء الأرض السبخة التي لا تروي ولا تشبع مرعاها ، والقريعاء الأرض التي لا تعطي بركتها ولا يخرج ينعها ولا يدرك ما أنفق فيها ، وشر بقاع الأرض الأسواق وهي ميدان إبليس يغدو برايته ويضع كرسيه ويبث ذريته فبين مطفف في قفيز (٤) أو طائش في ميزان أو سارق في ذراع أو كاذب في سلعة فيقول : عليكم برجل مات أبوه وأبوكم حي ، فلا يزال الشيطان مع أول من يدخل وآخر من يرجع (٥) وخير البقاع (٦) المساجد وأحبهم إليه أولهم دخولا وآخرهم خروجا ـ وكان الحديث طويلا اختصرنا منه موضع الحاجة ـ.

__________________

(١) هنأه تهنيئا وتهنئة : ضد عزاه.

(٢) الصلعاء : الداهية.

(٣) في بعض النسخ [ عن محمد بن سعيد ]. وفى بعضها [ عن مفضل ، عن سعيد ].

(٤) القفيز : المكيال ، وطفف فيه : نقص ، وطاش في الميزان : نقصه.

(٥) في بعض النسخ [ يخرج ].

(٦) في بعض النسخ [ بقاع الأرض ].

١٦٨

( باب )

* ( معنى وطئ أعقاب الرجال ) *

١ ـ حدثني محمد بن علي ماجيلويه ـ رضي‌الله‌عنه ـ عن عمه ، عن محمد بن علي الكوفي ، عن حسين بن أيوب بن أبي عقيلة الصيرفي ، عن كرام الخثعمي ، عن أبي حمزة الثمالي قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : إياك والرئاسة ، وإياك أن تطأ أعقاب الرجال. فقلت : جعلت فداك أما الرئاسة فقد عرفتها ، وأما أن أطأ أعقاب الرجال فما ثلثا ما في يدي إلا مما وطأت أعقاب الرجال. فقال : ليس حيث تذهب ، إياك أن تنصب رجلا دون الحجة فتصدقه في كل ما قال.

( باب )

* ( معنى الوصمة والبادرة ) *

١ ـ حدثنا محمد بن علي ماجيلويه ، عن عمه ، عن محمد بن علي الكوفي ، عن حضين ابن مخارق أبي جنادة (١) السلولي ، عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر ، عن أبيه عليهما‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من صام شعبان كان له طهرا (٢) من كل زلة ووصمة وبادرة. قال أبو حمزة : فقلت لأبي جعفر عليه‌السلام : ما الوصمة؟ قال : اليمين في معصية ، ولا (٣) نذر في معصية (٤) قلت : فما الباردة؟ قال : اليمين عند الغضب ، والتوبة منها الندم عليها.

__________________

(١) حضين ـ بالحاء المهملة والضاد المعجمة.

(٢) في بعض النسخ « ظهيرا » والظاهر أنه تصحيف. ( م )

(٣) في بعض النسخ [ فلا ].

(٤) في بعض النسخ [ معصيته ] والظاهر أنه تصحيف. والوصمة : العقدة أو ما عقد بسرعة ويستعار لليمين والنذر بعناية أن الانسان يعقد هما على نفسه. ( م )

١٦٩

( باب )

* ( معنى الحج ) *

١ ـ أبي ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد ، عن أبيه ، عن حماد بن عيسى ، عن أبان بن عثمان ، عمن أخبره ، قال : قلت لأبي جعفر عليه‌السلام : لم سمي الحج؟ قال : الحج الفلاح ، يقال : حج فلان أي أفلح.

( باب )

* ( معنى قول الصادق عليه‌السلام في قول الله عزوجل : « انه شاء ) *

* ( وأراد ولم يحب ولم يرض » ) *

١ ـ أبي رحمه‌الله ـ قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد ، عن أبيه ، عن حماد بن عيسى ، عن شعيب ، عن أبي بصير ، قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : شاء وأراد ولم يحب ولم يرض. قلت له : كيف؟ قال : شاء أن لا يكون شئ إلا بعلمه ، وأراد مثل ذلك ، ولم يحب أن يقال له : ثالث ثلاثة ، ولم يرض لعباده الكفر (١).

