معاني الأخبار

أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي [ الشيخ الصدوق ]

معاني الأخبار

المؤلف:

أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي [ الشيخ الصدوق ]


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار المعرفة للطباعة والنشر والتوزيع
المطبعة: دار المعرفة للطباعة والنشر
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٣٨

محمد بن عيسى ، عن الحسن بن علي الوشاء ، عن علي بن ميسرة قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : إياكم أن تكونوا منانين. قلت : جعلت فداك ، فكيف ذلك؟ قال : يمشي أحدكم ثم يستلقي ويرفع رجليه على الميل ثم : يقول : « اللهم إني إنما أردت وجهك ».

( باب )

* ( معنى المكافأة والشكر ) *

١ ـ حدثنا أبي ـ رضي‌الله‌عنه ـ قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، قال : حدثنا محمد بن عيسى بن عبيد ، قال : حدثنا عبيد الله بن عبد الله الدهقان ، عن درست بن أبي منصور الواسطي ، عن عمر أذينة ، عن زرارة ، قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : من صنع مثل ما صنع إليه فإنما كافئ ، ومن أضعف كان شاكرا ، ومن شكر كان كريما ، ومن علم أن ما صنع [ إليه ] إنما يصنع (١) لنفسه لم يستبطئ الناس في شكرهم ولم يستزدهم في مودتهم. واعلم أن الطالب إليك الحاجة لم يكرم وجهه عن وجهك فأكرم وجهك عن رده.

( باب )

* ( معنى العلم الذي لا يضر من جهله ولا ينفع من علمه ) *

١ ـ حدثنا أبي ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، قال : حدثنا محمد بن عيسى بن عبيد ، عن عبيد الله بن عبد الله الدهقان ، عن درست بن أبي منصور الواسطي ، عن إبراهيم بن عبد الحميد ، عن أبي الحسن عليه‌السلام قال : دخل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله المسجد فإذا جماعة قد أطافوا برجل فقال : ما هذا؟ فقالوا : علامة يا رسول الله. فقال : وما العلامة؟ قالوا : أعلم الناس بأنساب العرب ووقائعها وأيام الجاهلية وبالاشعار ، فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : ذاك علم لا يضر من جهله ولا ينفع من علمه.

__________________

(١) في بعض النسخ [ إلى نفسه ].

١٤١

( باب )

* ( معنى المنافق ) *

١ ـ حدثنا أبي ـ رضي‌الله‌عنه ـ قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن يعقوب بن يزيد ، عن محمد بن أبي عمير ، عن عبد الله بن سنان ، قال : كنا جلوسا عند أبي عبد الله عليه‌السلام إذا قال [ له ] رجل من الجلساء : جعلت فداك يا ابن رسول الله أتخاف علي أن أكون منافقا؟ فقال له : إذا خلوت في بيتك نهارا أو ليلا أليس تصلي؟ فقال : بلى. فقال : فلمن تصلي؟ فقال : لله عزوجل. قال : فكيف تكون منافقا وأنت تصلي لله عزوجل لا لغيره؟.

( باب )

* ( معنى الشكوى في المرض ) *

١ ـ حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور ـ رضي‌الله‌عنه ـ قال : حدثنا الحسين بن محمد بن عامر ، عن عمه عبد الله بن عامر ، عن محمد بن أبي عمير ، عن جميل بن صالح ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : إنما الشكوى أن تقول : لقد ابتليت بما لم يبتل به أحد ، أو تقول : لقد أصابني ما لم يصب أحد ، وليس الشكوى أن تقول : سهرت البارحة ، وحممت اليوم ، ونحو هذا.

( باب )

* ( معنى الريح المنسية والمسخية ) *

١ ـ حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، قال : حدثني أبو محمد الأنصاري ـ وكان خيرا ـ قال : حدثني أبو اليقظان عمار الأسدي ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لو أن مؤمنا أقسم على ربه عزوجل أن لا يميته ما أماته أبدا ولكن إذا حضر أجله بعث الله عزوجل ريحين إليه : ريحا يقال له : « المنسية » وريحا يقال له : « المسخية » فأما المنسية فإنها

١٤٢

تنسيه أهله وماله ، وأما المسخية فإنها تسخي نفسه عن الدنيا حتى يختار ما عند الله تبارك وتعالى.

( باب )

* ( معنى قول الصادق عليه‌السلام : « الناس اثنان : واحد ) *

* ( أراح ، وآخر استراح » ) *

١ ـ حدثنا محمد بن علي ماجيلويه ـ رضي‌الله‌عنه ـ عن عمه محمد بن أبي القاسم ، عن أحمد ابن أبي عبد الله البرقي ، عن أبيه ، عن محمد بن أبي عمير ، قال : حدثني بعض أصحابنا ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام أنه قال : الناس اثنان : واحد أراح ، وآخر استراح. فأما الذي استراح فالمؤمن إذا مات استراح من الدنيا وبلائها ، وأما الذي أراح فالكافر إذا مات أراح الشجر والدواب وكثيرا من الناس.