( باب )

* ( معنى الأغلب المغلوب ) *

١ ـ أبي رحمه‌الله ـ قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، عن بعض أصحابنا رفعه ، قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : الأغلب من غلب بالخير ، والمغلوب من غلب بالشر ، والمؤمن ملجم (٢).

__________________

(١) الرواية هكذا رواها الكليني ـ رحمه‌الله ـ باسناده في الكافي ج ١ ص ١٥١ عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه‌السلام وشرحه العلامة المجلسي ـ رحمه‌الله ـ مجملا في مرآة العقول.

(٢) ألجم الدابة : ألبسها اللجام و « المؤمن ملجم » كناية عن تقييده بجميع احكام الشرع وعدم امكان خلاصه منها ما دام في قيد الايمان.

١٧٠

( باب )

* ( معنى قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في أمر الاعرابي الذي أتاه : ) *

* ( « يا علي قم فاقطع لسانه » ) *

١ ـ أبي ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا محمد بن يحيى ، عن محمد بن أحمد ، عن موسى بن عمر عن موسى بن بكر ، عن رجل ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : أتى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أعرابي فقال له : ألست خيرنا أبا واما وأكرمنا عقبا ورئيسنا (١) في الجاهلية والاسلام؟ فغضب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وقال : يا أعرابي كم دون لسانك من حجاب؟ قال : اثنان : شفتان وأسنان ، فقال : النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : فما كان في أحد هذين ما يرد عنا غرب (٢) لسانك هذا؟! أما إنه لم يعط أحد في دنياه شيئا هو أضر له في آخرته من طلاقة لسانه! يا علي قم فاقطع لسانه فظن الناس أنه يقطع لسانه فأعطاه دراهم.

( باب )

* ( معنى الموتور أهله وماله ) *

١ ـ حدثنا محمد بن علي ماجيلويه ، عن عمه محمد بن أبي القاسم ، عن محمد بن علي الكوفي عن علي بن النعمان ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير ، قال : قال أبو جعفر عليه‌السلام : ما خدعوك عن شئ فلا يخدعوك في العصر ، صلها والشمس بيضاء نقية. فإن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : الموتور أهله وماله من ضيع صلاة العصر. قلت : وما الموتور (٣) أهله وماله؟ قال : لا يكون له أهل ولا مال في الجنة. قلت : وما تضييعها؟ قال : يدعها والله حتى تصفار (٤) أو تغيب.

__________________

(١) في بعض النسخ [ رئيسا ] والظاهر أنه تصحيف. ( م )

(٢) الغرب ـ بفتح الغين المعجمة وسكون الراء ـ : الحدة.

(٣) وتر فلانا ماله أو حقه : نقصه إياه.

(٤) اصفارت الشمس : صارت ذا صفرة.

١٧١

( باب )

* ( معنى المحدث ) *

١ ـ أبي ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن يعقوب بن يزيد ، عن عباس ابن هلال ، قال : سمعت أبا الحسن الرضا عليه‌السلام يقول : إني أحب أن يكون المؤمن محدثا (١) قال : قلت : وأي شئ يكون المحدث؟ قال : المفهم.

( باب )

* ( معنى السوء ) *

١ ـ أبي ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن أبيه ، عن عبد الله بن سنان (٢) عن خلف بن حماد ، عن رجل ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام أنه قال لرجل من أصحابه : إذا أردت الحجامة وخرج الدم من محاجمك فقل قبل أن تفرغ والدم يسيل : « بسم الله الرحمن الرحيم أعوذ بالله الكريم في حجامتي هذه من العين في الدم ومن كل سوء » ثم قال : وما علمت يا فلان أنك إذا قلت هذا فقد جمعت الأشياء كلها ، إن الله تعالى يقول : « ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء (٣) » يعني الفقر. وقال عزوجل : « كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء » (٤) يعني أن يدخل في

__________________

(١) المحدث ـ بفتح الدال المشددة ـ.

(٢) في بعض النسخ « محمد بن سنان » وهو الأظهر ويؤيده عدم رواية محمد بن خالد البرقي عن عبد الله بن سنان وأيضا لم نجد رواية عبد الله بن سنان عن خلف بن حماد وإن كان هو يروى عنه بخلاف محمد بن سنان فان روايته عن خلف بن حماد كثيرة ولكن في النسخ اختلاف في هذا الاسناد ففي بعضها « سعد بن عبد الله عن يعقوب بن يزيد عن عمه عن محمد بن سنان » والله العالم. ( م )

(٣) الأعراف ١٨٨. وتمام الآية هكذا « قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا الا ما شاء الله ولو كنت اعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون ».

(٤) يوسف : ٢٤.

١٧٢

الزنا وقال لموسى عليه‌السلام : « أدخل يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء (١) » قال : من غير برص.

( باب )

* ( معنى قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في الحية « من تركها ) *

* ( تخوفا من تبعتها فليس منى ) *

١ ـ أبي ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن أبيه ، عن فضالة ، عن أبان ، قال : سئل أبو الحسن عليه‌السلام عن رجل يقتل الحية وقال له السائل : إنه بلغنا أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : « من تركها تخوفا من تبعتها فليس مني » قال : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : « ومن تركها تخوفا من تبعتها فليس مني » فأما حية لا تطلبك ولا بأس بتركها (٢).

( باب )

* ( معنى السامة والهامة والعامة واللامة ) *

١ ـ أبي ـ رحمه‌الله ـ عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن موسى بن جعفر ، عن غير واحد من أصحابنا ، عن سليمان بن خالد ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام أنه سئل عن قول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « أعوذ بك من شر السامة والهامة والعامة واللامة » فقال : السامة القرابة ، والهامة هو أم الأرض (٣) ، واللامة لمم الشياطين ، والعامة عامة الناس.

( باب )

* ( معنى الرم ) *

١ ـ أبي ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن محمد بن الحسين ، عن أبي الجوزاء ، عن الحسين بن علوان ، عن عمرو بن خالد ، عن زيد بن علي ، عن آبائه عليهم‌السلام ، عن علي

__________________

(١) النمل : ١٢.

(٢) في أكثر النسخ [ فإنها حية لا تطلبك فلا بأس بتركها ] وهو تصحيف.

(٣) الهوام جمع الهامة وهي ما كان له سم كالحية.

١٧٣

عليه‌السلام ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ليس في أمتي رهبانية ولا سياحة ولا رم (١) يعني السكوت.

( باب )

* ( معنى التوبة النصوح ) *

١ ـ أبي ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا محمد بن يحيى ، عن محمد بن أحمد ، عن أحمد بن هلال قال : سألت أبا الحسن الأخير عليه‌السلام عن التوبة النصوح ما هي؟ فكتب عليه‌السلام : أن يكون الباطن كالظاهر وأفضل من ذلك.

٢ ـ حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ـ رضي‌الله‌عنه ـ قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى ، عن موسى بن القاسم البجلي ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قول الله عزوجل : « توبوا إلى الله توبة نصوحا » (٢) قال : هو صوم يوم الأربعاء و [ يوم ] الخميس و [ يوم ] الجمعة.

قال مصنف هذا الكتاب : معناه أن يصوم هذه الأيام ثم يتوب.

٣ ـ حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل ـ رضي‌الله‌عنه ـ قال : حدثنا علي بن إبراهيم ابن هاشم ، قال : حدثنا محمد بن عيسى بن عبيد الله اليقطيني ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عن عبد الله بن سنان ، وغيره ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : التوبة النصوح أن يكون باطن الرجل كظاهره وأفضل. وقد روي أن التوبة النصوح هو أن يتوب الرجل من ذنب وينوي أن لا يعود إليه أبدا.

( باب )

* ( معنى حسنة الدنيا وحسنة الآخرة ) *

١ ـ حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسن بن محبوب ، عن جميل بن صالح ، عن أبي عبد الله

__________________

(١) كذا وفى بعض النسخ [ ذم ] وهو تصحيف.

(٢) التحريم : ٨. والنصوح في اللغة : الخالص.

١٧٤

عليه‌السلام في قوله عزوجل : « ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة (١) » قال : رضوان الله والجنة في الآخرة ، والسعة في الرزق والمعاش وحسن الخلق في الدنيا.

( باب )

* ( معنى دين الدنيا ودين الآخرة ) *

١ ـ حدثنا أحمد بن الحسن القطان ، قال : حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا القطان قال : حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب ، قال : حدثنا تميم بن بهلول ، عن أبيه ، عن عبد الله ابن الفضل الهاشمي ، قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : إن علي دينا كثيرا ولي عيال ولا أقدر على الحج فعلمني دعاء أدعو به. فقال : قل في دبر كل صلاة مكتوبة : « اللهم صل على محمد وآل محمد واقض عني دين الدنيا ودين الآخرة ». فقلت له : أما دين الدنيا فقد عرفته ، فما دين الآخرة؟ فقال : دين الآخرة الحج.