( باب )

* ( معنى السر وأخفى ) *

١ ـ حدثنا محمد بن علي ماجيلويه ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثني عمي محمد بن أبي القاسم ، عن محمد بن علي الكوفي ، قال : حدثني موسى بن سعدان الحناط ، عن عبد الله بن القاسم ، عن عبد الله بن مسكان ، عن محمد بن مسلم ، قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول الله عز وجل : « يعلم السر وأخفى (١) » قال : السر ما كتمته (٢) في نفسك ، وأخفى ما خطر ببالك ثم أنسيته.

( باب )

* ( معنى استعراب النبطي واستنباط العربي ) *

١ ـ حدثنا محمد بن علي ماجيلويه ـ رضي‌الله‌عنه ـ قال : حدثني عمي محمد بن أبي

__________________

(١) طه : ٧.

(٢) في بعض النسخ [ أثبته ] وفى بعضها [ أكننته ].

١٤٣

القاسم ، عن محمد بن علي الكوفي ، عن عثمان بن عيسى ، عن فرات بن أحنف ، قال : سأل رجل أبا عبد الله عليه‌السلام فقال : إن من قبلنا يقولون : نعوذ بالله من شر الشيطان وشر السلطان وشر النبطي إذا استعرب. فقال : نعم ، ألا أزيدك منه؟ قال : بلى. قال : ومن شر العربي إذا استنبط. فقلت : وكيف ذاك؟ فقال : من دخل الاسلام فادعا مولى غيرنا فقد تعرب بعد هجرته فهذا النبطي إذا استعرب. وأما العربي إذا استنبط فمن أقر بولاء من دخل (١) به في الاسلام فادعاه دوننا فهذا قد استنبط.

( باب )

* ( معنى ما روى أنه ليس لامرأة خطر لا لصالحتهن ولا لطالحتهن ) *

١ ـ حدثنا أبي ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا محمد بن أبي القاسم ماجيلويه ، عن محمد بن علي الكوفي ، عن عثمان بن عيسى ، عن عبد الله بن سنان ، عن بعض أصحابنا ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : إنما المرأة قلادة فانظر ما تتقلد وليس لامرأة خطر (٢) لا لصالحتهن ولا لطالحتهن ، وأما صالحتهن فليس خطرها الذهب والفضة ، هي خير من الذهب والفضة : وأما طالحتهن فليس خطرها التراب ، التراب خير منها.

( باب )

* ( معنى مشاورة الله عزوجل ) *

١ ـ حدثنا أبي ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا محمد بن أبي القاسم ماجيلويه ، عن محمد بن علي الكوفي ، عن عثمان بن عيسى ، عن هارون بن خارجة ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : إذا أراد أحدكم أمرا فلا يشاورن. فيه أحدا من الناس حتى يشاور الله عزوجل

__________________

(١) في بعض النسخ [ بولايتنا من دخل ].

(٢) أي مثل ولا عدل. ( م )

١٤٤

قلت : وما مشاورة الله عزوجل؟ فقال : يبدء فيستخير الله فيه (١) أولا ثم يشاور فيه فإذا بدء بالله عزوجل أجرى الله له الخيرة على لسان من أحب من الخلق.

( باب )

* ( معنى الحرج ) *

١ ـ حدثنا أبي ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن علي بن فضال ، عن ثعلبة بن ميمون ، عن زرارة ، عن عبد الخالق بن عبد ربه ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قول الله عزوجل : « ومن يرد أن يضله يجعل صدر ضيقا حرجا (٢) » فقال : قد يكون ضيقا وله منفذ يسمع منه ويبصر ، والحرج هو الملتئم (٣) الذي لا منفذ له يسمع [ به ] ولا يبصر منه (٤).

٢ ـ حدثنا عبد الواحد بن محمد بن عبدوس العطار بنيسابور سنة اثنين وخمسين وثلاث مائة قال : حدثا علي بن محمد بن قتيبة ، عن حمدان بن سليمان النيسابوري ، قال : سألت أبا ـ الحسن علي بن موسى الرضا عليه‌السلام عن قول الله عزوجل : « فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للاسلام (٥) » قال : من يرد الله أن يهديه بإيمانه في الدنيا إلى جنته ودار كرامته في الآخرة يشرح صدره للتسليم لله والثقة به والسكون إلى ما وعده من ثوابه حتى يطمئن إليه ، ومن يرد أن يضله عن جنته ودار كرامته في الآخرة لكفره وعصيانه له في الدنيا يجعل صدره ضيقا حرجا حتى يشك في كفره ويضطرب من اعتقاده قلبه (٦) حتى يصير كأنما يصعد في السماء كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون.

__________________

(١) أي يطلب من الله سبحانه أن يختار له ما هو خير له. ( م ) وليس المراد من الاستخارة ما هو المتعارف اليوم لأنه إذا كان بمعنى المتعارف فلا معنى للمشاورة بعده.

(٢) الانعام : ١٢٥.

(٣) كذا في جميع النسخ والصحيح « الملتئم » أي الملتصق. ( م )

(٤) مبالغة في نهاية ضيق الصدر وهو مثل فيما لا يستطاع.

(٥) الانعام : ١٢٥.

(٦) في بعض النسخ « في اعتقاده وقلبه ».