( باب )

* ( معنى قول المصلى في تشهده : « لله ما طاب وطهر وما خبث فلغيره » ) *

١ ـ حدثنا أحمد بن الحسن القطان ، قال : حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا القطان قال : حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب ، قال : حدثنا تميم بن بهلول ، عن أبيه ، عن عبد الله ابن الفضل الهاشمي ، قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : ما معنى قول المصلي في تشهده : « لله ما طاب وطهر وما خبث فلغيره »؟ قال : ما طاب وطهر كسب الحلال من الرزق وما خبث فالربا.

( باب )

* ( معنى التسليم في الصلاة ) *

١ ـ حدثنا أحمد بن الحسن القطان ، قال : حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا

__________________

(١) البقرة : ٢٠٠.

١٧٥

القطان ، قال : حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب ، قال : حدثنا تميم بن بهلول ، عن أبيه ، عن عبد الله بن الفضل الهاشمي ، قال سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن معنى التسليم في الصلاة فقال : التسليم علامة الامن وتحليل الصلاة ، قلت : وكيف ذلك جعلت فداك؟ قال : كان الناس فيما مضى إذا سلم عليهم وارد أمنوا شره ، وكانوا إذا ردوا عليه أمن شرهم ، فإن لم يسلم لم يأمنوه ، وإن لم يردوا على المسلم لم يأمنهم ، وذلك خلق في العرب فجعل التسليم علامة للخروج من الصلاة ، وتحليلا للكلام ، وأمنا من أن يدخل في الصلاة ما يفسدها. والسلام اسم من أسماء الله عزوجل وهو واقع من المصلي على ملكي الله الموكلين به.

( باب )

* ( معنى دار السلام ) *

١ ـ حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن الصقر الصائغ ، قال : حدثنا موسى بن إسحاق القاضي ، قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا جرير بن عبد الحميد عن عبد العزيز بن رفيع ، عن أبي ظبيان ، عن ابن عباس أنه قال : دار السلام الجنة ، و أهلها لهم السلامة من جميع الآفات والعاهات والأمراض والأسقام ، ولهم السلامة من الهرم والموت وتغير الأحوال عليهم ، وهم المكرمون الذين لا يهانون أبدا ، وهم الأعزاء الذين لا يذلون أبدا ، وهم الأغنياء الذين لا يفتقرون أبدا ، وهم السعداء الذين لا يشقون أبدا ، وهم الفرحون المستبشرون (١) الذين لا يغتمون ولا يهتمون أبدا ، وهم الاحياء الذين لا يموتون أبدا ، فهم في قصور الدر والمرجان أبوابها مشرعة إلى عرش الرحمن ، « والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار ».

٢ ـ حدثنا علي بن عبد الله الوراق ، قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، قال : حدثنا العباس بن سعيد الأزرق ـ وكان من العامة ـ قال : حدثنا عبد الرحمن بن صالح ، قال :

__________________

(١) في بعض النسخ [ المسرورون ].

١٧٦

حدثنا شريك بن عبد الله ، عن العلاء بن عبد الكريم ، قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول في قول الله عزوجل : « والله يدعوا إلى دار السلام » (١) فقال : إن السلام هو الله عزوجل ، و داره التي خلقها لأوليائه الجنة.

( باب )

* ( معنى سبع كلمات تبع فيها حكيم حكيما سبع مائة فرسخ ) *

١ ـ حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار ـ رضي‌الله‌عنه ـ قال : حدثنا أبي ، عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري ، قال : حدثني أبو عبد الله الرازي ـ واسمه عبد الله بن أحمد ـ عن سجادة ـ واسمه الحسن بن علي بن أبي عثمان ، واسم أبي عثمان حبيب ـ ، عن محمد بن أبي حمزة ، عن محمد بن وهب ، عن أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمد عليهما‌السلام قال : تبع حكيم حكيما سبع مائة فرسخ في سبع كلمات ، فلما لحق به قال له : يا هذا ما أرفع من السماء ، وأوسع من الأرض ، وأغنى من البحر ، وأقسى من الحجر ، وأشد حرارة من النار ، وأشد بردا من الزمهرير ، وأثقل من الجبال الراسيات؟ فقال له : يا هذا إن الحق أرفع من السماء ، والعدل أوسع من الأرض ، وغنى النفس أغنى من البحر ، وقلب الكافر أقسى من الحجر ، والحريص الجشع أشد حرارة من النار ، واليأس من روح الله عزوجل أشد بردا من الزمهرير ، والبهتان على البريئ أثقل من الجبال الراسيات.