١٤٥

( باب )

* ( معنى أصدق الأسماء وخيرها ) *

١ ـ حدثنا أبي ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن علي بن فضال ، عن ثعلبة بن ميمون ، عن معمر بن عمر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : أصدق الأسماء ما سمي بالعبودية وخيرها أسماء الأنبياء صلوات الله عليهم أجمعين.

( باب )

* ( معنى الغيب والشهادة ) *

١ ـ حدثنا أبي ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن علي بن فضال ، عن ثعلبه بن ميمون ، عن بعض أصحابنا ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قوله عزوجل : « عالم الغيب والشهادة (١) » فقال : الغيب ما لم يكن والشهادة ما قد كان. (٢)

__________________

(١) الجمعة : ٨.

(٢) الغيب : كل ما غاب عنك فلا تدركه ، فيطلق على ما لا يدركه البصر لبعد أو غيره وعلى ما لا يناله السمع وهكذا. وحيث إنه تعالى الوجود الصرف الذي لا يعزب عنه موجود ، والقيوم لكل شئ الذي لا استقلال لشئ دونه ، والمحيط بكل شئ الذي لا يغيب عنه غائب فكل شئ مشهود له ولا يتصور الغيب بالقياس إليه. فمعنى قوله تعالى : « عالم الغيب والشهادة » ـ والله العالم ـ إما أنه العالم بما غاب عن الخلق ، أو العالم بما بما يكون في ذاته غيبا فينطبق على الماديات لغيبوبتها عن ذاتها حيث إنها توجد تدريجا وشيئا فشيئا وغيبوبة أجزاءها بعضها عن بعض لانبساطها في الحيز ، أو العالم بالمعدوم لغيبوبته عن الوجود. وأما قوله عليه‌السلام : « الغيب ما لم يكن والشهادة ما قد كان » فيمكن أن يكون المراد بقوله : « ما لم يكن » ما لم يوجد أصلا فينطبق على الثالث من الاحتمالات المذكورة في الآية ، ويمكن أن يكون المراد به ما كان مسبوقا بعدم زماني أي شئ لم يكن سابقا فينطبق على العالم المادي وعلى هذا فالمراد بقوله : « ما قد كان » ما فوق الطبيعة وهو العالم المنزه عن المادة ولوازمها من الزمان والمكان كما يشعر به لفظة « قد » وينطبق على الاحتمال الثاني ولا يجرى فيه الاحتمال الأول كما لا يخفى. ( م )

١٤٦

( باب )

* ( معنى خائنة الأعين ) *

١ ـ حدثنا أبي ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن علي بن فضال ، عن ثعلبة بن ميمون ، عن عبد الرحمن بن مسلمة الجريري قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قوله عزوجل : « يعلم خائنة الأعين (١) » فقال : ألم تر إلى الرجل ينظر إلى الشئ وكأنه لا ينظر إليه فذلك خائنة الأعين.

( باب )

* ( معنى القنطار ) *

١ ـ حدثنا محمد بن علي ماجيلويه ـ رضي‌الله‌عنه ـ عن عمه محمد بن أبي القاسم ، عن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن علي ، عن إسحاق بن عمار ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : من قرء مائة آية يصلي بها في ليلة كتب الله له بها قنوت ليلة ومن قرء مأتي آية في ليلة في غير صلاة الليل كتب الله له في اللوح المحفوظ قنطارا من حسنات ، والقنطار ألف ومأتي أوقية والأوقية أعظم من جبل أحد.

٢ ـ حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى الحلبي ، عن محمد بن مروان ، عن سعد بن طريف ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من قرء عشر آيات في ليلة لم يكتب من الغافلين ، ومن قرء خمسين آية كتب من الذاكرين ، ومن قرء مائة آية كتب من القانتين ، ومن قرء مائتي آية كتب من الخاشعين ومن قرء ثلاثمائة آية كتب من الفائزين ومن قرء خمسمائة آية كتب من المجتهدين ومن قرء ألف آية كتب له قنطار. والقنطار خمسة آلاف مثقال ذهب ، والمثقال أربعة و عشرون قيراطا أصغرها مثل جبل أحد وأكبر هاما بين السماء والأرض.

__________________

(١) المؤمن : ٢٠.

١٤٧

( باب )

* ( معنى البحيرة والسائبة والصيلة والحام ) *

١ ـ حدثنا أبي ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا محمد بن يحيى العطار ، عن محمد بن أحمد بن يحيى الأشعري ، عن العباس بن معروف ، عن صفوان بن يحيى ، عن ابن مسكان ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قول الله عزوجل : « ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة ولا وصيلة ولا حام (١) » قال : إن أهل الجاهلية كانوا إذا ولدت الناقة ولدين في بطن واحد قالوا : وصلت ، فلا يستحلون ذبحها ولا أكلها ، وإذا ولدت عشرا جعلوها سائبة ، ولا يستحلون ظهرها ولا أكلها ، و « الحام » فحل الإبل لم يكونوا يستحلونه فأنزل الله عزوجل أنه لم يكن يحرم شيئا من ذلك.