( باب )

* ( معنى اشراف الأمة ) *

١ ـ حدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن أسد الأسدي ، قال : حدثنا عثمان بن عمر [ ابن ] أبي غيلان الثقفي ، وعيسى بن سليمان بن عبد الملك القرشي ، قالا : حدثنا أبو إبراهيم

__________________

(١) يونس : ٢٥.

١٧٧

الترجماني (١) [ قال : حدثنا سعد بن سعيد الجرجاني ] قال : حدثنا نهشل بن سعيد (٢) ، عن الضحاك ، عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أشراف أمتي حملة القرآن و أصحاب الليل.

٢ ـ حدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن أسد الأسدي ، قال : حدثنا محمد بن جرير ، و الحسن بن عروة ، وعبد الله بن محمد الوهبي (٣) ، قالوا : حدثنا محمد بن حميد ، قال : حدثنا زافر بن سليمان ، قال : حدثنا محمد بن عيينة ، عن أبي حازم ، عن سهل بن سعد ، قال : جاء جبرئيل عليه‌السلام إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : يا محمد عش ما شئت فإنك ميت ، وأحبب ما شئت (٤) فإنك مفارقه ، واعمل ما شئت فإنك مجزي به. واعلم أن شرف الرجل قيامه بالليل وعزه استغناؤه عن الناس.

( باب )

* ( معنى قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : « ما أظلت الخضراء ولا ) *

* ( أقلت الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر » ) *

١ ـ حدثنا أبو الحسن محمد بن عمرو بن علي البصري ، قال : حدثنا أبو عبد الله عبد السلام ابن محمد بن هارون الهاشمي ، قال : حدثنا محمد بن [ محمد بن ] عقبة الشيباني ، قال : حدثنا أبو القاسم الخضر بن أبان ، عن أبي هدية إبراهيم بن هدية البصري ، عن أنس بن مالك قال : أتى أبو ذر يوما إلى مسجد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : ما رأيت كما رأيت البارحة. قالوا : وما رأيت البارحة؟ قال : رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ببابه فخرج ليلا فأخذ بيد علي بن أبي طالب عليه‌السلام وخرجا إلى البقيع فما زلت أقفو أثرهما إلى أن أتيا مقابر مكة فعدل إلى قبر أبيه فصلى عنده ركعتين فإذا بالقبر قد انشق وإذا بعبد الله جالس وهو يقول : « أنا أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا عبده ورسوله ». فقال له : من وليك يا أبة؟ فقال : وما الولي بابني؟ فقال : هو هذا علي. فقال : وأن عليا وليي.

__________________

(١) هو إسماعيل بن إبراهيم بن بسام البغدادي الترجماني.

(٢) في بعض النسخ [ سهل بن سعيد ].

(٣) في بعض النسخ [ الدهني ].

(٤) في بعض النسخ [ من شئت ].

١٧٨

قال : فارجع إلى روضتك. ثم عدل إلى قبر أمه آمنة فصنع كما صنع عند قبر أبيه فإذا بالقبر قد انشق وإذا هي تقول : « أشهد أن لا إله إلا الله ، وأنك نبي الله ورسوله ». فقال لها : من وليك يا أماه؟ فقالت : وما الولاية يا بني؟ قال : هو هذا علي بن أبي طالب. فقالت : وأن عليا وليي. فقال : ارجعي إلى حفرتك وروضتك. فكذبوه ولببوه (١) وقالوا : يا رسول الله كذب عليك اليوم. فقال : وما كان من ذلك؟ قالوا إن جندب حكى عنك كيت وكيت ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء (٢) على ذي لهجة أصدق من أبي ذر.