وقد روي أن البحيرة الناقة إذا أنتجت خمسة أبطن فإن كان الخامس ذكرا نحروه فأكله الرجال والنساء ، وإن كان الخامس أنثى بحروا أذنها أي شقوه وكانت حراما على النساء والرجال لحمها ولبنها ، وإذا مات حلت للنساء ، والسائبة البعير يسيب (٢) بنذر يكون على الرجل إن سلمه الله عزوجل من مرض أو بلغه منزله أن يفعل ذلك ، والوصيلة من الغنم كانوا إذا ولدت الشاة سبعة أبطن فإن كان السابع ذكرا ذبح فأكل منه الرجال والنساء ، وإن كانت أنثى تركت في الغنم ، وإن كان ذكرا وأنثى قالوا : وصلت أخاها فلم تذبح وكان لحومها حراما على النساء إلا أن يكون يموت منها شئ فيحل أكلها للرجال والنساء ، والحام الفحل إذا ركب ولد ولده قالوا : قد حمى ظهره. وقد يروى أن الحام هو من الإبل إذا أنتج عشرة أبطن ، قالوا : قد حمى ظهره فلا يركب ولا يمنع من كلاء ولا ماء.

__________________

(١) المائدة : ١٠٢.

(٢) سيب الدابة : أي تركها تسيب وتمر حيث تشاء فهي سائبة.

١٤٨

( باب )

* ( معنى العتل والزنيم ) *

١ ـ أبي ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن العباس بن معروف ، عن صفوان بن يحيى ، عن ابن مسكان ، عن محمد بن مسلم ، قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : « عتل بعد ذلك زنيم » (١) قال : العتل العظيم الكفر ، والزنيم المستهتر بكفره (٢).

( باب )

* ( معنى شرب الهيم ) *

١ ـ أبي ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا محمد بن أبي القاسم ، عن محمد بن علي الكوفي بإسناده رفعه إلى أبي عبد الله عليه‌السلام أنه قيل له : الرجل يشرب بنفس واحد؟ قال : لا بأس ، قلت : فإن من قبلنا يقول : ذلك شرب الهيم؟ فقال : إنما شرب الهيم ما لم يذكر اسم الله عليه.

٢ ـ حدثنا أبي ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن عثمان بن عيسى ، عن شيخ من أهل المدينة ، قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام : عن رجل يشرب فلا يقطع حتى يروي ، فقال : فهل اللذة إلا ذاك؟ قلت : فإنهم يقولون : إنه شرب الهيم (٣)؟ فقال : كذبوا إنما شرب الهيم ما لم يذكر [ اسم ] الله عزوجل عليه.

٣ ـ حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ـ رضي‌الله‌عنه ـ قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار ، عن أحمد ، وعبد الله ابني محمد بن عيسى ، عن محمد بن أبي عمير ، عن حماد بن عثمان الناب ، عن عبد الله بن علي الحلبي ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : ثلاثة أنفاس في الشرب أفضل من نفس واحد في الشرب ، وقال : كان يكره أن يشبه بالهيم قلت :

__________________

(١) القلم : ١٣. والعتل في اللغة : الجاف الغليظ والزنيم : من لا أصل له والدعى.

(٢) المستهتر بكذا ـ بفتح التاء ـ : المولع به بحيث لا يفعل غيره ولا يتحدث بغيره.

(٣) الهيم : جمع الأهيم وهو الإبل الشديد العطش ويقال : « قوم هيم » أي عطاش ويستعمل بمعنى الرمل ولعله بعناية أنه لا يروى من الماء. ( م )

١٤٩

وما الهيم؟ قال : الرمل (١). وفي حديث آخر هي الإبل.

قال مصنف هذا الكتاب : سمعت شيخنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ـ رضي الله عنه ـ يقول : سمعت محمد بن الحسن الصفار يقول : كلما كان في كتاب الحلبي : « وفي حديث آخر » فذلك قول محمد بن أبي عمير ـ رحمه‌الله ـ.

( باب )

* ( معنى الأصغرين والأكبرين والهيئتين ) *

١ ـ حدثنا أحمد بن إبراهيم بن الوليد السلمي ، قال : حدثنا أبو الفضل محمد بن أحمد الكاتب النيسابوري بإسناد رفعه إلى أمير المؤمنين عليه‌السلام أنه قال : كمال الرجل بست خصال : بأصغريه ، وأكبريه ، وهيئتيه. فأما أصغراه فقلبه ولسانه إن قاتل قاتل بجنان ، وإن تكلم تكلم بلسان ، وأما أكبراه فعقله وهمته ، وأما هيئتاه فماله وجماله.

( باب )

* ( معنى كرامة النعمة ) *

١ ـ حدثنا محمد بن علي ماجيلويه ـ رضي‌الله‌عنه ـ ، عن عمه محمد بن أبي القاسم ، عن محمد بن علي الصيرفي ، عن سعدان بن مسلم ، عن حسين بن نعيم ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : يا حسين أكرم النعمة (٢). قلت : جعلت فداك ، وأي شئ كرامتها؟ قال : اصطناع المعروف فيما يبقى عليك.

( باب )

* ( معنى السياء ) *

١ ـ أبي ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن محمد ابن علي الكوفي ، عن عبيد الله الدهقان ، عن درست بن أبي منصور الواسطي ، عن إبراهيم

__________________

(١) في بعض النسخ [ الزمل ] ـ بفتح الزاي المعجمة ـ بمعنى الدابة.

(٢) في النسخ [ النعم ].

١٥٠

ابن عبد الحميد ، عن أبي الحسن موسى عليه‌السلام قال : جاء رجل إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : يا رسول الله قد علمت ابني هذا الكتاب ، ففي أي شئ أسلمه؟ فقال : سلمه (١) لله أبوك ولا تسلمه في خمس : لا تسلمه سياء ولا صائغا ولا قصابا ولا حناطا ولا نخاسا قال : يا رسول الله وما السياء؟ قال : الذي يبيع الأكفان ويتمنى موت أمتي وللمولود ن أمتي أحب إلي مما طلعت عليه الشمس. وأما الصائغ فإنه يعالج غبن أمتي (٢).

وأما القصاب فإنه يذبح حتى تذهب الرحمة من قلبه. وأما الحناط فإنه يحتكر الطعام على أمتي ولئن يلقى الله العبد سارقا أحب إلي من أن يلقاه قد احتكر طعاما ربعين يوما. وأما النخاس فإنه أتاني جبرئيل عليه‌السلام فقال : يا محمد إن شرار أمتك لذين يبيعون الناس (٣).

( باب )

* ( معنى القليل ) *

١ ـ أبي ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا محمد بن يحيى العطار ، عن محمد بن أحمد بن يحيى ، عن موسى بن عمر ، عن جعفر بن محمد بن يحيى ، عن غالب ، عن أبي خالد ، عن حمران ، عن أبي جعفر عليه‌السلام في قول الله عزوجل : « وما آمن معه إلا قليل » (٤) قال : كانوا ثمانية.

( باب )

* ( معنى آخر للقليل ) *

١ ـ أبي ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن علي ابن النعمان ، عن هارون بن خارجة ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله عزوجل :

__________________

(١) في بعض النسخ [ أسلمه ]. وقوله : « لله أبوك » مدح للرجل نظير « لله دره ».

(٢) لعل المراد به أنه يزاول ما يحتمل الغرر ويقبل القلب فكأنه بصدد غبنهم. وفى بعض النسخ « عين » بالعين المهملة ولعله بمعنى الذهب لأنه يجمعه ويعالجه وفي بعضها « غنى » فان الذهب والفضة التي يعالجها الصائغ غنى الأمة. ( م )

(٣) المشهور بين فقهائنا كراهة هذه الصنائع الخمسة وحملوا الاخبار المعارضة على نفى التحريم.

(٤) هود : ٤٣.

١٥١

« فلما كتب عليهم القتال تولوا إلا قليلا منهم (١) » قال : كان القليل ستين ألفا.

( باب )

* ( معنى الخبر الذي روى أن الشؤم في الثلاثة في المرأة ، والدابة ، والدار ) *

١ ـ حدثني محمد بن علي ماجيلويه ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثني محمد بن يحيى العطار ، قال : حدثني سهل بن زياد ، قال : حدثني عثمان بن عيسى ، عن خالد بن نجيح ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : تذاكرنا الشؤم عنده ، قال : الشؤم في ثلاثة : في المرأة ، والدابة ، والدار. فأما شؤم المرأة فكثرة مهرها وعقوق زوجها ، وأما الدابة فسوء خلقها ومنعها هرها ، وأما الدار فضيق ساحتها وشر جيرانها وكثرة عيوبها.

٢ ـ أبي ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن عبد الله ابن ميمون ، عن عبد الله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : الشؤم في ثلاثة أشياء : في الدابة ، والمرأة ، والدار. فأما المرأة فشؤمها غلاء مهرها وعسر ولادتها ، وأما الدابة فشؤمها كثرة عللها وسوء خلقها ، وأما الدار فشؤمها ضيقها وخبث جيرانها. وقال : من بركة المرأة خفة مؤونتها ويسر ولادتها ، وشؤمها شدة مؤونتها وتعسر ولادتها.

( باب )

* ( معنى قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله « أيما رجل ترك دينارين ) *

* ( فهما كي بين عينه ) *

١ ـ أبي ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا محمد بن يحيى العطار ، عن محمد بن أحمد بن يحيى ، عن علي بن إسماعيل ، عن صفوان ، عن عبد الرحمن بن الحجاج ، عمن سمعه ـ وقد سماه ـ عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : سألته عن الزكاة ما يأخذ منها الرجل؟ وقلت له : إنه بلغنا أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : أيما رجل ترك دينارين فهما كي بين عينيه. قال : فقال : أولئك

__________________

(١) البقرة : ٢٤٥.

١٥٢

قوم كانوا أضيافا على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فإذا أمسى قال : يا فلان اذهب فعش هذا (١). فإذا أصبح قال : يا فلان اذهب فغد هذا (٢). فلم يكونوا يخافون أن يصبحوا بغير غداء ولا بغير عشاء فجمع الرجل منهم دينارين ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فيه هذه المقالة ، فإن الناس إنما يعطون من السنة إلى السنة فللرجل أن يأخذ ما يكفيه ويكفي عياله من السنة إلى السنة.