قال عبد السلام بن محمد : فعرضت هذا الخبر على الجهمي محمد بن عبد الأعلى فقال : أما علمت أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : أتاني جبرئيل عليه‌السلام فقال : إن الله عزوجل حرم النار على ظهر أنزلك ، وبطن حملك ، وثدي أرضعك ، وحجر كفلك؟

٢ ـ حدثنا أبي ـ رضي‌الله‌عنه ـ قال : حدثنا محمد بن يحيى العطار ، عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري ، عن حمدان بن سليمان ، عن أيوب بن نوح ، عن إسماعيل الفراء ، عن رجل ، قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : أليس قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في أبي ذر ـ رحمة الله عليه ـ : « ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر »؟ قال : بلى. قال : قلت : فأين رسول الله وأمير المؤمنين؟ وأين الحسن والحسين؟ قال : فقال لي : كم السنة شهرا؟ قال : قلت : اثنا عشر شهرا ، قال : كم منهما حرم؟ قال : قلت : أربعة أشهر. قال : فشهر رمضان منها؟ قال : قلت : لا ، قال : إن في شهر رمضان ليلة أفضل من ألف شهر ، إنا أهل بيت لا يقاس بنا أحد.

( باب )

* ( معنى قول الصادق جعفر بن محمد عليهما‌السلام : ) *

* ( « من طلب الرئاسة هلك » ) *

١ ـ حدثنا أبي ـ رضي‌الله‌عنه ـ قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، قال : حدثنا محمد بن

__________________

(١) لبب فلانا أي اخذه بتلبيبه وجره.

(٢) الخضراء كناية عن السماء ، والغبراء كناية عن الأرض ، وأقلت أي حملت ورفعت.

١٧٩

الحسين ، قال : حدثني أبو حفص محمد بن خالد ، عن أخيه سفيان بن خالد ، قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : يا سفيان إياك والرئاسة ، فما طلبها أحد إلا هلك. فقلت له : جعلت فداك ، قد هلكنا إذ ليس أحد منا إلا وهو يحب أن يذكر ويقصد ويؤخذ عنه! فقال : ليس حيث تذهب إليه ، إنما ذلك أن تنصب رجلا دون الحجة فتصدقه في كل ما قال وتدعوا الناس إلى قوله.

( باب )

* ( معنى قول الصادق عليه‌السلام « من تعلم علما ليماري به السفهاء ) * أو يباهي به العلماء أو ليقبل بوجوه الناس إليه فهو في النار » ) *

١ ـ حدثنا عبد الواحد بن محمد بن عبدوس ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري ، عن حمدان بن سليمان ، عن عبد السلام بن صالح الهروي ، قال : سمعت أبا الحسن الرضا عليه‌السلام يقول : رحم الله عبدا أحيا أمرنا. فقلت له : فكيف يحيي أمركم قال : يتعلم علومنا ويعلمها الناس فإن الناس لو علموا محاسن كلامنا لاتبعونا. قال : فقلت له : يا ابن رسول الله فقد روي لنا عن أبي عبد الله عليه‌السلام أنه قال : « من تعلم علما ليماري به السفهاء أو يباهي به العلماء أو ليقبل بوجوه الناس إليه فهو في النار » فقال عليه‌السلام : صدق جدي ، أفتدري من السفهاء؟ فقلت : لا ، يا ابن رسول الله. فقال : هم قصاص من مخالفينا ، وتدري من العلماء؟ فقلت : لا ، يا ابن رسول الله. قال : فقال : هم علماء آل محمد عليهم‌السلام الذين فرض الله عزوجل طاعتهم وأوجب مودتهم ، ثم قال : أتدري ما معنى قوله : « أو ليقبل بوجوه الناس إليه »؟ قلت : لا. قال : يعني بذلك والله ادعاء الإمامة بغير حقها ومن فعل ذلك فهو في النار (١).

__________________

(١) لما سمع عبد السلام مدح الامام لمن يتعلم العلم ويعلمه الناس معللا بأن الناس إذا عرفوا محاسن كلامهم أقبلوا عليهم واتبعوهم توهم أنه ينافي ما روى عن الصادق عليه‌السلام من ذم من يطلب العلم ليقبل الناس إليه فبين عليه‌السلام له أن الذم واللوم إنما يكون على من يفعل ذلك اتباعا لهواه كأهل البحث من مخالفيهم ومن يدعى الإمامة من غير حق وأما من يفعل ابتغاء مرضات الله وليتضح الحق ويتبعه الناس فهو ممدوح. ( م )

١٨٠