( باب )

* ( معنى الزكاة الظاهرة والباطنة ) *

١ ـ حدثنا محمد بن الحسن ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا أحمد بن إدريس ، قال : حدثنا محمد بن أحمد ، قال : حدثنا أبو عبد الله الرازي ، عن نصر بن الصباح ، عن المفضل بن عمر ، قال : كنت عند أبي عبد الله عليه‌السلام فسأله رجل : في كم تجب الزكاة من المال؟ فقال له : الزكاة الظاهرة أم الباطنة تريد؟ قال : أريدهما جميعا ، فقال : أما الظاهرة ففي كل ألف خمسة وعشرون درهما ، وأما الباطنة فلا تستأثر (٣) على أخيك بما هو أحوج إليك منك.

( باب )

* ( معنى قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله للرجل الذي مات وترك دينارين ) *

* ( « ترك كثيرا » ) *

١ ـ أبي ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن أبيه ، عن فضالة ، عن أبان ، قال : ذكر بعضهم عند أبي الحسن عليه‌السلام فقال : بلغنا أن رجلا هلك على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وترك دينارين فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « ترك كثيرا » قال : إن ذلك كان رجلا يأتي أهل الصفة فيسألهم فمات وترك دينارين.

__________________

(١) عشاه : أطعمه العشاء ـ بالفتح ـ وهو طعام العشى.

(٢) غداه : أطعمه الغداء ـ بالفتح ـ وهو طعام أول النهار.

(٣) استأثر بالشئ على الغير : استبد به وخص به نفسه.

١٥٣

* ( باب ) *

* ( معنى عفو رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عما سوى التسعة الأصناف ) *

* ( في الزكاة ) *

١ ـ أبي ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا محمد بن يحيى العطار ، عن محمد بن أحمد ، عن موسى ابن عمر ، عن محمد بن سنان ، عن أبي سعيد القماط ، عمن ذكره ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام أنه سئل عن الزكاة فقال : وضع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الزكاة على تسعة وعفا عما سوى ذلك : الحنطة والشعير ، والتمر ، والزبيب ، والذهب ، والفضة ، والبقرة ، والغنم ، والإبل فقال السائل : فالذرة؟ فغضب عليه‌السلام ثم قال : كان والله على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله السماسم والذرة والدخن وجميع ذلك ، فقال : إنهم يقولون : إنه لم يكن ذلك على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وإنما وضع على تسعة لما لم يكن بحضرته غير ذلك فغضب وقال : كذبوا فهل يكون العفو إلا عن شئ قد كان ولا والله ما أعرف شيئا عليه الزكاة غير هذا فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر.

( باب )

* ( معنى الجماعة والفرقة والسنة والبدعة ) *

١ ـ أبي ـ رحمه‌الله ـ قال حدثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عن أبي الجهم هارون بن الجهم ، عن حفص بن عمر ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : سئل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عن جماعة أمته (١) ، فقال : جماعة أمتي أهل الحق وإن قلوا. (٢)

٢ ـ وبهذا الاسناد ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبي يحيى الواسطي ، عن عبد الله بن يحيى بن عبد الله العلوي رفعه قال : قيل لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما جماعة أمتك؟ قال : من كان على الحق وإن كانوا عشرة.

٣ ـ وبهذا الاسناد ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن عبد الله بن محمد الحجال ، عن عاصم

__________________

(١) في بعض النسخ [ عن الجماعة ].

(٢) يعنى جماعة أمتي هم أهل الحق منهم وإن قلوا كما يأتي في الحديث الآتي.

١٥٤

ابن حميد رفعه قال : جاء رجل إلى أمير المؤمنين عليه‌السلام فقال : أخبرني عن السنة والبدعة وعن الجماعة وعن الفرقة؟ فقال أمير المؤمنين عليه‌السلام : السنة ما سن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، والبدعة ما أحدث من بعده ، والجماعة أهل الحق وإن كانوا قليلا ، والفرقة أهل الباطل وإن كانوا كثيرا.

( باب )

* ( معنى قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله للرجل الذي قال له (١) : ) *

* ( « أنت ومالك لأبيك » ) *

١ ـ أبي ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا أحمد بن إدريس ، قال : حدثنا محمد بن أحمد ، عن محمد بن عيسى ، عن علي بن الحكم ، عن الحسين بن أبي العلاء ، قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : ما يحل للرجل من مال ولده؟ فقال : قوته بغير سرف إذا اضطر إليه. قال : فقلت له : فقول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله للرجل الذي أتاه فقدم إليه أباه فقال : أنت ومالك لأبيك؟ فقال : إنما جاء بأبيه إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وقال له : يا رسول الله هذا أبي وقد ظلمني ميراثي من أمي فأخبره الأب أنه قد أنفقه عليه وعلى نفسه. فقال : أنت ومالك لأبيك ولم يكن عند الرجل شئ ، أو كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يحبس أبا لابن؟!.

( باب )

* ( معنى المنقلين ) *

١ ـ أبي ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا أحمد بن إدريس ، عن محمد بن الحسن ، عن ابن فضال عن علي بن يعقوب ، عن مروان بن مسلم ، عن محمد بن شريح ، قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن خروج النساء في العيدين. فقال : لا ، إلا العجوز عليها منقلاها ـ يعني الخفين ـ.

__________________

(١) كذا في النسخ التي بأيدينا ولعل الأصح « للرجل الذي أتاه .. ». ( م )

١٥٥

( باب )

* ( معنى قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله « ليس للنساء سراة الطريق » ) *

١ ـ حدثنا محمد بن علي ماجيلويه ـ رضي‌الله‌عنه ـ قال : حدثنا علي بن إبراهيم ابن هاشم ، عن أبيه ، عن محمد بن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ليس للنساء سراة الطريق ولكن جنباه ـ يعني بالسراة وسطه.

( باب )

* ( معنى يوم التلاق ، ويوم التناد ، ويوم التغابن ، ويوم الحسرة ) *

١ ـ أبي ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن القاسم بن محمد الأصبهاني ، عن سليمان بن داود ، عن حفص بن غياث ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : يوم التلاق يوم يلتقي أهل السماء وأهل الأرض ، ويوم التناد يوم ينادي أهل النار أهل الجنة « أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله » ويوم التغابن يوم يغبن أهل الجنة أهل النار ، و يوم الحسرة يوم يؤتى بالموت فيذبح.

( باب )

* ( معنى قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله « مثل أصحابي فيكم كمثل النجوم » ) *

١ ـ حدثني (١) محمد بن بن الحسن بن أحمد بن الوليد ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار ، عن الحسن بن موسى الخشاب ، عن غياث بن كلوب ، عن إسحاق بن عمار ، عن جعفر بن محمد ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما وجدتم في كتاب الله عز وجل فالعمل لكم به لا عذر لكم في تركه ، وما لم يكن في كتاب الله عزوجل وكانت فيه سنة مني فلا عذر لكم في ترك سنتي ، وما لم يكن فيه سنة مني فما قال أصحابي فقولوا به ، فإنما مثل أصحابي فيكم كمثل النجوم بأيها اخذ اهتدي ، وبأي أقاويل أصحابي

__________________

(١) في بعض النسخ [ حدثنا ].

١٥٦

أخذتم اهتديتم ، واختلاف أصحابي لكم رحمة. فقيل : يا رسول الله ومن أصحابك؟ قال : أهل بيتي.

قال محمد بن علي مؤلف هذا الكتاب : إن أهل البيت عليهم‌السلام لا يختلفون ولكن يفتون الشيعة بمر الحق وربما أفتوهم بالتقية فما يختلف من قولهم فهو للتقية والتقية رحمه للشيعة (١).

( باب )

* ( معنى قوله عليه‌السلام « اختلاف أمتي رحمة » ) *

١ ـ حدثنا علي بن أحمد بن محمد ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي عن أبي الخير صالح بن أبي حماد ، قال : حدثني أحمد بن هلال ، عن محمد بن أبي عمير ، عن عبد المؤمن الأنصاري ، قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : إن قوما رووا أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : « إن اختلاف أمتي رحمة »؟ فقال : صدقوا ، قلت : إن كان اختلافهم رحمة فاجتماعهم عذاب؟ قال : ليس حيث ذهبت وذهبوا ، إنما أراد قول الله عزوجل : « فلو لا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون (٢) » فأمرهم أن ينفروا إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ويختلفوا إليه فيتعلموا ثم يرجعوا إلى قومهم فيعلموهم ، إنما أراد اختلافهم من البلدان لا اختلافا في دين الله ، إنما الدين واحد.

( باب )

* ( معنى الكذب المفترع ) *

١ ـ أبي ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن محمد

__________________

(١) يجوز أن يكون المراد بالاختلاف معناه الاخر أي التعاقب والتردد كما في قول الله سبحانه : « ان في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار ـ الآية ـ » أي تعاقبهما وفى الزيارة الجامعة الكبيرة « ومختلف الملائكة » أي موضع نزولهم وترددهم وإيابهم وذهابهم. والمراد بالأصحاب : الأئمة كما جاءت في الاخبار.

(٢) التوبة : ١٢٣.

١٥٧

ابن علي رفعه ، قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : إياكم والكذب المفترع. قيل له : وما الكذب المفترع؟ قال : أن يحدثك الرجل بالحديث فترويه عن غير الذي حدثك به.

( باب )

* ( معنى قول الله عزوجل : « ان عبادي ليس لك عليهم سلطان » ) *

١ ـ أبي ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا محمد بن يحيى العطار ، عن محمد بن أحمد ، عن يعقوب بن يزيد ، عن علي بن النعمان ، عن بعض أصحابنا رفعه إلى أبي عبد الله عليه‌السلام في قوله عزوجل : « إن عبادي ليس لك عليهم سلطان (١) » قال : ليس له على هذه العصابة خاصة سلطان ، قال : قلت : وكيف جعلت فداك وفيهم ما فيهم؟ قال : ليس حيث تذهب ، إنما قوله : « ليس لك عليهم سلطان » أن يحبب إليهم الكفر ويبغض إليهم الايمان.

( باب )

* ( معنى المعادن والاشراف وأهل البيوتات ) *

* ( والمولد الطيب ) *

١ ـ أبي ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن سلمة بن الخطاب ، عن علي ابن محمد الأشعث ، عن الدهقان ، عن أحمد بن ( ي ) زيد ، عن علي بن جعفر ، عن أخيه موسى ابن جعفر عليهما‌السلام قال : إنما شيعتنا المعادن والاشراف وأهل البيوتات ومن مولده طيب.

قال علي بن جعفر : فسألته عن تفسير ذلك ، فقال : المعادن من قريش ، والاشراف من العرب وأهل البيوتات من الموالي ، ومن مولده طيب من أهل السواد.

( باب )

* ( معنى قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله « حدث عن نبي إسرائيل ولا حرج » ) *

١ ـ أبي ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسين

__________________

(١) الحجر : ٤٣.

١٥٨

ابن سيف ، عن أخيه علي بن سيف ، عن أبيه سيف بن عميرة ، عن محمد بن مارد ، عن عبد الأعلى ابن أعين ، قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : جعلت فداك حديث يرويه الناس أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : « حدث عن بني إسرائيل ولا حرج » قال : نعم ، قلت : فنحدث عن بني إسرائيل بما سمعناه ولا حرج علينا؟ قال : أما سمعت ما قال : كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع؟ فقلت : فكيف هذا؟ قال : ما كان في الكتاب أنه كان في بني إسرائيل فحدث أنه كائن في هذه الأمة ولا حرج.

( باب )

* ( معنى ما روى أن الفقيه لا يعيد الصلاة ) *

١ ـ حدثنا أحمد بن الحسن القطان ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي قال : أخبرنا المنذر بن محمد قراءة ، قال : حدثنا جعفر بن سليمان ، عن عبد الله بن الفضل الهاشمي قال : كنت عند أبي عبد الله عليه‌السلام فدخل عليه رجل فسأله عن رجل لم يدر واحدة صلى أو اثنين فقال له : يعيد الصلاة ، فقال له : فأين ما روي أن الفقيه لا يعيد الصلاة؟ قال : إنما ذلك في الثلاث والأربع.

( باب )

* ( معنى السميط والسعيدة والأنثى والذكر ) *

١ ـ أبي ـ رحمه‌الله ـ قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن إبراهيم بن هاشم ، وأيوب بن نوح ، عن عبد الله بن المغيرة ، قال : حدثنا عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : سمعته يقول : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كان نبي مسجده بالسميط ، ثم إن المسلمين كثروا فقالوا : يا رسول الله لو أمرت بالمسجد فزيد فيه. فقال : نعم ، فأمر به فزيد فيه. وبنى بالسعيدة ، ثم إن المسلمين كثروا فقالوا : يا رسول الله لو أمرت بالمسجد فزيد فيه. فقال : نعم فزاد (١) فيه وبنى جداره بالأنثى والذكر ، ثم أشتد عليهم الحر فقالوا : يا

__________________

(١) في بعض النسخ [ فأمر به فزيد فيه ].

١٥٩

رسول الله لو أمرت بالمسجد فظلل. قال : فأمر به فأقيمت فيه سواري جذوع النخل ، ثم طرحت عليه العوارض والخصف والإذخر (١) فعاشوا فيه حتى أصابتهم الأمطار فجعل المسجد يكف عليهم (٢) ، فقالوا : يا رسول الله لو أمرت به فطين. فقال لهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا ، عريش (٣) كعريش موسى ، فلم يزل كذلك حتى قبض رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وكان جداره قبل أن يظلل قدر قامة فكان إذا كان الفيئ ذراعا وهو قدر مربض عنز صلى الظهر فإذا كان الفيئ ذراعين وهو ضعف ذلك صلى العصر ، قال : وقال : السميط لبنة لبنة ، والسعيدة لبنة ونصف ، والأنثى والذكر لبنتان مخالفتان.

( باب )

* ( معنى الجهاد الأكبر ) *

١ ـ حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس ـ رضي‌الله‌عنه ـ قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى ، قال : أخبرني محمد بن يحيى الخزاز ، قال : حدثني موسى بن إسماعيل عن أبيه ، عن موسى بن جعفر ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين عليهم‌السلام قال : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بعث سرية فلما رجعوا قال : مرحبا بقوم قضوا الجهاد الأصغر وبقي عليهم الجهاد الأكبر قيل : يا رسول الله وما الجهاد الأكبر؟ قال : جهاد النفس ، وقال عليه‌السلام أفضل الجهاد من جاهد نفسه التي بين جنبيه.

( باب )

* ( معنى أول النعم وبادئها ) *

١ ـ حدثنا أبي ، ومحمد بن الحسن ـ رضي‌الله‌عنهما ـ قالا : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، قال : حدثنا أبو القاسم عبد الرحمن الكوفي ، وأبو يوسف يعقوب

__________________

(١) الأذخر : نبات طيب الرائحة. والحشيش الأخضر.

(٢) أي يقطر.

(٣) العريش : البيت الذي يستظل به ولفظة « لا » منقطعة عما بعدها والمعنى لا أجوز لكم هذا وما ينبغي عريش إلا كعريش موسى عليه‌السلام.

١٦٠